[ايوب نصر]

بسم الله ، و الصلاة و السلام على رسول الله
لقد اتصل بي ما قاله ابو حفص ، في اخر خرجاته ، من انكار لعذاب القبر ، و استمعت الى جزء من كلامه الذي اورد فيه حججه على انكاره لعذاب القبر ، ثم هممت بالكتابة في الرد عليه ، ثم توقفت لان الامر تشعب بي ، فوجدت نفسي انتقل من الرد على من انكر عذاب القبر ، الى الكتابة في ان القران ليس من كلام بشر ، و عزمت على ان ابدا هذه المقالات بالرد على ابي حفص ، ثم ارمي به الى المزبلة ، و اتفرع في مناقشة ما ظهر لي من ادلة على ان القران يستحيل ان يكون من عند غير الله ، فنصحني حبيبي و معلمي ان اجعل لكل مبحث بحثا مستقلا مع الربط بينهما في المقدمات ، و ان شاء الله ، نبدا في البحث الثاني بعد الانتهاء من ابي حفص و انكاره لعذاب القبر .

من خلال تجربتي ، في حوار المبتدعة و الملاحدة و الزنادقة ، ظهر لي ان المعاصرين منهم اعجز رأيا ، و اخف عقلا ، و اضعف نظرا ، من ساداتهم الاوائل ، الذين كان لهم حظ من الراي و نصيب من اعمال النظر ، فهؤلاء لم يأتوا بشبه جديدة ، و انما يرددون ما جاء به سلفهم ، دون روية و لا اعمال للفكر ، ليقال عنهم ( مفكررون !!!) .

و ابو حفص ليس بدعا و لا استثناء ، فهو لم ياتي بجديد حتى في الادلة ، و انما ينعق بما قاله سلفه قبل مئات السنين ، و ما جاء به هو نفسه ما كان يتشدق به المعتزلة و الجهمية .
و هذه ادلته نعرضها الان و نبدا في مناقشتها ان شاء الله
1 _ ان الايات تتحدث فقط عن عذابين
2_ ان العذاب لا يكون الا بعد الحساب
3 _ انه يريد دليل صريح من القران
4 _ العذاب يستلزم حياة فكم هناك من حياة حتى تكون هناك حياة في القبر
5_ قال قال الكفار (( قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ )) و لو كانو يعذبون في القبر لما يتحصرون و لو كان هناك عذاب في القبر لما تحصروا ، و لماذا يفاجئ يوم القيامة ان كان يعرف في القبر انه اما من الصالحين او من الطالحين
6 _ ان عذاب القبر امر عقدي ، و الامور العقدية اثبتت في مكة ، و بينما حديث ام المؤمنين عائشة _ رضي الله عنها _ مع اليهوديتين كان في المدينة ، و اخبراها بعذاب القبر ، و ان رسول الله _ صل الله عليه و سلم _ انكر ذلك ابتداء ثم رجع و اقره ، و هذا سماه ابو حفص بانه اضطراب و ان الامور العقدية لا يمكن ان يكون فيها مثل هذا الاضطراب ، فانكره و اثبته ، و مرة اطلع على قبرين فقال انهما يعذبان
7 _ ان روايات عذاب القبر هي اخبار احاد ، و الاحاد لا يؤخذ به في العقائد ، و ان الحديث الاحاد هو رواية الواحد عن واحد عن واحد ، و لا يكننا ان نثبت عقيدة كبرى جدا بالاحاد
8_ ثم ليرد باقي الاحاديث انكر السنة انكارا تاما فقال : " هل النبي يعلم الغيب ؟؟ فقالت له المذيعة لكنه وحي يوحى ، فقال الوحي هو القران "

و اكتفي بهذا ، فاذا ظهر السبب بطل العجب ، و كل هذه الشبهات سبق و رديت عليها و بينت جهل من تعلق بها ، بتوفيق من الله و تسديد منه ، و سارفع التحدي هنا ، و سارد على السواد الاعظم مما قاله هذا المخرف باية واحدة . و الله الموفق .

و يستمر العرض ان شاء الله

كتب الخميس 26 جمادى الثانية 1439 (15/03/2018)