الموضوع
:
حملة تثقيف الشيعة معلومات لا يعرفها الكثير من الشيعة علاقات نسب ومصاهرة بين الصحابة وبين آل البيت وحقائق خطيرة يخفيها المرجعيات
عرض مشاركة واحدة
#
70
2010-09-12, 04:43 PM
ناصر الأسلام
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
تاريخ التسجيل: 2009-12-02
المكان: السعوديه
المشاركات: 407
الهدية رقم "
56
" لكل شيعي .
أعلام أهل البيت في عيون أهل السنة
حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه
الحمد لله الذي أعز دينه فولَّى الكفرُ وغُلب، ونصر المسلمين بأمثال حمزةَ بنِ عبد المطلب، فاندحر بذلك الأعداء، وأكرم الله حمزة بالشهادة فكان سيد الشهداء.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده
ورسوله،
وصفيه من خلقه وخليله، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه.
((
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
)) [آل عمران:102].
((
يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيب
اً))
[النساء:1].
((
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ
فَوْزاً عَظِيماً
))
[الأحزاب:70-71].
أما بعد:
فإن مما يُحزن أن بعض المسلمين اليوم يعرفون عن أبطال النصارى أكثر مما يعرفونه عن شهدائهم، الذين شادوا بدمائهم الأمة الإسلامية، ورفعوا على أجسادهم قوائمها، ولتصحيح هذا الخلل، وإبطال هذا الدغل؛ نعيش هذه الخطبة مع سيد الشهداء، وأسد الله تعالى وأسد رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.. الإمام البطل الضِرْغَام، عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخيه من الرضاعة حمزة بن عبد المطلب بن هاشم رضي الله عنه.
هذا الرجل الشجاع يجيد فن قطع رءوس الوثنية، إذا ضرب بالسيف هزه هزاً، وأحرز به مجداً وعزّاً.. حضر بدراً، وقُتل غدراً.
اسمع كيف أسلم هذا الجبل..
قال محمد بن كعب القُرَظِي: قال أبو جهل في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فبلغ ذلك حمزة، فدخل مغضباً، فضرب رأس أبي جهل بالقوس ضربة أوجعته، وأسلم حمزة، ففرح به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمون، وكان ذلك في السنة السادسة من البعثة، بعد دخول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دار الأرقم.
أخي المسلم! إن هذا القرآن ينزل على الكائنات فتخشع وتسجد، ولقد سجد حمزة وآمن وصاح: أشهد أنك صادق شهادة الصدق، فأظهر يا ابن أخي دينك، فوالله ما أحب أن لي ما أظلته السماء وأنا على ديني الأول.
بِسيفِكَ يعلو الحقُّ
والله أكبرُ ويُـذبَحُ عِجْلُ البَغيِ والزُّور يُنحرُ
إن من أهم الصفات وأجل الخصال التي تبرز صدق الصادقين من كذب الكاذبين، وتكشف ثبات المخلصين وتميزها من المنافقين، ومعسول كلام المخادعين والمرائين.. من أهم تلك الصفات وأجلها: تنفيذ الأوامر الربانية، بالانطلاق في ساحات الجهاد، وميادين النزال، عندما يُبتلى المؤمنون ويزلزلون زلزالاً شديداً، وتبلغ قلوبهم الحناجر.
وهذا التطبيق العملي بنصرة دين الله تعالى، وبذل النفس رخيصةً في سبيله، هي الصفة التي كان عليها أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهي سمة الصحابي الجليل، والمجاهد الكبير، أبي عمار حمزة أسد الله تعالى وأسد رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ورضي الله عنه وأرضاه.
أما أهم حدث في تاريخ هذا الجبل الكبير، والمقاتل الصنديد، فهي معركة أحد، التي وقعت أحداثها في السنة الثالثة من الهجرة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.
حيث خرجت قريش بحدِّها وحديدها، وجَدها وأحابيشها، ومن تابعها من بني كِنانة وأهل تهامة، وخرجت معهم عدد من النساء تحرض على القتال، وتحذر من الفِرار.
