أنصار السنة  
جديد المواضيع





للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 حفر ابار في افريقيا   Online quran classes for kids 
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك


العودة   أنصار السنة > الفرق الإسلامية > الشيعة والروافض

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #21  
قديم 2010-09-17, 01:21 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

الفتوحات في بلاد الروم

من خطب عبد الملك في التحريض على قتال الروم


وفي عهد عبد الملك عندما علم بتحرك الروم بأرض

القسطنطينية وغيرها من بلاد الروم على غزو المسلمين

ومفاجأتهم نادى بالنفير العام وحين اجتمع لديه جند المسلمين

قام فيهم محرضاً فقال لهم بعد أن حمد الله عز وجل وأثنى عليه:

أيها الناس إنكم قد علمتم ما ذكر الله عز وجل في كتابه من فضل

الجهاد وما وعد الله عليه من الثواب ألا وأني قد عزمت أن أغزو

بكم غزوة شريفة على أليون صاحب الروم فإنه طغى وبغى وقد

بلغني أنه قد جمع للمسلمين جموعاً كثيرة وعزم على غزوكم

ومفاجأتكم في دياركم وقد علمت أن الله تعالى مهلكه ومبدد شمله

وجاعل دائر السوء عليه وعلى أصحابه وقد جمعتكم من كل بلد

وأنتم أهل البأس والنجدة، والشجاعة والشدة وأنتم من قام لله

بحقه ولدينه بنصرته وهذا ابني مسلمة وقد أمرته عليكم،

فاستمعوا له وأطيعوا يوفقكم الله ويرشدكم لصالح الأمور فقال

الناس جميعاً سمعاً وطاعة يا أمير المؤمنين، وعندما سير عبد

الملك بن مروان ابنه مسلمة لمحاربة الروم أوصاه بالعسكر

بقوله: فكن يا بنيَّ بالمسلمين باراً رحيماً وأميراً حليماً ولا تكن

عنيداً كفوراً ولا مختالاً فخوراً، كما أوصى عبد الملك قائداً آخر

سيره إلى أرض الروم: أنت تاجر الله لعباده فكن كالمضارب

الكيس الذي إن وجد ربحاً تاجر، وإلا احتفظ برأس المال ولا

تطلب الغنيمة حتى تحرز السلامة وكن من احتيالك على عدوك

أشد حذراً من احتيال عدوك عليك.



في أواخر عام 73هـ شعر عبد الملك أن الدولة استعادت قوتها،

وأنها تستطيع أن تستأنف جهادها وتعلي إرادتها، وكانت

العلاقات قد ساءت بين دولة الروم والدولة الإسلامية في هذه

الفترة، وأخذ الروم يتأهبون للانتقاض فكان عبد الملك لهم

بالمرصاد وقد أحكم إعداده، فعين أخاه محمد بن مروان والياً على

الجزيرة وأرمينية ليكون القائد في هذه الجبهة، ومنع عبد الملك

إرسال النقود التي كانت يدفعها وقت الضرورة فأثار هذه حنق

الأمبراطور الروماني البيزنطي، فأعلن الحرب، وقدم بجيش كبير

ليغزو المسلمين من ناحية أرمينية، فلاقاه محمد بن مروان



بجيشه ودارت موقعة عنيفة هزم فيها الروم على كثرة عددهم

هزيمة شنيعة وفر الإمبراطور بنفسه وانفض عنه أكثر جنوده

وكان ذلك عام 74هـ، فزعزعت هذه الوقعة الدولة البيزنطية،

واستغل عبد الملك هذا النصر وواصل ضغطه على الدولة

البيزنطية عبر الحدود وانتظمت غزوات الصوائف والشواتي

وشرع في التوغل داخل الأراضي البيزنطية القريبة فكانت

الصوائف تخرج بانتظام للإغارة على هذه الأراضي يقودها محمد

بن مروان أو غيره من أمراء بني أمية. وفي عام 81هـ بعث عبد

الملك ابنه عبد الله بن عبد الملك ففتح ((قاليقالا)) وهي إحدى

مدن الروم الكبيرة، وفي عام 84هـ تمكن عبد الله بن عبد الملك

من فتح مدينة أخرى رئيسية، داخل دولة الروم في آسيا

الصغرى، وهي مدينة ((المصيصة) فبنى حصنها، ووضع بها




حامية من ثلاثمائة مقاتل من ذوي البأس، ولم يكن المسلمون

يسكنوها من قبل وبني مسجدها وهكذا اندفعت قوة المسلمين إلى

الإمام، تفتح المعاقل وتستولي على الحصون داخل أرض العدو

في دولة الروم، منذ تحققت الوحدة في عهد عبد الملك ولقد أثبت

عبد الملك بعد إعادة الوحدة السياسية أن الدولة وأن قوّتها

الموحدة قادرة على التفوّق وإحراز السيادة، وتحقيق النصر على

البيزنطيين، وأن قوتها الموحدة قادرة على الاندفاع في الجبهات

كافة، واستمرت الجيوش الإسلامية في جهادها طوال مدة الوليد




ثم سليمان، وقد برز مسلمة بن عبد الملك في تلك الحروب كقائد

فذ، ومقاتل عظيم، فكان في كل سنة يفتح بلداً أو حصناً من

الحصون العظيمة التي أقامها الروم لتأمين سلامة بلادهم

والمحافظة عليها من غارات الأعداء، وكان يغزو معه هذه

الغزوات ـ في عهد الوليد ـ فتح هذه الفتوح العباس بن الوليد بن

عبد الملك ومن الحصون التي فتحها: حصن عمورية وهرقلية

وقمونية، وحصن طوانة وسمطية والمرزبانين وطروس، وكثير

غير هذه الحصون.

ففي جماد الآخرة سنة 88هـ ـ 707م فتح مسلمة بن عبد الملك

والعباس بن الوليد حصن طوانة وشتوا بها، وهزم المسلمون

الأعداء حتى صاروا إلى كنيستهم ثم رجعوا فانهزم الناس، وبقي

العباس ومعه نُفير، منهم ابن محيريز الجُمحي، فقال العباس لابن

محيرز: أين أهل القرآن الذين يريدون الجنة؟ فقال ابن محيريز:

نادهم يأتوك. فنادى العباس: يا أهل القرآن، فأقبلوا جميعاً فهزم

الله العدو حتى دخلوا طوانة. وهكذا لا تمر سنة وإلا ويغزو

المسلمون أرض الروم ويستولون على بعض حصونهم

ومعاقلهم، ومن الجدير بالذكر أن معظم الذين كانوا يقودون هذه

الحملات هم من أبناء البيت الأموي، أولاد الخليفة الوليد نفسه

وأخوه مسلمة الذي لم يكد يتخلف سنة واحدة عن غزو أرض

الروم، وهذا أمر له مغزاه فقد كان مسلمة هو الذي قاد الجيش

الذي حاصر القسطنطينية الحصار الأخير في عهد سليمان ـ كما

سنذكر قريباً بإذن الله ـ ومعنى هذا أن اشتراكه المستمر في غزو

بلاد الروم كان مقصوداً ليزداد معرفة وخبرة بالطرق والمسالك

إلى عاصمة البيزنطيين، التي كانت إحدى الأهداف الرئيسية من

هذه الغزوات.
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 2010-09-17, 01:22 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

أشهر قادة المسلمين ضد الروم: مسلمة بن عبد الملك

فارس بني مروان


مسلمة بن عبد الملك الأمير الضرغام، قائد الجيوش، أبو سعيد

الأموي الدمشقي، ويلقب بالجرادة الصفراء، له مواقف مشهودة

مع الروم، وهو الذي غزا القسطنطينية وكان ميمون النقيبة، وقد

ولى العراق لأخيه يزيد ثم أرمينية، قال عنه الذهبي: كان أولى

بالخلافة من سائر أخوته، وقد ظهرت مزايا مسلمة وألمعيته

مبكراً وهو صغير السن، فركز أبوه عبد الملك عليه وبخاصة في

وصيته أبناءه وبنيه وهو على فراش الموت فقال فيه:.. وانظروا

مسلمة فاصدروا عن رأيه، فإنه نابكم الذي عنه تفترون ومِجّنَّكم

الذي عنه ترمون. فهو قائد من قواد الفكر وقائد من قادة الجهاد

بالنسبة لبني أمية، لا يخالفون له رأياً، ولا يعصون له أمراً،

ويلجأون إليه في أيام المحن والحروب، ومسلمة هذا عُرف في



التاريخ مع قصة صاحب النقب، حيث حاصر مسلمة حصناً، فندب

الناس إلى نَقْب منه، فما دخله أحد فجاء رجل من عُرض الجيش،

فدخله ففتحه الله عليهم: فنادى مسلمة: ((أين صاحب النِّقب؟))

فما جاء أحد. فنادى: إني قد أمرت الأذن بإدخاله ساعة يأتي،

فعزمت عليه إلا جاءا فجاء رجل فقال: استأذن لي على الأمير.

فقال له: أنت صاحب النِّقب؟ قال: أنا أخبركم عنه، فأتى مسلمة

فأخبره عنه، فإذن له، فقال: إن صاحب النِّقب يأخذ عليكم ثلاثاً:

ألا تسودوا إسمه في صحيفة إلى الخليفة، ولا تأمروا له بشيء،

ولا تسألوه: ممن هو؟ قال مسلمة: فذاك له، قال: ((أنا هو)).

فكان مسلمة لا يصلي بعدها إلا قال: اللهم أجعلني مع صاحب

النقِّب. وكان مسلمة في جهاده يحرص على سلامة جنده وفي

قتاله للخزر، تكالب عليه الأعداء مما اضطره إلى خداعهم بإشعال




النيران ليوهمهم بمكوثه وجعل خيامه مضروبة بعد العشاء

الآخرة جعل مسلمة يطوي المراحل طياً في العودة فقد جعل كل

مرحلتين في مرحلة غير أنه قدم الضعفاء بين يديه واهتم بهم

وجعل الأقوياء أهل الجلد والشجاعة على الساقة، فلم يزل كذلك

حتى جاوز الخطر. وكان يمقت العجز ويمدح الحزم، فقد قال: ما

حمدت نفسي على ظفر ابتدأته بعجز ولا ذممتهما على مكروه

ابتدأته بحزم، ومن أقواله في الزهد: إن اقل الناس هماً في الدنيا

أقلهم هماً في الآخرة. وكانت تجربته العملية غنية إلى أبعد

الحدود، فقد شهد كيف تدار الدولة على أعلى المستويات مع أبيه

عبد الملك بن مروان ومع إخوته من بعده، وكان الخلفاء من

إخوته يحرصون على أن يبقى إلى جانبهم مستشاراً يتعلمون منه

أكثر مما يتعلم منهم إلا إذا حزبهم أمر يهدد أمن الدولة ومصيرها

تهديداً خطيراً، فيبعثونه، ليقضي على الثورات، وليقمع

الإضطرابات، وليعيد الأمن والاستقرار. وكان مسلمة مخلصاً

غاية الإخلاص لبني أمية ويدين بالولاء المطلق للخلفاء، ولم يكن

يطمح لتولي الخلافة لأن بني أمية لم يكونوا يبايعون لبني أمهات

الأولاد، ولم يكن لعبد الملك بن مروان ابن أسدَّ راياً ولا أذكى

عقلاً، وأشجع قلباً، وأسمح نفساً ولا أسخى كفاً من مسلمة، وإنما

تركوه لهذا المعنى. وكانت بني أمية لا تستخلف بني الإماء،

وقالوا: لا تصلح لهم العرب. ولم يكن لمسلمة أمل في تولي

الخلافة مع أنه ـ كما قال الذهبي ـ: كان أحق بالملك من سائر

إخوته. وكان ذا عقل راجح ورأي سديد يحولان بينه وبين مغامرة

تشق صفوف المسلمين، وكان بحق من أكثر الناس حرصاً على

رص الصفوف والوحدة، كما أنه كان يعتبر


الخلافة (وسيلة) من أجل خدمة الأمة لا (غاية) من أجل أطماع

شخصية، وأمجاد أنانية، وهو بحق خدم الأمة أجل الخدمات،

وكان رحمه الله

جميل الصورة حسن الوجه صبيحاً، من أجمل الناس وهو معدود

من الطبقة الرابعة من تابعي أهل الشام، توفي 120هـ.


وسيأتي الحديث مفصلا عنه في حصار القسطنطينية في

خلافة اخيه سليمان بن عبد الملك

__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 2010-09-17, 01:23 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

اهتم الخليفة عبد الملك بالحدود البرية، فقام ببناء عسقلان

وحصّنها ورمّ قيسارية، وبنى بها بناءً كثيراً وبنى مسجدها، وقام

بتجديد وترميم صور وعكا وأردبيل وبرذعه لما لهذه الثغور من


بقايا مديتة واسط


أهمية حربية، وبنى واليه الحجّاج بن يوسف مدينة واسط كقاعدة

عسكرية تتوسط بين الأهواز والبصرة والكوفة بمقدار واحد قدره

خمسون فرسخاً وذلك أنه كان حينما يريد غزو خراسان ينزل

جيش الشام على أهل الكوفة فكانوا يتأذون منهم فبنى واسطاً،

كمعسكر لهم ولقد لعبت دوراً مهماً في عملية الإمداد لثغور

المشرق، وفي عهد عبد الملك فتح حصن سنان، من بلاد الروم

حيث استفاد منه بشحنه بالجند لحماية الحدود، واهتم عبد الملك

في إدارته العسكرية بحملات الصوائف والشواتي، فكان يوليها

كبار رجالات البيت الأموي، مما يدل على حرصه وعنايته في



صورة البوابة

حماية وتأمين حدود الدولة الإسلامية ضد هجمات الأعداء، وكان

من هؤلاء الأمراء ابنه الوليد، ومن أمراء البيت الأموي الذين

تولوا حملات الصوائف والشواتي لعدة سنوات أخو الخليفة عبد

الملك محمد بن مروان والذي له الأثر الجميل في مباشرة تحصين

وإنشاء حصن المصيصة وشحنه بالجند وبنائه لطرندة وتعزيزه

إياها بالعسكر، وابنه مسلمة بالإضافة إلى كبار القادة أمثال يحي

بن الحكم وعثمان بن الوليد وغيرهما


إن ما حدث في عهد عبد الملك من فتوحات هي امتداد طبيعي

للأسس المتينة والقواعد الراسخة لفقه النهوض الذي أسسه

رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكمل بناؤه الخلفاء الراشدون،

وكانت الأمة وكثير من حكامها يعيشون لأجل العقيدة والدعوة

الإسلامية وقد انتصر المسلمون بالإسلام نفسه، فهم قد فهموه

فهماً صحيحاً دقيقاً وطبقوه على أنفسهم فأنشأ منهم خلقاً جديداً،

غير النفوس والقلوب والعقول، وحررها من الوثنية وعبادة غير

الله وفتح أمامهم آفاق الإيمان والعمل فاندفعوا يحملون رسالة

التوحيد إلى الإنسانية كلها فأقاموا أمة وأنشأوا دولة كبرى

وأعلنوا كلمة الله في الأرض حقاً وصدقاً، لقد صيغت هذه الأمة

منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم على أساس واضح من

الترابط بين الإسلام والإيمان، والعقيدة والعمل، وفق أصفى

مفهوم للتوحيد وأصدق فهم لإقامة المجتمع الإنساني واجتمع لها

في إيمانها: العقيدة والشريعة والأخلاق دون أن ينفصل أحدها

عن الآخر، وتكامل لها مفهوم المعرفة القائم على القلب والعقل،

وقد ظلت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بكل دقائقها

وتفاصيلها أمام المسلمين قدوة صادقة وأسوة حسنة وقد كانت

المثل الأعلى أمام القادة والمصلحين والأبطال والمجاهدين وما

زالت وستظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولقد

انتصر المسلمون بقيم ومقومات ومثل كثيرة تعلموها وتربوا

عليها من القرآن الكريم وهدي الرسول الأمين صلى الله عليه

وسلم ومن أبرز هذه القيم والمقومات عقيدة سليمة، عبادة

صحيحة، كتاب منير، أسوة حسنة، شريعة عادلة، أخلاق حميدة،

جهاد في سبيل الله، تربية صالحة مستمرة، مفهوم شامل للحياة

والمجتمع، بطولة في المواقف، وصمود في وجوه العدو وغير

ذلك من القيم والمقومات.



وصية عبد الملك لأولاده ووفاته


لما احتضر عبد الملك أمر بفتح الأبواب من قصره، فلما فتحت

سمع قصاراً ـ أي: غسالاً ـ بالوادي، فقال: ما هذا قالوا: قصار،

فقال: يا ليتني كنت قصاراً أعيش من عمل يدي،



1 ـ ولما حضره الموت جعل يندم ويندب ويضرب بيده على رأسه

ويقول: وددت لو أكتسب قوتي يوماً بيوم واشتغلت بعبادة ربي.

2 ـ وقيل له لما حضره الموت: كيف تجدك؟ قال: أجدني كما قال

الله تعالى: ((وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا

خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ))((الأنعام ، الآية : 94).

3 ـ وقيل إنه لما حضرته الوفاة دعا بنيه فوصاهم فقال: الحمد لله

الذي لا يسأل أحداً من خلقه صغير أو كبيراً ثم أنشد:


فهل من خالد إما هالكنا


وهل بالموت للباقين عار


وقيل: إنه قال: أرفعوني فرفعوه حتى شم الهواء وقال: يا دنيا ما

أطيبك؟ إن طويلك لقصير، وإن كثيرك لحقير، وإن كنا بك لفي

غرور، ثم تمثل بهذين البيتين:


إن تناقش يكن نقاشك يا رب


عذاباً لا طوق لي بالعذاب


أو تجاوز فأنت رب صفوح


عن مسيء ذنوبه كالتراب


وخطب عبد الملك يوماً خطبة بليغة، ثم قطعها وبكى بكاءً شديداً،

ثم قال: يا رب إن ذنوبي عظيمة، وإن قليل عفوك أعظم منها،

اللهم فامح بقليل عفوك عظيم ذنوبي فبلغ ذلك القول زاهد العراق

الحسن البصري فبكى وقال: لو كان كلام يكتب بالذهب لكتب هذا

الكلام، وقال الشعبي: خطب عبد الملك، فقال: اللهمّ إن ذنوبي

عظام وهي صغار في جنب عفوك يا كريم، فأغفرها لي.

4 ـ جاء ابنه الوليد بباب المجلس وهو غاص بالنساء، فقال:


كيف أصبح أمير اامؤمنين؟ قيل له يُرجى له العافية وسمع عبد

الملك ذلك فقال:



وكم سائل عنا يريد لنا الرَّدى



وكم سائلات والدموع ذوارف



ثم أمر النساء، فخرجن وأذن لبني أمية فدخلوا عليه وفيهم خالد

وعبد الله ابنا يزيد بن معاوية فقال لهما: يا بني يزيد أتحبان أن

أقيلكما بيعة الوليد؟



... قالا معاذ الله يا أمير المؤمنين. قال: لو قلتما غير ذلك لأمرت

بقتلكما على حالتي هذه. ثم خرجوا عنه واشتد وجعه، فتمثل ببيت

أمية بن الصَّلت:



ليتني كنت قبل ما قد بدا لي



في قلال الجبال أرعى الوعولا

وصية عبد الملك لابنه الوليد عند موته تدل على حزمه


لما احتضر عبد الملك دخل ابنه الوليد فبكى، وقال له عبد الملك:

ما هذا؟ أتخن حنين الجارية والأمة، إذا مت فشمر واتزر، وألبس

جلد النمر وضع الأمور عند أقرانها واحذر قريشاً:

1 ـ يا وليد: أتقي الله فيما استخلفك فيه، واحفظ وصيتي.

2 ـ انظر إلى أخي معاوية فصل رحمه واحفظني فيه.

3 ـ وانظر إلى أخي محمد فأمره على الجزيرة ولا تعزله عنها.

4 ـ أنظر إلى ابن عمنا علي بن عباس، فإنه قد انقطع إلينا بمودته

ونصيحته وله نسب وحق فصله رحمه، واعرف حقه.

5 ـ وانظر إلى الحجّاج بن يوسف فاكرمه، فإنه هو الذي مهد لك

البلاد، وقهر الأعداء، وخلص لك الملك وشتت الخوارج.

6 ـ وأنهاك وإخوتك عن الفرقة، وكونوا أولاد أمٍ واحدة، وكونوا

في الحرب أحراراً، وللمعروف مناراً، فإن الحرب لم تدن منية قبل

وقتها، وإن المعروف يشيد ذكر صاحبه، ويميل القلوب بالمحبة،

ويذلل الألسنة بالذكر الجميل، ولله در القائل:


إن الأمور إذا اجتمعنا فرامها

بالكسر ذو حنقٍ وبطشٍ مفند


عزت فلم تكسر وإن هي بددت

فالكسر والتوهين للمتبدد

7 ـ ثم قال: إذا أنا مت فادعو الناس إلى بيعتك، ومن أبى فالسيف،

وعليك بالإحسان إلى أخواتك فاكرمهن، وأحبهن إليَّ فاطمة،

ثم قال: اللهم

أحفظني فيها، وكان قد تزوجها عمر بن عبد العزيز وهو ابن عمها.


وصيته لبنيه

... لما حضرت عبد الملك بن مروان الوفاة دعا بنيه، فأوصاهم

فقال:

1 ـ يا بني: أوصيكم بتقوى الله، فإنها أحصن كهف وأزين حلة

ليعطف الكبير منكم على الصغير، وليعرف الصغير منكم حق الكبير.

2 ـ وإياكم والاختلاف والفرقة، فإنها بها هلكة الأولون قبلكم،

وذل ذو العدد والكثرة.

3 ـ وانظروا مسلمة فاصدروا عن رأيه فإنه جنتكم الذي به

تستجنون، ونابكم الذي عنه تفترون.

4 ـ اكرموا الحجّاج، فإنه وطأ لكم المنابر وكونوا عند القتال

أحراراً وعند المعروف مناراً، وكونوا بني أم بررة، أحلولوا في

مرارة ولينلوا في شدة ثم رفع رأيه إلى الوليد فقال:

5 ـ يا وليد: لأعرفنكم إذا وضعتني في حفرتي تمسح عينيك

وتعصرهما فعل الأمة ولكن إذا وضعتني في حفرتي فشمر واتزر،

والبس جلد النمر، ثم أصعد المنبر فادعو الناس إلى البيعة، من

قال كذا فقل كذا.


وفاته ودفنه



... كان عبد الملك يقول: ولدت في رمضان، وفطمت في رمضان،

وختمت القرآن في رمضان، وأتتني الخلافة في رمضان، وأخشى

أن أموت في رمضان، فلما دخل شوال وأمن مات، مات بدمشق

سنة 86هـ يوم الجمعة وقيل الأربعاء وصلى عليه ابنه الوليد ولي

عهده من بعده وكان عمره يوم مات ستين سنة، وقيل ثلاث

وستين سنة وقيل ثمان وخمسين سنة، ودفن بين باب الجابية

وباب الصغير، وكان نقش خاتمه (آمنت بالله مخلصاً)، وانفرد

بالخلافة منذ مقتل ابن الزبير إلى وفاته، والصحيح أنه لما مات

كان عمره ستين سنة حيث ولد عام ستة وعشرين هجرية.

رحمك الله يا أبا الوليد وحدت البلاد وأمنت العباد وأقمت دولة

الاسلام خالصة للمسلمين.
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 2010-09-17, 01:26 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

العصر الذهبي

خلافة الوليد بن عبد الملك


هو أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي،

الدمشقي بويع بعهد من أبيه، وكان مترفاً نهمته في البناء، أنشأ

جامع بني أمية ووسع أيضاً مسجد رسول الله صلى الله عليه




وسلم وزخرفه ورزق في دولته سعادة، ففتح بوابة الأندلس،

وبلاد الترك،




منظر جوي للمسجد النبوي






وغزا الروم مرات في دولة أبيه، وحج وقيل كان يختم في كل

ثلاث، وختم في رمضان سبعة عشرة ختمة، وكان يقول: لولا أن

الله ذكر قوم لوط ما شعرت أن أحداً يفعل ذلك. وكان فيه عسف

وجبروت. وقيام بأمر الخلافة، وقد فرض للفقهاء والأيتام

والزّمنى والضعفاء وضبط الأمور.

كان الوليد بن عبد الملك من اشهر خلفاء بني أمية وهو أكثرهم

عناية بالبناء والعمران حتى لقب مهندس بني أمية، وأراد الوليد

أن يبني المسجد النبوي ويشيده بما يليق به وبعظمة الخلافة في

عهده، فصمم على تنفيذ ذلك المشروع وهو توسعة المسجد

النبوي،

وقد كتب الوليد إلى عمر بن عبد العزيز أن يحفر الفوارة

بالمدينة، وأن يجري مائها ففعل، وأمره أن يحفر الآبار وأن

يسهل الطرق والثنايا، وساق إلى الفوارة الماء من ظاهر المدينة،

والفوارة بنيت في ظاهر المسجد عند بقعة رآها فأعجبته.



بناء المسجد الأموي





... قال ابن كثير في حوادث عام 96هـ: فيها تكامل بناء الجامع

الأموي بدمشق على يد بانيه أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك

بن مروان، جزاه الله عن المسلمين خير الجزاء وكان أصل موضع

هذا الجامع قديماً معبداً بنته اليونان الكلدانيون الذين كانوا



يعمرون دمشق، وهم الذين وضعوها وعمروها أولاً... ثم ـ إن

النصارى حولوا بناء هذا المعبد الذي هو بدمشق معظماً عند

اليونان، فجعلوه كنيسة واستمر النصارى على دينهم هذا بدمشق






وغيرها نحو ثلاثمائة سنة حتى ـ جاء الإسلام ـ وعندما صارت

الخلافة إلى الوليد عزم على تحويلها إلى مسجد، بعد أن تفاوض

مع النصارى وقام بترضيتهم مقابل عروض مغرية. ثم أمر الوليد

باحضار آلات الهدم واجتمع إليه الأمراء والكبراء من رؤساء







الناس وجاء إليه أساقفة النصارى وقساوستهم، فقالوا: يا أمير

المؤمنين، إن نجد في كتبنا أن من يهدم هذه الكنيسة يجن. فقال:

أنا أحب أن أجن في الله عز وجل والله لا يهدم فيها أحد شيئاً

قبلي، ثم صعد المنارة ثم إلى أعلى مكان من الكنيسة وضرب بها

في أعلى حجر فألقاه، فتبادر الأمراء إلى الهدم، فهدم الوليد

والأمراء جميع ما جدده النصارى في تربيع هذا المكان من

المذابح والأبنية.. ثم شرع في بنائه وقد استعمل الوليد في بناء

هذا المسجد خلقاً كثير من الصناع والمهندسين والفعلة، وكان

المستحث على عمارته أخوه، وولي عهده من بعده سليمان بن

عبد الملك، وقد أنفق في مسجد دمشق أربعمائة صندوق في كل

صندوق أربعة عشر ألف دينار وفي رواية: في كل صندوق ثمانية

وعشرون ألف دينار. قلت فعلى الأول يكون ذلك خمسة آلاف

وألف دينار وستمائة ألف دينار، وعلى الثاني يكون المصروف

في عمارة الجامع الأموي أحد عشر ألف ألف دينار، ومائتي ألف

دينار،وقد نقل إلى الوليد بأن الناس يقولون أنفق الوليد أموال

بيت المال في غير حقها فنودي في الناس: الصلاة جامعة،

فاجتمع الناس، فصعد الوليد المنبر وقال: إنه بلغني عنكم إنكم

قلتم: أنفق الوليد بيوت الأموال في غير حقها. ثم قال: يا عمر بن

مهاجر، قم فاحضر أموال بيت المال، فحملت على البغال إلى

الجامع وبسطت الأنطاع تحت القبة ثم أفرغ عليها المال ذهباً

صبيباً وفضة خالصة حتى صارت كوماً حتى كان الرجل لا يرى

الرجل من الجانب الآخر وهذا شيء كثير، فوزنت الأموال، فإذا

هي تكفي الناس ثلاث سنين مستقبلة، وفي رواية: ستة عشرة

سنة مستقبلة ولو لم يدخل للناس شيء بالكلية ـ ففرح الناس

وكبروا وحمدوا الله عز وجل على ذلك، ثم قال الوليد: يا أهل

دمشق إنكم تفخرون على الناس بأربع: بهوائكم ومائكم،

وفاكهتكم، وحماماتكم، فأحببت أن أزيدكم خامسة وهي هذا

الجامع فاحمدوا الله تعالى. وانصرفوا شاكرين داعين. وقد كان





الجامع الأموي لما كمل بناؤه لم يكن على وجه الأرض بناء

أحسن منه، ولا أبهى ولا أجل منه، بحيث أنه إذا نظر الناظر إليه،



أو إلى أي جهة منه، أو إلى أي بقعة أو مكان منه، تحير فيما

ينظر إليه لحسنه جميعه، ولا يمل ناظره، بل كلما أدمن النظر،

بانت له أعجوبة ليست كالأخرى.


