عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 2010-05-13, 09:05 PM
suzan suzan غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-18
المكان: سوريا
المشاركات: 63
افتراضي

رداً على مشاركة الزميل قاهر الباطل الأولى



اقتباس:
سأعتمد على نقاشي على ما تعتمد عليه الملحدة سوزي (العقل) إلا أن الفرق أني سأستخدم العقل المسلم
من الجيد أن يكون هنالك (عقل مسلم)، وما تقصده هو حتماً (منهج تفكير إسلامي).. وهذا حسن..

ورغم أنه كان من الواجب أن تعرف لنا هذا المنهج قبل المتابعة، إلا أننا سنحاول فهم هذا المنهج من خلال كتاباتك.

اقتباس:
النقطة الأولى والإنتقاص الإلحادي الأول

العقل ناقص ودليل نقصه هو البحث عن الكمال والدنيا لم تؤكد الكمال إلا في أثر كالسماء والأرض والهواء الذي لا حدود لهم لكن فقدان المؤثر جعل العقل يعتمد على نفسه وإن أعتمد شي ناقص على شي ناقص بالتأكيد لن يصبح متكامل ستجد صاحبه يتجه لطرق لا يقتنع بها عقله أنما يقبل بها لأن هذا هو المتوفر والموجود لهذا سيبحث هنا وهناك وإن كان العقل ناقص كيف إذا هذا العقل سيصل للكمال بقدرته أو للشي الكامل بمهاراته العقلية المحدودة التي لا أحد يعرف مكوناتها الداخلية
العقل ناقص، لكن العقل ليس فارغاً، فكمية المعلومات التي يمتلكها العقل حتى الآن كافية ليعتمد على نفسه، وينفي أي أثر لمؤثر.

كان النقص العقلي الكبير قديماً سبباً لعدم اعتماده على نفسه، واعتماده على الغيوب لأنها من تنطع لسد فراغات العقل، ولما كانت نقائصه من الفداحة بحيث لم يجد مناصاً لترقيعها بالغيوب، اضطر للاعتماد على مؤثر غيبي لأن هذا ما توفر، أما وأن العلم قد وفر له حقائق بديلة، فقد انتقل العقل فوراً إلى اعتماد العلم رغم عدم اكتماله.
ش
ويفوت الزميل قاهر الباطل بأن الغيوب لم توصل الإنسان إلى الكمال الذي تتحدث به، فهي لم تجب على كثير من الأسئلة العقلية إلا بما لا يقبله العقل العلمي، مثلاً.. بدلاً من أن تجيب الغيوب على سؤال ماهي الشهب بأنها حجارة ترتطم بالغلاف الجوي للأرض، أجابت بأنها رجم الشياطين.

فلو قارنا أجوبة العلم الناقص، بأجوبة الغيب الكامل، لوجدنا أن كمال الناقص لا شك فيه، لأنه بنقائصه أجاب بكمال، وأن نقص الكامل لا شك فيه. لأنه بكماله لم يجب على شيء إلا بنقص يدحض نفسه لدى أول مقارنة مع نقائص العلم.

مثال ذلك أن العلم الناقص يجيب على سؤال الشهب بعلمية موضوعية، هي تحطم جسيم على الغلاف الجوي للأرض.. بينما يجيب الغيب الكامل على سؤال الشهب إجابة لا علمية هي رجم الشياطين.

الخلاصة: إن نقائص العقل البشري ليست حجة لمحو إنجازاته، كما يفعل الزميل.. فهذه اإنجازات أكثر من كافية للدلالة على أنه يسير في الاتجاه الصحيح.

اقتباس:
لهذا نقص العقل لا يقودنا لموجد العقل لأن موجد الشي هو من يعرفنا عليه بأثاره
من تقصد بالموجد؟.. أهو الخالق أم الطبيعة؟..

إن كان الخالق، فإن العقل ليس ناقصاً في هذه الحالة، بل هو جاهل، لأننا لا نعرف أية معلومة عن خالق.. وبالتالي لن تستطيع أن تعرفنا على الخالق مهما فعلت.

إما إن كان الطبيعة، فهو وإن أجاب بنقص عن الموجد، ولكن ما أجاب عنه ليس قليلاً والعالم يعج بالأبحاث العلمية التي يتم تجاهلها وتجيب بشكل جيد عن الطبيعة كموجد.

