أنصار السنة  
جديد المواضيع





للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 Online quran classes for kids 
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك


العودة   أنصار السنة > الفرق الإسلامية > الشيعة والروافض

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2013-09-08, 12:05 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي مضمون الشبهة: يزعم بعض المغرضين أن أبا بكر الصديق وعمربن الخطاب رضي الله عنهما لم يتوليا الخلافة عن استحقاق شرعي وإنما اغتصباها اغتصابا.

الزعم أن أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما - اغتصبا الخلافة اغتصابا (*)


مضمون الشبهة:

يزعم بعض المغرضين أن أبا بكر وعمر لم يتوليا الخلافة عن استحقاق شرعي؛ وإنما اغتصباها اغتصابا. ويرمون من وراء ذلك إلى إظهار هذه النماذج الفاضلة في صورة هزلية منفرة؛ بغية تجريد المسلمين من المثل الأعلى، والنموذج القدوة.


وجوه إبطال الشبهة:


1) لم يتول أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - الخلافة إلا بطريقة شرعية وعلى أساس من الشورى وإجماع أغلبية الصحابة - رضي الله عنه - ورضاهم، فضلا عما كانا يتمتعان به من مؤهلات القيادة التي جعلتهما الأكثر أهلية بهذا التكليف كل في عهده.

2) ما كان لأي من أبي بكر أو عمر - رضي الله عنهما - أن يحرص على تولي الخلافة فضلا عن أن يغتصباها، وهما اللذان كانا زاهدين فيها يخشيان تبعاتها.

3) إن القول باغتصاب أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - الخلافة؛ يقتضي وجود مغتصب منه كان أهلا لها وأحق بها منهما، وهنا نتساءل من هذا المرشح المزعوم؟! ثم إن القول بامتناع الصحابيين سعد وعلي - رضي الله عنهما - عن المبايعة أو مجرد تأخرهما ليس من الصحة في شيء، والروايات الواردة على لسانهما شاهد على ذلك.

التفصيل:

أولا. نصيب تولية أبي بكر وعمر الخلافة من الشورى والإجماع ومؤهلاتهما القيادية:

وعن طريقة تولي أبي بكر الخلافة يقول د. علي الصلابي: "لما علم الصحابة - رضي الله عنهم - بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة في اليوم نفسه - وهو يوم الاثنين، الثاني عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة - وتداولوا الأمر بينهم في اختيار من يلي الخلافة من بعده صلى الله عليه وسلم.

والتف الأنصار حول زعيم الخزرج سعد بن عبادة رضي الله عنه، ولما علم المهاجرون خبر اجتماع الأنصار في سقيفة بني ساعدة قالوا لبعضهم: انطلقوا بنا إلى إخواننا من الأنصار، فإن لهم في هذا الحق نصيبا، قال عمر رضي الله عنه: «فانطلقنا نريدهم، فلما دنونا منهم لقينا منهم رجلان صالحان، فذكرا ما تمالأ عليه القوم. فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين؟ قلنا: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار، فقالا: لا عليكم أن لا تقربوهم، اقضوا أمركم. فقلت: والله لنأتينهم، فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا سعد بن عبادة، فقلت: ماله؟ قالوا: يوعك، فلما جلسنا قليلا تشهد خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام، وأنتم - معشر المهاجرين - رهط، وقد دفت دافة من قومكم[1]، فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا وأن يحضنونا من الأمر[2]، فلما سكت أردت أن أتكلم - وكنت قد زورت[3] مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر - وكنت أداري منه بعض الحد، فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر: على رسلك. فكرهت أن أغضبه، فتكلم أبو بكر، فكان هو أحلم مني وأوقر، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت، فقال: ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل، ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسبا ودارا. وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم، فأخذ بيدي ويد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا، فلم أكره مما قال غيرها، والله أن أقدم فتضرب عنقي - لا يقربني ذلك من إثم - أحب إلى من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر، اللهم إلا أن تسول إلى نفسي عند الموت شيئا لا أجده الآن.
فقال قائل من الأنصار: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب[4]، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش، فكثر اللغط، وارتفعت الأصوات، حتى فرقت من الاختلاف؛ فقلت: ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده، فبايعته، وبايعه المهاجرون ثم بايعته الأنصار»[5].


وفي رواية أحمد: «فتكلم أبو بكر - رضي الله عنه - فلم يترك شيئا أنزل في الأنصار ولا ذكره رسول الله - صلى الله عليه والسلام - من شأنهم إلا وذكره، وقال رضي الله عنه: ولقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار واديا؛ سلكت وادي الأنصار"، ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال وأنت قاعد: قريش ولاة هذا الأمر، فبر الناس تبع لبرهم، وفاجر الناس تبع لفاجرهم، قال: فقال له سعد: صدقت، نحن الوزراء وأنتم الأمراء»[6] [7].


وقال أبو بكر الباقلاني في معرض ذكره للإجماع على خلافة الصديق رضي الله عنه: وكان - رضي الله عنه - مفروض الطاعة؛ لإجماع المسلمين على طاعته وإمامته وانقيادهم له، حتى قال أمير المؤمنين على - رضي الله عنه - مجيبا لقول أبي بكر - رضي الله عنه - لما قال: أقيلوني فلست بخيركم -: لا نقيلك ولا نستقيلك، قدمك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لديننا، ألا نرضاك لدنيانا - يعني بذلك حين قدمه للإمامة في الصلاة مع حضوره واستنابته في إمارة الحج - فأمرك علينا. وكان - رضي الله عنه - أفضل الأمة، وأرجحهم إيمانا، وأكملهم فهما، وأوفرهم علما [8].
ومثلما كان تولي أبي بكر للخلافة مبنيا على الشورى والإجماع، كان تولي عمر بن الخطاب أيضا؛ يقول د. علي الصلابي: "فلما اشتد المرض بأبي بكر؛ جمع الناس إليه، فقال: إنه قد نزل بي ما قد ترون، ولا أظنني إلا ميتا لما بي، وقد أطلق الله أيمانكم من بيعتي، وحل عنكم عقدتي، ورد عليكم أمركم فأمروا عليكم من أحببتم؛ فإنكم إن أمرتم في حياتي كان أجدر أن لا تختلفوا بعدي. وتشاور الصحابة رضي الله عنهم، وكل يحاول أن يدفع الأمر عن نفسه ويطلبه لأخيه؛ إذ يرى فيه الصلاح والأهلية، لذا رجعوا إليه، فقالوا: رأينا يا خليفة رسول الله رأيك، قال: فأمهلوني حتى أنظر لله ولدينه ولعباده، فدعا أبو بكر عبد الرحمن بن عوف، فقال له: أخبرني عن عمر بن الخطاب، فقال له: ما تسألني عن أمر إلا وأنت أعلم به مني.
فقال أبو بكر: وإن، فقال عبد الرحمن: هو والله أفضل من رأيك فيه، ثم دعا عثمان بن عفان، فقال: أخبرني عن عمر بن الخطاب. فقال: أنت أخبر به، فقال: على ذلك يا أبا عبد الله، فقال عثمان: اللهم علمي به أن سريرته خير من علانيته، وأنه ليس فينا مثله. فقال أبو بكر: يرحمك الله، والله لو تركته ما عدتك. ثم دعا أسيد بن حضير فقال له مثل ذلك، فقال أسيد: اللهم أعلمه الخيرة بعدك، يرضى للرضا، ويسخط للسخط، والذي يسر خير من الذي يعلن، ولن يلي هذا الأمر أحد أقوى عليه منه.

وقد استشار أبو بكر - كذلك - سعيد بن زيد وعددا من الأنصار والمهاجرين، وكلهم تقريبا كانوا على رأي واحد في عمر إلا طلحة بن عبيد الله الذي خاف من شدته؛ فقال لأبي بكر: ما أنت قائل لربك إذا سألك عن استخلافك عمر علينا وقد ترى غلظته؟ فقال أبو بكر: أجلسوني، أبالله تخوفونني؟ خاب من تزود من أمركم بظلم، أقول: اللهم استخلفت عليهم خير أهلك. ثم بين لهم سبب غلظة عمر فقال: ذلك لأنه يراني رقيقا ولو أفضى الأمر إليه لترك كثيرا مما عليه. ثم كتب عهدا مكتوبا يقرأ على الناس في المدينة وفي الأمصار عن طريق أمراء الأجناد.
وكان نص العهد الذي كتبه رضي الله عنه: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجا منها، وعند أول عهده بالآخرة داخلا فيها، حيث يؤمن الكافر، ويوقن الفاجر، ويصدق الكاذب، إني لم آل الله ورسوله ودينه ونفسي وإياكم خيرا، وإني قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب، فإن عدل فذلك ظني به وعلمي فيه، وإن بدل فلكل امرئ ما اكتسب، والخير أردت ولا أعلم الغيب: )وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون (227)(
(الشعراء: 227) [9].

والواقع أن ترشيح أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - لعمر بن الخطاب لم يكن ليأخذ قوته الشرعية، ما لم يستند لرضا الغالبية بعمر، وهذا ما تحقق حين طلب أبو بكر من الناس أن يبحثوا لأنفسهم عن خليفة من بعده، فوضعوا الأمر بين يديه، وقالوا له: رأينا إنما هو رأيك، ثم إن أبا بكر لم يقرر الترشيح إلا بعد أن استشار أعيان الصحابة، فسأل كل واحد على انفراد، ولما ترجح لديه اتفاقهم أعلن ترشيحه لعمر، فكان ترشيح أبي بكر صادرا عن استقراء لآراء الأمة من خلال أعيانها، على أن هذا الترشيح لا يأخذ قوته الشرعية إلا بقبول الأمة به، ذلك أن اختيار الحاكم حق للأمة، والخليفة يتصرف بالوكالة عن الأمة، ولا بد من رضا الطرف الأصيل، ولهذا توجه أبو بكر إلى الأمة: أترضون بمن أستخلف عليكم؟ فإني والله ما آلوت من جهدي الرأي ولا وليت ذا قرابة، وإني قد استخلفت عمر بن الخطاب، فاسمعوا له وأطيعوا، فقالوا: سمعنا وأطعنا. وفي قول أبي بكر: أترضون بمن أستخلف عليكم؟ إشعار بأن الأمر للأمة وأنها صاحبة العلاقة والاختصاص.
نخلص من هذا كله إلى أن عمر - رضي الله عنه - ولي الخلافة باتفاق أهل الحل والعقد وإرادتهم، فهم الذين فوضوا أبا بكر في انتخاب الخليفة، وجعلوه نائبا عنهم في ذلك، فشاور ثم عين الخليفة، ثم عرض هذا التعيين على الناس فأقروه، وأمضوه ووافقوا عليه، وأصحاب الحل والعقد في الأمة هم النواب الطبيعيون عن هذه الأمة؛ ومن ثم لم يكن استخلاف عمر - رضي الله عنه - إلا على أصح أساليب الشورى وأعدلها، وإن كانت الإجراءات المتبعة فيها غير الإجراءات المتبعة في تولية أبي بكر نفسه.

وهكذا تم عقد الخلافة لعمر - رضي الله عنه - بالشورى والاتفاق، ولم يورد التاريخ أي خلاف وقع حول خلافته بعد ذلك، ولا أن أحدا نهض طول عهده لينازعه الأمر؛ بل كان هناك إجماع على خلافته وعلى طاعته في أثناء حكمه، فكان الجميع وحدة واحدة[10].

هذا "وقد نقل إجماع أغلب الصحابة - رضي الله عنهم - ومن بعدهم على خلافة عمر - رضي الله عنه - طائفة من أهل العلم الذين يعتمد عليهم في النقل؛ ومن ذلك ما يأتي:
· عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «دخلت على عمر حين طعن. فقلت: أبشر بالجنة يا أمير المؤمنين، أسلمت حين كفر الناس، وجاهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين خذله الناس، وقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنك راض، ولم يختلف في خلافتك اثنان، وقتلت شهيدا. فقال: أعد علي، فأعدت عليه فقال: والله الذي لا إله غيره لو أن لي ما في الأرض من صفراء وبيضاء لافتديت به من هول المطلع»[11].
·
وقال أبو نعيم الأصبهاني (ت430هـ): لما علم الصديق - رضي الله عنه - من فضل عمر - رضي الله عنه - ونصيحته وقوته على ما يقلده، وما كان يعينه عليه في أيامه من المعونة التامة لم يكن يسعه في ذات الله ونصيحته لعباد الله تعالى أن يعدل بهذا الأمر عنه إلى غيره، ولما كان يعلم من شأن الصحابة - رضي الله عنهم - أنهم يعرفون منه ما عرفه، ولا يشكل عليهم شيء من أمره، فوض إليهم ذلك، فرضي المسلمون ذلك وسلموه، ولو خالطهم في أمره ارتياب أو شبهة لأنكروه، ولم يتبعوه كاتباعهم أبا بكر - رضي الله عنه - فيما فرض الله عليه الاجتماع، وأن إمامته وخلافته ثبتت على الوجه الذي ثبت للصديق رضي الله عنه؛ وإنما كان الدليل لهم على الأفضل والأكمل، فتبعوه على ذلك مستسلمين له راضين به.

· وقال النووي (ت676هـ): أجمعوا على اختيار أبي بكر، وعلى تنفيذ عهده إلى عمر.
· قال ابن تيمية (ت728هـ): وأما عمر فإن أبا بكر عهد إليه، وبايعه المسلمون بعد موت أبي بكر فصار إماما لما حصلت له القدرة والسلطان بمبايعتهم.
ومن جملة الأقوال سالفة الذكر عن أولئك الأعلام يتضح أن خلافة عمر - رضي الله عنه - تمت بإجماع أغلب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ تلقوا عهد أبي بكر - رضي الله عنه - بالخلافة لعمر بالقبول والتسليم؛ ولم يعارض في ذلك أحد، وكذا أجمعت الفرقة الناجية - أهل السنة والجماعة - على ما أجمع عليه أصحاب رسول الله[12].
هكذا كانت بيعة أبي بكر، واستخلاف عمر، فهل يوصف هذا الذي حدث في الحالتين بأنه اغتصاب، أم أنه أجلى صور الشورى والاختيار الحر الممكن في ذلك الوقت؟!
هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن كلا الشيخين كان على أهلية شرعية كاملة لتولي الخلافة، وفضلهما معروف غير منكور عند الكافة، ولقد كان أبو بكر وعمر يتمتعان بكل مؤهلات القيادة، بحيث يصلح كل منهما لتولي أمور المسلمين؛ أما أبو بكر فقد قال لسعد بن عبادة في اجتماع السقيفة: «ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال وأنت قاعد: قريش ولاة هذا الأمر، فبر الناس تبع لبرهم، وفاجر الناس تبع لفاجرهم. فقال سعد: صدقت، نحن الوزراء وأنتم الأمراء»[13].

