عرض مشاركة واحدة
  #35  
قديم 2010-05-15, 06:43 AM
قاهر الباطل قاهر الباطل غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-30
المشاركات: 80
الرد الجديد (على) الفكر العنيد

من الجيد أن يكون هنالك (عقل مسلم)، وما تقصده هو حتماً (منهج تفكير إسلامي).. وهذا حسن

العقل المسلم هو العقل المسالم المسلم أمره إلى الحق الذي يتبع الحق ويبحث عن الحقيقة ويقتنع بأن لكل موجود موجد وأن الحياة ليست عبثا أو طربا لها غاية فكل شي له غاية أليس أنتي لك غاية وأنا لي غاية لما لا يكون للكون غاية وذلك سنعرفه فالنهاية فإن كان هناك نهاية بالطبع سيكون هناك بداية فالطفل قبل الحمل لم يكن موجود وبعد الحياة مات من أدخله للبطن سيخرجه للحياة أشكرك على تعرفك على العقل المسلم

ورغم أنه كان من الواجب أن تعرف لنا هذا المنهج قبل المتابعة، إلا أننا سنحاول فهم هذا المنهج من خلال كتاباتك.

من أفضل بالنسبة لك شخص له غاية أوشخص ليس له غاية يعيش حياة عشوائية ستنتهي بالطبع ستقولين الأول هذا يعتمد على المنهج الإسلامي المعيشة لغاية والأخر هو المنهج الإلحادي معيشة بلا غاية موت ثم نهاية ولا عودة ولا حسبان

العقل ناقص، لكن العقل ليس فارغاً، فكمية المعلومات التي يمتلكها العقل حتى الآن كافية ليعتمد على نفسه، وينفي أي أثر لمؤثر.

الفراغ مكون من هواء لكن يبقى فارغا والعقل الناقص هو عقلا فارغا من عدم علمه لأنه لا يعلم الحقيقة كاملة فهو فارغ من العلوم الغيبية ولا يعرف لماذا يعيش ويعمل ويكد ويتعب ثم يموت وينتهي ما الغاية ؟ هل يعمل لمن بعده ولماذا ؟ هذا نقص في الحقيقة وفراغ من الغاية إنسان يعيش حياته ظالما ثم يموت وإنسان يعيش حياته مظلوم ثم يموت ألا يدل على عدم العدل من يأخذ حقوق المظلوم ويستردها من الظالم القانون وإن كان القانون به الظالمين أليس هناك قانون فوق القانون حينما تمرضين هذا تأثير لكن لا تعرفين المرض هذا نقص أين اعتماد العقل على نفسه هنا ستتبعين أوامر الطبيب وهذا للجسد لكن من طبيب الروح ووقت الوفاة أين تروح الروح وما قيمة تأثيرك إن كنتي ستنتهين إذا لماذا تتعبين وتعملين أين الغاية هذا ما ينقصكم

كان النقص العقلي الكبير قديماً سبباً لعدم اعتماده على نفسه، واعتماده على الغيوب لأنها من تنطع لسد فراغات العقل، ولما كانت نقائصه من الفداحة بحيث لم يجد مناصاً لترقيعها بالغيوب، اضطر للاعتماد على مؤثر غيبي لأن هذا ما توفر، أما وأن العلم قد وفر له حقائق بديلة، فقد انتقل العقل فوراً إلى اعتماد العلم رغم عدم اكتماله.

هذا يدل على أن عقلك فارغا بدونها لأنه لم يسد إلى الآن لكن كيف يسد وهل تم انسداده بالعلم أم أن اللغز مستمر إلى الآن أنتي تتابعين أفلام من البداية إلى النهاية في نهاية الفلم ينتظر المخرج والممثلين ردود أفعال الجماهير ثم تأتي حفلة الأوسكار وتوزيع الجوائز وهذه غاية في العمل السينمائي لكن حياتنا أليست أشمل هناك من يخترع ويبدع وينتج ويتعب ويصبر ويقاوم ثم يموت هل انتهى وأين مكأفاة عمله إن قلتي في الدنيا هل المظلوم الذي يموت في السجن مكأفاته الموت في السجن إذا العقل الإلحادي لا عدل له وهذا ضد قيمة العلم وأهمية المنطق بينما العقل المسلم يؤكد العدل وأن لكل شي غاية والذي أوجد بداية سيوجد نهاية وبعد النهاية بداية وما قيمة العلم إن كان كل شي ينتهي ما غاية العلم وأين كان العلم حينما كان العقل فارغا أليس عدم وجوده آنذاك يجعله في علم الغيب

ويفوت الزميل قاهر الباطل بأن الغيوب لم توصل الإنسان إلى الكمال الذي تتحدث به، فهي لم تجب على كثير من الأسئلة العقلية إلا بما لا يقبله العقل العلمي، مثلاً.. بدلاً من أن تجيب الغيوب على سؤال ما هي الشهب بأنها حجارة ترتطم بالغلاف الجوي للأرض، أجابت بأنها رجم الشياطين

هذا دليل الكمال لأن إجابة العمل الغيبي هي غاية العمل بينما إجابة العقل الإلحادي شكل العمل حينما تقولي لي ما مهمة الطبيب أقول يشفي الناس هذا غاية للطبيب بينما حينما تقولي يضرب إبره هذا شكلا للعمل والغاية تحتوي العلم وشكله لأن غاية العقل المسلم هداية من يظن وغاية من يظن مجادلة ما يقال ما مهمة النار فوق الطبخ تدفئة الطعام أفضل من أن أقول التأثير على الطعام نحن دائما نتبع الغاية وهي المطلوب ما الغاية من عملك الحصول على راتب وهو حقك وما غايتك من ذلك صرفك على نفسك وما غايتك من ذلك أن تعيشي بالحياة إذا ما غاية حياتك ؟ ما غاية عملك ؟ ما الغاية من موتك ؟

فلو قارنا أجوبة العلم الناقص، بأجوبة الغيب الكامل، لوجدنا أن كمال الناقص لا شك فيه، لأنه بنقائصه أجاب بكمال، وأن نقص الكامل لا شك فيه. لأنه بكماله لم يجب على شيء إلا بنقص يدحض نفسه لدى أول مقارنة مع نقائص العلم.

التعبير عن مهنة الشي نقص بالنسبة لمعرفة الغاية من الشي فأنا قد أقول أنتي مهنتك تكتبين لكن تختلف غايتك عن ذلك لأنك تريدين أن تقنعين وتحاجين وهذه غايتك من الكتابة وهي ليست نقصا أنما كمالا بينما النقص هو نقل العلم الشكلي للشي فدائما الغاية أشمل وأكمل فأنتي كاتبة لكن ما هي غايتك من الكتابة مناظرة محاورة لك أهداف وغايتك تعرفنا أكثر عنك وهذا يدل على أن وصف مهنتك الشكلي أقل من وصف غاية مهنتك إذا العلم الغيبي هو جوهر العلم الظاهري وغايته أما العلم الظاهري يوصف الشكل كالذي يوصف الملامح ولا يوصف الطباع والطباع للشكل غاية

مثال ذلك أن العلم الناقص يجيب على سؤال الشهب بعلمية موضوعية، هي تحطم جسيم على الغلاف الجوي للأرض.. بينما يجيب الغيب الكامل على سؤال الشهب إجابة لا علمية هي رجم الشياطين.

