بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الحسيني بشار ذكرت أن الشيعة هم الأنصار والأتباع ولغة هذا صحيح
ولكن السؤال أنصار من وأتباع من ؟
وفي قولك أيضاً إنكار لبداية الشيعة على يد اليهودي ابن سبأ فـ ياكريم راجع انت كتبك والتاريخ لترى شريعتك على يد من ظهرت وإن لم يسعفك هذا فـأرجع لعقائدك وأنظر توافق من كتاب الله وسنة رسولة وال بيته أم اليهود من جهة والنصارى من جهة أخرى
ذُكر في كتب التاريخ أنه كان لعلي رضي الله عنه أتباع في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام لكن إتباعهم كان بالمحبة فقط ولم يكن بينهم وبين غيرهم إختلاف في العقيدة فنهجهم القرآن وسنتهم المختار والصحابة من أسيادهم وخيرهم الصديق والفاروق وذي النورين ولا إختلاف في هذا كان إتباعهم لعلي في رجوعهم له في بعض المسائل الفقهيه اذا لم يجدوا الرسول فإن لم يجدوا علي رجعوا للصحابة رضي الله عنهم جميعاً وعليه لا فرق بينهم وبين أهل السنه ومن الخطأ وضع مسميين والإعتقاد واحد خصوصاً إن كان لأحد هذه المسميات أمور تكفيريه مستحدثه
وعليه في عهد الرسول الشيعة هم أهل السنه بل كلهم على سنة محمد عليه الصلاة والسلام
وبعد وفاة الرسول أجتمع الأنصار على سعد بن عبادة زعيم الخزرج وأجتمع المهاجرون على ابي بكر الصديق رضي الله عنهم جميعاً وكان حلها بحديث ذكروه للرسول عليه الصلاة والسلام : ( قريش ولاة هذا الأمر ) فكان رد سعد : صدقت , نحن الوزراء وأنتم الأمراء
وتمت البيعة للصديق فتخلف عنها علي بن ابي طالب رضي الله عنه وأستغل ابن سبأ اليهودي وأتباعه هذه الفرصة لتمزيق صفوف المسلمين وطمس حقيقة هذه الدين فأدعوا أن علي رضي الله عنه لم يبايع رفضاً لبيعة أبي بكر الصديق وأنه هو أحق بالخلافة وأختلق مسئلة الإمامة جاراً خلفها سلسة لاتنتهي من الأكاذيب التي انطوت على البعض ..
وبعد مدة بايع علي ابوبكر الصديق برضا تام فتبعه من كان صادقاً في اتباع علي ووالاة حق الولاء أما من خالف فرفض البيعة وتبعها برفض بيعة عمر ومن ثم عثمان وأشتد الخلاف في عهد عثمان وكان لكل المعارك التي قامت بين المسلمين حينها يد جليه للنفاق وأهله ..
ومن الأدلة التي تثبت ان بداية الشيعة كانت علي يد أبن سبأ مماجاء في كتبهم
قال القمي في كتابه ( المقالات والفرق ) ص 10 - 21 ، يقر بوجوده ويعتبره أول من قال بفرض إمامة علي ورجعته وأظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة ، كما قال به النوبختي في كتابه ( فرق الشيعة ) ص 19 - 20 ، وكما قال به الكشي في كتابه المعروف بـ ( رجال الكشي ) . والاعتراف سيد الأدلة ، وهؤلاء جميعهم من كبار شيوخ الرافضة قال البغدادي : ( السبئية أتباع عبد الله بن سبأ الذي غلا في علي - رضي الله عنه - وزعم أنه كان نبياً ثم غلا فيه حتى زعم أنه الله ) وقال البغدادي كذلك : ( وكان ابن السوداء - أي ابن سبأ - في الأصل يهودياً من أهل الحيرة ، فأظهر الإسلام وأراد أن يكون له عند أهل الكوفة سوق ورياسة ، فذكر لهم أنه وجد في التوراة أن لكل نبي وصيأ وأن علياً - رضي الله عنه - وصي محمد صلى الله عليه وسلم .. وذكر الشهرستاني عن ابن سبأ أنه أول من أظهر القول بالنص بإمامة علي - رضي الله عنه
هنا سؤال : كان علياً رضوان الله عليه يوافق الصحابة في فعلهم فهل كان سنياً ؟ أم شيعياً ؟
والأن نأتي لقضية أخرى متصلة بما سبق
الشيعة اليوم أحزاب مختلفة كل حزب بمالديهم فرحون ويكفرون غيرهم من الشيعة
بمرور عابر على من هم شيعة علي :
1- يقول الإمام أبو الحسن الأشعري في تعريف الشيعة : ( هم الذين شايعوا علياً , وقدموه على سائر أصحاب رسول الله ) مقالات الإسلاميين ج1 ص65
2- يقول الشهرستاني : ( الشيعة هم الذين شايعواً علياً على الخصوص , وقالوا بإمامته وخلافته نصاً ووصية , إما جلياً وإما خفياً , وأعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده , وإن خرجت فبظلم يكون من غيرهم , أو بتقية من عندهم , وقالوا : ليست للإمام قضية مصلحية تناط بإختيار العامة وينتصب الإمام بنصبهم بل هي قضية أصولية وهي ركن الدين لايجوز للرسل إغفاله وإهماله ولاتفويضه إلى العامة وإرسالة , ويجمعهم القول بوجوب التعيين والتنصيص وثبوت عصمة الأنبياء والأئمة وجوباً عن الكبائر والصغائر والقول بالتولي والتبري قولاً وفعلاً وعقداً , إلا في حال التقية .