يقول د. الصلابي: "فقد بين الصديق في خطابه أن من مؤهلات القوم الذين يرشحون للخلافة أن يكونوا ممن يدين لهم العرب بالسيادة وتستقر بهم الأمور، حتى لا تحدث الفتن فيما إذا تولى غيرهم، وأبان أن العرب لا يعترفون بالسيادة إلا للمسلمين من قريش؛ لكون النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم، ولما استقر في أذهان العرب من تعظيمهم واحترامهم. وبهذه الكلمات النيرة التي قالها الصديق اقتنع الأنصار بأن يكونوا وزراء معينين وجنودا مخلصين، كما كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وبذلك توحد صف المسلمين"[14].

وأما عمر بن الخطاب فقد كان " نصح أبي بكر الأخير للأمة، فقد أبصر الدنيا مقبلة تتهادى، وفي قومه فاقة قديمة يعرفها، فإذا ما أطلوا لها استشرفوا شهواتها، فنكلت بهم واستبدت، وذاك ما حذرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياه؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم».[15] لقد أبصر أبو بكر الداء فأتى لهم - رضي الله عنهم - بدواء ناجع جبل شاهق، إذا ما رأته الدنيا أيست وولت عنهم مدبرة، إنه الرجل الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «إيه يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك»[16].

إن الأحداث الجسام التي مرت بالأمة ما بدأت إلا بقتل عمر رضي الله عنه، ولعل هذه القواصم وحدها خير شاهد على فراسة أبي بكر، وصدق رؤيته في العهد لعمر بالخلافة؛ فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: «أفرس الناس ثلاثة: العزيز حين قال لامرأته: )أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا( (يوسف: 21)، والتي قالت: )يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين (26)( (القصص)، وأبو بكر حين تفرس في عمر رضي الله عنه»[17] [18].

وحقا كانت خلافته سدا منيعا أمام الفتن، وكان عمر نفسه بابا مغلقا لا يقدر أصحاب الفتن على الدخول إلى المسلمين في حياته، ولا تقدر الفتن أن تطل برأسها في عهده، فعن شقيق بن سلمة قال: «قال حذيفة بن اليمان: كنا عند عمر فقال: أيكم يحفظ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الفتنة كما قال؟ قال: فقلت: أنا، قال: إنك لجريء، وكيف قال؟ قال: قلت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، فقال عمر: ليس هذا أريد، إنما أريد الفتن التي تموج كموج البحر، قال: فقلت: ما لك ولها يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها بابا مغلقا، قال: أفيكسر الباب أم يفتح؟ قال: قلت: لا، بل يكسر، قال: ذلك أحرى أن لا يغلق أبدا، قال: فقلنا لحذيفة: هل كان عمر يعلم من الباب؟ قال: نعم، كما يعلم أن دون غد الليلة، إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط، قال: فهبنا أن نسأل حذيفة من الباب، فقلنا لمسروق: سله، فسأله فقال: عمر»[19].
إن حذيفة قدم العلم لعمر رضي الله عنه، بأن الباب المنيع هو الذي يمنع تدفق الفتن على المسلمين، ويحجزها عنهم، إن هذا سيكسر كسرا، وسيتحطم تحطيما، وهذا معناه أنه لن يغلق بعد هذا حتى قيام الساعة، وهذا ما فهمه عمر، أي أن الفتن ستبقى منتشرة ذائعة بين المسلمين، ولن يتمكنوا من إزالتها أو القضاء عليها، و حذيفة - رضي الله عنه - لا يقرر هذا من عنده، ولا يتوقعه توقعا، فهو لايعلم الغيب وإنما سمع هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووعاه وحفظه كما سمعه، ولهذا يعلق على كلامه لعمر - رضي الله عنه - قائلا: إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط - أي: حدثته حديثا صحيحا صادقا، لا أغاليط ولا أكاذيب فيه - لأنني سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم إن عمر - ر ضي الله عنه - يعلم الحقيقة التي أخبره بها حذيفة، فهو يعلم أن خلافته باب منيع يمنع تدفق الفتن على المسلمين، وأن الفتن لن تغزو المسلمين في أثناء خلافته وعهده وحياته[20].

وبهذا يتجلى لنا سداد اختيار أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وكمال أهليتهما للخلافة، كل في وقته ومدته؛ فقد كان أبو بكر عاصما للعرب من الانقلاب إذا لم يل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحد من مسلمي قريش، وكذلك كان عمر عاصما للأمة من الدنيا - وقد أقبلت على المسلمين بعد الفاقة - وحال بينها وبين الفتن القواصم.


ثانيا. لم يكن من أبي بكر وعمر حرص على الخلافة، بل كانا زاهدين فيها يخشيان تبعاتها:

وما كان للراشدين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - أن يغتصبا الخلافة، أو يطلباها مجرد طلب، وقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الحرص على الإمارة، وجعل الحرص عليها بغير مصلحة شرعية تهمة يعاقب عليها بمنعه منها؛ فعن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عبد الرحمن بن سمرة، لا تسأل الإمارة، فإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها»[21].
وعن أبي موسى قال: «دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - أنا ورجلان من قومي، فقال أحد الرجلين: أمرنا يا رسول الله. وقال الآخر مثله، فقال: إنا لا نولي هذا الأمر من سأله ولا من حرص عليه»[22] [23].


فما كان لأبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - أن يحرصا على الخلافة، فضلا عن أن يغتصباها، وقد تربيا في هذه المدرسة المحمدية، وتنشقا من نسيم هذا العصر بما فيه من روح الزهد في أمر الخلافة والمسئولية.


وإن تصرفهما في اجتماع السقيفة لخير دليل على ذلك؛ فبعد أن أتم أبو بكر حديثه في السقيفة قدم عمر وأبا عبيدة للخلافة، ولكن عمر كره ذلك وقال فيما بعد: فلم أكره مما قال غيرها، كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحب إلى من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر.
"ولقد ظهر زهد أبي بكر في الإمارة في خطبته التي اعتذر فيها عن قبول الخلافة؛ حيث قال رضي الله عنه: «والله ما كنت حريصا على الإمارة يوما ولا ليلة قط، ولا كنت فيها راغبا ولا سألتها الله - عزوجل - في سر ولا علانية، ولكني أشفقت من الفتنة، وما لي في الإمارة من راحة، ولكن قلدت أمرا عظيما ما لي به من طاقة ولا يد إلا بتقوية الله عزوجل، ولوددت أن أقوى الناس عليها مكاني اليوم، فقبل الناس من ما قال»[24].

وقد ثبت أنه قال: وددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين - أبي عبيدة أو عمر - فكان أمير المؤمنين وكنت وزيرا. [25] وقد تكررت خطب أبي بكر في الاعتذار عن تولي الخلافة وطلبه بالتنحي عنها.

فقد قال: أيها الناس، هذا أمركم إليكم تولون من أحببتم على ذلك وأكون كأحدكم؛ فأجابه الناس: رضينا بك قسما وحظا وأنت ثاني اثنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد قام باستبراء نفوس المسلمين من أي معارضة لخلافته واستحلفهم على ذلك فقال: أيها الناس، أذكر الله أيما رجل ندم على بيعتي لما قام على رجليه، فقام علي بن أبي طالب، ومعه السيف، فدنا منه حتى وضع رجلا على عتبة المنبر والأخرى على الحصى وقال: والله لا نقيلك ولا نستقيلك قدمك رسول الله فمن ذا يؤخرك؟!

ولم يكن أبو بكر وحده الزاهد في أمر الخلافة والمسئولية، بل إنها روح العصر، [26] فقد كان الصحابة جميعا هذا الرجل، ومنهم عمر - رضي الله عنه - الذي كان - هو الآخر - زاهدا في الأمر راغبا عنه مشفقا من تبعته، ولهذا بادر يوم السقيفة إلى مبايعة أبي بكر، وكان أول من بايعه، وخطب في الأنصار يومئذ فبين فضل أبي بكر واستحقاقه للخلافة، فشجع الناس على مبايعته، ولو كان في نفسه ميل إلى ولاية الأمر لقبل ترشيح أبي بكر له في ذلك اليوم.
ولا أدل على زهده - رضي الله عنه - في حياته جملة - وبشكل عام - من أنه عاش خلافته كلها في شدة من العيش، وبعد عن الترف، وأخذ لنفسه بالشدة والمحاسبة الدائمة، ولو كان له في الأمر والملك رغبة أو ميل، لتفكه بما يتفكه به الملوك، ولوسع على نفسه معيشتها ما استطاع التوسعة.
ويتجلى لنا هذا الزهد أيضا في موقف عمر - رضي الله عنه - حين علم بنية أبي بكر في استخلافه، لما دخل عليه عمر في أيام مرضه فعرفه أبو بكر بما عزم، فأبى أن يقبل، فتهدده أبو بكر بالسيف، فما كان أمام عمر إلا أن يقبل [27].


ثالثا. ممن اغتصب أبو بكر وعمر الخلافة؟!


ولا يكون اغتصاب الشيء إلا من صاحب الحق فيه وعن غير رضا منه، فمن صاحب الحق في الخلافة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم بعد أبي بكر حتى تغتصب الخلافة منه؟! ومن هو المرشح الذي رشحه المسلمون للخلافة فاغتصبت منه على يد أبي بكر وعمر؟! ومن ذا الذي لم يرض بخلافة أبي بكر وعمر وقد نقلنا الإجماع على قبول تولي أبي بكر واستخلاف عمر؟!
ربما قيل: سعد بن عبادة، أو علي بن أبي طالب. بيد أن الروايات التاريخية الصحيحة تنفي هذا الزعم وتثبت الاتفاق على خلافة الشيخين، وتؤكد وحدة الأمة الإسلامية واجتماع قياداتها، وهذا ما نستعرض طرفا منه فيما يأتي:

1. سعد بن عبادة:

وفيما أثير حول موقف سعد بن عبادة من بيعة أبي بكر يقول د. الصلابي: " إن سعد بن عبادة - رضي الله عنه - قد بايع أبا بكر - رضي الله عنه - بالخلافة في أعقاب النقاش الذي دار في سقيفة بني ساعدة؛ إذ إنه نزل عن مقامه الأول في دعوى الإمارة وأذعن للصديق بالخلافة، وكان ابن عمه بشير بن سعد الأنصاري أول من بايع الصديق - رضي الله عنه - من الأنصار في اجتماع السقيفة ولم يثبت النقل الصحيح أية أزمات، لا صغيرة ولا خطيرة، ولم يثبت أي انقسام أو وجود أية فرق لكل منها مرشح يطمع في الخلافة، كما زعم بعض كتاب التاريخ، ولكن الأخوة الإسلامية ظلت كما هي، بل ازدادت توثقا كما يثبت ذلك النقل الصحيح، ولم يثبت النقل الصحيح تآمرا بين أبي بكر وعمر وأبي عبيدة لاحتكار الحكم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد كانوا أخشى لله وأتقى من أن يفعلوا ذلك.

وقد حاول بعض المؤرخين من أصحاب الأهواء أن يجعلوا من سعد بن عبادة - رضي الله عنه - منافسا للمهاجرين يسعى للخلافة بشره، ويدبر لها المؤامرات، ويستعمل في الوصول إليها كل أساليب التفرقة بين المسلمين.

ونحن إذا راجعنا تاريخ هذا الرجل وتتبعنا مسلكه، وجدنا مواقفه مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - تجعله من الصفوة الأخيار، الذين لم تكن الدنيا أكبر همهم، فهو النقيب في بيعة العقبة الثانية، حتى لجأت قريش إلى تعقبه قرب مكة وربطوا يديه إلى عنقه وأدخلوه مكة أسيرا، حتى أنقذه منهم جبير بن مطعم بن عدي؛ حيث كان يجيرهم في المدينة، وهو ممن شهد بدرا وحظي بمقام أهل بدر ومنزلتهم عند الله، وكان من بيت جود وكرم، وشهد له بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكان - صلى الله عليه وسلم - يعتمد عليه - بعد الله - وعلى سعد بن معاذ كما في غزوة الخندق؛ عندما استشارهما في إعطاء ثلث ثمار المدينة لعيينة بن حصن الفزاري، فكان رد السعدين يدل على عمق الإيمان وكمال التضحية، فمواقف سعد مشهورة ومعلومة، وهو الصحابي الجليل صاحب الماضي المجيد في خدمة الإسلام والصحبة الصادقة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا يستقيم عقلا ومنطقا - وهو ما لم يثبت عنه - رضي الله عنه - أنه كان يريد أن يحيي العصبية الجاهلية في مؤتمر السقيفة لكي يحصل في غمار هذه الفرقة على منصب الخلافة.

كما أنه لم يثبت ولم يصح ما ورد في بعض المراجع من أنه - بعد بيعة أبي بكر - كان لا يصلي بصلاتهم ولا يفيض في الحج بإفاضتهم، كأنما انفصل سعد بن عبادة - رضي الله عنه - عن جماعة المسلمين، فهذا باطل ومحض افتراء؛ إذ ثبت من خلال الروايات الصحيحة أن سعدا بايع أبا بكر، فعندما تكلم أبو بكر يوم السقيفة، فذكر فضل الأنصار وقال: «ولقد علمتم أن رسول الله قال: لو سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار، ثم ذكر سعد بن عبادة بقول فصل وحجة لا ترد فقال: ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال وأنت قاعد: "قريش ولاة هذا الأمر، فبر الناس تبع لبرهم، وفاجرهم تبع لفاجرهم"، فقال سعد: صدقت، نحن الوزراء وأنتم الأمراء».[28] فتتابع القوم على البيعة وبايع سعد، وبهذا تثبت بيعة سعد بن عبادة، وبها يتحقق إجماع الأنصار على بيعة الخليفة أبي بكر، ولا معنى للترويج لرواية باطلة، وإنه لـمحض اتهام وتقول مجاف للواقع مناقض للسير والأحداث أن ينسب لسيد الأنصار العمل على شق عصا المسلمين، والتنكر لكل ما قدمه من نصرة وجهاد وإيثار للمهاجرين، والطعن بإسلامه من خلال ما ينسب إليه من قول: لا أبايعكم حتى أرميكم بما في كنانتي، وأخضب سنان رمحي، وأضرب بسيفي، فكان لا يصلي بصلاتهم ولا يجمع بجماعتهم ولا يقضي بقضائهم ولا يفيض بإفاضتهم، أي في الحج.


إن هذه الرواية التي استغلت للطعن في وحدة المهاجرين والأنصار وصدق أخوتهم ما هي إلا رواية باطلة للأسباب التالية:


· أن الراوي صاحب هوى، وهو إخباري تالف لا يوثق به، ولا سيما في المسائل الخلافية.
· قال الذهبي عن هذه الرواية: "وإسنادها كما ترى - أي في غاية الضعف - أما متنها فهو يناقض سيرة سعد بن عبادة وما في عنقه من بيعة على السمع والطاعة، ولـما روي عنه من فضائل"[29].