وصف للشكل الخارجي والعمل الظاهري أنظري (تحطيم جسيم على الغلاف الجوي للأرض) لا غاية ولا مراد ولا معلومة إلا ما تراه العين لكن السبب المطلب الأساس مفقود والنقص واضح بينما رجم الشياطين غاية من غايات تلك الصنعة لماذا نعبي الوقود لتتحرك السيارة هذه الغاية من الوقود لكن ما رأيك أن أخبرك في كيف يتكون الوقود هذا غير معبر عن المطلوب منه أليس معرفة الغاية من المطر أهم من معرفة هطول المطر إذا ما هو العلم الكامل الغيب وغاياته أم العقل وحالاته وما غاية العقل التفكير وما غاية التفكير البحث وما غاية البحث الاكتشاف وما غاية الاكتشاف التطور وما غاية التطور الارتقاء وما غاية ذلك الوصول للحقيقة إذا الغاية مصدر أساسي للعلم الظاهري ما الأفضل الغاية من الماء هو الارتواء أم شرب الماء

الخلاصة: إن نقائص العقل البشري ليست حجة لمحو إنجازاته، كما يفعل الزميل.. فهذه اإنجازات أكثر من كافية للدلالة على أنه يسير في الاتجاه الصحيح.

لكنه دائما وأبدا تابعا للغاية غاية الوجود غاية الحياة الغاية من العمل الغاية من النوم الغاية من الموت ولم يستطيع أن يصبح مسيطرا ولو كان لأصبح متحكما في النوم والموت والروح ولم يصبح تابعا لجهله في عدم معرفة غاية من حوله

من تقصد بالموجد؟.. أهو الخالق أم الطبيعة؟..
من هو موجد الرسمه أهو الرسام أم اللوحة إجابتك تحدد مقصدي فالطبيعة وجدت والصفحة المرسومة وجدت يبحث عن ما ذا العقل عن موجدها صحيح ؟

إن كان الخالق، فإن العقل ليس ناقصاً في هذه الحالة، بل هو جاهل، لأننا لا نعرف أية معلومة عن خالق.. وبالتالي لن تستطيع أن تعرفنا على الخالق مهما فعلت

عدم معرفة ذلك جهل وسأستطيع أن أعرفك عن الخالق هو من شكلك صممك أوجدك و من جعلك أسيرة له وتحكم بك ألا يتحكم بك في نومك و ثم موتك إن سيطرتي على نفسك وعلى نومك إذا ستثبتين أن لا خالق لكن في تحكم ذلك بك يدل على إنك أسيرة وضعيفة أمام من كونك لأنك لم تكوني نفسك بالتأكيد إذا أليس جهل أن لا نعرف من يتحكم بنا ويجعل لنا حدود وأليس لذلك غاية تؤكد موجد فالجوال اختراع إنسان يحتاج للشحن والنوم للإنسان شحن طاقة إن كان الإنسان هو من أخترع الجوال وجعل شحنه بالكهربا والبطارية من يشحن الإنسان بالنوم ومن أوجده لهذه المهمة جاوبي ما الغاية من النوم وكيف تكونت ولماذا تسيطر على الإنسان ولا يسيطر عليها بعقله وعلمه ؟

إما إن كان الطبيعة، فهو وإن أجاب بنقص عن الموجد، ولكن ما أجاب عنه ليس قليلاً والعالم يعج بالأبحاث العلمية التي يتم تجاهلها وتجيب بشكل جيد عن الطبيعة كموجد

إذا أنتي تعترفين أن اللوحة ليس من إنتاج الإنسان لأن الطبيعة لوحة الكون وتعترفين بأن لا غاية لوجودك إذا لماذا تعيشي بحياتك وهذا يدل على أن للطبيعة إرادة لكن الطبيعة غير محددة ماذا تقصدين بها كلها على بعضها إذا نحن ندوس على الموجد لأن الأرض طبيعة ونأكل الموجد لأن الأكل طبيعة كيف يداس من أوجدك وجعل لكي رأس قولي للوحة أن ترسم نفسها وقولي للوحة المفاتيح أن تكتب نفسها وستدركين بأن الجهل هو من يكون الجهل والعقل هو من يستدل على عقل

من أوجد الطبيعة هل هي الطبيعة ؟ هل أنتي أوجدتي نفسك بنفسك لأنك طبيعية إذا كيف لشي مكون يكون نفسه بنفسه هل الأرض تمشي على الأرض

بغض النظر عن كمال أو نقص الأثر والمؤثر الطبيعيان، فإن هذان ظاهرتان ماديتان موضوعيتان، ونقص المعرفة العقلية بهما ليس مبرراً للإطاحة بما حققته المعرفة، فما حققته أكثر من كافٍ لإثبات أن كلا المؤثر والأثر ليسا من الغيب

ألا يؤكد تأثيرك على تأثرك وأثرك على مؤثرك فإن كانت رجلاك مبلولة ومشيتي على تراب ألن يكون هناك أثر وهذا يؤكد أن هناك مؤثر هطول المطر والثلج أو البرد أليس أثر نستدل به على مؤثر فالعلم أثر عالم والمعرفة أثر تجارب لكن ما توصلوا له لا يقارن مع ما لم يتوصلوا له فالإنسان مجبورا على الزيادة وتلك الزيادة مفقودة وهي ضمن الغيب والغيب هو ما يغيب عن ذهنك أليس الجهل للعقل علامة فهناك ما يغيب عن الذهن وسبب غيابه هو سكون الجهل به وفي سكب العلم يستمر البحث لأن ما يغيب على الذهن يتحكم في الموجود في الذهن لهذا يستمر العلماء وما لم يدركوه هو ما يغيب عن ذهنهم لأن العقل غير كامل ونقص المعرفة تؤكد عن غياب معرفة وهذا ما يجعل حيرة بعقول الملاحدة فالنظرية عندهم دائما تكون ناقصة لا يعرفوا يجيبوا على ماذا بعد الحياة وما بعد هذه النظرية ومتى يكتمل العقل ويتوقف عن البحث بسبب فقدان ما غاب عن ذهنهم وهو ما يجهلوه إن أدرك الجهاز مخترعه سيدرك المخلوق خالقه

إلا أن (البحث عن الكمال الذي يؤدي إلى الاستمرار والتغير) يؤكد أن الفناء سمة خالدة من سمات المادة اللحظية، أي أنه لا ثبات لظاهرة مادية، بل الثبات للمادة وحدها فقط، وكل الظواهر التي تجري عليها متغيرة، ومن هذا التغير.