اقتباس:
فالتأثيرات هي نتيجة المؤثرات والأثر هو بنيان المؤثر لهذا المؤثر للطبيعة هو من أوجد الطبيعة فكل ما في الطبيعة يحتاج لبعضه البعض وفي حاجة شي لشي نقص للشي بينما ما نبحث عنه ونسعى له هو الكمال أو الإكتمال وهذا ما يؤكد الإستمرار والإنتقال من حالة لحالة أخرى وإن كان هناك من يقول العقل غير ناقص سأسألهم سؤال هل العقل ينسى يغفل يجهل ؟ أليس هذا دليل على نقصه
بغض النظر عن كمال أو نقص الأثر والمؤثر الطبيعيان، فإن هذان ظاهرتان ماديتان موضوعيتان، ونقص المعرفة العقلية بهما ليس مبرراً للإطاحة بما حققته المعرفة، فما حققته أكثر من كافٍ لإثبات أن كلا المؤثر والأثر ليسا من الغيب.

إلا أن (البحث عن الكمال الذي يؤدي إلى الاستمرار والتغير) يؤكد أن الفناء سمة خالدة من سمات المادة اللحظية، أي أنه لا ثبات لظاهرة مادية، بل الثبات للمادة وحدها فقط، وكل الظواهر التي تجري عليها متغيرة، ومن هذا التغير يستمد الزميل قاهر الباطل مقولة النقص لينقض المعرفة من خلال نقصها، بينما يفترض به أن يتعرف على الكمال من خلال ما أنجزته المعرفة، لا من نقائصها.. وهو ما يعني بأنه ينظر إلى النصف الفارغ من الكأس، ويهمل المليء.

العقل يجهل وينسى فعلاً، لكن هذا لا ينفي ما يعلمه، ولا يبخس من قيمة ما أنجزه.

اقتباس:
كما أن الإنسان لا يستطيع أن يصل للحقيقة الغيبية إلا بتأثير غيبي يعبر عنه إيمان قلبي ليس حركة عقلية لأن الإنسان من طبيعته متأثر أكثر من مؤثر فشهوة الإنسان وشهيته تتحكم به وهذا يؤكد على أن الإنسان أن هناك شي مسيطر عليه ليس حرا أم متحررا من العبودية فإن لم يكن يعبد المعبود سيعبد المادة أو ما ينعكس عليه عقله
هنا ينحرف الزميل عن الصواب تماماً، فد طرح مفهوم (الحقيقة الغيبية) بدون مقدمات، معتمداً على أن (نقائص الإنسان تؤكد وجود إيمان قلبي ذو تأثير غيبي، هي من توصله إلى الحقيقة الغيبية).

هنا ندخل في مجال علم النفس الذي لا علاقة له بالحقائق العلمية الطبيعية، ففعلاً كما يقول الزميل بأن (نقائص العقل البشري تؤدي به إلى الإيمان بالغيب).. وهذا تأكيد منه على ما قلته في بداية تعريفي للإلحاد مما يلي: (إن وعي الإنسان القديم بالوجود لم يكن قد تطور علمياً بحيث يمتلك تفسيرات موضوعية لظواهره، فاستعاض عنها بتفسيرات غيبية نشأت عن رغباته وحاجاته، وتبلورت بفضل أوهامه على شكل ديانات.)

يؤكد الزميل هنا بكامل إرادته قولي بأن نقص العقل البشري قد ولّد الآلهة والغيوب. فشكراً لك على الدعم يا زميل. http://www.taktka.com/vb/images/smil...ka%20(166).gif

ومن الواضح بأن الزميل يقر بشكل غير مباشر بأن الإيمان بالغيب مصدره نفسي، وليس عقلي، ولما كانت النفس هي ما اكتسبه المرء من بيئته، فإن الإيمان بالغيب مكتسب من الضغط الاجتماعي، وليس أصيلاً في الفطرة كما يتوهم الزميل والمؤمنون، وهم في مسألة الفطرة يستخدمون النتيجة على أنها سبب، وبالتالي يضعون العربة أمام الحصان. وهذا موضوع آخر يدعم قولي بالأصل النفسي للإيمان، ويثبت بأن الإيمان بالغيب ظاهرة موضوعية ملازمة لنقص المعارف.