2. علي بن أبي طالب:


وفي شأن تأخر علي عن مبايعة الصديق وردت أخبار عدة وكذا تأخر الزبير بن العوام، وجل هذه الأخبار ليست بصحيحة، وقد جاءت روايات صحيحة السند تفيد بأن عليا والزبير - رضي الله عنهما - بايعا الصديق في أول الأمر؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: «لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام خطباء الأنصار... فذكر بيعة السقيفة، ثم قال: ثم انطلقوا فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليا، فسأل عنه، فقام أناس من الأنصار، فأتوا به فقال أبو بكر: ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وختنه، أردت أن تشق عصا المسلمين، فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعه، ثم لم ير الزبير بن العوام، فسأل عنه حتى جاءوا به، فقال: ابن عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحواريه، أردت أن تشق عصا المسلمين، فقال مثل قوله: لا تثريب يا خليفة رسول الله، فبايعاه»[30].
ومما يدل على أهمية هذا الحديث الصحيح المروي عن أبي سعيد الخدري، أن الإمام مسلم بن الحجاج صاحب الجامع الصحيح، الذي هو أصح كتب الحديث بعد صحيح البخاري، ذهب إلى الحافظ محمد بن إسحاق بن خزيمة صاحب صحيح ابن خزيمة، فسأله عن هذا الحديث، فكتب له ابن خزيمة الحديث، وقرأه عليه، فقال مسلم لشيخه ابن خزيمة: هذا الحديث يساوي بدنة،[31] فقال ابن خزيمة: هذا الحديث لا يساوي بدنة فقط، إنه يساوي بدرة مال[32].

وعلق على هذا الحديث ابن كثير فقال: "هذا إسناد صحيح محفوظ، وفيه فائدة جليلة، وهي مبايعة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - إما في أول يوم أو في اليوم الثاني من الوفاة، لم يفارق الصديق في وقت من الأوقات، ولم ينقطع في صلاة من الصلوات خلفه".[33] وفي رواية حبيب بن أبي ثابت، حيث قال: كان علي بن أبي طالب في بيته، فأتاه رجل، فقال له: قد جلس أبو بكر للبيعة، فخرج على إلى المسجد في قميص له، ما عليه إزار ولا رداء، وهو متعجل، كراهة أن يبطئ عن البيعة، فبايع أبا بكر، ثم جلس، وبعث إلى ردائه فجاؤوه به، فلبسه فوق قميصه. وقد سأل عمرو بن حريث سعيد بن زيد رضي الله عنه، فقال: أشهدت وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قال له: متى بويع أبو بكر؟ قال سعيد: يوم مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، كره المسلمون أن يبقوا بعض يوم وليسوا في جماعة.

قال: هل خالف أحد أبا بكر؟ قال سعيد: لا، لم يخالف إلا مرتد، أو كاد أن يرتد، وقد أنقذ الله الأنصار، فجمعهم عليه وبايعوه، قال: هل قعد أحد من المهاجرين عن بيعته؟ قال سعيد: لا، لقد تتابع المهاجرون على بيعته[34].

وكان مما قال علي - رضي الله عنه - لابن الكواء وقيس بن عباد - حينما قدم البصرة وسألاه عن مسيره -: "لو كان عندي من النبي - صلى الله عليه وسلم - عهد في ذلك ما تركت أخا بني تيم بن مرة وعمر بن الخطاب يقومان على منبره ولقاتلتهما ولو لم أجد إلا بردي هذا، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يقتل قتلا ولم يمت فجأة، بل مكث في مرضه أياما وليالي يأتيه المؤذن فيؤذنه بالصلاة فيأمر أبا بكر فيصلي بالناس، وهو يرى مكاني، ولقد أرادت امرأة من نسائه - صلى الله عليه وسلم - أن تصرفه عن أبي بكر، فأبى وغضب، وقال:«أنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس».[35] فلما قبض الله نبيه ونظرنا في أمورنا، اخترنا لدنيانا من رضيه نبي الله لديننا، وكانت الصلاة أصل الإسلام وهي أعظم الأمور وقوام الدين، فبايعنا أبا بكر، وكان لذلك أهلا، ولم يختلف عليه منا اثنان، ولم يشهد بعضنا على بعض، ولم نقطع منه البراءة، فأديت إلى أبي بكر حقه وعرفت له طاعته وغزوت معه في جنوده، وكنت آخذ إذا أعطاني وأغزو إذا أغزاني وأضرب بين يديه الحدود بسوطي"[36].


وكان مما قال علي - كرم الله وجهه - في خطبته على منبر الكوفة في ثنائه على أبي بكر: فأعطى المسلمون البيعة طائعين، فكنت أول من سبق في ذلك من ولد عبد المطلب.

وجاءت روايات أشارت إلى مبايعة علي لأبي بكر - رضي الله عنه - في أول الأمر وإن لم تصرح بذلك؛ فعن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أنه قال: إن عبد الرحمن بن عوف كان مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. ثم قام أبو بكر فخطب الناس، واعتذر إليهم وقال: والله ما كنت حريصا على الإمارة يوما ولا ليلة قط، ولا كنت فيها راغبا، ولا سألتها الله - عزوجل - في سر ولا علانية، ولكني أشفقت من الفتنة، وما لي في الإمارة من راحة، ولكن قلدت أمرا عظيما ما لي به من طاقة، ولا يد إلا بتقوية الله عزوجل، ولوددت أن أقوى الناس عليها مكاني اليوم. فقبل المهاجرون منه ما قال وما اعتذر به. قال علي والزبير - رضي الله عنهما -: ما غضبنا إلا لأنا قد أخرنا عن المشاورة، وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه لصاحب الغار، وثاني اثنين، وإنا لنعلم بشرفه وكبره، ولقد أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصلاة بالناس وهو حي.

وعن قيس العبدي قال: شهدت خطبة علي يوم النصرة قال: فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - وما عالج من الناس، ثم قبضه الله - عزوجل - إليه، ثم رأى المسلمون أن يستخلفوا أبا بكر - رضي الله عنه - فبايعوا وعاهدوا وسلموا، وبايعت وعاهدت وسلمت، ورضوا ورضيت، وفعل من الخير وجاهد حتى قبضه الله عزوجل، رحمة الله عليه.

إن عليا - رضي الله عنه - لم يفارق الصديق في وقت من الأوقات ولم ينقطع عنه في جماعة من الجماعات وكان يشاركه المشورة، وتدبير أمور المسلمين، ويرى ابن كثير وطائفة من أهل العلم أن عليا جدد بيعته بعد ستة أشهر من البيعة الأولى، أي: بعد وفاة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاءت في هذه البيعة روايات صحيحة، ولكن لما وقعت البيعة الثانية اعتقد بعض الرواة أن عليا لم يبايع قبلها، فنفى ذلك، والمثبت مقدم على النافي، فمن علم حجة على من لم يعلم كما يقولون[37].

وقد سبق أن بينا أن خلافة عمر تمت بإجماع أغلب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث تلقوا عهد أبي بكر بالخلافة لعمر بالقبول والتسليم، ولم يعارض في ذلك أحد، بل يذكر أن عليا كان ضمن من استشارهم الصديق فيمن يتولى الخلافة بعده، وكان رأى على أن يتولى الخلافة بعد الصديق الفاروق رضي الله عن الجميع[38].


الخلاصة:


· تولى أبو بكر أمور المسلمين بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بناء على موافقة أهل الحل والعقد، وبيعة خاصة، ثم أخرى عامة، وانعقد إجماع أغلب الصحابة على خلافته، ثم ولي عمر الخلافة باتفاق أهل الحل والعقد وإرادتهم، فهم الذين فوضوا أبا بكر في انتخاب الخليفة، فشاور كبار الصحابة، ثم عين الخليفة، ثم عرض هذا التعيين على الناس فأقروه وأمضوه ووافقوا عليه.

· لقد كان لأبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - من مؤهلات القيادة ما يجعلهما صالحين للخلافة، فقد عصمت العرب من الانفلات والتفرق بولاية أبي بكر، وهو من قريش التي تدين لها العرب بالسيادة دون غيرها، وكذلك عصمت الأمة من أحداث جسام وفتن قواصم بتولي عمر بن الخطاب الخلافة، وما كان غيره ليصلح لزمنه صلاحيته هو.


· ما كان لأبي بكر وعمر أن يحرصا على الخلافة ويسعيا وراء تحمل المسئولية، فضلا عن اغتصاب الخلافة، فكيف يتهمان بعد ذلك باغتصابها، وهما اللذان تربيا في مدرسة الزهد المحمدي؟!!


· إذا كانت فكرة الاغتصاب في حد ذاتها تقتضي وجود مغتصب منه، حيث يستولي المغتصب على شيء من أشيائه دون وجه حق له فيه وعن غير رضا من صاحبه - إذا كان الأمر كما قلنا فمن ذا الذي كان أولى بالخلافة من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ثم تجاهلاه واغتصباها منه؟!!


· حاول بعض المغرضين أن يجعل من بعض الصحابة منافسا يسعى للخلافة بشره ويدبر لها المؤامرات، بيد أن الروايات التاريخية الصحيحة تنفي هذا الزعم وتثبت الاتفاق على خلافة الصديق والفاروق.


· إن المطالع لسيرة الصحابيين مناط التشكيك سعد وعلي - رضي الله عنهما - ليدرك أنهما لم يكونا ليشقا عصا الطاعة على الصديق الذي قدمه النبي في أمر الدين، فكيف ينازعوه أمر الدنيا؟!


· جدد علي - رضي الله عنه - بيعته لأبي بكر بعد ستة أشهر من توليه الخلافة، فظن بعض المسلمين أن هذه البيعة الثانية هي الأولى؛ فقالوا بتأخر بيعة علي له، وليس الأمر كذلك، ومن علم حجة على من لم يعلم.


· لم يخرج تولي عمر الفاروق الخلافة عن مبدأ الشورى، بل كان خير تجسيد له، وتفاصيل توليه الخلافة خير شاهد على تلك الحقيقة.


· في الروايات الصحاح بشأن تولي الخليفتين الراشدين دليل على وهن دعوى المغرضين، وفيها غناء عن روايات ضعاف ساقطات متنا وسندا.


(*) المستشرقون والإسلام، محمد قطب، مكتبة وهبة، مصر، ط1، 1420هـ/ 1999م.
[1]. أي: عدد قليل منهم.
[2]. أي: يخرجونا من أمر الخلافة.
[3]. زور الكلام: هيأه وأعده.
[4]. أي أنه ممن يستشفى برأيه، ويعتمد عليه.
[5]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة، باب رجم الحبلى في الزنا إذا أحصنت (6442).
[6]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند العشرة المبشرين بالجنة، مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه (18)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1156).
[7]. أبو بكر الصديق، د. علي الصلابي، دار الإيمان، الإسكندرية، 2002م، ص138، 139. ولمزيد من التفصيل انظر: حقبة من التاريخ، عثمان بن محمد الخميس، مكتبة الإمام البخاري، مصر، ط3، 1427هـ/ 2006م، ص49 وما بعدها.
[8]. أبو بكر الصديق، د. علي الصلابي، دار الإيمان، الإسكندرية، 2002م، ص162.
[9]. عمر بن الخطاب، د. علي الصلابي، دار الإيمان، الإسكندرية، 2002م، ص101، 102 بتصرف.
[10]. عمر بن الخطاب، د. علي الصلابي، دار الإيمان، الإسكندرية، 2002م، ص105، 106.
[11]. أخرجه الحاكم في مسنده، كتاب معرفة الصحابة رضي الله عنهم ، باب مقتل عمر رضي الله عنه (4515).
[12]. عمر بن الخطاب، د. علي الصلابي، دار الإيمان، الإسكندرية، 2002م، ص112: 114 بتصرف.
[13]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند العشرة المبشرين بالجنة، مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه (18)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1156).
[14]. أبو بكر الصديق، د. علي الصلابي، دار الإيمان، الإسكندرية، 2002م، ص141. ولمزيد من التفصيل انظر: موقف الشيعة الاثنى عشرية من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، د. عبد القادر بن محمد عطا صوفي، دار أضواء السلف، الرياض، ط1، 1426هـ/ 2006م، ج2، ص548 وما بعدها.
[15]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب شهود الملائكة بدرا (3791)، ومسلم في صحيحه، أوائل كتاب الذهد والرقائق (7614).
[16]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب التبسم والضحك (5735)، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه (7614)، واللفظ للبخاري.
[17]. صحيح: أخرجه الحاكم في مستدركه، كتاب التفسير، باب تفسير سورة يوسف عليه السلام (3320)، وصححه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
[18]. عمر بن الخطاب، د. علي الصلابي، دار الإيمان، الإسكندرية، 2002م، ص102، 103.
[19]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام (3393)، ومسلم في صحيحه، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في الفتنة التي تموج كموج البحر (7450)، واللفظ له.
[20]. عمر بن الخطاب، د. علي الصلابي، دار الإيمان، الإسكندرية، 2002م، ص714، 715 بتصرف.
[21]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأيمان والنذور (6248)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الأيمان، باب ندب من حلف يمينا فرأى غيرها خيرا منها (4370).
[22]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأحكام، باب ما يكره من الحرص على الإمارة (6730).
[23]. الإمامة العظمى، عبد الله بن عمر الدميجي، دار طيبة، الرياض، ط1، 1407هـ/ 1987م، ص264.
[24]. صحيح: أخرجه الحاكم في مستدركه، كتاب معرفة الصحابة رضي الله عنهم (4422)، وصححه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
[25]. أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 62) برقم (43).
[26]. أبو بكر الصديق، د. علي الصلابي، دار الإيمان، الإسكندرية، 2002م، ص141، 142 بتصرف.
[27]. عمر بن الخطاب، د. علي الصلابي، دار الإيمان، الإسكندرية، 2002م، ص103.
[28]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند العشرة المبشرين بالجنة، مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه (18)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1156).
[29]. أبو بكر الصديق، د. علي الصلابي، دار الإيمان، الإسكندرية، 2002م، ص143: 146.
[30]. صحيح: أخرجه الحاكم في مستدركه، كتاب معرفة الصحابة رضي الله عنهم (4475)، والبيهقي في السنن الكبرى، كتاب قتال أهل البغي، باب الأئمة من قريش (16315)، وصححه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
[31]. البدنة: الناقة أو البقرة تنحر بمكة، ولعظمها وضخامتها سميت "بدنة".
[32]. البدرة: الكيس الذي فيه ألف أو عشرة آلاف دينار، والمعنى: أنه كنز ثمين.
[33]. السيرة النبوية، ابن كثير، تحقيق: مصطفى عبد الواحد، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، د. ت، ج4، ص495.
[34]. أخرجه ابن جرير الطبري في تاريخه (2/ 447).
[35]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم (6873)، ومسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض أو سفر (968).
[36]. أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 4442).
[37]. أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، د. علي محمد محمد الصلابي، دار الإيمان، الإسكندرية، 2003م، ص145: 147 بتصرف. ولمزيد من التفصيل ينظر: موقف الشيعة الاثنى عشرية من صحابة رسول الله، د. عبد القادر بن محمد عطا صوفي، دار أضواء السلف، الرياض، ط1، 1426هـ/ 2006م، ج2، ص1094.
[38]. أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، د. علي محمد محمد الصلابي، دار الإيمان، الإسكندرية، 2003م، ص166.