فخرج المسلمون إلى جهاد الكافرين يرجون إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة، ويتقدم حمزة شهيد الإسلام وبطله تَقَدُّمَ الأبطال، ويسل سيفه مدافعاً عن دين الله جل وعلا.. يحلف بالله الذي أنزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليصمدنّ أمام الكافرين، وفعل رضي الله عنه ما يقول، فقاتل قتال المخلصين المجاهدين.
كان رضي الله عنه ورحمه يهُدّ الناس بسيفه مثل الجملِ الأَوْرَق، وفي أثناء المعركة مر به أرطأةُ بن شُرَحْبيل حامل لواء الكفر فقتله، ومر به سِباع بن عبدِ العزَّى الغَبَشاني فقتله.
وهكذا صدق حمزة مع ربه، فصدَّقه وأكرمه بالشهادة في سبيله، وتحت راية دينه، فأَنْعِم بها من مكرمة! وأَكْرِمْ بها من منزلة! خاصة إذا علمنا عظم البلاء الذي حل به بعد قتله، عندما التُمِس ببطن الوادي قد بُقر بطنُه، وقطع كبده، ومُثِّل به، وجُدِع أنفه وأذناه.
فحزن عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم حزناً عميقاً، وزاد حزنه حين رأى ما مثل به المشركون، حتى إنه حلف صلى الله عليه وآله وسلم لئن ظفر بهم ليمثلن بثلاثين، ثم أمره الله بالصبر فامتثل أمره وكفر عن يمينه.
وهكذا مضى سيد الشهداء حمزة الشهيد إلى ربه راضياً مرضياً بإذن الله، وسار إلى الدار الآخرة، بعدما سطر بدمه الطاهر تاريخاً حافلاً بالتضحيات، مليئاً بالبطولات، وليكفه شرفاً وفخراً ما أخرجه الإمام أحمد في المسند بسند قوي، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه مرفوعاً:
(سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله)
.
وكذا ما أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده بسند حسن عن أنس رضي الله عنه قال: لما كان يوم أحد وقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على حمزة وقد جُدِّع ومُثِّلَ به، فقال:
(لولا جزع النساء لتركته حتى يحشره الله من حواصل الطير وبطون السباع)
.
وكُفِّن رضي الله عنه في نمرة، إذا خُمِّر رأسُه بدت رجلاه، وإذا خُمرِّت رجلاه بدا رأسه، وقام دعاة الإسلام يرثونه ويذكرون المصيبة التي أصابت المسلمين بفقدهم هذا المجاهد الباسل، والبطل المِغوار، ومن أولئك ابن رواحةَ حيثُ يقول:
بَكَتْ عَيني وحُقَّ لَها بُكاها عَلَى وَمَا يُغنِي البُكَاءُ
ولا العَويلُ هُناك
أَسَدِ الإلهِ غَداةَ قَالوا عَليكَ سلامُ ربِّك في جِنانٍ وقدْ أُصيبَ
بِه الرسولُ مُخالطُها نَعيمٌ لا يَزولُ
وَرَثَتْهُ أخته صفية قائلة:
دَعاه إلهُ الحقِّ ذو العَرشِ دَعوةً إلى جنَّةٍ يَحيَا بها وسُرورِ لِحمزةَ
فذلكَ ما كُنَّا نُرجِّي ونرتَجي يومَ الحشرِ خَيرُ مصيرِ
هذا هو حمزة بن عبد المطلب، الذي حطم جماجم صناديد قريش، فهو طراز آخر، وقصة أخرى، وشيء ثانٍ.. إذا تكلم فهي الكلمة الثائرة، وإذا ضرب فهي الضربة القاتلة القاضية، هذا من جاهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وباع نفسه لله تعالى، حتى قتل شهيداً، ثم لا يجد المسلمون عند موته غيرَ ثوبٍ قصير لا يكفي كفناً له، فرضي الله عنه وأرضاه، وجعل أعالي الفردوسِ مثواه، وجمعنا به في دار كرامته، ومستقرِّ رحمته.
أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.. أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله! واعلموا -رحمكم الله- أن الجنةَ غاليةٌ نفيسة، حريٌّ بالمسلم أن يسعى لها سعياً حثيثاً، وأن يقدم الغالي والنفيس في سبيل الحصول عليها، وتلك هي الأمنيةُ العظمى، والمطلب الغالي، الذي من فاته فقد حُرِمَ الخيرَ كله، ومن فاز به فنعمَ الفوز، ونعم الجوارُ جوارَ ربِّ العالمين سبحانه وتعالى.
عباد الله! هذه سيرةٌ من سير سلفنا الصالح رضوان الله تعالى عليهم، سيرةُ بطلٍ مجاهد، ولنا مع سيرة هذا الصحابي المجاهد وقفاتٌ وعظات:
أولها: أن المؤمن لابد أن يظهر محبته للدين والشريعة؛ بالدفاع عنها، وبذلِ نفسهِ رخيصةً في سبيل الله تعالى، ونصرة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إذا دعا داعي الجهاد، واستُنفر المسلمون، كما فعل حمزة، وكما فعل أبو دُجَانة يوم خرج للجهاد في غزوة أحد، وأخرج معه عصابةَ الموت، ومثل الشهيد أنسِ بن النَّضْر رضي الله عنه الذي كان يقول:
(إني لأجد ريح الجنة دون أحد)
، فقاتل حتى قتل.. تلك هي حالُ الصادقين المخلصين، أما المنافقون فدجالون وكذابون، يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم.
وثاني هذه الدروس والعبر: بيان أهمية الصبر في الإسلام، وأن شأنه عظيم، وهذا نعلمه من موقف صفيةَ أخت حمزة، فإنها لما علمت بمقتل حمزة لم تَجزعْ ولم تَسخطْ، وإنما قالت:
(لَأحتسبنَّ وَلأصبرنَّ إن شاء الله)
.
وهذا ما يجب أن يتصف به المسلم عند المصائب والأزمات التي تنزل به وبأهله.
ثالث هذه العبر: أن نصدِّق تصديقاً جازماً أن ما قاله الأنبياء حق، وأن رؤياهم حق، وأنها واقعةٌ كما وقع لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك أخرج الإمام البخاري في صحيحه في كتاب تعبير الرؤيا:
(أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح)
.
وأخيراً: نذكر في بيان حب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعضهم لبعض، ما أورده الذهبي في سير أَعلام النبلاء في ذكر سيرة حمزةَ رضي الله عنه، قال: عن يونس بن بُكَير، عن هشام بن عُروة، عن أبيه قال:
(جاءت صفيةُ يوم أحد ومعها ثوبان لحمزة، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كره أن ترى حمزةَ على حاله، فبعث إليها الزبير يجنبها، وأخذ الثوبين، وكان إلى جنب حمزة قتيلٌ من الأنصار، فكرهوا أن يتخيروا لحمزةَ أحد الثوبين، فقال الزبير: اسهموا بينهما، فأيهما صار له أحد الثوبين فهو له، فأسهموا بينهما، فكفِّن حمزةُ في ثوب والأنصاري في ثوب)
.
أخي المسلم! علك تنظر إلى هذه الرحمة والرأفة، التي هي أعظم صفات أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
فاللهم يا رحمن يا رحيم، ارزقنا التخلق بأخلاق السابقين المؤمنين، وأفرح قلوبنا بالشهادة في سبيلك، تحت راية الإسلام وشريعته صادقين مخلصين، مقبلين غير مدبرين.
أيها المسلمون! صلوا وسلموا على من أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه في قوله عز من قائل: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)) [الأحزاب:56]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم:
(من صلى عليَّ صلاةً واحدةً صلى الله عليه بها عشراً)
، رواه مسلم.
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد بن عبد الله، صلاةً وسلاماً دائمين إلى يوم الدين، وارض اللهم عن أصحاب نبيك أجمعين، وآل بيته يا رب العالمين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، وأهلك الكفرة الملحدين، ودمر أعداءك أعداء الدين، اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك، اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
سبحانَ ربِّك ربِّ العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله رب العالمين.
__________________
ناصر الأسلام
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ناصر الأسلام
البحث عن المشاركات التي كتبها ناصر الأسلام