جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#141
|
|||
|
|||
مطلب إنكار خلافة الخلفاء :
ومنها إنكارهم صحة خلافة الصديق رضي الله عنه وإنكارها يستلزم تفسيق من بايعه واعتقد خلافته حقا وقد بايعه الصحابة رضي الله عنهم حتى أهل البيت كعلي رضي الله عنه وقد اعتقدها حقا جمهور الأمة واعتقاد تفسيقهم يخالف قوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس). إذ أي خير في أمة يخالف أصحاب نبيها إياه ويظلمون أهل بيته بغصب أجل المناصب ويؤذونه بإيذائهم ويعتقد جمهورها الباطل حقا؟ (سبحانك هذا افتراء عظيم) ومن اعتقد ما يخالف كتاب الله فقد كفر والأحاديث الواردة في صحة خلافة الصديق وبإجماع الصحابة وجمهور الأمة على الحق أكثر من أن تحصر، ومن نسب جمهور أصحابه وازدراؤه كفر، ما أضيع صنيع قوم يعتقدون في جمهور [ أصحاب ] النبي الفسق والعصيان والطغيان مع أن بديهة العقل تدل على أن الله تعالى لا يختار لصحبة صفيه ونصرة دينه إلا الأصفياء من خلقه والنقل المتواتر يؤيد ذلك، فلو كان في هؤلاء القوم خير لما تكلموا في صحب النبي وأنصار دينه إلا بخير لكن الله أشقاهم فخذلهم بالتكلم في أنصار الدين كل ميسر لما خلق (له) عن علي رضي الله عنه قال: (دخلنا على رسول الله فقلنا: يا رسول الله استخلف علينا قال: إن يعلم الله فيكم خيرا يول عليكم خيركم فقال علي رضي الله عنه: فعلم الله فينا خيرا فولى علينا خيرنا أبا بكر رضي الله عنه) رواه الدارقطني، وهذا أقوى حجة على من يدعي موالاة علي رضي الله عنه، وعن جبير بن مطعم قال: (أتت امرأة على النبي فأمرها أن ترجع غليه فقالت: إن جئت ولم أجدك كأنها تقول الموت، قال: إن لم تجديني فأت أبا بكر) رواه البخاري ومسلم، وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: جاءت امرأة إلى رسول الله تسأله شيئا فقال: تعودين فقالت يا رسول الله إن عدت فلم أجدك تعرض بالموت فقال: إن جئت فلم تجديني فأتي أبا بكر فإنه الخليفة بعدي) رواه ابن عساكر وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (سمعت رسول الله يقول: يكون خلفي اثنا عشر خليفة. أبو بكر لا يلبث إلا قليلا) رواه البغوي بسند حسن، وعن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله : (اقتدوا بالذين بعدي أبي بكر وعمر) رضي الله عنهما رواه أحمد والترمذي وحسنه ابن ماجة والحاكم وصححه ورواه الطبراني عن أبي الدرداء والحاكم عن ابن مسعود. وعن حذيفة رضي الله عنهما قال قال رسول الله : (إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم فاقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وتمسكوا بهدي عمار وما حدثكم ابن مسعود فصدقوه) رواه أحمد وغيره. وعن أنس قال قال رسول الله : (اقتدوا بالذين بعدي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما واهتدوا بهدي عمار وتمسكوا بعهد ابن مسعود) رواه ابن عدي. وعنه بعثني بنو المصطلق إلى رسول الله أن أسأله إلى من ندفع صدقاتنا بعدك فقال: (إلى أبي بكر) رواه الحاكم وصححه. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله في مرضه الذي مات فيه: ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل أنا أولى ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر) رواه مسلم وأحمد. وهذا الحديث يُخرج من يأبى خلافة الصديق عن المؤمنين. عن علي رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله : (سألت الله أن يقدمك ثلاثا فأبى الله إلا تقديم أبي بكر، وفي رواه زيادة: (ولكني خاتم الأنبياء وأنت خاتم الخلفاء) رواه الدارقطني والخطيب وابن عساكر، وعن سفينة قال: (لما بنى رسول الله المسجد وضع في البناء حجرا وقال لأبي بكر: ضع حجرك إلى جنب حجري ثم قال لعمر: ضع حجرك على جنب حجر أبي بكر ثم قال: هؤلاء الخلفاء بعدي) رواه ابن حيان. قال أبو زرعة: إسناده قوي لا بأس به والحاكم وصححه والبيهقي. روي في تفسير قوله تعالى: (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه) الإخبار بخلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما قيل يشير إلى خلافة الصديق رضي الله عنه قوله تعالى: (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم أصحاب النار هم فيها خالدون) لأنه هو الذي جاهد أهل الردة قوله تعالى: (قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون) الآية، لأنه هو الذي باشر قتال بني حنيفة الذين كانوا من أشد الناس حين ارتدوا وقوله تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم) الآية، وقد مكن الإسلام بأبي بكر وعمر فكانا خليفتين حقين لوجود صدق وعد الله تعالى وما صح من قوله : (الخلافة بعدي ثلاثون) وفي بعض الروايات خلافة رحمة، وفي بعضها خلافة النبوة وما صح من أمره أبا بكر في مرض موته بإمامة الناس وهذا التقديم من أقوى إمارات حقيقة خلافة الصديق وبه استدل أجلاء الصحابة كعمر وأبي عبيدة وعلي رضي الله عنهم أجمعين. فهذه وما شاكلها تسود وجوه الرافضة والفسقة المنكرين خلافة الصديق رضي الله عنه. |
#142
|
|||
|
|||
مطلب دعواهم ارتداد الصحابة رضي الله عنهم:
ومنها أنه روى الكشي منهم وهو عندهم أعرفهم بحال الرجال وأوثقهم في رجاله وغيره عن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه وحاشاه من ذلك أنه قال (لما مات النبي ارتد الصحابة كلهم إلا أربعة المقداد وحذيفة وسلمان وأبو ذر رضي الله عنهم فقيل له: كيف حال عمار بن ياسر قال: حاص حيصة ثم رجع). هذا العموم المؤكد يقتضي ارتداد علي وأهل البيت وهم لا يقولون بذلك وهذا هدم لأساس الدين لأن أساسه القرآن والحديث فإذا فرض ارتداد من أخذ من النبي إلا النفر الذين لا يبلغ خبرهم التواتر وقع الشك في القرآن والأحاديث. نعوذ بالله من اعتقاد يوجب هدم الدين. وقد اتخذ الملاحدة كلام هؤلاء الرافضة حجة لهم فقالوا: كيف يقول الله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) وقد ارتدوا بعد وفاة نبيهم إلا نحو خمسة أو ستة أنفس منهم لامتناعهم من تقديم أبي بكر على علي وهو الموصى به. فانظر إلى كلام هذا الملحد تجده من كلام الرافضة فهؤلاء أشد ضررا على الدين من اليهود والنصارى. وفي هذه الهفوة الفساد من وجوه: فإنها توجب إبطال الدين والشك فيه وتجوز كتمان ما عورض به القرآن وتجوز تغيير القرآن وتخالف قوله تعالى: (رضي الله عن المؤمنين) وقوله تعالى: (رضي الله عنهم ورضوا عنه) وقوله فيمن آمن قبل الفتح وبعده: (وكلا وعد الله الحسنى) وقوله في حق المهاجرين والأنصار، (أولئك هم الصادقون) (وأولئك هم المفلحون) وقوله: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) وقوله: (وكنتم خير أمة أخرجت للناس ) وغير ذلك من الآيات والأحاديث الناصّة على أفضلية الصحابة واستقامتهم على الدين، ومن اعتقد ما يخالف كتاب الله وسنة رسول الله فقد كفر، ما أشنع مذهب قوم يعتقدون ارتداد من اختاره الله لصحبة رسول ونصرة دينه. |
#143
|
|||
|
|||
مطلب دعواهم نقص القرآن:
ومنها ما ذكروه في كتبهم الحديثية والكلامية أن عثمان رضي الله عنه نقص من القرآن فإنه كان في سورة (ألم نشرح) بعد قوله تعالى: (ورفعنا لك ذكرك): "وعليا صهرك" فأسقطها بحسد اشتراك الصهرية. قالوا: وكانت سورة الأحزاب مقدار سورة الأنعام فأسقط عثمان منها ما كان في فضل ذوي القربى. قيل أظهروا في هذه الأزمنة سورتين يزعمون أنهما من القرآن الذي أخفاه عثمان كل سورة مقدار جزء وألحقوهما بآخر المصحف سموا إحداهما سورة النورين وأخرى سورة الولاء. يلزم من هذا تكفير الصحابة حتى علي حيث رضوا بذلك. فهي كالتي قبلها في المفاسد وتكذيب قوله تعالى: (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) وقوله: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). ومن اعتقد عدم صحة حفظه من الإسقاط واعتقد ما ليس منه أنه منه فقد كفر، ويلزم من هذا رفع الوثوق بالقرآن كله وهو يؤدي إلى هدم الدين ويلزمهم عدم الاستدلال به والتعبد بتلاوته لاحتمال التبدل. ما أخبث قول قوم يهدم دينهم. روى البخاري أنه قال ابن عباس ومحمد بن الحنفية: (ما ترك رسول الله إلا ما بين الدفتين). مطلب السب: ومنها إيجابهم سب الصحابة لا سيما الخلفاء الثلاثة نعوذ بالله، رووا في كتبهم المعتبرة عندهم عن رجل من أتباع هشام الأحول أنه قال: كنت يوما عند أبي عبد الله جعفر بن محمد فجاءه رجل خياط من شيعته وبيده قميصان فقال: يا ابن رسول الله خطت أحدهما وبكل غرزة إبرة وحدت الله الأكبر وخطت الآخر وبكل غرزة إبرة لعن الأبعد أبي بكر وعمر (رضي الله عنهما) ثم نذرت لك ما أحببته لك منهما فما تحبه خذه وما لا تحبه رده. فقال الصادق، أحب ما تم بلعن أبي بكر وعمر وأردد إليك الذي خيط بذكر الله الأكبر. فانظر على هؤلاء الكذبة الفسقة ماذا ينسبون إلى أهل البيت من القبائح حاشاهم. قال الله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس فإذا لم يكن أصحاب رسول الله وسطا فمن يكون غيرهم. وقال تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) فإذا لم يكن أصحابه من خيرهم فمن يكون سواهم وقال: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه أعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم). ومن سب من رضي الله عنه فقد حارب الله ورسوله وقال: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة). وكيف يُسب من رضي عنه مولاه واصطفاه، وقال تعالى: (محمد رسول الله والذين منعه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود). كيف يجوز سب من يمدحه ربه وقال تعالى: (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى). ومن وعده سيده الجنة كيف يسب وقال تعالى: (للفقراء الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون وقال في الأنصار: (فأولئك هم المفلحون). والقرآن مشحون من مدح الصحابة رضي الله عنهم فمن سبهم فقد خالف ما أمر الله من إكرامهم، ومن اعتقد السوء فيهم كلهم أو جمهورهم فقد كذب الله تعالى فيما أخبر من كمالهم وفضائلهم ومكذبه كافر. قال رسول الله : (النجوم أمنة السماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون) رواه مسلم. وقد صح عن رسول الله : (خير أمتي قرني ثم الثاني ثم الثالث وخير أمتي أولها وآخرها وفي وسطها الكدر) رواه الحاكم والترمذي، وقد صح عنه أن الله يفتح على الناس ببركة الصحابة، وعن أبي سعيد قال رسول الله : (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهبا ما أدرك مُد أحدهم أو نصيفه) رواه مسلم وغيره، وعن عمر رضي الله عنه يقول: (لا تسبوا أصحاب محمد فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عمره) رواه ابن ماجة، وقد صح عنه أنه قال: (لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم قد وجبت لكم الجنة أو قد غفرت لكم) وقد صح عنه أنه قال: (لا يدخل النار من حضر الحديبية إن شاء الله تعالى). وقد روي عنه بطرق إسناد بعضها رجال الصحيح غير واحد وهو ثقة قال: (لا تسبوا أصحابي. لعن الله من سب أصحابي). وقد روي بأسانيد بعضها حسن عن ابن عباس قال: كنت عند النبي وعنده علي رضي الله عنه فقال النبي ، (يا علي سيكون في أمتي قوم ينتحلون حب أهل البيت لهم نبز يسمون الرافضة قاتلوهم فإنه مشركون). وقد تواتر على النبي ما يدل على كمال الصحابة رضي الله عنهم خصوصا الخلفاء الراشدين فإن ما ذكر في مدح كل واحد مشهور بل متواتر لأن نقلة ذلك أقوام يستحيل تواطؤهم على الكذب ويفيد مجموع أخبارهم العلم اليقيني بكمال الصحابة وفضل الخلفاء. فإذا عرفت أن آيات القرآن تكاثرت في فضلهم والأحاديث المتواترة بمجموعها ناصة على كمالهم فمن اعتقد فسقهم أو فسق مجموعهم وارتدادهم وارتداد معظمهم عن الدين أو اعتقد حقية سبهم وإباحته أو سبهم مع اعتقاد حقية سبهم أو حليته فقد كفر بالله تعالى ورسوله فيما أخبر من فضائلهم وكمالاتهم المسلتزمة لبراءتهم عما يوجب الفسق والارتداد وحقية السب أو إباحته، ومن كذبهما فيما ثبت قطعا صدوره عنهما فقد كفر. والجهل بالمتواتر القاطع ليس بعذر، وتأويله وصرفه من غير دليل معتبر غير مفيد كمن أنكر فرضية الصلوات الخمس جهلا لفرضيتها فإنها بهذا الجهل يصير كافرا. وكذا لو أولها على غير المعنى الذي نعرفه فقد كفر لأن العلم الحاصل من نصوص القرآن والأحاديث الدالة على فضلهم قطعي، ومن خص بعضهم بالسب فإن كان ممن تواتر النقل في فضله وكماله كالخلفاء فإن اعتقد حقية سبه أو إباحته فقد كفر لتكذيبه ما ثبت قطعا عن رسول الله ومكذبه كافر، وإن سبه من غير اعتقاد حقية سبه أو إباحته فقد تفسق لأن سباب المسلم فسوق. وقد حكم بعضٌ فيمن سب الشيخين بالكفر مطلقا والله أعلم، وإن كان ممن لم يتواتر النقل في فضله وكماله فالظاهر أن سابه فاسق إلا أن يسبه من حيث صحبته لرسول الله فإن ذلك كفر. وغالب هؤلاء الرفضة الذين يسبون الصحابة لا سيما الخلفاء يعتقدون حقية سبهم أو إباحته بل وجوبه لأنهم يتقربون بذلك إلى الله تعالى ويرون ذلك من أجل أمور دينهم كما نقل عنهم ما أضل عقول قوم يتقربون إلى الله تعالى بما يوجب لهم خسران الدين والله الحافظ. هذا وإني لا أعتقد كفر من كان عند الله مسلما ولا إسلام من كان عنده كافرا بل أعتقد من كان عنده كافرا كافرا، وما صح عن العلماء من أنه لا يكفر أهل القبلة فمحمول على من لم يكن بدعته مكفرة لأنهم اتفقت كلمتهم على تكفير من كانت بدعته مكفرة ولا شك أن تكذيب رسول الله فيما ثبت عنه قطعا كفر والجهل في مثل ذلك ليس بعذر والله أعلم. مطلب التقية: |
#144
|
|||
|
|||
مطلب التقية :
ومنها إيجابهم التقية ورووا عن الصادق رضي الله عنه: (التقية ديني ودين آبائي) حاشاه عن ذلك. وفسر بعضهم قوله تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) أكثركم تقية وأشدكم خوفا من الناس، وقد قال : (من فسر القرآن برأيه فقد كفر). ونقل علماؤهم عن أحد ثقاتهم أنه قال: (إن جعفر الصادق رضي الله عنه نام ليلة عندنا فتوضأ ماسحا أذنيه غاسلا رجليه وصلى ساجدا على اللبد عاقدا يديه فكنا نقول لعل الحق ذلك حتى سمعنا صيحة فرأينا رجلا ألقى بنفسه على قدميه يقبلهما ويبكي ويعتذر فسئل عن حاله فقال: كان الخليفة وأركان دولته يشكون فيك وأنا كنت من جملتهم فتعهدت بالفحص عن مذهبك وقد انتهزت الفرصة مدة مديدة حتى ظفرت هذه الليلة بأن دخلت الدار واختفيت ولم يطلع علي أحد فالحمد لله الذي أذهب ذلك عني وحسن اعتقادي يا ابن بنت رسول الله ولم يبقني على سوء ظني، قال الشيخ: فعلمنا أن الله لا يخفي عن المعصوم شيئا وعلمنا أن هذه كانت تقية منه انتهى. والمفهوم من كلامهم أن معنى أن التقية عندهم كتمان الحق أو ترك اللازم أو ارتكاب المنهي خوفا من الناس والله أعلم. فانظر إلى جهل هؤلاء الكذبة. وبنوا على هذه التقية المشئومة كتم علي نص خلافته ومبايعة الخلفاء الثلاثة وعدم تخليصه حق فاطمة رضي الله عنها من إرثها على زعمهم وعدم التعرض لعمر حين اغتصب بنته من فاطمة رضي الله عنها وغير ذلك، قالوا فعل ذلك تقية قبحهم الله. وقد وردت نصوص كثيرة عن علي وأهل بيته دالة على براءتهم عنها وإنما افتراها عليهم الرافضة لترويج مذهبهم الباطل وهذا يقتضي عدم الوثوق بأقوال أئمة أهل البيت وأفعالهم لاحتمال أنهم قالوها أو فعلوها تقية. وإن أرادوا بقوله ودين آبائي النبي ومن بعده فقد جوزوا عليه عدم تبليغ ما أمره الله تبليغه خوفا من الناس، ومخالفة أمر الله في أقواله وأفعاله خوفا منهم ويلزم من هذا عدم الوثوق بنبوته، حاشاه عن ذلك. ومن جوز عليه ذلك فقد نقصه، ونقص الأنبياء عليهم السلام كفر، ما أشنع قول قوم يلزم منه نقص أئمتهم المبرإين عن ذلك. |
#145
|
|||
|
|||
مطلب سبهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها المبرأة زوجة الحبيب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم : :
ومنها نسبتهم الصديقة الطيبة المبرأة عما يقولون فيها إلى الفاحشة وقد شاع في هذه الأزمنة بينهم ذلك كما نقل عنهم، قال تعالى: (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم. لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإن لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذابٌ أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رءوف رحيم، يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليهم) وقال تعالى: (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات والمؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرأون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم) وقد روى عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن عائشة رضي الله عنها أنها المبرأة المرادة من هذه الآيات، وروى سعيد ابن منصور وأحمد والبخاري وابن المنذر وابن مردويه عن أم رومان رضي الله عنها ما يدل أن عائشة رضي الله عنها هي المبرأة المقصودة بهذه الآيات، وروى البزار وابن مردويه بسند حسن عن أبي هريرة ما يوافق ما تقدم، وروى ابن مردويه والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنه مثلما سبق، وروى الطبراني وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما ما يطابق السابق وروى ابن مردويه والطبراني عن أبي إياس الأنصاري ما يوافق ما تقدم وروى ابن أبي حاتم والطبراني عن سعيد بن جبير ما يوافق ما تقدم، وروى الطبراني عن الحكم بن تيبة مثل ذلك وروى عن عبد الله بن الزبير ما يوافقه وروى عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود وعمرة بنت عبدالرحمن وعبدالله بن أبي بكر بن حزم وسلمة بن عبدالرحمن بن عوف والقاسم بن محمد بن أبي بكر والأسود بن يزيد وعباد بن عبدالله بن الزبير ومقسم مولى ابن عباس وغيرهم عن عائشة رضي الله عنها مثله. وكونها هي المبرأة المرادة من الآيات مشهور بل متواتر. فإذا عرفت هذا فاعلم أنه من قذفها بالفاحشة مع اعتقاده أنها زوجة رسول الله وأنها بقيت في عصمته بعد هذه الفاحشة فقد جاء بكذب ظاهر واكتسب الإثم واستحق العذاب وظن بالمؤمنين سوءا وهو كاذب وأتى بأمر ظنه هينا وهو عند الله عظيم واتهم أهل بيت النبوة بالسوء ومن هذا الاتهام يلزم نقص النبي ومن نقصه فكأنما نقص الله ومن نقص الله ورسوله فقد كفر وهو بفعله هذا خارج عن أهل الإيمان ومتبع لخطوات الشيطان وملعون في الدنيا والآخرة ومكذب الله في قوله تعالى: (والطيبات للطيبين) الآية ومن كذب الله فقد كفر ومن قذفها ما تقدم من القبائح، والحاصل أن قذفها كيفما كان يوجب تكذيب الله تعالى في إخباره عن تبرأتها عما يقول القاذف فيها، وقد قال بعض المحققين من السادة: (وأما قذفها الآن فهو كفر وارتداد ولا يكتفي فيه بالجلد لأنه تكذيب لسبع عشرة آية من كتاب الله كما مر فيقتل ردة وإنما اكتفى بجلدهم أي من تحذفها في زمنه مرة أو مرتين لأن القرآن ما كان أنزل في أمرها فلم يكذبوا القرآن وأما الآن فهو تكذيب للقرآن، أما نتأمل في قوله تعالى: (يعظكم الله أن تعودوا لمثله) الآية، ومكذب القرآن كافر فليس له إلا السيف وضرب العنق انتهى) ولا يخالف هذا قوله: (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا) الآية لأنه روى عبدالرزاق والفرياني وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن ابي الدنيا في الصمت وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه من طرق ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: (فخانتاهما) أما خيانة امرأة نوح فكانت تقول للناس إنه مجنون وأما خيانة امرأة لوط فكانت تدل على الضيف فتلك خيانتهما. وروى ابن عساكر عن أشرس يرفعه إلى النبي قال: (ما بغت امرأة نبي قط). وروى ابن جرير عن مجاهد: (لا ينبغي لامرأة كانت تحت نبي أن تفجر). ومن يقذف الطاهرة الطبية أم المؤمنين زوجة رسول رب العالمين في الدنيا والآخرة كما صح ذلك عنه فهو من ضرْب عبد الله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين ولسان حال رسول الله يقول: (يا معشر المسلمين من يعذرني فيمن آذاني في أهلي) (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا) فأين أنصار دينه ليقولوا نحن نعذرك يا رسول الله فيقومون بسيوفهم إلى هؤلاء الأشقياء الذين يكذبون الله ورسوله ويؤذونهما والمؤمنين فيبيدونهم ويتقربون بذلك إلى رسول الله ويستوجبون بذلك شفاعته، اللهم إنا نبرأ إليك من قول هؤلاء المطرودين. مطلب تكفير من حارب عليا: ومنها تكفير من حارب عليا رضي الله عنه مرادهم بذلك عائشة وطلحة والزبير وأصحابهم ومعاوية وأصحابه، وقد تواتر منه ما يدل على إيمان هؤلاء وكون بعضهم مبشرا بالجنة، وفي تكفيرهم تكذيب لذلك فإن لم يصيروا كفرة بهذا التكذيب فلا شك أنهم يصيرون فسقة وذلك يكفي في خسارتهم في تجارتهم. مطلب استهانتهم بأسماء الصحابة: ومنها استهانتهم بأسماء الصحابة ولا سيما العشرة وقد تواتر عنه ما يدل على وجوب تعظيمهم وإكرامهم وقد أرشد الله تعالى على ذلك في مواضع من كتابه. ويلزم من إهانة هؤلاء إباهم استحقاقهم لذلك عندهم، ومن اعتقد منهم ما يوجب إهانتهم فقد كذب رسول الله فيما أخبر من وجوب إكرامهم وعظيمهم، ومن كذبه فيما ثبت عنه قطعا فقد كفر. ومن عجب أنهم يتجنبون التسمية بأسماء الأصحاب ويسمون بأسماء الكلاب، فما أبعدهم عن الصواب وأشبههم بأهل الضلال والعقاب. مطلب انحصار الخلافة في اثنى عشر: ومنها دعواهم انحصار الخلافة في اثني عشر فإنهم كلهم بالنص والابصار عمن قبله وهذه دعوى بلا دليل مشتملة على كذب فبطلانها أظهر من أن يبين ويتوسلون بها على بطلان خلافة من سواهم في ذلك تكذيب لنصوص واردة في خلافة الخلفاء الراشدين وخلافة قريش. |