صاحب المقال الشيخ الدكتور / علي بن محمد الصلابي
جزاه الله خير
وبارك الله فيه

منقول

( جمعية المعرفة المركز العالمي للقرآن الكريم وعلومه)

بيان الإسلام والرد على الإفتراءات والشبهات
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2013-09-08, 06:42 PM
محب الأسباط محب الأسباط غير متواجد حالياً
عضو شيعي
 
تاريخ التسجيل: 2012-12-14
المكان: العراق - كربلاء المقدسة
المشاركات: 759
افتراضي

أصحح لك عبارتك :
ليس بعض المغرضين كما تسميهم..بل عامة الشيعة وخاصتهم .. أكرر عامة الشيعة وخاصتهم بالإجماع لايعتقدون بشرعية خلافة ابي بكر وعمر وعثمان..
لأننا نعتقد بأن الخليفة الشرعي بعد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله هو الإمام علي عليه السلام..ولا نجامل بهذا المعتقد أبدا
فصحح عبارتك
__________________
الحمد لله رب العالمين ..ما بقي الليل والنهار وما دامت السماوات والأرضين إذ وفقتني يا رب وأهلي وبنيّ لإتباع سنة نبيك المصطفى صلى الله عليه وآله ومذهب أهل بيته الطيبين الطاهرين صلواتك عليهم أجمعين ..ووفقتني لمحبة وإتباع علي وفاطمة والحسنين والتسعة المعصومين من ذرية الحسين ..واجعلني يا رب من جند حجتك البالغة ونعمتك السابغة إمام العصر والزمان المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف وأحشرني معهم في ظل رحمتك يوم يحشر المبطلون لولايتهم في نار جهنم خالدين..
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2013-09-09, 12:20 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

هذا كلام كاتب المقال وشكرا على المعلومة التى يجهلها كثير من السنة محب الأسباط أنك لا تعتقد بالخلافة بكيفك ولكن فى كتبكم علماء الشيعة يثنون على الخليفتين هذا موضوع وراح أنزل لك كذلك قول العلماء الشيعة محب الأسباط ، جميع أهل السنة واثقين كل الثقة أنهم جميعهم خلفاء أبو بكر الصديق وعمربن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين .

- الخليفة الأول والثاني ابوبكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما إبنتيهم أمهاتنا أمهات المؤمنين زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام .

- والخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه إبنتي الرسول عليه الصلاة والسلام تزوج الأولى ثم ماتت ثم زوجه الثانية .رضي الله عنهن وعن الصحابة أجمعين .

-الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه إبن عم الرسول عليه الصلاة والسلام وزوج بنته فاطمة رضي الله عنها


" فضل ابوبكر الصديق في كتب الشيعة الإمامية عن عروة بن عبد الله أنه قال: {{ سألت أبا جعفر محمد بن علي عن حلية السيوف، فقال: لا بأس به، قد حلّى أبو بكر الصديق رضي الله عنه سيفه، قلت: فتقول الصديق ؟! قال: فوثب وثبة واستقبل القبلة وقال: نعم. الصديق نعم. الصديق نعم، فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولاً في الدنيا ولا في الآخرة }}. [ كشف الغمة (2/147) ].


البحث المتقدم


المنتدى التلبيس هو تزيين الباطل حتى يُظن بأنه حق، وتشويه الحق حتى يُظن بأنه باطل رد أهل السنة على أهل الضلال والفتنة رد الشبهات عن الصحابـــــــــة الأخـــيار – رضي الله عنهم- دليل خلافة أبي بكر الصديق في القرآن الكريم ونقض دعوى الرافضة في أغتصابه الخلافة


الموضوع: دليل خلافة أبي بكر الصديق في القرآن الكريم ونقض دعوى الرافضة في أغتصابه الخلافة

آملة البغدادية

محاور

تاريخ التسجيل : Mar 2009
رقم العضوية : 11255

دليل خلافة أبي بكر الصديق في القرآن الكريم ونقض دعوى الرافضة في أغتصابه الخلافة
خلافة أبي بكر الصديق في القرآن الكريم :

ب
{يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي ٱللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاۤئِمٍ ذٰلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }المائدة 54

من بين أخبار القرآن الكريم من لدن عالم الغيب وصاحب المشيئة الخالق الحكيم أن ذكر ارتداد المسلمين عن دين الإسلام ومنها الآية في سورة البقرة 54 وقد أخبرتنا الآية الكريمة إن الله سيأتي بقوم يحبهم ويحبونه ينصرون الدين ويحاربون هؤلاء المرتدين ، وقد ذكر المفسرون من أهل السنة أن معنى الآية قد تحقق في أبي بكر الصديق رضي الله عنه في قراره الحكيم في البدء بحروب الردة ، وهذه دلالة على خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه التي جاءت في القرآن الكريم بنص محكم قطعي لا يدخل إليه التأويل لخلافته وصلاح دينه وخاتمته ، وقد أوصى بها النبي عند مرضه صلوات الله عليه وسلامه حين أشار على الصديق أن يصلي بالناس ورفض أن يأمهم غيره وقال : يأبى الله إلا أبي بكر وهي بذاتها إمامة صغرى فهمها المسلمون لأن إمامة الصلاة هي جزء من الإمامة الكبرى للمسلمين والواضح هنا أن النبي لا ينطق عن الهوى وهو أعلم بتفسير الآيات ومراد الله منها .

من تفاسير علماء أهل السنة ، تفسير الطبري :

يقول تعالـى ذكره للـمؤمنـين بـالله وبرسوله: { يا أيُّها الَّذِين آمَنُوا }: أي صدّقوا الله ورسوله، وأقرّوا بـما جاءهم به نبـيهم مـحمد صلى الله عليه وسلم { مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ } يقول: من يرجع منكم عن دينه الـحقّ الذي هو علـيه الـيوم، فـيبدّله ويغيرة بدخوله فـي الكفر، إما فـي الـيهودية أو النصرانـية أو غير ذلك من صنوف الكفر، فلن يضر الله شيئاً، وسيأتـي الله بقوم يحبهم ويحبونه يقول: فسوف يجيء الله بدلاً منهم الـمؤمنـين الذين لـم يبدّلوا ولـم يغيروا ولـم يرتدّوا، بقوم خير من الذين ارتدّوا وبدّلوا دينهم، يحبهم الله ويحبون الله. وكان هذا الوعيد من الله لـمن سبق فـي علـمه أنه سيرتدّ بعد وفـاة نبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك وعده من وعد من الـمؤمنـين ما وعده فـي هذا الآية، لـمن سبق له فـي علـمه أنه لا يبدّل ولا يغير دينه ولا يرتدّ. فلـما قبض الله نبـيه صلى الله عليه وسلم ارتدّ أقوام من أهل الوبر وبعض أهل الـمدر، فأبدل الله الـمؤمنـين بخير منهم كما قال تعالـى ذكره، ووفـى للـمؤمنـين بوعده، وأنفذ فـيـمن ارتدّ منهم وعيده.

وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل ذكر من قال ذلك :

حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنـي عبد الله بن عياش، عن أبـي صخر، عن مـحمد بن كعب: أن عمر بن عبد العزيز أرسل إلـيه يوماً وعمر أمير الـمدينة يومئذٍ، فقال: يا أبـا حمزة، آية أسهرتنـي البـارحة قال مـحمد: وما هي أيها الأمير؟ قال: قول الله: { يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ منْكُمْ عنْ دِينِهِ }... حتـى بلغ: { وَلا يَخافونَ لَوْمَةَ لائمٍ }. فقال مـحمد: أيها الأمير، إنـما عنى الله بـالذين آمنوا: الولاة من قريش، من يرتدّ عن الـحقّ .

ثم اختلف أهل التأويـل فـي أعيان القوم الذين أتـى الله بهم الـمؤمنـين وأبدل الـمؤمنـين مكان من ارتدّ منهم، فقال بعضهم: هو أبو بكر الصدّيق وأصحابه الذين قاتلوا أهل الردّة حتـى أدخـلوهم من البـاب الذي خرجوا منه ذكر من قال ذلك :

حدثنا هناد بن السريّ، قال: ثنا حفص بن غياث، عن الفضل بن دَلَهْم، عن الـحسن فـي قوله: { يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوفَ يَأْتِـي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ ويُحبُّونَهُ } قال: هذا والله أبو بكروأصحابه.

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبـي، عن الفضل بن دلهم، عن الـحسن، مثله.

حدثنا هناد، قال: ثنا عبدة بن سلـيـمان، عن جويبر، عن سهل، عن الـحسن فـي قوله: { فَسَوفَ يَأْتِـي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ ويُحبُّونَهُ } قال: أبو بكر وأصحابه .

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا حسين بن علـيّ، عن أبـي موسى، قال: قرأ الـحسن: { فَسَوفَ يَأْتِـي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ ويُحبُّونَهُ } قال: هي والله لأبـي بكر وأصحابه.

لنرى ماذا قال علماء الشيعة في تفسير الآية وهل فيها ذكر لعلي رضي الله عنه .

تفاسير علماء الشيعة للآية رقم 54 من سورة المائدة :

إذا بحثنا تفاسير علماء الشيعة فنرى أنهم ذكروا أن الآية تحققت في أبي بكر رضي الله عنه ولأنها حجة قوية لخلافة الصديق أدخلوا قتال علي رضي الله عنه في التفسير على أنهم الناكثين والقاسطين ، وهذا من الإفلاس لأن علي ليس هو الدين حتى يؤلوا أنهم خرجو عن الدين فمن قاتل علي هم مسلمون لم يرتدوا عن الإسلام ولم يكفرهم علي ولم يكن قتالهم لأختلاف عقيدة مثل ردة مسيلمة وسجاح الذين ادعوا النبوة وتبعهم قومهم مع من رفض الزكاة وهي فرض ذكر في القرآن بآيات محكمة .
التفاسير جاءت من علماء الشيعة على ثلاثة أنواع ، النوع الأول وافق تفاسير أهل السنة وذكر الآية أنها جاءت في أبي بكر الصديق وهم قلة مثل القمي النيسابوري والطبرسي لم ينكر الصديق ولكن أدخل قتال علي ورجحه نصراً لمذهبه ، والنوع الثاني سكت عن التفسير وهو محقق ومدقق مثل ومنهم أتبع التدليس في تفسيره وهو ومنهم من رفض كل التفاسير وقال أنها نزلت في القائم الذي لم يذكره النبي صلى الله عليه وسلم ولا علي ولا باقي الأئمة !! وهو علي بن أبراهيم القمي !!

1 ــ تفسير غرائب القرآن للقمي النيسابوري
{ من يرتدّ منكم عن دينه } أي من يتولّ الكفار منكم فيرتد فليعلم أن الله تعالى يأتي بقوم آخرين ينصرون هذا الدين على أبلغ الوجوه. وقال الحسن: علم الله تعالى أن قوماً يرجعون عن الإسلام بعد موت نبيهم فأخبرهم أنه سبحانه سيأتي { بقوم يحبهم ويحبونه } فتكون الآية إخباراً عن الغيب وقد وقع فيكون معجزاً. روي في الكشاف أن أهل الردّة كانوا إحدى عشرة فرقة، ثلاث في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بنو مدلج ورئيسهم ذو الحمار الأسود العنسي وكان كاهناً تنبأ باليمن واستولى على بلاده وأخرج عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى معاذ بن جبل وإلى سادات اليمن فأهلكه الله على يدي فيروز الديلمي، بيته فقتله وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله ليلة قتل فسر المسلمون وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغد وأتى خبره في آخر شهر ربيع الأول.
وبنو حنيفة قوم مسليمة تنبأ وكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مسليمة رسول الله إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما بعد فإن الأرض نصفها لي ونصفها لك. فأجاب صلى الله عليه وسلم: من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مسيلمة الكذاب. أما بعد فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين. فحاربه أبو بكر بجنود المسلمين وقتل على يدي وحشي قاتل حمزة وكان يقول: قتلت خير الناس في الجاهلية وشر الناس في الإسلام. أراد في جاهليتي وإسلامي. وبنو أسد قوم طليحة بن خويلد تنبأ فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خالداً فانهزم بعد القتال إلى الشام ثم أسلم وحسن إسلامه. وسبع في عهد أبي بكر: فزارة قوم عيينة بن حصن وغطفان قوم قرة بن سلمة القشيري، وبنو سليم قوم الفجاءة بن عبد ياليل، وبنو يربوع قوم مالك بن نويرة، وبعض بني تميم قوم سجاج بنت المنذر المتنبئة التي زوّجت نفسها مسيلمة الكذاب، وكندة قوم الأشعث بن قيس، وبنو بكر بن وائل بالبحرين قوم الحطم بن زيد وحاربهم أبو بكر وكفى الله أمرهم على يديه.