اقتباس:
وإن كان الملحد لا يؤمن بما لا يراه لماذا يؤمن بما يشعر به ويراود فكره من خيالات وتصورات يجزم بأنها لها وجودرغم أنها غير مجسدة أم مرئية من الحواس وهي داخل العقل والنفس فإن لم يكن الإنسان هو من صمم عقله من صممه إذا ؟ ربما يقولون الطبيعة وهل للطبيعة عقل وأين هو ؟ ولماذا لا تراها العين و إن قالوا الصدفة هل للصدفة إرادة وما هي وكيف نقيس ذلك بالعقل ؟
المشاعر ظاهرة مادية وليست غيبية، وتصدر عن الإنسان لتطور مخه، ولا تصدر عن الحيوان لتخلف عقله، وهو ما يعني بأنها مادية وإن لم تكن ملموسة.. إن عدم ملموسية الظواهر ليس مبرراً للزعم بغيبيتها، ولو وضعنا إنساناً على أجهزة قياس نشاطات الدماغ لوجدنا تغيرات كبيرة في مستويات القياس تبعاً للانفعالات، وهو ما يعني بأنها مادية لا غيبية.. والخيالات والتصورات ظواهر مادية تحدث في حامل مادي هو الدماغ، ولا تحدث خارجه، وهي مادية لأنها ذات أصل مادي، وجهلنا بالتفاصيل الدقيقة لآليات حدوثها ليس مبرراً للزعم بأصل غيبي لها، ولكن كل ما تبين عنها حتى الآن يبين الطبيعة المادية لها.

إن دماغ الإنسان هو خالق ظواهره، وليس من مصدر آخر لها، فإن مات الدماغ ماتت كلها، ولو مات الدماغ لوجب أن تبقى حية بعد موته، ولكن أجهزة القياس ستبين ارتباط الظواهر النفسية بدماغ صاحبها، وموتها بموته، وعدم استقلال الظواهر بنفسها لتصير غيوباً كما يعتقد الزميل.

ويبقى أي كلام غير هذا خرافة، لأنه لا دليل على أن النفس تتلقى أمراً بالتجمد عند الموت من أي مصدر.. كما تعتقد الزميلة زينب مثلاً.

أما موضوع المصادفة ودورها في نشأة الحياة، فهو موضوع طويل، أختصره في القول بأن من ينشر خرافة أن الصدفة هي خالقة الحياة هم المؤمنون واللاأدريون، أما الملحدون فموقنون بأن الحياة تنشأ بفعل الضرورة، وتلعب الصدفة دور تهذيب الضرورات، وحذف ما لا يلائم البيئة.

لقد أدت الضرورات إلى ظهور الحياة، ولعبت المصادفات دور تنقيحها.. فبدت النتائج كما لو أنها مصادفات، لنه ليس من خالق ظاهر لها.

اقتباس:
كما أن الطبيعة والدنيا والحياة وما فيها تحتاج للإنسان فكيف للإنسان المخلوق الناقص الذي تتحكم به شهوته وشهيته وعقله ينسى ويغفل ويجهل أمور لا يعلمها أن يكون متحكما في الطبيعة وهو غير متحكم بتأثيراته الداخلية التي هي أجزاء منه وكيف يكون من حوله كائن متحكم وهي أساسها مكونات وموجودات يتحكم بها الإنسان هذا يدل على أن العقل يكون ناقص إن أتبع هواه وأعتمد على نفسه وأستدل بعقله وأنفصل عن أمور الإيمان الغيبي وهي حاوية ما يجهله الإنسان
يؤكد الزميل هنا على أن نقائص الإنسان هي نقيض الغيوب التي تحوي ما يملأ نواقصه، ويرى أن نقصه وشهواته يتحكمان به.. ولكن نسي أن يبين لنا أصل الغيوب بغير التداعيات النفسية، والمجاهيل الشعورية، فهل تشكل الغيوب فعلاً حاوية ما يجهله الإنسان، أم أنها تشكل حاوية ما يسد نقائص الإيمان؟.. إن الأصل النفسي للغيب يبين بكل وضوح أن التعلق بالغيب هو مجرد رد فعل نفسي على عدم الثقة بالعقل، وهذا يرجع إلى سبب وحيد لاغير له: نقص المعرفة.

وفي الوقت الذي يعاني فيه كلا الملحد والمؤمن من نقص المعارف البشرية، يسد المؤمن نواقصه بالغيوب، ويبحث الملحد عن أجوبة موضوعية لنواقصه، جرياً على عادة ما تم منذ فجر البشرية من صراع للعلم والغيب، حقق فيها العلم انتصارات ساحقة على كافة الأوهام الما وراء طبيعية.

