جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الرد على اتهام ( م/ شحرور) الإسلام والمسلمين بالعنصرية وخطاب الكراهية للآخر
كتب م/ شحرور مقالاً بتاريخ ( 26/ 4/ 2019 م) بمناسبة التفجيرات الإرهابية التي حدثت في سيرلانكا حشد فيه حزمة من المزاعم الباطلة والافتراءات الشنيعة على الإسلام والمسلمين . فرأيت تفنيدها وبيان بطلانها على النحو التالي : لم تعد تحدث أي مصيبة أو كارثة أو جريمة إرهابية أو اعتداء غاشم في كافة أنحاء وأطراف المعمورة ، إلا ويرى فيها م/ شحرور فرصة مواتية له ، ويعتبره مدخلاً جيداً ينطلق منه للطعن والتشكيك في ثوابت الإسلام (كتاب الله تعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وفي كافة العلوم الإسلامية المستمدة منهما . وحتى في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي صحابته رضي الله عنهم ، وفي علماء الأمة رحمهم الله تعالى ، لا يستثني منهم احداً " مع تركيزه على بعضهم " وعلى رأسهم كبار الأئمة : كالبخاري ومسلم ومالك والشافعي" بما في ذلك الأئمة الذين كتبوا المصنفات المعتمدة، والشروح المباركة ، كالحافظ ابن حجر العسقلاني شارح صحيح البخاري ، والإمام النووي شارح صحيح مسلم) . وسمي كل ذلك وغيره من كتب التفسير والحديث والفقه، بـ "التراث الإسلامي"، ويضيف لهذا الاسم كلمة " الموروث "، أو" الثقافة الإسلامية الموروثة "، لأنه يحسبها من فرط جهله صفة " شتم" تعيب تلك العلوم .
بينما هي في الحقيقة صفة "مدح" تدل على أصالة تلك العلوم ، وشرف مصدرها الرباني ، والنبوي النوراني (إرث الأنبياء) . ولكن قاتل الله الغرض ، فهو في قبيح أشكاله مرض . فمهما كان نوع الحادثة أو الجريمة الإرهابية فإن م/شحرور يبادر فوراً ، فيجعلها بشكل أو بآخر إسلامية الأصل والمنشأ . ولكن لا يستغرب صدور هذا ممن نذر نفسه لتنفيذ بنود أجندة محددة له من أعداء دين الله . وهو مكلف بإنجازها، فيتحين الفرص ، ويستغل كل المناسبات . بل يفتعلها إن لم يجدها، للمضي في إنفاذ ، وتحقيق ما كلف به . ولكني أجدها فرصة لتذكيره بثقل فاتورة ما يصنع . لاسيما أنه قد جاوز الثمانين عاماً، وغدا رحيله عن هذه الدنيا وشيكاً قال تعالى (أليس الصبح بقريب ؟) ، وقال سبحانه( أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) 74 المائدة . ففي هذا المقال : أولاً : قوله عن المجرمين المعتدين بأنهم (نفذوا جرائمهم بناء على "غسيل دماغ إسلامي الطابع ". ونحن المسلمين المؤمنين برسالة محمد ، نجد أنفسنا معنيين بالموضوع) . هو زعم باطل . وتهمة ألقاها جزافاً . ونسبها للإسلام مباشرة افتراء عليه . بقوله (إسلامي الطابع) . بثقة كبيرة في أن أساليبه ستزخرف جملاً - تليها مباشرة (من اللواحق الشحرورية) - تكون كفيلة - حسب رأيه - بمحو عار صدور مثل هذه العبارة المخزية ممن ينتسب للإسلام . هذا بعد أن قدم لها كذلك (بجملة) ضمنها إيمانه بالرسالة المحمدية (من السوابق الشحرورية) . ونسي أو تناسى أنه يخاطب أناساً يتمتعون بالقدرة على فهم معاني الكلمات بالعربية . مهما حاول أن يشتت انتباههم ، بأساليبه الرخيصة ، التي غدا عوارها مكشوفاً لهم . فأسلوب الجرح الذي تعقبه المداواة اللاحقة - الذي يصر شحرور على استعماله - لم يعد يخفى على أحد من المسلمين ، ولم تعد تنطلي ألاعيبه على أحد منهم . بل إن حقيقة انتمائه غدت واضحة المعالم . ولكنه مع ذلك يصر على تكرار نفس حيله وألاعيبه القديمة بعد انكشاف أمرها . ذلك أن هذه سمة تلازم الطاعنين في السن . بسبب فقدانهم قدرة الشباب على استيعاب ما يجري حولهم من المتغيرات . فحيويتهم تدفعهم لسرعة إدراك ما يجري حولهم ، فيبادرون لتحديث أساليب تعاطيهم مع مجريات الأحداث . فيواكبونها . بخلاف البالغين من العمر عتيا . لا يوجد لديهم هذا الحضور الذهني الفعال . نفاذا لسنة (التنكيس في الخلق للمعمرين) التي أخبر الله تعالى عنها بقوله (وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ) الآية ، 68، يس . فبعد اتهام ( شحرور) المتقدم للإسلام ، قال صراحة (نجد أنفسنا معنيين بالموضوع . لا سيما وأننا ما زلنا نكابر ، ونتنطع بأن" الإسلام بريء مما يرتكب باسمه " والحقيقة التي لا لبس فيها أن الإسلام بريء مما يرتكب باسمه) . وهذا الكلام مع كونه من (اللواحق الشحرورية) التي يظن مخطئاً بأنها ستسهل تمرير ما سبقها من زعم باطل اتهم به الإسلام والمسلمين ظلماً وعدواناً . إلا أنه في نفس الوقت كلام متناقض ، احتوى على تبرئته للمسلمين ، واتهامهم في آن واحد . فإذا كان يؤكد بأن الإسلام بريء على حد قوله مما يرتكب باسمه . فلماذا إذاً اعتبر تأكيد المسلمين براءة الإسلام من الإرهاب مكابرة وتنطعاً ؟ ! . هذا من جهة . ومن جهة أخرى ، لو افترضنا مثلاً حدوث هجوم إرهابي غاشم - لا قدر الله - على مدرسة أطفال في أوربا أو في أمريكا مثلاً، وثبت بأن مرتكبيه من المسيحين . فهل كان سيجرؤ على وصف ذلك الهجوم الإرهابي الهمجي اللاإنساني بأنه مسيحي الطابع ؟ . الجواب: هو لا. بالتأكيد . لعلمه يقيناً بأنه لو اتهم المسيحية . فإنه لن يسلم من سوء عواقب اتهامه . وأنها ستكون عليه وخيمة جداً . بخلاف الإسلام . فها هو ذا يتهم الإسلام ليل نهار ظلماً وعدواناً، ولم يعاتبه أحد من الجهات الرسمية الممثلة للإسلام على ذلك . فضلاً عن محاسبته ، ومعاقبته. أما إصرار م/ شحرور على نسبة أفكار (العنصرية - خطاب الكراهية للآخر - التحريض على العنف والإرهاب) للإسلام بالذات ، وإلى مصادره التي يسميها (تراثه الموروث) ، فإن ذلك يستدعي طرح السؤال التالي: ( أليست كتب المسيحية مثلاً، وثقافتها (الموروثة) وفي مقدمتها نصوص أناجيلها تزخر بأفكار - العنصرية - خطاب الكراهية للآخر - والتحريض على العنف والإرهاب ، الذي يصل لحد تدمير البشر والشجر والدواب - ؟ . وستكون الإجابة على هذا السؤال بالتأكيد . بلى . لأن كتب التراث المسيحي وعلى رأسها الأناجيل المعروفة زاخرة بأبشع الصور من كل ذلك . ونظراً لمحدودية المجال هنا وضيقه عن سردها، نظر لطولها . فإنني أحيل من يرغب التأكد من هذا، لمشاهدة حلقة على اليوتيوب - تستعرض بعض تلك النصوص الإنجيلية - وهي بعنوان (شبهة الإرهاب والعنف بين القرآن الكريم ، والكتاب المقدس) ، ويمكن الاكتفاء فقط " حفاظاً على وقت المشغول" مشاهدة الدقائق (من 11 إلى 9 1، و الدقيقتين 20 و21) منها ، حرصاً على وقتكم . ثانياً : أما قول م/ شحرور( فكونك تعتبر الملل الأخرى خارج الإسلام و" كفار") . فهو زعم باطل . تكذبه نصوص التنزيل الحكيم . ولم يطلق شحرور زعمه بأن الإسلام ، أو علماءه يحلون دماء الكفار، إلا متعمداً تشويه صورة الإسلام ، وصورتهم . وأما حقيقة خروج أتباع الملل الأخرى عن دين الإسلام ، وأن الحقيقة هي أنهم جميعاً ( كفار) ، وأنهم سيعذبون في النار في الآخرة ، فهي ثابتة بقوله تعالى (وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيراً) الآية 13، الفتح ، ومن هؤلاء بالطبع (اليهود، النصارى ، البوذيون ، الصابئة ، المجوس ، والملحدين - - الخ). لأنهم جميعاً - كما لا يخفى على أحد - لا يؤمنون بالرسالة الخاتمة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا بالكتاب الذي أنزل عليه (القرآن الكريم). وأما قوله( كفار" فأنت تحلل دماءهم بشكل أو بآخر) . أي أنه يزعم بأن المسلمين