عرض مشاركة واحدة
  #131  
قديم 2010-08-21, 01:53 PM
السلفي الحق السلفي الحق غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-08-21
المشاركات: 23
افتراضي

ومن تتبع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة فإنه سيجد أن هناك آيات وأحاديث عديدة يوهم ظاهرها وجود الله تبارك وتعالى وتخصصه في أماكن مختلفة ..

ومنها :- ( فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين )

ومنها :- ( ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون )

ومنها :- ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا )

ومنها :- ( وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون ) ( واسجد واقترب ) ( فإني قريب ) ..

ومن الحديث :- ( أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد ) ( فإن الله قبل وجهه ) ( فإن الله بينه وبين القبلة ) ( لهو أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ) ...

ولهذا ، فإن العلماء المحققين قرروا أن الله سبحانه وتعالى لا يشبه أحدا من خلقه .. فهو خالق الزمان والمكان لا يحيط به مكان ولا يجري عليه زمان ..

ولهذا فقد بين الإمام عبد القاهر البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق ص 333 قال :-

( أن أهل السنة والجماعة قد أجمعوا على أن الله لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان )

ولهذا أكد شيخ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث العلامة ابن حجر العسقلاني مقررا أن الله سبحانه وتعالى لا يتخصص بمكان ولا يجري عليه زمان بدليل كل النصوص الموهمة والمحكم من القرآن والسنة بتنزيه الله عن مشابهة خلقه .

ومن ثم أكد العلامة الحافظ المحقق البيهقي في الأسماء والصفات ص 400 :-

وقد استدل بالحديث الصحيح الذي رواه مسلم :- أن رسول الله عليه السلام كان يقول في دعائه :-

( اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك -تحتك- شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر )

فقال الحافظ البيهقي :- ( استدل بعض أصحابنا بهذا الحديث على نفي المكان عن الله تعالى ، فإذا لم يكن فوقه شيء ولا دونه شيء لم يكن في مكان ) .

ولهذا قال الله تعالى واصفا المؤمنين ( الذين يؤمنون بالغيب ) .. والمقصود بالغيب الله عز وجل وليس غيره بنص الآيات بعدها .

وهذا لأنه ( ليس كمثله شيء ) فلا يمكننا أن نتصوره ولا أن نتوهمه ، فليس شيء في خلقه يشبهه ..

وهنا ضل المجسمة ؛ لما قاسوا الله على خلقه وشبهوا فقالوا لا يمكننا أن نتصور موجودا في الخارج إلا الأجسام .. وما عدا ذلك فهو غير مفهوم عندنا بل هو معدوم !!!

ولهذا فهم خارجون من قوله تعالى :- ( الذين يؤمنون بالغيب ) ومن ثم فقد أبوا أن يكون الله ( ليس كمثله شيء ) وهكذا نصوا على أن مثل هذه الآيات تنفي التمثيل فقط ولا تنفي التشبيه عنه سبحانه ..

ومن ثم نقول لهم :- وهل تعلمون شيئا موجودا في الخارج ليس بمتكون من ذرات ؟؟؟ فسيجيبون بلا . وهنا نلزمهم بأن الله مكون من ذرات لأنه لا يمكننا تصور شيء موجود في الخارج لا يكون كذلك .. الخ

وكذلك نقول لهم ، كيف آمنتم أنه لا أول له ؟؟؟؟؟

وأنتم لا تتصورون شيئا إلا وكان ذا بداية كما هو مقرر في العقل النظري ، فعلى مذهبكم فأنتم تنكرون معظم صفاته ..

ولهذا قطع رسول الله عليه السلام مثل هذه الأوهام بحديث صحيح أشار إلى أن العقل المجرد يتوهم التشبيه بين الله وبين خلقه من حيث الوجود فالزمان والمكان .. وهنا حذر رسول الله أن نسير وفق ذلك المسار لأنه يخالف طريقة الإسلام فالإيمان بالغيب وأنه لا شبيه مطلقا بالله سبحانه وتعالى ..

ونذكر من تلك الأحاديث :-

1- جاء في صحيح مسلم :- ( لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال : هذا ، خلق الله الخلق ، فمن خلق الله ؛ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل : آمنت بالله )

وهذا الحديث مهم جدا لمن يقيسون الله بخلقه ومن ثم يقعون في التشبيه لعدم التسليم والإيمان بالغيب اللائق بالله تعالى وتنزهه عن الزمان والمكان .

2- جاء في صحيح مسلم :- ( جاء ناس من أصحاب رسول الله عليه السلام فسألوه : إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به ، قال :- وقد وجدتموه ؟ قالوا : نعم . قال :- ذلك صريح الإيمان )

أي إن كراهية قلوبهم لهذا الوارد اللاإرادي هو صريح الإيمان ، فقل :- آمنت بالله ثم انته .

ولهذا جاء في عقيدة السلف الخالصة :- ( لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات ) وكذلك :-

(ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر ، فمن أبصر هذا اعتبر ، وعن قول الكفار انزجر ، وعلم أن بصفاته ليس كالبشر ، تقدس عن كل سوء وحين -هلاك- وتنزه عن كل عيب وشين ، ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ) وهو - الإسلام - بين الغلو والتقصير ، وبين التشبيه والتعطيل .

أي أنه يجب علينا أن لا نشبه الله بخلقه فنقول له مكان وعمر ليكون موجودا !! ولا أن نعطله فننفي وجوده ونعدمه لأنه ليس في مكان أو لأنه ليس له ابتداء .. فالحق أنه موجود وجودا يليق به مع تنزيهه عن المكان والزمان وصفات الجسمانية .

ولنقل كما علمنا العلامة الفقيه الإمام أبو حنيفة النعمان في فقهه حيث قال :- ( إذا سألك سائل أين الله ؟ فقل له كان الله ولا مكان وهو الآن على ما كان )

ونصه الآخر :- من قال لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض فإنه يكفر ؛ لأنه حدد مكانا يحصر فيها ذات الله تعالى توفيقا بين النصين .

ولهذا فقد أكد الإمام ابن عبد البر في الإستذكار 2-530 :- أن فرقة منتسبة إلى الإسلام قالت أن الله ينزل بذاته ! وهذا قول مهجور لأنه تعالى ليس بمحل للحركات ولا فيه شيء من علامات المخلوقات .

وكذلك أكد في التمهيد 7- 144 :- منكرا على من زاد لفظة الذات فقال هو على عرشه بذاته أو أنه ينزل بذاته فقال :- هذا ليس بشيء عند أهل الفهم من أهل السنة لأن هذه كيفية وهم يفزعون منها لأنها لا تصلح إلا فيما يحاط به عيانا وقد جل الله وتعالى عن ذلك ومن غاب عن العيون فلا يصفه ذووا العقول .. فلا نتعدى ذلك إلى تشبيه أو قياس أو تمثيل فإنه ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) .

يتبع بإذن الله تعالى ..

رد مع اقتباس