__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 2010-09-17, 01:27 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

المستشفيات في عهد الوليد


... كان الخليفة الوليد بن عبد الملك أول من أسس مستشفى

خاصاً بالمجذومين وذلك سنة 88هـ، وجعل فيه أطباء مهرة،

وأجرى عليهم الأرزاق، وأمر بعزلهم عن الأصحاء كي لا تنتقل

العدوى من المصابين إلى الأصحاء، وهذا ما يعرف في التاريخ

بدور المجذومين. يقول الأستاذ الدكتور أحمد شوكت الشطي:..

أول مؤسسة عرفت هي مجذمة الوليد بن عبد الملك في دمشق

سنة 88هـ، ثم تعددت الملاجئ بعد ذلك في مختلف البلاد العربية

لبذل العناية الإنسانية لهؤلاء التعساء، وتعد المجاذم العربية أول

دور عولج فيها المصابون بالجذام معالجة فنية، ويقول أحمد

عيس بكر: قال الشيخ أبو العباس أحمد القلقشندي، إن أول من

اتخذ البيمارستان بالشام للمرضى الوليد بن عبد الملك وهو

سادس خلفاء بني أمية.. وقال رشيد الدين بن الوطواط: أول من

عمل البيمارستان وأجرى الصدقات على الزَمْنَى والمجذومين

والعميان والمساكين واستخدم لهم الخدام الوليد بن عبدالملك.

وقال تقي الدين المقريزي: أول من بنى البيمارستان في الإسلام

ودار المرضى الوليد بن عبد الملك وهو أيضاً أول من عمل دار

الضيافة وذلك سنة 88هـ وجعل في البيمارستان أطباء،

وأجرىلهم الأرزاق وأمر بحبس المجذومين لئلا يخرجوا وأجرى

عليهم وعلى العميان الأرزاق، ولم يصل إلينا إي علم أو إشارة


عن المكان الذي أنشأ فيه الوليد البيمارستان.


كفالة الدولة للمحتاجين وتطوير الطرق

... كان الوليد يخصص الأرزاق للفقهاء والضعفاء والفقراء

ويحرم عليهم سؤال الناس، ويفرض لهم ما يكفيهم كما فرض

على العميان والمجذومين، فقد أعطى المجذومين وقال: لا تسألوا

الناس وأعطى كل مقعد خادماً وكل ضرير قائداً وفتح في ولايته

فتوح عظام، وقد اهتم الوليد بتعبيد الطرق وبخاصة تلك التي









قصر الخزانة الي الشرق من عمان علي طريق الحجاج

تؤدي إلى الحجاز لتيسير سفر الحُجاج إلى بيت الله الحرام، فكتب

إلى عمر بن عبد العزيز في تسهيل الثنايا وحفر الآبار وعمل

الفوارة في المدينة وأمر لها بقوام يقومون عليها وأن يسقى منها

أهل المساجد.


ديوان المستغلات

يعتبر عهد الوليد امتداد لأبيه في النظام السياسي والاقتصادي

والإداري وغيرها ويبدو أن ديوان المستغلات ظهر ذكره في عهد

الوليد، وكان هذا الديوان ينظر في إدارة أموال الدولة غير

المنقولة من أبنية وعمارات وحوانيت ولأول مرة ترد إشارة

ديوان المستغلات في عهد الوليد حيث ذكر أن نفيع بن ذؤيب تقلد

للوليد بن عبد الملك ديوان المستغلات، وأن اسمه مكتوب على



خريطة طرق دمشق القديمة

لوح في سوق السراجين بدمشق. وهذا يدل على: أن الديوان كان

قائماً في خلافة الوليد، ولعله أحدث قبل هذا الوقت، وأن وجود

اسمه على لوح في سوق دمشق له دلالته على وجود أملاك عائدة

إلى الدولة، وإن نفيع كان يشرف على جباية وارداتها.


الوليد والقرآن الكريم


أخذ الخلفاء الأمويون والأمراء أنفسهم بتلاوة القرآن وختمه من

وقت لآخر وقد شب الوليد على حب القرآن الكريم والاكثار من

تلاوته وحث الناس على حفظه وإجازتهم على ذلك، حدث إبراهيم

بن أبي عبلة قال: قال لي: الوليد بن عبد الملك يوماً في كم تختم

القرآن؟ قالت: كذا وكذا، فقال: أمير المؤمنين على شغله يختمه

في ثلاث ـ وقيل في سبع ـ قال: وكان يقرأ في شهر رمضان سبعة

شعرة ختمة، قال إبراهيم: رحم الله الوليد، وأين مثله؟ بنى مسجد

دمشق، وكان يعطيني قطع الفضة، فأقسمها على قرّاء بيت

المقدس، ورى الطبري أن رجلاً من بني مخزوم سأل الوليد قضاء

دين عليه. فقال: نعم إن كنت مستحقاً لذلك، قال: يا أمير

المؤمنين، وكيف لا أكون مستحقاً لذلك مع قرابتي؟ قال: أقرأت

القرآن؟ قال: لا، قال: أدن مني فدنا منه، فنزع عمامته بقضيب

كان في يده وقرعه قرعات بالقضيب، وقال للرجل: ضم إليك هذا

فلا يفارقك حتى يقرأ القرآن، فقام إليه عثمان بن يزيد بن خالد...

فقال يا أمير المؤمنين إن علي ديناً، فقال: أقرأت القرآن قال: نعم،

فاستقرأه عشر آيات من الأنفال، وعشر آيات من براءة، فقرأ،

فقال: نعم نقض عنكم، ونصل أرحامكم على هذا. وقال عنه ابن

كثير: .. فقد كان صيناً في نفسه حازماً في رأيه يقال: إنه لا تعرف

له صبوة


المراسلات بين الوليد وملك الروم


كانت هناك مراسلات بين الوليد وبين ملك الروم ولاسيما حينما

هدم الوليد كنيسة دمشق، فكتب إليه ملك الروم: إنك هدمت

الكنيسة التي رأى أبوك تركها، فإن كان صواباً فقد أخطأت، وإن

كان خطأ فما عذرك؟. فكتب إليه الوليد: ((وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ

يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ

* فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا)) (الأنبياء ، الآيتان :

78 ـ 79). وحين قرر الوليد بن عبد الملك فتح القسطنطينية

وأعد العدة لذلك أرسل قيصر الروم سفيراً يدعى دانيا حاكم مدينة

سينوب إلى دمشق للتداول مع الخليفة حول إمكانية عقد هدنة

بين الطرفين وزوده بتعليمات سرية ترمي إلى الوقوف على مدى

استعدادات المسلمين لحصارالقسطنطينية، وعند رجوعه اطلعهم

على استعداد العرب للحملة وحث الروم على اتخاذ التدابير الكفيلة

لمواجهة الموقف، وهذا يدل على أن الروم كانوا يتخذون من

السفراء والوفد وسيلة لجمع المعلومات في الدولة الإسلامية

واستعداداتهم إتجاه الروم والتجسس على الدولةالإسلامية

مستغلين كونهم رسلاً بين الدولتين مستفيدين من طبيعة المهمة

السلمية التي يقومون بها وكانت هناك مراسلات وتبادل هدايا بين

الخليفة الوليد بن عبد الملك وبين ملوك الروم حين أراد بناء

الجامع الأموي، فعلى سبيل المثال لا الحصر ما أهداه الوليد إلى

ملك الروم من كميات الفلفل قدرت قيمتها بعشرين ألف دينار،

وهناك روايات كثيرة تشير إلى التعامل السلمي وتبادل الخبرات

كان موجود بين الوليد وقيصر الروم، فقد أراد الوليد الاستفادة

من خبرات الروم في صناعة الفسيفساء والبناء والعمران،

وكانت هناك مراسلات متعلقة بالأسرى والرهائن بين الطرفين،

فقد كانت من المسائل المهمة جداًَ وكانت المفاوضات بشأنها

تجري أما في دمشق أو في القسطنطينية، وليس في مدن محلية

صغيرة.
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 2010-09-17, 01:28 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

عصر الفتوحات


عصر القادة العظام


مسلمة وموسي بن نصير وطارق بن زياد وقتيبة بن مسلم


ومحمد بن القاسم الثقفي




كان في أواخر عهد عبد الملك رحمه الله وبداية عهد الوليد


كان هذا العصر هو عصر الفتوحات والبطولات التي خاضها


المسلمون في كل الاتجاهات وبلغت الدولة الاموية في ذالك


الوقت اقصي اتساع لها من الصين شرقا الي ألا ندلس غربا





بفضل قادتها الذين بذلو ا كل مالديهم من أجل اعلاء كلمة الله



فكان حقا علي الله ان ينصرهم ويفتح الدنيا امامهم .


وسيأتي ذكر هؤلاء الابطال وما فعلوه في فتوحاتهم بفضل الله


حتي بلغت الدولة حدودا بعيد ة من الدنيا وخافها الشرق والغرب


وتحققت كلمة الله



((قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ))


وقاتل المسلمون في شتي انحاء الارض حتي اعطي الكفار الجزية عن يد وهم


صاغرون.
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 2010-09-17, 01:29 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

الفتوحات في المغرب

موسي بن نصير وطارق بن زياد


... لا يتفق المؤرخون على تاريخ محدد لتولية موسى بن نصير

على المغرب وعزل حسان بن النعمان عنه، ولكن الأقرب إلى

تسلسل الأحداث أن يكون عزل حسان وتوليه موسى بن نصير في

سنة 85هـ، قبيل وفاة عبد العزيز ابن مروان والذي ينسب إليه

المؤرخون عزل حسان وتولية موسى، وبعد أن عزل عبد العزيز

بن مروان والي مصر حسان بن النعمان والي إفريقية وليَّ مكانه

موسى بن نصير، وكان في أواخر سنة خمس وثمانين الهجرية

أو في أوائل سنة ست وثمانين الهجرية وعندما توافدت الجيوش،

قام موسى بن نصير خطيباً، فكان مما قاله: وإنما أنا رجل

كأحدكم، فمن رأى مني حسنة، فليحمد الله، وليحض على مثلها،

ومن رأى مني سيئة، فلينكرها، فإني أخطئ كما تخطئون، ,أصيب

كما تصيبون، وقد أمر الأمير أكرمه الله لكم بعطاياكم وتضعيفها

ثلاثاً، فخذوها هنيئاً مريئاً، من كانت له حاجة فليرفعها إلينا، وله

عندنا قضاؤها على ماعز وهان مع المواساة إن شاء الله، ولا

حول ولا قوة إلا بالله، وهكذا أنجز موسى قبل أن يدخل إفريقية

حشد جيشه وأكمل استحضاراته الإدارية وساوى نفسه برجاله،

وسار موسى متوجهاً إلى الغرب وكان الأمن غير مستتب، فلما

وصل إفريقية برز موسى بن نصير قائداً منتصراً في فتح المغرب

ويرجع ذلك إلى السياسة التي اتبعها مع الأهالي وهي سياسة

التعاون والاندماج الكلي مع البربر، فحين كان يقدم على موسى

وفود القبائل ليعلنوا ولاءهم كان يولي عليهم رجلاً منهم ويأخذ

رهائن من خيارهم لضمان هذا الولاء، كما فعل مع وفد كتامة ومع

وفد مصمودة وغيرهم، ولكن ما أن يعتنق البربر الإسلام، كان

موسى يقر زعمائهم في الرئاسة مقابل مساهمة كل قبيلة بعدد

كان من المقاتلين للانضمام للمقاتلة


العرب. وأعطت سياسة التفاهم هذه ثمارها، فقد استطاع موسى

أن يجند أعداداً كبيرة من قبائل البربر مثل كتامة وهوارة وزناتة

ومصمودة، وألحق موسى بن نصير هؤلاء المقاتلة من البربر مع

جراوة الذين كانوا قد جندوا في عهد حسان، ووضعهم جميعاً في

حامية طنجة تحت قيادة طارق بن زياد الذي وليها سنة 90 هـ من





قبل موسى بن نصير، ومن الوسائل التي استخدمها موسى في

تأليف القلوب وضبط الأمور، وتقوية الدولة الإسلامية:

1 ـ عتق بعض السبايا:كان موسى بن نصير يعتق بعض سباياهم

ويتولاهم في نطاق خطته لتشجيع البربر على الدخول في

الإسلام، فكان يشتري من السبايا من كان في ظنه أن يقبل الإسلام.

2 ـ تطبيق مبدأ المساواة:في النفل بين البربر المسلمين والعرب

الذين أبلوا بلاء حسناً وذلك تشجيعاً وتقديراً لبلائهم وبهذا

التصرف تمكن موسى من جلب أعداد كبيرة إلى الإسلام وإشراكهم

في الجيش الإسلامي.




بقايا قلعة موسي بن نصير

3 ـ التنظيم الإداري: ويبدو أن موسى بن نصير حين دخل إفريقية

وجدها في حاجة ماسة إلى إدارة مستقرة، فقد انفردت كل قبيلة

بربرية بناحيتها واستبدت بها دون أن تخضع لولاة أو عمال،

فأخذ موسى يعمل على إخضاع كل المغرب إلى الحكم الإسلامي

فبدأ ينقل البيزنطيين من المدن الساحلية والنواحي الداخلية

وأسكنهم قرب مراكز الحكم الإسلامي مما يتيح للمسلمين

مراقبتهم ودعوتهم وتعليمهم.


4 ـ تكوين القوة البحرية: أنشأ حسان بن النعمان دار صناعة

السفن بتونس ثم استكملها بعده موسى بن نصير وعبيد الله بن

الحباب، ويذكر أنه صنع بها مراكب مما مكنه من غزو صقلية.

5 ـ سك النقود: ويبدو أنه بادر بسك النقود بإفريقية، إذ يرى

حسن حسني عبد الوهاب أن أول أمير سك النقود بإفريقية، هو

موسى بن نصير سنة 95هـ.


... وتتلخص أعمال موسى بن نصير في حرصه على نشر الإسلام

بين البربر ولهذا كان يختار عمالاً يحسنون السيرة في أهالي

المناطق المفتوحة، واختار فئة من أصحابه لتعليم البربر حديثي

الإسلام، القرآن ومبادئ الإسلام. فقد أمر العرب أن يعلموا البربر

القرآن وأن يفقهوهم في الدين، وذكر ابن عذارى أن موسى ترك

سبعين رجلاً من العرب في طنجة يعلمون البربر القرآن وشرائع

الإسلام. وهذه السياسة هي استمرار لسياسة عقبة بن نافع

وحسان بن النعمان. وهذا أدى إلى انتشار الإسلام في المغرب

الأقصى. واستطاع موسى بن نصير بعد حملات جهادية منظمة

السيطرة على جميع شمال إفريقية من برقة إلى المحيط الأطلسي



وأصبح سيد إفريقية بدون منازع، وكان أولاده من ضمن قادته

في فتوحاته الكبرى وكانت له حملات بحرية على جزر البحر

الأبيض المتوسط ومن أشهر تلك الحملات ما سمي بحملة

الأشراف بسبب اشتراك أشراف الناس فيها وكانت وجهتها

جزيرة صقلية حيث بلغ عدد مقاتليها بين التسعمائة والألف





صقلية

وكانت بقيادة ابنه عبد الله الذي حقق نصراً حاسماً حتى غنم

المسلمون غنائم كثيرة بلغ فيها سهم المقاتل مائة دينار ذهب. هذا

ولم تقتصر حملات موسى بن نصير البحرية على مقاتلة إفريقية

بل شملت دعم الحملات البحرية في ولاية مصر، هذا وقد توجت

هذه الانتصارات البحرية الرائعة التي حققها الأسطول الإسلامي

بفتح بلاد الأندلس الذي خطط له موسى بن نصير ونفذه طارق بن

زياد وتم بشكل نهائي بتوفيق الله ثم جهود هذين القائدين

العظيمين.
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 2010-09-17, 01:30 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

فتح الأندلس وجهود طارق بن زياد


... كان الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة الايبيريَّة (أسبانيا

والبرتغال) أمراً طبيعياً حسب الخطة التي اتبعها المسلمون أثناء

فتوحاتهم، وهي تأمين حدودهم ونشر دعوتهم وذلك بالمضي في

جهادهم إلى ما وراء تلك الحدود، لنشر العقيدة الإسلامية التي

تقتضي أن يستمر المدُّ الإسلامي ما دامت فيه القوة على

الاستمرار، وبعد أن أرسى موسى بن نصير، ومن معه، كلمة

الإسلام بجهودهم في المغرب الكبير، كانت الخطوة التالية

الطبيعية هي فتح الأندلس وقد عمل موسى على إكمال جهود من

سبقه من الجند الدعاة ـ قادة وجيشاً ـ في ترسيخ قدم الإسلام في

الشمال الإفريقي، فقد عمل على تثبيت الإسلام في قلوب الناس

ونشط في تعليمهم وتربيتهم على مبادئ الدين الحنيف، وآتت

جهوده الدعوية ثمارها الزكية فقد أصبح البربر في تلك الديار من

أخلص الناس للإسلام والدعوة إليه والجهاد في سبيل نشر

تعاليمه، ولقد كانت أكثرية جيش طارق إلى الجزيرة الايبيريَّة من





المسلمين البربر، الذين تحمسوا لدعوة الإسلام، حباً لها وتضحية

من أجلها، لا طمعاً في مغنم أو حرصاً على جاه، فهذا هو هدف

جميع الفتوحات الإسلامية التي يكفي الاطَّلاع عليها ومعرفة

طبيعتها لرفض الإدعاءات وإسقاط المفتريات المزوّرة، التي

تشير ـ تلميحاً أو تصريحاً ـ إلى إعتبار الغنائم سبب هذا الفتح،

وهو أمر عاري من الحجج والبراهين والأدلة، وإنما هي أوهام لا

تحمل أي رائحة من الطابع العلمي أو السند التاريخي.


فكرة الفتح

: يمكن القول بأن فكرة فتح الجزيرة الايبيريَّة هي فكرة إسلامية

تماماً. بل يُروى بأنها فكرة قديمة تمتد إلى أيام الخليفة الراشد

عثمان بن عفان، فقد كان عقبة بن نافع الفهري يفكر في إجتياز

المضيق إلى أسبانيا لو استطاع وسبق للمسلمين نشاط على

شواطئ أسبانيا الشرقية وبعض الجزر القريبة منها، وهي



مَيورْقة ومَنورقة، واليابسة، يذكر الذهبي أنه في سنة 89هـ:

جهز موسى بن نصير ولده عبد الله، فافتتح جزيرتي مَيورْقة

ومَنورقة، أما الإتصال بيُليان حاكم مدينة سبتة أو بغيره من

الأسبان فإنها جاءت مواتية على ما يبدو وفي الوقت الذي كان

موسى بن نصير يفكر في تنفيذ فكرة الفتح ولكن كيف تم الاتصال





بالجانب الأسباني ((يُليْان وأنصار الملك المخلوع وغيرهم،؟

اختلفت الأقوال فيما إذا تم الأمر بالمراسلة أو باللقاء الشخصي

وأين؟ إذا كان هذا الاتصال أصلاً قد تمّ وبهذا المستوى على كل

حال فإن اتصالات الجانب الأسباني بموسى ومساعداتهم ـ أثناء

عمليات الفتح ـ ربما كانت عاملاً مساعداً سهّل سير الفتح أو

عجّل به. لكن المبادأة ومردّ العمليات وإنجازها كانت من الجانب

الإسلامي الذي اندفع مع الفتح بقوة فائقة معتمداً على الله في

تحقيق ما يصبوا إليه من هداية الناس وقد استشار موسى الوليد

بن عبد الملك (86 ـ 96هـ) قبل اتصالاته بليُليان، أو اتصال هذا

الأخير بموسى. وقد ترددت الخلافة ـ بادي الأمر ـ بالقيام بمثل هذا

العمل الكبير، خوفاً على المسلمين من المخاطرة في مفاوز أو

إيقاعهم في مهالك، ولكن موسى أقنع الخليفة بالأمر، ثم تمّ

الاتفاق على أن يَسبق الفتح اختبار المكان بالسرايا أو الحملات

الاستطلاعية.

الحملة الاستطلاعية ، أو حملة طريف


... نفذ موسى أوامر الوليد بأن جهز حملة استطلاعية مؤلفة من

خمسمائة جندي منهم مائة فارس بقيادة طريف بن مالك الملقب

بأبي زُرعة وهو مسلم من البربر وجاز هذا الجيش الزُّقاق ـ اسم

يطلق أحياناً على المضيق ـ من سبتة بسفن يُليْان أو غيره، ونزل

قرب أو في جزيرة بالوما في الجانب الأسباني وعرفت هذه

الجزيرة فيما بعد باسم هذا القائد: جزيرة طريف، وكان إبحار هذه

الحملة من سبتة في رمضان عام 91هـ )تموز 710م) وقد جال

طريف في المدينة والنواحي المحيطة بها واستطلع أخبار العدو

في تلك الجهات، وعادت حملة طريف بالأخبار المطمئنة

والمشجعة على الاستمرار في عملية الفتح،، فقد درس أحوال

المنطقة وتعرّف على مواقعها وأرسل جماعات إلى عدة أماكن ـ

منها جبل طارق ـ لهذا الغرض فكانت هذه المعلومات عوناً في

وضع خُطة الفتح ونزول طارق بجيشه على الجبل.

... لما رأى موسى بن نصير ما حققته حملة طريف، وصحّ عنده

ما نقل إليه من أحوال الأندلس، بعث طارق بن زياد في سبعة

آلاف من المسلمين أكثرهم من البربر والموالي وأقلهم من العرب

ولما احتاج طارق إلى أعداد في فترة تالية أمدّه موسى بخمسة

آلاف فتمّ جيش طارق من السفن لنقل الجنود إلى بر الأندلس وقد

حرص القائمون على الحملة لاستكمال عملية نزول الجند أن

يُعموُا أخبار الحملة على الناس، لذلك أحضر يوليان السفن إلى

سبتة ليلاً وأخذت تنقل الجنود تباعاً، ويبدو أن عملية إبحار الجند

اقتضت أكثر من ليلة، فقيل أن الجند الذين نزلوا بر الأندلس كانوا

يكمنون في النهار حتى لا يشعر بهم أحد، وكانت السفن تختلف

بين سبتة والأندلس وأهل الأندلس لا يظنون إلا أنها تختلف بمثل

ما كانت السفن تختلف به من المنافع والمتاجر، ولما علم أهل

الأندلس بالحملة كانت عملية الإبحار قد تمت بسلام في رجب من

عام اثنين وتسعين للهجرة، ونزل طارق، بالجند عند جبل كالبي،

وهو الجبل الذي أخذ اسم طارق وصار يعرف بجبل طارق، وقيل

لما ملك رئيس الموحدين عبد المؤمن الأندلس وعبر جبل طارق

أمر ببناء مدينة على الجبل وسماه جبل الفتح ولكن الاسم لم يثبت

له وظل اسم جبل طارق جارياً على الألسنة، وسار طارق

بالجيش نحو الجزيرة الخضراء ففتحها، وكان لذريق في شمال

الأندلس مشغولاً في محاربة البشكنس، وقيل في محاربة

الفرنسيين، فأرسل خليفته تدمير يُعْلِمُه بالهجوم الإسلامي، فعاد


لذريق مسرعاً لصده، وفي طريقه لقتال المسلمين عرّج على

العاصمة طليطلة دون أن يدخلها وصالح أسرة غيطشة ودعاهم

والقوط المخالفين له إلى الانضمام إليه في حرب العدو المشترك

فساروا معه، وقيل أن لذريق عهد بقيادة ميمنة جيشه وميسرته

إلى ابني غيطشة، وعلم طارق بالحشود التي حشدها لذريق

لمجابهته فكتب إلى موسى ينبئه بضخامتها ويطلب منه مدداً،

فأمدّه موسى بخمسة آلاف مقاتل، ويصف المقري، نقلاً عن بعض




المؤرخين جند طارق لقد أقبلوا وعليهم ((الزرد)) وفوق رؤوسهم

((العمائم البيض)) وبأيديهم ((القسي العربية)) وقد تقلدوا

السيوف وحملوا الرماح فلما رآهم لذريق دخله منهم الرعب،

وذكر ابن الأثير: أن طارقاً لما ركب البحر غلبته عينه فرأى النبي

صلى الله عليه وسلم ـ في نومه ـ ومعه المهاجرون والأنصار قد

تقلّدوا السيوف وتنكّبوا القسّي، فقال له النبي صلى الله عليه

وسلم: يا طارق تقدم لشأنك، وأمره بالرفق بالمسلمين، والوفاء

بالعهد، فنظر طارق فرأى النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه

قد دخلوا الأندلس أمامه، فاستيقظ من نومه مستبشراً وبشر

أصحابه وقويت نفسه ولم يشك في الظفر.