#146
|
|||
|
|||
مطلب العصمة :
ومنها إيجابهم العصمة للاثنى عشر بناء على أن العصمة عندهم شرط في الإمامة وبطلان هذا أظهر ويلزم من اعتقادهم هذا مشاركة الأئمة الاثنى عشر الأنبياء في وصف العصمة، فإن قلنا: إنها مخصوصة بهم لا توجد في غيرهم أو لا تلزم لغيرهم فإثباتها للأئمة جرم جسيم، قال في التجريد: (الإمام لطف فيجب نصبه على الله تحصيلا للغرض)، قال شارحه (اختلفوا في أن الإمام هل يجب أن يكون معصوما أم لا فذهبت الإمامية والإسماعيلية إلى وجوبه والباقون بخلافه) ثم قال في المتن وامتناع التسلسل: (يوجب عصمة الإمام) إلى آخر ما ذكر والظاهر أن إيجاب العصمة لأئمتهم من أكذابهم وافترائهم، لم يرد به دليل من الكتاب ولا من السنة ولا من الإجماع ولا من القياس الصحيح ولا من العقل السليم قاتلهم الله أنى يؤفكون. مطلب فضل الإمام علي رضي الله عنه: ومنها: أنه قال ابن المطهر الحلي (اجتمعت الإمامية على أن عليا بعد نبينا أفضل من الأنبياء غير أولي العزم وفي تفضيله عليهم خلاف قال وأنا من المتوقفين في ذلك وكذلك الأئمة من آله) وقال الطوسي في تجريده: (وعلي أفضل الصحابة لكثرة جهاده... إلى أن قال وظهور المعجزات عنه واختصاصه بالقرابة والأخوة ووجوب المحبة والنصرة ومساواة الأنبياء انتهى) وقال الشارح: (ويؤيده قوله : (من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في تقواه وإلى إبراهيم في حلمه وإلى موسى في هيبته وإلى عيسى في عبادته فلينظر إلي علي بن ابي طالب) فإنه أوجب مساواته الأنبياء في صفاتهم انتهى). وفي صحة هذا نظر وبعد فرض صحته لا يوجب المساواة لأن المشاركة في بعض الأوصاف لا تقتضي المساواة كما هو بديهي. ومن اعتقد في غير الأنبياء كونه أفضل منهم ومساويا لهم فقد كفر. وقد نقل على ذلك الإجماع غير واحد من العلماء فأي خير في قوم اعتقادهم يوجب كفرهم. |
#147
|
|||
|
|||
مطلب نفي ذرية الحسن رضي الله عنه :
ومنها قولهم: إن الحسن بن علي لم يعقب وأن عقبه انقرض وأنه لم يبق من نسله الذكور أحد وهذا القول شائع فيهم وهم مجمعون عليه ولا يحتاج إلى إثباته كذا قيل. ومنهم من يدعي أن الجاج مثلهم كلهم وتوصلوا بذلك على أن يحصروا الإمامة في أولاد الحسين ومنهم في اثني عشر وأن يبطلوا إمامة من قام بالدعوة من آل الحسن مع فضلهم وجلالتهم واتفاقهم بشروط الإمامة ومبايعة الناس لهم وصحة نسبتهم ووفور علمهم بحيث أنهم كلهم بلغوا درجة الاجتهاد المطلق فقالتهم الله أنى يؤفكون. انظر إلى هؤلاء الأعداء لآل البيت المؤذين رسول الله وفاطمة بإنكار نسب من يثبت نسبه قطعا أنه من ذرية الحسن رضي الله عنه. وثبوت نسب ذريته متواتر لا يخفى على ذي بصيرة، وقد عد الطعن في الأنساب من أفعال الجاهلية، وقد ورد ما يدل على أن المهدي من ذرية الحسن رضي الله عنه كما رواه أبو داود وغيره. مطلب خلافهم في خروج غيرهم من النار: ومنها أنه قال الحلي في شرح التجريد: (واختلف الأئمة في غير الاثنى عشرية من الفرق الإسلامية هل يخرجون من النار ويدخلون الجنة أم يخلدون فيها بأجمعهم قال: والأكثرون على الثاني، وقال شرذمة بالأول، وقال ابن نوبخت (يخرجون من النار ولا يدخلون الجنة بل هم بالأعراف) انتهى. وهذا مبني على أن مذهبهم اعتقادهم أهل الجنة كفارا أو فساقا مع اعتقادهم أن الفاسق لا يخرج من النار أبدا، وهذا يستلزم تكذيب ما صح عنه من إخراج عصاة الموحدين من النار وما ورد في فضل السواد الأعظم الذين هم أهل السنة. وقد صح أن الصحابة وأخيار التابعين مذهب أهل السنة مذهبهم. وقولهم هذا يشبه قول أهل الكتاب حيث قالوا: (لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى) وكذلك هؤلاء يقولون بأفواههم لن يدخل الجنة إلا من كان رافضيا. انظر كيف يفترون على الله الكذب بل أفعالهم تقتضي حرمانهم عنها. مطلب مخالفتهم أهل السنة: ومنها أنهم جعلوا مخالفة أهل السنة والجماعة الذين هم على ما (عليه) رسول الله وأصحابه أصلا للنجاة فصاروا كلما فعل أهل السنة تركوه وإن تركوا شيئا فعلوه. فخرجوا بذلك عن الدين رأسا فإن الشيطان سول لهم وأملى لهم. وادعوا بأن هذه المخالفة علامة أنهم الفرقة الناجية وقد قال : (الفرقة الناجية الناجية هي السواد الأعظم وما أنا عليه وأصحابي) فلينظر إلى الفرق ومعتقداتهم وأعمالهم فما وافقت النبي وأصحابه هي الفرقة الناجية وأهل السنة هم المتبعون لآثاره وآثار أصحابه كما لا يخفى على منصف ينظر بعين الحق فهم أحق أن يكونوا الفرقة الناجية وآثار النجاة الظاهرة فيهم لاستقامتهم على الدين من غير تحريف وظهور مذهبهم وشوكتهم في غالب البلاد ووجود العلماء المحققين والمحدثين والأولياء والصالحين فيهم وقد نزع الولاية عن الرافضة فما سُمع فيهم ولي قط. مطلب الرجعة: ومنها: أنه ما قال أضلهم محمد بن بابويه القمي في عقائده في مبحث الإيمان بالرجعة فإنهم عليهم الصلاة قالوا: من لم يؤمن برجعتنا فليس منا وإليه ذهب جميع علمائهم قالوا إن النبي وعليا رضي الله عنه والأئمة الاثنى عشر يحيون في آخر الزمان ويحشرون بعد خروج المهدي وبعد قتله الدجال ويحيى كل من الخلفاء الثلاثة وقتلة الأئمة فيقتل النبي الخلفاء حدا والقتلة قصاصا ويصلبون الظالمين ويبتدئون بصلب أبي بكر وعمر على شجرة فمن قائل يقول: إن تلك تكون رطبة فتجف تلك الشجرة بعد أن صلبا عليها فيضل بذلك خلق كثير من أهل الحق، ويقولون ظلمناهم ومن قائل يقول: الشجرة تكون يابسة فتخضر بعد الصلب ويهتدي به جم غفير من محبيهما، قيل ذكروا في كتبهم أن تلك الشجرة نخلة وأنها تطول حتى يراها أهل المشرق والمغرب وأن الدنيا تبقى بعد ذلك خمسين ألف سنة وقيل مائة وعشرين ألف سنة لكل إمام من الاثنى عشر اثنى عشر ألف سنة، وقال بعضهم إلا المهدي فإن له ثمانين ألف سنة ثم يرجع آدم ثم شيث ثم إدريس ثم نوح ثم بقية الأنبياء إلى أن ينتهي إلى المهدي وأن الدنيا غير فانية وأن الآخرة غير آتية كذا نقل عنهم والله أعلم. فانظر أيها المؤمن إلى سخافة رأي هؤلاء الأغبياء يختلقون ما يرده بديهة النقل وصراحة النقل. وقولهم هذا مستلزم تكذيب ما ثبت قطعا في الآيات والأحاديث من عدم رجوع الموتى إلى الدنيا. فالمجادلة مع هؤلاء الحمر تضيع الوقت، لو كان لهم عقل لما تكلموا أي (شيء) يجعلهم مسخرة للصبيان ويمج كلامهم أسماع أهل الإيقان لكن الله سلب عقولهم وخذلهم في الوقيعة في خُلص أوليائه لشقاوة سبقت لهم. |
#148
|
|||
|
|||
مطلب زيادتهم في الأذان: ومنها: زيادتهم في هذه الأزمنة في الأذان والإقامة وفي التشهد بعد الشهادتين: أن عليا ولي الله، وهذه بدعة مخالفة للدين لم يرد بها كتاب ولا سنة ولم يكن عليها إجماع ولا فيها قياس صحيح ومخالفة لأهل مذهبهم، فردها لا يحتاج إليه. مطلب الجمع بين الصلاتين: ومنها: تجويزهم الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء من غير عذر. وقد روى الترمذي قال قال رسول الله : (من جمع بين صلاتين بغير عذر فقد أتى بابا من الكبائر). وقد ورد أن من أشراط الساعة تأخير الصلاة عن أوقاتها. وما روى عن ابن عباس رضي الله عنه من الجمع بين العصرين والعشاءين فمؤول بتأخير الأولى إلى آخر وقتها وأداء الأخرى في أول وقتها والله أعلم. قيل إن سبب جمعهم بين الظهرين والمغربين طول الدهر مع اختيار التأخير فيهما هو أنهم ينتظرون القائم المختفي في السرادب ليقتدوا به فيؤخرون الظهر إلى العصر على قريب غروب الشمس فإذا يئسوا من الإمام واصفرت الشمس وصارت بين قرني الشيطان نقروا عند ذلك كنقر الديك فصلوا الصلاتين من غير خشوع ولا طمأنينة فرادى من غير جماعة ورجعوا خائبين خاسرين.
نسأل الله العفو والعافية. وقد صاروا بذلك وبوقوفهم بالجبل على ذلك السرادب وصياحهم بأن يخرج إليهم ضحكة لأولي الألباب ولقد أحسن القائل شعرا: ما آن للسرداب أن يلد الذي ... كلمتموه بجهلكم ما آنا فعلى عقولكم العفاء .... فإنكم ثلثتم العنقاء والغيلانا مطب العصمة : ومنها: اشتراكهم كون الإمام معصوما وإيجابهم على الله عدم إخلاء الزمان من إمام معصوم وحصر الإمام المعصومين في اثنى عشر. وبطلان هذا وتناقضه واشتماله على سوء الأدب مع الله أظهر من أن يذكر. وأبطلوا بهذا القول الباطل الجماعة في الصلاة التي هي من أعلى شعائر الإسلام لكنهم ليس لهم نصيب منها فحرموا هذه الكرامة العلية. يتبع مطلب المتعة |
#149
|
|||
|
|||
مطلب المتعة : :
مطلب المتعة: ومنها: إباحتهم نكاح المتعة بل يجعلونها خيرا من سبعين نكاحا دائما. وقد جوز لهم شيخهم الغالي علي بن العالي أن يتمتع اثنا عشر نفسا في ليلة واحدة بامرأة واحدة وإذا جاءت بولد منهم أقرعوا فمن خرجت قرعته كان الولد له. قلت هذا مثل أنكحة الجاهلية التي أبطلها الشرع كما في الصحيح. وعن علي رضي الله عنه أنه قال [ إن ] رسول الله نهى عن نكاح المتعة. رواه البخاري ومسلم وغيرهما. وعن سلمة ابن الأكوع رضي الله عنه أنه أباح نكاح المتعة ثم حرمها رواه الشيخان. وروى مسلم في صحيحه عن سبرة نحو ذلك. وعن ابن عمر: (نهانا عنها يعني المتعة رسول الله ) رواه الطبراني بإسناد قوي. وقد نقل عن ابن عباس رجوعه عنها وروى الطبراني عن أبي هريرة رضي الله عنه: (هدم المتعة الطلاق والعدة والميراث) وإسناده حسن. وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: (كانت المتعة في أول الإسلام حتى نزلت هذه الآية: (حرمت عليكم) وتصديقها من القرآن (إلا على أزواجهم أو ما ملكت إيمانهم) (وما سوى هذا فهو حرام) رواه الطبراني والبيهقي. والحاصل: أن المتعة كانت حلالا ثم نسخت وحرمت تحريما مؤبدا فمن فعلها فقد فتح على نفسه باب الزنا. مطلب النكاح بلا ولي وشهود: ومنها: إباحتهم النكاح بلا ولي ولا شهود وهذا هو الزنا بعينه. قال الحلي منهم: (ولا يشترط في نكاح الرشيدة الولي ولا يشترط الشهود في شيء من الأنكحة ولو تآمروا على الكتمان لم يبطل) انتهى. عن عمران بن حصين أنه قال: (لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل) رواه الشافعي والطبراني والدارقطني والبيهقي. وهذا وإن كان منقطعا فإن أهل العلم يقولون به. وعن أبي موسى قال قال رسول الله : (لا نكاح إلا بولي) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم وقال: وقد صحت الرواية فيه عن أزواج النبي عائشة وزينب بنت جحش قال: وفي الباب عن علي أنه قال: (لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل) وابن عباس وغيرهما وسرد تمام ثلاثين صحابيا. وعن عائشة (رضي الله عنها) قالت: قال رسول الله : (أيا امرأة أنكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل) رواه الشافعي وأحمد وابو داود والترمذي وابن ماجه وأبو عوانة وابن حبان والحاكم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله : (لا تنكح المرأة المرأة ولا نفسها إنما الزانية التي تنكح نفسها) وفي لفظ: (التي تنكح نفسها هي الزانية) رواه ابن ماجه والدارقطني. وعن عكرمة بن خالد قال: (جمعت الطريق ركبا فجعلت امرأة منهن ثيب أمرها بيد رجل غير ولي فأنكحها فبلغ ذلك عمر فجلد الناكح والمنكح) رواه الشافعي والدارقطني. وروى الدارقطني عن الشعبي قال: (ما كان أحد من أصحاب النبي أشد في النكاح من علي بن أبي طالب كان يضرب فيه) رواه الشافعي والدارقطني. (قد روى ابن خيثمة مرفوعا: (لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل) وعن أبي هريرة مرفوعا وموقوفا: (لا نكاح إلا بأربعة خاطب وولي وشاهدين) وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: (أدنى ما يكون في النكاح أربعة الذي يتزوج والذي يزوج وشاهدان) رواه ابن أبي شيبة وصححه البيهقي ورواه الدارقطني وعن عائشة رضي الله عنها نحو ذلك. وروى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنه (أن النبي قال: (البغايا اللاتي ينكحن أنفسهن بغير بينة). وروى مالك عن أبي الزبير أن عمر أتى بنكاح لم يشهد عليه إلا رجل وامرأة قال: (هذا نكاح السر ولا أجيزه ولو كنت تقدمت فيه لرجمته). وعن عبد الله بن الزبير أن النبي قال: (أعلنوا النكاح) رواه أحمد والحاكم وصححه. قال بعض السادة: وإذا طرق سمعك ما سردنا عليك من الأحاديث فقد ظهر لك بطلان مذهبهم في تجويزهم النكاح بغير ولي ولا شهود والله أعلم. مطلب وطء الجارية بالإباحة: ومنها: تجويزهم وطء الجارية للغير بالإباحة. قال الحلي: يجوز إباحة الأمة للغير بشرط كون المبيح مالكا لرقته جائز التصرف وكون الأمة مباحة بالنسبة إلى من أبيحت له. ويكفي في رد هذا الباطل قوله تعالى: (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم) ومعلوم قطعا أن وطأها ليس بالنكاح ولا بملك اليمين وقوله تعالى: (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء). مطلب الجمع بين المرأة وعمتها: ومنها: تجويزهم الجمع بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها. وعلى هذا ما ورد عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله : (لا تنكح المرأة على عمتها ولا العمة على بنت أخيها ولا المرأة على خالتها والخالة على بنت أختها لا الصغرى على الكبرى ولا الكبرى على الكبرى) رواه البزار. وعن ابن عباس رضي الله عن النبي : (لا تنكح المرأة على عمتها) بمثل حديث علي رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن حبان وزاد عن ابن عباس: (إنكم إذا فعلتم قطعتم أرحامكم). وروى ابن ماجة عن أبي سعيد نحوه وروى ابن حبان عن ابن عمر رضي الله عنه نحوه وروى أبو داود والترمذي والنسائي عن جابر نحو ذلك وكلها مرفوعة. ونقل ابن عبد البر الإجماع على حرمة ذلك. وبهذا وأمثاله تعرف أن الرافضة أكثر الناس تركا لما أمر الله وإتيانا لما حرمه وأن كثيرا منهم ناشئ عن نطفة خبيثة موضوعة في رحم حرام ولذا لا ترى منهم إلا الخبيث اعتقادا وعملا. وقد قيل كل شيء يرجع إلى أصله. مطلب إباحتهم - أبعدهم الله - إتيان المرأة في دبرها: ومنها إباحتهم إتيان الزوجة والمملوكة في الدبر. وقد صح عن النبي وأصحابه ما يدل على أن المراد من قوله: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) هو الإتيان في القبل وإليه يرشد لفظ الحرث بل هو نص في ذلك. وقد ورد عنه لعن من فعل ذلك في الدبر وإطلاق الكفر عليه فهو خليق أن يكون حراما قطعيا يخاف على مستحله الكفر، الله الحافظ. مطلب مسح الرجلين: ومنها: إيجابهم المسح على الرجلين ومنعهم غسلهما والمسح على الخفين. وقد صح عن رسول الله الذي قال الله فيه: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل غليهم) برواية علي رضي الله عنه غسلهما والأمر به، وكذا عنه برواية عثمان وابن عباس وزيد بن عاصم ومعاوية بن مرة والمقداد بن معد يكرب وأنس وعائشة وأبي هريرة وعبد الله بن عمر وعمرو بن عنبسة وغيرهم. وقد صح عنه: (ويل للأعقاب من النار). فمجموع ما ورد عنه في غسلهما فعلا وقولا يفيد العلم الضروري اليقيني ومن أنكر ذلك فقد أنكر المتواتر وحال منكره معلوم أقل مراتبه أن يكون فاسقا بل تكون صلاته باطلة فيبعث يوم القيامة مصليا بلا طهارة شرعية والله أعلم. وقد صح عنه برواية نحو خمسين عن الصحابة أو ثمانين أو أزيد المسح على الخفين، فمنكره مبتدع. فلا خير في قوم يتركون المتواتر من فعله الذي يجب اتباعه في جميع أموره، من اتبعه وصل ومن لم يتبعه ضل وانفصل. أحيانا الله على سنته وأماتنا على ملته وحشرنا في زمرته. مطلب الطلاق بالثلاث في لفظ واحد: ومنها: قولهم: إن من طلق امرأته بالثلاث في لفظ واحد لا يقع شيء. وهذا مخالف للأحاديث الصحيحة وإجماع أهل الإسلام، فإنهم أجمعوا على وقوع الطلاق وإنما اختلافهم في عدد الطلاق أهي واحدة أم ثلاث. روى ابن ماجة عن الشعبي قال: قلت لفاطمة بنت قيس: حدثيني عن طلاقك قالت: (طلقني زوجي ثلاثا وهو خارج على اليمن فأجاز ذلك رسول الله ). وروى البيهقي عن علي رضي الله عنه فيمن طلق امرأته ثلاثا قبل أن يدخل بها قال: (لا تحل حتى تنكح زوجا غيره). وروى ابن عدي عنه: (إذا طلق الرجل امرأته ثلاثا في مجلس واحد فقد بانت منه ولا تحل له حتى تنكح زوجا غيره). وروى البيهقي عن مسلمة بن جعفر الأحمس قال: قلت لجعفر بن محمد أن قوما يزعمون أن من طلق ثلاثا بجهالة رد إلى السنة يجعلونها واحدة يروونها عنكم قال: معاذ الله أن يكون هذا من قولنا من طلق ثلاثا فهو كما قال. وتعرف بهذا وأضرابه افتراء الرافضة الكذبة على أهل البيت وأن مذهبهم مذهب أهل السنة والجماعة. وروي عن غير واحد من الصحابة ما يوافق هذا، وروي عن الحسن رضي الله عنه ما يؤيد ذلك. فهؤلاء الإمامية خارجون عن السنة بل عن الملة واقعون في الزنا. وما أكثر ما فتحوا على أنفسهم أبواب الزنا في القبل والدبر فما أحقهم بأن يكونوا أولاد الزنا – حمانا الله وإياكم معاشر الإخوان من اتباع خطوات الشيطان. مطلب نفي القدر: ومنها: قولهم إن الله لم يقدر شيئا في الأزل وأن الله لم يرد شرا ولا يريده، وقد روى مسلم أن قوله تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) نزل حين نازل المشركون فيه، وقد قال بعض السادة:قد رويت في إثبات القدر وما يتعلق به أحاديث رويت عن أكثر من مائة صحابي رضي الله عنهم. وقد ورد عنه : (لكل أمة مجوس ومجوس هذه الأمة الذين يقولون لا قدر). فإذا علمت ذلك فاعلم أن الله علم الأشياء قبل وجودها إجمالا وتفصيلا كلية وجزئية وعلم ما يتعلق به وقدر في الأزل لكل شيء قدرا فلا يزيد ولا ينقص ولا يتقدم ولا يتأخر وأنه لا يوجد شيء إلا بإرادة الله ومشيئته والله بكل شيء عليم وما قدر الله يكون وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وثبت ذلك ببداهة العقل وتواتر النقل وعلم يقينا، فمن أنكر هذا البديهي والمتواتر فإن لم يصر كافرا فلا أقل (من) أن يصير فاسقا. مطلب مشابهتم اليهود: ومن قبائحهم تشابههم باليهود ولهم بهم مشابهات منها: أنهم يضاهون اليهود الذين رموا مريم الطاهرة بالفاحشة بقذف زوجة رسول الله عائشة المبرأة بالبهتان وسلبوا بسبب ذلك الإيمان، ويشابهونهم في قولهم إن دينا بنت يعقوب خرجت وهي عذراء فافترعها مشرك بقولهم إن عمر اغتصب بنت علي رضي الله عنه، وبلبس التيجان فإنها من ألبسة اليهود وبقص اللحى أو حلقها أو إعفاء الشوارب، هذا دين اليهود وإخوانهم من الكفر. ومنها أن اليهود مسخوا قردة وخنازير وقد نقل أنه وقع ذلك لبعض الرافضة في المدينة المنورة وغيرها بل قد قيل إنهم تمسخ صورهم ووجوههم عند الموت والله أعلم. مطلب تركهم الجمعة والجماعة: ومنها (ترك) الجمعة والجماعة وكذلك اليهود فإنه لا يصلون إلا فرادى. ومنها: تركهم قول آمين وراء الإمام في الصلاة فإنه لا يقولون آمين يزعمون أن الصلاة تبطل به. (ومنها: تركهم تحية السلام فيما بينهم وإذا سلموا فعلوا بعكس السنة). ومنها: خروجهم من الصلاة بالفعل وتركهم السلام في الصلاة فإنها يخرجون من الصلاة من غير سلام بل يرفعون أيديهم ويضربون بها على ركبهم كأذناب الخيل الشمس. ومنها: شدة عدوانهم للمسلمين وأخبر الله عن اليهود: (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود)، وكذلك هؤلاء أشد الناس عداوة لأهل السنة والجماعة حتى أنهم يعدونهم أنجاسا فقد شابهوا اليهود في ذلك. ومن خالطهم لا ينكر وجود ذلك فيهم. ومنها: أنهم يجمعون بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها يشابهون اليهود فإنهم كانوا يجمعون في شرع يعقوب بين الأختين. ومنها: قولهم إن من عداهم من الأمة لا يدخلون الجنة بل يخلدون في النار وقد قال اليهود والنصارى: (لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى). ومنها: اتخاذهم الصور الحيوانية كاليهود والنصارى، وقد ورد الوعيد الشديد في تصوير الصور ذوات الأرواح. في البخاري وغيره أنه قال رسول الله : (لعن الله المصورين) وأنه قال: (إن المصور يكلف يوم القيامة أن ينفخ الروح فيما صوره وليس بنافخ) ولا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة ذات روح. ومنها: تخلفهم عن نصر أئمتهم كما خذلوا عليا وحسينا وزيدا وغيرهم رضي الله عنهم قبحهم الله ما أعظم دعواهم في حب أهل البيت وأجنبهم عن نصرهم، وقد قال اليهود لموسى: (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون). ومنها: أن اليهود مسخوا وقد روي: إن كان خسف ومسخ ففي المكذبين بالقدر وهؤلاء مكذبون به. وقد خسف بقرى كثيرة مرات عديدة من بلاد العجم. ومنها: أن اليهود ضربت عليهم الذلة والمسكنة أينما كانوا وكذلك هؤلاء ضربت عليهم الذلة حتى أحيوا التقية من شدة خوفهم وذلهم. ومنها: أن اليهود يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون: هذا من عند الله وكذلك هؤلاء يكتبون الكذب ويقولون هذا من كلام الله تعالى ويفترون الكذب على رسول الله وأهل بيته رضي الله عنهم. مطلب مشابهتهم النصارى: ومن مشابهتهم النصارى: أنهم عبدوا المسيح كذلك غلاة هؤلاء عبدوا عليا وأهله رضي الله عنهم. ومنها أن النصارى أطرت عيسى كذلك غلاة الرافضة أطروا أهل البيت حتى ساووهم بالأنبياء. ومنها: جماعهم النساء في الأدبار حالة الحيض وكانت النصارى تجامع النساء في المحيض. ومنها: أن لبس بعضهم يشبه لبس النصارى. مشابهتهم المجوس: ومن مشابهتهم المجوس: أنهم قالوا بإلهين النور والظلمة، وهؤلاء يقولون: الله خالق الخير والشيطان خالق الشر. ومنها أن المجوس ينكحون المحارم كذلك غلاة الشيعة يفعلون ذلك. ومنها: المجوس تناسخيون وكذلك في غلاتهم تناسخيون. ومن قبائح هؤلاء الرفضة أنهم يتخذون يوم موت الحسين رضي الله عنه مأتما فيتركون الزينة ويظهرون الحزن ويجمعون النوائح يبكين