
السلام على من اتبع هدى الله و رسوله:
¤قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ , قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ , قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ , قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ , قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ , وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ , وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ , وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ , وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ ¤ سبأ 54-46
اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه.
رب اشرح لي صدري و يسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهو قولي. آمين
سبق و أن أشرت أن الحوار سيتم تقسيمه إلى عدة نقط: بالنسبة للنقطة الأولى فعلى غرار ما فعله أخي "قاهر الباطل" ستكون مرتبطة بما تناولته الزميلة في تعريفها للإلحاد. هذا التعريف الذي أرى أنه كاف لوحده لنقض الإلحاد و فضح عواره.
تقول الزميلة "سوزان" (هدانا الله و إياها):" الإلحاد هو عدم القناعة بالغيب، واليقين بالواقع كمصدر وحيد للمعرفة".
و تقول أيضا:" في حين أن الملحدين يرفضون الإقرار بوجود أية قوة فوق طبيعة عاقلة في الكون، ما لم يثبت وجودها علمياً، أي بشكل قابل للتجريب والإحاطة"".
ثم تقول في موضع آخر: "والملحد لا يوقن ولا يؤمن بغير ما يدركه بوساطة الحواس الخمس".
حسب هذه الأقوال فإن الغيب (الذي لا يؤمن به الملاحدة) هو كل ما لا يدرك بالحواس الخمسة, و لم يثبت وجوده علميا و غير قابل للتجريب و الإحاطة.
و سأبين إن شاء الله تعالى أخطاء هذا القول:
أولا: عدم ثبوت الشيء علميا لا يعني نفي وجوده كما يفعل الملاحدة. وهذه هي وجهة نظر العلم. (أطالبك بإثبات العكس)
ثانيا: هل الحواس الخمسة كافية لإدراك كل الحقائق: الجواب من وجهة نظر علمية: "الحواس الخمسة غير قادرة على الإحاطة بحقائق الوجود". أمثلة: العين غير قادرة على رؤية كل الإشعاعات التي طول موجاتها أقصر من البنفسجي و أطول من موجات الأحمر. كالأشعة فوق البنفسجية و تحت الحمراء. و كذا هناك ذبذبات لا تستطيع أذن الإنسان سماعها بينما تستطيع بعض الحيوانات ذلك (لي عودة حول هذه النقطة). و الإنسان لا يرى و لا يشم و لا يحس بالموجات الكهرمغناطيسية التي تحيط به من كل جانب... إلخ. هذه الحقائق إذن كانت "غيبا" (حسب تعريف سوزان لمفهوم الغيب) في مرحلة زمنية معينة, و لكن تطور العلوم أثبت فيما بعد صحتها.
استنتاج: عدم الإحاطة بالشيء لا يعني عدم وجوده كما يدعي الملاحدة. و يظهر بجلاء تصادم الإلحاد مع العلم.
بانتظار رد الزميلة "سوزان" و تعقيبها.
|