إذا كان الفناء سمة خالدة معناها لا غاية للوجود ولا أهمية لوجودك فأنتي عبثا مجرد كتلة لكن تأثيرك يؤكد أن لك غاية وهذا يعطل مسألة الفناء التي لا غاية لها كما أن المؤثر روحا وهل للمادة روح لكي تؤثر وما هي إن كانت وسبب وجود ظواهر تنبع من المادة أم أنها مستحدثة على المادة إن كانت مستحدثة فهذا يعطل مفهوم تحكم المادة وإن كانت تنبع منها هذا يؤكد فقدان الغاية وفي فقدان الغاية لا يتواجد للمادة من تلقاء نفسها بداية أنما هي مكونة من ضمن المكونات ولها موجد هو المؤثر على الروح لأن المادة لا روح لها تتشكل من كل من يمتلك روحا ألا نتحكم نحن في الطبيعة ونزرع بها ونبني عليها ونشكلها فأين تأثيرها علينا إن كنا نحن متحكمين بها

يستمد الزميل قاهر الباطل مقولة النقص لينقض المعرفة من خلال نقصها، بينما يفترض به أن يتعرف على الكمال من خلال ما أنجزته المعرفة، لا من نقائصها.. وهو ما يعني بأنه ينظر إلى النصف الفارغ من الكأس، ويهمل المليء

المعرفة وجدت للاستدلال على المجهول كالنور الذي نستدل به على الظلام فالنور يزيل الظلام و العلم يزيل الجهل وفي غياب النور سيعم الظلام فنور كشاف يخترق بعض الظلام ونور العقل يخترق بعض الجهل فالجهل بالشي أكثر من العلم بالشي فالعقل كالقمر والجهل به كظلام السماء بالليل فهو حاوية لهذا كلما أستمر علم الإنسان كلما أكتشف جهله بأشياء أخرى فعالم الهندسة يجهل علم الطب وعالم الطب يجهل علم الهندسة وهذا يؤكد بأن الجهل دافع للبحث عن الحقيقة وبلا وجود جهل لا يتواجد دافع للبحث عن الحقيقة ولم تصل المعرفة للكمال لأنها أسيرة لتأثيرات الظاهر كالرياح والأمطار والزلازل لم يستطع العلم إيقاف ذلك والطبيعة لا تؤذي نفسها لأن بهذه التصرفات ستهلك نفسها إذا هناك محركا لها والعقل لا يتماثل مع الجهل لأن الجهل حاويته فبداية الإنسان جاهلا إذا الجهل بداية وبالسعي والتعلم والعلم سيأتي تقلص الجهل وينتهي الإنسان ولا ينتهي الجهل لأنه دائما هو الدافع للمزيد من تجديد ولا يتواجد تكامل أو اكتمال وهذا يؤكد أن هناك شي مفقود لم يتوصل له العقل وهو التحكم بالكون لأنه من ضمن مكونات الكون ومن كونه أعلم

العقل يجهل وينسى فعلاً، لكن هذا لا ينفي ما يعلمه، ولا يبخس من قيمة ما أنجزه.

مصدر ما يعلمه الإنسان هو ما كان يجهله وما يجهله هو ما غاب عن ذهنه وما يغيب عن ذهن الإنسان هو من ضمن الغيب وما ينجزه الإنسان هو بداية لمرحلة أخرى يجهلها وفي هذا يكون التطور إذا العقل باحثا في حاوية الغيب لأن ما يجهله الإنسان هو ما يعرفه وما يعرفه هو ما يغيب عن ذهنه

هنا ينحرف الزميل عن الصواب تماماً، فد طرح مفهوم الحقيقة الغيبية بدون مقدمات، معتمداً على أن نقائص الإنسان تؤكد وجود إيمان قلبي ذو تأثير غيبي، هي من توصله إلى الحقيقة الغيبية

العقل الناقص يحتاج أن يرتوي كالبطن الجائع ناقص من الأكل لهذا صاحبه يبحث عن الطعام و العطشان يبحث عن الماء ليرتوي والماء للعطشان مصدرا والأكل للجوعان مصدرا والعقل الناقع يبقى جائعا وعطشانا للعلم الذي يجهله ويبحث عن مصدره ومصدره في غايته وسبب وجوده وحالات تكوين ما في محتواه وحوله لهذا يسعى ليجلب ما يغيب عن ذهنه وما يغيب عن ذهنه هو علما غائبا ألا يعبر عن الغيب وإذا الغيب مصدرا للعقل الظاهري الذي يجهل أساس الأشياء ألا يحتاج ذاك لإيمان قلبي فالملحدين يبحثون عن ما يفتقدوه ليسدوا نقصهم في ما يجهلوه وهو الغائب عنهم الذي ينبع من الغيب

هنا ندخل في مجال علم النفس الذي لا علاقة له بالحقائق العلمية الطبيعية، ففعلاً كما يقول الزميل بأن(نقائص العقل البشري تؤدي به إلى الإيمان بالغيب وهذا تأكيد منه على ما قلته في بداية تعريفي للإلحاد مما يلي: (إن وعي الإنسان القديم بالوجود لم يكن قد تطور علمياً بحيث يمتلك تفسيرات موضوعية لظواهره، فاستعاض عنها بتفسيرات غيبية نشأت عن رغباته وحاجاته، وتبلورت بفضل أوهامه على شكل ديانات

نقص العقل يؤدي إلى إتمام ما ينقصه فالسيارة إن نقص منها وقودها تحتاج لتعبئة لتستمر حركتها والجوال إن نقص شحنه يحتاج لتعبئة ليستمر اشتغاله وهذه حقائق علميه فالنفس المتأثرة متزامنة مع العقل المؤثر فالنفس تستشعر بالمرض والدوخة وهي مجالا للتفكير في كيفية العلاج والخلاص من الألم هل يستطيع الطبيب أن يعالج مريضا وهو مريض إذا النفس مجالا للعلم وهذا يؤكد نقص في الإنسان لأنه لم يتزود بما يفقده لهذا يتوه ويستشعر في هم ووهم بسبب عدم معرفة الغاية والنهاية والمصير ويستشعر بأن الحياة عشوائية بليدة لا مهمات ولا مهام ولا غايات لهذا توجه العقل الناقص لمعرفة الغاية تقوده لما غاب عنه ذهنه وفطرته تحدد نقصه لهذا هو يشحن وعيه بحقائق غيبية هي غايات وجوده بالحياة والابتعاد عن الأمور الغيبية تجعل العقل يصاب في عطل ويفكر في ما أمامه وهنا يتوهم ومن مظاهر الوهم الاعتقاد بأن ليس غاية للوجود ولا حياة بعد الموت ونهاية أبدية ولا إله ولا موجد للكون والطبيعة مخلوقة وخالقة تكون نفسها ونلاحظ الوهم ينتشر ويستمر لأن لا ثبات في علم الإلحاد انتقال من نظرية إلى نظرية بينما الثبات يؤكد حقيقة وهي غير مستقره كالاعتقاد بموجد وإله وبهذا يمتهن العقل الوجهة الصحيحة التي تحل الألغاز التي لن تحل إلا بشحن العقل في العلم الغيبي مصدر الطاقة هنا لن يتوهم ونهاية الوهم جنون

يؤكد الزميل هنا بكامل إرادته قولي بأن نقص العقل البشري قد ولّد الآلهة والغيوب. فشكراً لك على الدعم يا زميل.

