بيان مخالفة الوهابية لسلف الأمة وجمهورها الأشاعرة :-
وجاء في العقيدة الطحاوية عقيدة السلف الصالح :- ( فإن ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية ، منعوت بنعوت الفردانية ، ليس في معناه أحدا من البرية ، تعالى الله عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات ، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات ) .
وهذه عقيدة السلف الخالصة التي اتفق عليها العلماء من المذاهب الأربع أنها الموافقة لاعتقاد السلف الصالح والأئمة الأربع كما بين ذلك الألباني في شرحه عليها ..
ولكننا نتفاجأ عندما يصل هؤلاء الوهابية المجسمة إلى مكان تنزيه الله عن الجسمية في عقيدة السلف تلك نجدهم يأنفون من اعتقادها ويقولون أنها توافق اعتقاد الأشاعرة فقط !!!!!!
ولذلك تراهم يأنفون من اعتقادها ويقولون أنها داخلة على السلف وأنها غير صحيحة لأنها عين اعتقاد الأشاعرة ؛ كما صرح بذلك عدد كبير من علمائهم كالشيخ ابن جبرين في كتابه شرح لمعة الإعتقاد ..
وهذا دليل قاطع على أن اعتقاد الأشاعرة هو عينه اعتقاد السلف الصالح ، وأن الوهابية ما هم إلا فرقة مبتدعة حادت عن السلف الصالح .. وتميزت عن السلف الصالح لما خالف القاضي أبو يعلى الحنبلي علماء المسلمين في ذلك التنزيه وكتب كتابه ( إبطال التأويلات ) والذي أثبت فيه عقيدة المثبتة والتي تقتضي الإيمان بظواهر المتشابهات ولذلك فقد أطلق على أبي يعلى الحنبلي لقب المشبهة وخالفه علماء المذاهب الأربع من الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة .. ولما خرج القاضي أبو يعلى عن اعتقاد التنزيه واعتقد التشبيه في ذات الله فقد أنكر عليه علماء عصره حتى اختفى واختفى أتباعه الحنابلة استحياء من رميهم بالتشبيه من قبل جمهور علماء المسلمين وأصبح يطلق عليهم اسم المشبهة وبقوا على ذلك الحال لأربعة قرون وهذا كله تجدونه في كتاب شرح لمعة الإعتقاد لابن جبرين بالتفصيل .
إلى أن ظهر ابن تيمية وكان طاهرا مستقيما في أول أمره فأكرمه العلماء وأباه وزادوا كرمه بعد وفاة والده إلى أن نصر القاضي أبا يعلى وفرقته المشبهة وألف وكتب في نصرة عقيدة هؤلاء المشبهة حتى عمل له قضاة المذاهب الأربعة والعلماء مجالسا لضبطه حتى إذا عاد لما نهي عنه وعاد لنصرة التشبيه والتجسيم فقد عمل علماء عصره على وضعه في السجن إلى أن توفاه الله تعالى في ذلك السجن ..
والحق أن مذهب هؤلاء المشبهة وأتباعهم الوهابية يظهر بوضوح لكل من تأمل في كتب سلفهم المشبهة ككتاب إبطال التأويلات للقاضي أبي يعلى وككتاب إثبات الحد لله وأنه جالس وقاعد عليه للدشتي والذي ينشره الوهابية بشكل كبير اليوم ويضعونه في منتدياتهم كمنتدى أنا المسلم ( المجسم ) !!! وككتاب السنة المنسوب للإمام عبد الله ابن الإمام أحمد .. وككتاب ( عقيده اهل الايمان في خلق ادم علي صورة الرحمن ) للتويجري .. ويتضح اعتقادهم أكثر فأكثر لما تقرأ كتاب ( دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه ) للحافظ الحنبلي ابن الجوزي ؛ حيث يبين كيفة خروجهم عن اعتقاد السلف إلى التشبيه ..
وحقيق بنا أن نبين في عجالة حقيقة اعتقادهم كما جاء في كتبهم وخاصة في كتب سلفهم المشبهة ..
وهنا نقول أنهم يعتقدون يقينا أن الله على صورة الإنسان يشبهه - وهذا النص جاء في كتبهم ككتاب ( عقيده اهل الايمان في خلق ادم علي صورة الرحمن )- تحقيق ابن باز ؛ حيث جاء في ص 76 :-
( بعد أن أكد على أن الله على صورة الإنسان قال :- وهذا المعنى موجود عند أهل الكتاب من الكتب المأثورة عن الأنبياء كالتوراة فإن في السفر الأول منها ( سنخلق بشرا على صورتنا يشبهنا ) وقد قدمنا على أنه يجوز الإستشهاد بما في التوراة عند أهل الكتاب .
فهم يعتقدون أن الله على صورة الإنسان وأنه شاب أمرد يجلس ويقعد على العرش ويقوم للمؤمن إذا دخل عليه وأنه يستلقي على العرش واضعا رجله اليمنى فوق اليسرى _ وهذا من اعتقادهم وموجود في نصوصهم كما في كتاب إبطال التأويلات وإثبات الحد لله وأنه جالس وقاعد عليه .. بل ونصوا على أن الله شاب أمرد يضع تاجا من ذهب ويلبس نعلين أخضرين وعلى وجهه فراش من ذهب !! بل وقال أن تلك كلها صفات ثابتة لله تعالى تليق به .. وعلق المحقق الوهابي عند ذكر الفراش فقال :- وقول أبي يعلى عن الفراش أنها تثبت صفة لله مع تفويض معناها إلى الله تعالى ، فقال :- قول الإمام أبي يعلى أنها تفوض لله غير صحيح بل هي معلومة المعنى كباقي صفاته !!!!!!!!!!!!!!
وهذه العقيدة يعتقدها الوهابية ويقولون أن رؤية محمد لربه وهو شاب أمرد كان في المنام ..يضحكون على عوام المسلمين ، إلا أنهم يؤمنون في الوقت ذاته أن رؤية الأنبياء حق وأنها صفات ثابتة لله تعالى وقد أنكر شيوخهم كما في إبطال التأويلات على كل من حاول أن ينفي حقيقة تلك الصفات بقوله بأنها رؤيا بل وشدد أن هؤلاء جهميون لا يعلمون صفات ربهم .. .
وعلى كل فإن إيمانهم بظواهر المتشابهات من اليدين والوجه والساق والعينين هو من قادهم إلى ذلك التشبيه .. ووقعوا فيما نهى عنه السلف فأثبتوا الأجزاء والأدوات والحدود والمكان .
وهم يستحون من مذهبهم ذلك وهو صريح في التجسيم ، فيقولون أن الله منفصل عن العالم وفوق عرشه بذاته ولو لزم ذلك التجسيم والحدود والجهة وإثبات التشبيه والأعضاء والأدوات لله .. فنحن نقول بذلك ولا بأس من ذلك !!!!
وهذا حقيقة مذهبهم التجسيمي ، بينما نرى العلماء المحققين من السلف والخلف يؤكدون على أن المتشابهات عبارة عن صفات لذات الله تعالى وليست أجزاء وأدوات لذات الله تعالى ، ومن ثم بينوها ووضحوا معانيها كما بينت سابقا لوقوفهم كما وقف ابن عباس على قوله تعالى :- ( والراسخون بالعلم ) ، وبعضهم فوضوا العلم بها إلى الله تعالى ، وقوفا على قوله عز وجل :- ( ولا يعلم تأويله إلا الله ) ..
والحمد لله رب العالمين .
|