[أبو جهاد الأنصاري]

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.. ثم أما بعد

شهر رمضان المبارك ليس مجرد وقت للصيام والعبادة، بل هو موسم لتجديد الروح والجسد، فهو طبيب القلوب الذي يطهرها من الأدران، وطبيب الأبدان الذي يمنحها الراحة والتجدد.

رمضان طبيب القلوب
في هذا الشهر الكريم، تفتح أبواب الرحمة والمغفرة، فيجد الإنسان فرصة لمراجعة نفسه، والتقرب إلى الله عز وجل، وترك الذنوب والمعاصي. إنه شهر التسامح، والصدق، والمحبة، حيث تزداد صلة الأرحام، ويعم الخير بين الناس، فتشفى القلوب من الضغائن والأحقاد، وتمتلئ بالإيمان والسكينة.

رمضان طبيب الأبدان
الصيام في رمضان ليس عبادة فحسب، بل هو علاج للجسد من السموم، حيث يساعد على تنظيم الجهاز الهضمي، ويمنح الأعضاء فرصة للراحة والتجدد.
أثبتت الدراسات أن الصيام يساهم في تحسين وظائف القلب، وتقليل الكوليسترول، وتعزيز مناعة الجسم. كما أنه وسيلة فعالة لضبط الوزن وتحقيق التوازن الغذائي عند اتباع نظام صحي متكامل خلال الإفطار والسحور.

رمضان مدرسة للصبر والتوازن
يُعلّم رمضان الإنسان الصبر، فالجوع والعطش خلال ساعات النهار يذكرنا بنعم الله التي لا نشعر بها أحيانًا، كما يربينا على التحكم في شهواتنا، مما يساعد في تهذيب النفس وتعويدها على الاعتدال في كل شيء.

وهكذا، يجمع رمضان بين غذاء الروح والجسد، فيكون دواءً للقلب، وشفاءً للبدن، ومدرسةً للإنسان تعلّمه أعظم الدروس في الحياة.