أنصار السنة
 
جديد المواضيع






للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك

 online quran Ijazah   Online Quran Classes   Online Quran Course   Online Quran Academy   Online Quran Academy   Online Quran Academy   Online Quran Academy   cours de coran en ligne   Online Quran Academy 

العودة   أنصار السنة > حوار الأديان > المسيحية والإسلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2025-02-05, 01:34 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,123
افتراضي إلغاء العقل / إعداد: د. أحمد محمد زين المنّاوي

إلغاء العقل*

إعداد: الدكتور أحمد محمد زين المنّاوي


تخيّل دينًا واحدًا تتطور عقيدته وتتبدّل عبر العصور!!
ما بين كل تطور وتبديل مئات السنين!! فهل يكون دينًا؟!
والمطلوب كي تكون مؤمنًا بهذا الدّين أن تلغي عقلك.. فلا تسأل.. ولا تعترض!!

بعدما رفع الله عزّ وجلّ إليه رسوله المسيح عيسى ابن مريم –عليه السلام- وقع النصارى تحت إرهاب الرومان، فاختفى كثير من علمائهم، وقُتل آخرون، فشاع الجهل والدجل بين النصارى، وضاع الإنجيل الحقيقي الذي جاء به المسيح –عليه السلام- فاستبدلوا به أناجيل وقصصًا وروايات من تأليفهم، وكتب كل مؤلف بحسب ما سمع أو بحسب ما تخيّل أنه الحق، فاختلفت الأناجيل اختلافًا كبيرًا، حتى بلغ عدد الأناجيل أكثر من مئة إنجيل. وفي مجمع نيقية عام 325م اختارت الكنيسة أربعة أناجيل فقط من بين كل هذه الأناجيل وأمرت بإحراق الأناجيل الأخرى جميعها، والأناجيل الأربعة التي وقع عليها الاختيار هي: إنجيل متّى، وإنجيل مرقس، وإنجيل لوقا، وإنجيل يوحنا. وكل إنجيل من هذه الأناجيل نُسب إلى صاحبه الذي يُعتقد أنه ألّفه.

في مجمع نيقية نفسه تم تأليه المسيح وأصبح إله النصارى مكوّن من الأب والابن، وفي مجمع القسطنطينية عام 381م تم تأليه الروح القدس وقرّروا أنها تنبثق من الأب فقط ليكتمل بذلك الثالوث المقدّس. فزعموا أن الله ثالث ثلاثة، وأن يسوع المسيح ابن الله، ثم عادوا وقالوا إن الله واحد، ثم حدث الارتباك في عقيدتهم فأصبحوا يعتقدون بما لا يمكن للعقل الرشيد أن يقبله، وهو زعمهم أن الله واحد وفي الوقت نفسه ثلاثة!

وبهذا الثالوث العجيب أبطل النصارى التوحيد الذي جاء به المرسلون جميعهم، ومنهم المسيح عيسى -عليه السلام- وأحالوه إلى شرك بواح. ومن العجب أن يزعموا بعد هذا أنهم ما زالوا على التوحيد، وأن الثلاثة واحد والواحد ثلاثة، في معادلة يستحيل على كل ذي عقل فهمها فضلًا عن التسليم بها! فأعجب لهؤلاء كيف يريدون من الناس أن يهملوا عقولهم لتسلم لهم خرافاتهم؟! ولم يرد في أي كتاب من كتب النصارى أن المسيح ذكر الثالوث أو أشار إليه من قريب أو بعيد! فكيف يهمل المسيح هذا الثالوث وهو بهذه الأهمية لدى النصارى؟! ولذلك فإن رجال الكنيسة أنفسهم متقدميهم ومتأخريهم تائهون حائرون بشأن هذا الثالوث الذي أقحموه في الديانة النصرانية، وليس لهم في الكتاب المقدّس ما يعينهم على تفسير عقيدة التثليث، فكل واحد يفسرها حسب فهمه وهواه! ومن هنا قيل لو اجتمع ثلاثة من النصارى على بيان عقيدتهم في المسيح لتفرقوا على أربعة أقوال!

