الحكاية الاولى :
تشرف السيد عطوة الحسني بلقائه (ع)
يقول العالم الفاضل الألمعي علي بن عيسى الإربلي صاحب (كشف الغمة) حكي لي السيد باقي بن عطوة العلوي الحسني قال: كان أبي عطوة زيدي المذهب وكان يشكو علة عجز أطباء عن علاجها وكان ينكر علينا نحن بنيه الميل إلى مذهب الأمامية ويقول لا أصدقكم ولا أقول بمذهبكم حتى يجئ صاحبكم- يعنى الإمام المهدي (ع)- فيبرئني من هذا المرض ولا يفتأ يكرر هذا القول. فيبنا نحن مجتمعون عند وقت العشاء الأخرى ذات ليلة إذ أبونا يصيح ويستغيث بنا فأتيناه سراعاً فقال ألحقوا صاحبكم فالساعة خرج من عندي فخرجنا فلم نرى أحداً فعدنا إليه وسألناه فقال إنه دخل إلى شخص وقال يا عطوة فقلت من أنت؟ فقال أنا صاحب بنيك قد جئت لأبرئك مما بك ثم مد يده فعصر موضع الألم عندي ومشى ومددت يدي فلم أجد لما بي أثراً. قال لي ولده: وبقي مثل الغزال ليس به علة واشتهرت هذه القصة وسألت عنها غير أبنه فأخبروني وأقروا بها.
الحكايه الثانيه:
الإمام المهدي (ع) والحجر الأسود
إن القرامطة بعد أن قلعوا الحجر الأسود أثناء هجومهم على مكة المكرمة 317هـ ونقلوه إلى هجر وكان ذلك إبان الغيبة الصغرى بقي الحجر لديهم ثلاثين عاماً أو يزيد وأرجعوه إلى مكة 339 أو 337 هـ فكان المهدي (ع) هو الذي وضعه في مكانه وأقره على وضعه السابق كما ورد في أخبارنا. قال الراوي لما وصلت إلى بغداد في سنة وثلاثين وثلاثمائة عزمت على الحج وهي السنة التي رد القرامطة فيها الحجر في مكانه إلى البيت. كان أكثر همي الظفر بمن ينصب الحجر لأنه يمضي في أبناء الكتب قصة أخذه فإنه لا يضعه إلا الحجة في الزمان كما في زمان الحجاج وضعه زين العابدين (ع) في مكانه. وأوضح الراوي بأن الناس فشلوا في وضعه في محلة وكلما وضعه إنسان اضطرب الحجر ولم يستقم فأقبل غلام أسمر اللون حسن الوجه فتناوله فوضعه في مكانه فاستقام كأنه لم يزل عنه وعلت لذلك الأصوات. ثم أن المهدي (ع) خرج من المسجد ولاحقه الراوي طالباً منه حاجة فقضاها له وأقام الدلالة ساعتئذ على حقيقته.
الحكاية الثالثة
شرف السيد المتقي العاملي بلقائه (ع)
وردت المشهد الرضوي المقدس للزيارة وأقمت فيه مدة وكنت في ضنك وضيق مع وفور النعمة ورخص أسعارها ولما أردت الرجوع مع سائر الزائرين لم يكن عندي شيء من الزاد حتى قرص لقوت يومي فتخلفت عنهم وبقيت إلى زوال الشمس فزرت مولاي وأديت فرض الصلاة ورأيت أني لو ألحق بالقافلة فلن يتيسر لي رفقة عن قريب وإن بقيت أدركني الشتاء وساءت حالتي. فخرجت من الحرم المطهر بعد أن دعوت وشكوت وقلت في نفسي: أمشي على أثرهم فإن مت جوعاً استرحت وإلا لحقت بهم فخرجت من البلد وسألت عن الطريق وصرت أمشي حتى غربت الشمس وما صادفت أحداً فعلمت أني أخطأت الطريق وأنا ببادية مهولة لا يرى فيها سوى الحنظل وقد أشرفت من الجوع والعطش على الهلاك فصرت أكسر حنظلة حنظلة لعلي أظفر من بينها ببطيخة حتى كسرت نحواً من خمسمائة فلم أظفر بها وطلبت الماء والكلأ حتى جني الليل ويئست منهما فأيقنت الفناء واستسلمت للموت وبكيت على حالي. وتراءى لي مكان مرتفع فصعدته فوجدت في أعلاه عيناً من الماء فتعجبت وشكرت الله عز وجل وشربت الماء ونقلت في نفسي: أتوضأ وأصلي لئلا ينزل بي الموت وأنا مشغول الذمة بهما فبادرت إليهما. فلما فرغت من العشاء الأخرى وامتلأت البيداء بأصوات السباع وغيرها وكنت أعرف من بينها صوت الأسد والذئب وأرى أعين بعضها تتوقد كأنها السراج فزادت وحشتي إلا أني كنت مستسلماً للموت فأدركني النوم لكثرة التعب وما أفقت إلا والأصوات قد خمدت والدنيا بنور القمر قد أضاءت وأنا في غاية الضعف فرأيت فارسً مقبلاً علي، فقلت في نفسي: إنه يقتلني لأنه يريد متاعي فلا يجد شيئاً عندي فيغضب لذلك فيقتلني ولا أقل من أن تيصيبني منه جراحة. فلما وصل إلى سلم علي فرددت عليه السلام وطابت منه نفسي فقال: مالك؟ فأومأت إليه بضعفي فقال: عندك ثلاث بطيخات لم لا تأكل منها؟ فقلت: لا تستهزئ بي ودعني في حالي فقال لي: انظر وراءك فنظرت فرأيت شجرة بطيخ عليها ثلاث بطيخات كبار، فقال: سد جوعك بواحدة وخذ معك اثنتين وعليك بهذا الصراط المستقيم فامش عليه وكل نصف بطيخة أول النهار والنصف الآخر عند الزوال وأحفظ بطيخة فإنها تنفعك فإذا غربت الشمس تصل إلى خيمة سوداء يوصلك أهلها إلى القافلة وغاب عن بصري. فقمت إلى تلك البطيخات فكسرت واحدة منها فرايتها في غاية الحلاوة واللطافة كأني ما أكلت مثلها فأكلتها وأخذت معي الاثنتين ولزمت الطريق وجعلت أمشي حتى طلعت الشمس ومضى على طلوعها مقدار ساعة فكسرت واحد منهما وأكلت نصفها وسرت إلى زوال الشمس فأكلت النصف الآخر وأخذت الطريق. فلما قرب الغروب بدت لي تلك الخيمة ورآني أهلها فبادروا إلي وأخذوني بعنف وشدة وذهبوا بي إلى الخيمة كأنهم زعموني جاسوساً فأتوا بي إلى كبيرهم فقال لي بشدة وغضب من أين جئت؟ تصدقني وإلا قتلتك ورحنا نتبادل التخاطب بكل حيلة حتى شرحت له حالي فقال أيها السيد الكذاب لا يعبر من الطريق الذي تدعيه متنفس إلا تلف: أو أكله السباع ثم إنك كيف قدرت على تلك المسافة البعيدة في الزمان الذي تذكره ومن هذا المكان إلى المشهد المقدس مسيرة ثلاثة أيام؟! صدقني وإلا قتلتك وشهر سيفه في وجهي. فبدا له البطيخ من تحت عباءتي فقال: ما هذا؟ فقصصت عليه قصته فقال الحاضرون: ليس في هذه الصحراء بطيخ خصوصاً هذه البطيخة التي ما رأينا مثلها أبداً. ثم رجعوا إلى أنفسهم وتكلموا فيما بينهم وكأنهم علموا صدق مقالتي وأن هذه معجزة من الإمام (ع) فأقبلوا علي وقبلوا يدي وصدروني في مجلسهم وأكرموني غاية الإكرام وأخذوا لباسي تبركاً به وكسوني ألبسة جديدة فاخرة وأضافوني يومين وليلتين. فلما كان اليوم الثالث أعطوني عشرة توامين ووجهوا معي ثلاثة منهم حتى أدركت القافلة.
وهكذ يقصون هذه القصص والمنامات والخيالات بالحسينات على العوام المضللين
والى اللقاء بعون الله فى باقى القصص....
وان كان فى اعتراض من الشيعه الروافض يقول
متذعش