معركة وادي لكّة أو العبور إلى الأندلس


... لم يعد بين طارق وخصمه لذريق سوى عاملي الزمن،

والأرض وأصبح من الواضح أن طارقاً أكثر حرية من خصمة بعد



سقوط ولاية ((الجزيرة الخضراء)) بيده وهزيمة قائد القوط

((بنج)) وهلاك فرقته بكاملها على يدي جيش طارق، وأصبح

قادراً على اختيار المكان المناسب للقتال، فقد كان اختيار ميدان

القتال من قبله من أهم عناصر نجاحه في هذه المعركة، إذ كان قد

أسند ميمنة جيشه إلى بحيرة خاندا شرقاً، الممتدة عدة كيلومترات

والتي يصب فيها نهر البرباط الذي بمر بوادي البرباط وأسند

ميسرته إلى الوادي المذكور غرباً، كما اسند مؤخرة هذا الجيش

إلى جبال ((رتينا)) العالية جنوباً، منتظراً أن يأتيه العدو من

الشمال بعد أن وضعه في موضع الاضطرار لا الاختيار، وما أن

استكمل لذريق عدة الجيش وعديدة حتى تحرك جنوباً لمواجهة

طارق وجيشه في المكان الذي اختاره هذا الأخير، فوصله في



الأيام الأخيرة من شهر رمضان عام 92هـ وعسكر بجيشه على

الجهة الشمالية للوادي، والتقى الجيشان على نهر لكة من أعمال

شذونة لليلتين بقيتا من رمضان سنة 92هـ واتصلت الحرب بين

الجانبين ثمانية أيام استشهد فيها ثلاثة آلاف من المسلمين ولكن

الهزيمة دارت على لذريق وجيشه، وقيل أن لذريق غرق وقتل

كثير من جيشه، ومما يروي عن ابناء غيطشة أنهم خذلوا لذريق

وتركوهم وأنصارهم مواقفهم أمام المسلمين ظناً منهم أن





المسلمين إذا امتلأت أيديهم من الغنائم عادوا إلى بلادهم فبقي

الملك لهم، ولعل خذلان آل غيطشة وأنصارهم لذريق كان بدافع

الانتقام منه، ولا شك أن هذا الفتح مثل غيره يعود إلى قوة

المسلمين بتمكن العقيدة وتغلغل معانيها في نفوسهم وحرصهم

على الشهادة في سبيلها.


... وبعد هذا النصر العظيم تعقب طارق فلول الجيش القوطي التي

لاذت بالفرار. وسار الجيش الإسلامي فاتحاً لبقية مناطق الجزيرة

الإيبيريّة.


الدروس المستخلصة من معركة وادي لكّة

أ ـ أسلوب ((الحذر واليقظة)) تجاه الحلفاء: لم يكتف موسى بن

نصير بقول يليان ووعده بالعون والمساعدة في فتح الأندلس بل

كلفه مهمة استطلاعية في تلك البلاد ليختبر صدقه ووفاءه بعهده،

وقد كان يليان صادقاً بما قال ووفياً لما تعهد به، كما كان موسى

حذراً ويقظاً ونبهاً.

ب ـ أسلوب الاستطلاع قبل الانزال: أراد موسى أن يستطلع البيئة

التي سوف يقتحمها والعدو الذي سوف يقاتله والبقعة التي سوف

يتم النزول فيها، وذلك قبل أن يدفع بجيشه في مغامرة مجهولة

النتائج، فأرسل حملة استطلاعية بقيادة طريف بن مالك وما أن

عادت تلك الحملة بالمعلومات الوافية عن البيئة والعدو وبقعة

النزول حتى اطمأن إلى سلامة قراره فكتب إلى الخليفة يستأذنه بالفتح

ج ـ الأسلوب المتكرر في الاختبار والحيطة: رغم ما سبق من

اختبار سواء بواسطة الحملة التي قام بها يليان أو حملة طريف،

فقد أبى الخليفة إلا أن يكرر الاختبار فقال لموسى: خضها

بالسرايا حتى ترى وتختبر شأنها، ولا تغرر بالمسلمين في بحر

شديد الأهوال. ولما لفت موسى نظر الخليفة إلى سهولة عملية

الإبحار والإنزال أصر الخليفة قائلاً: وإن كان، فلابد من اختباره

بالسرايا قبل اقتحامه. وذلك يدل على مدى حرص الخليفة على

التأكد من نجاح العملية وسلامتها وتأمين الفوز للمسلمين بدل أن

يغرر بهم في بحر شديد الأهوال. وهذا الأسلوب المتكرر في

الاختبار والحيطة قبل الإنزال والاقتحام سهّل عملية الفتح إلى حد

كبير وأعان المسلمين في مواجهتهم الحاسمة للعدو، إذ أمّن لهم

عملية (( المباغتة)) لعدو لم يكن ينتظر مثل هذه المفاجأة أبداً.

خ ـ أسلوب المباغتة: إن الأسلوب الذي اتبعه طارق في إيصال

المسلمين إلى ساحل الأندلسي منفذاً تعليمات الخليفة، كان أسلوباً



بارعاً إلى حد كبير، فهو لم يبحر بالمسلمين دفعة واحدة بل أبحر

بهم على دفعات متتالية وفي مراكب تجارية، وما أن التأم شمل

المسلمين في تلك البلاد، حتى فوجئوا بالهزيمة الساحقة التي

لحقت بهم على يد هؤلاء المسلمين ومقتل أحد أهم قادتهم

((بنج)) ابن أخت مليكهم لذريق، فانتزع المسلمون، بهذه

المباغتة وهذا الانتصار، المبادرة من يد أعدائهم وأسقط في يد

القوط، وأصبحت هزيمتهم على يد المسلمين قدراً محتوماً.

س ـ تنفيذ أسلوب (( رأس الجسر)): نفذ طارق، فور وصول

جيشه إلى الساحل الأندلسي، أسلوب (( رأس الجسر)) وهو

أسلوب يعمل به في الحروب الحديثة، فأقام على الساحل قاعدة

حصينة سوّرها وحماها وانطلق منها في فتوحاته، تماماً كما

يفعل أي جيش في أيامنا هذه.

ش ـ اختيار ميدان القتال: لقد أحسن طارق اختيار ميدان القتال

وفرض على العدو أن يجابهه من جهة واحدة هي جبهة الشمال،

ووضعه في موضع الاضطرار الاختيار.

ص ـ المبادرة بالقتال: كان طارق في هذه المعركة هو البادئ

بالقتال بل بادر إلى اجتياز النهر لملاقاة عدوه، فناوشه ثلاثة أيام

ثم شن عليه بعد ذلك هجوماً عاماً انتهى بهزيمته.

ر ـ صدق المسلمين ووفاؤهم بالعهود: كان المسلمون صادقين

ووفوا بعهودهم تجاه يليان وأبناء غيطشة فأعادوا لهؤلاء ضياع

أبيهم واحترموا تعهداتهم ليليان وأنصاره، وكانت نتيجة ذلك أن

أعتقت سلالة كل من يليان وأبناء غيطشة الإسلام، فكان فيها من

حسن إسلامه مثل أيوب ( توفي سنة226 هـ) وسليمان( توفي

سنة 379 هـ) وأحمد(( توفي سنة 388 هـ)) من سلالة يليان،

ومثل أبي بكر محمد بن عمر المعروف بابن القوطية صاحب

كتاب تاريخ افتتاح الأندلس وهو من سلالة سارة بنت المنذر بن

غيطشة آخر ملوك القوط.

ك ـ استثمار النصر: طبق طارق بالبداهة، مبدأ من أهم المبادئ

العسكرية الحديثة وهو استثمار النصر، إذ أنه ما أن هزم لذريق

في وادي لكّة حتى لاحق فلول جيشه دون أن يترك لهذا الجيش

مجالاً للتجمع وإعادة التنظيم من جديد، وكان طارق قد وضع

لنفسه هدفاً أساسياً هو احتلال طليطلة عاصمة العدو، إذ أنه

يعرف ولا شك، أنه باحتلاله لعاصمة المملكة، تفقد هذه المملكة

مركزيّتها، ويفقد الملك قاعدة ملكه وحكمه، ولكن طارقاً مع ذلك،

لم ينس أن يرسل جيشه في حملات إلى مختلف أنحاء البلاد لكي

يحتل المواقع الاستراتيجية فيها فيفقد القوط كل أمل بمتابعة

القتال والنصر، فأرسل إحداها إلى داخل البلاد شمالاً نحو قرطبة،

وكانت قصبة هامة في الأندلس، وأرسل أخرى شرقاً، على

الساحل الجنوبي للبلاد، نحو ملقة، وأرسل ثالثة إلى داخل البلاد

شمالاً بشرق، نحو غرناطة وكانت تشكل موقعاً استراتيجياً هاماً

في البلاد، ثم توجه بنفسه شمالاً إلى العاصمة طليطلة واستولى

عليها، فظل الحكم القوطي، من جراء ذلك، شديداً طريداً في أنحاء

الأندلس إلى أن سقط.




الخطبة المنسوبة إلى طارق وحرق السفن


يعتقد كثير من المؤرخين أن طارقاً أحرق سفنه، بعد أن أنزل

جيشه على الساحل الأندلسي، ثم خطب بجنده الخطبة الشهيرة،

أيها الناس، أين المفر البحر ورائكم، والعدو أمامك وليس لكم

والله إلا الصدق والصبر...، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع

من الأيتام في مأدبة اللئام، وقد استقبلكم عدوكم بجيشه وأسلحته

وأقواته موفورة، وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم، ولا أقوات لكم إلا

ما تستخلصونه من أيدي عدوِّكم وإن امتدت بكم الأيام على

افتقاركم ولم تنجزوا لكم أمراً ذهبت ريحكم، وتعوَّضت القلوب من

رُعْبها... وجاء في الخطبة:,, وقد بلغكم ما أنشأت هذه الجزيرة

من الحور الحسان، من بنات اليونان، الرافلات بالدّر والمرجان

والحُلل المنسوجة بالعقبان، المقصورات في قصور الملوك ذوي

التيجان، وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين من

الأبطال عُربانا، ورضيكم لملوك هذه الجزيرة أصهاراً وأختاناً،

ثقة منه بارتياحكم للطعان، واستماحكم بمُجالدة الأبطال

والفرسان، ليكون حظه منكم ثواب الله إلى إعلاء كلمته،.. الخ

الخطبة، وبالإمكان إيراد الملاحظات التالية حول الخطبة:


أ ـ لم تكن الخطبة وما فيها من السجع من أسلوب ذلك العصر

القرن الأول الهجري، وغير متوقع لقائد جيش أن يعتني بهذا

النوع من الصياغة.


ب ـ إن المعاني التي تناولتها الخطبة لا تتلاءم وروح الإسلام

العالية، التي توفرت لدى الفاتحين، ومقدار حبهم للإسلام وإعلاء

كلمته، ورغبتهم في الاستشهاد من أجل ذلك،، فهي لا تشيد

بدوافع الفتح وأهدافه ـ وهي معروفة مألوفة ـ التي أنبتتها ورعتها

العقيدة الإسلامية، عاملة على ابتغاء مرضات الله تعالى وحده،

لتعلو راية الإسلام وتسود شريعته ويكون الدين كله لله،

((وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)) (الأنفال ، الآية : 39).


ت ـ يلاحظ في الخطبة عديد من الأخطاء ويلاحظ فيها التناقض

في المعاني، وبعض ما فيها مخالف لحقائق تاريخية، كاستعمال

((اليونان)) التي ربما جاء ذكرها للسجع فالمؤرخون الأندلسيون

اعتادوا أن يستعملوا في هذه المناسبة القوط أو الروم، وكذلك

العلوج والعجم أو المشركين والكفار، وليس لدينا نص يحتوي

مثل هذا الاستعمال، غير أن ابن خلكان ـ وهو مشرقي ـ أورد هذا

الاستعمال في غير الخطبة ثم. ((وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك

أمير المؤمنين..)) فالذي انتخبهم موسى بن نصير وليس الوليد.

ج ـ كان المتوقع أن تحتوي الخطبة على آيات من القرآن الكريم

وأحاديث الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، أو وصايا وأحداث

ومعاني إسلامية أخرى تناسب المقام كالمعهود. وغير ذلك من الملاحظات.

... وكل ما تقدم لا يمنع أن يكون طارق جيد الكلام، وأنه خطب

جنده يحُّثهم على الجهاد، ويروي المَقَّري أبياتاً قالها طارقاً بهذه

المناسبة:
ركبنا سَفينا بالمجاز مُقَيَّرا


عسى أن يكون الله منا قد اشترى

نفوساً وأمولاً وأهلاً بجنَّة

إذا ما اشتهينا الشيء منها تيسَّرا

ولسنا نُبالي كيف سالت نفوسنا

إذا نحن أدركنا الذي كان أجْدراوقال ابن بشكوال: إن طارقاً كان

حسن الكلام ينظم ما يجوز كتبه. ووجهة هذه الأبيات تغاير وجهة

الخطبة، فهي منسجمة والمعاني الإسلامية ومستمدة من قوله

تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ

الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي

التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا

بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) (التوبة ، الآية : 111) .

وأما موضوع حرق طارق للسفن التي عبر بها المضيق، كي

يقطع على الجيش الإسلامي كل أمل في العودة، فيستميت في

الدفاع؟ ذكر بعض المؤرخين ذلك؟

لكن لماذا يحرق طارق السفن، سواء امتلكها المسلمون أم يُلْيان؟

وكان طارق وجيشه يقاتلون من أجل عقيدة وإنهم في ساعة

عبورهم جاؤوا مجاهدين مستعدين للشهادة، وطارق متأكد من

هذه المعاني، فإذا كانت السفن ليُليان فليس من حق طارق

التصرف بها، وإن كانت للمسلمين فليس حرقها عملاً عسكرياً

سليماً أو مناسباً، ما دام يحتاج إليها وإلى النجدة والاتصال الدائم

بالمغرب لأي غرض، وقد رأينا كيف احتاج إلى النجدة قبل خوض

هذه المعركة واحتاجها فيما بعد، كما أن طارقاً كان قادراً على

إعادتها إلى الساحل الأفريقي إن الدوافع الإسلامية والهدف الذي

جاء الجيش من أجله أقوى في الاندفاع من أي سبب آخر، وما

كان المسلمون يتخلفون عن خوض معركة أو تقديم أنفسهم

لإعلاء كلمة الله، بل لذلك أتوا، والمصادر الأندلسية ـ لاسيما

الأولى ـ لا تشير إلى قصة حرق السفن التي لا تخلو من علاقة

وارتباط بقصة الخطبة.


__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 2010-09-17, 01:31 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

عبور موسى بن نصير إلى الأندلس


... كان موسى بن نصير من التابعين ـ رحمهم الله تعالى ـ وقد

روى تميم الداري رضي الله عنه، وكان عالماً كريماً شجاعاً ورعاً

تقياً لله تعالى، وكان من رجال العلم حزماً ورأياً وهمّة ونبلاً

وشجاعة وإقداماً، وكان حين وجّه طارقاً لفتح الأندلس كان يتلقى

الأخبار ويراقب الأحداث، منذ بدايتها، ويُهيء المتطلبات لإنجاز

هذا الفتح الكبير، بهمة المؤمن وإخلاص التقي، ويدعو الله أن

ينزل نصره على المسلمين. وكان موسى بن نصير يعتقد اعتقاداً

كبيراً في أهمية الدعاء والتضرع لتحقيق النصر على الأعداء

ويعتبر الدعاء من أسباب النصر التي أرشد إليها القرآن الكريم

ومارسها رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول ابن الكردبوس:

وكان موسى بن نصير حين أنفذ طارقاً مُكبَّاً على الدعاء والبكاء

والتضرع لله تعالى، والابتهال إليه في أن ينصر جيش المسلمين،

وما عُلم أنه هزم له جيش قط، وكان طارق بن زياد على صلة

بقائده موسى بن نصير، يفتح الفتوحات باسمه وبتعليماته،

ويخبره عن كل شيء أولاً بأول منذ بداية الفتح، ويستشيره فيما

يحتاج إليه وقد رأينا كيف طلب المدد قبل معركة وادي لكّة وكان

موسى على علم تام بأحوال الفتوح وبعد سنة تقريباً من عبور

طارق، وتفرق جيشه وتوزيعه على المناطق والمدن التي فتحت ـ

خاف طارق أن يُغلب وأن يُستغل القوط قلة جيشه، فأرسل إلى

موسى يستنجده واستخلف موسى على القيروان ولده عبد الله..

ونهض من القيروان سنة ثلاث وتسعين من الهجرة في عسكر

ضخم، وتحرك موسى بجيشه نحو شذونة فكانت أول فتوحاته ثم

توجه إلى مدينة قرمونة وليس بالأندلس أحصن منها، ولا أبعد

على من يرومها بحصار أو قتال فدخلها بحيلة توجهت بأصحاب

يُلْيان، دخلوا إليهم كأنهم فُلاّل

وطرقهم موسى بخيله ليلاً ففتحوا لهم الباب، وأوقعوا بالأحراس،

فملكت المدينة فافتتحها. وتوجه بعد ذلك: إلى أشبيلية جارتها



فحاصرها وهي أعظم مدائن الأندلس... فامتنعت شهراً على

موسى ثم فتحها الله عليه،.. ثم سار إلى مدينة ماردة وفتح في

طريقه إليها لَبْلَة وباجة ثم فتح ماردة صلحاً بعد قتال وجهاد

عظيم، وأقام موسى في ماردة زيادة على شهر يرتب أحوالها

وينظم أمورها ويريح الجند من العناء ويستعد لاستئناف السير،

ووجه موسى ابنه عبد العزيز من ماردة إلى أشبيلية، وكانت فلول

القوط من لبلة وباجة قد اجتمعت فيها وقتلوا العديد من

المسلمين، منتهزين فرصة انشغال موسى بحصار ماردة وبلغه

الخبر خلال الحصار، فأعاد عبد العزيز فتح أشبيلية ثم فتح لبلة

وباجة، وأصبحت المدن والقرى تتساقط أمام جيوش الفاتحين

كتساقط الأوراق من على الأشجار في فصل الخريف.



لقاء موسى وطارق

... في بداية ذي القعدة سنة 94هـ ابتدأ موسى بالسير صوب

طليطلة ـ وكتب إلى طارق بالتوجه إليه في مجموعة من جيشه ثم

جاءه طارق. ذكر البعض أن لقاءهما كان عند طليطلة أو قرطبة،

ورجح الدكتور الحجي العالم البارز في تاريخ الأندلس: بأن اللقاء

كان خارج مدينة طلبيرة التي تبعد 150كم غرب طليطلة، ووصل



موسى وطارق إلى طليطلة ذو القعدة ـ ذي الحجة أو آخر سنة 94

هـ وأقاما بالجيش الإسلامي فصل الشتاء أو جله في طليطلة

يرتبون أحولها وينظمون شئونها، ويستريحون ويتهيأون

ويخططون لفتح شمال شبه الجزيرة الأيبيريَّة، وكتب موسى

والقادة الآخرون إلى الخليفة الوليد ـ وربما ليس لأول مرة ـ أخبار

الفتح، وضربت العملة الإسلامية لأول مرة في الأندلس وقام

بالدعوة إلى الله وتعليم الناس حقائق الإسلام وشرحه لهم

ودعوتهم إليه بعد أن رآه أهل البلاد عملياً في خلق الفاتحين.

ولعلهم أرسلوا فرقاً إلى بعض المناطق، فقد كان طارق خبر

أحوال طليطلة لاسيما شمالها، إذ كان قد وصل إلى المدينة المائدة

(في منطقة وادي الحجارة).





... وأما ما تحدثت عنه المصادر عن قصة الخلاف الذي قيل إنه

حدث بين القائدين الكبيرين موسى وطارق، وتبالغ هذه المصادر

فترجع أمر هذا الخلاف إلى حسد دب في نفس موسى على مولاه

طارق وعلى ما حققه من نجاح، وتنسب إلى موسى أنه أهان

طارقاً بأن وضع السوط على رأسه، فهذه روايات ناقشها عدد من

الباحثين وأبانوا ضعفها وسقوطها وتفاهتها، كمحمود شيت

خطاب، وعبد الله عنان، ود. عبد الرحمن الحجي، ود. محمد

بطاينة، ود. عبد الشافي محمد عبد اللطيف، وغيرهم وإن كان

حدث شيء فلا يعدو أن يكون مناقشة القضايا أو استفهامه من

طارق خطته وإبداء الملاحظات عنها، تخوفاً من الأذى، وعندما

استفسر موسى من طارق عن سبب الايغال والتقحم في بلاد

العدو، اعتذر إليه طارق بخطته العسكرية أمام الظروف المحيطة

والضرورة الداعية لأسلوبه، وقبل موسى عذره. وسارا بعده ـ

سوية إخوة مجاهدين، ينشرون دين الله ويُعلون كلمته ويبلغون

للناس شريعته، كما لا ننسى أن طارق جندي من جنود موسى

والانتصارات التي حققها طارق إنجازات تكتب في صفحة موسى

القيادية.


__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 2010-09-17, 01:33 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

استمرار التقدم والفتح


... وعند انتهاء الشتاء وحلول الربيع سنة 95هـ تهيأ الجيش


الإسلامي لترك طليطلة ثم أوغل شمالاً ففتح مدن لاردة ووشقة




وطركونة وبرشلونة، كما فتح بلنسية وطرطوشة على الساحل

الشرقي للأندلس وفي هذا الوقت وصل مغيت الرومي مبعُوثاً من

جانب الخليفة الوليد عبد الملك يحمل إلى موسى بن نصير أمر

الخليفة بالقدوم إلى دمشق، ولكن فتح الأندلس لم يكن قد اكتمل

بعد، لذلك لاطف موسى مغيثاً وسأله إنظاره إلى أن ينفذ عزمه في

دخول بلاد جليقية واشتوريس ويكمل فتح الأندلس ويكون مغيث

شريكه في الأجر والغنيمة ـ أي يصبح له سهماً في القيمة ـ ففعل




مغيث ومشى في ركاب موسى إلى جليقية والأشتوريس ففتحها

وتعقب موسى وطارق فلولا القوط حتى اضطرّ هؤلاء إلى الفرار

إلى جبال كنتبرية في أقصى الشمال الغربي من الأندلس، ولما

تأخرت أخبار موسى قلق الخليفة الوليد على مصير الجيش الذي

مضى على وجوده في البعوث ما يقارب أربع سنين، لذلك أرسل

الوليد رسولاً ثانياً، فوصل الرسول الأندلس وموسى في مدينة لَكْ

بحُليقية يُوجَّهُ السرايا والبعوث التي بلغت صخرة بلاك التي تقع




في الشمال الغربي على البحر الأخضر ـ خليج بسكاي ـ من

المحيط الأطلسي، فاستجاب موسى إلى الرسول وعاد إلى طليطلة

ثم غادرها إلى قرطبة ومنها إلى أشبيلية حيث استخلف فيها ولده

عبد العزيز والياً واتخذ منها عاصمة للبلاد، ولكن أشبيلية لم

تمكث طويلاً عاصمة للبلاد وإنما استعيض عنها بقرطبة منذ عام

97هـ وظلت قرطبة مركز الديار الأندلسية حتى نهاية عهد

الخلافة في الأندلس، ويبدو أن موسى اختار اشبيلية عاصمة في

هذه المرحلة من تاريخ الأندلس لوقوع اشبيلية في منطقة




اشبيلية

تتساوى عندها احتمالات الخطر والسلامة، وواجبات الحفاظ على

البلاد وحمايتها، فهي لم تخرج إلى الأطراف بعيداً عن الوسط،ولم

تقترب من خطوط المواجهة مع الأعداء بعيداً عن بلاد المغرب

وإمداداتها.


رجوع موسى إلى عاصمة الخلافة دمشق


... غادر ركب موسى وطارق بن زياد الأندلس في ذي الحجة عام

95هـ يحمل معه الأسرى والغنائم الوفيرة والهدايا الثمينة

وغيرها من الكنوز، فلما بلغ طنجة ترك ابنه عبد الملك فيها

حاكماً، ثم انصرف منها إلى القيروان فأقرّ ابنه عبدالله الذي كان




القيروان

قد استخلفه في أثناء غيابه في الأندلس، ثم سار من هناك يريد

دمشق فوصلها في عام 96هـ .


ومن الأسباب التي ذكرت في سبب استدعاء موسى إلى


دمشق تخوف الوليد على المسلمين أن يكونوا في أرض منقطعة،

ومحاطة بمناطق غير إسلامية وعلى اتصال بها، هي أقرب إليها

من العالم الإسلامي أو مراكز ارتباطه واستمداده وهو الذي رأيناه

عارض فتح الأندلس خوفاً على المسلمين أن يخوضوا المخاطر

ويركبوا المهالك حتى بين له موسى ألا داعي للخوف، ويرى

الكثير من المؤرخين أن موسى بن نصير لم يكن يعتزم التوقف

في فتوحاته عند هذا الحد وإنما كان يخطط لعبور جبال البرانس

واجتياح أوربا كلها والوصول إلى القسطنطينية وفتحها من جهة

الغرب لولا أن استدعاه الخليفة الوليد إلى دمشق وأمره بالتوقف



دمشق

بالفتح عند هذا الحد، ويؤكد المؤرخون أنه لو قد قدر لموسى بن

نصير أن يمضي قدماً في مشروعه هذا لتغير شكل النظام الدولي

تماماً ولقضى على القوى غير الإسلامية، ذلك أنهم باستقرائهم

النظام الدولي وقتئذ فإنهم يؤكدون أن احتمالات نجاح مشروعه

هذا كانت عالية جداً، إذا لم تكن الظروف مواتية لنجاحه مثلما

كانت مواتية وقتها، فمملكة الفرنجة كانت مشغولة وقتها

بصراعاتها مع الممالك الأخرى ولم يكن هناك كيان سياسي واحد

في أوربا كلها يعادل قوة الدولة الإسلامية أو حتى بدايتها، ويشير

هؤلاء المؤرخون إلى أنه لما قدر للمسلمين في هذه المنطقة قائد

كفء بعد عشرين عاماً من ضياع هذه الفرصة كانت الظروف

الدولية قد تغيرت لغير صالح المسلمين، فلما حاول هذا القائد

إحياء مشروع موسى بن نصير هزم هزيمة ضخمة تدخل في

تاريخ العلاقات الدولية بوصفها نقطة تحول وهي معركة بلاط

الشهداء، وقد تكرست الآثار السلبية لعدم استكمال موسى بن

نصير لمشروعه بفشل حصار المسلمين للقسطنطينية بعد ذلك

بسنوات قليلة وهو ما أغلق أوربا أمام المسلمين من الشرق بعد

أن كانت قد أُغلقت أمامهم من الغرب، ولقد فشل المحللون في

تفسير سبب استدعاء الخليفة الوليد لموسى بن نصير، فبعضهم

قائل إنه أشفق على المسلمين من مخاطر هذا المشروع البحري،

وبعضهم الآخر يؤكد أن الخليفة إنما خاف على سلطانه من

تصاعد نفوذ وقوة موسى بن نصير وسواء صحت هذه التفسيرات

أو أخطأت، فإن ما حدث بالفعل بعد استدعاء موسى بن نصير إلى

دمشق، هو تقويض هدف مصيري للأمة أضاعت فيه فرصة ثمينة

في فتح أوربا وجعلها تحت نفوذ الدولة الإسلامية.