2 ــ تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي ت 548 هـمصنف و مدقق
المعنى: لَمَّا بيَّن تعالى حال المنافقين وأنهم يتربصون الدوائر بالمؤمنين وعلم أن قوماً منهم يرتدون بعد وفاته أعلم أن ذلك كائن وأنهم لا ينالون أمانيهم والله ينصر دينه بقوم لهم صفات مخصوصة تميزوا بها من بين العالمين فقال { يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه } أي من يرجع منكم أي من جملتكم إلى الكفر بعد إظهار الإيمان فلن يضر دين الله شيئاً فإن الله لا يخلي دينه من أنصار يحمونه { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه } أي يحبهم الله ويحبون الله { أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين } أي رحماء على المؤمنين غلاظ شداد على الكافرين وهو من الذل الذي هو اللين لا من الذل الذي هو الهوان. قال ابن عباس: تراهم للمؤمنين كالولد لوالده وكالعبد لسيّده وهم في الغلظة على الكافرين كالسبع على فريسته.
{ يجاهدون في سبيل الله } بالقتال لإعلاء كلمة الله وإعزاز دينه { ولا يخافون لومة لائم } فيما يأتون من الجهاد والطاعات واختلف فيمن وصف بهذه الأوصاف منهم فقيل هم أبو بكر وأصحابه الذين قاتلوا أهل الردة عن الحسن وقتادة والضحاك .
وقيل هم الأنصار عن السدي.
وقيل: هم أهل اليمن عن مجاهد. قال: قال رسول الله: " " أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوباً وأرقّ أفئدة الإيمان يماني والحكمة يمانية " وقال عياض بن غنم الأشعري لما نزلت هذه الآية أومأ رسول الله إلى أبي موسى الأشعري فقال: " هم قوم هذا "
وقيل: إنهم الفرس وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن هذه الآية فضرب بيده على عاتق سلمان فقال: " " هذا وذووه " ثم قال: " لو كان الدين معلقاً بالثريا لتناوله رجال من أبناء فارس "
وقيل: هم أمير المؤمنين علي ع وأصحابه حين قاتل من قاتله من الناكثين والقاسطين والمارقين وروي ذلك عن عمار وحذيفة وابن عباس وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع ويؤيد هذا القول أن النبي وصفه بهذه الصفات المذكورة في الآية. فقال فيه: وقد ندبه لفتح خيبر بعد أن ردَّ عنها حامل الراية إليه مرة بعد أخرى وهو يُجبّن الناس ويُجبّنونه: " لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبُّه الله ورسوله كرَّاراً غير فرّار لا يرجع حتى يفتح الله على يده " ثم أعطاها إياه .
فأما الوصف باللين على أهل الإيمان والشدة على الكفار والجهاد في سبيل الله مع أنه لا يخاف فيه لومة لائم فممَّا لا يمكن أحداً دفعُ عليٍّ استحقاق ذلك لما ظهر من شدته على أهل الشرك والكفر ونكايته فيهم ومقاماته المشهورة في تشييد الملة ونصرة الدين والرأفة بالمؤمنين ويؤيّد ذلك أيضاً إنذار رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً بقتال علّي لهم من بعده حيث جاء سهيل بن عمرو في جماعة منهم فقالوا له يا محمد إنّ أرقّاءَنا لحقوا بك فارددهم علينا فقال رسول الله: " لتنتهين يا معاشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلاً يضربكم على تأويل القرآن كما ضربتكُم على تنزيله " فقال له بعض أصحابه: من هو يا رسول الله أبو بكر. قال: " لا ولكنه خاصف النعل في الحجرة " وكان عليُّ يخصف نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وروي عن علي أنه قال يوم البصرة: والله ما قوتل أهل هذه الآية حتى اليوم وتلا هذه الآية وروى أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره بالإسناد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله قال: " يرد عليَّ قوم من أصحابي يوم القيامة فيجلون عن الحوض فأقول يا رب أصحابي أصحابي " فيقال: إنك لا علم لك بما أحدثوا من بعدك إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى. وقيل: إن الآية عامة في كل من استجمع هذه الخصال إلى يوم القيامة وذكر علي بن إبراهيم بن هاشم أنها نزلت في مهدي الأمة وأصحابه وأوَّلها خطاب لمن ظلم آل محمد وقتلهم وغصبهم حقهم.
ويمكن أن ينصر هذا القول بأن قولـه تعالى { فسوف يأتي الله بقوم } يوجب أن يكون ذلك القوم غير موجودين في وقت نزول الخطاب فهو يتناول من يكون بعدهم بهذه الصفة إلى قيام الساعة { ذلك فضل الله } أي محبتهم لله ولين جانبهم للمؤمنين وشدتهم على الكافرين بفضل من الله وتوفيق ولطف منه ومنة من جهته { يؤتيه من يشاء } أي يعطيه من يعلم أنه محل له { والله واسع } أي جواد لا يخاف نفاد ما عنده { عليم } بموضع جوده وعطائه فلا يبذُله إلا لمن تقتضي الحكمة إعطاءه. وقيل: معناه واسع الرحمة عليم بمن يكون من أهلها.
الحقد على الفاروق رضي الله عنه أبى إلا أن يظهر فعن أبو بكر بن أبي شيبة قال : سمعت أبا بكر بن عياش يقول في قوله: { فَسَوْفَ يَأْتِى ٱللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }: هم أهل القادسية . .. ولهذا أنكره

* تفسير تفسير القرآن/ التستري ت 283 هـ مصنف و مدقق
{يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي ٱللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاۤئِمٍ ذٰلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }
قوله: { أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } [54] يعني غليظة عليهم.

تدليس الطوسي في التفسير :

تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي ت 460 هـ مصنف و مدقق
{يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي ٱللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاۤئِمٍ ذٰلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }
قرأ نافع وأهل المدينة " يرتدد " بدالين، وبه قرأ ابن عامر، وكذلك هو في مصاحفهم. الباقون بدال واحدة مشددة، وكذلك هو في مصاحفهم. من أظهر ولم يدغم قال: لأن الحرف المدغم لا يكون إِلا ساكناً ولا يمكن الادغام في الحرف الذي يدغم حتى يسكن، لان اللسان يرتفع عن المدغم والمدغم فيه ارتفاعة واحدة، فاذا لم يسكن لم يرتفع اللسان ارتفاعة واحدة، واذا لم يرتفع كذلك لم يمكن الادغام، فاذا كان كذلك لم يسغ الادغام في الساكن لأن المدغم إِذا كان ساكناً والمدغم فيه كذلك التقى ساكنان، والتقاء الساكنين في الوصل في هذا النحو ليس من كلامهم فأظهر الحرف الاول في حركة وأسكن الثاني من المثلين، وهذه لغة أهل الحجاز، فلم يلتق الساكنان.

وحجة من أدغم أنه لما اسكن الحرف الاول من المثلين للادغام لم يمكنه أن يدغمه في الثاني والثاني ساكن فحرك المدغم فيه لالتقاء الساكنين وهذه لغة بني تميم. وفي القرآن نظيره قال الله تعالى:
{ ومن يشاقق الرسول }
وقال:
{ ومن يشاقق الله ورسوله }
واختلفوا فيمن نزلت هذه الآية على أربعة أقول :
فقال الحسن وقتادة والضحاك وابن جريج إِنها نزلت في ابي بكر.

الثاني - قال السدي: نزلت في الانصار .

الثالث - قال مجاهد: نزلت في أهل اليمن، وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم واختاره الطبري لمكان الرواية. وروي أنهم قوم أبي موسى الأشعري. وكانت وفودهم قد أتت أيام عمر، وكان لهم في نصرة الاسلام أثر. وقال أبو جعفر وأبوعبد الله ع وروي ذلك عن عمار وحذيفة، وابن عباس: أنها نزلت في أهل البصرة ومن قاتل علياً ع فروي عن أمير المؤمنين ع أنه قال: يوم البصرة " والله ما قوتل أهل هذه الآية حتى اليوم " وتلا هذه الآية. ومثل ذلك روى حذيفة، وعمار وغيرهما. والذي يقوي هذا التأويل أن الله تعالى وصف من عناه بالآية بأوصاف وجدنا أمير المؤمنين عمستكملا لها بالاجماع، لأنه قال: { يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين } وقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم لأمير المؤمنين ع بما يوافق لفظ الآية في قوله وقد ندبه لفتح خيبر بعد فرار من فرعنها واحداً بعد واحد لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله على يديهفدفعها الى أمير المؤمنين، فكان من ظفره ما وافق خبر الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم قال { أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين } فوصف من عناه بالتواضع للمؤمنين والرفق بهم، والعزة على الكافرين.

أما الفيروز آبادي :

فقد قفز على الردة ونكر تطبيقها على الصديق ولكن يا للغرابة نقض التشيع بكامله وفسر آية الولاية لأبي بكر الصديق ولم يذكر علي وهذه نصرة لأهل السنة والجماعة فليقرأ الرافضة ومن يدعون التشيع المعتدل .

* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي ت817 هـ مصنف و مدقق
{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أسد وغطفان وأناس من كندة ومرار { مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ } بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم { فَسَوْفَ يَأْتِي } يجيء { ٱللَّهُ بِقَوْمٍ } يعني أهل اليمن { يُحِبُّهُمْ } الله { وَيُحِبُّونَهُ } أي يحبون الله { أَذِلَّةٍ } رحيمة مشفقة { عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ } مع المؤمنين { أَعِزَّةٍ } أشدة { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي عاطفين في طاعة الله { وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاۤئِمٍ ذٰلِكَ } الذي ذكرت من الحب والأمر وغير ذلك { فَضْلُ ٱللَّهِ } من الله تعالى { يُؤْتِيهِ } يعطيه { مَن يَشَآءُ } من كان أهلاً لذلك { وَٱللَّهُ وَاسِعٌ } جواد بعطيته { عَلِيمٌ } لمن يعطي ثم نزلت في عبد الله بن سلام وأصحابه أسد وأسيد أو ثعلبة بن قيس وغيرهم بعد ما جفاهم اليهود فقال { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ } حافظكم وناصركم ومؤنسكم الله { وَرَسُولُهُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أبو بكر وأصحابه { ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ } الصلوات الخمس { وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ } يعطون زكاة أموالهم { وَهُمْ رَاكِعُونَ } يصلون الصلوات الخمس في الجماعة مع النبي صلى الله عليه وسلم { وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أبا بكر وأصحابه في العون والنصرة { فَإِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ } جند الله { هُمُ ٱلْغَالِبُونَ } على أعدائهم يعني محمداً وأصحابه .

أما الطبطبائي في تفسير الميزان:
فأنه يستحق القراءة ، فالعجيب أنه ربط تفسير الآية بسياق ما قبلها مع أن علماء الشيعة لا يقرون بسياق الآية بل نهجهم هو الاقتطاع وهذا هو الخلاف في آية الولاية التي نكروا سياقها أنها ترفض تولية اليهود والنصارى وتحث على تولية المسلمين واصروا أنها تعني ولاية علي لا علاقة لها بما قبلها وما بعدها !
قال في تفسيره الذي جاهد به في أكثر من عشرين صفحة يربط الآيات حتى أنه ذهب الى سور أخرى في القرآن ! ألا تعلمون أن جهدكم جهد المفلسين ؟ :

وأما قوله: { فسوف يأتي الله بقوم } نسب الإِتيان إلى نفسه ليقرر معنى نصره لدينه المفهوم من السياق المشعر بأن لهذا الدين ناصراً لا يحتاج معه إلى نصرة غيره، وهو الله عز اسمه.

وكون الكلام مسوقاً لبيان انتصار الدين بهؤلاء القوم تجاه من يقصده هؤلاء الموالون لأعدائه من الانتصار القومي، وكذا التعبير بالقوم والإِتيان بالأوصاف والأفعال بصيغة الجمع كل ذلك مشعر بأن القوم الموعود إيتاؤهم إنما يبعثون جماعة مجتمعين لا فرادى ولا مثنّى كأن يأتي الله سبحانه في كل زمان برجل يحب الله ويحبه الله ذليل على المؤمنين عزيز على الكافرين يجاهد في سبيل الله لا يخاف لومة لائم.

أما علي بن أبراهيم ترك كل العصور وجعل القرآن مطبق على آخر الزمان فقط ويا للسخرية !

* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي ت القرن 4 هـمصنف و مدقق
أما قوله { يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله } قال هو مخاطبة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الذين غصبوا آل محمد حقهم وارتدوا عن دين الله { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه } نزلت في القائم عليه السلام وأصحابه { يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم }.

ــــــــــــــــــــ
أضعها لعلماء الشيعة قاطبة ولعلماء الإمامية خاصة ولعامتهم رافضيهم وهوامشهم لعل وعسى يرجع عن معصية الله التي توجب النار حين شاق الله ورسوله وغيروا أساسيات الدين وذموا رموزه .
والله الهادي
من مواضيع آملة البغدادية

يهمنا القارئ من الجميع يقرأ ويستفيد محب الأسباط شكرا لك على الرد
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2013-09-09, 12:22 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

أقرأ هذا ترا مفيد جداً محب الأسباط

عدالة الصحابة فى كتب الرافضة

عدالة الصحابة من كتب الرافضة
الصحابة عدول من كتب الرافضة

أورد أبو النصر محمد بن مسعود المعروف بالعياشي في تفسيره لقوله تعالى { إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } رواية تنفي النفاق صراحة عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، رواها عن محمد الباقر ( وهو خامس الأئمة الاثني عشر المعصومين ) عند القوم : (( فعن سلام قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فدخل عليه حمران بن أعين فسأله عن أشياء - إلى أن قال محمد الباقر - أما إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله تخاف علينا النفاق، قال:فقال لهم: ولم تخافون ذلك؟ قالوا إنا إذا كنا عندك فذكرتنا روعنا ووجلنا نسينا الدنيا وزهدنا فيها حتى كأنا نعاين الآخرة والجنة والنار ونحن عندك، فإذا خرجنا من عندك ودخلنا هذه البيوت وشممنا الأولاد ورأينا العيال والأهل والأولاد والمال يكاد أن نحوّل عن الحال التي كنا عليها عندك وحتى كأنا لم نكن علـى شـيء أفتخـاف علينـا أن يكون هذا النفاق؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا ! هذا من خطوات الشيطان ليرغبنكم في الدنيا، والله لو أنكم تدومون على الحال التي تكونون عليها وأنتم عندي في الحال التي وصفتم أنفسكم بها لصافحتكم الملائكة ومشيتم على الماء ولولا أنكم تذنبون فتستغفرون الله لخلق خلقاً لكي يذنبوا - وهذا خير دليل على أن الخطأ أو الذنب الذي يقع فيه الصحابي لا يعتبر قدح به - ثم يستغفروا فيغفر لهم إن المؤمن مفتن توّاب أما تسمع لقوله { إن الله يحب التوابين } وقال {استغفروا ربكم ثم توبوا إليه } )) تفسير العياشي سورة البقرة آية (222) المجلد الأول ص (128). مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت، تصحيح: السيد هاشم الهولي المحلاني ط. 1411هـ ـ 1991م.

ويقول الإمام الحسن العسكري ، وهو الإمام الحادي عشر عند القوم ـ في تفسيره مبيناً منزلة الصحابة الكرام عندما سأل موسى عليه السلام الله بضع أسئلة - منها قوله : ((..هل في صحابة الأنبياء أكرم عندك من صحابتي قال الله عز وجل: يا موسى أما علمت أن فضل صحابة محمد على جميع صحابة المرسلين كفضل آل محمد على جميع آل النبييين وكفضل محمد على جميع المرسلين )) تفسير الحسن العسكري ص (11) عند تفسير سورة البقرة. طبع حجري. 1315هـ

ويقول أيضاً : (( وإن رجلاً من خيار أصحاب محمد لو وزن به جميع صحابة المرسلين لرجح بهم )) المصدر السابق البقرة آية (88) ص (157).

ويقول الخوئي عن حفظ القرآن : (( واهتمام الصحابة بذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعده وفاته يورث القطع بكون القرآن محفوظاً عندهم . جمعاً أو متفرقاً , حفظاً في الصدور , أو تدويناً في قراطيس , وقد اهتموا بحفظ أشعار الجاهلة وخطبها , فكيف لا يهتمون بأمر الكتاب العزيز , الذي عرضوا أنفسهم للقتل في دعوته , وإعلان أحكامه , وهاجروا في سبيله أوطانهم , وبذلوا أموالهم , وأعرضوا عن نساءهم وأطفالهم , ووقفوا المواقف التي بيضوا بها وجه التاريخ , وهل يحتمل عاقل مع ذلك كله عدم اعتناءهم بالقرآن ؟ )) البيان في تفسير القرآن ص ( 216 ) .

وهذا رأي علي بن أبي طالب رضي الله عنـه في أصحـاب النبي صلى الله عليه وسلم من أوثق كتب الإمامية ليستيقن طالب الحق ويزداد الذين آمنـوا إيماناً فيصفهم لشيعته المتخـاذلون عن نصرته متأسياً بهم فيقول : (( لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فما أرى أحداً يشبههم منكم لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجّداً وقياماً يراوحون بين جباهِهِم وخـدودهم ويقفون على مثل الجمر من ذكر معـادهم، كأن بين أعينهم رُكب المعزي من طول سجودهم، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبُلَّ جيوبهم، ومـادوا كمـا يميـد الشجـر يوم الريح العاصف، خـوفاً من العقاب ورجـاءً للثواب )) نهج البلاغة للشريف الرضى شرح محمد عبده ص (225).