ويصورون صورة قبور الحسين رضي الله عنه ويزينونها ويطوفون بها في السكك ويقولون: يا حسين ويسرفون في ذلك إسرافا محرما وكل ذلك بدعة. أما ترك الزينة فمن الإحداد الذي حرمه رسول الله كما ورد ذلك في الصحيح. وأما النياحة فمن أعظم منكرات الجاهلية. ويترتب على ما يفعلون من المنكرات والمحرمات كما لا يحصى. وكل ذلك بدعة ومنكر وفاعله والراضي به والمعين عليه والأجير فيه كلهم مشاركون في البدعة. فاللازم على كل مؤمن منع هؤلاء المبتدعة من هذه البدعة القبيحة. ومن سعى في إبطالها مخلصا لله تعالى يرجى له الثواب الجزيل. قال الشيخ ابن تيمية الحنبلي الحراني رحمه الله: (اعلم وفقني الله وإياك أن ما أصيب به الحسين رضي الله عنه من الشهادة في يوم عاشوراء إنما كان كرامة من الله عز وجل أكرمه بها ومزيد حظوة ورفع درجة عند ربه وإلحاقا له بدرجات أهل بيته الطاهرين وليهينن من ظلمه واعتدى عليه . وقد قال النبي لما سئل أي الناس أشد بلاء قال: الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه وإن كان في دينه رقة خفف عنه ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة. فالمؤمن إذا حضر يوم عاشوراء وذكر ما أصيب به الحسين يشتغل بالاسترجاع ليس إلا كما أمره المولى عز وجل عند المصيبة ليحوز الأجر الموعود في قوله: (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) ويلاحظ ثمرة البلوى وما أعده الله للصابرين حيث قال: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) ويشهد أن ذلك البلاء من المبلي فيغيب برؤية وجدان مرارة البلاء وصعوبته قال تعالى: (فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا). وقيل لبعض الشطار متى يهون عليك الضرب والقطع فقال إذا كنا بعين من نهواه فنعد البلاء رخاء والجفاء وفاء والمحنة منحة. فالعاقل يستحضر مثل هذا في ذلك الوقت ويستصغر ما يرد عليه من مصائب الدنيا وشدائدها وبلائها ويتسلى ويتعزى بما يصيبه من ذلك ويشتغل يومه ذلك بما استطاع من الطاعات والأعمال الصالحات لحثه على صوم يوم عاشوراء فبكل ذلك يصرف زمانه في أنواع القربات عسى أن يكتب من محبي أهل القربى ولا يتخذه للندب والنياحة والحزن كفعل الجهلة إذ ليس ذلك من أخلاق أهل البيت النبوي ولا من طريقهم ولو كان ذلك من طرائقهم لاتخذ الأمة يوم وفاة نبيهم مأتما في كل عام. فما هذا إلا من تزيين الشيطان وإغوائه.) قال الشيخ عقب ذكر ذلك: (وهذا كما زين لقوم آخرين معارضة هؤلاء في فعلهم فاتخذوا هذا اليوم عيدا وأخذوا في إظهار الفرح والسرور إما لكونهم من النواصب المتعصبين على الحسين رضي الله عنه وأهل بيته وإما من الجهال المقابلين للفساد بالفساد والشر بالشر والبدعة، فأظهروا الزينة كالخضاب ولبس الجديد من الثياب والاكتحال وتوزيع النفقات وطبخ الأطعمة والحبوب الخارجة عن العادات. ويفعلون فيه ما يفعل في الأعياد ويزعمون أن ذلك من السنة والمعتاد. والسنة ترك ذلك كله فإنه لم يرد في ذلك شيء يعتمد عليه ولا أثر صحيح يرجع إليه... إلى أن قال: فصار هؤلاء لجهلهم يتخذون يوم عاشوراء موسما كموسم الأعياد والأفراح وأولئك يتخذون مأتما يقيمون فيه الأحزان والأتراح. وكلا الطائفتين مخطئة خارجة عن السنة متعرضة للحرم والجناح) انتهى. وقال ابن القيم: (وأما أحاديث الاكتحال والأدهان والتطيب يوم عاشوراء فمن وضع الكذابين وقابلهم الآخرون فاتخذوه يوم تألم وحزن والطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة. وأما ما يحكى عن الرافضة من تحريم لحوم الحيوانات المأكولة يوم عاشوراء حتى يقرأوا كتاب مصرع الحسين رضي الله عنه فمن الجهالات والأضحوكات لا يفتقر في إبطالها إلى دليل. حسبنا الله ونعم الوكيل. انتهى كلام الشيخ بنوع اختصار. وقبائح هذه الطائفة أكثر من أن تذكر وفضائحهم أشهر من أن تشهر وفي هذا القدر كفاية في معرفة مذهبهم الكاسد وقولهم الفاسد. مطلب الخاتمة رزقنا الله حسنها: خاتمة: جاء في المطالب العالية عن نوف البكالي أن عليا رضي الله عنه خرج يوما للمسجد وقد أقبل إليه جندب بن نصير والربيع بن خيثم وابن أخيه همام بن خيثم وكان من أصحاب البرانس المتعبدين فأفضى علي وهم معه إلى نفر فأسرعوا إليه قياما وسلموا عليه التحية ثم قال: من القوم؟ فقالوا أناس من شيعتك يا أمير المؤمنين. فقال لهم خيرا ثم قال: يا هؤلاء مالي لا أرى فيكم سمة شيعتنا وحلية أحبتنا فأمسك القوم حياء. فأقبل عليه جندب والربيع فقالا له: ما سمة شيعتكم يا أمير المؤمنين؟ فسكت فقام همام وكان عابدا مجتهدا (وقال) أسألك بالذي أكرمكم أهل البيت وخصكم وحباكم لما أنبأتنا بصفة شيعتكم قال: فسأنبئكم جميعا ووضع يده على منكب همام وقال: شيعتكم العارفون بالله العاملون بأمر الله أهل الفضائل الناطقون بالصواب مأكولهم القوة وملبوسهم الاقتصاد وشيمهم التواضع لله بطاعته وخضعوا إليه بعبادته مضوا غاضين أبصارهم عما حرم الله عليهم موقفين أسماعهم على العلم بدينهم نزلت أنفسهم منهم بالبلاء كالذي نزلت منهم في الرخاء رضا عن الله بالقضاء فلولا الأجال التي كتب الله لهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقا على لقاء الله تعالى والثواب وخوفا من أليم العقاب عظم الخالق في أنفسهم وصغر ما دونه في أعينهم فهم والجنة كمن رآها فيهم على أرائكها متكئون والنار من رآها فهم فيها معذبون صبروا أياما قليلا فأعقبهم راحة طويلة أرادتهم الدنيا فلم يريدوها وطلبتهم فأعجزوها، أما الليل فصافون أقدامهم تالون لأجزاء القرآن ترتيلا يعظون أنفسهم بأمثاله يستشفون لدائهم بدوائه تارة وتارة مفترشون جباههم وأكفهم وركبهم وأطراف أقدامهم تجري دموعهم على خدودهم يمجدون جبارا عظيما ويجأرون إليه في فكاك رقابهم هذا ليلهم، وأما نهارهم فحلماء علماء بررة أتقياء برَاهم خوف باريهم كالقداح تحسبهم مرضى وقد خولطوا وما هم بذلك بل خامرهم من عظمة ربهم وشدة سلطانه ما طاشت له قلوبهم وذهلت عنه عقولهم فإذا أشفقوا من ذلك بادروا إلى الله تعالى بالأعمال الزكية لا يرضون له بالقليل ولا يستكثرون له الجزيل فهم لأنفسهم متهمون ومن أعمالهم مشفقون ترى لأحدهم قوة في دين وحزما في لين وإيمانا في يقين وحرصا على علم وفهما في فقه وعلما في حلم وكيسا في قصد وقصدا في غناء وتجملا في فاقة وصبرا في شدة وخشوعا في عبادة ورحمة لمجهود وإعطاء في حق ورفقا في كسب وطلبا في حلال ونشاطا في هدوء واعتصاما في شهوة لا يغره ما أجهله ولا يدع إحصاء ما عمله يستبطيء نفسه في العمل وهو من صالح عمل على وجل يصبح وشغله الذكر ويمسي وهمه الشك يبيت حذرا سنة النفل ويصبح فرحا بما أصاب من الفضل والرحمة ورغبته فيما يبقى وزهادة فيما يفنى وقد قرن العلم بالعمل والحلم بالعلم دائما نشاطه بعيدا كسله قريبا أمله قليلا زلَله متوقعا أجله خاشعا قلبه ذاكرا ربه قانعة نفسه محرزا دينه كاظما غيظه آمنا منه جاره سهلا أمره معدوما كبره بينا صبره كثيرا ذكره لا يعمل شيئا من الخير رياء ولا يتركه حياء أولئك شيعتنا وأحبتنا ومنا ومعنا ألا شوقا إليهم. فصاح همام صيحة فوقع مغشيا عليه فحركوه فإذا هو قد فارق الدنيا فغسل وصلى عليه أمير المؤمنين رضي الله عنه ومن معه. قال الشيخ: (فهذه صفة شيعة أهل البيت النبوي التي وصفهم بها إمامهم وهي صفة خواص المؤمنين لا من اشتغل بالتعصبات والترهات لأن بتلك الصفات تظهر علامة المحبة وهو طاعة المحبوب وإيثار محابه ومرضاته والتأدب بآدابه وأخلاقه وعن هذا قال علي رضي الله عنه: (لا يجتمع حبي وبغض أبي بكر وعمر). لأن التحقيق بالمحبة يستوجب التخلق بخلق المحبوب والأخذ بهديه وحب من أحبه. ومن هدي علي رضي الله عنه حب أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم. منحنا الله وإياكم ذلك وجعلنا من الفائزين برسول الله وأهله وأصحابه أجمعين آمين آمين آمين. (فرغت من كتابتها في الساعة الواحدة من الليلة الرابعة من شهر ذي الحجة سنة 1325هـ ببغداد صانها الله من الفساد.) يتبع ... رد علامة العراق محمود شكري الآلوسي على حصون العاملي الرافضي .. يتبع |
#150
|
|||
|
|||
2 – رد علامة العراق محمود شكري الآلوسي على حصون العاملي الرافضي .. المحقق : إياد بن عبد اللطيف بن إبراهيم القيسي اسقتنا التعريف بالعلامة الالوسي طلبا للاختصار .... ويقول في رده رد السيد الآلوسي على حصون العاملي الرافضي نص الكتاب الذي أرسله علاَمة العراق السيد محمود شكري الآلوسي إلى علامة الشام الشيخ جمال الدين القاسمي في الردّ على صاحب رسالة ( الحصون المنيعة فيما أورده صاحب المنار في الشيعة) وشُنعهم القبيحة.
بسم الله الرحمن الرحيم إلى حضرة العلم الأوحد ، والعلم المفرد، فخر هذا الزمان، والمشارإليه بالبنان، الأخ الأكمل، والخل المفضّل ، جمال الدنيا والدين، وبهجة الإسلام والمسلمين، جناب السيد جمال الدين أفندي القاسمي كان الله تعالى له، وأناله من الدين ما أمله. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فلم أزل أتشرّف بألطافكم العليّة، وتتوارد على المخلص نعمكم السَنية ، فأتضرع إلى الله تعالى ، وأسأله أن يجزيكم عنّي خير الجزاء. قبل هذا وصل إليّ كتاب( النصائح الكافية) [2] فرأيت مصنفه ممن اتبع هواه، ولم يراقب مولاه، وفي هذه الأيام وردني كتاب (الحصون المنيعة) فلما طالعته وجدته أيضاً كتابا دلّ دلالة صريحة على أنّ مصنفه من المتعصبين في الرفض ، المغالين في البغضاء للسُنة النبوية ، ورأيت الإعراض عن كلا الكتابين هو الحزم، فإنا لو رمينا... .