جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ
منذ بداية انتشار وباء كرونا، حفظ الله بلادنا و سائر بلاد المسلمين منه و من غيره ، و انا اقول لكل من يختلف الي و ينقطع ، و الى كل الذين اخوض معهم في بعض المسائل ، ان الموت ارحب الارضين و اوسع الدارين .، فاجلس في بيتك و انتظر الموت بشرف . و اقول : لقد بلغ هيامنا بالعلم و اقبالنا عليه ، ما يجعلنا نصبوا الى الموت ، و ذلك رغبة في اكتشاف العلم الاعلى العلم الحقيقي ، ففي الدنيا لا توجد حقيقة العلم ، و انما يوجد علم حق و علم باطل ، اما حقيقته فستعرفها مع اول ليلة تدخل فيها قبرك و لهذا كنت دائما اسخر من بعض المتفلسفين ، و الذين اذا انقطعوا بين يديك ، او ارادوا التدليس على ضعاف العقول و الظهور بمظهر المفكرين و اصحاب العلم ، حين يتبجحون بقولهم : " انا باحث عن الحقيقة " فاقول له عليك بالموت ، و هؤلاء لو انهم اوتوا نصيبا من العقل و قسطا من الفكر ، لقالوا " نبحث عن الحق " ، و من كان لديه اعتراض على هذا فيظهر لنا اعتراضه و نحن مستعدين لاقامة الحجج على كلامنا . و قد جاء هذا المعنى في قوله تعالى : (( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي )) البقرة 260. فابراهيم _ عليه السلام _ كان قلبه مطمئنا بالايمان ، و لم يسال ما سال ، شكا في معتقده او ريبة في ايمانه ، و انما اراد الحقيقة ، و لذلك سال عن الكيفية ، اي كيفية احياء الله للموتى ، اما ايمانه بالحق الذي معه فقد ظهر في مناظرته للنمرود . و مما يتصل بهذا الذي قدمت اليك ، اية وقفت عندها طويلا ، و اخذت اعيدها في نفسي و اكررها ، و هي قوله تعالي : (( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا )) ، و الذي يجعلني اقف عندها طويلا ، و هو سؤال يتسرب الى ذهني كلما مررت بها ، و هو : : ماذا كانت اية الليل قبل ان يمحوها الله _ تبارك و تعالى _ ؟؟؟ و ذلك انهما اياتان ، و كونهما كانتا كذلك ، فهما كانتا مختلفتين ، و قد بقي هذا السؤال معلقا في ذهني زمنا و شغلني طورا ، حتى وقفت على كلام لعبد العزيز الكناني في " الحيدة و الاعتذار " يتكلم فيه عن لفظ " جعل " في القران ، و قد اقام الاعلام و الشواهد ، على انه ياتي بمعنين ، الاول هو خلق ، و الثاني هو صير، فاما الاول فيكون في الكلام بمنزلة القول المفصل الذي يستغني به سامعه عما هو بعده ، فيقوم به البيان دون ما حاجة الى ما بعده من الكلام ، و مثاله قوله تعالى : (( وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ )) ، فهنا تعقل العرب عن ربها انه اراد ( خلق ) لانه لا يحتاج الى شيء للبيان ، و اما الثاني فهو ما نجده في القول الموصل ، و هو الذي لا يستغنى به عما بعده ، و لا يقوم لوحده بالبيان ، و مثاله قوله تعالى : (( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ )) فهذا مما لا يستغنى عما بعده من الكلام ، فلو قال (( يا داوود انا جعلناك )) و توقف الكلام هنا لانقطع المعنى و استبهم . و قد اعجبت بتاصيل صاحب الحيدة و اخذ كلامه بلبي ، فانزلته على هذا الذي نحن فيه ، فتحصل لدي من ذلك ، ان قوله تعالى (( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ )) تفيد معنى بذاتها ، فجاءت بمعنى ( خلق ) ، و ان قوله تعالى " (:( فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً ):) لا تفيد معنى بذاتها ، فجاءت بمعنى ( التصيير ) ، و الله اعلم . و لكن هذا لا يجيب على السؤال الاول ، و انما يوضح لنا امرا ، و هو ان الليل و نهار خلقتا ايتين ، ثم محيت اية الاولى ، و صيرت الثانية الى ان اصبحت مبصرة ، فسبق وجودهما محو الاولى و تصيير الثانية ، و على هذا النحو يصبح السؤال : كيف كانت ماهية الليل و النهار قبل محو الاولى و تصيير الثانية ؟؟ فالحق انهما ايتان ، تمخلقهما على غير ما هما عليه الان ، ثم محيت الاولى و صيرت الثانية ، فهذا هو الحق الذي اعلمه انا و يعلمه انت و يعلمه غيرنا ، و لكن الحقيقة حقيقة ما كانتا عليه قبل المحو و التصيير لا يعلمها الا الله . كتب : الاربعاء 14 شعبان 1441 '08/04/2020)
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
أدوات الموضوع | |
|
|