[أبو جهاد الأنصاري]

بعدما أثبت شيخنا صهيب - حفظه الله - كذبك وعدم أمانتك فى النقل ، وهذا يجرح فى عدالتك - وهى مجروحة فى الأصل - فإن هذا سيلقى علينا مسئولية مراجعة كل كلمة ستأتى بها يا غير الأمين يا مجروح العدالة يا من كذبت على البخارى ثم تتهمه بالكذب ، أقول ....

بعد كل هذا دعنى أوضح لمن يقرأ هذا الكلام ويغتر به فأقول أن هذا كان فى بداية الدعوة ، وكان الناس حديثى عهد بالإسلام ، وكانت ألسنة الناس لا تزال معتادة على هذا الفعل ألا وهو الحلف باللات والعزى ، فأمر النبى صلى الله عليه وسلم بعدم الحلف بغير الله وعدم الحلف باللات والعزى :فقال : ( ألا من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله . فكانت قريش تحلف بآبائها ، فقال : لا تحلفوا بآبائكم ) [أخرجه البخاري / 3836 ] عن أبى هريرة .


وقال : ( لا تحلفوا بآبائكم ومن كان حالفا فليحلف بالله ) [ أخرجه البخاري / 6648 ، 7401 ] عن عبد الله بن عمر .


وقال عمر بن الخطاب : حدثت قوما بحديث قال : فجعلت أقول : وأبي فقال رجل خلفي : ( لا تحلفوا بآبائكم ) فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم . [ أخرجه البخارى / 254 ]


فلماذا لم يذكر الكذاب الكافر بالسنة أبو جعفر المنصور هذه الأحاديث ، وقد آثرت أن أضع ما ورد فى صحيح البخارى فقط فى نفس الباب.


أما الحديث الذى قال فيه النبى (من حلف منكم فقال في حلفه : باللات والعزى ، فليقل : لا إله إلا الله ، ومن قال لصاحبه : تعال أقامرك ، فليتصدق) والذى أخرجه البخارى فى صحيحه فى أربعة مواضع ، ونقله أبوز جعفر بعدما اقتص منه عبارة مهمة ، فليس فى الحديث ما يشير إلى ما افتراه فى موضوع الرابط من أن البخارى يقول أن النبى يجوز الحلف باللات والعزى بشرط ، ولكن طبعاً هذا سلوك أتباع الشيطان ، الشيطان الذى رد أمر رب العزة وقال له : ( أنا خير منه ) فأين هو تجويز النبى بالحلف باللات والعزى ؟؟!! غاية ما هنالك أن النبى كان يضع العلاج للخطأ الذى كانت الألسن لا تزال تقع فيه لقرب عهدها بالإسلام.

تماماً كما فعل ربنا سبحانه وتعالى فى تحريم الخمر ، تدرج تشريعى ، والنبى لم يتدرج فى تحريم الحلف بغير الله ، ولكن كان يوضح كفارة الحلف الخطأ بغير الله.