يستحلون دماء كل الكفار. وهذا بالتأكيد زعم كاذب كذلك . يكذبه قوله تعالى (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّه لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)الآية ، 190 البقرة . فالإسلام لا يجيز للمسلم أن يعتدي على أحد بقتل ، ولا بغيره . بل قد نهى عن الاعتداء . إلا أن يبدأ غير المسلمين بالعدوان على المسلمين . فليس في الإسلام استحلال لدم أي إنسان لمجرد كفره . كما زعم م/ شحرور . وكل من يتورط من المسلمين في سفك دم أي إنسان (جهلاً، أو عمداً ، أو حتى خطأ ) فإنه مأخوذ بحسب جنايته . ولذلك فإنه لا يصح تحميلها للإسلام كمنهج البتة ، بل إن ذلك افتراء عظيم . ثالثاً : وأما قوله ( كونك تذم الحياة الدنيا ليلاً نهاراً وتمجد الموت في ثقافتك - - - فأنت تدفعهم لألا يجدوا غضاضة في الانتحار طالما سيودي بهم إلى الجنة) . فقد تجاوز م /شحرور بهذا الكلام مستوى مجرد الزعم الباطل . فصعَّد هجومه على الإسلام إلى مستوى التهكم بمعانٍ قررها ونص عليها المولى سبحانه و تعالى في تنزيله الحكيم . لأن الوصف الصادق للحياة الدنيا بياناً لحقيقة قدرها ، وهوان وحقارة خطرها، مقارنة بالدار الآخرة . ثابت بآيات عديدة . منها قوله تعالى (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ و َزِينَةٌ وَ تَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) 20 ، الحديد . ومنها قوله تعالى (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) 185 ، آل عمران . ومنها قوله تعالى(اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَ َفرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وََمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ) 26 ، الرعد . ومنها قوله تعالى (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنّ َ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) 64 ، العنكبوت . جاء في تفسير السعدي بشأن ما ختم الله تعالى به آية العنكبوت (لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) . قال السعدي (لما آثروا الدنيا على الآخرة . ولو كانوا يعقلون لما رغبوا عن دار الحيوان ، و رغبوا في دار اللهو واللعب ، فدل ذلك على أن الذين يعلمون ، لا بد أن يؤثروا الآخرة على الدنيا ، لما يعلمونه من حال الدارين ) أ.هـ (انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، 1/ 635) . كما أن قوله تعالى في آية سورة الحديد (كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَ مَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) هو مثال ضربه الله تعالى للحياة الدنيا، ليسهل للناس تصور كنهها, ليدركوا حقيقة قدرها من بين مراحل حياة الإنسان . لكي لا يقدرونها بأكبر من قدرها الحقيقي . فبينت الآيات أنها مجرد محطة للتوقف المؤقت بها . للتزود بالزاد الذي يبلغهم مقصدهم الأساسي ، الذي سيقيمون فيه الإقامة الدائمة . كما أن المولى سبحانه أعقب هذا المثل بذكر نوعي مجازاة الناس . على حسب نوع الزاد الذي تزود به كل منهم من دار الدنيا . فبين سبحانه: بأن من تزود منهم بالأعمال السيئة ، فسيكون جزاؤه (عذاب شديد) . وأن من تزود منهم بالإعمال الصالحة (التقوى) ، التي أمر سبحانه عباده بالتزود بها، بقوله عز شأنه (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُون ِيَا أُولِي الْأَلْبَابِ) الآية ،197 البقرة . فسيكون جزاء المتقين هو (مغفرة من الله و رضوان) . والتقوى هي - بعد الإيمان بالله وبرسوله وبما أنزل - فعل ما أمر به ، واجتناب ما نهى عنه . فالحياة الدنيا إذاً لا تزيد عن كونها