وفي بداية القرن الخامس الميلادي أعلنت "مدرسة إديسا" بزعامة "نسطوريوس" أن للمسيح طبيعتين، طبيعة بشرية وطبيعة إلهية، فنشب الخلاف على هذا الاقتراح، فقرر الإمبراطور ثيدوسيوس الثاني عقد مجمع إيفسوس عام 431م لحل هذا الخلاف الخطير، ونتج من هذا المجمع رفض مقترح نسطوريوس، وهو ما دفعه هو وأتباعه إلى الانفصال عن الكنيسة والهروب إلى الإمبراطورية الفارسية. وفي مجمع كلدونية عام 451م، أي بعد عشرين عامًا فقط، استحسنوا مقترح نسطوريوس الذي رفضوه سابقًا، وتم النص على أن للمسيح طبيعتين فعلًا، طبيعة بشرية وطبيعة إلهية لكنهما متحدتان، فأثار هذا القرار سخط الكثير. وفي مجمع توليدو عام 589م تم تعديل إحدى العقائد المسيحية وهي أن الروح القدس منبثقة من الأب والابن معًا، وليس الأب فقط، وأثار هذا التعديل سخط الكنائس الشرقية التي لم يتم استشارتها في هذا الأمر الخطير! وبذلك خرجت النصرانية عن هداية الوحي الإلهي إلى ما يقرره القساوسة والأساقفة من رغباتهم وأهوائهم، فأضحت دينًا بشريًّا بعد أن كانت دينيًّا سماويًّا.

ولذلك فإنك عندما تطالع تاريخ عقائد النصارى خلال خمسة قرون منذ مجمع نيقية عام 325م حتى نهاية القرن الثامن، تجد النصارى يؤمنون بإله واحد وإله آخر ولكن أقل منه شأنًا، وتجدهم يؤمنون بإلهين اثنين، وتجدهم يؤمنون بإله منبثق عن إله وإله ثالث أقل شأنًا، وتجدهم يؤمنون بثلاثة آلهة وأم الإله إلهة أيضًا لكنها أقل شأنًا، وهكذا لا أحد يعلم ربما تتفتّق عقول النصارى في المستقبل عن عقيدة جديدة تواكب العصر! أجمل تعليق على هذا التيه المسيحي هو ما قاله الفيلسوف الفرنسي فولتير: "إن لديّ مئتي مجلد في اللاهوت المسيحي وقرأتها كلّها، فكنت كأنما أقوم بجولة في مستشفى للأمراض العقلية"!

من هذه التطورات والتبديلات والتغييرات العجيبة في النصرانية عقيدة "الأمانة الكبرى"، وهي أصل العقيدة النصرانية وركنها الركين.. حرّرها وأقرّها 318 أسقفًا اجتمعوا في مدينة نيقية في 20 مايو عام 325م من أجل حسم الخلاف حول طبيعة المسيح –عليه السلام-. وتنص هذه الأمانة على الآتي: "نؤمن بإله واحد، الله الأب، ضابط الكل، خالق السماوات والأرض، ما يرى وما لا يرى. ونؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الأب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للأب في الجوهر، الذي به كان كل شيء. الذي من أجلنا نحن البشر، ومن أجل خلاص نفوسنا نزل من السماء، وتجسد من الروح القدس، ومن مريم العذراء تأنّس. وصُلب عن البشر على عهد بيلاطس البنطي، وتألّم، وقُبر. وقام من الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب. وصعد إلى السماوات وجلس على يمين الأب. وأيضًا يأتي في مجده ليدين الأحياء، والأموات، الذي ليس لملكه انقضاء".

هذه هي الأمانة الكبرى التي فرضتها الكنيسة وجعلت كل من لا يؤمن بها كافرًا خارجًا عن دين المسيح! من يؤمن بهذه العقيدة يتخلّص من كل الذنوب والآثام التي ارتكبها ومن لا يؤمن بها فهو هالك لا محالة!