[3] وأظن أنّ المقالة التي في (المنار) حررها الشيخ كامل آفندي الرافعي [4]، فقد مرّ عند ذلك التاريخ على العراق، واجتمعنا به ، وسررنا بملاقاته حيث كان سَلفي العقيدة، منوّر الفكر، فكتب ما كتب عمّا رأى من أحوال رافضة العراق. ومن العَجب أنّ الرافضي ادّعى أنّ فرقته أطوع الناس للحكومة مع أنّ سيفها لم يزل على رقابهم ، ولم يمض يوم من الأيام إلا والحرب معهم قائمة على ساقها، فكم الجأوا الحكومة إلى خسائر أموال ونفوس ، وجميع القبائل الذين ترفضوا هم أعدى الناس لدولة الإسلام، وفي هذا الأسبوع ورد تلغراف يخبر عن هجوم جمع منهم على شطرة المنتفق، وقتلهم جمعا من الضباط وعددا كثيرا من الأفراد. وحروبهم في العمارة شهيرة، وكذلك قبائل الديوانية، والنجف، والسماوة ، وكربلاء لم يزالوا قائمين على ساق الحرب مع الحكومة [5]، واحتلال العراق دائما إنما هو من الأرفاض، فقد تهرّى أديمهم من سُم ضَلالهم، ولم يزالوا يفرحون بنكبات المسلمين ، حتى أنهم اتخذوا يوم انتصار الروس على المسلمين عيدا سعيدا [6]. وأهل ايران زينوا بلادهم يومئذ فرحا وسرورا، ولو بسطنا القول في هذا الباب ، وذكرنا حروبهم ومخازيهم لاستوجب إفراد مجلد كبير [7]، والمنكر لذلك كالمنكر للشمس رأد الضحى [8]. بغض الروافض لبعض أهل البيت وأعجب من ذلك دعوى الرافضي حب أهل البيت والعمل بعلومهم، ويكفرون ببعض؛ وذلك لأنّ العترة [9] بإجماع أهل اللغة تقال لأقارب الرجل، وهم ينكرون نسب بعض العترة؛ كرقية ، وأم كلثوم ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا يعدّون بعضهم داخلا فيها ؛ كالعباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجميع أولاده[10]، وكالزبير بن صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم [11]. ويبغضون كثيرا من أولاد فاطمة رضي الله عنها بل يسبونهم؛ كزيد بن علي بن الحسين، وقد كان في العلم والزهد على جانب عظيم ، وكذا يحيى ابنه، فإنهم أيضا يبغضونه، وكذا إبراهيم وجعفر ابنا موسى الكاظم رضي الله عنهم [12]، وقد لقبوا الثاني بالكذاب مع أنه كان من أكابر الأولياء، وعنه أخذ أبو يزيد البسطامي [13]، ولقبوا بالكذاب أيضا جعفر بن علي أخا الإمام الحسن العسكري[14]، ويعتقدون أن الحسن بن الحسن المثنى وابنه عبد الله المحض وابنه محمد الملقب بالنفس الزكية ارتدوا ـ حاشاهم ـ عن دين الإسلام [15]. وهكذا اعتقدوا في إبراهيم بن عبد الله، وزكريا بن محمد الباقر [16]، ومحمد بن عبد الله بن الحسين بن الحسن، ومحمد بن القاسم بن الحسن، ويحيى بن عمر الذي كان من أحفاد زيد بن علي بن الحسين، وكذلك في جماعة حُسينين وحَسنيين، كانوا قائلين بإمامة زيد بن علي بن الحسين، الى غير ذلك مما لا يسعه المقام. وهم حصروا حبهم بعدد منهم قليل [17]، كل فرقة منهم تخص عددا، وتلعن الباقين، هذا حبهم لأهل البيت ، والمودة في القربى المسئول عنها، على أن الحب ليس عبارة عن لطم الخدود، وشق الجيوب، وهتك سادة الأمة في كل عام [18]. وما أحسن ما قال الأخرس في ذلك: هتكوا الحسين بكل عام مرة وتمثلوا بعداوة وتصوروا ويلاه من تلك الفضيحة إنها تطوى وفي أيدي الروافض تنشرُ [19] (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)[ آل عمران :31 ]، وأين أهل الابتداع من الاتباع؟ زعم الرافضة تحريف القرآن ادعوا انهم أخذوا دينهم من الكتاب والسُنة وأقوال العترة ، كذبواـ والله ـ في ذلك، فإنّ الكتاب الكريم محرّف بزعمهم، قد أسقطوا منه نحو ثلثه [20]، كما صرحت بذلك كتبهم فلا يعبأون به، ولا يعرجون عليه، ولا يقيمون له وزنا [21]، وأنه مخلوق لا ينزهونه [22]. هذا شأن الكتاب لديهم. وأما السُنة ؛ فعندهم أنّ الصحابة ارتدوا جميعا عن دين الإسلام إلا سلمان ، وعددا يسيرا معه لا يبلغون العشرة بسبب عدم قيامهم بنص الغدير على زعمهم [23]. الكتب المعتمدة عند الشيعة الإمامية وأما العترة ؛ فاعلم أنّ الروافض زعموا أن أصح كتبهم أربعة: (الكافي) و( فقه من لا يحضره الفقيه ) و(التهذيب) و(الإستبصار). وقالوا :أن العمل بما في الكتب الأربعة من الأخبار واجب، وكذا بما رواه الإمامي ، ودونه أصحاب الأخبار منهم. نص عليه المرتضى، وأبو جعفر الطوسي [24]. وفخر الدين الملقب عندهم بالمحقق المحلى [25]، وهو باطل ؛لأنها أخبار آحاد ، وأصحها (الكافي). ومنهم من قال: أصحها (فقه من لا يحضره الفقيه). وقال بعض المتأخرين منهم ، الناقد لكلام المتقدمين: أحسن ما جمع من الأصول كتاب (الكافي) للكليني، و(التهذيب) و( الاستبصار ) وكتاب ( من لا يحضره الفقيه ) حَسن. وقد طالعت في بعضها، وما زعموه من الصحة باطل من وجوه؛ لأنّ في أسانيدها من هو من المجسمة كالهشامين [26] ، وشيطان الطاق المعبر عنه لديهم بمؤمنه [27]، وأمثال هؤلاء ممن اعترف الرافضة أنفسهم باتصافهم بما ذكرنا. (ومنهم) من أثبت الجهل لله في الأزل كزرارة بن أعين [28]، والأحولين [29]، وسليمان الجعفري [30]، ومحمد بن مسلم [31] وغيرهم. (ومنهم) فاسد المذهب كابن مهران [32]، وابن بكير [33] وجماعة أخرى. (ومنهم)الوضاع كجعفر القزاز [34]، وابن عياش [35]. (ومنهم)الكذاب كمحمد بن عيسى [36]. (ومنهم) الضعفاء، وهم كثيرون. (ومنهم) المجاهيل وهم أكثر كابن عمار [37]، وابن سكرة [38]. (ومنهم) المستور حاله كالتفليسي [39]، وقاسم الخزاز، وابن فرقد [40]وغيرهم، وهؤلاء رواة أصح كتبهم. وقد اعترف الطوسي بنفي وجوب العمل بكثير من أحاديثهم التي صرحوا بصحتها، والكليني يروى عن ابن عياش وهو كذاب. والطوسي يروى عمن يدعي الرواية عن إمام مع ان غيره يكذبه، كابن مسكان [41]، فانه يدعي الرواية عن الصادق، وقد كذبه غيره ، ويروي عن ابن المعلم [42]، وهو يروى عن ابن بابويه [43] الكذوب صاحب الرقعة المزورة ، ويروى عن المرتضى أيضا، وقد طلبا العلم معا، وقرآ على شيخهما محمد بن النعمان [44] وهو أكذب من مسيلمة، وقد جوّز الكذب لنصرة المذهب . والكلام على أكاذيبهم، وفاسد رواياتهم يطول، والمقصود تكذيب قول الرافضي: إنهم تلقوا علوم العترة [45]. تعبد الإمامية بالرقاع الصادرة من المهدي المنتظر نعم ؛ إنهم أخذوا غالب مذهبهم ـ كما اعترفواـ من الرقاع المزورة التي لا يشك عاقل أنها افتراء على الله [46]، والعجب من الروافض أنهم سموا صاحب الرقاع بالصدوق وهو الكذوب بل إنه عن الدين المبين بمعزل. كان يزعم انه يكتب مسألة في رقعة، فيضعها في ثقب شجرة ليلا، فيكتب الجواب عنها المهدي صاحب الزمان بزعمهم ، فهذه الرقاع عند الرافضة من أقوى دلائلهم ،وأوثق حججهم، فُتيا.... .[47] واعلم أن الرقاع كثيرة: ( منها) رقعة على بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي فإنه كان يظهر رقعة بخط الصاحب في جواب سؤاله ويزعم أنه كاتب أبا القاسم بن أبي الحسين بن روح [48] أحد السفرة على يد علي بن جعفر بن الأسود [49]أن يوصل له رقعته الى الصاحب، فأوصلها اليه، فزعم أبو القاسم أنه أوصل رقعته الى الصاحب(أي المهدي) وأرسل اليه رقعة زعم أنها جواب صاحب الأمر له [50]. (ومنها) رقاع محمد بن عبد الله بن جعفر بن حسين بن جامع بن مالك الحميري أبو جعفر القمي [51] كاتب صاحب الأمر وسأله مسائل في أبواب الشريعة قال [52]: قال لنا أحمد بن الحسين [53]: وقفت على هذه المسائل من أصلها، والتوقيعات بين السطور. ذكر تلك الأجوبة محمد بن الحسن الطوسي في كتاب ( الغيبة) ، وكتاب (الاحتجاج) [54]. والتوقيعات خطوط الأئمة بزعمهم في جواب مسائل الشيعة. وقد رجحوا التوقيع على المروي بالإسناد الصحيح لدى التعارض. قال ابن بابويه في الفقه بعد ذكر التوقيعات الواردة من الناحية المقدسة في ( باب الرجل يوصي الى الرجلين) [55] هذا التوقيع عندي بخط أبي محمد الحسن [56] بن علي . وفي الكافي للكليني [57] رواية بخلاف ذلك التوقيع عن الصادق، ثم قال: لا أفتي بهذا الحديث بل أفتى من خط الحسن بن علي[58]. (ومنها) رقاع أبي العباس جعفر بن عبد الله بن جعفر الحميري القمي [59]. (ومنها) رقاع أخيه الحسين، ورقاع أخيه أحمد [60]. فهؤلاء كلهم كانوا يزعمون أنهم يكاتبون صاحب الأمر (المهدي المنتظر) ويسألونه مسائل في أحكام الشرع، وأنه يكتب جواب أسئلتهم كما ذكره النجاشي وغيره من علمائهم. وأبو العباس [61]هذا قد جمع كتابا في الأخبار المرويةعنه وسمّاه (قرب الإسناد الى صاحب الأمر). (ومنها) رقاع علي بن سليمان بن الحسين [62] بن الجهم بن بكير بن أعين أبي الحسن الرازي [63] فإنه كان يدعي المكاتبة أيضاً ، ويظهر الرقاع. قال النجاشي: كان له اتصال بصاحب الأمر وخرجت له التوقيعات [64]. هذه نبذة مما بنو عليه أحكامهم ، ودانوا به وهي نغبة من دأماء [65]، وقد تبيّن بها حال دعوى الرافضى في تلقى دينهم عن العترة. والعبد [66] كتب عليهم عدّة ردود قبل نحو عشرين سنة [67]، وشكوا عليّ إلى شاه العجم ناصر الدين - وهو خاذله- وكُتب عليّ إلى السلطان المخلوع [68]، فصادرت الحكومة ما وجدوه من كتبي المطبوعة في الهند [69] . وهذا الرافضي له علم بما جرى ، فلا لوم عليه إنّ نبزني بما نبزني [70]. طعن الشيخ محسن في الوهابية كل أحد يعلم أنه لا حقيقة له عندهم بل دلّ على جهله، على أنّ زخرفة القبور حرام لدى كافة المسلمين، وهم أوّل من ابتدع ذلك، وسرى الى غيرهم، والرافضة يصرّحون في كتبهم ـ وقد رأيته بعيني ـ أن زيارة أحد قبور الأئمة أفضل من سبعين حُجّة [71]. وبنوا عليها القباب من الذهب، وعلقوا عليها كل ما يستطرف، ويوقدون عليها كل ليلة ما يكفي لتنوير مدينة عظيمة [72]( وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) [ الكهف: 104 ]. ندب الحسين وسب الصحابة واجتماع رجالهم في النجف وغيره للطم الخدود، وقراءة القصص المكذوبة ، وأكل النذور، واضلالهم لجهلة الأعراب أيضاً لهذه العلّة. ودينهم الذي يدينون به سب الصحابة وتكفيرهم، وإضلالهم الأعراب بذلك، وإلا فهم أجهل الناس بكل علم، وكم بحثت مع من ادعى منهم الاجتهاد فألقمتهم - ولله الحمد - بحجر السكوت ، واعترفوا بجهلهم لدى خاصتهم . وهؤلاء [73] الدجالون أضر على المسلمين من جميع المخالفين ؛ فإنّ اليهود والنصارى، وعبّاد الأوثان لا يتمكنون من إغواء أحد من الأعراب، ولا يمكنهم التقرب إليهم ، ولا تسمع منهم كلمة لديهم ، فالأعراب آمنون من شر هؤلاء. أما هؤلاء الدجالون ، والضالون المضلون ، فقد تزيّوا بزي المسلمين، وشاركونا في كثير من الشعائر، فربما نفقت خُزعبلاتهم على عوام الأعراب لنيل شهواتهم، والتوصل الى مقاصدهم، منْ جمع النذور، وأخذ الخمس، وأجرة قصص التعازي ونحو ذلك، مع حثّهم ووعظهم على عدم طاعة الحكومة، ولا إعانتها في شيء ، حتى حصل مقصودهم وأصبح العراق نيراناً تستعر . فكم أسالوا دماء المسلمين، وأضروا الحكومة ضررا عظيماً , والحكومة لم تنتبه لذلك إلا بعد أنْ اتسع الخرقُ على الراقع. [74] والرافضي يقول إنّ العراق كان ولم يزل دار الروافض. [75]) مع إنّي أعلمُ أنّ أقواما من القبائل كانوا على مذهب أهل السُنة وفي هذا العصر ترفّضوا: • منهم قبائل زُبيد وهم عمدة قبائل الطرق قوة وشجاعة وكثرة عدد [76] . • وهكذا قسم عظيم من شمّر [77]. • وقسم من بني تميم [78]، فضلا عن العصور التي لم أدركها. ومن العجب من هذا الرافضي أنه عدّ فرقته من المتبعين , وجعل أهل السُنة كالوهابية وأضرابهم من المبتدعين، مع أن الروافض يبيحون شتم جمهور أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل يحكمون بارتدادهم إلا عددا يسيرا [79]. ويفضّلون الأئمة الإثنى عشر على أولي العزم من المرسلين. ويقولون: أن الأئمة يوحى إليهم . ويقولون بالرجعة ؛ أي بأن الأئمة سيرجعون الى الدنيا , وينتصفون من أعدائهم : أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ومن والاهما , ويصلبونهم ، ويقتلونهم . وإن إمام الوقت هو محمد المهدي الذي غاب في سرداب (سر من رأى) [80] ، وأنه حي يرزق ، ويزعمون أنه اذا ذكر في مجلس حضر فيقومون له. واعتقدوا بتحريف القرآن ونقصانه . وأن الله لا يرى في الآخرة. وانكروا كثيرا من ضروريات الدين, ومع ذلك يقولون : أنهم على الحق، وغيرهم - المتبعون لرسول الله صلى الله عليه وسلم المحافظون على ما جاء به من الهدى - هم المبتدعون، وما أحسن ما قال فيه القائل [81]: ليس التقى هذي التقية إنّما هذا النفاق وما سواه المنكرُ وما تكلم به في المتعة يكفي لإثبات ضلالهم. وعندهم متعة أخرى يسمّونها المتعة الدورية [82] ويروون في فضلها ما يروون ؛ وهي أن يتمتّع جماعة بامرأة واحدة، فتكون لهم من الصبح الى الضحى في متعة هذا، ومن الضحى الى الظهر في متعة هذا ، ومن الظهر الى العصر في متعة هذا، ومن العصر الى المغرب في متعة هذا ، ومن المغرب الى العشاء في متعة هذا ، ومن العشاء الى نصف الليل في متعة هذا, ومن نصف الليل الى الصبح في متعة هذا [83]. فلا يدع ممن جوّز مثل هذا النكاح ان يتكلم بما تكلم به، ويسميه(الحصون المنيعة) ، وينبز أهل الإيمان والتوحيد بما ينبزهم به، (ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا اذى كثيرا وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الأمور)[ آل عمران :186 ]. وقد ردوا على الرافضة قولهم بالمتعة في كتب مفردة, وقد ردّها عليهم الجد في تفسيره [84]. والردود العامة عليهم لا تٌحصى :• فالعلامة محمد أمين السويدي ردّ عليهم بأربع مجلدات سمّاه (الصارم الحديد) [85]. • و(الصواقع ) بتقديم القاف لأحد علماء الهند مجلد ضخم, ردّ عليهم أيضا [86]. • والتحفة [87]. • وللجد ثلاثة ردود مختصرة [88]. • والفقير ردّ عليهم بنحو ألف ورقة [89]، فاغتصبته الحكومة ، وذلك بثلاثة مصنفات أحدها المسمّى (صبّ العذاب على من سبّ الأصحاب). |