وقد وصف الذهبي موسى بن نصر بقوله: الأمير الكبير، أبو عبد

الرحمن اللخمي، متولي إقليم المغرب، وفاتح الأندلس، قيل: كان

مولى امرأة من لخم، وقيل: ولاؤه لبني أمية. وكان مهيباً ذا

رأي وحزم، وكان من اصحاب الهمم الكبيرة فقد قال مرّة: والله لو

انقاد الناس لي، لقدتهم حتى أُوقعهم على رُومية ثم ليفتحنها


الله على يدي، وكان موسى بن نصير بوسعه أن يستقل على

الخلافة ويقيم ملكاً له ولأولاده في المغرب والأندلس، ولكن

إيمانه العميق بتعاليم الإسلام وتمسكه والتزامه بها جعله لا يفكر

بذلك حتى إن يزيد بن المهلب ابن أبي صفرة سأله عن ذلك فقال

موسى: والله لو أردت ذلك ما نالوا من أطرافي طرفاً، ولكني آثرت

الله ورسوله، ولم نر الخروج عن الطاعة والجماعة، وقد توفي

موسى بن نصير رحمه الله تعالى وهو متجه للحج برفقة الخليفة

سليمان بن عبد الملك في المدينة المنورة ـ على سكانها أفضل

الصلاة والسلام ـ أو في وادي القرى ((العُلا ، حاليا) أواخر سنة

97هـ وعمره ثمان وسبعون سنة أو يزيد (في سنة 97هـ)، وقال

صاحب معالم الإيمان: توفي بالمدينة متوجهاً إلى الحج وكان قد



المدينة المنورة

سأل الله عز وجل أن يرزقه الشهادة أو يموت بالمدينة فأجاب الله

دعاءه، وصلى عليه مسلمة بن عبد الملك لقد كانت الدنيا وما

فيها صغيرة ولا قيمة لها عند موسى بن نصير ويرجع الفضل في

ذلك إلى الله ثم نصيحة العالم الجليل أبو عبد الله علي بن رباح

اللخمي لموسى بن نصير، فقد أورد صاحب كتاب رياض النفوس

أن موسى بن نصير لما وصل من الأندلس إلى القيروان قعد يوماً

في مجلسه، فجاءه العرب يسلمون عليه، فلما احتفل المجلس

قال: إنه قد صحبتني ثلاث نعم: أما واحدة فإن أمير المؤمنين كتب

إلى يهنئني في كتابه وأمر بقراءة الكتاب، فهنيء بذلك وأما

الثانية فإن كتاب ابني قدم علي بأنه فتح له بالأندلس فتح عظيم،

وأمر بالكتاب فقريء فهنيء بذلك، وكان علي بن رباح ساكت

فقال له موسى: مالك يا علي لا تتكلم؟ فقال: أصلح

الله الأمير، قد قال القوم فقال: وقل أنت أيضاًَ. فقال: أنا أقول ـ

وأنا أنصح القائلين لك ـ إنه ما من دار امتلأت حبرة إلا امتلأت

عبرة، وما انتهى شيء إلا رجع، فارجع قبل أن يرجع بك، فانكسر

موسى بن نصير وخشع وفرق جواري عدة.. وقال صاحب

الرياض: ونفعه الله عز وجل بموعظة أبي عبد الله بن رباح،

فصغرت عنده الدنيا وما فيها ونبذها وانخلع مما كان فيه من

الإمارة، فرضي الله عن التابعي الجليل، والإداري الحازم، والبطل

المغوار، والقوي الأمين، القائد الفاتح، موسى بن نصير اللخمي



الذي فتح المغرب الأقصى، واستعاد فتح المغرب الأوسط، وأنه

دعم الفتح الإسلامي في الشمال الإفريقي وأنه فتح الأندلس وقسماً

من جنوب فرنسا وأنه كان من أعظم قادة الفتح الإسلامي، لقد

مات موسى بن نصير بعد أن ملأ جهاده ـ بقيادة المد الإسلامي

المبارك ـ وديان المغرب الإسلامي ((الشمال الإفريقي

والأندلسي)) وجباله وسهوله وهضابه ووجه دعاة الحق لإسماع

ساكنيه دعوة الإسلام الخالدة، فكانت سبباً في إخراجهم من الكفر

إلى الإيمان، ومن الضلال إلى الهدى، ومن الظلمات إلى النور، أما

ترى معي موسى وهو يجوب الصحاري والوديان والسهول

والجبال وقد سلخ من سني عمره خمساً وسبعين سنة ممتطياً

جواده يتحرك في أعماقه إيمان بالله العلي القدير قد دفعه للجهاد

والدعوة والعلم والتربية وأحكام أمور الدولة رغم ما علا رأسه

من الشيب الوقور، منقاد لإصرار العقيدة السمحة، وهمة الإيمان

الفتي، التي كانت سبباً في كل خير أصاب المسلمين

أما عن البطل الكبير طارق بن زياد، فلا نكاد نعرف عما حدث له

بعد وصوله دمشق غير أن رواية تذكر رغبة سليمان في تولية

طارق الأندلس، وبعد ذلك قضى آخر أيامه مغموراً فهل عاد إلى

المغرب والأندلس؟ أم بقي في دمشق ولا يستبعد أن يكون عاد

إلى الأندلس أو المغرب، كان طارق من البربر وعامّة جنوده

كذلك، فيهم شجاعة وإقدام، فقد تربوا في أحضان الإسلام وعلى

تعاليم القرآن الكريم وأصبحوا أصحاب رسالة خالدة صنعت منهم

الأبطال، وقدموا في سبيل دينهم وعقيدتهم الغالي والنفيس، بل

نجزم بأن الجيوش الإسلامية الضاربة التي اصطدمت بالأسبان

اعتمدت بعد الله على إخواننا من البربر الذين اندفعوا خلف طارق

في سبيل هذا الدين ونشره، إن العقيدة الإسلامية صهرت

المنتسبين إليها عرباً وعجماً في رحاب الإسلام العظيم.
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #31  
قديم 2010-09-17, 01:34 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

الفتوحات في المشرق


فتوحات قتيبة بن مسلم



هو قتيبة بن مسلم الباهلي الأمير أبو حفص، أحد الأبطال


والشجعان، ومن ذوي الحزم والدهاء والرأي والغَنَاء، وهو الذي


فتح خوارزم وبخارى وسمرقند وكانوا قد نقضوا وارتُّدوا. ثم أنه


افتتح فرغانه، وبلاد الترك في سنة 95هـ، ولي خراسان عشر


سنين وله رواية عن عمران بن حصين، وأبي سعيد الخدري، ولم


ينال قتيبة أعلى الرتب بالنسب، بل بكمال الحزم والعزم والإقدام،


والسَّعد، وكثرة الفتوحات ووفور الهيبة.



... تولى قتيبة خراسان بعد المفضل بن المهلب وكان من الأبطال


الشجعان ذوي الحزم والدهاء والرأي والغناء، ويعتبر بحق من


أعظم القادة الفاتحين، الذين عرفهم التاريخ الإسلامي عامة


وتاريخ الدولة الأموية خاصة، ففي عشر سنين فتح أقاليم


شاسعة: وقد هدى الله على يديه خلقاً لا يحصيهم إلا الله، فأسلموا


ودانوا لله عز وجل، وكانت بداية فتوحاته عندما وصل لخراسان،



فقد جمع الناس وخطبهم قائلاً: إن الله أحلكم هذا المحل ليعز دينه


ويذب بكم عن الحرمات، ويزيد بكم المال استفاضة والعدو ـ وقماً


ـ أي ذلاً ـ ووعد نبيه صلى الله عليه وسلم النصر بحديث صادق


وكتاب ناطق فقال : ((هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق


ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)) (الصف ، الآية :


9). ووعد المجاهدين في سبيله أحسن الثواب وأعظم الذخر


عنده


فقال: ((ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي


سَبِيلِ اللَّهِ) إلى قوله: ((أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) (التوبة ، آية :


120 ـ 121) ثم أخبر عمن قتل في سبيله أنه حي مرزوق، فقال:


((وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ


يُرْزَقُونَ)) (آل عمران ، الآية 169) فتنجزوا موعود ربكم ووطنوا



أنفسكم على أقصى أثر وأمضى ألم وإياي والهويني))، بهذه


الخطبة الموجزة ذكر قتيبة المسلمين برسالتهم، ومسئولياتهم


تجاهها، وأهاب بهم أن يوطنوا أنفسهم على تحمل المشقة في


سبيل الله وأن يسيروا في طريق إسلامهم طريق الجهاد، والعزة






في الدنيا والفوز بالجنة في الآخرة، وشرع قتيبة في الفتوحات


وفتح منطقة ما وراء النهر ثم عبر نهر سيحون وفتح أقاليم


كبرى، حتى وصل كاشغر متاخماً بذلك حدود الصين وأهم


المراحل الكبرى في هذه الفتوحات



المرحلة الأولى : استعادة الطالقان والصغانيان وطخارستان:


عرض قتيبة جنده وحثهم على الجهاد وسار غازياً، فلما كان


بالطالقان أتاه دهاقين (بلخ) وساروا معه، فقطع نهر ((جيحون))


فتلقاه ملك (الصغانيان) بهدايا ومفاتيح من ذهب ودعاه إلى بلاده


وسلّمها إليه، لأنّ ملك شومان وأخْرون، كان يسيء جواره،


وسار قتيبة منها إلى أخرون وشُومان وهما من الصَغَانيان،


فصالحه ملكها على فدية أداها إليه، فقبلها قتيبة ثم انصرف عائداً


إلى (مرو) واستخلف على جنده أخاه صالح بن مسلم، ففتح صالح


بعد رجوع قتيبة (كاشان) وأورشت، وفتح أخسيكت وهي مدينة


(فرغانة)القديمة، بهذا الفتح الكبير، استهل قتيبة ولايته لخراسان


سنة 86هـ.



المرحلة الثانية : فتح إقليم بخارى 87 ـ 90هـ:




كانت أول مدينة غزاها في هذا الإقليم، وهي مدينة بيكند، يقول


الطبري: إن قتيبة لما صالح نيزك، أقام إلى وقت الغزو ثم غزا في


تلك السنة 87هـ فقطع النهر وسار إلى بيكند، وهي أدنى مدائن





بخارى إلى النهر فلما نزل قريباً منها استنصروا الصغد واستمدوا


من حولهم، فأتوهم في جمع كثير، وأخذوا بالطريق فلم ينفذ


لقتيبة رسول ولم يصل إليه رسول، ولم يعرف له خبر شهرين،


وأبطأ خبره على الحجّاج، فأشفق الحجّاج على الجند، فأمر الناس


بالدعاء لهم في المساجد، وكتب بذلك إلى الأمصار، وهم يقتتلون


كل يوم، فكانت بين الناس مشاولة، ثم تزاحفوا والتقوا وأخذت


السيوف مأخذها وأنزل الله على المسلمين الصبر، ثم منح الله


المسلمين أكتافهم فانهزموا يريدون المدينة واتبعهم المسلمون


فشغلوهم عن الدخول فتفرقوا وركبهم المسلمون قتلاً وأسراً كيف


شاءوا واعتصم من دخل المدينة بالمدينة وهم قليل، فوضع قتيبة


الفَعَلة في اصلها ليهدمها، فسألوه الصلح فصالحهم، واستعمل


عليها رجلاً من بني قتيبة، ولكنهم سرعان ما نقضوا الصلح،


وقتيبة منهم على خمس فراسخ فرجع إليهم، وقتل من كان في


المدينة، وغنم غنائم كثيرة، ورجع قتيبة إلى مرو، وقوى


المسلمون، فاشتروا السلاح والخيل.. وتنافسوا في حسن الهيئة


والعدة، واستمرت حملات قتيبة على إقليم بخارى في هذه المرحلة


بصفة منظمة كل سنة، وكان غزوه يتم في فصل الصيف فإذا دخل


الشتاء عاد إلى مرو وفي سنة 88هـ ترك أخاه بشاراً على مرو


وعبر النهر ففتح نومشكت ورامثنة من أعمال بخاري صلحاً بناء


على طلب أهلها، ولكن هاله حلف من أهل فرغانة والصغد في


مائتي ألف عليهم ابن أخت ملك الصين ـ كور مغايون ـ وواضح


من هذا التجمع الكبير أن الأمم في هذه المناطق قد تداعت


وتحالفت على المسلمين، ولكن الله نصر قتيبة وجنده على هذا







الحلف، ثم عاد إلى مرو، وفي عام 89هـ استأنف قتيبة فتوحاته


وقصد بخاري هذه السنة بناء على أوامر الحجّاج، فلقيه في


طريقه جمع من أهل كش ونسف فظفر بهم ومضى إلى بخاري،


فتصدى له ملكها ـ وردان خذاه ـ فلم يستطع الاستيلاء عليها،


فرجع إلى مرو، وكتب إلى الحجّاج يخبره فطلب منه الحجّاج أن


يصورها له فبعث إليه بصورتها، فنصحه وأمده وعرفه الموضع


الذي يأتيها منه، وأمره بالمسير إليها، فسار إليها سنة 90هـ ومع


أن وردان خذاه كان قد استجاش الصغد والترك ليساعدوه في


التصدي لقتيبة، إلا أنه تمكن من الانتصار عليهم بعد معارك


شرسة، واستولى على بخاري، وكتب بالفتح إلى الحجّاج، وبهذا


استكمل قتيبة فتح إقليم بخارى كله في ثلاث سنوات.


المرحلة الثالثة من 90 ـ 93هـ فتح سمرقند: وهي المرحلة التي


فرض فيها قتيبة السيادة الإسلامية على حوض نهر جيحون


وتوج عمله فيها بالاستيلاء على مدينة سمرقند، أعظم المدائن


في بلاد الصغد، وكان طرخون ملك الصغد، قد أرسل إلى قتيبة بعد






مدينة بخاري



انتصاره في معركة بخارى سنة 90هـ يطلب الصلح، فأجابه قتيبة


وصالحه، ورجع قتيبة، وفي سنة 91هـ كان غدر نيزك ـ صاحب


قلعة بادغس ـ وتأليبه ملوك طخارستان ورتبيل ملك سجستان


على المسلمين، وقد نكل به قتيبة سجستان من الشمال وربما


كانت تلك أول مرة يغزو فيها قتيبة سجستان وربما كان قد أراد


تأديب رتبيل ملكها لانضمامه إلى نيزك في غدره، ولكن رتبيل قدر


العواقب وطلب الصلح فقبل قتيبة وصالحه، وانصرف عائداً إلى


مرو، وترك عبد ربه بن عبد الله بن عمير الليثي عاملاً على


سجستان، وقد توج قتيبة فتوحاته في هذه المرحلة بفتح سمرقند،



فتح سمر قند



وهي أعظم مدائن ما وراء النهر والذي دعاه إلى ذلك أن طرخون


ملكها كان قد نقض الصلح الذي أبرمه معه قتيبة سنة 90هـ،


وامتنع عن دفع ما كان صالح عليه، فقرر قتيبة أن يضع حداً لهذا







سمر قند



العبث، فجمع جنده وأخبرهم بنقض طرخون الصلح وبعزمه على


فتح سمرقند بالقوة وجهز أخاه عبد الرحمن بن مسلم في عشرين


ألف مقاتل وأمره بالسير أمامه، ثم تبعه هو في أهل خوارزم وأهل


بخاري وضرب عليها الحصار وقال: إنا إذا نزلنا بساحة قوم


((فساء صباح المنذرين))، متيمناً بقول: رسول الله صلى الله


عليه وسلم عندما حاصر خيبر، فلما رأى أهل سمرقند أن مدينتهم


قد حوصرت خافوا طول الحصار فكتبوا إلى ملوك الشاش


وفرغانة يستغيثوهم، ويحرضونهم على المسلمين وقالوا لهم: إن


العرب إذا ظفروا بنا عادوا عليكم بمثل ما أتونا به فانظروا


لأنفسكم


استجاب هؤلاء الملوك لنداء أهل سمرقند واختاروا عدداً من


أولادهم ومن أهل النجدة والبأس من ابناء المرازبة والأساورة


والأبطال وأمروهم أن يفاجأوا قتيبة في معسكره، وهو مشغول


بحصار سمرقند، ولكن قتيبة كان يقظاً باثاً عيونه ولم يغب عن


باله حدوث مثل هذه المفاجآت، فعلم بخبرهم، وأرسل لهم فرقة


من جنده بقيادة أخيه صالح بن مسلم، فبدد شملهم وقتلهم ولم


يفلت منهم إلا الشريد، وغنم السملمون أمتعتهم وأسلحتهم، فلما





رأى الصغد ما حل بهؤلاء انكسروا وضيق عليهم قتيبة الخناق


ونصب المنجنيق على المدينة واستطاع إحداث ثلمة فيها وصاح


صيحة الأسد: حتى متى يا سمرقند يعشش فيك الشيطان أما والله


لئن أصبحت لأحاولنّ من أهلك أقصى غاية، فلما أصبح أمر الناس


بالجد في القتال فقاتلوهم، واشتد القتال، وأمرهم قتيبة أن يبلغوا


ثلمة المدينة ورماهم الصغد بالنشاب فلم يبرحوا، فأرسل الصغد


إلى قتيبة، فقالوا له: انصرف عنا اليوم، حتى نصالحك غداً،


فقال: لا نصالحهم إلا ورجالنا على الثلمة.. فصالحهم من الغد


على ألفي ألف ومائتي ألف مثقال في كل عام، وأن يعطوه تلك


السنة ثلاثين ألف رأس وأن يخلو له المدينة فلا يكون فيها مقاتل،


فيبني فيها مسجداً، ويدخل ويصلي ويخطب ويتغذى ويخرج. دخل


قتيبة سمرقند وحطم ما بها من الأصنام ولم يعبأ بما خوفه منها






حيث قال له أحدهم مدعياً نصيحته: لا تتعرض لهذه الأصنام فإن


منها أصناماً من أحرقها أهلكته، فقال له: أنا أحرقها بيدي، فأمر


بإشعال النار، وكبر ثم أحرقها، فوجدوا من بقايا مسامير الذهب


والفضة خمسين ألف مثقال،وبعد أن أتمّ قتيبة هذا الفتح العظيم


عاد إلى مرو، لكي يستريح، ثم يستعد لجولته الأخيرة، التي


سيفتح فيها المناطق السيحونية.



المرحلة الرابعة : أقاليم الشاش وفرغانة وكاشغر 94هـ ـ 96هـ:



وهي المرحلة التي فتح الله فيها على يديه أقاليم الشاش وفرغانة


وكاشغر وقد بدأ هذه المرحلة سنة 94هـ، حيث سار في موعد


غزوه ـ في الصيف ـ ومعه عشرون ألفاً من أهل بخارى وكش


ونسف، وخوارزم، فوجه قسماً منهم إلى الشاش وتوجه هو


بالقسم الآخر إلى فرغانه، حيث دار بينه وبين الترك قتال عنيف


حول مدينة خجنده، ويبدو أن نتيجة المعركة لم تكن حاسمة،


حيث توجه قتيبة إلى كاشان قبل أن يحسم أمر خجنده وهناك أتاه


جنوده الذين كان أرسلهم إلى الشاش ويبدو أن قتيبة قد وجد


مقاومة شرسة من الأتراك في هذه البلاد، فقد كتب إلى الحجّاج


يطلب مدداً، فأرسل إليه جيشاً من العراق، ثم أمر محمد بن القاسم


الثقفي أن يوجه إليه من السند مدداً أيضاً، فإمداد قتيبة بهذه


الجيوش من العراق ومن السند، فوق ما معه من قوات كبيرة،


يدل على قوة المقاومة التي لقيها في أقاليم سيحون، كما يدل على


قوة عزم المسلمين في الجهاد، وأنه أراد أن يكون متفوقاً عليهم،


حتى يحقق هدفه، وقد نجح بالفعل وفتح أقاليم الشاش وفرغانة


95هـ، وبعد أن أتم هذا الفتح الكبير، جاءته الأخبار بموت


الحجّاج


في شوال في تلك السنة، فاغتم لموته، لما كان يجد منه من


التأييد والتشجيع والمساندة وقفل راجعاً إلى مرو، وتمثل قول


الحطيئة:


لعمري لنعم المرء من آل جعفر


بحوران أمس أعلقته الحبائل


فإن تحي لا أملل حياتي وإن تمت


فما في حياة بعد موتك طائل


عاد قتيبة إلى مرو وقد ترك حاميات من جنده في بخارى وكش


ونسف، وانتظر ما تأتي به الأقدار بعد موت الحجّاج. وكان


الخليفة الوليد بن عبد الملك يعرف طبيعة العلاقة بين الحجّاج


وقتيبة، وأن للحجّاج دوراً كبيراً في نجاح قتيبة في مهمته، فقدر


وقوع نبأ موت الحجّاج عليه، لذلك واساه وأرسل إليه رسالة كلها


تشجيع وثناء وتزكية، قال له فيها:. قد عرف أمير المؤمنين


بلاءك وجدك في جهاد أعداء المسلمين، وأمير المؤمنين رافعك


وصانع بك الذي يجب لك، فأتمم مغازيك، وانتظر ثواب ربك، ولا


تغيب عن أمير المؤمنين كتبك، كأني أنظر إلى بلادك والثغر الذي


أنت فيه.


فتح كاشغر وغزو الصين



أحدثت رسالة الخليفة الوليد بن عبد الملك أثراً طيباً في نفس


قتيبة وأعطته دفعة قوية من العزم والتصميم فتوجه من مرو


ليواصل فتوحاته، فقصد مدينة كاشغر التي يقول عنها الطبري:


إنها أدنى مدائن الصين، ومع أن الوليد بن عبد الملك قد توفي في


جمادي الآخرة سنة 96هـ، وصل نبأ وفاته إلى قتيبة وهو في


فرغانة، وقبل أن يصل إلى كاشغر، إلا أنه واصل سيره حتى


فتحها، وهنا جاءه رسول مالك الصين يطلب منه أن يوجه إليه


وفداً ليعرف خبرهم، فاختار قتيبة عشرة ـ وقيل اثني عشر ـ من


خيرة رجاله برئاسة هبيرة بن المشمرج الكلابي، فأرسلهم إلى


ملك الصين ويقص الطبري خبر هذه السفارة في حديث طويل،






علي حدود الصين


نكتفي منه بما انتهى إليه الحوار مع ملك الصين، حيث قال لهم


مهدداً فانصرفوا إلى صاحبكم، فقلوا له: ينصرف، فإني قد عرفت


حرصه وقلة أصحابه، وإلا بعثت عليكم من يهلككم ويهلكه، فرد


عليه هبيرة في شجاعة المؤمن وعزته فقال له: كيف يكون قليل


الأصحاب من أول خيله في بلادك، وآخرها في منابت الزيتون؟


وكيف يكون حريصاً من خلف الدنيا قادرا عليها وغزاك؟ وأما


تخويفك إيانا فإن لنا آجالاً إذا حضرت فأكرمها القتل، فلسنا


نكرهه، ولا نخافه. أعادت هذه المقالة ملك الصين إلى صوابه،


وأيقن أنه أمام قوم لا يجدي معهم التهديد ولا الوعيد فاعتدل في


كلامه، وقال لهبيرة: فما الذي يرضي صاحبكم؟ قال: إنه قد حلف


ألا ينصرف حتى يطأ أرضكم، ويختم ملوككم، ويعطي الجزية،


قال: فإنا نخرجه من يمينه، نبعث إليه بتراب من أرضنا فيطؤه،


ونبعث ببعض أبنائنا فيختمهم، ونبعث إليه بجزية يرضاها قال:


فدعا بصحائف من ذهب فيها تراب وبعث بحرير وذهب وأربعة


غلمان من أبناء ملوكهم، ثم أجازهم فأحسن جوائزهم فساروا


فقدموا بما بعث به، فقبل قتيبة الجزية، وختم الغلمان وردهم،


ووطئ التراب، وهكذا انتهت هذه المرحلة من فتوحات


قتيبة، التي طوى فيها أقاليم ماوراء جيحون، فا نظروا اي عز


هذا ثم عبر نهر


سيحون، وفتح فرغانة والشاش، وأشروسنه، وكاشغر، وفرض


سيادة الإسلام على ملك الصين، وجعل كلمة الله هي العليا وكلمة


الذين كفروا السفلى، وكان قتيبة قائداً عسكرياً فذا، وبطلاً سياسياً


بارعاً، قهر الصعاب وتغلب على كل المشاكل التي واجهته، ولم


يثنه عن عزمه لا صعوبة الطرق ووعورتها ولا قسوة المناخ


وشدته، فقد كان عزمه حديداً، وكان هدفه رشيداً، وغايته


عظيمة، والعون من الله مكفول للمخلصين لهذا الدين العظيم



جهود قتيبة في نشر الإسلام



... كان قتيبة ومن معه من الفاتحين يحرصون على دعوة الناس


للإسلام, وإخراجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام, فكان قتيبة


يهتم ببناء المساجد في المدن والقرى والأرياف ويصنع فيها


العلماء والفقهاء لتربية الناس وتعليمهم الإسلام وقام بتسكين


المسلمين بين السكان الأصليين, ليطلعوا على تعاليم الإسلام


وعادات المسلمين واخلاقهم عن طريق الاحتكاك بهم, مثل ما


حدث مع أهل بخارى فأظهر الإسلام بهذه الطريقة, وازال آثار


الكفر ورسم المجوسية وبني ببخارى المسجد الجامع وأمر


المسلمين باداء صلاة الجمعة فيه, ومن اساليب قتيبة في ترغيب


الناس في الدخول في الإسلام, كان يأمر بمنادٍ كل يوم يقول : بأن


كل من يأتي لصلاة الجمعة يعطى درهمين, ويعد هذا العمل طريقة


جديدة في ذلك العهد في تأليف قلوب الناس للإسلام والحفاظ على


الذين اعتنقوه, وكان في جيشه مجموعة من العلماء, كمحمد بن


واسع, والقاضي يحيي بن يعمر والضحاك بن مزاحم صاحب


التفسير فقد ساهم أمثال هؤلاء في نشر الإسلام وكان محمد بن


واسع ينافس قتيبة في بناء المساجد وقد صاحب عمليه انتشار


الإسلام بين سكان ما وراء النهر سرعة تعلمهم اللغة العربية,


حيث كان قتيبة يصدر أوامره ببناء المساجد ولم تكن تقتصر على


اقامة شعائر الصلاة فقط وإنما فيها حلقات الدرس في تعليم


القران الكريم والأحاديث النبوية الشريعة, وكان للمسجد والعلماء


الذين أشرفوا عليها دور عظيم في تعليم السكان اللغة العربية,


وقد قال ابن كثير عن قتيبة : انه ما انكسرت له راية وكان من


المجاهدين في سبيل الله واجتمع له من العسكر مالم يجتمع لغيره.


وكان من نتائج الجهود التي بذلها قتيبة في نشر الإسلام, أن


أصبحت بخارى وسمرقند وأقليم خوارزم مراكز للثقافة العربية


ونشر الإسلام في اسيا الوسطى, كما كانت مرو ونيسابور في


خراسان, ومنها ايضاً دخول كثير من أهلي ما وراء النهر في دين


الله أفواجا, فظهر بينهم عدد من الكتاب والمحدثين والفقهاء


والمؤرخين, ممن لا يزال ذكرهم خالد, وآثارهم عظيمة في تاريخ


الإسلام.



من حكم قتيبية وأقواله المأثورة




قوله : ملاك الأكثر في السلطان الشدة على المذنب واللين


للمحسن, وكان يقول : الخطأ مع الجماعة خير من الصواب مع


الفرقة, وأن كانت الجماعة لا تخطيء والفرقة لا تصيب وخاطب


قتيبة الحجاج حين ظفر باصحاب ابن الأشعث فأراد قتلهم : أن الله


قد اعطاك ما تحب من الظفر, فاعطه مايحب من العفو. وقال :


الكامل المرؤة من احرز دينه ووصل رحمه وتوقى مايلائم عليه.



