الموضوع
:
صفات الوحي الإلهي
عرض مشاركة واحدة
#
11
2007-09-07, 06:40 PM
أبو جهاد الأنصاري
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,420
ولاشك أن أهم شئ نريد التنبيه هنا فى هذه السلسلة ، خاصة أنها خاصة بقسم السنة وعلومها بخصوص صفات الوحى ألا وهى صفة الوحى الإقرارى - كما أسماها الدكتور عبد المهدى بن عبد الهادى- فى مقاله الذى عرضناه فىالبداية ، حيث أنها مما يتشكك فيه المتشككون والمشككون من أعداء السنة ومنكريها.
حيث يقول :
"الوحى الإقراري فهو أن يجتهد - صلى الله عليه وسلم - فى الأمر فيسلك فيه مسلكاً ما ، فإن كان صواباً أقره الوحي ، وإن كان غير صواب نبهه الوحي ، وحينئذ يكون إعلامياً ، فالوحي التقريري هو ما أقر الله سبحانه وتعالى نبيه فيه على صواب فعله من تلقاء نفسه.
فما صدر منه - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو إقرار دائر بين حالين :
أ- حال الإيحاء ، بأن يوحى الله إليه بالأمر ابتداءً فيمتثل ، أو يوحى إليه انتهاء ليعرفه سبحانه ما يتفق وشريعته ، وهذا قليل نادر ، ومثاله ما حدث فى أسرى بدر.
ب- حال عدم الإيحاء وذلك بتركه صلى الله عليه وسلم وشأنه فيتصرف صواباً فيقره الله سبحانه وتعالى على ذلك.
وهذه الحال من مستلزمات سلامة الدين ، فما كان الله عز وجل ليترك خطأ يصدر من رسوله المبلغ عنه ، مما يترتب عليه وقوع الأمة فيه تباعاً. "
انتهى.
فهذه الحالة هى التى يصفها لنا رسول الله
بقوله : (ألا إنى أوتيت القرآن ومثله معه).
وهى التى أخبر عنها القرآن فى العديد من المواضع حيث قال تعالى :
(وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذى اختلفوا فيه) [النحل : 64]
حيث قال تعالى : (لتبين) يعنى أنت يا محمد تبين لهم. ولم يقل : "ليبين" بحيث يعود الضمير على القرآن الكريم ، ولم يقل : "ليتبين" بحيث يعود الضمير على كل من قرأ القرآن. بل إنه ربط مسألة البيان بشحص النبى محمد
.
ن
ظير هذا قوله تعالى : (وأنزلنا عليك الكتاب لتبين للناس ما نزل إليهم) [النحل : 44].
وهنا أوضح دلالة من الآية السابقة ، وهذا يعد دليلاً قاطعاً نفقأ به عيون من أنكر حجية السنة النبوية المطهرة.
وإن أنكروا ألزمناهم بأن نقول لهم : ولماذا لم يقل ربنا سبحانه : "ليبين" أو "ليتبين"؟
أليس فى قوله تعالى : (لتبين) دلالة قاطعة على أن مسألة البيان والتبيين متعلقة بشخص النبى
دون سواه؟
فإن أنكروا هذا ألزمناهم أن يعترفوا أنه يجوز لنا أن ننزع قوله تعالى : (لتبين) ونضع مكانها : "ليبين" أو "ليتين" إذا كانت تقوم محلها.
ولا شك أن فى هذا كفر بالله العظيم بالإجماع.
أبو جهاد الأنصاري
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى أبو جهاد الأنصاري
زيارة موقع أبو جهاد الأنصاري المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها أبو جهاد الأنصاري