ويخالفهم بعض الزيديه في ذلك , ولهم في تعدية الإمام كلام وخلاف كثير وعند كل تعدية وتوقف مقالة ومذهب وخيط ) الملل والنحل ج1 ص146
3- يقول ابن خلدون : ( اعلم ان الشيعة لغة : هم الصحب والأتباع , ويطلق في عرف الفقهاء والمتكلمين من الخلف والسلف على اتباع علي وبنيه ) مقدمة ابن خلدون ص175
4- ويقول الشيخ أبومحمد الحسن بن موسى النوبختي صاحب كتاب فرق الشيعة : ( الشيعة هم فرقة علي بن أبي طالب المسمون بشيعة علي في زمن النبي منهم المقداد بن أسود الكندي وسلمان الفارسي وأبوذر جندب بن جنادة وعمار بن ياسر ومن وافق مودته مودة علي وهم أول من سمي بإسم التشيع في هذه الأمة ) فرق الشيعة ص10
5- يقول الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء : ( إن عدداً ليس بالقليل إختصوا في حياة النبي بعلي ولازموه وجعلوه إماماً كمبلغ عن الرسول وشارح ومفسر لتعاليمة وأسراره وأحكامه وصاروا يعرفون بأهم شيعة علي كعلم خاص بهم فإن صرف محبة شخص لأخر أو عدم بغضه لايكفي في كونه شيعة له بل لابد هناك من خصوصية زائدة وهي الإقتداء - والمتابعة له بل ومع الإلتزام أيضاً ) أصل الشيعة وأصولها ص112
6- يقول السيد أمير محمد الكاظمي القزويني : ( الشيعة في أصل معناها اللغوي أتباع الرجل وأنصاره وقد غلب هذا الإسم على من يتولى علياً وأهل بيته حتى صار اسمه خاصاً لهم فالشيعة كما جاء التنصيص عليه في معاجم اللغة وقواميسها : هم الذين تابعواً علياً وقالوا بإمامته وخلافته نصاً ووصاية من النبي وأعتقدواً أن الإمامة من بعده في ولديه الحسن والحسين والتسعة من اولاد الحسين فأنقطعوا إليهم في جميع شئون حيتهم الإعتقادية والعملية ) كتاب الشيعة في عقائدهم وأحكامهم
خلاصة القول تتفق هذه التعريفات جميعاً على ان الشيعة هم أتباع علي وخاصته وهذا يلزم علي أن يكون شيعياً وفي ذات الوقت يكون هناك إلزام أخر
فرق الشيعة جميعها صاحبة عقائد مختلفة بعضها يناقض الأخر بل تصل بينهم لحد التكفير الصريح فـ عليه يكون أمرين
الأول : إما أن كل الشيعة أهل ظلال وعلي رضي الله عنه برئ منهم ( وهذا مايراه جميع المسلمين عدا الشيعة )
الثاني : ان يكون علي رضي الله عنه صاحب عقائد متناقضة ( والله يشهد اننا براء من قول كهذا )
آخيراً كما قال الرسول : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ماتمسكتم بهما : كتاب الله وسنتي ) أو كما تقول ( عترتي )
فقد قال عليه الصلاة والسلام أيضاً : ( ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة . قيل : ماهي يارسول الله ؟
قال : هي ما أنا عليه وأصحابي ) أخرجه الترمذي
__________________
.gif) ياميسر كل أمر عسير يسر لي آمري فـ إن تيسير العسير عليك يسير
|