الأخوة الكرام أعزكم الله، والزميلة suzan
السلام على من اتبع الهدى،
معذرة لعدم مطالعتي على هذه المحاورة في وقتها وأرحب بما دعيت إليه، وبالطبع أحترم صاحب الدعوة في طرح ما يريد من حوار خاصة وهو في إطار ما تعلنه الزميلة suzan غرضا لمداخلاتها هنا، وأنوه انني تقدمت بموضوعين ثانيهما ما أشارت إليه الزميلة أما الأول واعتقده رأيا صريحا ومباشرا في الإلحاد واللادينية إلا أن الزميلة يبدو منها التطلع إلى نقد الاسلام اكثر من الدعوة إلى الإلحاد أو الدفاع عنه، فأرجوا ألا يكون موقفها الهجوم خير وسيلة للدفاع، فهو مبدأ المحاربين أو الباحثين عن كسب أرض وليس مبدأ المتحاورين خاصة إذا أعلنوا أن همهم هو الحقيقة،
وبداية لا حاجة لي في الخوض في تعريف الإلحاد الذي يعرض هنا فهو شأن الملحدين، أما تعريفي له فقد عرضته في أولى مشاركاتي، وسأعلق على بعض أقوال الزميلة:
" في حين أن الملحدين يرفضون الإقرار بوجود أية قوة فوق طبيعة عاقلة في الكون، ما لم يثبت وجودها علمياً، أي بشكل قابل للتجريب والإحاطة."،
عجبا لهذه المقولة!!، لو أن الملحدين مقتنعون بها لأقروا بوجود إله، أو ليس الاستنباط أو الاستدلال والقياس من وسائل الإحاطة والعلم ونتيجة التجريب؟، فإذا وقع أو استقر متحرك من أعلى أو على سطح الأرض أتقولين بفعل قوة ما، فكيف تعرفتي على وجود تلك القوة؟، فمخالطة أثرها دل عليها وليس مخالطتها، فالتفاحة المزعومة سقطت فدلت على أن شيء أسقطها، فهل خالط أحد وقع التفاحة أم خالط المؤثر عليها فأسقطها؟، فليأتنا أحد بوصف لأي قوة غير تعريف لها على صفاتها أو يثبت إدراك وجودها بغير متأثر بها، فاليقين أو التدليل على وجود المؤثر يأتي على مخالطة أثره وليس مخالطته أو إمكانية وصفه،
فالقوة لا تخالط ولكن تدرك وتقنن على مخالطة آثارها، لا وصف معالم ولا مبدأ أسباب فقط اسم بتفاخر وتعريف وصفات،
فتخشينها وتأتمربن بما تتطلبه إذا وقعتي تحت آثار وطأتها، فلا رؤية ولا سماع أو دفئ أو تمييز ولا حراك ولا مسير أو سباحة أو طيران أو تناول شربة ماء أو ملعقة طعام ولا أمن من فرط الأفعال إلا وفق قوانين القوة لا خيار بل إذعان، فذاك ما نعبد عليه الله، فإذا كان وجود القوة غيب يعرف من أثر القوة فالقوة أثر وجود الله،
فاسألي العلم الذي به علينا تمنون، أي شكل يوصفها وهل جاءت من غير شيئ، أم يملك أحد أسرار نشأتها؟
فاقرأي ما شئتي أو استعيني بصديق فإن لم تجدي إجابة فتخطي الإلحاد فما يتبرأ منه يلزمه بأن يلقي بما يعتقد في بالوعات الطرقات،
|