إن الملحد يلاحق خطوات العلم.. بينما يتقصى المؤمن نواقصه.

اقتباس:
أليس القلب محجوب عن العين لكن توصل له الإنسان في إنعكاس عقله على ما حوله وعلى جسده ألا يدل هذا على أن من المفترض أن ينعكس عقل الإنسان على ما خلف المحجوب ليصل للحقيقة أنظروا للسماء وتأملوا ما خلفها فإن لم تكن الحواس تنظر لكوكب المريخ وهي في مكانها وتؤمن بوجودها رغم أن العين المجردة لا تدركها وأنت في مكانك هل ستؤمن في من هو أعلى من ذلك
ما يتوصل له عقل اإنسان هو ما يملك دلائل على الوجود، فالعقل لم ير القلب، لكنه يستدل عليه من آثاره، ولم ير بعض الكواكب، ولكنه استدل عليها من آثارها، ولذلك إذا ما افترضت وجود من هو أعلى من ذلك فعليك أن تدلنا على آثاره، وسوف نوقن به.

لا يمكنك أن تدعي وجود كائن علوي اعتماداً على مقولة فقط، يجب أن تدعمها بدليل، وإلا ادعيت لك بوجود كائنات علوية لا تعد ولا تحصى اعتماداً على نفس مقولتك التي أعيد صياغتها بالقول: (ما لا تدركه العين يسمح لنا بالإيمان بكائن أعلى).

جميع المؤمنين ينطلقون في إثبات الإيمان من الجهل بالوجود، وليس من العلم به، من النواقص، وليس من المعارف.

اقتباس:
فكر أيها الملحد أو فكري أيتها الملحدة فأنتي أسيرة علم الغيب الذي لا تؤمنين به لأنك لا تعلمي مستقبلك أو قدرك وعقلك المبارك به كما تقولين لم يصل لذلك العلم
الغيب ليس ما غاب عني، فهذا جهل.. أما الغيب فهو ما لا يعقل، وهذا فرق كبير، وأنت تخلط ما غاب بالغيب، وهذا خطأ.

لا أعلم مستقبلي، فأنا أجهله، فأنا أسيرة الجهل، وليس الغيب، ولذلك لا أومن بغيب يعلمه غيري، وإلا لم يعد غيباً.

اقتباس:
هل تجعلين العلم يتبع عقلك أم تجعلين عقلك يتبع العلم
العلم والعقل صنوان، كلاهما يدعم الآخر، فلا علم بلا عقل، ولا عقل بلا علم.. كل منهما يطور الآخر.

ولكن لما كان العلم ناتجاً عن معرفة الوجود، والعقل ناتج عن الأخذ بالعلم، فالعقل يتبع العلم، ويقتفي خطواته، وإلا انقلب غيباً.

اقتباس:
إن كانت الإجابة الأولى لماذا عقلك يتبع علماء الملحدين رغم أن أثارهم تنتهي وعقلك لا يتبع من أثاره لا تنتهي أليس هذا نقص بالتفكير فعقلك يؤمن أن العالم أكبر مما هو فيه واكتشافاته لا تنتهي رغم إنك لا تشاهدين ذلك لأنه إلى الأن لم يظهر ذاك العلم المفقود ودليل استمرارك هو إنتقالك من العلم الموجود الأن إلى العلم المفقود في ما بعد ألا ينمو العقل هذا يؤكد أنه يتزود بعلم مفقود في البحث عنه سيكون موجود ورغم حصوله على العلوم يبقى ناقصا
في الواقع أن فهم هذه الفقرة يحتاج إلى فك طلاسم، وعسى أن لا أفهمها بشكل خاطئ.. أرجو أن تبذل جهدك في تبسيط أفكارك كيلا أبذل جهدين: جهد ترجمة أفكارك إلى مفاهيم، وجهد الرد عليها.. أنا واثقة أن الفكرة واضحة في ذهنك، ولكنك لا تنقلها إلينا بمفردات مناسبة.