نقص العقل يؤكد وجود إله لأن الابتعاد عن المصدر يؤدي إلى ضياع المتأثر فالإنسان الملحد ضاع عن مهمته وسبب وجوده وغايته ونهايته بسبب اعتماده على عقله وعدم توجيه نقص العقل للتزود بالغاية من وجود العقل ليصل إلى سبب ظهوره وسبب وجود ما تراه العين وتسمعه الإذن ويدركه الوعي فالإنسان يخترع هل الطبيعة تخترع من شاهدها وإن كان الإله بذهن الملحدين موجود سيدركون أنه أعظم من المخلوق فمخلوقه يخترع والخالق يخلق من أخترع إن نقص خزان الماء يحتاج تعبئة وإن نقص العقل يحتاج معرفة سبب نقصه لهذا الابتعاد عن ذلك يؤدي إلى التوهم كما توهمت زميلتي فالطالب يذهب لمعلمه لأن المعلومات تنقصه والعقل الناقص يذهب لعلم الغيب والإيمان به لأن الغاية والمصدر تنقصه

ومن الواضح بأن الزميل يقر بشكل غير مباشر بأن الإيمان بالغيب مصدره نفسي، وليس عقلي، ولما كانت النفس هي ما اكتسبه المرء من بيئته، فإن الإيمان بالغيب مكتسب من الضغط الاجتماعي، وليس أصيلاً في الفطرة كما يتوهم الزميل والمؤمنون، وهم في مسألة الفطرة يستخدمون النتيجة على أنها سبب، وبالتالي يضعون العربة أمام الحصان. وهذا موضوع آخر يدعم قولي بالأصل النفسي للإيمان، ويثبت بأن الإيمان بالغيب ظاهرة موضوعية ملازمة لنقص المعارف.

بل الاثنان فهم لا ينفصلان حينما تتألمين تستشعرين الألم بنفسك وعقلك يعرف السبب حينما تضعين يديك على شي حار تأتي ردة الفعل وهذا من شعور النفس كألم البطن وعقلك يفسر تلك الحالة هل الأكل منتهي تاريخه أم وبسبب نقص العقل تذهبين للطبيب فالنفس شعور و العقل التفكير في سبب ظهور الشعور ومضادة وأسبابه وعلته حينما تتألم الروح من يعالجها الطبيعة أم ....فعلم الغيب هو أساس شعور النفس بما تفتقده ومن المفترض أن العقل الناقص يدقق بذلك ليصل لسبب وجود النشأة وقتها سيعرف الغاية فننظر للسماء بشكل فطري رغم أن الأرض ندوسها وهي من الطبيعة والسماء نتأمل بها وهي غاية فطرية لمعرفة من في الأعلى فجميع نشأة علم الظاهر هي ملامح علم الغيب ولو كانوا هنا علماء الإلحاد القدماء لقالوا من أين تم نشأة ما نراه الآن فالظاهر أسير للخافي فالملحدين ينظرون للبحر و المؤمنين يستخرجون ما في البحر فغاية البحر ما به من خيرات وغاية القلب ما به من إيمان وغاية العلم مصدره وهو الغيب تساؤل ما هو العلم الجديد الذي سيأتي لاحقا ومن أين سيأتي من علم الظاهر من علم الغيب إذا العلم الغيبي مؤثر على الكائنات والمكونات لأنها أسيرة له وتابعة له فدائما الجهل ملازما للعقل

المشاعر ظاهرة مادية وليست غيبية، وتصدر عن الإنسان لتطور مخه، ولا تصدر عن الحيوان لتخلف عقله، وهو ما يعني بأنها مادية وإن لم تكن ملموسة.. إن عدم ملموسية الظواهر ليس مبرراً للزعم بغيبيتها، ولو وضعنا إنساناً على أجهزة قياس نشاطات الدماغ لوجدنا تغيرات كبيرة في مستويات القياس تبعاً للانفعالات، وهو ما يعني بأنها مادية لا غيبية.. والخيالات والتصورات ظواهر مادية تحدث في حامل مادي هو الدماغ، ولا تحدث خارجه، وهي مادية لأنها ذات أصل مادي، وجهلنا بالتفاصيل الدقيقة لآليات حدوثها ليس مبرراً للزعم بأصل غيبي لها، ولكن كل ما تبين عنها حتى الآن يبين الطبيعة المادية لها.

مشاعرك بالنسبة لعقلي غيبية لأني لا أعلم بماذا تشعرين وما الصورة التي بعقلك وفي ماذا تتوهمين أو تتخيلين كذلك مشاعري وتصوراتي بالنسبة لكي غيبية ومن لا شكل له ولا هيئة ظاهرية للعين غيبي كالروح تحرك الأجساد لكن العين لا تراها ومسألة التطور لماذا تقاد للانحدار في سن الشيخوخة والكهولة بالنسبة لك هل الأحلام حقيقة إذا كانت ذلك أتستطيعين إقناع الآخرين في وجود أحلامك بأرض الواقع فالشي الغير ملموس هو الشي المحسوس مصدره ما يغيب عن الحواس وما يعتمد الملحدين هو ما توصلوا له بالحواس والمحسوس الغير ملموس غائب عن الوجود وظاهره لأنه غير مجسد وهذا يؤكد بأن للعقل مصدرا محسوسا ينشئ من علم الغيب كالقلب الذي مصدره الإيمان وأجهزة القياس لم تستطيع تصوير ما يراه العقل من صورا وخيالات وهذا يؤكد أن العلم ناقص ولم يتوصل لحقيقة محسوسة غير ملموسة وهذا من إعجاز علم الغيب وضعف العلم المادي فالعقل رغم أن الإنسان يستخدمه إلا أنه لا يتحكم به لأنه ليس صانعة وتلك الأفكار التي تنبع من باطن العقل هي الاختراعات التي ستكون بالواقع فأساس الاختراع فكرة والفكرة بنت العقل الغير ملموسة أنما محسوسة وتلك نتيجة التبحر بما غاب عن ذهن الإنسان فالتفكير والخيال هو البحث عن ما غاب عن الفكر وذاك من ملامح علم الغيب

إن دماغ الإنسان هو خالق ظواهره، وليس من مصدر آخر لها، فإن مات الدماغ ماتت كلها، ولو مات الدماغ لوجب أن تبقى حية بعد موته، ولكن أجهزة القياس ستبين ارتباط الظواهر النفسية بدماغ صاحبها، وموتها بموته، وعدم استقلال الظواهر بنفسها لتصير غيوباً كما يعتقد الزميل.

