عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 2008-01-07, 05:09 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,399
افتراضي

الشبهة الرابعة عشرة:

اقتباس:
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%" border=0><TBODY><TR><TD class=alt2 style="BORDER-RIGHT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-BOTTOM: 1px inset">او قوله :" ما أهل به لغير الله " ام قوله :" ما
أهل لغير الله به" ؟!!


</TD></TR></TBODY></TABLE>
والشبهة كسابقتها. أنه إذا ثبت صواب إحداها فيعنى خطأ الأخرى.
[الرد:]
ولهذه أيضاً نقول : كل واحدة منهما صواب فى موضعها ، ولا يجوز لإحداهما أن تحل محل الأخرى.
وهنا يجب أن ننبه على قاعدة جليلة وهى :
الفعل وما فى حكمه يكون مطلقاً ، فإن قُيد بشئ تقيد به.

وللتوضيح نسوق هذا المثال:
إذا قلنا : دخل زيد.
الفعل (دخل) هنا جاء مطلقاً غير مقيد بشئ. فلم نقل أنه دخل (سعيداً أم حزيناً) ولم نقل أنه دخل (مسرعاً أم متمهلاً) ولم نقل أنه دخل (راكباً أم ماشياً) ، ولم نقل أنه دخل (صباحاً أو مساءً).
فالفعل هنا مطلق أما إذا قيدناه بشئ تقيد به كأن نقول : دخل زيد مسرعاً.
والفعل (أهلّ) جاء هنا مقيداً بقيدين :
الأول : الإهلال بالأنعام كما فى قوله تعالى (أهل به).
الثانى : الإهلال غير الله. كقوله تعالى : (أهل لغير الله).
ويكون تقديم أحدهما على الآخر بحسب مقتضى السياق وحسب إرادة التنبيه على أيهما أولاً ثم يلحقه الآخر فى الترتيب.
فإن كان المراد هو التنبيه على الأنعام قدمت (أهل به) كما فى موضع سورة البقرة.
(إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (173) [البقرة]
ويتضح أكثر إذا نظرنا للآية التى قبلها :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) [البقرة]
فالسياق هنا يتحدث عن الطيبات التى أحلها الله لعباده ، فجاء تقديم (أهل به) ليكون مناسباً لهذا السياق.
وإن كان المراد هو التنبيه على مسألة الإهلال لغير الله تقدمت وتأخرت الأخرى كما فى موضع سور المائدة والأنعام والنحل.
قال تعالى : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (3) [المائدة]
ويتأكد هنا أن السياق يتحدث عن الإهلال ذاته وليس عن عين الأنعام من قوله تعالى فى ختام الآية : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا)
وهكذا الحال فى سورة الأنعام : (قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (145) [الأنعام]
وسورة النحل :(َّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالْدَّمَ وَلَحْمَ الْخَنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (115) [النحل]
وليس فى الأمر أى لبس أو غموض ولكن فقط هذا الأمر يحتاج لإيمان ومزيد تأمل فى كتاب الله.
والله المستعان.
<!-- / message --><!-- sig -->
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس