جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
تفسير آية الكرسي لابن القيم
تفسير آية الكرسي لابن القيم
قال تعالى ﴿ٱللَّهُ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَیُّ ٱلۡقَیُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةࣱ وَلَا نَوۡمࣱۚ لَّهُۥ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِی یَشۡفَعُ عِندَهُۥۤ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ یَعۡلَمُ مَا بَیۡنَ أَیۡدِیهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا یُحِیطُونَ بِشَیۡءࣲ مِّنۡ عِلۡمِهِۦۤ إِلَّا بِمَا شَاۤءَۚ وَسِعَ كُرۡسِیُّهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا یَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِیُّ ٱلۡعَظِیمُ﴾ [البقرة ٢٥٥] ففي آية الكرسي ذكر الحياة التي هي أصل جميع الصفات وذكر معها قيوميته المقتضية لذاته وبقائه وانتفاء الآفات جميعها عنه من النوم والسنة والعجز وغيرها ثم ذكر كمال ملكه ثم عقبه بذكر وحدانيته في ملكه وأنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه ثم ذكر سعة علمه وإحاطته ثم عقبه بأنه لا سبيل للخلق إلى علم شيء من الأشياء إلا بعد مشيئته لهم أن يعلموه ثم ذكر سعة كرسيه منبها به على سعته سبحانه وعظمته وعلوه وذلك توطئة بين يدي ذكر علوه وعظمته ثم أخبر عن كمال اقتداره وحفظه للعالم العلوي والسفلي من غير اكتراث ولا مشقة ولا تعب ثم ختم الآية بهذين الاسمين الجليلين الدالين على علو ذاته وعظمته في نفسه وقال في سورة طه ﴿يَعْلَمُ ما بَيْنَ أيْدِيهِمْ وما خَلْفَهم ولا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا﴾ [طه: ١١٠] وقد اختلف في تفسير الضمير في به فقيل هو الله سبحانه أي ولا يحيطون بالله علما وقيل هو ما بين أيديهم وما خلفهم فعلى الأول يرجع إلى العالم وعلى الثاني يرجع إلى المعلوم وهذا القول يستلزم الأول من غير عكس لأنهم إذا لم يحيطوا ببعض معلوماته المتعلقة بهم فأن لا يحيطوا علما به سبحانه أولى وكذلك الضمير في قوله ﴿وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِن عِلْمِهِ﴾ [البقرة: ٢٥٥] يجوز أن يرجع إلى الله ويجوز أن يرجع إلى ﴿ما بَيْنَ أيْدِيهِمْ وما خَلْفَهُمْ﴾ أي ولا يحيطون بشيء من علم ذلك إلا بما شاء فعلى الأول يكون المصدر مضافا إلى الفاعل وعلى الثاني يكون مضافا إلى المفعول والمقصود أنه لو كان ﴿العَلِيُّ العَظِيمُ﴾ إنما يراد به اتصافه بالعلم والقدرة والملك وتوابع ذلك كان تكريرا بل دون التكرير فإن ذكر ذلك مفصلا أبلغ من الدلالة عليه بما لا يفهم إلا بكلفة وكذلك إذا قيل إن علوه وعظمته مجرد كونه أعظم من مخلوقاته وأفضل منها فهذا هضم عظيم لهاتين الصفتين العظيمتين وهذا لا يليق ولا يحسن أن يذكر ويخبر به عنه إلا في معرض الرد لمن سوى بينه وبين غيره في العبادة والتأله كقوله ﴿قُلِ الحَمْدُ لِلَّهِ وسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللَّهُ خَيْرٌ أمّا يُشْرِكُونَ﴾ [النمل: ٥٩]. وقول يوسف الصديق ﴿أأرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أمِ اللَّهُ الواحِدُ القَهّارُ﴾ [يوسف: ٣٩] وقوله تعالى عن السحرة إنهم قالوا لفرعون ﴿إنّا آمَنّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا وما أكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ واللَّهُ خَيْرٌ وأبْقى﴾ [طه: ٧٣]. فهذا السياق يقال في مثله إن الله خير مما سواه من الآلهة الباطلة، وأما بعد أن يذكر أنه مالك الكائنات ويقال مع ذلك هو أفضل من مخلوقاته وأعظم من مصنوعاته فهذا ينزه عنه كلام الله وإنما يليق هذا بهؤلاء الذين يجعلون له مثل السوء في كلامه ويجعلون ظاهره كفرا تارة وضلالة تارة وتشبيها وتجسيما تارة ومخالفا لصريح العقل تارة ويحرفونه بالتحريفات الباطلة ويقولون فيه ما لا يرضى أحدهم أن يقال مثله في كلامه فيجعلون لكلامه مثل السوء كما جعلوا له سبحانه مثل السوء بإنكارهم صفات كماله وحقائق أسمائه الحسنى، ولو تأول أحد كلامهم أو كلام من يعظمونه على ما يتأولون عليه كلام الله ورسوله لقامت قيامة أحدهم وإذا حقق الأمر عليهم تبين أن ما يتأولون عليه كلام الله ورسوله من التأويلات الفاسدة لا يليق حمل كلام آحاد فضلاء بني آدم عليها. سقطت حرمة الإيمان والقرآن والرسول من قلوبهم ولهذا يصرحون بأن القرآن والسنة لا تفيدان علما ولا يقينا في هذا الباب ويقولون إن الطريقة البرهانية ليست في القرآن وإنها في منطق اليونان يوضحه الوجه التاسع والثمانون بعد المائة: أن العظيم يوصف به الأعيان والكلام والصفات والمعاني أما الأعيان فكقوله تعالى ﴿وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ﴾ [المؤمنون: ٦] وقوله ﴿وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾ [النمل: ٢٣] وأما المعاني فكقوله تعالى ﴿وَإنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: ٤] وقوله ﴿سُبْحانَكَ هَذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ﴾ [النور: ١٦] فيوصف بالذوات وصفاتها وأفعالها وكل موصوف فصفته بحسبه فعظم الذات شيء وعظم صفاتها شيء، وعظم القول شيء وعظم الفعل شيء والرب تعالى له العظمة بكل اعتبار وكل وجه بذاته والمعطلة تنكر عظمة ذاته ولا يثبتون إلا عظمة معنوية لا يثبتون عظمة الذات كما يقولون مثل ذلك في العلو أنه علو * (فصل) وَفِي تَأْثِيرِ قَوْلِهِ: «يا حَيُّ يا قَيُّومُ، بِرَحْمَتِكَ أسْتَغِيثُ» في دَفْعِ هَذا الدّاءِ مُناسَبَةٌ بَدِيعَةٌ فَإنَّ صِفَةَ الحَياةِ مُتَضَمِّنَةٌ لِجَمِيعِ صِفاتِ الكَمالِ، مُسْتَلْزِمَةٌ لَها، وصِفَةُ القَيُّومِيَّةِ مُتَضَمِّنَةٌ لِجَمِيعِ صِفاتِ الأفْعالِ، ولِهَذا كانَ اسْمُ اللَّهِ الأعْظَمُ الَّذِي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ، وإذا سُئِلَ بِهِ أعْطى: هو اسْمُ الحَيِّ القَيُّومِ، والحَياةُ التّامَّةُ تُضادُّ جَمِيعَ الأسْقامِ والآلامِ، ولِهَذا لَمّا كَمُلَتْ حَياةُ أهْلِ الجَنَّةِ لَمْ يَلْحَقْهم هَمٌّ ولا غَمٌّ، ولا حَزَنٌ ولا شَيْءٌ مِنَ الآفاتِ. ونُقْصانُ الحَياةِ تَضُرُّ بِالأفْعالِ، وتُنافِي القَيُّومِيَّةَ، فَكَمالُ القَيُّومِيَّةِ لِكَمالِ الحَياةِ، فالحَيُّ المُطْلَقُ التّامُّ الحَياةِ لا تَفُوتُهُ صِفَةُ الكَمالِ ألْبَتَّةَ، والقَيُّومُ لا يَتَعَذَّرُ عَلَيْهِ فِعْلٌ مُمْكِنٌ ألْبَتَّةَ، فالتَّوَسُّلُ بِصِفَةِ الحَياةِ القَيُّومِيَّةِ لَهُ تَأْثِيرٌ في إزالَةِ ما يُضادُّ الحَياةَ، ويَضُرُّ بِالأفْعالِ. وَنَظِيرُ هَذا تَوَسُّلُ النَّبِيِّ ﷺ إلى رَبِّهِ بِرُبُوبِيَّتِهِ لِجِبْرِيلَ، ومِيكائِيلَ، وإسْرافِيلَ أنْ يَهْدِيَهُ لِما اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الحَقِّ بِإذْنِهِ، فَإنَّ حَياةَ القَلْبِ بِالهِدايَةِ، وقَدْ وكَّلَ اللَّهُ سُبْحانَهُ هَؤُلاءِ الأمْلاكَ الثَّلاثَةَ بِالحَياةِ. فَجِبْرِيلُ: مُوَكَّلٌ بِالوَحْيِ الَّذِي هو حَياةُ القُلُوبِ. وَمِيكائِيلُ: بِالقَطْرِ الَّذِي هو حَياةُ الأبْدانِ والحَيَوانِ. وَإسْرافِيلُ: بِالنَّفْخِ في الصُّورِ، الَّذِي هو سَبَبُ حَياةِ العالَمِ، وعَوْدِ الأرْواحِ إلى أجْسادِها. فالتَّوَسُّلُ إلَيْهِ سُبْحانَهُ بِرُبُوبِيَّةِ هَذِهِ الأرْواحِ العَظِيمَةِ المُوَكَّلَةِ بِالحَياةِ لَهُ تَأْثِيرٌ في حُصُولِ المَطْلُوبِ. والمَقْصُودُ أنَّ لِاسْمِ الحَيِّ القَيُّومِ تَأْثِيرًا خاصًّا في إجابَةِ الدَّعَواتِ، وكَشْفِ الكُرُباتِ، وفي " السُّنَنِ " و" صَحِيحِ أبي حاتم " مَرْفُوعًا: «اسْمُ اللَّهِ الأعْظَمُ في هاتَيْنِ الآيَتَيْنِ ﴿وَإلَهُكم إلَهٌ واحِدٌ لا إلَهَ إلّا هو الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة: ١٦٣]، وفاتِحَةِ آلِ عِمْرانَ: ﴿الم - اللَّهُ لا إلَهَ إلّا هو الحَيُّ القَيُّومُ﴾» قالَ الترمذي: حَدِيثٌ صَحِيحٌ. وَفِي "السُّنَنِ" و"صَحِيحِ ابْنِ حِبّانَ " أيْضًا: مِن حَدِيثِ أنس «أنَّ رَجُلًا دَعا، فَقالَ: اللُّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ بِأنَّ لَكَ الحَمْدَ، لا إلَهَ إلّا أنْتَ المَنّانُ، بَدِيعُ السَّماواتِ والأرْضِ، يا ذا الجَلالِ والإكْرامِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: (لَقَدْ دَعا اللَّهَ بِاسْمِهِ الأعْظَمِ الَّذِي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ وإذا سُئِلَ بِهِ أعْطى». وَلِهَذا كانَ النَّبِيُّ ﷺ إذا اجْتَهَدَ في الدُّعاءِ قالَ: «يا حَيُّ يا قَيُّومُ». * (فائدة) وأما صفات السلب المحض فلا تدخل في أوصافه تعالى إلا أن تكون متضمنة لثبوت كالأحد المتضمن لانفراده بالربوبية والإلهية والسلام المتضمن لبراءته من كل نقص يضاد كماله وكذلك الإخبار عنه بالسلوب هو لتضمنها ثبوتا كقوله تعالى: ﴿لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَوْمٌ﴾ فإنه متضمن لكمال حياته وقيوميته وكذلك قوله تعالى: ﴿وَما مَسَّنا مِن لُغُوبٍ﴾ متضمن لكمال قدرته وكذلك قوله: ﴿وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِن مِثْقالِ ذَرَّةٍ﴾ متضمن لكمال علمه وكذلك قوله: ﴿لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ﴾ متضمن لكمال صمديته وغناه وكذلك قوله: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أحَدٌ﴾ متضمن لتفرده بكماله وأنه لا نظير له وكذلك قوله تعالى: ﴿لا تُدْرِكُهُ الأبْصارُ﴾ متضمن لعظمته وأنه جل عن أن يدرك بحيث يحاط به وهذا مطرد في كل ما وصف به نفسه من السلوب. |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
سيِّدة آيات القرآن / إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي | Nabil | الإعجاز فى القرآن والسنة | 1 | 2022-12-28 01:08 PM |
ماهو تفسير اللحم في الحلم أو المنام ؟ - تفسير الاحلام لابن سيرين | أحب رسول الله | تفسير أحلام | 0 | 2018-08-06 10:01 PM |
اين الدليل على عدالة علي رضي الله عنه ؟ | ابوالوليد | الشيعة والروافض | 65 | 2010-09-26 05:56 AM |
حقيــقــة اتــهام الشيعــه لأهل السنــه بالتحـــريف | بنت المدينة | الشيعة والروافض | 0 | 2009-12-09 02:11 PM |
الشيعه والقران الكريم | بنت المدينة | الشيعة والروافض | 0 | 2009-11-20 01:36 PM |