هل شاهدتي كائن حي لا يدق قلبه طبعا لا إذا أساس حياة الإنسان دقات قلبه ومنبع القلب ما يؤمن به فإن سكن به الحق أتجه له وإن سكن به باطلا توهم له وأثر على العقل فالعقل للتفكير و القلب للإيمان وتفكير بلا إيمان ضياع هوية للعقل لأنه سينتقل هنا وهناك بينما القلب إن أمن بالشي أنعكس عليه العقل إذا الدماغ تابع للقلب وبما أن أساس الدماغ العقل والقلب أساسه الإيمان إذا العلم يتبع ما يؤمن به وأساس ما نؤمن به غيبي غير ظاهري لأن الظاهر للحواس والغيب للإحساس والإيمان هناك من تم ضربه على دماغه لكنه عاش بلا عقل فالإنسان منبعه القلب والقلب منبه الإيمان والإيمان منبعه علم الغيب

ويبقى أي كلام غير هذا خرافة، لأنه لا دليل على أن النفس تتلقى أمراً بالتجمد عند الموت من أي مصدر.. كما تعتقد الزميلة زينب مثلاً.

الخرافة أن يكون سبب التكوين مكون وأكبر خرافة هو أن الدماغ الناقص هو خالق الإنسان الناقص كيف ناقص يكون ناقص وهو يحتاج لمن يكمله مصدر حياة الإنسان دقات قلبه ومن صمم دقاتها هو من أزالها

أما موضوع المصادفة ودورها في نشأة الحياة، فهو موضوع طويل، أختصره في القول بأن من ينشر خرافة أن الصدفة هي خالقة الحياة هم المؤمنون واللاأدريون، أما الملحدون فموقنون بأن الحياة تنشأ بفعل الضرورة، وتلعب الصدفة دور تهذيب الضرورات، وحذف ما لا يلائم البيئة

إذا حوارك المرتب هو تهذيب الصدفة ليس ناتج من قرار ومشيئة منك وفي وجود هذا الشي أنفي منك القرار وإن كان عدم ترتيب حوارك صدفة معناه أن قرارك ينفيها وأنتي كائنة أصغر من الكون لم تهذبك الصدفة كيف للصدفة أن تهذب كون بشكل منظم ولا يحدث خلل بشكل صدفة حينما أصطدم بشخص وأتعرف عليه سنقول صدفة لكن لماذا الشمس لا تصطدم بالكواكب لأن وجوده ليس صدفة أنما في مشيئة لكن ليست كمشيئة الخلق لأنها لا تقبل الخطأ

لقد أدت الضرورات إلى ظهور الحياة، ولعبت المصادفات دور تنقيحها.. فبدت النتائج كما لو أنها مصادفات لأنه ليس من خالق ظاهر لها

هذا يدل على أن الملحدين قدموا نظرياتهم للضرورة ليس الحقيقة لأن مضطرين لذلك لكن إن كان هناك ضرورة لفعل شي يحتاج الفعل لفاعل والطبيعة متأثرة غير متحكمة فكيف نشأت عوالمها وهي لم تؤثر على حالها ومن حولها ومن فيها فهل وجودك ضرورة وما السبب لذلك ؟ هل يتحكم المصنوع بالصانع لكي يتحكم المخلوق بالخالق لا وجود للخالق بالرؤية لأنه كامل كمال مطلق والعقل الناقص لا يدرك ذلك لأنه ناقص لكنه الخالق هو من يجعل الإنسان خالقا بعد تنفيذ تلك الغاية فلن يشاهد الله إلا من يؤمن به فالمعلم يكافئ تلاميذه والخالق يكافئ عباده فهو أراكم أثاره فقط وقلتم عنها آلهة كيف لو أراكم نفسه هل ستستوعبون ذلك المكون لا يدرك من كونه لكن العكس صحيح

يؤكد الزميل هنا على أن نقائص الإنسان هي نقيض الغيوب التي تحوي ما يملأ نواقصه، ويرى أن نقصه وشهواته يتحكمان به.. ولكن نسي أن يبين لنا أصل الغيوب بغير التداعيات النفسية، والمجاهيل الشعورية، فهل تشكل الغيوب فعلاً حاوية ما يجهله الإنسان، أم أنها تشكل حاوية ما يسد نقائص الإيمان؟.. إن الأصل النفسي للغيب يبين بكل وضوح أن التعلق بالغيب هو مجرد رد فعل نفسي على عدم الثقة بالعقل، وهذا يرجع إلى سبب وحيد لاغير له: نقص المعرفة.

المجهول هو ما يغيب على العقل الناقص وما يجهله الإنسان هو ما لا يعلمه الذي هو لا يدركه لا يراه ولا يعيه لأنه غائب وليس الغائب عن الذهن لا وجود له فالحضارة بالنسبة للقدماء مفقودة والآن موجودة كانت ضمن علم الغيب بالنسبة لهم وليس ما لا تراه العين لا وجود له فهذا الهواء لا نراه لكنه يؤثر علينا ويلامسنا وليس كل ما لا نعيه هو لا أساس له فما يعيه عالم الرياضيات لا يعيه الطالب فما بالنا بالذي أعلى والإنسان أسير للطبيعة التي هي أسيرة للظواهر التي هي أسيرة لموجدها وتم عكس المفاهيم الحقيقة هي أن الملحدين يحاولون إيجاد ما يسد نقائص إلحادهم ليتعدوا ما يجهلوه العالم الغيبي الأحلام الموت الغاية هذه تساؤلات لا يشغلون عقلهم بها والثقة في العقل هو عدم التزام في العلم فأنتي لن تثقي بعقلك حينما يتكلم عالما وملحدا كبير ستثقين بعقله وهو كذلك لهذا لا ثقة مطلقة للعقل لأنه تلميذا بسيط في عالم النفس فهو لم يعي جنسه ونفسه وجسده كيف يعي عالمه وكونه أليس هذا نقص بالمعرفة وجهل في أمور الغيب عقلك لن يستدل ماذا سيحصل بعد ساعتين بالكون

وفي الوقت الذي يعاني فيه كلا الملحد والمؤمن من نقص المعارف البشرية، يسد المؤمن نواقصه بالغيوب، ويبحث الملحد عن أجوبة موضوعية لنواقصه، جرياً على عادة ما تم منذ فجر البشرية من صراع للعلم والغيب، حقق فيها العلم انتصارات ساحقة على كافة الأوهام الما وراء طبيعية

