اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر نوفل
أنت تريد الجواب أم تريد أن تتفلسف وتتحاذق وهذا بعيد عن ما تعتقد
راجع كتبكم وما لديكم عن الإمامة وشروطها ..
ومن مات ولم يعرف أمام زمانه .. ما ميت جاهلية اعتقد أن هذا لديكم ..
|
طيب يا عمر سأنقل لك هذا لعلك تجد تفسير الحديث فيه
مامن حديث أشكل على معظم الناس فهم معناه كهذا الحديث الذي نحن بصدد الكلام على معناه . خاصة ً في هذه الأيام التي تحرص فيها بعض الجهات على إثارته وترديده لغايات سياسية هدفها محاولة الترقيع لأنظمة حكم سياسة فاسدة تعرت أمام الجميع من مقومات شرعيتها , ومما ينبغي التنبه له أن معنى هذا الحديث قد يبدو للوهلة الأولى مشكلا بالفعل وهنا ضرورة إيضاح معناه ولذا فلابد في فهم معناه الفهم السليم المتفق مع عقيدة أهل السنة والجماعة من الرجوع إلى أحد أئمة الدين , وهذا ما يدور حوله هذا الموضوع , وقد قال الإمامأحمد ـ رحمه الله ـ وهو من سننقل عنه التفسير للصحيح لهذا الحديث : (إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام) . لكننا ننبه قبلا أن الحديث ورد بلفظين متقاربين عن صحابيين مختلفين (ابن عمر ومعاوية ـ رضي الله عنهم ـ) ويفيدان في ظاهرهما أن كل من مات من المسلمين في أي عصر وفي أي مصر وليس في عنقه بيعة لإمام فقد مات ميتة جاهلية كما يموت أهل الجاهلية الذين لاإمام لهم
فهل هذا الظاهر مراد ؟! الجواب قطعا كلا ! لكننا أولا وقبل الخوض في التفصيل نورد لفظي الحديثين :
اللفظ الأول : حديث عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (( ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية )) الذي رواه الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ في صحيحه ( رقم 1851 ) مع قصة في أوله مفادها : جاء عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية فقال اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة فقال إني لم آتك لأجلس أتيتك لأحدثك حديثا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية )
اللفظ الثاني :
ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده بسند حسن ( والحديث صحيح لغيره ) وغيره من طريق أبي صالح السمان عن معاوية ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (( من مات بغير إمام مات ميتةجاهلية )) المسند (28/88 برقم 16876 طبعة شعيب الأرنؤوط) .
وها أنت ترى تقارب اللفظين وإفادتهما لمعنىً واحد في الظاهر , إلا أن هذا الظاهر غير مراد ـ قطعا ـ وذلك أن هذين الحديثين المراد بهما الإمامة العظمى التي من أهم شروطها قرشية النسب كما قال ـ صلى الله عليه ـ ((الأئمة من قريش)) أخرجه أحمد بسند صحيح .
فمن اجتمعت فيه شروط الإمامة الشرعية العظمى وأركانها , ثم أجمع الناس قاطبة ـ تبعا لذلك ـ على إمامته ومبايعته تبعا لأهل الحل والعقد , فلايجوز أن يتخلف مسلم قادر عن ذلك , ومن فعل ذلك فقد طاله الوعيد الشديد الوارد في الحديث ( مات ميتة جاهلية ) . وبهذا التفسير الصحيح قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ :
قال الخلاّل في كتاب السنة (رقم 10) :
( وأخبرني محمد بن أبي هارون أن إسحاق حدثهم أن أبا عبدالله سئل عن حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية ) ما معناه ؟ قال أبو عبدالله ( أي الإمام أحمد ): تدري ما الإمام ؟ الإمام الذي يجمع المسلمون عليه . كلهم يقول : هذا إمام , فهذا معناه )
منقول