عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 2010-05-12, 03:23 PM
suzan suzan غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-18
المكان: سوريا
المشاركات: 63
افتراضي



الزميل عبد الرحمان:

اقتباس:
حسب أقوال الزميلة فإن الغيب (الذي لا يؤمن به الملاحدة) هو كل ما لا يدرك بالحواس الخمسة, و لم يثبت وجوده علميا و غير قابل للتجريب و الإحاطة.
نعم، هذه قناعتي تماماً، ويسعدني أن الزميل عبد الرحمان يحلل بدقة ما هو مطروح، ولا يضيع الوقت والحوار في أحكام تعسفية.

اقتباس:
أولا: عدم ثبوت الشيء علميا لا يعني نفي وجوده كما يفعل الملاحدة. وهذه هي وجهة نظر العلم. (أطالبك بإثبات العكس)
صحيح، عدم ثبوت الشيء علمياً لا يعني نفي وجوده، وهذا لا ينفيه الملحدون، وهذه وجهة نظر العلم فعلاً.. وليست لدي وجهة نظر معاكسة كما تعتقد.. ولكن وجهة نظري المعاكسة لوجهة نظرك هي ما يلي:

حينما أفترض أن هنالك قوى خارقة غير محسوسة تتمتع بها الأصنام الثلاث : اللات والعزى ومناة، ثم تأتيني وتقول لي هاتِ برهانك على وجود هذه القوى، وأجيبك: إن عدم قدرتي على إثبات الشيء علمياً لا يعني نفي وجوده.. كما تقول.. فهل يعني هذا أن الغرانيق العلى تتمتع بقوى جبارة فعلاً؟.. وإذا ما قلت لك أثبت أنه لا قوى جبارة خفية لها، فهل تستطيع إثبات ذلك؟..

أنت تستخدم نفس هذه الطريقة في إثبات وجود اللـه تماماً، فإن اعترضت على حديث الغرانيق، فإنما تعترض على إيمانك باللـه.

إن افتراض وجود قوى خفية فوق أحاسيسنا ومعارفنا بدون إثبات تجريبي يفتح الباب على مصراعيه لافتراض وجود عدد هائل من شتى أنواع الأوهام والأرواح والقوى المجهولة، والتي لا أساس لوجودها من الصحة.. ويمكنني أن ألفق لك عدداً هائلا من مثل هذه الافتراضات، ولا تستطيع إثبات عدم وجودها حسب طريقتك في المحاججة.

ولكن ما هو مهم أنه تفوتك مسألة مهمة في العلم تنفي محاججتك، فالعلم لا يفترض أية ظاهرة ما لم يكن هنالك دلائل تسمح بإمكانية الافتراض.. مثلاً حينما لاحظ العلماء انحراف أحد الكواكب الشمسية عن مساره، لم يعرفوا ما هو السبب، ولكنهم افترضوا أنه يتعرض لمجال جاذب من مصدر ما، وهذا الافتراض مشروع علمياً لأنه يستند إلى ظاهرة مادية ملحوظة هي الانحراف، وقد تابعوا الدراسات لتفسير الانحراف بفعل مصدر جاذبية، فتبين أنه يجب أن يكون صادراً عن جسم بحجم كوكب، ليس موجوداً في الخارطة الفلكية المعروفة، وبالفعل فقد تم تحديد موقعه اعتماداً على دراسة القوى المؤثرة في الكوكب المنحرف، وتم اكتشافه عينياً بالمجاهر الفلكية.. وإن لم تخني ذاكرتي فهذا الكوكب هو "بلوتو".

إذاً فالعلم لا يقبل أي افتراض إن لم يكن له دلائل تسمح به، وبالتالي لا تستطيع افتراض وجود إله، إن لم تكن لديك دلائل تسمح بهذا الافتراض.. لو راجعت ما تملك من دلائل تتوهمها ستجد أنك تملك إيمانك فقط، وهو ليس أكثر من حدس نفسي، لا أساس تجريبي له مثل ظاهرة الانحراف.

ولذلك لا يمكن الزعم بأن العلم يسمح بافتراض وجود إله، لأنه لا دلائل تسمح بهذا الافتراض. وجهلنا بالموجودات ليس دليلاً.

وإذا ما قارنا بين الكوكب المجهول، والإله المجهول لوجدنا ما يلي:

استطعنا الاستدلال على صحة وجود الكوكب من خلال تأثيره على المادة، بدون أن نتحسسه بأحاسيسنا، ودراسة هذا التأثير دراسة علمية حددت كامل خواصه. وتبين أنه مادي. وقد انطبق عليه توصيفي أعلاه: يدرك بالحواس الخمسة, ثبت وجوده علميا، قابل للتجريب و الإحاطة.
وقلت في مشاركتي (ما هو الإلحاد): يعتمد الإلحاد على (قاعدة موضوعية) لا توقن بوجود ما لا يتموضع، أي ما لا يكون قابلاً للقياس موضوعياً والبحث بالحواس، أو الأدوات التي تساعد الحواس على كشف ما لا تستطيع كشفه مباشرة..