أساس ظهور العلم هو وجود علم الغيب لأن أساس وجود الجهل هو وجود العقل الذي يقلص الجهل فالطفل يولد جاهلا ثم يتعلم ليصبح عاقلا ثم يزادا ليصبح متعلما ثم يزيد ليصبح عالما فالطفل كان جهله أساس ونمو عقله غائبا عنه والعاقل كان العلم الذي سيسكبه بعقله غائبا عنه والعالم و المكتشف و المخترع . والفلكي يعكسون عقلهم على ما يغيب في أذهانهم يتأملون بما هو خلف الأشياء وأساس التكوينات والغايات لهذا المؤمنون وجدوا منبع العلم الأساسي ومعرفة ماهية البداية والنهاية بينما الملحدين أصبحوا أسرى البداية وتابعين الموجود لهذا يكررون نفسهم ولا يعرفون الغاية من وجودهم

إن الملحد يلاحق خطوات العلم.. بينما يتقصى المؤمن نواقصه.

الملحد يتبع ملامح العلم الظاهري بينما المؤمن يشرب من نبع العلم الجوهري فهو أب لكل العلوم فما هو موجود يا ملحدين هو ما كان مفقود من زمن أليس كان غيبا لا تؤمنون به وكان غيبا صدقناه من أزمان

ما يتوصل له عقل اإنسان هو ما يملك دلائل على الوجود، فالعقل لم ير القلب، لكنه يستدل عليه من آثاره، ولم ير بعض الكواكب، ولكنه استدل عليها من آثارها، ولذلك إذا ما افترضت وجود من هو أعلى من ذلك فعليك أن تدلنا على آثاره، وسوف نوقن به.

انعكس العقل على القلب وعرف أثاره من دقاته وانعكس على الكواكب وعرف أثاره لكن لماذا لا ينعكس على الطبيعة فهي أثار فالجبل لا يكون نفسه والشجر لا يزرع نفسه والشمس لا تتحكم بنفسها فهي أثار لا تمتلك عقل لماذا لم ينعكس عقل الملحد على ذلك فهل ينعكس العقل على العقل ويعرف ما به وهو حي وصحي كيف إذا ينعكس على موجده وهو لم يستطع أن ينعكس على نفسه لكن الآثار هي رياحا وهواء وزلازل و أمطار وكواكب وشمس وقمر وليل ونهار وبرد وحر ونور وظلام أنتي من أثاره أشكال لا تشبع بعض حيوانات ليست عاقله في مختلف الأشكال هذه أثار ساعدتك على التمييز أليست مسخرة للعقل لماذا لا تدركون فأنتم تعيشون في الآثار كل يوم ولا تتغير والطبيعة تتغير هذا دليل أنها أثار ليست مؤثر لأن المؤثر لا يتغير والآثار تتغير والطبيعة تتغير

لا يمكنك أن تدعي وجود كائن علوي اعتماداً على مقولة فقط، يجب أن تدعمها بدليل، وإلا ادعيت لك بوجود كائنات علوية لا تعد ولا تحصى اعتماداً على نفس مقولتك التي أعيد صياغتها بالقول: (ما لا تدركه العين يسمح لنا بالإيمان بكائن أعلى).

أليست رسومات الرسام دليل رسمه وأليس قدرته على الرسم دليل أثاره إذا قدرة الموجد في أثارة أرضا ممدودة وسماء مرفوعة وأمطار منزلة وأجواء متغيرة ونهارا واضح وليلا دامس و شمس دافئة وقمرا منيرا وكلها لا عقل لها ولا تفكر من كيفها لها محركا أليس السائق يتحكم في مركبته فما بالك في الشمس من يحركها تستغربين برؤية سيارة تقود نفسها ولا تستعجبين برؤية شمس تحرك نفسها ورؤية السائق وهو يحرك السيارة يؤكد حدود قدرته وعدم رؤية الموجد بتحريك مخلوقاته يؤكد عظمته فمخلوقه الهواء لم تدركه عيناك فما بالك بمن خلقه

جميع المؤمنين ينطلقون في إثبات الإيمان من الجهل بالوجود، وليس من العلم به، من النواقص، وليس من المعارف.

إيمان المؤمنين في إكتمال الوجود ونظامه الدقيق وتطابقه مع الكتب المنزلة الذي يؤكد عدم قدرة مخلوق على خلق نفسه ولا يقدر ذلك إلا مكون فالطبيب يستخدم أدواته وأدواته خاضعة له ألا تشاهدي أدوات الخالق خاضعة لمشيئته فمات الملحدين ولم يتغير الكون والوجود الذي يؤمن به المؤمنين لا خلل ولا عطل هذا يؤكد على أن هناك موجد أوجد العين التي لم تدركه لنقصها لأن إدراكه سيجعل الإنسان عابدا له طوال عمره وذلك من جماله فالجميل رؤيته تبهر العين والجمال يسعد القلوب فكيف بأساسها ومنشئها فذاك هو مكأفاة المؤمنين والملحدين يريدون إدراك الخالق وكيف يصل مخلوق لموجده هل يستطيع الابن الرضيع أن يتسلق الجبال فهذا أعلى من عبد يريد رؤية خالقه لن يتحقق ذلك إلا بمشيئة الخلق فنحن بمشيئته ليس هو بمشيئتنا هو من وضع روحا بك ويعلم حدودها وسيأخذها ويستردها

الغيب ليس ما غاب عني، فهذا جهل
جهلك بالشي أليس غياب علما عنك والعلم الذي لم تتعلميه أليس غائب عن ذهنك الغائب هو المفقود والجهل هو عدم وجود علم وطريق العقل هو ما يجهله وطريق ما يجهله هو ما غاب عن الذهن كل ما لا يدركه العقل هو من الغيب مفرد غيوب وهو من يؤكد نقص العقل واستمراره لتقليص جهله الذي لا ينتهي وتنبع العلوم من ما يجهله الإنسان وهي ما غابت عن العقل وبحث عنها ووجد بعضها وهي لا تعد ولا تحصى

أما الغيب فهو ما لا يعقل، وهذا فرق كبير، وأنت تخلط ما غاب بالغيب، وهذا خطأ.

ما لا يعقل هو الجنون وهو أن يقال ما يجب أن لا يقال مثل الأثر يوجد أثر وعدم الاستدلال بالأثر لمعرفة المؤثر فالرياضيات ندركها بالعقل رغم أنها أعداد مجردة وقياسات محددة كيف لا ندرك أشياء كونية متطابقة أليس العقل ميزته إدراك الاستدلال بالآثار لمعرفة المؤثرين هل نسأل علماء الآثار الذين يكتشفون أشياء وينسبوها لأقوام سابقين وهل يعقل أن لا نستدل بآثار واضحة أبدية زمنية على وجود منظم ومحرك وموجد للكون هذا جهل كبير فالغيب هو ما غاب عن عقول الملحدين

لا أعلم مستقبلي، فأنا أجهله، فأنا أسيرة الجهل، وليس الغيب، ولذلك لا أومن بغيب يعلمه غيري، وإلا لم يعد غيباً.