ويقول في خطبة ثانية : (( أين القوم الذين دعوا إلي الإسلام فقبلوه, وقرؤوا القرآن فأحكموه, وهِيجوا إلي القتـال فولهوا وله اللقاح إلي أولادها, وسَلبوا السيوف أغمادها, وأخذوا بأطراف الأرض زحفاً زحفاً وصفاً صفاً, بعض هلك وبعض نجا, لا يُبشّرون بالأحياء ولا يعزون بالموتى, مُره العيون من البكاء, خُمص البطون من الصيام, ذُبل الشفاه من الدعاء, صُفر الألوان من السَّهر, على وجوههم غبرة الخاشعين, أولئك إخواني الذاهبون, فحُق لنا أن نظمأ إليهم ونعصّ الأيادي على فراقهم )) نهج البلاغة ص ( 177, 178 ) .

وكتاب نهج البلاغة هو من أصح كتب القوم , حتى قال عنه أحد أكبر علماء الشيعة المعاصرين ، الهادي كاشف الغطاء في كتابه مستدرك نهج البلاغة : (( بأن كتاب نهج البلاغة أو ما اختاره العلامة أبو الحسن محمد الرضا . من كلام مولانا أمير المؤمنين ....من أعظم الكتب الإسلامية شأنا - إلى أن قال - نور لمن استضاء به ، ونجاة لمن تمسك به ، وبرهان لمن اعتمده ، ولب لمن تدبره )) مقدمة / مستدرك نهج البلاغة ص5 . وقال أيضاً (( إن اعتقادنا في كتاب نهج البلاغة أن جميع ما فيه من الخطب والكتب والوصايا والحكم والآداب حاله كحال ما يروى عن النبي ص وعن أهل بيته في جوامع الأخبار الصحيحة والكتب المعتبرة )) الهادي كاشف الغطاء / مستدرك نهج البلاغة ص 191. وقال عن نهج البلاغة شرح محمد عبده ( أحد شيوخ الأزهر بمصر ) : (( ومن أفاضل شراحه العلامة الشيخ محمد عبده فقد شرحه بكلمات وجيزة .. )) المصدر السابق ص192 .

ويمدح المهاجرين من الصحابة في جواب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه فيقول : (( فاز أهل السبق بسبقهم وذهب المهاجرون الأولون بفضلهم )) نهج البلاغة ص ( 557 ) .

وأيضا قال فيهم : (( وفي المهاجرين خير كثير تعرفه جزاهم الله خير الجزاء )) نهج البلاغة ص ( 377 ).

وأورد أيضاً إمـام القوم إبراهيم الثقفي في كتابه ( الغارات ) ـ من أهم كتب الشيعة الاثني عشرية ـ قول علي عندما سأله أصحابه : ((...يا أمير المؤمنين حدثنا عن أصحابك، قال: عن أي أصحابي؟ قالوا: عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال: كل أصحاب محمد أصحابي )) الغارات للثقفي جـ1 ص (177) تحت ( كلام من كلام علي عليه السلام ). تحقيق: السيد جلال الدين .

ثم يصف قتاله مع الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : (( ولقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا، ما يزدنا ذلك إلا إيماناً وتسليماً ومضينا على اللَّقَم، وصبراً على مضض الألم وجِدّاً في جهاد العدِّو، ولقد كان الرجل منا والآخر من عدونا يتصاولان تصاول الفحلين يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس المنون فمرة لنا من عدونا، ومرة لعدونا منا فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت وأنزل علينا النصر، حتى استقر الإسلام ملقيا جرانه ومتبوِّئاً أوطانه ولعمري لو كنا نأتي ما أتيتم – يقصد أصحابه - ، ما قام للدين عمود ولا اخضرَّ للإيمان عود وأيم الله لتحتلبنها دماً ولتتبعنها ندماً )) نهج البلاغة ص (129 ـ 130).

وروى إمـامهم ـ الصدوق ـ ابن بابويه القمي في كتابه ( الخصال ) عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (( كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إثنى عشرة ألفاً، ثمانية آلاف من المدينة، وألفـان من مكة وألفان من الطلقاء، ولم ير فيهم قدري ولا مرجئ ولا حروري ( خوارج ) ولا معتزلي ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار، ويقول: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير )) كتاب الخصال للقمي ص (640) ط. طهران.

وجاء على لسان ( الإمام الحادي عشر المعصوم ) الحسن العسكري في تفسير قوله في حق من يبغض الصحابة : ((.. إن رجلاً ممن يبغض آل محمد وأصحابه الخيرين وواحداً منهم لعذبه الله عذاباً لو قسم على مثل عدد خلق الله تعالى لأهلكهم أجمعين )) تفسير الحسن العسكري ص(157) عند قوله تعالى { وقالوا قلوبنا غلف...} الآية (88 البقرة).

ويذكر الإمام زين العابدين أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام ويدعو لهم في صلاته بالرحمة والمغفرة لنصرتهم سيد الخلق في نشر دعوة التوحيد وتبليغ رسالة الله إلى خلقه فيقول : (( ..... فذكرهم منك بمغفرة ورضوان اللهم وأصحاب محمد خاصة، الذين أحسنوا الصحبة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالته، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته وانتصروا به، ومن كانوا منطوين على محبته يرجون تجارةً لن تبور في مودته، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته، فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك وأرضهم من رضوانك وبما حاشوا الخلق عليك وكانوا مع رسولك دعاةً لك وإليك، واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه ومن كثَّرت في اعتزاز دينك من مظلومهم اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان خير جزائك، الذين قصدوا سمتهم، وتحرَّوا جهتهم، ومضوا على شاكلتهم لم يثنهم ريبٌ في بصيرتهم، ولم يختلجهم شك في قفوِ آثارهم والإئتمام بهداية منارهم مُكانفين ومُؤازرين لهم يدينون بدينهم، ويهتدون بهديهم، يَتَّفقون عليهم، ولا يتهمونهم فيما أدوا إليهم اللهم وصلِّ على التابعين من يومنا هذا إلى يوم الدين وعلـى أزواجهـم وعلى ذُرِّياتهم وعلـى من أطاعك منهم صـلاةً تعصمهم بهـا من معصيتك وتفسح لهـم فـي رياض جنَّتك وتمنعهم بهـا من كيد الشيطان ... )) الصحيفة الكاملة السجادية للإمام زين العابدين ص (27ـ 28) ط. إيران ـ قم مؤسسة أنصاريان.

ويروي ثقتهم ( الكليني ) وهو من كبار أئمتهم في كتابه ( الأصول من الكافي ) ـ وهو أحد الكتب الأربعة التي تعتبر مرجـع الإمامية في أصول مذهبهم وفروعه ـ : (( عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما بالي أسألك عن المسألة فتجيبني فيها بالجواب ثم يجيئك غيري فتجيبه فيها بجواب آخر؟ فقال: إنا نجيب الناس على الزيادة والنقصان، قال: قلتُ: فأخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقوا على محمد أم كذبوا؟ قال: بل صدقوا، قال: قلت فما بالهم اختلفوا؟ فقال: أما تعلم أن الرجل كان يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسأله عن المسألة فيجيبه فيها بالجواب ثم يجيبه بعد ذلك ما ينسخ ذلك الجواب فنسخت الأحاديث بعضها بعضاً )) الأصول من الكافي للكليني جـ1 ص (52) كتاب فضل العلم. صححه: الشيخ نجم الدين الاملي، تقديم: علي أكبر الغفاري، المكتبة الإسلامية ـ طهران.

ويقول الإمام الرابع عند الاثني عشرية وهو عليّ بن حسين يجيب كما روى علامتهم عليّ بن أبي الفتح الأربلي في كتابه ( كشف الغمّة في معرفة الأئمة ) عن علي بن الحسن أنه : (( قدم عليه نفر من أهل العـراق فقالـوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما فرغوا من كلامهم، قال لهم: ألا تخبروني أنتم { المهاجرون الأولون الذين أخرجوا من ديارهم وأمـوالهم يبتغون فضلاً من اللـه ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون }؟ قالوا: لا، قال: فأنتم { الذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة }؟ قالوا: لا، قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم { والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا } أخرجوا عني فعل الله بكم )) كشف الغمة جـ2 ص (291) تحت عنوان ( فضائل الإمام زين العابدين ). دار الأضواء ـ بيروت ـ ط. 1405هـ ـ 1985م.

وقال الإمام علي رضي الله عنه في مدح الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما (( وكان أفضلهم في الإسلام كما زعمت وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة الصديق والخليفة الفاروق ولعمري أن مكانهما في الإسلام لعظيم وإن المصاب بهما لجرح في الإسلام شديد رحمهما الله وجزاهما بأحسن ما عملاً )) شرح نهج البلاغة للميثم (( 1 / 31 )).

يتضح من هذا أن عليا رضي الله عنه لقب أبا بكر بالخليفة الصديق وأظهر في قوله بأفضلية الصديق والفاروق وتضحياتهما للإسلام وشهد بقوله : (( ولعمري إن مكانهما في الإسلام لعظيم )) والذي يدل على مكانهما في الإسلام كما اعترف علي رضي الله عنه بنفسه كما دعا لهما بدعاء الرحمة وأبان عن ما في قلبه من الحب والشفقة عليهما.

ويقول أمامهم محمد آل كاشف الغطاء في كتـابه ( أصـل الشيعـة وأصولها ): (( وحين رأى ( أي عليّ بن أبي طالب ) ـ أن الخليفتين ـ أعني الخليفــة الأول والثاني ( أي أبو بكر وعمر! ) بذلا أقصى الجهد في نشر كلمة التوحيد وتجهيز الجنود وتوسيع الفتوح ولم يستأثرا ولم يستبدا بايع وسالم )) أصل الشيعة وأصولها ص (124). تحقيق: محمد جعفر شمس الدين، دار الأضواء ـ بيروت، ط. 1413هـ ـ 1993م.

وفي علي بن أبي طالب في إحدى رسائله إلى معاوية التي يحتج بها على أحقيته بالخلافة والبيعة بقوله : (( إنه بايَعني القومُ الذين بايعوا أبا بكر، وعمر، وعثمان، على ما بايعوهم عليه، فلم يكن لشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد، وإنَّما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإنِ اجتمعوا على رجُلٍ، وسموه إماماً، كانَ ذلك لله رِضي، فإن خرج من أمرِهِم خارج بطعن، أو بدعة، ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبَى قاتلوهُ على اتباعهِ غير سبيل المؤمنين، وولَاه الله ما تولَّى )) نهج البلاغة ص (530).

ويقول جعفر الصادق لإمرأة سألته عن أبي بكر وعمر : أأتولهما!! فقال : توليهما. فقالت : فأقول لربي إذا لقيته إنك أمرتني بولايتهما؟؟ فقالها : نعم . روضة الكافي جـ8 ص ( 101 ) .

وقد صرح كبير مفسري الشيعة علي بن إبراهيم القمي حيث ذكر قول الله عز وجل: ( يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ) فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة رضي الله عنها يوما أنا أفضى إليك سرا فقالت نعم ما هو فقال أن أبا بكر يلي الخلافة بعدي ثم من بعده أبوك ( عمر رضي الله عن ه) فقلت من أخبرك بهذا قال الله أخبرني . تفسير القمي جـ2 ص ( 376 ) سورة التحريم.

ويقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يذكر بيعته لأبي بكر : ((….. فمشيت عنـد ذلك إلى أبـي بكر فبـايعته ونهضت في تلك الأحداث حتى زاغ الباطل وزهق وكانت ( كلمة الله هي العليا ولو كره الكافرون ) فتولى أبو بكر تلك الأمور فيسر وسدد وقارب واقتصد فصحبته مناصحاً وأطعته فيما أطاع الله فيه جاهداً )) الغارات للثقفي جـ2 ص (305،307).

وكان علي رضي الله عنه ـ كما ذكر ـ مطيعا لأبي بكر ممتثلاً لأوامره فقد حدث أن وفداً من الكفار جاءوا إلى المدينة المنورة ، ورأوا بالمسلمين ضعفاً وقلة لذهابهم إلى الجهات المختلفة للجهاد واستئصال شأفة المرتدين والبغاة ، فأحس منهم الصديق خطراً على عاصمة الإسلام والمسلمين : (( فأمر الصديق بحراسة المدينة وجعل الحرس على أنقابها يبيتون بالجيوش ، وأمر عليا والزبير وطلحة وعبد الله بن مسعود أن يرأسوا هؤلاء الحرائر ، وبقوا كذلك حتى أمنوا منهم )) شرح نهج البلاغة / ج 4 ص 228 ط تبريز وأورد أبـي الحسن الأربلي الاثني عشري في كتابه ( كشف الغمة ) عن : (( عروة بن عبد الله قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن حلية السيوف، فقال: لا بأس به، قد حلّى أبو بكر الصديق رضي الله عنه سيفه، قلت: فتقول: الصديق؟ قال: فوثب وثبة واستقبل القبلة وقال: نعم الصديق، نعم الصديق، نعم الصديق فمن لم يقل له الصديق فلا صدّق الله له قولاً في الدنيا ولا في الآخرة )) كشف الغمة للأربلي جـ2 ص (360). دار الأضواء ـ بيروت ـ ط. 1405هـ ـ 1985م.

وهذا علي بن أبي طالب يمدح عمر بن الخطاب ويشهد بعدالته واستقـامته وذلك من كتاب الإمامية الحجة ( نهج البلاغة ) الذي جمعـه إمامهم (الشريف الرَّضى ) حيث يقول في جزء من خطبته : (( ووليهم والٍ فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه )) نهج البلاغة ص (794). ويقول ابن أبي الحديد الشيعي شارح نهج البلاغة : ((...هذا الوالي هو عمر بن الخطاب )) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد جـ4 ص (519) ط دار الفكر.

ويقول وصي القوم علي بن أبي طالب رضي الله عنه واصفاً زمن حكم عمر بقوله : (( لله بلاء فلان – في هامش كتاب النهج ( هو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب )!! – فقد قوّم الأوَد وداوى العمَد، خلّف الفتنة وأقام السنّة، ذهب نقيَّ الثوب قليل العيب أصاب خيرها وسبق شرّها، أدّى إلى اللـه طاعته، واتقـاه بحقّه، رحل وتركهم في طرقٍ متشـعّبـة، لا يهتـدي فيهـا الضـاّل ولا يسـتيقن المهتـدي )) نهج البلاغة جـ2 ص (509) ط. مكتبة الألفين.