محطة في الطريق . جعلها الله ليتزود الناس منها للآخرة . ليلقى في الآخرة كل إنسان منهم جزاء ما تزود به في الدنيا من الأعمال ، من جنسه ، وعلى قدره . ومع شدة وضوح هذا المثال ، الذي ضربه الله تعالى ، إلا أنه قد أخبرنا كذلك في آية أخرى بأنه قد ضرب الأمثال في القرآن لفائدة عباده جميعا . كما بين كذلك بأنه (لا يعقلها) منهم ،أي لا يفهمها منهم (فهما ينتفع به) ، إلا فئة واحدة فقط، سماهم سبحانه (العالمون) . قال تعالى (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ومَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) 43، العنكبوت . قال ابن كثير بأنهم هم (الراسخون في العلم ، المتضلعون منه) . (أنظر تفسيره للآية رقم 43 ، العنكبوت) . وذكر ابن كثير رواية ابن أبي حاتم بسنده عن عمرة بن مرة الجهني رضي الله عنه قال (ما مررت بآية من كتاب الله لا أعرفها إلا أحزنني ،لأني سمعت الله تعالى يقول (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) أ.هـ (تفسير القرآن العظيم ، 6/ 280) . رابعاً : إن قول م/ شحرور ( كونك تذم الحياة الدنيا ليلاً نهاراً) بعد قراءته لما أوضحه لنا الخالق سبحانه و تعالى (في الآيات آنفة الذكر) من بيان لصفة هذه الحياة الدنيا بمنتهى الجلاء ، يثبت أنه يتجاهل الفرق بين وصف الشيء لبيان حقيقته، وبين ذمه. ولكن ما قال هذا الألمعي إلا ليعمي على الناس إدراك الحقيقة ، ليلبس عليهم أمر دينهم . وليصرفهم عما ينفعهم فعله في دنياهم ، تزودا منهاً لآخرتهم . فحقيقية الحياة الدنيا بخلاف الصورة التي يسعى م/ شحرور جاهداً لإقناع المسلمين بها. ولكنه لم يقف عند اعتبار أن الآيات الكريمة قد تضمنت ذم الحياة الدنيا فقط . بل قد اعتبرها أيضاً تمجد الموت . حيث قال (كونك تذم الحياة الدنيا ليلاً نهاراً ، وتمجد الموت في ثقافتك) . فسمى مصدر بيان حقيقة الحياة الدنيا(ثقافة) مع علمه بأن مصدرها هو آيات التنزيل الحكيم آنفة الذكر. وقوله (ليلاً نهاراً) يؤكد تعمده تسمية آيات التنزيل الحكيم (ثقافة) لأنها هي تحديداً التي يكرر المسلمون تلاوتها ليلاً نهاراً . أما قول م/ شحرور(وتضع الناس تحت عقدة الذنب أينما ولوا وجوههم). فلم يكتف بتشويه وصف الآيات للحياة الدنيا فحسب . بل رتب على الصورة المشوهة التي رسمها لها - بقوله هذا - ، نتيجة هي أشد بطلاناًًً منها . وهي اعتباره أن إدراك المسلمين لحقيقتها (كما بينها الله تعالى لهم في التنزيل الحكيم) هي التي تدفعهم للتخلص من حياتهم بالانتحار. استعجالاً منهم للوصول إلى الجنة . حيث قال (فأنت تدفعهم لألا يجدوا غضاضة في الانتحار طالما سيودي بهم إلى الجنة) . وهو زعم واضح الباطلان . وقد افترى (شحرور) كل هذه الافتراءات . لا لشيء . إلا لإلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام ، وبمصادره وبالمسلمين . علما بأن الله تعالى قد جمع في آية واحدة هي (12، من سورة محمد) صلى الله عليه وسلم ، وصفه لسلوك الفريقين (المؤمنين ، والكافرين) في الدنيا، مع ذكر مصير كل فريق منهما . وأعني بسلوك الكافرين (انطلاقهم في الاستمتاع ، والعب من شهوات الحياة الدنيا - متحررين من أية قيود أو روادع ، أو التزام بأية تكاليف تحجزهم عن التلذذ بأي شيء من متعها) . فشبههم المولى سبحانه بالأنعام (أي البهائم) ، ثم بين أن مصيرهم في الآخرة إلى النار. قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُم) (12، سورة محمد) صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك فإن م/ شحرور ينتقد المسلمين ويلومهم ، بل ويقرعهم ، لعدم انطلاقهم كغيرهم ، دون أي تحفظ ، في تحصيل شهوات الدنيا . بل