وحتى تؤمن بهذا الاعتقاد عليك أن تحتقر عقلك وتضعه تحت أقدام رجال الكنيسة أو تقذف به في مزبلة الخرافة والدجل! لأن القاعدة التي تعمل بها الكنيسة للتحكّم في عقول النصارى هي أنه لا تسأل فتُطرد أو تعترض فتُهلك! عليك أن تغمض عين بصيرتك وتلغي عقلك تمامًا وتطبّق حرفيًّا كل ما يلقنه لك رجال الكنيسة، وإياك إياك أن تسأل!

وحتى لا يكون هذا الكلام جزافًا، اسمحوا لي أن استضيف في هذه الفقرة القس السابق إسحاق هلال مسيحة، رئيس لجان التنصير بأفريقيا سابقًا، وراعي كنيسة المثال المسيحي والرئيس الفخري لجمعيات خلاص النفوس المصرية بأفريقيا وغرب آسيا، سابقًا، الذي يروي لنا جانبًا من ذكرياته فيقول: ذهبت ذات يوم للقاء الأسقف وقلت له: "أنا أغفر الخطايا لعامة الناس فمن يغفر لي خطاياي"؟! فأجاب دون اكتراث: "البابا"! فسألته: "ومن يغفر للبابا"؟! فثار جنونه وانتفض جسمه ووقف صارخًا وقال: "أنت قسيس مجنون واللي أمر بتنصيبك مجنون حتّى وإن كان البابا، لأنّنا قلنا له لا تنصّبه لئلّا يفسد الشعب بإسلاميّاته وفكره المنحل"!! بعد ذلك صدر قرار البابا بحبسي في دير (ماري مينا) بوادي النطرون، وأخذوني معصوب العينين وهناك استقبلني الرهبان استقبالًا عجيبًا، وأذاقوني صنوف العذاب -علمًا بأنّني حتّى تلك اللحظة كنت نصرانيًّا ولم أسلم- وكل منهم يحمل عصا يضربني بها وهو يقول: "هذا ما يصنع ببائع دينه وكنيسته"! استعملوا معي كل أساليب التعذيب الذي لا تزال آثاره موجودةً على جسدي، حتّى أنّه وصلت بهم أخلاقهم إلى أن أمروني بأن أرعى الخنازير!!

وهكذا تعاقب الكنيسة كل من تسوّل له نفسه أن يسأل حتى لو كان في مقام هذا الرجل رئيس لجان التنصير بأفريقيا، وراعي كنيسة المثال المسيحي والرئيس الفخري لجمعيات خلاص النفوس المصرية بأفريقيا وغرب آسيا! ولذلك تجد العديد من النصارى يتركون النصرانية ويتحوّلون إلى الإسلام سرًّا، ويمارسون شعائر دينهم الجديد في الخفاء، خوفًا من بطش الكنيسة!

في عام 381م زادوا في العقيدة ما يلي: "والأب والابن وروح القدس هي ثلاثة أقانيم وثلاثة وجوه وثلاثة خواص توحيد في تثليث في توحيد كيان واحد بثلاثة أقانيم إله واحد جوهر واحد طبيعة واحدة". هل فهمت أي شيء من هذا اللغز؟! أم إنه ليس للفهم! والسؤال الجوهري: ما هو مصير النصارى الذين عاشوا قبل تلفيق هذه العقيدة وإقرارها؟ ما يزيد على ثلاثة قرون من الزمان والنصارى من دون عقيدة! أيُعقل هذا؟!

