
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ، وَالْصَّلاةُ وَالْسَّلامُ عَلَىَ أَفْضَلِ الْأَنْبِيَاءِ وَسَيِّدُ الْمُرْسَلِيْنَ، نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.
أَمَّا بَعْدُ:
أَيُّهَا الْشِّيْعَةُ، اتَّقُوْا الْلَّهَ - تَعَالَىْ -، فَإِنْ تَقْوَىَ الْلَّهِ خَيْرٌ لِبَاسٌ، وَتَزَوَّدُوْا لِيَوْمٍ يُجَمِعُ فِيْهِ الْنَّاسُ فَرِيْقَانِ: فَرِيْقٌ فِيْ الْجَنَّةِ وَفَرِيْقٌ فِيْ الْسَّعِيرِ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ الْفَائِزُونَ}
[الحشر: 18-20].
يَعْتَقِدُ الْرَّافِضَةِ أَنَّ الْإِمَامَةَ رُكْنِ مِنْ أَرْكَانِ الْإِيْمَانِ لَا يَتِمُّ الْإِيْمَانُ إِلَّا بِهَا، وَأَنَّهَا أَهُمْ مطَالَبٌ الْدِّيْنِ، فَلَا يَجُوْزُ تَفْوِيْضَهَا إِلَىَ اخْتِيَارِ الْأُمَّةِ، وَلَا إِغْفَالَهَا، بَلْ يَجِبُ عَلَىَ الْلَّهِ وَعَلَىَ رَسُوْلِهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعْيِيْنِ الْإِمَامِ، وَيَكُوْنَ مَعَصْوَمَا مِنْ الْكَبَائِرِ وَالصَّغَائِرِ، وَيَكُوْنَ أَفْضَلُ الْنَّاسِ؛ لِأَنَّهُ لَا تَصِحُّ إِمَامَةُ الْمَفْضُوْلِ عِنْدَهُمْ مَعَ وُجُوْدِ الْفَاضِلُ.
يَقُوْلُ آَيَةً الْلَّهُ إِبْرَاهِيْمَ الْزَّنْجَانِيُّ:
(تَعْتَقِدُ الْإِمَامِيَّةِ الْإِثْنَا عَشَرِيَّةِ أَنْ الْإِمَامَةِ رِئَاسَةِ الْدِّيْنِ وَالْدُّنْيَا وَمَنْصِبٍ إِلَهِيْ يَخْتَارُ الْلَّهِ بِسَابِقِ عِلْمِهِ، وَيَأْمُرُ الْنَّبِيِّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْ يَدُلُّ الْأَمَةِ عَلَيْهِ وَيَأْمُرُهُمْ بِاتِّباعِهِ، وَالْإِمَامُ حَافِظٌ لِلْدِّيِنِ وَتَعَالِيْمِهِ مِنْ الْتَّغْيِيْرِ وَالتَّبْدِيْلَ وَالْتَّحْرِيْفِ، وَحَيْثُ إِنَّ الْإِسْلَامَ دِيْنً عَامٍ خَالِدٍ كَلّفَ بِهِ جَمِيْعُ عَنَّاصِرِ الْبَشَرِ، وَتَعَالِيْمِهِ فُطْرِيَّةٌ أَبَدِيَّةً أَرَادَ الْلَّهُ بَقَاءَهُ إِلَىَ آَخِرِ الْدُنْيَا،
فَلَابُدَّ أَنْ يَنْصِبَ الْلَّهُ إِمَاما لِحِفْظِهِ فِيْ كُلِّ عَصْرٍ وَزَمَانٍ لِكَيْ لَا يَتَوَجَّهُ نَقَضَ الْغَرَضِ الْمُسْتَحِيْلْ عَلَىَ الْحَكِيْمِ تَعَالَىْ، وَلِأَجْلِ ذَلِكَ أَمْرُ نَبِيِّهِ بِأَنْ يَنُصَّ عَلَىَ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلِيٍّ بْنِ أَبِيْ طَالِبٍ عَلَيْهِ الْسَّلامُ بِقَوْلِهِ:
((يَا أَيُّهَا الْرَّسُوْلُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَّبِّكَ وَإِنْ لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)) [الْمَائِدَةِ:67]،
وَأَنْ يُنَصَّ عَلَىَ أَحَدٍ عَشَرَ إِمَاما مِنْ وُلْدِ عَلِيٍّ ظَاهِرَا مَشْهُوْرَا أَوْ غَائِبَا مَسْتُورَا، وَهَذِهِ سَنَةٌ الْلَّهُ فِيْ جَمِيْعِ الْأَزْمَانِ وَفِيْ جَمِيْعِ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ لَّدُنْ آَدَمَ إِلَىَ خَاتِمٍ الْأَنْبِيَاءَ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِيْنَ...).
عَقَائِدِ الْإِمَامِيَّةِ الْإِثْنَا عَشَرِيَّةِ لِلزَّنْجّانِيّ (3/ 5، 6)، وَانْظُرْ: الْأَلْفَيْنِ لِلْحَلْيِ (صَ11، 12، 19، 20)، وَمَنَارِ الْهُدَىَ لَعَلِّيَ الْبَّحْرَانِيُّ (صَ9، 72، 73)، وَالْشِّيْعَةِ فِيْ الْمِيْزَانِ لِمُحَمَّدٍ جَوَادٌ مُغْنِيَّة (صَ37- 78).
الخوئي : منكر الامامة كافر -
ويجوّز لعن اهل السنة واتهامهم لانهم من البدع كما يزعم

ندخل في صلب الموضوع :
قال تعالى : { يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } (176) المائدة .
الْلَّهِ جَلَا وَعَلَّا بَيْنَ لِلْنَّاسِ فِيْ سُوْرَةِ الْمَائِدَةِ فِيْ أَمْرِ الْكَلَالَةِ حَتَّىَ لَايَضِلُّوا !
فَلِمَاذَا لَمْ يُبَيِّنْ لِلْأُمَّةِ أَمَرَ الْإِمَامَةِ مَادَامَتِ أَهُمْ أَمَرَ كَمَا تَعْتَقِدُوْنَ وَأَعْظَمَ أَصْلُ وَلَا بِآَيَةٍ وَاحِدَةٍ صَرِيْحَةٌ مُحْكَمَةً ؟!!
فَهَلْ يَتْرُكُ الْلَّهُ الْنَّاسَ فِيْ حِيْرَةٍ مِنْ أَمْرِهِمْ وَتَشَتَّتَ وَيُعَذِّبُهُمْ عَلَىَ أَمْرٍ لَمْ يَذْكُرْهُ لَهُمْ ؟
فَأَيُّهُمْا أَعْظَمُ الْكَلَالَةِ أَمْ الْإِمَامَةِ ؟؟
هذا ماتم إيراده وتيسر إعداده
لأخوكم الفقير إلى ربه
ابوالوليد