ويعتبر ترفعهم عن التردي في أوحال شهواتها المحرمة ، واقتصادهم في شهواتها الحلال ، غباءً منهم تارة ، وتارة أخرى أطلق على سلوكهم "عقدة الذنب". ومعلوم أن المرضى نفسياً (المصابين بهذا المرض) يشبه سلوكهم ، سلوك الأغبياء (أي قليلي الذكاء) . إذاً فالمعنى الحقيقي لدعوته المسلمين للتخلص مما سماها (عقدة الذنب) أنها دعوة منه لهم أن لا يكونوا أغبياء . مع أن الله تعالى قد توعد هؤلاء المنطلقين في تحصيل الشهوات دون أي رادع ، وهددهم بسوء العاقبة ، قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) 3 ، الحجر . أما (شحرور) فيريد من المسلمين أن يكونوا منطلقين مثل غيرهم (الكفار) في تحصيل الشهوات الدنيوية . بغض النظر عما ستكون عليه عاقبة ذلك . أما قوله (فأنت تدفعهم لألا يجدوا غضاضة في الانتحار طالما سيودي بهم إلى الجنة) . فهو زعم باطل . وهو يدل على جهله أو تجاهله للحقيقة التي يعلمها جيداً كل مسلم . أن القتل في الإسلام هو أكبر الكبائر على الإطلاق بعد الشرك بالله تعالى . وأن من قتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعاً . ومنه قتل الإنسان نفسه (الانتحار) . ويعلمون جميعاً أن الله تعالى حرم على المنتحر دخول الجنة ، على الإطلاق . فقد صح الحديث بذلك . فقد رواه البخاري ومسلم في صحيحهما، وغيرهما من أصحاب السنن عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح ، فجزع ، فأخذ سكينا فحزّ بها يده ، فما رقأ الدم حتى مات ، قال الله تعالى : بَادَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ حَرَّمْت عَلَيْهِ الْجَنَّةَ). فلا أمل للمنتحر في الجنة البتة. وأما قوله(عن طريق قتلهم للأبرياء" الكفار" وسينالون ثواب ذلك) . فيمثل هذا، استئنافه رفع بناية الباطل ، التي جعل أساسها كذبته الأولى التي أطلقها ( وهي زعمه بأن المسلمين يستحلون قتل الكفار عموماً) . والتي صدق بها بعد أن افتراها . فالعجب كل العجب ممن يطلق الكذبة ، ثم يصدقها بعد ذلك ، ويستأنف البناء عليها . أما دعوته التحذيرية - التي ختم بها مقاله - بضرورة القضاء على ما سماها بذور الإرهاب في ثقافتنا (والتي يقصد بها الكتاب والسنة) فخوَّف المسلمين من تسببها في القضاء عليهم . حيث قال (وإذا لم نقض على بذور الإرهاب في ثقافتنا فإنها ستقضي علينا يوماً ما). وقد تقدم بيان بطلانها. وتوضيح متعلقاتها. وأن دافعه لإطلاقها هو التشكيك والطعن في ثوابت الإسلام العظيم . وإلصاق تهمة الإرهاب بالمسلمين تشويهاً لصورتهم . ولكن فاته أن الإسلام بمصدريه(الكتاب والسنة) جبل راسخ أشم (محفوظ بحفظ الله تعالى) لا تزعزع ثبات جذوره الربانية الزاكية ، رياح نافخي الكيرالنتنة. والمسلمون واثقون بأن الخيرية لا تزال باقية في هذه الأمة حتى قيام الساعة . والقافلة تسير - - - . قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) 105، المائدة . |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
أرجو الأنتباه الى الأباء والأمهات كيف نشاهد التلفاز في رمضان | aslam | عام 1446 هـ | 3 | 2024-03-12 02:26 PM |
خلاف أهل السنة والجماعة مع الإباضية ( بحث كاملا) | طالب عفو ربي | الاباضية | 32 | 2014-03-07 06:44 AM |
موقف المفسرين من الايات الكونيه في القران الكريم القران يحض علي تدبر اياته ومعانيه | طالب عفو ربي | الإعجاز فى القرآن والسنة | 1 | 2013-12-26 10:43 AM |
منهج الأشاعرة في العقيدة / للشيخ سفر الحوالي | قوقل | المعتزلة | الأشعرية | الخوارج | 12 | 2011-05-23 08:40 PM |
أسئلة تهز الدين الشيعي | عارف الشمري | الشيعة والروافض | 51 | 2011-04-03 11:29 AM |