بين قتيبة بن مسلم ومحمد بن واسع : أصبعه


أحب إلى قتيبة من


ألف سيف شهير


لما صافَّ قتيبة بن مسلم للترك, وهاله أمرهم, سأل عن محمد بن


واسع, فقيل : هو ذاك في الميمنة جامح على قوسه, يبصبص


بأصبعه نحو السماء. قال : تلك الأصبع أحب إليّ من مئة ألف


سيف شهير وشاب طرير, وهذا فهم راسخ من قتيبة بن مسلم


الباهلي لأسباب النصر, ألا وهو التوكل على الله تعالى, وتوثيق


الصلة به واستلهام النصر منه, ولقد عبأ جيشه وتأكد من حسن


إعداده ولكنه بحاجة إلى التأكد مما هو أهم من الإعداد المادي


حيث يتجاوز المسلمون بالسلاح المعنوي حدود التكافؤ المادي


في القُوَى بمراحل عديدة ولما كان محمد بن واسع في جيشه


سارع إلى السؤال عنه, فلما أخبر بأنه مستغرق في مناجاة الله


تعالى ودعائه واطمأن قلبه وارتفع مستوى الأمل بالنصر عنده


قال تلك الكلمات الإيمانيه الرفيعة : تلك الإصبع أحب إلى من مائة


ألف سيف شهير وشاب طرير. إن قوى الأرض كلها بيد الله


تعالى, وإن النظر إلى القوى المادية من حيث العدد والعُدد


والمواقع, إنما هو حسابات البشر والله جل جلاله قادر على تغيير


هذه الموازين في لحظة, وإن من أهم استجلاب نصر الله تعالى


دعاء الصالحين, فلذلك استبشر قتيبة خيراً حينما علم باستغراق


محمد بن واسع في الدعاء, وهذا الفهم الرفيع من قتيبة رحمه الله


يبين لنا سبباً مهما من أسباب انتصاراته الباهرة, التي ظلت


تتولى أكثر من عشر سنوات فبالرغم من كونه بطلا لا يُشَقُّ له


غبار, وقائداً مخططا يضع للأمور أقرانها, وسياسيا محنكا لا


يُخدع, فإنه لم يغتر بكل ذلك بل اعتبر ذلك كله من الأمور


الثانوية, ونظر قبل ذلك إلى مدى توثيق الحبل الذي يصل جيشه


بالله تعالى فلما عرف بأن محمد بن واسع قد وصل ذلك الحبل


بالدعاء وبما سبق ذلك من شهرته بالإيمان القوي والعمل الصالح


حصل له اليقين وزال عنه سبب من أسباب الخوف المتمثل


بضعف الصلة بالله تعالى.


إن محمد بن واسع رحمه الله تعالى معدود من العلماء الربانيين


المشهورين بالزهد والورع والخشوع وهو مدرسة في معالجة


أمراض النفوس وتطهير القلوب, ومن أقواله النيَّرة في الزهد


والورع واليقين : إني لأغبط رجلا معه دينه ومامعه من الدنيا


شيء وهو راض وإذا كان محمد بن واسع يغبط أهل الدين


المجردين من الدنيا فما أكثر من يغبطون أصحاب الأموال, وما


الفرق بين السابقين بالخيرات والمقصِّرين. وقيل إنه قال لرجل :


هل أبكاك قط سابق علم الله فيك يعني أن المقربين مع ما يقومون


به من الورع والعمل الصالح يخشون من سابق قدر الله فيهم,


حيث يخافون من سوء الخاتمة, فإن القلوب بين أصبعين من


أصابع الرحمن جل جلاله يقلبها كيف يشاء وقيل له كيف


أصبحت؟ قال : قريباً أجلي بعيداً أملي, سِّيئاً عملي. وهذا من


عمق الإدراك وقوة تصور ما بعد الموت, وإذا كان محمد بن واسع


الذي قيل عنه إنه أفضل أهل البصرة في زمنه يتهم نفسه بطول


الأمل وسوء العمل فكيف بحال المقصرين _ أمثالي . وذات يوم


قال له رجل لمحمد بن واسع : أوصيني, قال : أوصيك أن تكون


ملكا في الدنيا والآخرة, قال : كيف؟ قال : ازهد في الدنيا وهذه


وصية نافعة من طبيب ماهر في طب القلوب فهذا الرجل يطلب


الوصية من محمد بن واسع فيوصيه بأعلى مرتبة تطمح لها


النفوس عادة, وهي أن يكون ملكاً في الدنيا والآخرة, فيتعجب


الرجل لأنه لم يرد الدنيا حينما طلب منه الوصية, ثم كيف يجمع


بين الأمرين, فيكون ملكاً في الدنيا ولآخرة, فلذلك استفهم منه


استفهام تعجب, فكان جواب ابن واسع له : ازهد في الدنيا, ومن


كلامه التربوى العميق قوله : ما آسى على الدنيا إلا على ثلاث :


صاحب إذا اعوججت قوَّمني, وصلاة في جماعة يُحمَل عني


سهوُها وأفوز بفضلها, وقوتٍ من الدنيا ليس لأحد منه فيه منّة



ولا لله علىَّ فيه تَبِعة. فهذا العالم الرباني كان من ضمن جنود



الفاتحين الذين نفع الله بهم شعوب المشرق, كأهل بخارى,


وسمرقند وخراسان وغيرها.


رحمك الله يا ابا حفص ايها الامير العظيم وطيب ثراك واسكنك


فسيح جناته كما فتحت الدنيا وملات الارض بالاسلام ونشر كلمة


الله
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #32  
قديم 2010-09-17, 01:35 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

محمد بن القاسم الثقفي وفتح السند





كان انتصار المسلمين في معركة القادسية في عهد عمر بن

الخطاب إيذاناً لهم بفتح السند, فقد استنجد كسرى الفرس ببعض

ملوك البلاد المجاورة ومنها مملكة السند حيث أمده ملك السند

بالمال والرجال الأمر الذي اضطر المسلمين بمهاجمة السند رداً

على تدخلهم ضدهم في معركة القادسية ولذلك فإن البلاذري

يحدثنا عن حملات إسلامية مبكرة على السند كان أولها في عهد

عمر بن الخطاب, وكان ثانيها في عهد علي بن أبي طالب, كما

نفهم من رواية البلاذري أن عثمان بن عفان كان أيضا مهتما

بتقصي تحركات السند, كما أن البلاذري يوضح الأسباب التي

حولت هذه الحملات إلى فتح منظم للسند في الأسباب الآتية

اكتشاف تحالف آخر بين السند والترك حيث لقي المهلب

في عهد معاوية بن أبي سفيان ثمانية عشر فارساً من الترك ببلاد

القيقان بالهند, لذلك تلاحقت حملات معاوية فأغار عبد الله بن

سوار وسنان بن سلمة بن المحبق الهذلي فأنى الثغر ففتح مكران

عنوة ومصرها وأقام بها





أعمال القرصنة البحرية التي كان يقوم بها الهنود حيث يذكر

البلاذري أن البوارج الهندية قد استولت على سفينة كانت تحمل

نساء مسلمات أرسلهن ملك جزيرة الياقوت هدية إلى الحجاج بن

يوسف فنادت امرأة من تلك النسوة وكانت من يربوع : يا حجاج

وبلغ الحجاج ذلك فقال : يا لبيك فأرسل إلى داهر يسأله تخلية

النسوة . فقال أخذهن لصوص لا أقدر عليهم, لذلك أرسل الحجاج

بن يوسف عبيد الله بن نبهان إلى الديبل "كراتشي اليوم" فقتل,

فكتب إلى بديل بن طهفة البجلي وهو بعمان يأمره أن يسير إلى

الديبل, لكن الهنود استطاعوا محاصرته وقتله أيضا.


تعيين محمد بن القاسم على ثغر الهند وتجهيزات الحجاج لجيشه


تبدّى للحجاج مدى الإهانة التي تلحق بهيبة المسلمين وخطورتها

إن هو سكت على هذا الأمر, فاختار محمد بن القاسم وكان


بقايا مسجد محمد بن القاسم بمدينة (الرور)


بفارس, وكان قد أمره أن يسير إلى (الريّ), فردّه إليه, وعقد له

ثغر (السند), وضمّ إليه ستة الآف من جند أهل الشام, وجهّزه بكلِّ

ما احتاج اليه – حتى الخيوط والإبر والمال- وأمره أن يقيم

بشيراز حتى يكمل حشد رجاله ويوافيه ما أعدّ له واهتمّ الحجاج

اهتماما بالغاً في إنجاز إستحضارات جيش محمد بن القاسم حتى

بلغ بذلك حدّ الروعة حقاً فلم ينس أصغر التفاصيل الإدارية لإكمال

الستحضارات هذا الجيش, حتى إنه عمد إلى القطن المحلوج فنُقع

في الخل الأحمر الحاذق, ثم جُفِّف في الظل وقال لهم : إذا صرتم

إلى (السِّند) فإن الخل بها ضيِّق, فانقعوا هذا القطن في الماء, ثم

اطبخوا به واصطبغوا . ويقال : إن محمداً لما صار إلى ثغر السِّند,

كتب يشكو ضيق الخلِّ عليهم, فبعث الحجاج إليه بالقطن المنقوع

في الخل.

المعارك التي خاضها محمد بن القاسم


مضى محمد إلى مكران فأقام بها أياماً, ثم أتى فنزبور ففتحها, ثم

أتى (أرمائيل ففتحها أيضا, فقدم (الديبل) يوم جمعة, فوافته هناك

سفنه التي كانت تحمل الرجال والسِّلاح والعتاد والمهمات, فخندق

حيث نزل (الديبل) وأنزل الناس منازلهم ونصب منجنيقاً يقال له:

العروس, الذي كان يعمل لتشغيله خمسمائة من الرجال ذوي

الكفاية المدربين على استخدامه, فدكّ بقذائفه معبد الهنادكة الأكبر

(البد), وكان على هذا البد دقل عظيم وعلى الدقل راية حمراء إذا

هبّت الريح أطافت المدينة, وحاصر محمد الديبل وقاتل حماتها

بشدّة, فخرجوا إليه, ولكنه هزمهم حتى ردهم إلى البلد, ثم أمر

بالسلالم فنصبت وصعد عليها الرجال, وكان أولهم صعوداً رجل

من بني مراد من أهل الكوفة ففتحت المدينة عنوة فاستباحها

محمد ثلاثة أيام, ولكنّ عامل (داهر) ملك السند عليها هرب عنها

سالما, فأنزل فيها محمد بن القاسم أربعة الآف من المسلمين

وبنى عليها جامعها, فكان أول جامع بني في هذه المنطقة, وسار

محمد عن الديبل إلى النيرون, وكان أهلها بعثوا إلى الحجّاج






بقايا مسجد محمد بن القاسم ب(الرور) بباكستان


فصالحوه, فلقوا محمداً بالميرة وأدخلوه مدينتهم ووفوا بالصلح,

وسار محمد عن (نيرون) وجعل لايمر بمدينة إلاَّ فتحها حتى عبر

نهراً دون "مهران" فأتاه أهل (سربيدس)وصالحوه ففرض

عليهم الخراج وسار عنهم إلى (سهبان), ففتحها ثم سار إلى نهر

(مهران) فنزل في وسطه, وبلغ خبره (داهر) فاستعدّ لمجابهته,

وبعث محمد إلى (سدوستان) فطلب أهلها الأمان والصلح, فأمنهم

محمد وفرض عليهم الخراج أيضا.


مقتل داهر ملك الهند

عبر محمد بن القاسم نهر (مهران) مما يلى بلاد الملك (راسل)

ملك (قصة) من الهند على جسر عقده, و (داهر) مستخف به لاهٍ

عنه, ولقيه محمد والمسلمون وهو على فيل وحوله الفيلة فاشتد






بقايا قلعة داهر بإقليم السند






القتال بشكل لم يسمع بمثله وترجّل (داهر) وقاتل حتى قتل عند

المساء, فانهزم أصحابه وقتلهم المسلمون كيف شاءوا فقال قاتل داهر

الخيل تشهد يوم داهر والقنا

ومحمد بن القاسم بن محمد

أني فرجت الجمع غيرُ مَعرد

حتى علوت عظيمهم بمهند

فتركته تحت العجاج مجندلا

متعفر الخدين غير موسّد

فلما قتل (داهر) غلب محمد على بلاد السند فتح (راوَر)عنوة،

وكان بها امرأة لدهر فحرقت نفسها وجواريها وجميع مالها،

وتقدم المسلمون بعد ذلك صوب الشمال مشرقين حتى بلغوا

(برهمنآباد)العتيقة على فرسخين من المنصورة وكان موضعها

غيضة، وكان المنهزمون من أصحاب داهر بها، ففتحها محمد



أول مسجد فى شبه القارة الهندية بناه محمد بن القاسم بمدينة الديْبل (كراتشى) حاليا بباكستان





وقتل بها بشراً كثيراً وخرّبها، وسار محمد يريد(الرور) و(بغرور،

فلقيه أهل ساوندري، وسألوه الأمان، فأعطاهم إياه، واشترط

عليهم ضيافة المسلمين، فأسلم أهلها من بعد ذلك ، وتقدم نحو

(بسمد)،على مثل صلح (ساوندري) فسار عنها حتى انتهى إلى

(الرور) وهي من مدائن السند تقع على جبل فحاصرها شهوراً ثم

فتحها صلحاً وسار محمد إلى (السكة)، فتحها ثم عبر نهر

(بَياس) رافد نهر السند إلى مدينة (المُلْتان)،، أعظم مدن السند

الأعلى وأقوى حصونه، فامتنعت عليه شهوراً وقاتله أهلها،

فانهزموا فحصرهم، فأتاه رجل مستأمن دلّه على مدخل الماء الذي

يشرب منه السكان، فقطعه عليهم، فنزلوا على حكمه، فقتل محمد

المقاتلة وسبى الذرية وسبى سدنة (البد) وهم ستة آلاف، وأصاب

مالاً كثيراً جمعه في بيت طوله عشرة أذرع وعرضه ثمانية أذرع

يلقى إليه في كوّة في وسطه، فسميت (الملتان: فرج بيت الذهب.

وكان (بد) الملتان (بداً) تهدى إليه الأموال وتنذر له النذور ويحجّ

إليه السند فيطوفون به ويحلقون رؤوسهم ولحاهم عنده

ويزعمون أنه صنماً فيه هو أيوب النبي صلى الله عليه وسلم،

وعظمت فتوح محمد، فراجع الحجّاج حساب نفقاته على هذه

الحملة، فكانت ستين ألف ألف درهم فقال: شفينا غيضنا، وأدركنا

ثأرنا، وازددنا ستين ألف ألف درهم ورأس داهر. لقد أنجز محمد

هذا الفتح كله في المدة بين سنة تسع وثمانين الهجرية وأربع

وتسعين الهحرية.


فإن محمداً حقق هذه الأمجاد وهو في مقتبل العمر حتى قال فيه الشاعر:

إن الشجاعة والسماحة والندى

لمحمد بن القاسم بن محمد

قاد الجيوش لسبع عشرة حجة

يا قرب ذلك سؤدداً من مولد
... ...

وقد ساس الجيوش وقادها وعمره سبع عشرة سنة قال فيه

الشاعر يزيد بن الأعجم:

ساس الجيوش لسبع عشرة حجة




ولداته عن ذاك في أشغال

فغدت بهم أهواؤهم وسمت به

همم الملوك وسورة الأبطال

رحم الله محمد القاسم الشاب ، الأمير العادل الإداري

الحازم، لقد بكاه أهل السند من المسلمين، لأنه كان يساويهم

بنفسه ولا يتميز عليهم بشيء، ويعدل بالرعية ولأنه نشر الإسلام

في ربوعهم فأرسل دعاته شرقاً وغرباً يجوبون البلاد التي فتحها

وكان أكثر من هداهم الله إلى الإسلام من أهل السند على يديه،

فمنذ الخطوات الأولى للفتح بدأت شخصيات كبيرة تعتنق الإسلام

فعندما فتح محمد بن القاسم مدينة الديبل واستولى على قلعتها

التي كان بها الأسرى من الجنود والتجار المسلمين والنساء

المسلمات وقتل حرّاس القلعة بناء على أوامر الحجّاج انتقاماً

لشهداء المسلمين، عندئذ جاء مدير السجن الذي كان به

المسلمون طالباً العفو عنه لأنه كان محسناً للأسرى المسلمين

ويعاملهم معاملة كريمة، فلما تأكد محمد بن القاسم من صدقه عفا

عنه، بل فوض إليه مهمة الإشراف على الشئون الاقتصادية

بمدينة الديبل ثم أعلن الرجل إسلامه، فقربه محمد أكثر، وعينه

مترجماً لرئيس الوفد الذي أرسله إلى داهر ملك السند لتوجيه

الإنذار إليه، وعندما تقدم محمد بن القاسم في السند، بعد فتح

الديبل، وجه الدعوة إلى الأمراء والحكام والوزراء والأعيان

وعامة الشعب للدخول في الإسلام، فاستجاب له كثيرون وبصفة

خاصة من البوذيين، وقد كان لسلوك المسلمين وقائدهم الشاب،

واهتمامه بإقامة المساجد وأداء شعائر الإسلام، أثر كبير في جذب

الأهلين إلى الإسلام، فلم يكن محمد القاسم يدخل مدينة إلا ويبني

فيها مسجداً، فقد بنى مساجد في الديبل والرور والبيرون والملتان

وغيرها من المدن السندية، فرحمة الله على هذا الفاتح الكبير.
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 2010-09-17, 01:36 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

وفاة أ مير المؤمنين أ با العباس الوليد بن عبد الملك




وكانت وفاة الوليد يوم السبت في النصف من جمادى الآخرة سنة ست


وتسعين في قول جميع أهل السير،


وكان آخر ما تكلم به الوليد عند موته: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله


وكان نقش خاتمه: يا وليد إنك ميت، وكان عمر بن عبد العزيز ممن حضر


دفنه قال: لتنزلنه غير موسد ولا ممهد قد، خلفت الأسباب وفارقت الأحباب،


وسكنت التراب، وواجهت الحساب، فقيراً إلى ما تقدم عليه غنيِّا عما يخلف.


واختلف في قدر مدة خلافته واخترت قول الزهري في ذلك: ملك الوليد


عشر سنين إلا شهراً، واختلف في سنه لما مات فقيل ست وأربعين سنة


وأشهر، وقيل توفي وهو ابن خمس وأربعين سنة وقيل وهو ابن اثنتين وأربعين


سنة وأشهر وقيل سبع وأربعين سنة، وقيل صلى عليه عمر بن عبد العزيز


وكان له: تسعة عشر ابناً: عبد العزيز ومحمد والعباس، وإبراهيم، وتمام،


وخالد، وعبد الرحمن، ومبشر، مسرور، وأبو عبيدة، وصدقة، ومنصور،


ومروان، وعنبسة، وعمرو، وروح، وبشر، ويزيد، ويحي،. وأم عبد العزيز


ومحمد أم البنين بينت عبد العزيز بن مروان، وأم أبي عبيدة فزارية، وسائرهم لأمهات شتى.


وقد شب الوليد على حب القرآن الكريم والاكثار من تلاوته وحث الناس


على حفظه وإجازتهم على ذلك، حدث إبراهيم بن أبي عبلة قال: قال لي:


الوليد بن عبد الملك يوماً في كم تختم القرآن؟ قالت: كذا وكذا، فقال: أمير


المؤمنين على شغله يختمه في ثلاث ـ وقيل في سبع ـ قال: وكان يقرأ في


شهر رمضان سبعة عشرة ختمة، قال إبراهيم: رحم الله الوليد، وأين مثله؟ بنى


مسجد دمشق، وكان يعطيني قطع الفضة، فأقسمها على قرّاء بيت المقدس،


ورى الطبري أن رجلاً من بني مخزوم سأل الوليد قضاء دين عليه. فقال: نعم


إن كنت مستحقاً لذلك، قال: يا أمير المؤمنين، وكيف لا أكون مستحقاً


لذلك مع قرابتي؟ قال: أقرأت القرآن؟ قال: لا، قال: أدن مني فدنا منه، فنزع


عمامته بقضيب كان في يده وقرعه قرعات بالقضيب، وقال للرجل: ضم


إليك هذا فلا يفارقك حتى يقرأ القرآن، فقام إليه عثمان بن يزيد بن خالد...


فقال يا أمير المؤمنين إن علي ديناً، فقال: أقرأت القرآن قال: نعم، فاستقرأه


عشر آيات من الأنفال، وعشر آيات من براءة، فقرأ، فقال: نعم نقض عنكم،


ونصل أرحامكم على هذا. وقال عنه ابن كثير: .. فقد كان صيناً في نفسه


حازماً في رأيه يقال: إنه لا تعرف له صبوة.







وبلغت الدولة في عهده أ وج عظمتها واتساعها ودانت الدنيا للخلافة الاموية


من شرقها الي غربها .


رحم الله أبا العباس امير المؤمنين وطيب ثراه
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 2010-09-17, 01:37 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

خلافة سليمان بن عبد الملك: 96هـ 99هـ
****************************


هو سليمان بن عبد الملك بن أبي العاص بن أمية الخليفة أبو أيوب القرشي


الأموي بويع بعد أخيه الوليد سنة ست وتسعين، وكان له دار كبيرة مكان


طهارة جيرون، وكان دينا فصيحاً مفوها عادلاً محباً للغزو، وكان جميلاً


ويرجع إلى دين وخير ومحبة للحق وأهله وأتباع القرآن والسنة وإظهار الشرائع


الإسلامية، وكان يستعين في أمر الرعية بعمر بن عبد العزيز، وعزل عُمّال


الحجّاج. وكتب إن الصلاة قد أميتت فأحيوها بوقتها، وهمَّ بالإقامة ببيت


المقدس، ثم نزل قنسرين للرباط وحجّ في خلافته، وعن ابن سيرين قال: يرحم


الله سليمان افتتح خلافته بإحياء الصلاة واختتمها باستخلاف عمر، وكان


سليمان ينهي الناس عن الغناء.


سياسته العامة


كان عهد سليمان يمثل بداية المرحلة الجديدة من مراحل الخلافة الأموية وعلى


الأخص، المروانية منها، لما امتاز به من خصائص جديدة وتغير في أسلوب





المسجد الاموي بحلب الذي بناه الخليفة سليمان رحمه الله


الحكم عن سابقيه منهم، إذ اتسمت سياسته بإيثار السلامة والعافية والنزوع


إلى الموادعة والأخذ برأي أهل العلم والفضل من باب العمل بمفهوم الشورى


والتمسك بالتعاليم والأحكام الإسلامية، والحرص على تنفيذها، وهي الأمور


التي وضحها في خطبته التي خطبها بعد استخلافه، وبين فيها سياسته التي


سينتهجها في الحكم .







1 ـ حض الناس على الرجوع إلى القرآن الكريم: إذ يقول: اتخذوا كتاب الله


إماماً وارضو به حكماً واجعلوه قائداً فإنه ناسخ لما قبله، ولن ينسخه كتاب بعده.


وقال في موضع آخر من خطبته مؤكداً على تمسكه بتعاليم الإسلام ورغبته


بالموادعة والمسالمة ومبيناً مفهومه للخلافة، وما يترتب على ذلك: جعل الله


الدنيا داراً لا تقوم إلا بأئمة العدل، ودعاة الحق، وإن لله عباداً يملكهم أرضه،


ويسوس بهم عباده، ويقيم بهم حدوده ورعاة عباده... ولولا أن الخلافة تحفة


من الله كفر بالله خلعها، لتمنيت أني كأحد المسلمين يضرب لي بسهمي، فعلى


رسلكم بني الوليد، فإني شبل عبد الملك، وناب مروان لا تضلعني حمل النائبة


ولا يفزعني صريف الأجفر، وقد وليت من أمركم ماكنت له مكفياً وأصبحت


خليفة وأميراً وما هو إلا العدل أو النار.. فمن سلك المحجة حُذي نعل


السلامة، ومن عدل عن الطريق وقع في وادي الهلكة والضلالة، إلا فإن الله


سائل كلا عن كل، فمن صحت نيته ولزم طاعته، كان الله له بصراط التوفيق،


وبرصد المعونة فكتب له سبيل الشكر والمكافأة فأقبلوا العافية فقد رزقتموها،


والزموا السلامة فقد وجدتموها، فمن سلمنا منه، سلم منا ومن تاركنا تاركناه


ومن نازعنا نازعناه فارغبوا إلى الله في صلاح نياتكم وقبول أعمالكم وطاعة


سلطانكم، فإني غير مبطل لله حداً ولا تارك له حقاً، أنكثها عثمانية عمريه. أي الشدة واللين.





مدينة الرملة التي بناها الخليفة سليمان رحمه الله


وحتى المؤرخ الشيعي المسعودي وصفه إلى إشارة السلامة والعافية ونزوعه إلى


الموادعة واستشارة أهل العلم بقوله: كان سليمان لين الجانب.. لا يعجل إلى


سفك الدماء ولا يستنكف عن مشورة النصحاء، ووصفه ابن كثير بقوله:


يرجع إلى دين وخير ومحبة للحق وأهله، وإتباع القرآن والسنة وإظهار الشرائع


الإسلامية رحمه الله،



الماذنه البيضاء بالرملة


ووصفه لسان الدين الخطيب بقوله: وكان قائماً برسوم


الشريعة. وأما ابن قتيبة فيقول: افتتح بخير وختم بخير لأنه رد المظالم إلى أهلها،


ورد المسيرين وأخرج المسجونين الذين كانوا بالبصرة واستخلف عمر بن عبد


العزيز وأغز أخاه الصائفة حتى بلغ القسطنطينية، فأقام بها حتى مات، رحمه الله


وأما أبي


زرعة الدمشقي، فقد عد خلافة سليمان، وخلافة عمر بن عبد العزيز واحدة،


حيث يقول: كانت خلافة سليمان بن عبد الملك كأنها خلافة عمر بن عبد


العزيز، كان إذا أراد شيئاً قال له: ما تقول يا أبا حفص؟ قالا جميعاً


سياسة سليمان في اختيار الولاة


راعى سليمان اختيارات عدة في اختيار ولاته على الأمصار ونظراً لحساسية


هذا الموضوع، فقد أوضح جانباً من سياسته تلك في خطبته التي خطبها بعد


استخلافه، حيث قال: قد عزلت كل امير كرهته رعيته ووليت أهل كل بلد،


من أجمع عليه خيارهم واتفقت عليه كلمتهم.


استشارة العلماء والنصحاء من ذوي الخبرة


ولعل من هذه الاعتبارات استشارة العلماء والنصحاء من ذوي الخبرة في كل


أمور الأمصار، فقد أتخذ عمر بن عبد العزيز وزيراً ومستشاراً، وقد صدر


سليمان عن رأيه في عزل عمال الحجاج، وممن كان يستشيرهم رجاء بن حيوة


الكندي، فقد ولى سليمان محمد بن يزيد الأنصاري ـ ويقال القرشي ـ


إفريقية بمشورته.