ولماذا يضطّر النصارى لاختراع عقيدة جديدة؟! فأين هي العقيدة التي جاء بها المسيح –عليه السلام-؟! وأيهما أصح: عقيدة المسيح –عليه السلام- نفسه، أم عقيدة النصارى خلال القرون الثلاثة الأولى من بعده، أم هذه التي تفتّقت عنها عقول الأساقفة وابتكرتها في المجامع المسكونية؟! فهذه المجامع التي أُنشئت بعد ثلاثة قرون من بعثة المسيح –عليه السلام- ما هي إلا مصانع لتحريف الديانة النصرانية ومنح مزيد من النفوذ للبابا ورجال الكنيسة، وإنتاج الآلهة والأصنام لإرضاء أهل الغي والضلال من الملوك الوثنيين الذين فرضوا الوثنية على الديانة النصرانية وجعلوهم يعبدون البشر والصور والتماثيل!

وبذلك يمكنك أن تستنتج أن العقيدة النصرانية الحقّة التي تقوم على التوحيد لم تستمر أكثر من ثلاثمئة عام بعد المسيح- عليه السلام- ثم عقدوا بعدها المجمع الأوّل وألّهوا المسيح، وفي المجمع الثاني ألهوا مريم أم المسيح -عليهما السلام- وفي المجمع الثاني عشر منحوا الكنيسة حق الغفران، أي أن الكنيسة هي التي تغفر ذنوب العباد وليس ربّ العباد وخالقهم سبحانه وتعالى! والكنيسة هي التي تصدر "صك الغفران"، وهو عبارة عن عقد يشتريه النصراني من الكنيسة مقابل مبلغ من المال يتم تقديره بحسب طبيعة الذنوب، وبهذا العقد يتخلص المذنب من ذنوبه كلّها مهما كانت وتغفرها له الكنيسة! أما الفقراء والمساكين الذين لا يملكون قيمة "صك الغفران" يُهلكون بذنوبهم ومصيرهم النار!!

نعود إلى عقيدة "الأمانة الكبرى" ونتساءل: إذا كان الأب ويقصدون به الله عزّ وجلّ صانع الكل لما يُرى وما لا يُرى، فما الذي خلقه يسوع؟! وإذا كان يسوع خالق كل شيء، بحسب العقيدة النصرانية الملفّقة، فما الذي خلقه الله عزّ وجلّ؟ وإذا كان يسوع قادر على كل شيء فلماذا عجز عن حماية نفسه من بطش اليهود الذين وثبوا عليه وصلبوه وعذّبوه وأهانوه ولطموه على وجهه وبصقوا عليه كما تزعم الأناجيل؟! فهل تريد تناقضًا بعد هذا كلّه؟! إنه التناقض العجيب الذي تحتار بشأنه العقول!

وكيف يكون يسوع قديمًا لا أوّليّة لوجوده مع أنه عندهم هو ابن الله؟ والابن لا بد من أن يكون أبوه أقدم منه! ولا بدّ من أن يكون هناك زمن مرّ به الأب من دون الابن! وهل يوجد الابن مع الأب في توقيت واحد وكيف؟!! وإذا كان يسوع هو الله فكيف يكون ابن وفي الوقت نفسه هو أب؟ وإذا كان يسوع غير الله فلماذا يتحمل خطيئة لم يفعلها؟ أليس هذا هو الظلم بعينه؟! وأين كان يسوع عندما اقترف آدم خطيئته؟! أليس من العقل أن يحسم أمر تلك الخطيئة في وقتها لينقذ نفسه من الصلب؟ ألم يكن الله قادرًا على العفو عن آدم دون أن يمكّن اليهود من ابنه الوحيد فيصلبوه ويتوجوا رأسه بالشوك ويسمّروا يديه ورجليه على الصليب ويجعلوه يتألم ويصيح ويستغيث؟ لماذا قتل الإله الأب الإله الابن؟ وإن كان لا بدّ من ضحيّة من أجل تكفير خطيئة آدم، فلماذا تكون هذه الضحية هي ابنه الوحيد؟ وما الحكمة من أن الإله يتخذ ابنًا واحدًا فقط؟! أليس من العدل أن يُحيي الله آدم ثم يجعله يُصلب ليتحمل عقوبة خطيئته بنفسه إن كان لا بدّ من صليب ومصلوب؟!

عجبًا لقوم انقضّوا على معبودهم وإلههم فصلبوه! ثم احتاروا في شأن ذلك المصلوب فتارة يقولون إنه الله وتارة يقولون إنه ابنه وتارة يقولون ثالث ثلاثة! ثم لفّقوا قصّة الخطيئة والفداء! هذه القصّة التي لم يذكرها موسى ولا المسيح –عليهما السلام- ولا الأنبياء من قبلهم؟ ثم عمدوا إلى الصليب نفسه فعبدوه وعظّموه! علّقوه في أعناقهم وقدّسوه! وماذا لو كان يسوع قد قُتل بالسيف فهل كانوا سيعلّقون سيوفًا في رقابهم ويقدّسونها؟! وماذا لو كانوا قد أحرقوه بالنار فهل كانوا سيضرمون نيرانًا في رقابهم؟! أين ذهبت العقول؟!

ومن خرافات النصارى المبتكرة "اللاهوت والناسوت"! يقولون لك إن للابن طبيعتين: طبيعة لاهُوتيَّة، وأخرى ناسُوتيَّة، وهي التي وقَع عليها الصلب والتنكيل والقتل! وهذا يعني أن مَن فدانا ليس طاهرًا، لأنَّه إنسان مثلنا مُحَمَّل بالخطيئة، وأنَّنا لم نُفدَ بعد، ولا تزال على عاتِقنا خطيئة أبينا آدم! فلا الخطيئة خطيئتنا، ولا كفارتها وقعت كما أرادها الخيال النصراني المريض! وإذا كان على المصلوب أن يكون طاهرًا من دون خطيئة، وأن يسوع وُلد من دون أب ليكون مُطهَّرًا مِن خطيئة أبيه آدم، فماذا عن أمّه مريم ولماذا لم يأخذ نصيبًا من الخطيئة عن طريقها؟!

عندما يفعل يسوع أمرًا مستحسنًا يقولون الله فعل ذلك بلاهوته، وعندما يفعل يسوع أمرًا سيِّئًا يقولون الله فعل ذلك بناسوته! المعجزات يقولون إن الله فعلها بلاهوته، أما في حالة الموت وغيره من المهالك والإهانات التي تعرّض لها يسوع يقولون إنه فعلها بناسوته والله لا يفعل مثل هذه الأمور!! ينكرون ألوهية يسوع هنا ويجعلونه ناسوتًا فقط!! انظر كيف يناقض ذلك اعتقادهم بأن اللاهوت لا ينفصل عن الناسوت أبدًا! فلماذا انفصل في عمله هنا فقالوا هذا فعله الناسوت فقط فمات ولم يمت الله! لماذا فصلوا يسوع عن الله هنا في هذا الموضع! إذًا يسوع ليس هو الله!

يقولون جسد المسيح وروح الله، فكيف يفعل جسد المسيح وفيه روح الله من دون مشاركة هذه الروح؟! العجيب أن إنجيل يوحنا يروي عن المسيح قوله: "أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئًا"، وهذا يعني لكل من له أدنى مستوى من الفهم أن أفعال المسيح كلّها من اللاهوت، حتى موته! وبهذا يكون الموت والإهانة والأفعال السيئة كلّها للاهوت! وكما يقول البابا شنودة: "لا يوجد شيء اسمه هذا فعله بالناسوت وهذا باللاهوت، أي إنه فعله بهما معًا"! وبذلك فإنه مات بناسوته ولاهوته! سبحان الله!!