وقد احتار الإمامية الإثنا عشرية بمثل هذا النص ، لأنه في نهج البلاغة وما في النهج عندهم قطعي الثبوت ، وصور شيخهم ميثم البحراني ذلك بقوله : (( واعلم أن الشيعة قد أوردوا هنا سؤالا فقالوا : إن هذه الممادح التي ذكرها . في حق أحد الرجلين تنافي ما أجمعنا عليه من تخطئتهما وأخذهما لمنصب الخلافة ، فإما أن لا يكون هذا الكلام من كلامه رضي الله عنه ، وإما أن يكون إجماعنا خطأ )) . ثم حملوا هذا الكلام على التقية وأنه إنما قال هذا المدح - من أجل ( استصلاح من يعتقد صحة خلافة الشيخين . واستجلاب قلوبهم بمثل هذا الكلام ) ميثم البحراني/ شرح نهج البلاغة : 4/98 . أي : إن عليا رضي الله عنه - في زعمهم - أظهر لهم خلاف ما يبطن ! ونحن نقول أن قول علي رضي الله عنه هو الحق والصدق ، وهو الذي لا يخاف في الله لومة لائم .

وقـال عنـه أيضـاً : (( ووليـهـم والٍ فـأقــام واسـتقام حتـى ضـرب الديـن بجـرّانـه )) نهج البلاغة جـ4 ص (794).

وفي كتـاب ( الغـارات ) لإمـام القـوم إبراهيـم الثقفي يذكر أن علياً وصف ولاية عمر بقوله : (( ... وتولى عمر الأمر وكان مرضيّ السيرة، ميمون النقيبة )) الغارات للثقفي جـ1 ص (307) (رسالة علي (ع) إلى أصحابه).

وعندما شاوره عمر في الخروج إلى غزو الروم قال له : (( إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك، فتَلْقَهُم بشخصك فتُنكب، لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم، ليس بعدك مرجع يرجعون إليه، فابعث إليهم رجـلاً محْرَباً، واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن أظهرك الله فذاك ما تحب، وإن تكن الأُخرى كنت ردءاً للناس ومثابة للمسلمين )) نهج البلاغة ص (296 ـ 297).

وورد في النهج أيضاً أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه لما استشار عليا رضي الله عنه عند انطلاقه لقتال فارس وقد جمعوا للقتال ، أجابه : (( إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا قلة ، وهو دين الله تعالى الذي أظهره ، وجنده الذي أعده وأمده ، حتى بلغ ما بلغ وطلع حيثما طلع ، ونحن على موعد من الله تعالى حيث قال عز اسمه { وعد الله الذين آمنوا } وتلي الآية ، والله تعالى منجز وعده وناصر جنده ، ومكان القيم بالأمر في الإسلام مكان النظام من الخرز فإن انقطع النظام تفرق الخرز ، ورب متفرق لم يجتمع ، والعرب اليوم وإن كانوا قليلاً فهم كثيرون بالإسلام عزيزون بالإجتماع ، فكن قطباً ، واستدر الرحى بالعرب وأصلهم دونك نار الحرب ، فإنك إن شخصت من هذه الأرض انقضت عليك من أطرافها وأقطارها ، حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهم إليك مما بين يديك . إن الأعاجم إن ينظروا إليك غداً يقولوا : هذا أصل العرب فإذا قطعتموه استرحتم ، فيكون ذلك أشد لكَلَبِهم عليك وطمعهم فيك . فأما ما ذكرت من مسير القوم إلى قتال المسلمين فإن الله سبحانه وتعالى هو أكره لمسيرهم منك ، وهو أقدر على تغيير ما يكره . وأما ما ذكرت من عددهم فإنا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة ، وإنما كنا نقاتل بالنصر والمعونة )) نهج البلاغة ص257 ، 258 شرح محمد عبده / دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع / بيروت . فتدبر منصفاً لهذا الثناء والحب والخوف على عمر من علي رضي الله عنه فأين ذلك كله ممن يكفر عمر رضي الله عنه ويسبه .

ويروي أبو الفتح الأربلي ـ من علماء الإمامية ـ يورد في كتابه ( كشف الغمة ) قصة زواج على بن أبي طالب من فاطمة رضي الله عنهما مثبتاً مساعدة عثمان لعلي في زواجه من فاطمة : (( ... قال علي فأقبل رسول الله (ص) فقال: يا أبا الحسن انطلق الآن فبع درعك وأت بثمنه حتى أهيء لك ولابنتي فاطمة ما يصلحكما، قال علي: فانطلقت وبعته باربعمائة درهم سود هجرية من عثمان بن عفان رضي الله عنه، فلما قبضت الدراهم منه وقبض الدرع مني قال: يا أبا الحسن ألست أولى بالدرع منك وأنت أولى بالدراهم مني؟ فقلت: بلى، قال: فإن الدرع هدية مني إليك، فأخـذت الدرع والدراهم وأقبلت إلى رسول الله ( ص )، فطرحت الدرع والدراهـم بيـن يديـه وأخبرته بما كـان من أمـر عثمان فدعـا له بخير ...)) كشف الغمة للأربلي جـ1 ص (368 ـ 369) تحت ( في تزويجه فاطمة عليها السلام ).

وقد ذكر الكليني في كتابـه ( الروضة من الكافي ) ـ الذي يمثل أصول وفروع مذهب الاثني عشرية ـ عن محمـد بن يحيى قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : (( اختلاف بني العباس من المحتوم والنداء من المحتوم وخروج القائم من المحتوم، قلت: وكيف النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن علياً وشيعته هم الفائزون، وقال: وينادي مناد في آخر النهار: ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون )) روضة الكافي ص (177) جـ8.

وجاء في نهج البـلاغة على لسـان علي بخصوص عثـمان رضي الله عنهما : (( والله ما أدري ما أقول لك ؟ ما أعرف شيئا تجهله ، ولا أدلك على أمر لا تعرفه ، إنك لتعلم ما نعلم ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه ولا خلونا بشيء فنبلغكه ، وقد رأيت كما رأينا وسمعت كما سمعنا وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صحبنا وما ابن قحافة ولا ابن الخطاب بأولى لعمل الحق منك وأنت أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشيجة رحم منهما وقد نلت من صهره ما لم ينالا )) نهج البلاغة ص 291 شرح محمد عبده/دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع / بيروت ، وشرح أبي الحديد ج9 ص261.

فانظر هذا المدح والثناء على عثمان من علي رضي الله عنهما وانظر إلى قوله : (( وما ابن قحافة ولا ابن الخطاب ، بأولى لعمل الحق منك )) فهذه شهادة علي بأن أبا بكر وعمر كانا على الحق وعملا به وليسا بأولى من عثمان في ذلك فهو لعمل الحق أهل ، فأين هذا من سب من يدعون حب علي ؟ وهل اتبعوا الإمام أم خالفوه ؟! .

وجاء أيضا في أحد شروحهم لنهج البلاغة : (( ولما حوصر عثمان رضي الله عنه في بيته أمر علي رضي الله عنه الحسن والحسين رضي الله عنهما بحرسه والدفاع عنه )) شرح نهج البلاغة للبحراني جـ 4 ص354 .

وعن معاوية رضي الله عنه يذكر الشريف الرضي في كتابكم ( نهج البلاغة ) عن علي أنه قال : (( وكان بدء أمرنا أن إلتقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحـد ونبينا واحـد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا، الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء )) نهج البلاغة جـ3 ص (648).

واستفاضت الآثار أنه كان يقول عن قتلى معاوية : إنهم جميعا مسلمون ليسوا كفارا ولا منافقين. وهذا ثبت بنقل الشيعة نفسها ، فقد جاء في كتبهم المعتمدة عندهم : (( عن جعفر عن أبيه أن عليا – عليه السلام – لم يكن ينسب أحدا من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق ، ولكنه يقول : هم بغوا علينا )) قرب الإسناد ص 62 ، وسائل الشيعة11/62 .

وعن ابن محبوب عن أبي جعفر عليه السلام قال : (( قال رسول الله صلى الله عليه وآله ومعاوية يكتب بين يديه وأهوى بيده إلى خاصرته بالسيف : من أدرك هذا يوما أميرا فليبقرن خاصرته بالسيف ، فرآه رجل ممن سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله يوما وهو يخطب بالشام على الناس فاخترط سيفه ثم مشى إليه فحال الناس بينه وبينه ، فقالوا : يا عبد الله مالك ؟ فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : من أدرك هذا يوما أميرا فليبقر خاصرته بالسيف ، قال : فقالوا : أتدري من استعمله ؟ قال : لا ، قالوا : أمير المؤمنين عمر ، فقال الرجل : سمعا وطاعة لأمير المؤمنين .)) بحار الأنوار جـ 85 ص ( 36 ) . والعجيب هو تعليق صاحب الكتاب حيث قال ( قال الصدوق رضوان الله عليه : إن الناس شبه عليهم أمر معاوية بأن يقولوا : كان كاتب الوحي ، وليس ذاك بموجب له فضيلة ، وذلك أنه قرن في ذلك إلى عبد الله ابن سعد بن أبي سرح فكانا يكتبان له الوحي ) !!

أما خالد بن الوليد رضي الله عنه فحتى علماء ال***** يعترفون ببطولة وشجاعة هذا القائد الأشم ولا يستطيعون إنكارها فيقول علامتهم عباس القمي في كتابه ـ الكنى والألقاب ـ : (( هو الفتاك البطل الذي له الوقائع العظيمة، وكان يقول على مـا حكـي عنه لقد شاهدت كذا وكذا وقعة ولم يكن في جسدي موضع شـبر إلا وفيه أثر طعـنة أو ضربة وهـا أنا ذا أموت على فراشي لا نامت عين الجبان )) الكنى والألقاب للعباس القمي ص (38 ، 39). مطبعة العرفان ـ صيدا ـ بيروت، ط. 1358هـ، وط. مكتبة الصدر ـ طهران.

وأما عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه فيقول الإمام الرابع زين العابدين علي بن الحسين كما أورد شيخهم أبو الحسن الأربلي ـ من كبار الأئمة الاثني عشر ـ في كتابه ( كشف الغمة ) عن سعيد بن مرجانة أنه قال : (( كنت يوماً عند علي بن الحسين فقلت: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله تعالى بكل إرب منها إرباً منه من النار، حتى أنه ليعتق باليد اليد، والرجلِ الرجل وبالفرج الفرج، فقال علي عليه السلام: أنت سمعت هذا من أبي هريرة؟ فقال سعيد: نعم، فقال لغلام له: أفره غلمانه ـ وكان عبد الله بن جعفر قد أعطاه بهذا الغلام ألف دينار فلم يبعه ـ أنت حر لوجه الله )) كشف الغمة جـ2 فضائل الإمام زين العابدين ص (290). فهل رأيت أخي القارئ مدى صدق وأمانة أبي هريرة في نظر الإمام علي بن الحسين بحيث بادر إلى تنفيذ ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم دون أي تردد!

ولذلك ليس بالمستغرب أن يوثّقه أحد كبار علماء الإمامية في الرجـال، ويضعه من جـملة الرجـال الممدوحين فيقول ابن داود الحلي : (( عبد الله أبو هريرة معروف، من أصحاب رسول اللـه صلى الله عليه وسلم )) رجال ابن داود الحلي ص (198).

وهـذا أيضـاً إبن بابويه القمي يستشهد به في كتابه ( الخصال ) في أكثر من موضع . الخصال للقمي ص (31،38،164،174،176) وغيرها.

ولا يتعرض له محقق الكتاب علي أكبر غفاري بالقدح مع تعليقه على الكثير من الرجال في الكتاب، إضافة إلى أن الذي يروي عن أبي هريرة الكثير من الأحاديث هو زوج ابنته سعيد بـن المسيب، أشهـر تلاميـذه، والـذي روى عـن أبـي هريـرة حديث تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لـه حـفـظ الأحـاديث، يقـول عنـه الكشـي ـ مـن كبار أئمتهم في الرجال ـ : ((... سعيد بن المسيب رباه أمير المؤمنين عليه السلام )) رجال الكشي برقم (54) ص (107). تقديم: أحمد الحسيني ـ منشورات مؤسسة الأعلمي ـ كربلاء العراق .

وروى أن أبا جعفر قال : (( سمعت علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول: سعيد بن المسيب أعلم الناس بما تقدمه من الآثار وأفهمهم في زمانه )) المصدر السابق ص (110).

أما ابن عمر وللتدليل على فضله ومكانته وتقواه فقد ذكره محدث الإمامية عباسي القمي في كتابه الكنى والألقاب معرّفاً به فقال : (( عبد الله ابن عمر صحابي معروف قال ابن عبد البر في الاستيعاب كان (رض ) ـ أي رضي الله عنه! ـ من أهل الورع والعلم وكان كثير الاتباع لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد التحري والاحتياط والتوقي في فتواه وكل ما يأخذ به نفسه، وكان بعد موته مولعاً بالحج وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجه حفصة بنت عمر إن اخاك عبد الله رجل صالح لو كان يقوم من الليل فما ترك ابن عمر قيام الليل...)) الكنى والألقاب للقمي جـ1 ص (363) ط. مكتبة الصدر ـ طهران.
ومن كتب الشيعة

روي عن الرسول صلى الله عليه وآله أنه قال ان ابابكر مني بمنزلة السمع وان عمر بمني بمنزلة البصر .عيون أخبار الرضا لابن بابويه القمي ج1 -ايضا معاني الاخبار للقمي -ايضا تفسير الحسن العسكري

عن جعفر بن محمد عن ابيه ان رجلا من قريش جاء الي امير المؤمنين عليه السلام فقال سمعتك تقول في الخطبة آنفا اللهم اصلحنا بما اصلحت به الخلفاء الراشدين فمن هما قال حبيباي وعماك ابوبكر وعمر اماما الهدى وشيخا الاسلام ورجلا قريش والمقتدي بهما بعد رسول الله صلى الله عليه وآله من اقتدى بهما عصم ومن اتبع آثارهما هدى الي صراط مستقيم .تلخيص الشافي للطوسي ج2


الروضة من الكافي في حديث أبي بصير مع المرأة التى جاءت الى أبي عبدالله تسأل عن ( أبي بكر و عمر ) فقال لها : تولّيهُما .

فقالت : فأقول لربي اذا لقُيتُه انك أمرتني بولايتهما ؟ قال نعم .

روى المجلسي نقلا عن المفيد في المجالس عن عوف بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم : يا ليتني قد لقيت اخواني، فقال أبو بكر وعمر : أولسنا اخوانك آمنا بك وهاجرنا معاك؟ قال: قد آمنتم بي وهاجرتم، ويا ليتني قد لقيت اخواني، فأعادا القول، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أنتم أصحابي ولكن اخواني الذين يأتون من بعدكم يؤمنون بي ويحبوني وينصروني ويصدقوني وما رأوني، فيا ليتني قد لقيت اخواني.

بحار الأنوار 52/132

وايضا علي يمدح ابي بكر وعمر
لقد شهد علي رضي الله عنه: "إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر" ["كتاب الشافي" ج2 ص428].

وايضا:
إنهما إماما الهدى، وشيخا الإسلام، والمقتدى بهما بعد رسول الله، ومن اقتدى بهما عصم" ["تلخيص الشافي" للطوسي ج2 ص428].


وايضا:
: إن أبا بكر مني بمنزلة السمع، وإن عمر مني بمنزلة البصر" ["عيون أخبار الرضا" لابن بابويه القمي ج1 ص313، أيضاً "معاني الأخبار" للقمي ص110، أيضاً "تفسير الحسن العسكري"].