أما الإله فلم يستطع أحد قط الاستدلال عليه، لأنه لم يثبت تأثيره على المادة (أكرر أن الجهل بالموجودات ليس دليلاً) ولم نستطع قط دراسته دراسة علمية تحدد خواصه ولن نستطيع، وهو ليس قابلاً للقياس موضوعياً، والبحث بالحواس، أو الأدوات التي تساعد الحواس على كشف ما لا تستطيع كشفه مباشرة.. وهذا يعني أنه غيب.

وصفات الغيب هذه هي نفسها صفات العدم. لأن العدم لايؤثر على المادة، ولن نستطيع قط دراسة تأثيره لا بالحواس ولا بالأدوات التي تيسر للحواس ذلك؟

ونخلص إلى نتيجة نهائية : اللـه = العدم.

إن الطريقة الوحيدة التي يمتلكها المؤمنون لجعل فكرة وجود اللـه واقعية هي الحدس، وهذا الأمل النفسي هو سقف الواقعية التي يمتلكونها.

وبرأيي أن أكبر خطأ يرتكبه المؤمنون هو محاولاتهم إثبات وجود اللـه بوساطة العلم أو المنطق، لأنه لو صح ذلك فهذا يثبت بأن اللـه مادي، فلا يمكن أن يخضع للإحاطة العلمية أو المنطقية غير المادة.

اقتباس:
ثانيا: هل الحواس الخمسة كافية لإدراك كل الحقائق: الجواب من وجهة نظر علمية: "الحواس الخمسة غير قادرة على الإحاطة بحقائق الوجود". كالأشعة فوق البنفسجية و تحت الحمراء. و كذا هناك ذبذبات لا تستطيع أذن الإنسان سماعها.. هذه الحقائق إذن كانت "غيبا" (حسب تعريف سوزان لمفهوم الغيب) في مرحلة زمنية معينة, و لكن تطور العلوم أثبت فيما بعد صحتها.
طبعاً لا تستطيع الحواس إدراك كل الحقائق، ولكن تستطيع الحواس أن تدرك ما تترجمه لها الأدوات التي صنعها الإنسان لتذليل هذه العقبة.. أكرر أنني قلت في مشاركتي: (يعتمد الإلحاد على (قاعدة موضوعية) لا توقن بوجود ما لا يتموضع، أي ما لا يكون قابلاً للقياس موضوعياً والبحث بالحواس، أو الأدوات التي تساعد الحواس على كشف ما لا تستطيع كشفه مباشرة..).

إن واحدة من أعظم إنجازات العلم هو أنه قد سخر لنا الأدوات التي نستطيع بفضلها كشف القوى والظواهر غير المحسوسة، وأهم ما في هذه الاكتشافات أنها قد بينت أن كافة الظواهر غير المحسوسة المكتشفة هي مادية تماماً.. الإشعاعات، الجاذبية، الموجات فوق الصوتية.. الخ.. ولم يتم اكتشاف أو استيحاء وجود قوى غير مادية قط.

صحيح أننا لم نرى مخ البروفيسور الذي حاوره الطالب، لكننا جميعاً موقنون أن مخه موجود، وليس هنالك ما هو أسهل من إثبات ذلك، فهل يسهل إثبات ما يدعيه الطالب المسلم مثلما هو سهل إثبات وجود مخ البروفيسور؟..

ليس الجواب كلا، بل الجواب هو: مستحيل.

هنالك توقعات حالية في العلم الحديث وافتراضات بوجود فضاءات وعوالم أخرى غير مرئية أو محسوسة حتى باستخدام أدواتنا الميسرة للإحساس، ولكن جميع هذه الافتراضات تنطلق من أسس موضوعية تسمح بوضعها، لأنها تنطلق من معايير مادية بحتة.

مثلاً يعتقد العلماء بوجود مادة مضادة لمادتنا، وهي عالم سلبي عن عالمنا نتعايش معه ولا ندركه.. ولو دققنا في هذا الافتراض الذي تتم دراسته حالياً لوجدنا أنه افتراض مشروع لأنه يستند إلى توقعات موضوعية، وليس توقعات نفسية.

ولذلك فإن استنتاج الزميل عبد الرحمان التالي:

اقتباس:
استنتاج: عدم الإحاطة بالشيء لا يعني عدم وجوده كما يدعي الملاحدة. و يظهر بجلاء تصادم الإلحاد مع العلم.
لا يثبت تصادم العلم مع الإلحاد، بل على العكس يثبت تصادم العلم مع الإيمان، لأن كلا العلم والإلحاد لا يفترضان وجود ظواهر غير محسوسة إلا اعتماداً على أثرها المادي، في حين أن الإيمان يفترض وجود ظواهر غير مادية اعتماداً على لاشيء، وهذا نقيض العلم تماماً.. وبالتالي يظهر بجلاء تصادم العلم مع الإيمان.

مع الشكر للزميل عبد الرحمان.

---------------------------------------------

أقوم حالياً بإعداد الرد على الزميل قاهر الباطل.