بسم الله الرحمن الرحيم
أولا :- أخي الطواف أكثر الله من طوافك حول الكعبة ..
ما لك أخي الحبيب !!!! أفق ، أسأل الله لك العفو والعافية .
أنا كتبت عقيدة السلف الصالح في العلو كما بينها علماء السلف الصالح كالطبري والأئمة الأربع وكما بينها العلماء المحققون كالشوكاني والقرطبي وابن كثير ..
وبينت من خلال تفسيرهم أن علو الله واستواءه لا يحمل على الظاهر الحسي له ؛ ونقلت اجماعهم على أن علو الله هو علو ملك وسلطان وأن الذين يقولون بالعلو المكاني هم فرقة مجسمة جاهلة .
ثم بينت كل الآيات التي تمسك بها المجسمة والتي تخيلوا بوهمهم أنها تدل على علو الله المكاني ، وبينت لكم من خلال فهم السلف والأئمة المحققون أنها لا تشير إلى ذلك البتة .
ثم بينت من كلام السلف الصالح والعلماء المحققون كيف فسروا كل المتشابهات ( الوجه واليد والساق .. )
أقول بينت تفسير السلف الصالح لها كلها ..
ثم تأت أنت يا أخي الطواف لتقول لي أن التأويل هو منهج الأشاعرة المتأخرين وهو مخالف للسلف الصالح !!!!
أخي الحبيب .. أرجوك أن تفتح عيونك وعقلك جيدا لأن المتابع للحوار يكاد ينجلط فكيف بمن يحاورك مثلي !! أسأل الله أن يعينني على أن أتحمل هذا الوضع .
على كل سأوضح لك الأمر :-
السلف الصالح فسر وجه الله بمعنى ملكه ومن السلف الصالح من فسر معنى وجه الله بمعنى ثوابه ومن السلف الصالح من فسر وجه الله بالقبلة وأكد ابن كثير أن معنى وجه الله يأتي بمعنى ذاته ..
وهذا ثابت متفق عليه عند أهل العلم .
أقول :- ولهذا فالسلف الصالح بين أن هذه المتشابهات صفات تليق بالله بالمعاني التي بينوها .. ولم يقولوا أن لله وجه حقيقي هو جزء من ذاته كما يتخيل المجسمة الوهابية المشبهة .
مثال آخر :- بين ابن عباس أن معنى ساق الله أي الشدة ، ونصح ابن عباس سائليه أن يرجعوا إلى اللغة العربية لمعرفة هذه المتشابهات .. ومن السلف من أمرها في سياقها وبين أنها صفة ولم يبين معناها تفصيلا كما فعل ابن عباس لأنها واضحة في سياقها ولأن الله ليس كمثله شيء . فلا يوجد خلاف .
ولهذا وقف السلف الصالح بين الجهمية والمجسمة ، حيث قال أبو حنيفة النعمان :- جاءنا من المشرق رأيان خبيثان أما جهم فمعطل وأما مقاتل فمشبه !! والمعنى أنه لا يجب إنكار هذه الآيات ولا أن نحملها على التشبيه أي أن نعتبرها من جنس الأجزاء والأبعاض كما هي عقيدة المجسمة الوهابية . بل أن نؤمن بأنها صفات لها معان تليق بالله تعالى أو أن تأول بمعانيها المجازية الظاهره في سياقها كما بينها السلف والخلف وكما بينتها كلها من علماء التفسير المحققين كالطبري والشوكاني والقرطبي وابن كثير ..
وبهذا يظهر أن الأشاعرة هم أهل السنة والجماعة المتبعون للسلف الصالح تماما كما بينت وتبين كذلك أن كل التخلف الذي قيل هنا ( كقولهم أن الأشاعرة مبتدعون بتأويلهم للمتشابهات أو قال أن منهم من يثبتها صفات كالأشعري والباقلاني ) فتبين لنا أن المذهبين المأولة والمثبتة كلهم يثبتونها صفات لله تعالى ومن ثم فالمأولة بينوا معناها كما بينها السلف والمثبتة لم يبينوا معناها تفصيلا وإنما أولوها مجملا بقولهم أنها صفات وليست أجزاء كما فعل السلف كذلك ومن ثم نزهوا الله عن ظاهرها الحسي التجسيمي كما فعل السلف أيضا ..
ويبقى المجسمة هم الخارجون عن السلف الصالح بعدم التأويل وعدم التنزيه ، بل جعلوها من جنس الأبعاض والأجزاء نظير ما عند الإنسان كما بينت من عقيدة المجسمة كابن عثيمين وغيره .
ثانيا :- يظهر من بياني لعقيدة الأشاعرة من كلام السلف الصالح والعلماء المحققين أن مذهب الأشاعرة هو عينه مذهب السلف الصالح .. وكلهم اتفقوا على عد المجسمة عابدين لصنم وبينوا أنهم هم الذين يحملون المتشابهات على ظاهرها التجسيمي ..
ثالثا :- كل اتهامات أخي الطواف للأشاعرة باطلة بل كاذبة ، فهم لا يقدمون العقل على النقل أبدا . ولا توجد هذه الجملة المفتراه في أي من كتبهم . وإنما هو كذب وجهل المجسمة على أهل السنة والجماعة الأشاعرة .
رابعا :- لم يرجع أحد من أهل السنة الأشاعرة عن معتقدهم أبدا ، وكل ما كتبه الطواف جهل مركب ووهم كوهم الأطفال ؛ فلم يثبت أن أحدا منهم تراجع أبدا وكيف يرجع عن منهج السلف الصالح ..
وأما زعم المجسمة أن الأشاعرة يثبتون فقط سبع صفات فهذا من جهلهم وكذبهم على أهل السنة الأشاعرة !!
وإنما هي الصفات الذاتية التي بينها أبو حنيفة النعمان في مقدمة عقيدته في فقهه الأكبر حيث أثبت لله الصفات الذاتية وهي هذه السبعة وكذلك أثبت الصفات الفعلية كالخالق الرازق .. وكما أثبت الصفات السمعية الأخرى وعلى ذلك كل الأشاعرة .
وهذا يبين مدى جهل المجسمة ، وعدم فهمهم لمنهج السلف الصالح وعقيدته ..
وأخيرا ، أرجع لأخي الطواف لأقول له ، ما زلت تغرد خارج السرب ؛ فأنا بينت منهج الأشاعرة من أقوال السلف الصالح والعلماء المحققين وبينت إجماعهم على عد المجسمة الذين يقولون بالعلو المكاني أنهم فرقة جهلة مجسمة .. وحطمت بحمد الله كل أدلتكم الباطلة والتي تتمسكون بها لإثبات العلو المكاني لله وبينت منهج السلف فيها كما بين علماء الأشاعرة أهل السنة والجماعة ..
ومن ثم سألتك سؤالا :- ما معنى اسم الله الأعلى والعلي والمتعال عند السلف ؟؟؟
وبعد أن رجعت أنت إلى ما بينته أنا من عقيدة السلف فإنك قلت على استحياء أن معناها علو المنزلة فقط ، وبهذا يظهر جهل من تمسك بهذه الكلمات كابن القيم والعرعور وغيرهم من المجسمة الذين يزعمون أن هذه الأسماء تدل على العلو المكاني لله تعالى .
وهنا أحمد الله تعالى أن أظهر الحق ، وأتحدى كل الوهابية وعلماءهم أن ينكروا شيئا مما بينت من منهج السلف الصالح في العلو وفي المتشابهات كما قرره علماء الأشاعرة الكرام .
والحمد لله رب العالمين .
أخوكم المحب :- أبو ملاك .
|