اختيار العلماء وأهل الصلاح


ومن هذه الاعتبارات في اختيار الولاة أيضاً اختيار الفقهاء، وأهل الصلاح


والزهد، آملاً من ذلك استبدال الظلم بالعدل،وبالتالي تغيير نظرة المجتمع


الإسلامي آنذاك إلى الخلافة الأموية، وكسب الرأي العام لصالحها، ومن هؤلاء


أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري على المدينة، وهو أحد فقهائها


وكان ثقة كثير الحديث، وكذلك الأمر مع عروة بن محمد بن عطية السعدي،


الذي ولاه سليمان اليمن وكان من الزهادوولى اليمن أيضاً في عهدي عمر بن


عبد العزيز ويزيد بن عبد الملك وخرج من اليمن وما معه إلا سيفه ورمحه


ومصحفه، ويروى أنه لما دخل اليمن قال:يا أهل اليمن هذه راحلتي فإن


خرجت بأكثر منها فأنا سارق، والشيء ذاته يمكن أن يقال عن عبد الملك بن


رفاعة الفهمي والي مصر، حيث اتصف بحسن السيرة والتدين والعفة عن


الأموال والعدل في الرعية بالإضافة إلى كونه ثقة أميناً فاضلاً، وكذلك الأمر


بالنسبة لمحمد بن يزيد والي إفريقية، حيث اتصف بحسن السيرة والعدل بين الرعية



سياسة سليمان تجاه حركات المعارضة


1 ـ الخوارج: لم يعد لهم قوة تذكر وكل ما كان منه في عهد سليمان لا


يعدو عن كونه عصيان مجموعات صغيرة أو قل كبيرة فردية لا تكاد تقوم لها


قائمة بمجرد إعلانها، ويذكر لسليمان بأنه كان أقل شدة من سابقيه في تعامله


مع الخوارج غير الثائرين فاكتفى بسجن من يسبون الخلفاء منهم، وكان


يستشير عمر بن عبد العزيز في أمرهم ويصدع لحكمه فيهم، معلماً سليمان


عدم وجود سبة، تحل دم المسلم غير سبة الأنبياء، وكان عمر يرى حبسهم أو


العفو عنهم.


2ـ الهاشميون: أما بالنسبة لعلاقة سليمان بالعلويين اتسمت بالمودة والهدوء،


حيث كان يقرِّب العلويين ويقضي حوائجهم، وليس من الثابت أن سليمان


تحامى أبا هاشم ـ عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب ت 98هـ ـ


وأرصد له من سمه ويبدو لنا من دراسة تلك الروايات المتعلقة بهذه القصة أنها


موضوعة للأسباب التالية:


أ ـ تختلف الروايات اختلافاً بيناً في تحديد اسم الخليفة الذي دبر حادثة السم،


وبعضها تنسب ذلك إلى الوليد بن عبد الملك، وبعضها تنسب إلى سليمان بن


عبد الملك، أما الجاحظ فقد حمّل الأمويين مسئولية سم أبي هاشم دون تحديد


الشخص المسؤول عن ذلك .


ب ـ وحتى هذه المصادر التي صرحت بأن سليمان سمَّ أبا هاشم، فإنها


تختلف في تحديد كيفية وحيثيات هذه المؤامرة.


جـ ـ لا تجمع المصادر التي بين أيدينا على أن أبا هاشم توفي مسموماً، فهناك


عدة مصادر يستشف منها أن وفاته كانت طبيعية.


د ـ وهناك عدة رجال وافتهم المنية بعد عودتهم من عند الخليفة سليمان أو


أثناء إقامتهم عنده، ولا يمكن اعتبار وفاة هؤلاء الرجال جميعاً، أو أحدهم من


تدبير الخليفة لمجرد وفاتهم وهم في صحبته، أو أثناء عودتهم من عنده. والذي


يبدو، أن وفاة أبي هاشم كانت طبيعية وليست بالسم، وأن ادعاء السم ما هي


إلا روايات موضوعة..


3 ـ الزبيريون: اتسمت علاقة سليمان بالزبيريين بالمودة، كان سليمان يسأل


عن أحوالهم ويتفقدهم، حيث قضى دين جعفر بن الزبير، عندما علم به، وتَردُ


المصادر قوة علاقة سليمان بالزبيريين إلى يد سلفت لعبد الله بن الزبير على


سليمان، ففي أثناء الصراع بين عبد الله بن الزبير والأمويين أتى إليه بسليمان


بن عبد الملك من الطائف، وكان يومئذ غلاماً صغيراً فكساه وجهزه إلى أبيه


للشام، بعد أن وصله ووصل جميع من كان معه: فكان سليمان يشكر ذلك


لعبد الله بن الزبير، فلما ولي أحسن إلى جميع ولده وكثيراً ما يأتونه فيبرهم


ويصلهم، وكان يعظِّم ثابت بن عبد الله من بينهم. إن عهد سليمان اتسم





بهدوء نسبي إلى درجة كبيرة، فلم يشهد حركات معارضة عنيفة، فكانت


حركات الخوارج صغيرة ولم تهدد كيان الدولة، ووادع الهاشميين وأحسن


إليهم، كما وادع الزبيريين مكافأة لهم باليد التي كانت لعبد الله بن الزبير عليه.


سليمان والعلماء


تميز سليمان بن عبد الملك بحرصه على تقريب العلماء وقبول نصيحتهم


والاستماع إليهم من اشهر هؤلاء العلماء الذين كانوا مستشارين، رجاء بن


حيوه، وعمر بن عبد العزيز وغيرهم .
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #35  
قديم 2010-09-17, 02:05 PM
باحث عن حق باحث عن حق غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-09-16
المشاركات: 87
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله والصلاة و السلام على نبينا المصطفى محمد وعلى آله الأطهار

يقول الله تعالى : (( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ))

أولا: لماذا حول الأمويين نظام الخلافة إلى نظام ملكي؟ أليست هذه ببدعة؟
ثانيا: العقل السليم يدرك أن تاريخا كتبه الأمويون لا يمكن إلا أن يطري الأمويين
ثالثا: الإنجازات والفتوحات كانت ضرورية لتثبيت دعائم الملك لبني أمية وصرف الأمة الإسلامية عن مشاكلها الداخلية وتبرير المجازر التي قاموا بها
رابعا: الأمة الإسلامية حققت إنجازات وفتوحات أهم (القضاء على المجوس وطرد الروم) ولم تكن تتوفر على الموارد والوسائل التي تسنت للأمويين

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى
رد مع اقتباس
  #36  
قديم 2010-09-17, 03:15 PM
اكرم1969 اكرم1969 غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-02
المشاركات: 833
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باحث عن حق مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله والصلاة و السلام على نبينا المصطفى محمد وعلى آله الأطهار


يقول الله تعالى : (( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ))

أولا: لماذا حول الأمويين نظام الخلافة إلى نظام ملكي؟ أليست هذه ببدعة؟
ثانيا: العقل السليم يدرك أن تاريخا كتبه الأمويون لا يمكن إلا أن يطري الأمويين
ثالثا: الإنجازات والفتوحات كانت ضرورية لتثبيت دعائم الملك لبني أمية وصرف الأمة الإسلامية عن مشاكلها الداخلية وتبرير المجازر التي قاموا بها
رابعا: الأمة الإسلامية حققت إنجازات وفتوحات أهم (القضاء على المجوس وطرد الروم) ولم تكن تتوفر على الموارد والوسائل التي تسنت للأمويين

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى

حسنا يا باحث
تفضل وضع لنا بطولات الشيعه من زمن التأسيس لمذهبكم عبدالله بن سبأ الى يومنا هذا
نريد ان نعرف فتوحاتكم
وماذا قدمتم للاسلام
وكم مسجد بنيتم بدول العالم كلها
وما هي انتصاراكم وليس تحالفكم مع الكفار لاننا نعرفها والدلائل عليها كثيره
تفضل ننتظرك بحثك العظيم هذا لتضعه لنا
__________________


<CENTER></CENTER>
رد مع اقتباس
  #37  
قديم 2010-09-17, 05:44 PM
باحث عن حق باحث عن حق غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-09-16
المشاركات: 87
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله والصلاة و السلام على نبينا المصطفى محمد وعلى آله الأطهار

يقول الله تعالى : (( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ))

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اكرم1969 مشاهدة المشاركة
حسنا يا باحث
تفضل وضع لنا بطولات الشيعه من زمن التأسيس لمذهبكم عبدالله بن سبأ الى يومنا هذا
نريد ان نعرف فتوحاتكم
وماذا قدمتم للاسلام
وكم مسجد بنيتم بدول العالم كلها
وما هي انتصاراكم وليس تحالفكم مع الكفار لاننا نعرفها والدلائل عليها كثيره
تفضل ننتظرك بحثك العظيم هذا لتضعه لنا [/center]
أولا: لم تتكرم يا أكرم بالإجابة عن تساؤلاتي وأعتبر هذا هروبا غير مقصود، لذا فالمطلوب أن تجيب أولا عن النقاط التي حددتها حتي نضمن لهذا النقاش اسلوبا علميا ممنهجا.
ثانيا: أنا لم أنف الدور الحضاري الذي لعبته الدولة الأموية في التاريخ الإسلامي ولكن هذا لا يعني أن نغض الطرف عن الأخطاء التي قامت بها والتي مازالت تبعاتها تقبع على صدر الأمة.

فالمرجو الالتزام بمنهج علمي واضح لنتقصى الحقيقة ونوضح الاختلافات التاريخية
رد مع اقتباس
  #38  
قديم 2010-09-17, 07:47 PM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى أصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

وسقط قناع التقية، حيث ادعى ضيفنا أنه بعيد عن الطائفية، وحاول الإيهام بذلك لكن هيهات.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باحث عن حق مشاهدة المشاركة
أولا: لماذا حول الأمويين نظام الخلافة إلى نظام ملكي؟ أليست هذه ببدعة؟
بدأ العصر الملكي ببداية ولاية معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه حينما اجتمعت الأمة على بيعته (ومن ضمنهم الحسن بن علي رضي الله عنهما) إذن فهل نلقي اللوم على الحسن بن علي؟!!
طيب هل تعرف كيف تولى خلفاء بني أمية أمر الناس؟ أقصد يزيد وعبد الملك والوليد وعمر وهشام، هل تعرف؟

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باحث عن حق مشاهدة المشاركة
ثانيا: العقل السليم يدرك أن تاريخا كتبه الأمويون لا يمكن إلا أن يطري الأمويين
يأبى الجهل إلا أن يظهر أهله، أسألك هل كتب التاريخ الإسلامي في عهد بني أمية، أم في عهد أعدائهم السياسيين بني العباس؟

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باحث عن حق مشاهدة المشاركة
ثالثا: الإنجازات والفتوحات كانت ضرورية لتثبيت دعائم الملك لبني أمية وصرف الأمة الإسلامية عن مشاكلها الداخلية وتبرير المجازر التي قاموا بها
تساؤلات كثيرة تأتي للذهن تعليقاً ما كذبت، أقصد كتبت
1- ما الدليل على أن الفتوحات كانت لتثبيت دعائم الملك؟
2- ما هي المشاكل الداخلية التي كانت في الدولة الأموية؟
3- ما هي المجازر التي قام بها بنو أمية؟

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باحث عن حق مشاهدة المشاركة
رابعا: الأمة الإسلامية حققت إنجازات وفتوحات أهم (القضاء على المجوس وطرد الروم) ولم تكن تتوفر على الموارد والوسائل التي تسنت للأمويين
هل هذا ذنب بني أمية أن دولة المجوس تدمرت وتراجع ملك الروم قبل توليهم الحكم؟ ماذا تريد منهم أن يفعلوا يطيرون إلى المريخ مثلاً؟
همسة أخيرة في أذنك:لا تحقر المجوس كثيراً فهم من أسس دين الخمس والمتعة الذي تنتمي إليه.
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
رد مع اقتباس
  #39  
قديم 2010-09-17, 08:50 PM
باحث عن حق باحث عن حق غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-09-16
المشاركات: 87
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله والصلاة و السلام على نبينا المصطفى محمد وعلى آله الأطهار

يقول الله تعالى : (( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ))

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غريب مسلم مشاهدة المشاركة
وسقط قناع التقية، حيث ادعى ضيفنا أنه بعيد عن الطائفية، وحاول الإيهام بذلك لكن هيهات.
تهمة لا أساس لها. أدعوا القراء للتمييز بين الموضوعية وبين الطائفية.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غريب مسلم مشاهدة المشاركة
بدأ العصر الملكي ببداية ولاية معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه حينما اجتمعت الأمة على بيعته (ومن ضمنهم الحسن بن علي رضي الله عنهما) إذن فهل نلقي اللوم على الحسن بن علي؟!!
طيب هل تعرف كيف تولى خلفاء بني أمية أمر الناس؟بدأ العصر الملكي ببداية ولاية معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه حينما اجتمعت الأمة على بيعته (ومن ضمنهم الحسن بن علي رضي الله عنهما) إذن فهل نلقي اللوم على الحسن بن علي؟!!
.
أين الجواب: لماذا حول الأمويون الخلافة إلى نظام ملكي؟
للتوضيح : مبايعة الحسن بن علي كانت عن إكراه ولم تكن الدولة الإسلامية قد تحولت إلى ملكية بعد لذا نجد أن الحسين بن علي رفض مبايعة اليزيد فقتله واستبد بالحكم.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غريب مسلم مشاهدة المشاركة
يأبى الجهل إلا أن يظهر أهله، أسألك هل كتب التاريخ الإسلامي في عهد بني أمية، أم في عهد أعدائهم السياسيين بني العباس؟
صحيح يأبى الجهل إلا أن يظهر أهله. فالوضع والتغيير بدأ في عصر بني أمية.
بنو العباس لم يكن في صالحهم هدم الإرث الأموي وإتاحة الفرصة لأتباع أهل البيت من أجل المطالبة بالخلافة. فهم كذلك استبدوا بالحكم وأكملوا ما بدأه الأمويون.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غريب مسلم مشاهدة المشاركة
تساؤلات كثيرة تأتي للذهن تعليقاً ما كذبت، أقصد كتبت
1- ما الدليل على أن الفتوحات كانت لتثبيت دعائم الملك؟
2- ما هي المشاكل الداخلية التي كانت في الدولة الأموية؟
3- ما هي المجازر التي قام بها بنو أمية؟
المشاكل الداخلية التي واجهت الأمويين
الثورات التي نشبت في العصر الأموي
كان للأسلوب الذي اتبعه معاوية بن أبي سفيان في الوصول إلى منصب الخلافة واتخاذ دمشق عاصمة للدولة العربية الإسلامية بدلاً من المدينة المنورة، وتحوُّل الخلافة إلى منصب وراثي أثر في النقمة على بني أمية في الحجاز والعراق، وتجلَّت هذه النقمة في ثورة أهل المدينة الذين هزموا في موقعة الحرَّة سنة 63هـ، كما تجلَّت في التأييد الكبير الذي حصل عليه عبد الله بن الزبير بعد مقتل الحسين بن علي في كربلاء في العاشر من المحرَّم سنة 61هـ/680م واتسعت الحركة الزبيرية بعد وفاة يزيد بن معاوية ومبايعة عبد الله بن الزبير خليفة في الحجاز، ووصل سلطانه إلى العراق والأقاليم الشرقية واستمرت سيطرته على هذه المناطق حتى نجح عبد الملك بن مروان في هزيمة مصعب بن الزبير والي العراق في معركة مَسكِن أو دير الجاثليق سنة 72هـ، ثم وجه عبد الملك جيشاً بقيادة الحجَّاج بن يوسف الثقفي إلى عبد الله بن الزبير الذي أصبح سلطانه بعد موت أخيه مصعب لايجاوز الحجاز، فتمكَّن الحجَّاج من الاستيلاء على مكة بعد حصارها ما يقارب ستة أشهر، وقُتل عبد الله بن الزبير سنة 73هـ/694م وبذلك دخلت الحجاز مجدداً في طاعة الأمويين.

أما في العراق فقد اجتمعت عوامل متعددة جعلت منه أكثر الأقاليم معارضة للحكم الأموي، فقد شعر سادة القبائل في العراق بضياع مركزهم بعد انتصار معاوية، وانتقال الخلافة إلى الشام بعد أن كانت الكوفة مقرَّاً للخليفة علي بن أبي طالب إبَّان صراعه مع معاوية، ورأوا أن خلافة معاوية قد حرمتهم السيادة والخيرات ووضعتهم في مرتبة أدنى لاتقارن بما كانوا يحلمون به لو أن الأمر تَمَّ لهم أو ظلَّ على أرضهم، يضاف إلى ذلك أن الكوفة كانت معقلاً لشيعة علي بن أبي طالب الذين كانوا يرون أن البيت الأموي اغتصب حق آل علي في الخلافة، أما الخوارج فقد كانوا متفقين مع الشيعة في عدائهم للأمويين ولكنهم في الوقت نفسه كانوا أعداء للفريقين وأخذت ثورتا عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث ويزيد بن المهلب طابع العصبية القبلية والإقليمية، وكانتا مظهراً من مظاهر النزاع بين العراق والشام، وإن كان طابع العصبية الإقليمية قد تجلَّى في ثورة ابن الأشعث بوضوح أكثر مما تجلَّى في ثورة يزيد بن المهلب.
حركات الشيعة وثوراتهم:
كان من أهم حركات الشيعة حركة التوابين التي كانت ردَّ فعلٍ مباشراً لما حدث في كَربُلاء، فبعد مقتل الحسين شعر زعماء الشيعة أنهم خذلوه «لأنهم دَعوا إلى نُصرته فلم ينصروه بعد أن كانوا كاتبوه وأنه لا يغسل عنهم الإثم والخطأ إلا أن يخرجوا فيقتلوا من قتله» وتجمع بعضهم عند قبر الحسين طالبين التوبة والغفران من الله وتسمّوا بالتوّابين، وبدأ التوابون بجمع آلة الحرب والاستعداد للقتال ودعوة الناس من الشيعة وغيرهم في السِّر للمطالبة بدم الحسين، فلما مات يزيد بن معاوية واضطربت الأمور، زادت استجابة الناس لدعوة التوابين بقيادة سليمان بن صُرَد الخزاعي زعيم الشيعة، ووجد عبد الله بن الزبير في حركة التوابين فرصة لتقوية نفوذه بعد أن دانت العراق له، وقام عامله على الكوفة عبد الله ابن يزيد بتشجيع التوابين على الظهور والتوجه إلى قتال عبيد الله بن زياد الذي كان قد أُرسل لإعادة العراق إلى السيطرة الأموية، وفي معركة عين الوردة سنة 65هـ/684م، انتصر عبيد الله بن زياد، وقتل سليمان بن صُرَد وجمع كبير من رجاله، فكان هذا أول انتصار لعبد الملك بعد أن غدا خليفة.
ثورة المختار بن أبي عبيد الثقفي:
استغل المختار إخفاق الشيعة في معركة عين الوردة ليجمعهم حوله وأوهمهم أنه مبعوث محمد بن الحنفية ابن علي بن أبي طالب. ونجح المختار في السيطرة على الكوفة واستخلاصها من عامل عبد الله بن الزبير، كما استطاع جيشه بقيادة إبراهيم بن الأشتر قتل عبيد الله بن زياد وخلق كثير من أهل الشام في معركة خازَر سنة 67هـ/686م وانتقم المختار من جميع الذين اشتركوا في مقتل الحسين بن علي. ولكن نهاية المختار لم تكن على يد الأمويين وإنما على يد مصعب بن الزبير، فقد وجد عبد الله بن الزبير أن استفحال أمر المختار في الكوفة خطر كبير على مركزه في العراق، فعهد بولاية البصرة والكوفة إلى أخيه مصعب الذي استعان بالمهلب بن أبي صفرة في محاربته للمختار، وقد جرت بين المختار ومصعب معارك طويلة انتهت بمقتل المختار سنة 67هـ.
ثورة زيد بن علي
(121- 122هـ/738- 739م): كانت ثورة زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب من أهم الأحداث التي وقعت في العراق بعد عزل خالد بن عبد الله القسري والي العراقين سنة 120هـ وولاية يوسف بن عمر الثقفي، ومع أن هذه الثورة انتهت بالهزيمة ولم تحقق كسابقاتها لآل البيت ما كانوا يرجونه من خلع الأمويين والقضاء على سلطانهم، فإنها كانت على جانب كبير من الأهمية، لأنها كانت حلقة في سلسلة من ثورات شيعية متلاحقة أعقبتها، وتضافرت جهود الشيعة والدعاة العباسيين وعلى رأسهم أبو مسلم الخراساني الذي اتخذ من قتل يحيى بن زيد بن علي في الجُوزَجان سنة 125هـ منطلقاً للثأر من الأمويين، ونجح العباسيون في الاستيلاء على خراسان وانتصروا بعد ذلك في موقعة الزَّاب التي كتبت الصفحة الأخيرة في حياة الدولة الأموية
حركات الخوارج (الشراة):
أثار الخوارج في وجه الخلافة الأموية اضطرابات وقلاقل طوال العصر الأموي تقريباً، وكانت غالبية الخوارج على غاية من التطرف والمثالية العقائدية، وقد عرَّضهم هذا التطرف إلى عدة أزمات أدَّت إلى تمزيق صفوفهم وتحولهم إلى عدد من الفرق كان من أهمها فرقة الأَزارقة[ر] التي قادت النشاط الخارجي منذ وفاة يزيد بن معاوية حتى سنة 77هـ/696م، وكان المهلب بن أبي صفرة هو القائد الذي اختاره ابن الزبير لقتالهم واعتمده الحجاج بن يوسف كذلك في حربهم، فاستطاع أن يكسر شوكتهم وأن ينتصر عليهم في معارك متعددة أهمها معركة رامَهُرْمُز (مدينة بنواحي خوزستان). واستفاد المهلب من الخلاف الذي وقع في صفوف الأَزارقة حين تمرد على قطري بن الفُجاءة أحد قواده الكبار عَبدُ رَبِّه الكبير فتركهم المهلب يقتتلون من غير أن يستعجل الهجوم عليهم حتى إذا نهكهم القتال حاربهم كلاً على حدة، وقضِيَ على الأزارقة جميعاً بعد مقتل قائديهم قطري بن الفجاءه وعبد ربه الكبير سنة 77هـ.
في الوقت الذي كان فيه المهلب يحارب الأزارقة، ثارت فرقة أخرى منهم هي فرقة الخوارج الصُّفْرِيَّة التي قوي أمرها سنة 76هـ بقيادة شبيب ابن يزيد الشيباني الذي استولى على المدائن وهزم الكثير من الجيوش التي أرسلها الحجاج، ووصل به الأمر إلى تهديد الكوفة نفسها فاضطر الحجاج إلى الاعتماد على مقاتلة الشام بقيادة سفيان بن الأَبرد الكلبي الذي اضطرهم إلى التراجع، وانتهت حركة شبيب بمصرعه سنة 77هـ أو 78هـ.
ضعف أمر الخوارج في العراق بعد أن قضى الحجاج على الأزارقة والصفرية إلا أنهم عادوا إلى الظهور ثانية في خلافة عمر بن عبد العزيز، واستفحل أمرهم في خلافة مروان بن محمد، وفي المغرب انطلقت ثورة الخوارج الصفرية سنة 122هـ/739م من طنجة لتشمل المغرب الأقصى والأوسط والأدنى (ولاية إفريقية)، ومع أن حنظلة بن صفوان الذي عينه هشام بن عبد الملك والياً على إفريقية هزم الخوارج هزيمة منكرة في معركتي الأصنام والقَرْن سنة 124هـ/741م فإن ما أسفر عنه الانتصار لم يتجاوز تخليص المغرب الأدنى من الخوارج، أما سائر المغرب فقد بقي بأيديهم، لأن هشام بن عبد الملك توفي بعد عام واحد من انتصار واليه، ولم يستطع أحد من خلفائه أن يفعل فعل هشام في الإصرار على إرسال الجيوش لإخضاعهم.
ثورة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي:
كانت ثورة عبد الرحمن بن محمد (81 - 85هـ/700- 704م) من أقسى الأزمات التي واجهتها الدولة وتعرَّض فيها مركز الحجاج إلى امتحان عسير، وكان الحجاج قد أرسل ابن الأشعث للقضاء على ثورة رتبيل حاكم سجستان المحلي، وأمده بجيش عظيم من أهل البصرة والكوفة، ولما كان عبد الرحمن قد ابتعد عن أسلوب الغزوات السريعة وأراد أن يكون فتحه للمنطقة فتحاً مكيناً فإنه بعمله هذا أثار غضب الحجاج الذي أمره أن يسارع في قتال العدو، وهدده إن هو تقاعس ولم ينفِّذ أمره أنه سيعزله ويجعل مكانه أخاه إسحاق، وقد أغضبت لهجة الكتاب والتهديدات الواردة فيه ابن الأشعث فجمع رجاله وحدَّثهم بما ورد في الكتاب فأظهر الجند تأييدهم لعبد الرحمن وخلعوا الحجاج ثم عبد الملك وتوجهوا عائدين إلى العراق، وخاض الطرفان، ابن الأشعث والحجاج معارك كثيرة كان أقساها معركة دير الجماجم التي اعتمد فيها الحجاج اعتماداً تاماً على جيش أهل الشام، وهُزم ابن الأشعث بعد أن دامت الحرب مئة وثلاثة أيام.
ثورة يزيد بن المهلب:
تعد ثورة يزيد بن المهلب بن أبي صفرة (101- 102هـ/719 - 720م) من أهم الأحداث الداخلية زمن يزيد بن عبد الملك ولئن كان ابن الأشعث قد نجح في استمالة أهل الكوفة والبصرة وأشرافهما حوله، فإن يزيد بن المهلب قد أخفق في استمالتهم، ولم يلتف حوله سوى المهالبة وأبناء قبيلته أزد عُمان، أما رؤوس أهل البصرة من قيس وتميم فقد لحقوا بالكوفة ولحق بعضهم بالشام، وكان لموقف الحسن البصري من فتنة يزيد أثر كبير في تفرق الناس عنه، ولذلك استطاع مسلمة بن عبد الملك الذي أرسله الخليفة في جنود من أهل الشام والجزيرة أن ينتصر على يزيد في المعركة التي جرت في 14صفر سنة 102هـ، وسقط يزيد بن المهلب قتيلاً في ميدان المعركة وقُتل معه أخواه حبيب ومحمد وطارد مسلمة آل المهلب الذين ركبوا السفن خلسة متوجهين إلى شاطئ كِرمان، وأبلى المهالبة بلاء حسناً في قتال مطارديهم حتى قُتلوا عن آخرهم باستثناء اثنين استطاعا النجاة هما أبو عُيينة بن المهلب وعثمان بن المفضل اللذان لحقا بخاقان ورتبيل.