وأعجب من ذلك كلّه ألوهية المسيح والثالوث الأقدس! عقيدة التثليث المستمدّة من أفكار الوثنيِّين الرُّومان، وباعتراف الكنيسة نفسها، عقيدة لا تُفهَم بالعقل البشري مهما بلغ من العبقرية والذكاء! فالآب والابن والروح القدس ذاتٌ واحدةٌ، ثم هم ثلاث ذَوات في آن واحد! لا تسأل كيف، ولا تشغل بالك بفهمها؛ لأنها ليست للفهم! وخارجة عن حدود عقلك المحدود! برغم أن من اخترعها بشر مثلك! فقط عليك إلغاء عقلك والإيمان بها كما هي من دون أي نقاش!

إن لفظ "ثالوث" لم يرد على لسان المسيح –عليه السلام- ولا مرّة واحدة في أي كتاب من كتب النصارى! فكيف يهمل المسيح –عليه السلام- هذا الثالوث الأقدس وهو بهذه الأهمية لدى النصارى؟! كل ذلك يؤكد أن الثالوث أو التثليث من الخرافات التي أقحمتها الكنيسة في الديانة النصرانية بعد قرون من المسيح –عليه السلام-.

هذا الثالوث العجيب أمر بالغ الأهميّة في العقيدة النصرانية.
إن ألوهية المسيح والثالوث الأقدس هما الركن الأهم في عقائد النصارى!
في اعتقادهم أن المسيح هو اللَّه وهو ابن اللَّه، وأنهم ثلاثة شركاء (الآب – الابن - الروح القدس)!

ولعلكم تسمعون هذه العبارة من النصارى كثيرًا: باسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد!

هذه هي كلمة الافتتاح والبسملة عند النصارى!

يقولون إن الأب إله، والابن إله، والروح القدس إله، ولكنهم ليسوا ثلاثة آلهة، بل إله واحد!

الأب هو العظيم، والابن هو العظيم، والروح القدس هو العظيم، ولكنهم ليسوا ثلاثة عظماء بل عظيم واحد!

الأب شخص، والابن شخص، والروح القدس شخص، ولكنهم ليسوا ثلاثة أشخاص، بل هو شخص واحد!

إله وإله وإله، ولكنهم ليسوا ثلاثة، وإنما إله واحد!

عظيم وعظيم وعظيم، ولكنهم ليسوا ثلاثة، وإنما عظيم واحد!

شخص وشخص وشخص، ولكنهم ليسوا ثلاثة، وإنما شخص واحد!

وهكذا فإن مفهوم عقيدة التثليث غير واضح بالنسبة إلى المسيحيين أنفسهم!

فهناك إله واحد في ثالوث، وثالوث في إله واحد!

ولدى كل شخص يؤمن بالديانة المسيحية ثلاث صور ذهنية مختلفة عن الإله!

وعندما تحاورهم يقولون إن هذه الصور الثلاث متطابقة، وإنهم لا يرون إلا صورة واحدة!

وعلى منوال هذا المنطق، إذا نتحدّث بلغة الأرقام فهذا يعني أن: 1 + 1 + 1 = 1

فهل تقبلون ذلك مني؟ بكل تأكيد لن يقبل ذلك عاقل!

ولكن مع الأسف هذا هو المنطق الذي يحاول رجال الكنيسة إقناع الناس به!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر العامة:

اسليماني، حفيظ (2015)؛ الأناجيل الأربعة.. دراسة نقدية؛ دمشق: صفحات للدراسات والنشر.
الزنداني، عبد المجيد (2006)؛ موسوعة الزنداني؛ إعداد علي أبو الخير؛ بيروت: دار الخير للطباعة والنشر والتوزيع.
الهندي، رحمة الله بن خليل الرحمن (2009)؛ إظهار الحق؛ الجزآن 1، 2؛ بيروت: المكتبة العلمية.
جبري، عبد المنعم (2014)؛ المسيح عند اليهود والنصارى والمسلمين؛ دمشق: صفحات للدراسات والنشر.
ديدات، أحمد (2009)؛ الاختيار بين الإسلام والنصرانية؛ الجزء الأوّل؛ الرياض: العبيكان للنشر.
ديدات، أحمد (2009)؛ الاختيار بين الإسلام والنصرانية؛ الجزء الثاني؛ الرياض: العبيكان للنشر.
وصفي، محمد (2012)؛ المسيح والتثليث؛ القاهرة: دار الفضيلة للنشر والتوزيع.