أنتي تجهلينه لأن معالمه غائبة عنك وتلك المعالم غيبية والجهل هو ما نجهله ونحن نجهل ما ليس بعقلنا الذي هو ما غاب عنها فنتعلم لنعلم ونجهل لنعقل وحاوية العقل الجهل وحاوية الجهل الغيب فجهلك هو غياب علمك وغيابه بسبب وجود غيبا وأسيرة الجهل لأنك أسيرة ما غاب عنك وهو أمور غيبية لا تدركيها أنما تجهليها فأنتي لا تعرفين تلك المادة وتجهليها لأنها كانت غائبة عن حياتك رغم وجودها بالعالم وسأثبت أنك تؤمنين بغيب يعلمه غيرك نظرية إلحادية جديدة ظهرت بالأمس بعقل ملحد أنتي تجهلي معالمها وسبب جهلك هو غيابة عن عقلك وما يعلمه هو غائبا عنك والغائب هو ما يغيب عن الوعي والغيب هو جزء من غيوب لهذا أنتي أسيرة أمور غيبية بشكل عام وأمور غائبة عنك بشكل خاص لأن حاوية الوجود هو ما يغيب عنها هناك مكونات لا نشاهدها بالعين المجردة وهي غائبة عن الحواس و في المجاهر نشاهدها فهذه دقائق مكونات لم ندركها كيف ندرك من كونها ونحن لم ندرك بعضا من غيبه

العلم والعقل صنوان، كلاهما يدعم الآخر، فلا علم بلا عقل، ولا عقل بلا علم.. كل منهما يطور الآخر.

لا يتماثل العقل بالعلم فالعقل حاوية والعلم هو ما يسكب بالعقل فالعقل أداة استقبال ما ينعكس عليه والعلم ما يتداخل به من ما يقرأه ويسمعه ويفكر به ويستمع له ويتأمل فيه فالعقل كالكأس والعلم الماء الذي يسكب به ويتشكل الكأس ويتغير لونه على حسب ما يسكب فيه كذلك العقل يتشكل ويتلون على حسب ما يسكب به إن كان ما سكبنا به وهما أصبح عقلا متوهم أليس الجاهل ممتلكا عقل أسأله ماذا سكب به أمور جاهلية فالعقل يتبع العلم لأن عقلا بلا علم ككأس بلا مشروب جاف وعلم بلا عقل كمشروب بلا كأس بلا محتوى لهذا وجب إتباعه فالعلم يبني العقل إن كان صالحا يهدم العقل إن كان هادما لكن أساسهم القلب فإن لم ينعكس العقل على القلب لن يكون رحيما لأن منبع الرحمة والمحبة بالقلب وهذا ما يكون الشعور وبلا إيمان سيكون العقل خاليا مجردا خاويا لا يؤمن بشي وليس له غاية فالملحدين لا يجتمعون على محبة لأن كل شي فاني بينما المؤمنين يجتمعون على محبة وفي هذا غاية

ولكن لما كان العلم ناتجاً عن معرفة الوجود، والعقل ناتج عن الأخذ بالعلم، فالعقل يتبع العلم، ويقتفي خطواته، وإلا انقلب غيباً

العلم (علما ظاهري) و الغيب (علم باطني) وأساس العلم الظاهري هو علم باطني دليلي أساس حركة الإنسان وحياته قلبه المتواجد بداخله وهو في باطن الجسد وأساس القلب دقات القلب وذاك أعمق وفي باطن القلب وعلم الظاهر هو من ظهر من الغيب لأنه كان غير موجود ثم كشف ومن بحث أكتشف وهذا يؤكد أنه كان مفقودا ثم أصبح موجودا وأساس التفكير هو التفكير هو ما يجهله العقل وذاك نابع من الجهل وهو العلم الغائب الذي ينبع من الغيب وهو جزء من غيوب

في الواقع أن فهم هذه الفقرة يحتاج إلى فك طلاسم، وعسى أن لا أفهمها بشكل خاطئ.. أرجو أن تبذل جهدك في تبسيط أفكارك كيلا أبذل جهدين: جهد ترجمة أفكارك إلى مفاهيم، وجهد الرد عليها.. أنا واثقة أن الفكرة واضحة في ذهنك، ولكنك لا تنقلها إلينا بمفردات مناسبة.

سأوضح وأعدك سأغير الأسلوب وأبسط

فهمت من فقرتك ما يلي: (إن كان عقلي يتبع إنجازات علماء الملحدين غير المكتملة، وعقلي يتبع نفسه على أنه مكتمل، في نفس الوقت.. فهذا نقص تفكير، فعقلي يؤمن أن العالم كبير واكتشافاته لا تنتهي، رغم ذلك لم أر هذا، لأن العلم لم يكتمل حتى الآن، فمهما حصل عقلك من علم سيبقى ناقصاً

كيف وهو ناقصا عرفتي اكتماله وكيف والعلم لم يكتمل توصلتي للحقيقة أم عدم المعرفة وعدم التوصل للحقيقة فرض فرضية وهمية وهذا يدل على أن الملحدين لا يبحثون أن يفسرون عدم معرفتهم بحدود ما يشاهدوه أمامهم ربما إن شاهدوا بيتا محطما ولم يجدوا إلا نملة استنتجوا بأنها سبب الهدم .

في كل الأحوال.. العلم لم يكتمل، وما زالت تعتوره نقائص كثيرة، ولكني أكرر قولي بأنما ما تمت معرفته من علوم حتى الآن أكثر من كاف لتبيان أن المادة لا تنشط بتوجيه من قوى خارجية، بل بقواها الذاتية

كيف إذا العقل الناقص توصل للحقيقة المطلقة وهي أن الطبيعة هي المؤثرة رغم أن العلم لم يكتمل وهل أن أكتمل العلم سيتغير ذلك وستتراجعين عن كلامك وما دليل تحكم المادة رغم أن لا هيئة عقلية ولا شكلية لها فكيف يتحكم من ليس له هيئة عقلية في من له عقلا

نقائص العلم والعقل لا تبرر حشر الغيوب مكانها.