المجازر التي قام بها الأمويون
منقول من كتاب البداية و النهاية لابن كثير
وكان سبب وقعة الحرة‏ أن أهل المدينة أظهرو خلع يزيد بن معاوبة واجتمعوا عند المنبر فجعل الرجل منهم يقول‏:‏ قد خلعت يزيد كما خلعت عمامتي هذه، ويلقيها عن رأسه‏. ويقول الآخر‏:‏ قد خلعته كما خلعت نعلي هذه،ثم أخرجوا عامل يزيد من بينهم .‏
فاجتمعت بنو أمية في دار مروان بن الحكم، وأحاط بهم أهل المدينة ‏.‏

وكتب بنو أمية إلى يزيد بما هم فيه من الحصر والإهانة، والجوع والعطش، وأنه لم يبعث إليهم من ينقذهم مما هم فيه وإلا استؤصلوا عن آخرهم‏.‏
فلما قدم بذلك على يزيد وجده جالساً على سريره ورجلاه في ماء يتبرد به مما به من النقرس في رجليه، فلما قرأ الكتاب انزعج لذلك وقال‏:‏ ويلك ‏!‏ ما فيهم ألف رجل‏؟‏
قال‏:‏ بلى‏.‏
قال‏:‏ فهل لا قاتلوا ساعة من نهار‏؟‏
ثم بعث إلى عمرو بن سعيد بن العاص فقرأ عليه الكتاب واستشاره فيمن يبعثه إليهم، وعرض عليه أن يبعثه إليهم فأبى عليه ذلك، وقال‏:‏ إن أمير المؤمنين عزلني عنها وهي مضبوطة وأمورها محكمة، فأما الآن فإنما دماء قريش تراق بالصعيد فلا أحب أن أتولى ذلك منهم، ليتول ذلك من هو أبعد منهم مني‏.‏
قال‏:‏ فبعث البريد إلى مسلم بن عقبة المزني وهو شيخ كبير ضعيف فانتدب لذلك وأرسل معه يزيد عشرة آلاف فارس‏، وأعطى كل واحد منهم مائة دينار‏.‏
فقال النعمان بن بشير‏:‏ يا أمير المؤمنين ولني عليهم أكفك - وكان النعمان أخا عبد الله بن حنظلة لأمه عمرة بنت رواحة - فقال يزيد‏:‏ لا ‏!‏ ليس لهم إلا هذا الغشمة، والله لأقتلنهم بعد إحساني إليهم وعفوي عنهم مرة بعد مرة‏.‏
فقال النعمان‏:‏ يا أمير المؤمنين أنشدك الله في عشيرتك وأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
وقال يزيد لمسلم بن عقبة‏:‏ ادع القوم ثلاثاً فإن رجعوا إلى الطاعة فاقبل منهم وكف عنهم، وإلا فاستعن بالله وقاتلهم، وإذا ظهرت عليهم فأبح المدينة ثلاثاً ثم أكفف عن الناس، وانظر إلى علي بن الحسين فاكفف عنه واستوص به خيراً، وأدن مجلسه، فإنه لم يدخل في شيء مما دخلوا فيه‏.‏
وقد كان يزيد كتب إلى عبيد الله بن زياد أن يسير إلى الزبير فيحاصره بمكة، فأبى عليه وقال‏:‏ والله لا أجمعهما للفاسق أبداً، أقتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأغزو البيت الحرام‏؟‏
‏وجاءه عبد الملك بن مروان فقال له‏:‏ إن كنت تريد النصر فأنزل شرقي المدينة في الحرة، فإذا خرجوا إليك كانت الشمس في أقفيتكم وفي وجوههم، فادعهم إلى الطاعة، فإن أجابوك وإلا فاستعن بالله وقاتلهم، فإن الله ناصرك عليهم إذ خالفوا الإمام وخرجوا عن الطاعة‏.‏
فشكره مسلم بن عقبة على ذلك، وامتثل ما أشار به، فنزل شرقي المدينة في الحرة، ودعا أهلها ثلاثة أيام، كل ذلك يأبون إلا المحاربة والمقاتلة‏.‏
فلما مضت الثلاثة قال لهم في اليوم الرابع - وهو يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ثلاث وستين -‏.‏
قال لهم‏:‏ يا أهل المدينة مضت الثلاث وإن أمير المؤمنين قال لي‏:‏ إنكم أصله وعشيرته، وأنه يكره إراقة دمائكم، وأنه أمرني أن أؤجلكم ثلاثاً فقد مضت، فماذا أنتم صانعون‏؟‏
أتسالمون أم تحاربون‏؟‏
فقالوا‏:‏ بل نحارب‏.‏
فقال‏:‏ لا تفعلوا بل سالموا ونجعل جدنا وقوتنا على هذا الملحد - يعني‏:‏ ابن الزبير -‏.‏
فقالوا‏:‏ يا عدو الله، لو أردت ذلك لما مكناك منه، أنحن نذركم تذهبون فتلحدون في بيت الله الحرام، ثم تهيأوا للقتال، وقد كانوا اتخذوا خندقاً بينهم وبين ابن عقبة، وجعلوا جيشهم أربعة أرباع على كل ربع أمير، وجعلوا أجمل الأرباع الربع الذي فيه عبد الله بن حنظلة الغسيل، ثم اقتتلوا قتالاً شديداً، ثم انهزم أهل المدينة إليها‏.‏
وقد قتل من الفريقين خلق من السادات والأعيان، منهم‏:‏ عبد الله بن مطيع، وبنون له سبعة بين يديه، وعبد الله بن حنظلة الغسيل، وأخوه لأمه محمد بن ثابت بن شماس، ومحمد بن عمرو بن حزم، وقد مر به مروان وهو مجندل فقال‏:‏ رحمك الله، فكم من سارية قد رأيتك تطيل عندها القيام والسجود‏.‏ ‏
ثم أباح مسلم بن عقبة، الذي يقول فيه السلف‏:‏ مسرف بن عقبة - قبحه الله من شيخ سوء ما أجهله - المدينة ثلاثة أيام كما أمره يزيد، لا جزاه الله خيراً، وقتل خيراً خلقاً من أشرافها وقرائها، وانتهب أموالاً كثيرة منها، ووقع شرُّ عظيم وفساد عريض على ما ذكره غير واحد‏.‏
فكان ممن قتل بين يديه صبراً معقل بن سنان، وقد كان صديقه قبل ذلك، ولكن أسمعه في يزيد كلاماً غليظاً، فنقم عليه .‏
‏ وأباح مسلم بن عقبة المدينة ثلاثة أيام، يقتلون من وجدوا من الناس، ويأخذون الأموال‏.‏
ووقعوا على النساء حتى ‏ إنه حبلت ألف امرأة في تلك الأيام من غير زوج .‏
‏ وجيء إلى مسلم بسعيد بن المسيب فقال له‏:‏ بايع ‏!‏
فقال‏:‏ أبايع على سيرة أبي بكر وعمر‏.‏
فأمر بضرب عنقه، فشهد رجل إنه مجنون فخلى سبيله‏.‏
عن عبد الله القرشي وأبي إسحاق التميمي قالا‏:‏ لما انهزم أهل المدينة يوم الحرة صاح النساء والصبيان، فقال ابن عمر‏:‏ بعثمان ورب الكعبة‏.‏
قال المدائني‏:‏ عن شيخ من أهل المدينة‏.‏
قال‏:‏ سألت الزهري‏:‏ كم كان القتلى يوم الحرة‏؟‏
قال‏:‏ سبعمائة من وجوه الناس من المهاجرين والأنصار، ووجوه الموالي، وممن لا أعرف من حر وعبد وغيرهم عشرة آلاف‏.‏
قال‏:‏ وكانت الوقعة لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وستين، وانتهبوا المدينة ثلاثة أيام‏.‏
*******

ورواه الأمام أحمد في مسنده عن مرحوم - هو ابن عبد العزيز - عن أبي عمران الجوني، فذكره مطولا.
قلت: وكان سبب وقعة الحرة أن وفدا من أهل المدينة قدموا على يزيد بن معاوية بدمشق فأكرمهم وأحسن جائزتهم وأطلق لأميرهم - وهو عبد الله بن حنظلة ابن أبي عامر - قريبا من مائة ألف، فلما رجعوا ذكروا لأهليهم عن يزيد ما كان يقع منه من القبائح في شربه الخمر وما يتبع ذلك من الفواحش التي من أكبرها ترك الصلاة عن وقتها بسبب السكر، فاجتمعوا على خلعه فخلعوه عند المنبر النبوي فلما بلغه ذلك بعث إليهم سرية يقدمها رجل يقال له: مسلم بن عقبة، وإنما يسميه السلف مسرف بن عقبة، فلما ورد المدينة استباحها ثلاثة أيام فقتل في غضون هذه الأيام بشرا كثيرا حتى كاد لا يفلت أحد من أهلها، وزعم بعض علماء السلف أنه قتل في غضون ذلك ألف بكر فالله أعلم.
وقال عبد الله بن وهب: عن الإمام مالك، قتل يوم الحرة سبعمائة رجل من حملة القرآن، حسبت أنه قال: وكان فيهم ثلاثة من أصحاب رسول الله وذلك في خلافة يزيد.
وقال يعقوب ابن سفيان: سمعت سعيد بن كثير بن عفير الأنصاري يقول: قتل يوم الحرة عبد الله بن يزيد المازني، ومعقل بن سنان الأشجعي، ومعاذ بن الحارث القاري، وقتل عبد الله بن حنظلة ابن أبي عامر.
قال يعقوب: وحدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير عن الليث قال: وكانت وقعة الحرة يوم الأربعاء لثلاث بقين من الحجة سنة ثلاث وستين.
ثم انبعث مسرف بن عقبة إلى مكة قاصدا عبد الله بن الزبير ليقتله بها لأنه فر من بيعة يزيد، فمات يزيد بن معاوية في غضون ذلك واستفحل أمر عبد الله بن الزبير في الخلافة بالحجاز، ثم أخذ العراق ومصر، وبويع بعد يزيد لابنه معاوية بن يزيد وكان رجلا صالحا، فلم تطل مدته مكث أربعين يوما، وقيل: عشرين يوما، ثم مات رحمه الله فوثب مروان بن الحكم على الشام فأخذها فبقي تسعة أشهر ثم مات، وقام بعده ابنه عبد الملك فنازعه فيها عمرو بن سعيد بن الأشدق وكان نائبا على المدينة من زمن معاوية وأيام يزيد ومروان، فلما هلك مروان زعم أنه أوصى له بالأمر من بعد ابنه عبد الملك فضاق به ذرعا، ولم يزل به حتى أخذه بعد ما استفحل أمره بدمشق فقتله في سنة تسع وستين ويقال: في سنة سبعين، واستمرت أيام عبد الملك حتى ظفر بابن الزبير سنة ثلاث وسبعين قتله الحجاج بن يوسف الثقفي عن أمره بمكة بعد محاصرة طويلة اقتضت أن نصب المنجنيق على الكعبة من أجل أن ابن الزبير لجأ إلى الحرم، فلم يزل به حتى قتله، ثم عهد في الأمر إلى بنيه الأربعة بعده الوليد، ثم سليمان، ثم يزيد، ثم هشام بن عبد الملك.
وقد قال الأمام أحمد: حدثنا أسود ويحيى ابن أبي بكير، ثنا كامل أبو العلاء سمعت أبا صالح - وهو مولى ضباعة المؤذن واسمه مينا - قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله : « تعوذوا بالله من رأس السبعين وإمارة الصبيان ».
وقال: « لا تذهب الدنيا حتى يظهر اللكع ابن لكع ».
وقال الأسود: يعني: اللئيم ابن اللئيم.
*************
كثير من الناس لم يعرف هذه الوقعه وهي:
ان جماعة من أهل المدينه في سنة 62 ه دخلوا الشام وشاهدوا جرائم يزيد وأعماله القبيحة وعرغوا كفره والحاده
فرجعوا الى المدينه المنوره وأخبروا أهلها بكل ما رأوا وشهدوا على كفر يزيد وارتداده
فتكلم عبد الله بن حنظله وكان معهم فقال:
أيها الناس قد قدمنا من الشام من عند يزيد وهو رجل لادين له.
ينكح الأمهات والبنات والأخوات!!
ويشرب الخمر ويدع الصلاة ويقتل أولاد النبيين.
فنقض الناس بيعتهم ولعنوا يزيد
وأخرجوا عامله من المدينه وهو عثمان بن محمد بن أبي سفان
فلما وصل الخبر الى يزيد في الشام
بعث مسلم بن عقبة على رأس جيش كبير الى الشام وأمرهم
أن يدخلوا المدينه المنوره
ويقتلوا فيها من شاءوا ويفعلوا كل ما أرادوا فعله ثلاثة أيام.

وذكر ابن الجوزي والمسعودي وغيرهما:
انهم لما هجموا على مدينة الرسول (ص)
قتلوا كل من وجدوه فيها حتى سالت الدماء في الأزقه والطرق.
وخاض الناس في الدماء حتى وصلت الدماء قبر النبي الأكرم(ص)
وامتلأت الروضة المقدسة والمسجد بالدم
وسميت تلك الوقعه بالحرة
وكان ضحيتها:
عشرة ألاف من عامة المسلمين
وسبعمائة قتيل من وجوه أهل المدينه وأشراف المهاجرين والأنصار
وأما الأعراض التي هتكت والنواميس التي سلبت
فأني أخجل أن أذكرها
فقد ارتكبوا فضائح وقبائح يندى منها جبين الأنسانيه
وأدنى تلك الفجائع والشنائع
أنقل لكم جملة واحدة من تذكرة سبط ابن الجوزي (ص163) فأنه روى عن
أبي الحسن المدائني أنه قال:
ولدت ألف امرأة بعد وقعت الحرة من غير زوج !!!!!


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غريب مسلم مشاهدة المشاركة
هل هذا ذنب بني أمية أن دولة المجوس تدمرت وتراجع ملك الروم قبل توليهم الحكم؟ ماذا تريد منهم أن يفعلوا يطيرون إلى المريخ مثلاً؟
همسة أخيرة في أذنك:لا تحقر المجوس كثيراً فهم من أسس دين الخمس والمتعة الذي تنتمي إليه.
أريد فقط أن نعالج المسألة بموضوعية وليس كما يحاول البعض أن يوهمنا بأن إنجازات الأمويين كانت أسطورية (أن توحد القبائل العربية وتقضي على الجاهلية وتتوسع على حساب امبراطوريتين عظيمتين يعتبر حدثا أسطوريا وهذا ما حققة الرسول الأعظم ودولة الخلافة من بعده في وقت وجيز، كذلك ما حققه الإسكندر الأعظم يعتبر إنجازا أسطوريا )
للتذكير فقط همسة أخيرة في أذنيك معا: يقول الله تعالى : (لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى) الفرس أول الحضارات وأعظمها بشهادة العالم، اقولها بكل موضوعية رغم أني عربي.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى


رد مع اقتباس
  #40  
قديم 2010-09-17, 11:48 PM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى أصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باحث عن حق مشاهدة المشاركة
تهمة لا أساس لها. أدعوا القراء للتمييز بين الموضوعية وبين الطائفية.
وأنا أدعو القراء إلى البحث في مشاركات هذا الرافضي ويحكموا بيننا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باحث عن حق مشاهدة المشاركة
أين الجواب: لماذا حول الأمويون الخلافة إلى نظام ملكي؟
للتوضيح : مبايعة الحسن بن علي كانت عن إكراه ولم تكن الدولة الإسلامية قد تحولت إلى ملكية بعد لذا نجد أن الحسين بن علي رفض مبايعة اليزيد فقتله واستبد بالحكم.
الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، ثم يكون ملكا ثم قال (أي الراوي): أمسك : خلافة أبي بكر سنتان ، وعمر عشر ، وعثمان اثنتا عشر ، وعلي ست
الراوي: سفينة مولى رسول الله المحدث: الإمام أحمد - المصدر: جامع بيان العلم - لصفحة أو الرقم: 2/1169
خلاصة حكم المحدث: صحيح
إذن أصبح الأمر ملكاً منذ تولى معاوية أمر الناس في سنة 40 هـ، وأما الذي تعترض عليه أنت وأمثالك هو بيعة يزيد بن معاوية الذي بويع البيعة الأولى في حوالي 55 هـ، والبيعة الثانية في 60 هـ، واعتراضك بالضبط على أحداث سنة 55 هـ، لكن الملك بدأ في سنة 40 هـ، أي قبل 15 عاماً، فإن كنت لا تعرف التاريخ فأنصحك بأن تتعلمه قبل أن تتحدث.
أما الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما وعن أبويهما فبيعتهم لا قيمة لها بعد أن بايع باقي أهل الحل والعقد، فبيعة الرجل والرجلين لا قيمة لها إن بايع الجمع، هذا مذهب أهل السنة والجماعة الذي تعلموه من الصحب الكرام، حيث تأخر علي بن أبي طالب في البيعة لأبي بكر الصديق لأنه علم أن الأمة بخير سواء بايع مباشرة أم تأخر في البيعة، وعليه لا يمكن الاستدلال بعدم بيعة الحسين على أن بيعة يزيد باطلة، ولعل من رحمة الله في الحسين بن علي رضي الله عنهما أنه لم يبايع فقد خرج فيما بعد تلبية لنداءات النجدة من الفئة الغادرة، كي لا يكون ممن يخلع عصا الطاعة.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باحث عن حق مشاهدة المشاركة
صحيح يأبى الجهل إلا أن يظهر أهله. فالوضع والتغيير بدأ في عصر بني أمية.
بنو العباس لم يكن في صالحهم هدم الإرث الأموي وإتاحة الفرصة لأتباع أهل البيت من أجل المطالبة بالخلافة. فهم كذلك استبدوا بالحكم وأكملوا ما بدأه الأمويون.
وهنا سأقتبس مشاركة لشيخنا aslam في مثال من أمثلة كتب التاريخ
اقتباس:
تاريخ اليعقوبي (ت 290هـ): هو أحمد بن أبي يعقوب إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح العباسي من أهل بغداد, مؤرخ شيعي إمامي كان يعمل في كتابة الدواوين في الدولة العباسية حتى لقب بالكاتب العباسي, وقد عرض اليعقوبي تاريخ الدولة الإسلامية من وجهة نظر الشيعة الإمامية, فهو لا يعترف بالخلافة إلا لعلي بن أبي طالب وأبنائه حسب تسلسل الأئمة عند الشيعة, ويسمي عليًّا بالوصي, وعندما أرَّخ لخلافة أبي بكر وعمر وعثمان لم يضف عليهم لقب الخلافة وإنما قال: تولى الأمر فلان, ثم لم يترك واحدًا منهم دون أن يطعن فيه, وكذلك كبار الصحابة, فقد ذكر عن عائشة -رضي الله عنها- أخبارًا سيئة, وكذلك عن خالد بن الوليد, وعمرو بن العاص, ومعاوية بن أبي سفيان, وعرض خبر السقيفة عرضًا مشينًا ادَّعى فيه أنه قد حصلت مؤامرة على سلب الخلافة من علي بن أبي طالب الذي هو الوصيّ في نظره, وطريقته في سياق الاتهامات الباطلة هي طريقة قومه من أهل التشيع والرفض, وهي إما اختلاق الخبر بالكلية, أو التزيد في الخبر, والإضافة عليه, أو عرضه في غير سياقه ومحله حتى ينحرف معناه. ومن الملاحظ أنه عندما ذكر الخلفاء الأمويين وصفهم بالملوك, وعندما ذكر خلفاء بني العباس وصفهم بالخلفاء, كما وصف دولتهم في كتابه البلدان باسم الدولة المباركة؛ مما يعكس نفاقه وتستره وراء شعار التقية.
لا بأس لكنني أطلب منك أن تذكر لي بعضاً من كتب التاريخ التي ألفت في العهد الأموي، فهل ستستطيع؟

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باحث عن حق مشاهدة المشاركة
المشاكل الداخلية التي واجهت الأمويين
الثورات التي نشبت في العصر الأموي
كان للأسلوب الذي اتبعه معاوية بن أبي سفيان في الوصول إلى منصب الخلافة واتخاذ دمشق عاصمة للدولة العربية الإسلامية بدلاً من المدينة المنورة، وتحوُّل الخلافة إلى منصب وراثي أثر في النقمة على بني أمية في الحجاز والعراق، وتجلَّت هذه النقمة في ثورة أهل المدينة الذين هزموا في موقعة الحرَّة سنة 63هـ، كما تجلَّت في التأييد الكبير الذي حصل عليه عبد الله بن الزبير بعد مقتل الحسين بن علي في كربلاء في العاشر من المحرَّم سنة 61هـ/680م واتسعت الحركة الزبيرية بعد وفاة يزيد بن معاوية ومبايعة عبد الله بن الزبير خليفة في الحجاز، ووصل سلطانه إلى العراق والأقاليم الشرقية واستمرت سيطرته على هذه المناطق حتى نجح عبد الملك بن مروان في هزيمة مصعب بن الزبير والي العراق في معركة مَسكِن أو دير الجاثليق سنة 72هـ، ثم وجه عبد الملك جيشاً بقيادة الحجَّاج بن يوسف الثقفي إلى عبد الله بن الزبير الذي أصبح سلطانه بعد موت أخيه مصعب لايجاوز الحجاز، فتمكَّن الحجَّاج من الاستيلاء على مكة بعد حصارها ما يقارب ستة أشهر، وقُتل عبد الله بن الزبير سنة 73هـ/694م وبذلك دخلت الحجاز مجدداً في طاعة الأمويين.
أما في العراق فقد اجتمعت عوامل متعددة جعلت منه أكثر الأقاليم معارضة للحكم الأموي، فقد شعر سادة القبائل في العراق بضياع مركزهم بعد انتصار معاوية، وانتقال الخلافة إلى الشام بعد أن كانت الكوفة مقرَّاً للخليفة علي بن أبي طالب إبَّان صراعه مع معاوية، ورأوا أن خلافة معاوية قد حرمتهم السيادة والخيرات ووضعتهم في مرتبة أدنى لاتقارن بما كانوا يحلمون به لو أن الأمر تَمَّ لهم أو ظلَّ على أرضهم، يضاف إلى ذلك أن الكوفة كانت معقلاً لشيعة علي بن أبي طالب الذين كانوا يرون أن البيت الأموي اغتصب حق آل علي في الخلافة، أما الخوارج فقد كانوا متفقين مع الشيعة في عدائهم للأمويين ولكنهم في الوقت نفسه كانوا أعداء للفريقين وأخذت ثورتا عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث ويزيد بن المهلب طابع العصبية القبلية والإقليمية، وكانتا مظهراً من مظاهر النزاع بين العراق والشام، وإن كان طابع العصبية الإقليمية قد تجلَّى في ثورة ابن الأشعث بوضوح أكثر مما تجلَّى في ثورة يزيد بن المهلب.
حركات الشيعة وثوراتهم:
كان من أهم حركات الشيعة حركة التوابين التي كانت ردَّ فعلٍ مباشراً لما حدث في كَربُلاء، فبعد مقتل الحسين شعر زعماء الشيعة أنهم خذلوه «لأنهم دَعوا إلى نُصرته فلم ينصروه بعد أن كانوا كاتبوه وأنه لا يغسل عنهم الإثم والخطأ إلا أن يخرجوا فيقتلوا من قتله» وتجمع بعضهم عند قبر الحسين طالبين التوبة والغفران من الله وتسمّوا بالتوّابين، وبدأ التوابون بجمع آلة الحرب والاستعداد للقتال ودعوة الناس من الشيعة وغيرهم في السِّر للمطالبة بدم الحسين، فلما مات يزيد بن معاوية واضطربت الأمور، زادت استجابة الناس لدعوة التوابين بقيادة سليمان بن صُرَد الخزاعي زعيم الشيعة، ووجد عبد الله بن الزبير في حركة التوابين فرصة لتقوية نفوذه بعد أن دانت العراق له، وقام عامله على الكوفة عبد الله ابن يزيد بتشجيع التوابين على الظهور والتوجه إلى قتال عبيد الله بن زياد الذي كان قد أُرسل لإعادة العراق إلى السيطرة الأموية، وفي معركة عين الوردة سنة 65هـ/684م، انتصر عبيد الله بن زياد، وقتل سليمان بن صُرَد وجمع كبير من رجاله، فكان هذا أول انتصار لعبد الملك بعد أن غدا خليفة.
ثورة المختار بن أبي عبيد الثقفي:
استغل المختار إخفاق الشيعة في معركة عين الوردة ليجمعهم حوله وأوهمهم أنه مبعوث محمد بن الحنفية ابن علي بن أبي طالب. ونجح المختار في السيطرة على الكوفة واستخلاصها من عامل عبد الله بن الزبير، كما استطاع جيشه بقيادة إبراهيم بن الأشتر قتل عبيد الله بن زياد وخلق كثير من أهل الشام في معركة خازَر سنة 67هـ/686م وانتقم المختار من جميع الذين اشتركوا في مقتل الحسين بن علي. ولكن نهاية المختار لم تكن على يد الأمويين وإنما على يد مصعب بن الزبير، فقد وجد عبد الله بن الزبير أن استفحال أمر المختار في الكوفة خطر كبير على مركزه في العراق، فعهد بولاية البصرة والكوفة إلى أخيه مصعب الذي استعان بالمهلب بن أبي صفرة في محاربته للمختار، وقد جرت بين المختار ومصعب معارك طويلة انتهت بمقتل المختار سنة 67هـ.
ثورة زيد بن علي
(121- 122هـ/738- 739م): كانت ثورة زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب من أهم الأحداث التي وقعت في العراق بعد عزل خالد بن عبد الله القسري والي العراقين سنة 120هـ وولاية يوسف بن عمر الثقفي، ومع أن هذه الثورة انتهت بالهزيمة ولم تحقق كسابقاتها لآل البيت ما كانوا يرجونه من خلع الأمويين والقضاء على سلطانهم، فإنها كانت على جانب كبير من الأهمية، لأنها كانت حلقة في سلسلة من ثورات شيعية متلاحقة أعقبتها، وتضافرت جهود الشيعة والدعاة العباسيين وعلى رأسهم أبو مسلم الخراساني الذي اتخذ من قتل يحيى بن زيد بن علي في الجُوزَجان سنة 125هـ منطلقاً للثأر من الأمويين، ونجح العباسيون في الاستيلاء على خراسان وانتصروا بعد ذلك في موقعة الزَّاب التي كتبت الصفحة الأخيرة في حياة الدولة الأموية
حركات الخوارج (الشراة):
أثار الخوارج في وجه الخلافة الأموية اضطرابات وقلاقل طوال العصر الأموي تقريباً، وكانت غالبية الخوارج على غاية من التطرف والمثالية العقائدية، وقد عرَّضهم هذا التطرف إلى عدة أزمات أدَّت إلى تمزيق صفوفهم وتحولهم إلى عدد من الفرق كان من أهمها فرقة الأَزارقة[ر] التي قادت النشاط الخارجي منذ وفاة يزيد بن معاوية حتى سنة 77هـ/696م، وكان المهلب بن أبي صفرة هو القائد الذي اختاره ابن الزبير لقتالهم واعتمده الحجاج بن يوسف كذلك في حربهم، فاستطاع أن يكسر شوكتهم وأن ينتصر عليهم في معارك متعددة أهمها معركة رامَهُرْمُز (مدينة بنواحي خوزستان). واستفاد المهلب من الخلاف الذي وقع في صفوف الأَزارقة حين تمرد على قطري بن الفُجاءة أحد قواده الكبار عَبدُ رَبِّه الكبير فتركهم المهلب يقتتلون من غير أن يستعجل الهجوم عليهم حتى إذا نهكهم القتال حاربهم كلاً على حدة، وقضِيَ على الأزارقة جميعاً بعد مقتل قائديهم قطري بن الفجاءه وعبد ربه الكبير سنة 77هـ.
في الوقت الذي كان فيه المهلب يحارب الأزارقة، ثارت فرقة أخرى منهم هي فرقة الخوارج الصُّفْرِيَّة التي قوي أمرها سنة 76هـ بقيادة شبيب ابن يزيد الشيباني الذي استولى على المدائن وهزم الكثير من الجيوش التي أرسلها الحجاج، ووصل به الأمر إلى تهديد الكوفة نفسها فاضطر الحجاج إلى الاعتماد على مقاتلة الشام بقيادة سفيان بن الأَبرد الكلبي الذي اضطرهم إلى التراجع، وانتهت حركة شبيب بمصرعه سنة 77هـ أو 78هـ.
ضعف أمر الخوارج في العراق بعد أن قضى الحجاج على الأزارقة والصفرية إلا أنهم عادوا إلى الظهور ثانية في خلافة عمر بن عبد العزيز، واستفحل أمرهم في خلافة مروان بن محمد، وفي المغرب انطلقت ثورة الخوارج الصفرية سنة 122هـ/739م من طنجة لتشمل المغرب الأقصى والأوسط والأدنى (ولاية إفريقية)، ومع أن حنظلة بن صفوان الذي عينه هشام بن عبد الملك والياً على إفريقية هزم الخوارج هزيمة منكرة في معركتي الأصنام والقَرْن سنة 124هـ/741م فإن ما أسفر عنه الانتصار لم يتجاوز تخليص المغرب الأدنى من الخوارج، أما سائر المغرب فقد بقي بأيديهم، لأن هشام بن عبد الملك توفي بعد عام واحد من انتصار واليه، ولم يستطع أحد من خلفائه أن يفعل فعل هشام في الإصرار على إرسال الجيوش لإخضاعهم.
ثورة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي:
كانت ثورة عبد الرحمن بن محمد (81 - 85هـ/700- 704م) من أقسى الأزمات التي واجهتها الدولة وتعرَّض فيها مركز الحجاج إلى امتحان عسير، وكان الحجاج قد أرسل ابن الأشعث للقضاء على ثورة رتبيل حاكم سجستان المحلي، وأمده بجيش عظيم من أهل البصرة والكوفة، ولما كان عبد الرحمن قد ابتعد عن أسلوب الغزوات السريعة وأراد أن يكون فتحه للمنطقة فتحاً مكيناً فإنه بعمله هذا أثار غضب الحجاج الذي أمره أن يسارع في قتال العدو، وهدده إن هو تقاعس ولم ينفِّذ أمره أنه سيعزله ويجعل مكانه أخاه إسحاق، وقد أغضبت لهجة الكتاب والتهديدات الواردة فيه ابن الأشعث فجمع رجاله وحدَّثهم بما ورد في الكتاب فأظهر الجند تأييدهم لعبد الرحمن وخلعوا الحجاج ثم عبد الملك وتوجهوا عائدين إلى العراق، وخاض الطرفان، ابن الأشعث والحجاج معارك كثيرة كان أقساها معركة دير الجماجم التي اعتمد فيها الحجاج اعتماداً تاماً على جيش أهل الشام، وهُزم ابن الأشعث بعد أن دامت الحرب مئة وثلاثة أيام.
ثورة يزيد بن المهلب:
تعد ثورة يزيد بن المهلب بن أبي صفرة (101- 102هـ/719 - 720م) من أهم الأحداث الداخلية زمن يزيد بن عبد الملك ولئن كان ابن الأشعث قد نجح في استمالة أهل الكوفة والبصرة وأشرافهما حوله، فإن يزيد بن المهلب قد أخفق في استمالتهم، ولم يلتف حوله سوى المهالبة وأبناء قبيلته أزد عُمان، أما رؤوس أهل البصرة من قيس وتميم فقد لحقوا بالكوفة ولحق بعضهم بالشام، وكان لموقف الحسن البصري من فتنة يزيد أثر كبير في تفرق الناس عنه، ولذلك استطاع مسلمة بن عبد الملك الذي أرسله الخليفة في جنود من أهل الشام والجزيرة أن ينتصر على يزيد في المعركة التي جرت في 14صفر سنة 102هـ، وسقط يزيد بن المهلب قتيلاً في ميدان المعركة وقُتل معه أخواه حبيب ومحمد وطارد مسلمة آل المهلب الذين ركبوا السفن خلسة متوجهين إلى شاطئ كِرمان، وأبلى المهالبة بلاء حسناً في قتال مطارديهم حتى قُتلوا عن آخرهم باستثناء اثنين استطاعا النجاة هما أبو عُيينة بن المهلب وعثمان بن المفضل اللذان لحقا بخاقان ورتبيل.
على الرغم من عدم ذكر المصدر وواضح أنه عملية قص ولصق (أطلب من الأخ القارئ النظر كيف تغير لون الخط وحجمه فيما نقل)، لكن لا أرى بأساً أن أرد على واحدة أو اثنتين مما ذكرت.
1- ثورة المختار الثقفي، ولمن لا يعرف المختار المختار الثقفي أقول هو رجل ولد في 1 هـ لكن لم تثبت له صحبة، من ثقيف الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن فيهم كذاب ومبير، فكان الكذاب هو المختار والمبير هو الحجاج (مستخلص من رواية أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها)، لكن زميلنا الذي يدعي الانصاف لم يذكر ما كتبه التاريخ في حقه، فهو الذي أراد تسليم الحسن بن علي حين جاء العراق قبل الصلح تماماً، وهو الذي ادعى النبوة، وكان له كرسي يستنصر به (وهذا شرك)، هذا بالإضافة إلى أنه خرج على ولي الأمر.
2- الخوارج الذين كفروا خير أمة الإسلام، كيف لأنهم كانوا يقرؤون ولا يفهمون.
وسؤالي الآن ما الذي سيفعله ولي الأمر حينما يرى أناساً يثورون لأجل الفتن؟ هل يتركهم؟ وتذكر دائماً أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان أول من حارب الخوارج.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باحث عن حق مشاهدة المشاركة
المجازر التي قام بها الأمويون
منقول من كتاب البداية و النهاية لابن كثير
وكان سبب وقعة الحرة‏ أن أهل المدينة أظهرو خلع يزيد بن معاوبة واجتمعوا عند المنبر فجعل الرجل منهم يقول‏:‏ قد خلعت يزيد كما خلعت عمامتي هذه، ويلقيها عن رأسه‏. ويقول الآخر‏:‏ قد خلعته كما خلعت نعلي هذه،ثم أخرجوا عامل يزيد من بينهم .‏
فاجتمعت بنو أمية في دار مروان بن الحكم، وأحاط بهم أهل المدينة ‏.‏