* مقتطعة من مقالة بنفس العنوان عن موقع طريق القرآن

آخر تعديل بواسطة Nabil ، 2025-02-06 الساعة 11:58 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع الأقسام الرئيسية مشاركات المشاركة الاخيرة
الموسوعة الميسرة في الاديان والمذاهب والاحزاب المعاصرة عبدالرزاق كتب إلكترونية 32 2021-09-15 01:01 AM
مناهج أئمة الجرح والتعديل عارف الشمري السنة ومصطلح الحديث 33 2011-04-01 06:15 PM
الملحدة سوزان تفضلي هنا ابن السني رد شبهات الملاحدة العرب 66 2010-07-01 01:31 AM
رد شبهات السنه حول الشيعه الحسيني بشار الشيعة والروافض 51 2010-05-06 10:14 PM
░▒▓█◄ جميع كتب الشيعة هنا ...شاركونا ►█▓▒░ علاء محمد الشيعة والروافض 3 2009-09-26 12:30 PM

 link 
*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 متجر اوثق لقطع غيار السيارات الصينية   مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 
 رشق متابعين انستا 10k   رشق مشاهدات تيك توك   تنسيق حدائق بالرياض   مكتب استخراج تصريح زواج   تاكسي الجهراء   شركة تصميم مواقع   خبير تسويق الكتروني   كشف تسربات المياه بجدة   شركة عزل خزانات المياه بالرياض 
 yalla shoot   يلا شوت لايف   يلا شوت 
 سطحة الرياض   سطحة   سطحة بين المدن   سطحة هيدروليك   سطحة شمال الرياض   تشليح   شراء سيارات تشليح مصدومة ولمعطلة   موقع شراء سيارات تشليح    ارقام يشترون سيارات تشليح بالرياض   شراء سيارات مصدومة 
 شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات 
 شراء اثاث مستعمل بالرياض   عزل الفوم ضد الحرارة بالرياض   نصائح لكشف وإصلاح التسربات بالرياض   ترميم ديكورات بالرياض 
 شركة نقل عفش   تخزين اثاث بالرياض   شركة كشف تسربات مع الضمان بالرياض   فني رش حشرات بالرياض يوصل للبيت   فني تسليك مجاري ٢٤ ساعة بالرياض   شركة كشف تسربات المياه بالاحساء   شركة ترميم المنازل بالاحساء   شركة عزل اسطح بالاحساء   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض 
 شركة نقل اثاث بالرياض   افضل شركة مكافحة النمل الابيض بالرياض   شركة عزل فوم بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض 
 مستودعات وهناجر   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض   شركة جلاء للمحاماة 
 افضل شركة عزل فوم بالرياض   شركة تسليك مجاري بالرياض   شركة فحص مواسير المياه بالرياض   شركة عزل اسطح بالقصيم   شركة نقل عفش بالرياض   شركة تخزين اثاث في الرياض   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل أسطح بالرياض   شركة عزل فوم بالرياض   تخزين اثاث بالرياض   شركة تخزين اثاث   تخزين عفش بالرياض 
 بيتي فايبر   شركة عزل فوم بجدة   شركة ترميم منازل بحائل   جهاز كشف اعطال الكابلات تحت الأرض   شركة تسليك مجاري 
 دعاء القنوت 
المهندس | العالمية للخدمات المنزلية بالسعودية | دليل السياح | تقنية تك | بروفيشنال برامج | موقع . كوم | أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي | المشرق كلين | الضمان | Technology News | خدمات منزلية بالسعودية | فور رياض | الحياة لك | كوبون ملكي | اعرف دوت كوم | طبيبك | شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية | خدماتنا فى البلد | الزاجل دوت كوم

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2025 Jelsoft Enterprises Ltd