فهمت من فقرتك ما يلي: (إن كان عقلي يتبع إنجازات علماء الملحدين غير المكتملة، وعقلي يتبع نفسه على أنه مكتمل، في نفس الوقت.. فهذا نقص تفكير، فعقلي يؤمن أن العالم كبير واكتشافاته لا تنتهي، رغم ذلك لم أر هذا، لأن العلم لم يكتمل حتى الآن، فمهما حصل عقلك من علم سيبقى ناقصاً).. وعسى أن لا أكون قد فهمت خطأ ً، فأصلح إن أخطأت.

في كل الأحوال.. العلم لم يكتمل، وما زالت تعتوره نقائص كثيرة، ولكني أكرر قولي بأنما ما تمت معرفته من علوم حتى الآن أكثر من كاف لتبيان أن المادة لا تنشط بتوجيه من قوى خارجية، بل بقواها الذاتية.

نقائص العلم والعقل لا تبرر حشر الغيوب مكانها.

اقتباس:
كما أن العقل والفلسفة والعلم الظاهري لم يصل لقدرة ليوقف الموت أليس الموت علم غيبي لا ينتظره الملحدين بينما يؤمن به المؤمنين فهو علم غير مدرك من عقل ظاهري لكنه يدرك من قلب مؤمن في العلم الغيبي
الموت ليس علم غيب.. ما هو الفرق بين إدراك الملحد للموت وإدراك المؤمن؟.. يؤمن الملحد بأن الموت هو توقف العمل الموحد لخلايا الكائن الحي، نتيجة مصاب ما، وبالتالي يعطل هذا التوقف وحدة العمل، الذي هو الحياة هنا.

فما الفرق في الإدراك؟.. الفرق أن الملحد لا يندفع لتفسير الظواهر بغير منطقها الموضوعي، فبينما يحاول المؤمن أن ينسب ما لا يدركه من ظواهر طبيعية إلى قوى فوقية، يقيس الملحد هذه الظواهر إلى مثيلاتها المادية، فيجد أن التفسير الموضوعي لأية ظاهرة مجهولة أمر ضروري بالاستناد إلى منطق العلم، والذي يبين أنه لا ظاهرة فوق التفسير، وإن لم نكن نملك تفسيراً.

لقد تمكن الإيمان من الناس إلى درجة أنهم بدلاً من البحث عن تفسير موضوعي للظواهر أخذوا يبحثون عن مبرر غيبي لإيمانهم.. ومن هنا يبرز الدور الهام لمكنونات النفس البشرية، والتي يمكن أن تعمل على قلب دور العقل من محلل إلى متلق ٍ، فبينما يعمل العقل لدى الملحد على القضاء على نواقصه، يعمل العقل لدى المؤمن بدوافع إيمانية (نفسية) على القضاء على إنجازاته المعرفية وربطها بالغيوب.

إن الغيب الذي يمرح في قلب المؤمن ليس أكثر من أمله بصحة ما يرجو.

اقتباس:
كما أن عقلك يؤمن بأن هناك شمس لكن ألا يؤمن بأن حجم الشمس أكبر من ما تراه العين لماذا العلم الظاهري لم يوصلنا لخلف الشمس فهذا يؤكد أن هناك من يتحكم بها ويتحكم بنا وعلمه أكبر من علمها وعلمنا فإن شاهدنا شي ألا نؤمن بأن خلف هذا الشي أشياء هذا يؤكد أن المؤثر أعظم من الأثر فإن لم ندرك الأثر كيف ندرك المؤثر
ليس لدى الملحد أي مانع بأن يكون هنالك من يتحكم بالوجود، إن لدى الملحد مانع أن ندعي بوجود من يتحكم بالوجود دون أن نعطي دليلاً على وجوده، فإن كان العلم الظاهري يبين ما تتيحه لنا الأحاسيس، فكيف ندرك ما لا تتيحه لنا الأحاسيس إن كان موجوداً؟.

إن الغيب ليس إدراكاً، لأنه ليس موضوعياً، فما هو إذاً؟.. كل التدليل على الغيب يتركز لدى المؤمنين حول جهلنا بما وراء ما نعرفه.. فالغيب ليس أكثر من (اللاأدرية).. ولذلك فإن جميع المؤمنين هم لاأدريون، وكذلك جميع اللاأدريين هم مؤمنون.

اقتباس:
الحق في العقل سلاح إن أنعكس على عقل أخر طرد منه الباطل
صدقت.. ولكنه كلام حق يراد به باطل.

مع كل تقديري واحترامي لشخصك الكريم.