بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
[ تفسير: (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم) ]
♦ الآية: ﴿ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (7).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ إن أحسنتم ﴾ أَيْ: وقلنا: إن أحسنتم ﴿ أحسنتم لأنفسكم ﴾ إن أطعتم الله فيما بقي عفا عنكم المساوئ ﴿ وإنْ أسأتم ﴾ بالفساد وعصيان الأنبياء وقتلهم ﴿ فلها ﴾ فعليها يقع الوبال ﴿ فإذا جاء وعد الآخرة ﴾ المرَّة الأخيرة من إفسادكم وجواب (إذا) محذوف على تقدير: بعثناهم ﴿ لِيَسُوْؤُوْا وجوهكم ﴾ وهو أنَّه عليهم بختنصر فسبى وقتل وخرب ومعنى لِيَسُوْؤُوْا وجوهكم: ليخزوكم خزياً يظهر أثره في وجوهكم كبسي ذراريكم وإخراب مساجدكم ﴿ وليتبروا ما علوا ﴾ وليدمِّروا ويُخرِّبوا ما غلبوا عليه.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ ﴾، أَيْ: لَهَا ثَوَابُهَا، ﴿ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها ﴾، أَيْ: فعليها عقاب الإساء، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ فَسَلامٌ لَكَ ﴾ [الْوَاقِعَةِ: 91] أَيْ: عَلَيْكَ. وَقِيلَ: فَلَهَا الْجَزَاءُ وَالْعِقَابُ، ﴿ فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ ﴾ أَيِ: الْمَرَّةُ الْأَخِيرَةُ مِنْ إِفْسَادِكُمْ وَذَلِكَ قَصْدُهُمْ قَتْلَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ رُفِعَ وَقَتْلُهُمْ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْفُرْسَ وَالرُّومَ، خَرْدُوشَ وَطِيطُوسَ حَتَّى قَتَلُوهُمْ وَسَبَوْهُمْ وَنَفَوْهُمْ عَنْ دِيَارِهِمْ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ ﴾، أَيْ: تَحْزَنُ وُجُوهُكُمْ وَسُوءُ الْوَجْهِ بِإِدْخَالِ الْغَمِّ وَالْحُزْنِ قَرَأَ الْكِسَائِيُّ وَيَعْقُوبُ: لِنَسُوءَ بِالنُّونِ وَفَتْحِ الْهَمْزَةِ عَلَى التَّعْظِيمِ، كَقَوْلِهِ: ﴿ وَقَضَيْنا ﴾ [الحجر: 66] ﴿ وَبَعَثْنا ﴾[المائدة: 12] وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَأَبُو بَكْرٍ بِالْيَاءِ وَفَتْحِ الْهَمْزَةِ عَلَى التَّوْحِيدِ، أَيْ: لِيَسُوءَ اللَّهُ وُجُوهَكُمْ، وَقِيلَ: لِيَسُوءَ الْوَعْدُ وُجُوهَكُمْ، وَقَرَأَ الباقون بالياء وضم الهمزة عَلَى الْجَمْعِ، أَيْ لِيَسُوءَ الْعِبَادُ أولو الْبَأْسِ الشَّدِيدِ ﴿ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ ﴾، يَعْنِي: بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَنَوَاحِيَهُ، ﴿ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ﴾، وَلِيُهْلِكُوا، ﴿ ما عَلَوْا ﴾ أي: غَلَبُوا عَلَيْهِ مِنْ بِلَادِكُمْ تَتْبِيراً هلاكا.
********************