عدم معرفة ما يجهله الإنسان لا يصح تفسيره في ما يعتقد لأنه موجود

الموت ليس علم غيب.. ما هو الفرق بين إدراك الملحد للموت وإدراك المؤمن؟.. يؤمن الملحد بأن الموت هو توقف العمل الموحد لخلايا الكائن الحي، نتيجة مصاب ما، وبالتالي يعطل هذا التوقف وحدة العمل، الذي هو الحياة هنا

الموت هو نهاية غاية الحياة أو انتهاء الفلم وتوزيع الجوائز كما يحدث في عالم السينما وما يؤمن به الملحد هو نقص لأن نهاية بلا غاية تؤكد بأن لا نظام حقيقي للوجود كالحياة العابثة فكل شي له سبب ولكل سبب طلب ولكل طلب جد وتعب فما هو سبب توقف الخلايا إرادة الطبيعة أم تعطيل الخلية وما علاقة توقف القلب بخلايا الإنسان وما العلاقة بالذي يموت مبكرا ومتأخر هل خلايا المعمر أفضل الموت هو ما لم يدركه العقل وما لا يدركه العقل هو ما يجهله وهو ما غاب عنه وهو نهاية الغاية الغيبية لأن لا أحد يعلم متى يموت وكيف يموت ولا يستطيع أن يردع الموت علماء الملحدين أليس من الظلم أن ينتهوا بلا غاية وأصبحوا فناء لماذا يفنوا أعمارهم من أجل غيرهم وهم يعلمون بأن لا عودة لهم أليس هناك نقص في غاية وعدم إدراك أمر غيبي فالحياة لا تتقبل ذلك فكيف بعد الموت

فما الفرق في الإدراك؟.. الفرق أن الملحد لا يندفع لتفسير الظواهر بغير منطقها الموضوعي، فبينما يحاول المؤمن أن ينسب ما لا يدركه من ظواهر طبيعية إلى قوى فوقية، يقيس الملحد هذه الظواهر إلى مثيلاتها المادية، فيجد أن التفسير الموضوعي لأية ظاهرة مجهولة أمر ضروري بالاستناد إلى منطق العلم، والذي يبين أنه لا ظاهرة فوق التفسير، وإن لم نكن نملك تفسيراً.

الملحدين يفكرون بلا غاية جوهرية التي هي أساس حقيقة غيبية فالعين تفتح وتشاهد وجود والعقل يتسأل لماذا وجدت هنا ما المهمة والغاية والمطلب ؟ هذا ما يفكرون به المؤمنين وهذا غاية جوهرية وغيبية فقياس مخلوق في مخلوق يبتعد عن الغاية لوجود المخلوق فلا نستدل بصنعة لنعرف صنعة نستدل بصنعة لنعرف صانع والعلم الظاهري تابع للعلم الغيبي فما غاب عن العين توصل له العلم بالمجاهر هذا يؤكد إتباعه لما غاب عن الحواس

لقد تمكن الإيمان من الناس إلى درجة أنهم بدلاً من البحث عن تفسير موضوعي للظواهر أخذوا يبحثون عن مبرر غيبي لإيمانهم.. ومن هنا يبرز الدور الهام لمكنونات النفس البشرية، والتي يمكن أن تعمل على قلب دور العقل من محلل إلى متلق ٍ، فبينما يعمل العقل لدى الملحد على القضاء على نواقصه، يعمل العقل لدى المؤمن بدوافع إيمانية (نفسية) على القضاء على إنجازاته المعرفية وربطها بالغيوب.

الحقيقة هي أن العقل الملحد يدقق بالأشكال الظاهرية ولا يهتم بالغايات الجوهرية كسبب الوجود وغاية الشي وأصله وجوهره وحقيقته وقيمة الحياة وحقيقة الموت ومهمة الإنسان وتكوينه وتفصيله وتوجيهه بينما العقل الملحد يقف حائرا أمام تلك الغايات ولم يكسر المظهر ليصل للجوهر وما لا يدركوه يربطوه بشكل ظاهري كعدم معرفة سبب موجد الآثار جعلهم يعتقدون أن الأثر هو من أوجد الأثر وعدم معرفة الغاية من وجود الإنسان جعلهم يؤمنون بأن لا غاية لهم فهم ينتظرون أن يفنون والشي المحير لماذا إذا يعملون ويحاورون المؤمنين لماذا لا يقولون الكل سيفنى لماذا نتعب ونحاور فالكل لن يخسر بنظريتكم لا يتواجد حساب ولا جنة ولا نار في اعتقادكم لماذا إذا تتعبون فلم نكافئكم ولا أحد سيكافئكم لأن لا غاية لكم بينما نحن نهديكم لأن لنا غاية ونخاف سقوطكم بالنار إذا من له غاية هو من يهدي ومن ليس له غاية لماذا يتعب نفسه ويحاول أن يهدي سواء كان مظلوما أو ظالما سينتهي ويفنى

إن الغيب الذي يمرح في قلب المؤمن ليس أكثر من أمله بصحة ما يرجو.

الحرقة بقلب الملحدين تؤكد صدق غاية المؤمنين فكيف من له غاية يريد أن يهدي من له غاية فهم يحذروننا من ماذا

ليس لدى الملحد أي مانع بأن يكون هنالك من يتحكم بالوجود، إن لدى الملحد مانع أن ندعي بوجود من يتحكم بالوجود دون أن نعطي دليلاً على وجوده، فإن كان العلم الظاهري يبين ما تتيحه لنا الأحاسيس، فكيف ندرك ما لا تتيحه لنا الأحاسيس إن كان موجوداً؟.

أليست الآثار دليل المؤثر وأليس ما لا تراه العين شاهدته المجاهر لماذا إذا لا تؤمنون بما لا تروه رغم أنكم كنتم لا ترون ما أنتم ترون وهناك ما لا ترونه في المجاهر لأن العلم لم يتوصل لذلك مكوناتك تؤكد أن هناك من كونها أبحثي عنه خلف أثاره

إن الغيب ليس إدراكاً، لأنه ليس موضوعياً، فما هو إذاً؟.. كل التدليل على الغيب يتركز لدى المؤمنين حول جهلنا بما وراء ما نعرفه.. فالغيب ليس أكثر من (اللاأدرية).. ولذلك فإن جميع المؤمنين هم لاأدريون، وكذلك جميع اللاأدريين هم مؤمنون

الإدراك كنور كشاف والظلام كالغيب فنحن ندرك بعض ما في الغيب في تعلم ما نجهله والعلم في تطور وتطوره في كشف بعض الأشياء من الغيب فالغيب موضوع جوهري لعلما باطني فالملحدين يقفون أمام ملامح العلم الظاهري ولا يدققون في أعماق ذلك وهذا نقص من وعيهم به لهذا الملحدين متوهمين وحائرين في عدم الوصول لحقيقة مطلقة وهنا كثرت الفرضيات والنظريات التي تناقض بعضها البعض

صدقت.. ولكنه كلام حق يراد به باطل.

هذا ما يقوله الباطل إن نطق الحق

مع كل تقديري واحترامي لشخصك الكريم.


تقديري وتحياتي لشخصك الكريمة

قاهر الباطل

ما يقوله الملحد هو حجة للمسلم عليه