والجدير بالذكر أن هذه الرواية رواها عليّ عن الرسول الكريم عليه الصلاه والسلام ,وقد رواها عن علي ابنه الحسن رضي الله عنهما

وهذه وصية من علي بن أبي طالب رضي الله عنه .. ينهى فيها عن سب الصحابة ....

فأين من يدعون حب علي عن تطبيق وصيته

ويروي المجلسي عن الطوسي رواية موثوقة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال لأصحابه: ( أوصيكم في أصحاب رسول الله ، لا تسبوهم، فإنهم أصحاب نبيكم، وهم أصحابه الذين لم يبتدعوا في الدين شيئاً، ولم يوقروا صاحب بدعة، نعم! أوصاني رسول الله في هؤلاء) . ["حياة القلوب للمجلسي" ج2 ص621].
ويقول الإمام الرابع عند الاثني عشرية وهو عليّ بن حسين يجيب كما روى علامتهم عليّ بن أبي الفتح الأربلي في كتابه ( كشف الغمّة في معرفة الأئمة ) عن علي بن الحسن أنه : (( قدم عليه نفر من أهل العـراق فقالـوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما فرغوا من كلامهم، قال لهم: ألا تخبروني أنتم { المهاجرون الأولون الذين أخرجوا من ديارهم وأمـوالهم يبتغون فضلاً من اللـه ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون }؟ قالوا: لا، قال: فأنتم { الذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة }؟ قالوا: لا، قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم { والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا } أخرجوا عني فعل الله بكم )) كشف الغمة جـ2 ص (291) تحت عنوان ( فضائل الإمام زين العابدين ). دار الأضواء ـ بيروت ـ ط. 1405هـ ـ 1985م.

ويقول أمامهم محمد آل كاشف الغطاء في كتـابه ( أصـل الشيعـة وأصولها ): (( وحين رأى ( أي عليّ بن أبي طالب ) ـ أن الخليفتين ـ أعني الخليفــة الأول والثاني ( أي أبو بكر وعمر! ) بذلا أقصى الجهد في نشر كلمة التوحيد وتجهيز الجنود وتوسيع الفتوح ولم يستأثرا ولم يستبدا بايع وسالم )) أصل الشيعة وأصولها ص (124). تحقيق: محمد جعفر شمس الدين، دار الأضواء ـ بيروت، ط. 1413هـ ـ 1993م.
وقد صرح كبير مفسري الشيعة علي بن إبراهيم القمي حيث ذكر قول الله عز وجل: ( يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ) فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة رضي الله عنها يوما أنا أفضى إليك سرا فقالت نعم ما هو فقال أن أبا بكر يلي الخلافة بعدي ثم من بعده أبوك ( عمر رضي الله عن ه) فقلت من أخبرك بهذا قال الله أخبرني . تفسير القمي جـ2 ص ( 376 ) سورة التحريم.

وكان علي رضي الله عنه ـ كما ذكر ـ مطيعا لأبي بكر ممتثلاً لأوامره فقد حدث أن وفداً من الكفار جاءوا إلى المدينة المنورة ، ورأوا بالمسلمين ضعفاً وقلة لذهابهم إلى الجهات المختلفة للجهاد واستئصال شأفة المرتدين والبغاة ، فأحس منهم الصديق خطراً على عاصمة الإسلام والمسلمين : (( فأمر الصديق بحراسة المدينة وجعل الحرس على أنقابها يبيتون بالجيوش ، وأمر عليا والزبير وطلحة وعبد الله بن مسعود أن يرأسوا هؤلاء الحرائر ، وبقوا كذلك حتى أمنوا منهم )) شرح نهج البلاغة / ج 4 ص 228 ط تبريز وأورد أبـي الحسن الأربلي الاثني عشري في كتابه ( كشف الغمة ) عن : (( عروة بن عبد الله قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن حلية السيوف، فقال: لا بأس به، قد حلّى أبو بكر الصديق رضي الله عنه سيفه، قلت: فتقول: الصديق؟ قال: فوثب وثبة واستقبل القبلة وقال: نعم الصديق، نعم الصديق، نعم الصديق فمن لم يقل له الصديق فلا صدّق الله له قولاً في الدنيا ولا في الآخرة )) كشف الغمة للأربلي جـ2 ص (360). دار الأضواء ـ بيروت ـ ط. 1405هـ ـ 1985م.



الموضوع الاصلي: عدالة الصحابة فى كتب الرافضة -

منقول
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2013-09-09, 12:35 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

هذه
آيات القرآن في فضل الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين .

إسلام ويب

سجل القرآن الكريم العديد من الآيات التي تبين فضل صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم – وما قاموا به نصرة لدين الله تعالى، ابتداء من هجر دين آبائهم وما جر ذلك عليهم من عداوة..


سجل القرآن الكريم العديد من الآيات التي تبين فضل صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم – وما قاموا به نصرة لدين الله تعالى، ابتداء من هجر دين آبائهم وما جر ذلك عليهم من عداوة الأقربين، ومن تركهم وهجرتهم لأهلهم وبلادهم وأموالهم وأولادهم ابتغاء رضوان الله تعالى، ومن وقوفهم مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في قتال المشركين، ومن صبرهم على شظف العيش ومرارة الحياة، ومن إنفاقهم في سبيل الله على قلة ذات أيديهم، كل ذلك سجله القرآن الكريم، ليسجل للأجيال أعظم صورة لجيل الصحابة الكرام في بذلهم وعطائهم وصدقهم وإخلاصهم، فمن الآيات التي وردت في فضل الصحابة وذكر مواقفهم، ما ورد في سورة الأنفال (64): { يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين }، أي: أن الله كافيك وكافي المؤمنين معك شر أعدائهم ومكرهم، وهذه تزكية للصحابة الكرام بأن الله كافيهم وناصرهم على عدوهم. ومنها ما في سورة الأنفال أيضاً (62) { هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين }، حيث امتن الله على نبيه بنصرته إياه، وبنصر المؤمنين وهم الصحابة له، وهذه منزلة عظيمة أنزلهم الله إياها إذ جعلهم أنصاره وأنصار نبيه - صلى الله عليه وسلم -.

وفي سورة الأنفال (63) قال تعالى: { وألّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم }، وهذه فضيلة عظيمة للصحابة من الأنصار والمهاجرين بأن الله حبب بعضهم لبعض، وجمع قلوبهم على الحق والهدى فأصبحوا من أتباعه وأنصاره .

وفي التوبة (20) يقول الله تعالى: { الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون }، وهذا بيان لفضل الصحابة الكرام من المهاجرين، الذين تركوا ديارهم وأموالهم طاعة لله، وابتغاء مرضاته، بأن لهم الدرجات العلى في الآخرة، والمنازل الرفيعة، وأنهم هم الفائزون حقاً .

وفي الأنفال (74) قال سبحانه: { والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا وأولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزقٌ كريمٌ }، وفي هذه الآية جمع الله الفضل لفريقي الصحابة، وهم المهاجرون والأنصار، من هاجر، ومن آوى، فشهد لهم بحقيقة الإيمان، ووعدهم بالمغفرة والرزق الواسع.

وفي الأنفال: (75) قال تعالى: { والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم }، وهنا تزكية أخرى لمن تخلف عن الهجرة والجهاد، ثم لحق بالصحابة بأنهم منهم في وجوب الولاية والنصرة .

وفي التوبة (88) قال تعالى: { لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم }، وهذه تزكية عظيمة للصحابة الكرام حيث جمعهم الله مع نبيه - صلى الله عليه وسلم - في الإيمان والجهاد والثواب في الآخرة والجزاء بالخلود في الجنات .

وفي التوبة (100) قال تعالى: { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم }، وهذا تفضيل للسابقين من المهاجرين والأنصار في الأجر والثواب، وأن سبقهم لا يقصي من جاء بعدهم، بل هم معهم أيضاً في الرضوان والجنان مع الخلود التام .

وفي الأحزاب (23) قال سبحانه: { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه }، فوصفهم بالصدق، وهذا يشمل الصدق في الإيمان والصدق في مواقف التضحية، وهي شهادة عظيمة للصحابة الكرام بصدق القول والعمل .

وفي الفتح (18) قال تعالى: { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً } وهذا إعلان رضا من الله سبحانه عن الصحابة الكرام ممن بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - بيعة الرضوان، بأنه سبحانه علم صدق قلوبهم، وثباتها على الإيمان فأثابهم على صبرهم، ووعدهم فتح مكة في القريب العاجل .

وفي سورة الفتح أيضاً (29) قال تعالى: { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود } إلى آخر السورة وهذه فضيلة أخرى سجلها القرآن للصحابة الكرام حيث جمعهم مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في وصفه لهم بأنهم أشداء على الكفار، رحماء بينهم، مواظبين على أداء الصلاة ابتغاء مرضاة الله تعالى، وأن علامة صلاتهم ظاهرة في وجوههم نوراً وبهاءاً.

وفي سورة الحشر (8) يقول سبحانه: { للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون }، وهذه فضيلة للمهاجرين خاصة بأنهم ما تركوا ديارهم وأموالهم إلا نصرة لله ورسوله، وأنهم صادقون فيما أقدموا عليه وأن الله يثيبهم وينصرهم.

وفي الحشر أيضاً (9) قال تعالى: { والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } وهو وصف عظيم للأنصار ممن آوى الصحابة المهاجرين حباً وكرامة، بأنهم أهل الإيمان، وأهل الفضيلة والإيثار، وأن جزاءهم هو الفلاح في الدنيا بالعيش الكريم، وفي الآخرة النجاة من النار ودخول الجنة والخلود في نعيمها .

وفي سورة التحريم (8) قال تعالى: { يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير } وهذا وعد من الله تعالى للنبي - صلى الله عليه وسلم - ومن آمن معه - وهم الصحابة - بالكرامة في الآخرة، وبالشرف التام، والمقام الرفيع، والنور الظاهر .

هذه جملة من الآيات التي تتحدث عن هذا الجيل العظيم ممن نصر النبي - صلى الله عليه وسلم - وآمن به وآزره، ووقف معه في أشد المواقف صعوبة وقسوة، وحافظ على إيمانه في حياته، وبعد مماته، فكان نعم العون في تبليغ الإسلام ونشره، ونقله للأجيال التالية نقياً دون زيادة أو نقصان .

فالواجب على الأمة الاعتراف لهؤلاء الأماجد بالفضل، وتعظيمهم وتبجيلهم، وعدم هضمهم حقهم، مع اجتناب الغلو فيهم فهم في النهاية بشر، يصيبون ويخطئون، والبصير الصادق من اغتفر عنده قليل خطأ المرء في كثير صوابه .
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع الأقسام الرئيسية مشاركات المشاركة الاخيرة
لماذا لم تفعل المعصومة الاصلح موحد مسلم الشيعة والروافض 1 2020-05-22 10:03 PM
فأين رواية الانقلابيين او المنتصرين وهذه روايات المنهزمين موحد مسلم الشيعة والروافض 1 2020-03-13 04:31 PM

 link 
*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 معلم دهانات   برنامج محاماة   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض   ربح المال من الانترنت 
 تذاكر ارض الاساطير   رحلات سياحية في اسطنبول   رحلة سبانجا ومعشوقية   رحلة بورصة 
 أفضل برنامج سياحي في تركيا   برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   اشتراك كورسيرا   اشتراك لينكد ان   اشتراك اوتوديسك   قطع غيار تشليح السيارات   مساج الرياض   مقاول ساندوتش بانل   يلا شوت   يلا شوت   yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Koora live   الحلوى العمانية 
 شركة تنظيف منازل بالرياض   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   زيادة متابعين تيك توك حقيقيين   يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات   شركة عزل خزانات بجدة   مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر   يلا لايف   yalla shoot   Yalla shoot 
 شركة حور كلين للتنظيف 
 تركيب ساندوتش بانل   تركيب مظلات حدائق 
 شركة تنظيف بجدة   شركة تنظيف بجدة 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 
 شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض   دكتور مخ وأعصاب   شركة صيانة افران بالرياض   شركة تنظيف منازل بخميس مشيط 
 شدات ببجي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   مجوهرات يلا لودو   شحن يلا لودو   ايتونز امريكي   بطاقات ايتونز امريكي   شدات ببجي تمارا   شدات ببجي اقساط 
 شركة نقل اثاث بالرياض   افضل شركة مكافحة النمل الابيض بالرياض 
 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة عزل اسطح بجدة   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
دليل السياح | تقنية تك | بروفيشنال برامج | موقع . كوم | شو ون شو | أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي | المشرق كلين | الضمان | Technology News | خدمات منزلية بالسعودية | فور رياض | الحياة لك | كوبون ملكي | اعرف دوت كوم | طبيبك | شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
الليلة الحمراء عند الشيعة، الغرفة المظلمة عند الشيعة، ليلة الطفية، ليلة الطفية عند الشيعة، الليلة الظلماء عند الشيعة، ليلة الظلمة عند الشيعة الليلة السوداء عند الشيعة، ليلة الطفيه، ليلة الطفية'' عند الشيعة، يوم الطفية'' عند الشيعة، ليلة الطفيه الشيعه، يوم الطفيه عند الشيعه ليله الطفيه، ماهي ليلة الطفيه عند الشيعه، الطفيه، الليلة المظلمة عند الشيعة، ماهي الليله الحمراء عند الشيعه يوم الطفيه، الطفية، الليله الحمراء عند الشيعه، ليلة الظلام عند الشيعة، الطفية عند الشيعة، حقيقة ليلة الطفية أنصار السنة | منتدى أنصار السنة | أنصار السنة المحمدية | جماعة أنصار السنة المحمدية | جماعة أنصار السنة | فكر أنصار السنة | فكر جماعة أنصار السنة | منهج أنصار السنة | منهج جماعة أنصار السنة | جمعية أنصار السنة | جمعية أنصار السنة المحمدية | الفرق بين أنصار السنة والسلفية | الفرق بين أنصار السنة والوهابية | نشأة جماعة أنصار السنة | تاريخ جماعة أنصار السنة | شبكة أنصار السنة | انصار السنة | منتدى انصار السنة | انصار السنة المحمدية | جماعة انصار السنة المحمدية | جماعة انصار السنة | فكر انصار السنة | فكر جماعة انصار السنة | منهج انصار السنة | منهج جماعة انصار السنة | جمعية انصار السنة | جمعية انصار السنة المحمدية | الفرق بين انصار السنة والسلفية | الفرق بين انصار السنة والوهابية | نشاة جماعة انصار السنة | تاريخ جماعة انصار السنة | شبكة انصار السنة | انصار السنه | منتدى انصار السنه | انصار السنه المحمديه | جماعه انصار السنه المحمديه | جماعه انصار السنه | فكر انصار السنه | فكر جماعه انصار السنه | منهج انصار السنه | منهج جماعه انصار السنه | جمعيه انصار السنه | جمعيه انصار السنه المحمديه | الفرق بين انصار السنه والسلفيه | الفرق بين انصار السنه والوهابيه | نشاه جماعه انصار السنه | تاريخ جماعه انصار السنه | شبكه انصار السنه |