وكتب بنو أمية إلى يزيد بما هم فيه من الحصر والإهانة، والجوع والعطش، وأنه لم يبعث إليهم من ينقذهم مما هم فيه وإلا استؤصلوا عن آخرهم‏.‏
فلما قدم بذلك على يزيد وجده جالساً على سريره ورجلاه في ماء يتبرد به مما به من النقرس في رجليه، فلما قرأ الكتاب انزعج لذلك وقال‏:‏ ويلك ‏!‏ ما فيهم ألف رجل‏؟‏
قال‏:‏ بلى‏.‏
قال‏:‏ فهل لا قاتلوا ساعة من نهار‏؟‏
ثم بعث إلى عمرو بن سعيد بن العاص فقرأ عليه الكتاب واستشاره فيمن يبعثه إليهم، وعرض عليه أن يبعثه إليهم فأبى عليه ذلك، وقال‏:‏ إن أمير المؤمنين عزلني عنها وهي مضبوطة وأمورها محكمة، فأما الآن فإنما دماء قريش تراق بالصعيد فلا أحب أن أتولى ذلك منهم، ليتول ذلك من هو أبعد منهم مني‏.‏
قال‏:‏ فبعث البريد إلى مسلم بن عقبة المزني وهو شيخ كبير ضعيف فانتدب لذلك وأرسل معه يزيد عشرة آلاف فارس‏، وأعطى كل واحد منهم مائة دينار‏.‏
فقال النعمان بن بشير‏:‏ يا أمير المؤمنين ولني عليهم أكفك - وكان النعمان أخا عبد الله بن حنظلة لأمه عمرة بنت رواحة - فقال يزيد‏:‏ لا ‏!‏ ليس لهم إلا هذا الغشمة، والله لأقتلنهم بعد إحساني إليهم وعفوي عنهم مرة بعد مرة‏.‏
فقال النعمان‏:‏ يا أمير المؤمنين أنشدك الله في عشيرتك وأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
وقال يزيد لمسلم بن عقبة‏:‏ ادع القوم ثلاثاً فإن رجعوا إلى الطاعة فاقبل منهم وكف عنهم، وإلا فاستعن بالله وقاتلهم، وإذا ظهرت عليهم فأبح المدينة ثلاثاً ثم أكفف عن الناس، وانظر إلى علي بن الحسين فاكفف عنه واستوص به خيراً، وأدن مجلسه، فإنه لم يدخل في شيء مما دخلوا فيه‏.‏
وقد كان يزيد كتب إلى عبيد الله بن زياد أن يسير إلى الزبير فيحاصره بمكة، فأبى عليه وقال‏:‏ والله لا أجمعهما للفاسق أبداً، أقتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأغزو البيت الحرام‏؟‏
‏وجاءه عبد الملك بن مروان فقال له‏:‏ إن كنت تريد النصر فأنزل شرقي المدينة في الحرة، فإذا خرجوا إليك كانت الشمس في أقفيتكم وفي وجوههم، فادعهم إلى الطاعة، فإن أجابوك وإلا فاستعن بالله وقاتلهم، فإن الله ناصرك عليهم إذ خالفوا الإمام وخرجوا عن الطاعة‏.‏
فشكره مسلم بن عقبة على ذلك، وامتثل ما أشار به، فنزل شرقي المدينة في الحرة، ودعا أهلها ثلاثة أيام، كل ذلك يأبون إلا المحاربة والمقاتلة‏.‏
فلما مضت الثلاثة قال لهم في اليوم الرابع - وهو يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ثلاث وستين -‏.‏
قال لهم‏:‏ يا أهل المدينة مضت الثلاث وإن أمير المؤمنين قال لي‏:‏ إنكم أصله وعشيرته، وأنه يكره إراقة دمائكم، وأنه أمرني أن أؤجلكم ثلاثاً فقد مضت، فماذا أنتم صانعون‏؟‏
أتسالمون أم تحاربون‏؟‏
فقالوا‏:‏ بل نحارب‏.‏
فقال‏:‏ لا تفعلوا بل سالموا ونجعل جدنا وقوتنا على هذا الملحد - يعني‏:‏ ابن الزبير -‏.‏
فقالوا‏:‏ يا عدو الله، لو أردت ذلك لما مكناك منه، أنحن نذركم تذهبون فتلحدون في بيت الله الحرام، ثم تهيأوا للقتال، وقد كانوا اتخذوا خندقاً بينهم وبين ابن عقبة، وجعلوا جيشهم أربعة أرباع على كل ربع أمير، وجعلوا أجمل الأرباع الربع الذي فيه عبد الله بن حنظلة الغسيل، ثم اقتتلوا قتالاً شديداً، ثم انهزم أهل المدينة إليها‏.‏
وقد قتل من الفريقين خلق من السادات والأعيان، منهم‏:‏ عبد الله بن مطيع، وبنون له سبعة بين يديه، وعبد الله بن حنظلة الغسيل، وأخوه لأمه محمد بن ثابت بن شماس، ومحمد بن عمرو بن حزم، وقد مر به مروان وهو مجندل فقال‏:‏ رحمك الله، فكم من سارية قد رأيتك تطيل عندها القيام والسجود‏.‏ ‏
ثم أباح مسلم بن عقبة، الذي يقول فيه السلف‏:‏ مسرف بن عقبة - قبحه الله من شيخ سوء ما أجهله - المدينة ثلاثة أيام كما أمره يزيد، لا جزاه الله خيراً، وقتل خيراً خلقاً من أشرافها وقرائها، وانتهب أموالاً كثيرة منها، ووقع شرُّ عظيم وفساد عريض على ما ذكره غير واحد‏.‏
فكان ممن قتل بين يديه صبراً معقل بن سنان، وقد كان صديقه قبل ذلك، ولكن أسمعه في يزيد كلاماً غليظاً، فنقم عليه .‏
‏ وأباح مسلم بن عقبة المدينة ثلاثة أيام، يقتلون من وجدوا من الناس، ويأخذون الأموال‏.‏
ووقعوا على النساء حتى ‏ إنه حبلت ألف امرأة في تلك الأيام من غير زوج .‏
‏ وجيء إلى مسلم بسعيد بن المسيب فقال له‏:‏ بايع ‏!‏
فقال‏:‏ أبايع على سيرة أبي بكر وعمر‏.‏
فأمر بضرب عنقه، فشهد رجل إنه مجنون فخلى سبيله‏.‏
عن عبد الله القرشي وأبي إسحاق التميمي قالا‏:‏ لما انهزم أهل المدينة يوم الحرة صاح النساء والصبيان، فقال ابن عمر‏:‏ بعثمان ورب الكعبة‏.‏
قال المدائني‏:‏ عن شيخ من أهل المدينة‏.‏
قال‏:‏ سألت الزهري‏:‏ كم كان القتلى يوم الحرة‏؟‏
قال‏:‏ سبعمائة من وجوه الناس من المهاجرين والأنصار، ووجوه الموالي، وممن لا أعرف من حر وعبد وغيرهم عشرة آلاف‏.‏
قال‏:‏ وكانت الوقعة لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وستين، وانتهبوا المدينة ثلاثة أيام‏.‏
*******

ورواه الأمام أحمد في مسنده عن مرحوم - هو ابن عبد العزيز - عن أبي عمران الجوني، فذكره مطولا.
قلت: وكان سبب وقعة الحرة أن وفدا من أهل المدينة قدموا على يزيد بن معاوية بدمشق فأكرمهم وأحسن جائزتهم وأطلق لأميرهم - وهو عبد الله بن حنظلة ابن أبي عامر - قريبا من مائة ألف، فلما رجعوا ذكروا لأهليهم عن يزيد ما كان يقع منه من القبائح في شربه الخمر وما يتبع ذلك من الفواحش التي من أكبرها ترك الصلاة عن وقتها بسبب السكر، فاجتمعوا على خلعه فخلعوه عند المنبر النبوي فلما بلغه ذلك بعث إليهم سرية يقدمها رجل يقال له: مسلم بن عقبة، وإنما يسميه السلف مسرف بن عقبة، فلما ورد المدينة استباحها ثلاثة أيام فقتل في غضون هذه الأيام بشرا كثيرا حتى كاد لا يفلت أحد من أهلها، وزعم بعض علماء السلف أنه قتل في غضون ذلك ألف بكر فالله أعلم.
وقال عبد الله بن وهب: عن الإمام مالك، قتل يوم الحرة سبعمائة رجل من حملة القرآن، حسبت أنه قال: وكان فيهم ثلاثة من أصحاب رسول الله وذلك في خلافة يزيد.
وقال يعقوب ابن سفيان: سمعت سعيد بن كثير بن عفير الأنصاري يقول: قتل يوم الحرة عبد الله بن يزيد المازني، ومعقل بن سنان الأشجعي، ومعاذ بن الحارث القاري، وقتل عبد الله بن حنظلة ابن أبي عامر.
قال يعقوب: وحدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير عن الليث قال: وكانت وقعة الحرة يوم الأربعاء لثلاث بقين من الحجة سنة ثلاث وستين.
ثم انبعث مسرف بن عقبة إلى مكة قاصدا عبد الله بن الزبير ليقتله بها لأنه فر من بيعة يزيد، فمات يزيد بن معاوية في غضون ذلك واستفحل أمر عبد الله بن الزبير في الخلافة بالحجاز، ثم أخذ العراق ومصر، وبويع بعد يزيد لابنه معاوية بن يزيد وكان رجلا صالحا، فلم تطل مدته مكث أربعين يوما، وقيل: عشرين يوما، ثم مات رحمه الله فوثب مروان بن الحكم على الشام فأخذها فبقي تسعة أشهر ثم مات، وقام بعده ابنه عبد الملك فنازعه فيها عمرو بن سعيد بن الأشدق وكان نائبا على المدينة من زمن معاوية وأيام يزيد ومروان، فلما هلك مروان زعم أنه أوصى له بالأمر من بعد ابنه عبد الملك فضاق به ذرعا، ولم يزل به حتى أخذه بعد ما استفحل أمره بدمشق فقتله في سنة تسع وستين ويقال: في سنة سبعين، واستمرت أيام عبد الملك حتى ظفر بابن الزبير سنة ثلاث وسبعين قتله الحجاج بن يوسف الثقفي عن أمره بمكة بعد محاصرة طويلة اقتضت أن نصب المنجنيق على الكعبة من أجل أن ابن الزبير لجأ إلى الحرم، فلم يزل به حتى قتله، ثم عهد في الأمر إلى بنيه الأربعة بعده الوليد، ثم سليمان، ثم يزيد، ثم هشام بن عبد الملك.
وقد قال الأمام أحمد: حدثنا أسود ويحيى ابن أبي بكير، ثنا كامل أبو العلاء سمعت أبا صالح - وهو مولى ضباعة المؤذن واسمه مينا - قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله : « تعوذوا بالله من رأس السبعين وإمارة الصبيان ».
وقال: « لا تذهب الدنيا حتى يظهر اللكع ابن لكع ».
وقال الأسود: يعني: اللئيم ابن اللئيم.
*************
على الرغم من أنني لم أرجع إلى كتاب البداية والنهاية (فمعلوم عنكم أهل الرفض أنكم تتفننون في قص النصوص)، لكن سآخذ بما ذكرت تماماً وأقول:
روى البخاري أن أهل المدينة لما خلعوا يزيد بن معاوية، جمع ابن عمر حشمه وولده وقال: إني سمعت رسول الله يقول: "يُنصَبُ لكل غادر لواءٌ يوم القيامة"، وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدرًا أعظم من أن نبايع رجلاً على بيع الله ورسوله ثم ننصب له القتال، وإني لا أعلم أحدًا منكم خلعه، ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه.
كما أعلن ابن عمر في ثورة أهل المدينة على يزيد أن في عنقه بيعة شرعية لإمامهم على بيع الله ورسوله، وأن من أعظم الغدر أن تبايع الأمة إمامها ثم تنصب له القتال. ولم يكتف ابن عمر بذلك في تلك الثورة على يزيد، بل روى مسلم في كتاب الإمارة من صحيحه أن ابن عمر جاء إلى ابن مطيع داعية ابن الزبير ومثير هذه الثورة، فقال ابن مطيع: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة. فقال ابن عمر: إني لم آتِكَ لأجلس، أتيتك لأحدثك حديثًا سمعت رسول الله يقوله: "من خلع يدًا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حُجَّةَ له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية".
-عن موقع قصة الإسلام بتصرف-
هذا رأي عالم من علماء المدينة في هذه الثورة، إذن على الرغم من ردة الفعل القاسية التي انتهجها الجيش الأموي، إلا أن الخطأ بدأ من أهل المدينة أنفسهم، فهم من شقوا عصا الطاعة، ورحم الله من مات في هذه الحرب، لكن قبل أن تتحمس في الرد على هذه النقطة أنصحك بالنظر إلى الأجزاء التالية.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باحث عن حق مشاهدة المشاركة
كثير من الناس لم يعرف هذه الوقعه وهي:
ان جماعة من أهل المدينه في سنة 62 ه دخلوا الشام وشاهدوا جرائم يزيد وأعماله القبيحة وعرغوا كفره والحاده
فرجعوا الى المدينه المنوره وأخبروا أهلها بكل ما رأوا وشهدوا على كفر يزيد وارتداده
فتكلم عبد الله بن حنظله وكان معهم فقال:
أيها الناس قد قدمنا من الشام من عند يزيد وهو رجل لادين له.
ينكح الأمهات والبنات والأخوات!!
ويشرب الخمر ويدع الصلاة ويقتل أولاد النبيين.
فنقض الناس بيعتهم ولعنوا يزيد
وأخرجوا عامله من المدينه وهو عثمان بن محمد بن أبي سفان
فلما وصل الخبر الى يزيد في الشام
بعث مسلم بن عقبة على رأس جيش كبير الى الشام وأمرهم
أن يدخلوا المدينه المنوره
ويقتلوا فيها من شاءوا ويفعلوا كل ما أرادوا فعله ثلاثة أيام.
هذه من كيس من نقلت منه لا شك في ذلك، فلماذا لم يذكر ما قاله محمد بن الحنفية رحمه الله في حق يزيد.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باحث عن حق مشاهدة المشاركة
وذكر ابن الجوزي والمسعودي وغيرهما:
انهم لما هجموا على مدينة الرسول (ص)
قتلوا كل من وجدوه فيها حتى سالت الدماء في الأزقه والطرق.
وخاض الناس في الدماء حتى وصلت الدماء قبر النبي الأكرم(ص)
وامتلأت الروضة المقدسة والمسجد بالدم
وسميت تلك الوقعه بالحرة
وكان ضحيتها:
عشرة ألاف من عامة المسلمين
وسبعمائة قتيل من وجوه أهل المدينه وأشراف المهاجرين والأنصار
وأما الأعراض التي هتكت والنواميس التي سلبت
فأني أخجل أن أذكرها
فقد ارتكبوا فضائح وقبائح يندى منها جبين الأنسانيه
وأدنى تلك الفجائع والشنائع
أنقل لكم جملة واحدة من تذكرة سبط ابن الجوزي (ص163) فأنه روى عن
أبي الحسن المدائني أنه قال:
ولدت ألف امرأة بعد وقعت الحرة من غير زوج !!!!!
هذا تدليس لا تدليس بعده، فقد بدأت كلامك بـ "ذكر ابن الجوزي" فهل سقطت سبط في أثناء الكتابة؟ وشتان بين ابن الجوزي وسبط ابن الجوزي، فأحدهما من علماء السنة والآخر شيعي، كذلك الأمر بالنسبة للمسعودي فهو أيضاً شيعي، والشيعة تكره يزيد بن معاوية رحمه الله وتحاول إلصاق النقائص فيه.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باحث عن حق مشاهدة المشاركة
أريد فقط أن نعالج المسألة بموضوعية وليس كما يحاول البعض أن يوهمنا بأن إنجازات الأمويين كانت أسطورية (أن توحد القبائل العربية وتقضي على الجاهلية وتتوسع على حساب امبراطوريتين عظيمتين يعتبر حدثا أسطوريا وهذا ما حققة الرسول الأعظم ودولة الخلافة من بعده في وقت وجيز، كذلك ما حققه الإسكندر الأعظم يعتبر إنجازا أسطوريا )
نحن لا نريد في هذا الموضوع أن نقول أن الأمويين حققوا معجزة، لكننا نقول أن اتساع الفتوحات والخير العظيم الذي حققته الأمة الإسلامية بسواعد وقلوب أبنائها وولاتها وخلفائها، كان له الأثر العظيم الذي نلتمسه إلى الآن، فقد ساروا على نهج من سبقهم.
أما ما حققه الإسكندر الكبير فهو مشابه تقريباً لما قام به جينكيز خان وهولاكو، فهم مجموعة من القتلة الذين يحلمون بالسيطرة على العالم، أما ما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين والأمويين وبعض العباسيين كان بناء أمة.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باحث عن حق مشاهدة المشاركة
للتذكير فقط همسة أخيرة في أذنيك معا: يقول الله تعالى : (لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى) الفرس أول الحضارات وأعظمها بشهادة العالم، اقولها بكل موضوعية رغم أني عربي.
أما أنا فأبي عربي وأمي أعجمية، ضعها في اعتبارك.
حينما همست في أذنك ذكرت المجوس ولم أذكر الفرس.
وللمعلومة فالحضارة اليونانية أغنى من الحضارة الفارسية، لا بل إن الفرعونية أغنى من الاثنتين وكلها لا قيمة لها لعدم وجود الدين.
ثم هلا ذكرت لي في أي مصحف وجدت قولاً لله تعالى (لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى)؟!!! الذي أعرفه أنا حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه (يا أيها الناس إن ربكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي و لا لعجمي على عربي و لا لأحمر على أسود و لا لأسود على أحمر إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 link 
*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   اشتراك كورسيرا   اشتراك لينكد ان   اشتراك اوتوديسك   قطع غيار تشليح السيارات   مساج الرياض   مقاول ساندوتش بانل   يلا شوت   يلا شوت   yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Koora live   الحلوى العمانية   حرب الإغريق 
 تنظيف منازل   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   زيادة متابعين تيك توك حقيقيين   يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات   شركة عزل خزانات بجدة   مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر   يلا لايف   yalla shoot   Yalla shoot   عبايات فاخرة 
 شركة حور كلين للتنظيف   شركة سياحة في روسيا   بنشر متنقل   شركة تصميم مواقع   يلا شوت   تركيب اثاث ايكيا 
 كل حصري   تركيب ساندوتش بانل   تركيب مظلات حدائق 
 شركة تنظيف بجدة   شركة تنظيف بجدة 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 
 شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض   دكتور مخ وأعصاب   شركة صيانة افران بالرياض   شركة تنظيف منازل بخميس مشيط 
 شدات ببجي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   مجوهرات يلا لودو   شحن يلا لودو   ايتونز امريكي   بطاقات ايتونز امريكي   شدات ببجي تمارا   شدات ببجي اقساط 
 شركة نقل اثاث بالرياض   افضل شركة مكافحة النمل الابيض بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض 
 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة عزل اسطح بجدة   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
دليل السياح | تقنية تك | بروفيشنال برامج | موقع . كوم | شو ون شو | أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي | المشرق كلين | الضمان | Technology News | خدمات منزلية بالسعودية | فور رياض | الحياة لك | كوبون ملكي | اعرف دوت كوم | طبيبك | شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
الليلة الحمراء عند الشيعة، الغرفة المظلمة عند الشيعة، ليلة الطفية، ليلة الطفية عند الشيعة، الليلة الظلماء عند الشيعة، ليلة الظلمة عند الشيعة الليلة السوداء عند الشيعة، ليلة الطفيه، ليلة الطفية'' عند الشيعة، يوم الطفية'' عند الشيعة، ليلة الطفيه الشيعه، يوم الطفيه عند الشيعه ليله الطفيه، ماهي ليلة الطفيه عند الشيعه، الطفيه، الليلة المظلمة عند الشيعة، ماهي الليله الحمراء عند الشيعه يوم الطفيه، الطفية، الليله الحمراء عند الشيعه، ليلة الظلام عند الشيعة، الطفية عند الشيعة، حقيقة ليلة الطفية أنصار السنة | منتدى أنصار السنة | أنصار السنة المحمدية | جماعة أنصار السنة المحمدية | جماعة أنصار السنة | فكر أنصار السنة | فكر جماعة أنصار السنة | منهج أنصار السنة | منهج جماعة أنصار السنة | جمعية أنصار السنة | جمعية أنصار السنة المحمدية | الفرق بين أنصار السنة والسلفية | الفرق بين أنصار السنة والوهابية | نشأة جماعة أنصار السنة | تاريخ جماعة أنصار السنة | شبكة أنصار السنة | انصار السنة | منتدى انصار السنة | انصار السنة المحمدية | جماعة انصار السنة المحمدية | جماعة انصار السنة | فكر انصار السنة | فكر جماعة انصار السنة | منهج انصار السنة | منهج جماعة انصار السنة | جمعية انصار السنة | جمعية انصار السنة المحمدية | الفرق بين انصار السنة والسلفية | الفرق بين انصار السنة والوهابية | نشاة جماعة انصار السنة | تاريخ جماعة انصار السنة | شبكة انصار السنة | انصار السنه | منتدى انصار السنه | انصار السنه المحمديه | جماعه انصار السنه المحمديه | جماعه انصار السنه | فكر انصار السنه | فكر جماعه انصار السنه | منهج انصار السنه | منهج جماعه انصار السنه | جمعيه انصار السنه | جمعيه انصار السنه المحمديه | الفرق بين انصار السنه والسلفيه | الفرق بين انصار السنه والوهابيه | نشاه جماعه انصار السنه | تاريخ جماعه انصار السنه | شبكه انصار السنه |