#151
|
|||
|
|||
الهوامش : -------------------------------------- [1] - نشر المحقق الفاضل صديقنا محمد بن ناصر العجمي كتابا بعنوان (الرسائل المتبادلة بين القاسمي والألوسي) وهي عبارة عن الرسائل المتبادلة بينهما و المستلة من مخطوط ( رياض الناضرين في مراسلات المعاصرين) للألوسي. [2] - الكتاب اسمه (النصائح الكافية لمن يتولى معاوية ) لمحمد بن يحيى بن عقيل بن عبد الله الحضرمي العلوي كان يتشيع بغلو مع أنه على مذهب زيدي على الأصح ، وكان يمنيا مقيما في سنغافورة ، وقد رد عليه الشيخ حسن بن علوي بن شهاب الدين العلوي الحضرمي (ت :1332): "الرقية الشافية من نفثات سموم النصائح الكافية" ، طبع في سنغافورة عام 1328 وأعيد طبعه حديثا ، والعلامة جمال الدين القاسمي في مؤلف سماه (نقد النصائح الكافية ) وطبع في مطبعة الفيحاء بدمشق سنة 1328هـ وقد طبع على نفقة الشيخين عبد العزيز البسام ومحمد نصيف. [3] - هنا كلام حذفه محمد رشيد رضا لأن فيه كلاما قاسيا كما قال. [4] - في أول عدد في المجلد 16 سنة 1326هـ، ونشرها بدون اسم خوفا من الحكومة العثمانية، وهذه المقالة هي سبب تأليف (الحصون المنيعة ). [5] - جنوب العراق منطقة ملتهبة منذ أمد بعيد وغير مستقرة قبل أن تتشيع ومع تشيعها ازداد الأمر سوءا حتى أضحى في مواجهة بل مواجهات مع الدولة ؛ سواء في عهد الدولة العثمانية ومن بعدها ، وعند تأسيس الدولة العراقية الحديثة وهم في اضطراب وهياج ؛ فقد خالفوا تكوين الدولة العراقية سنة 1921م وافتوا ضد الإنتخابات ثم حالوا سنة 1927م الإنفصال من العراق ، ووقفوا ضد استقلال العراق سنة 1932م ، ثم ثورة 1936م ، ثم وقوفهم مع الشيوعية وحكم عبد الكريم قاسم في زمن تكوين الجمهورية العراقية سنة 1958م ، ثم حوادث حزب الدعوة في أواخر السبيعينات مع ظهور ثورة خميني، ومن ثم التفجيرات في أوائل الثمانينات ، ثم التجسس لحساب إيران في الحرب العراقية الإيرانية، ثم الانتفاضة الشعبانية سنة 1991م ، ثم تكوين معارضة عراقية شاركت في اسقاط العراق بيد الأمريكان ، ثم حكم العراق من قبلهم في أسوء مرحلة في تاريخ العراق الحديث. [6] - لا أدري هل يعني بهذا خسارة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى مع ألمانيا أو الدولة العثمانية مع روسيا في سنة 1294هـ/1877م في أوائل عهد السلطان عبد الحميد رحمه الله. [7] - وقد ألف في ذلك الأخ الدكتور عماد علي عبد السميع حسين كتابا بعنوان (خيانات الشيعة وأثرها في هزائم الأمة الإسلامية ) مرّ فيه على حوادث كثيرة وفاته ما ذكره الألوسي . [8] - رأد الضحى أي عند ارتفاع الشمس ووضوحها ؛ أي الحق كظهور الشمس في الظهيرة . [9] - ذكر الآلوسي في شرح معنى العترة : ( والعترة في تفسيرها أقوال : منها عترة الرجل أقرباؤه من ولد وغيره ، ومنهم من قال هم قومه دِنْيا ، ومنهم من قال هم رهطه وعشيرته الأدنون من مضى منهم ومن غبر ، ومنه قول أبي بكر رضي الله تعالى عنه:" نحن عترة رسول الله e التي خرج منها وبيضته التي تفقأت عنه، وإنما جيبت العرب عنا كما جيبت الرحا عن قطبها " ) . سعادة الدارين في شرح حديث الثقلين (مخطوط عندي ) [10] - صحيح ما قاله الألوسي فلو أنّ الشيعة يؤمنون بالعباس من عترة النبي لوقّروه و ابنه عبد الله وأحفاده الذين كونوا الدولة العباسية والتي يلعنونها الشيعة ليل نهار وهو من النسل هاشمي قرشي ومن البيت النبوي . [11] - يلعن الشيعة الصحابة بصورة عامة والزبير بصورة خاصة ؛ لأنه شارك في فتنة الجمل ضد علي رضي الله عنه، ومدار الأمر عند الشيعة يدور في فلك علي، فمن حاربه أو خالفه فهو مطرود من حظيرة أهل الدين والإيمان . والزبير من نسل النبي من جهة أم الزبير(صفية ) فهي عمة النبي ، والحسين رضي الله عنه من نسل النبي من جهة أمه (فاطمة رضي الله عنها) .فما الفرق ! [12] - واختلف الشيعة الإمامية في إبراهيم بن موسى ، فقال بعضهم : أن له ابناً واحداً يحمل هذا الاسم ، ولكن المحققون منهم أثبتوا لـه اثنان الأول يعرف بإبراهيم الأكبر ، والثاني إبراهيم الأصغر ، والراجح هنا أنه الأكبر ، وهو أحد أئمة الزيدية ظهر باليمن في أيام المأمون ، أمه أم ولد نوبيه اسمها نجية ، وقد ظهر بمكة سنة 201هـ وبايع الناس خلقاً كثيراً ممن يرى رأي العباسية أن الإمامة في قريش وأنها ليست مختصة بآل علي ، فخشي المأمون منه فحاربه وأسره ثم مات في بغداد سنة 213هـ . بحار الأنوار : ( 48 /306 ) أما جعفر بن موسى الكاظم ، أبو عبد الله ، لقبه الشيعة بالكذاب لادعائه الإمامة بعد أخيه الحسن ، ويدعى أبا البنين لأنه أولد مائة وعشرين ولداً ( ت 271هـ ). عمدة الطالب في أنساب أبي طالب ( ص199 ). والإمامية يروون الروايات في تكذيبه ولعنه وينسبونها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويستحلون لعنه والطعن فيه رغم أنه من سادات أهل البيت ، فقد أخرج الطوسي في رواية طويلة عن أبي خالد الكابلي قال دخلت على سيدي علي بن الحسين زين العابدين فقلت لـه : (( يا سيدي كيف صار اسمه الصادق وكلكم صادقون ؟ فقال حدثني أبي عن أبيه : أن رسول الله قال : إذا ولد أبني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، فسموه الصادق ، فإن الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدعي الإمامة اجتراءً على الله وكذباً عليه ، فهو عند الله جعفر الكذاب المفتري على الله ، المدعي لما ليس له بأهل ، المخالف على أبيه والحاسد لأخيه ، ذلك الذي يكشف سـر الله عند غيبة ولي الله )). الاحتجاج : ص 318 ؛ وأخرج الرواية أيضاً القطب الراوندي ، الخرائج : 1/268 ؛ المجلسي ، بحار الأنوار : 50/277 [13] - يذكر بعض أهل التاريخ أنه أخذ من جعفر الصادق وهذا غلط فإن جعفرا مات سنة 147 هـ بينما ولد البسطامي سنة 188هـ. [14] -هو أبو عبد الله جعفر بن علي بن محمد الهادي العسكري ، اتهمه الإمامية بالفسق والفجور وشرب الخمر ، لأنه أخذ تركة أخيه بعد وفاته وأنكر أن يكون له ولد ، مات سنة 271هـ . دائرة المعارف الشيعية العامة ( 7/196 ). ويدعي الإمامية بأن جعفرا هذا كان قد طمع منذ البداية بميراث أخيه ، ولذلك أخفى الحسن العسكري خبر مولد ابنه عن الناس ، قال شيخ الطائفة الطوسي : ( لأن الحسن عليه السلام كان كالمحجور عليه وكان الوالد يخاف عليه لما علم وانتشر من مذهبهم أن الثاني عشر هو القائم بالأمر لإزالة الدول فهو المطلوب لا محالة ، وخاف عليه أيضاً من أهله كجعفر أخيه الذي طمع في الميراث والأموال ، فلذلك أخفاه ووقعت الشبهة في ولادته ) . الغيبة ( ص 76 ) . [15] - يكاد أغلب الشيعة أن يكونوا حسينيين الهوى ولا يميلون للحسن ولا الى ذريته حتى روى المامقاني في تنقيح المقال(3/142) (إن سائر بني الحسن بن علي كانت لهم أفعال شنيعة ولا تحمل على التقية ). [16] - هذا الأسم منقول من( التحفة الأثني عشرية ) الأصل ولعل فيه خطأ فإني لم أجد ذلك في أولاد محمد الباقر والذي وجدته في مقالة على الأنترنت بعنوان(كم مهدي منتظر عند الشيعة ؟) قال فيه: -11 زكريا بن محمد الباقرواسم أتباعه الحاضرية : يقولونان الامامة (بعد) محمد الباقر لابنه زكريا وهو مختف في جبل الحاضر لا يخرج حتى يؤذنله. [17] - لا يعرف الشيعة اليوم إلا عدد معين من آل البيت، أما البقية فعلماء الشيعة ومراجعهم يحاولون طمس البقية فقد قتل مع الحسين اولاده من اسمه عمر وابو بكر فاين مقابر هم في كربلاء ! [18] - هذه كلمة حق فليس الحب انفعال للتعبيرعنه ، بل هو التأسي بالمحبوب ومتابعته ولقد أدركت الكثير ممن يحبون آل البيت في العراق وهم لا يصلون ولا يصومون ، فهل هذا هو الحب لآل البيت ؟ [19] - هذه القصيدة للشاعر الموصلي البغدادي عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب ،المشهور بالأخرس ولد سنة 1220هـ وتتلمذ على الألوسي الجد كان حسن العقيدة ناقدا للشيعة ومات سنة 1291هـ وقصيدته هذه ضمن ديوانه (49) في مدح أبي حنيفة رادا من خلالها على الشيعة لقدحهم في هذا الإمام. [20] - لا أريد أن اتكلم عن قضية التحريف عند الشيعة فقد قال بها جل علماءهم وهم لم يردوا هذا المطعن سابقا ، إلا في القرن العشرين عندما أربكتهم هذه الفرية فأنكروها جملة وتفصيلا وهذا عجب منهم ؛ فإن كتبهم مليئة باثبات هذه القضية ، ولو كانت حقا فالحق لا يستحى منه، ولو كانت باطلا فليتبرؤا منه ومن قائله ، ولكن هيهات أن يفعلوا ! إذن فسيذهب المذهب برمته. [21] - هذه مسألة أخرى غير التحريف ، وهي عدم اهتمام الشيعة علماء وعامة بكتاب الله فحفاظ كتاب الله عندهم قلة وتفاسير الشيعة قليلة ، وقد جعلوا كتاب الله كله أو جله يدور في خدمة قضية الإمامة. [22] - لأنهم معتزلة سلكوا مسلكهم في خلق القرآن منذ القرن الرابع للهجرة . [23] - ردة الصحابة عند الشيعة أمر معروف وروياته أشهر من أن تذكر . [24] - أما المرتضى فهو الشريف صاحب (نهج البلاغة ) وهو شيعي معتزلي من ميزاته عن الشيعة أنه كفر من قال بتحريف القرآن مات سنة 436هـ. وأما الطوسي فهو محمد بن الحسن بن علي الطوسي وهو مؤلف التهذيب والاستبصار مات سنة 460هـ. [25] - هو نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى الحلي صاحب كتاب شرائع الإسلام مات سنة 676هـ [26] -هما هشام بن الحكم وهشام بن سالم الجواليقي ؛ كان الأول يقول : إن بين الله وبين الأجسام تشابهاً ما بوجه من الوجوه ، وحكى الكعبي عنه أيضاً قوله: ( هو سبعة أشبار بشبر نفسه وانه في مكان مخصوص وجهة مخصوصة وانه يتحرك وحركته فعله وليست من مكان إلى مكان ) . وقال هشام بن سالم الجواليقي : (إنه تعالى على صورة إنسان أعلاه مجوف وأسفله مصمت وهو نور يتلألأ وله حواس خمس ويد ورجل وأنف وأذن وفم ... ) انظر: الفرق بين الفرق ( ص 216 ) ؛ الملل والنحل ( 1/184 – 185 )؛ المواقف (ص 674 ). [27] - هو محمد بن علي بن النعمان البجلي الكوفي ، الملقب بشيطان الطاق ، نسب إلى سوق طاق المحامل بالكوفة ، وكان صاحبه هشام بن الحكم يسميه الشيعة مؤمن الطاق ، ويقال أول من لقبه بشيطان الطاق أبو حنيفة ، وله مناظرات معه. انظر اعتقادات فرق المسلمين ( ص 65 )؛ الملل والنحل ( 1/186 ) ؛ لسان الميزان ( 5/300) . وهو عند الشيعة من أوثق الرجال ، كما ذهب إلى ذلك الطوسي ، وقال النجاشي : ( فأما منـزلته في العلم وحسن الخاطر فأشهر ، وقد نسب إليه أشياء لم تثبت عندنا ) . رجال النجاشي ( 2/203 )؛ تنقيح المقال ( 3/162) . وقد نقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (1/294) أنه كان يقول: ( إن الله نور على صورة إنسان ). [28] - هو زرارة بن أعين بن سنسن مات سنة 150هـ . [29] - عدد لابأس به من رواة الشيعة يلقب بالأحول، ولم يتبين لي المقصود. [30] - هو سليمان بن جعفر بن إبراهيم الجعفري له رواية عن علي الرضا . [31] -هو محمد بن مسلم بن رباح الثقفي صاحب الباقر والصادق والكاظم مات سنة 150هـ . [32] - هو محمد بن عبد الله بن مهران أبو جعفر الكرخي صحب الجواد وعلي بن محمد الهادي أو لعله سماعة بن مهران الحضرمي مات سنة 145هـ. [33] - هو عبد الله بن بكير بن أعين بن سنسن صحب الصادق. [34] - عندي شك أن ثمة تحريف في هذا اللقب فقد ورد في التحفة (ص69) أنه الأودي وهناك من رجال الشيعة من يحمل هذا اللقب جعفر بن أحمد الأودي وجعفر الأودي الكوفي . [35] -هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن عياش مات سنة 401هـ. [36] - هو محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين أو جعفر اتهم بالكذب والغلو . [37] -ابن عمار عدد من رواة الشيعة وكلهم مجاهيل عندهم. [38] -هو الفضيل بن سكرة الأسدي صحب الصادق . [39] - هو ابو محمد التفليسي له ترجمة في تنقيح المقال . [40] -هو زكار بن فرقد . [41] -هو أبو محمد عبد الله بن مسكان الكوفي العنزي مولاهم ، قال عنه النجاشي : (( ثقة عين روى عن الكاظم والصـادق )) ، ولم يثبت النجاشي روايته عن الصادق ، مات سنة 183هـ . رجال النجاشي : 2/9 ؛ تنقيح المقال : 2/216 . وفي رواية أخرجها ( شيخ الطائفة ) الطوسي ورد فيها الذم الصريح لابن مسكان ولعنه ، قال ابن مسكان : ( كنا عند أبي إبراهيم عليه السلام إذ قال : يدخل عليكم الساعة خير أهل الارض ، فدخل أبو الحسن الرضا عليه السلام ، وهو صبي ، فقلنا : خير أهل الأرض ؟ ثم دنا فضمه إليه فقبله ، وقال : يا بني تدري ما قال هذان ؟ قال : نعم يا سيدي ، هذان يشكان في ، فقال أبو إبراهيم عليه السلام لهما : إن جحدتماه حقه أو خنتماه فعليكما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، يا زياد لا تنجب أنت وأصحابك أبدا ... ). الغيبة (ص 68) [42] - هو محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالفيد شيخ الشيعة المعروف مات سنة 413هـ [43] - جاءت في الأصل مابويه وهو تحريف فقد ورد في(صب العذاب )(ص292) (بابويه )وهو رأس الشيعة الإمامية أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى القمي وهو الملقب بالصدوق وهو صاحب كتاب ( من لا يحضره الفقيه) أما قوله المزورة لأنه ادعى أنه راسل والد المهدي. [44] - هو ابن المعلم المذكور قبل قليل . [45] - كي ينفق مذهب الشيعة على عامة الناس يروجون دائما أنهم حملة منهج آل البيت مع أن كتبهم ظهرت للوجود في القرن الرابع للهجرة في عهد الدولة البويهية . [46] - حاول بعض علماء الشيعة أن يقلل من أهمية الرقاع عند الشيعة ، والحقيقة أن قصة نواب المهدي الأربعة وأخذ التوقيعات من المهدي الى الناس معروفة في المذهب ولعل كتاب (الغيبة ) للطوسي مليء بهذه القصص وفيه أن المهدي كان يكتب للناس أمر دينهم ودنياهم ، فلماذا يحاول بعض من يريد الرد على الألوسي أن يكذبه بأن الرقاع والتوقيعات ليست مهمة ، أو ليست هي الدليل القطعي عند الشيعة على صحة وجود المهدي ! والغريب إني اطلعت على مقال كتب في موقع عن بحث عن مقامات المهدي فذكر مقاما للمهدي في مدينة كربلاء وقال إن من تولاه سيد هندي كان يكتب الرقاع للناس ويرميها في النهر وذلك سنة 1960م انظر موقعwww.alyaqeen.net/vb/archive/index.php/t-956.html - 17k - [47] - كلام حذفه رشيد رضا وجاء في (صب العذاب ) (ص300) وأوثق حججهم فتبا لقوم أثبتوا أحكام دينهم بمثل هذه الترهات ، واستنبطوا الحرام والحلال من نظائر هذه الخزعبلات ). [48] - هو أحد السفراء الأربعة عند الشيعة وهو السفير الثالث مات سنة 326هـ. [49] - هو في بعض المصادر الشيعية محمد بن علي الأسود . [50] - ومضمون السؤال ورد في كتاب (الغيبة ) للطوسي (187، 194-195) ، ورجال النجاشي (ص184) وكان قد سأل المهدي أن يدعو له أن يهبه الله ولد ذكر وجاءه الجواب بالموافقة . [51] - جاء عند الألوسي( الحريري ) والصواب الذي ذكرته وهذا المذكور مؤلف كتاب (قرب الإسناد الى صاحب الأمر ) كان حيا في القرن الرابع للهجرة . [52] أي النجاشي كما في (صب العذاب ) [53] - هوتلميذ النجاشي أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد الصيقل أبو جعفر. [54] أما الغيبة فهي للطوسي وأما الإحتجاج فهو للطبرسي فلعل العطف يوهم أن كلاهما للطوسي. [55] -في كتاب (من لا يحضره الفقيه) (باب الرجلين يوصي إليهما فينفرد كل واحد منهما بنصف التركة ) [56] - ورد خطأ عند الألوسي في صب العذاب وهنا فقال (أبي محمد بن الحسن و(بن ) زائدة كما في كتب التراجم .) [57] - الفروع في الكافي (7/46- 47 ) [58] - الى هنا انتهى النقل من كتاب (من لا يحضره الفقيه) (4/151). [59] - ذكر النجاشي في رجاله (251) أن لهم مكاتبة . [60] - ذكر النجاشي في رجاله (251) أن لهم مكاتبة. [61] - أشار الدكتور عبد الله البخاري في تحقيقه لصب العذاب (304 ) الى أنه لم يعرف من كناه بأبي العباس وإنما هذه كنية أبيه . [62] - في مصادرؤ الترجمة (الحسن ) والخطأ وارد بذلك . [63] - نبه المامقاني في تنقيح المقال (رقم 8307) الى أن هذا الخطأ موجود بين الرازي والزراري والثاني أصح . [64] - رجال النجاشي (ص184) [65] - النغبة : الجرعة ، الدأماء : البحر فتكون العبارة( هذه جرعة من بحر)، وهذا التعبير استخدمه المقري في( نفح الطيب ). [66] - أي الألوسي نفسه. [67] - مما كتب: ( مختصر التحفة الأثني عشرية) ، وهو مطبوع منها لأول مرة في الهند وهي التي أشار لها الألوسي. (صب العذاب على من سب الأصحاب ) وهو مطبوع بتحقيق الدكتور عبد الله البخاري في دار أضواء السلف ، وللكتاب اسم آخر وهو ( كشف غياهب الجهالات ) فوجب التنبيه لأن بعض من يترجم للألوسي يجعلهم كتابين . وكتاب (السيوف المشرقة ) لازال مخطوطا وهو عندي قيد التحقيق . وكتاب (رجوم الشيطين ) وهو مما فقد . ورسالة صغيرة (سعادة الدارين في شرح حديث الثقلين ) نشرت في دار الإمام البخاري بتحقيق عبد العزيز بن صالح المحمود، وكانت قد نشرت في مجلة الحكمة من قبل. [68] - هو السلطان عبد الحميد رحمه الله . [69] - وهو تصرف سياسي غير مقبول وغير مبرر، كما تفعل اليوم دول سُنية - يدعي بعضها السلفية - من مصادرة كتب الردود على الشيعة في المعارض والأسواق ، واغربتاه ، واغربتاه! [70] - ما أشبه الليلة بالبارحة واليوم يسهم الشيعة على قلتهم في بلدان أهل السنة بنفس الفعل فبحجة الطائفية يشتكون على كل مؤلف يؤلف في فضح نواياهم ، ويستجاب لهم مع الأسف من قبل حكامنا. [71] - وهذا معروف مشهور في كتبهم ولا داعي للتدليل عليه. [72] - هذا قبل ظهور الكهرباء . [73] - من هنا كلام وجب أن ينتبه إليه كل مسلم عن خطر الشيعة. [74] - إلى هنا أهدي هذا المقطع الذي كتب في سنة 1918م ونحن اليوم 2008 أي قبل تسعين سنة ، فهم الألوسي ما لم يفهمه سياسوا العراق ولا فلسطين ولا المحللين السياسيين ولا قسم من سلفية السعودية حقيقة الفرق بين الخطر الشيعي والخطر الأمريكي والصهويني . ليس لأن الشيعة أسأوأ من هؤلاء كحكم شرعي ولكن قدرتهم على التأثير بالمجتمع أقوى لأنهم منا ومن جلدتنا في أسماؤهم وكثير من تصرفاتهم ولذا يسير خطرهم فينا دون أن نشعر بخلاف الصليبي والصهيوني !!! [75] - العراق كان و لم يزل بلد من بلدان أهل السنة ، وإنما لعب الإنكليز بلعبة الأرقام ليغيروا ويزيدوا نسبة الشيعة ليثيروا مشكلة أكثرية الشيعة ، وبلغني أن الباحث عبد العزيز المحمود يكتب تاريخ تشيع العشائر العراق ، ويكتب في نسب سكان الطوائف في العراق العراق . [76]- تعتبر قبيلة زبيد من أكبر وأقوى القبائل العربية في العراق، تنقسم في انتمائها إلى فرعين رئيسين "زبيد الأكبر" و"زبيد الأصغر". ويتفرع من زبيد : الجبور والدليم والعزة والعبيد واللهيب والبو سلطان والعكيدات والبعض يذكر الجنابيون هذه العشائر مع كل تفرعاتهم من أكابر عشائر العراق السنية والشيعية اليوم ، أما تاريخ دخولهم للعراق من نجد فهو في القرن السادس للهجرة . وأما تاريخ تشيعهم فقد أرخه الحيدري في (عنوان المجد) 1206هـ [77] - شمّر قبيلة من العرب تعد بطناً من طي وفيهم بطون أخرى تعود إلى القبائل القحطانية، وتنتمي لقبائل شمّر المجموعات التالية: - شمّر الجبل وهم شمر نجد . - شمّر الجرباء – وهي قبائل انفصلت قبل قيام إمارة آل رشيد وانضوت تحت لواء آل الجرباء.- شمّر طوكه (طوقه) – وهي قبائل هجرت أرضها ورؤساءها، ووردت بلاد الرافدين في القرن الثامن عشر ربما في عهد المماليك الكرج. - الصايح – وهؤلاء انفصلوا كما كان الحال مع شمّر طوكه وكانت هجرتهم إلى العراق في عهد حسن باشا أي في بداية القرن الثامن عشر. مع حلول القرن الثامن عشر الميلادي أصبحت قبيلة شمّر تهيمن على بوادي العراق، واستمر توارد عشائرها حتى القرن التاسع عشر،. أما تاريخ تشيعهم فقد ذكره صاحب (عنوان المجد ) كان سنة 1216هـ [78] - تميم من العشائر العربية الكبيرة وقد دخات العراق قبل فتحه اسلاميا ولكن أغلب تميم في العراق مكن الهجرة الثانية في القرن الثمن عشر . اما تاريخ تشيعها فهو حوالي سنة 1206 هـ كما في (عنوان المجد ) للحيدري [79] - أي أراد صاحب الحصون أن يجعل خصومة الشيعة مع الوهابيين مع أنهم يعادون كل أهل السنة. [80] - هي مدينة سامراء اليوم وكانت عاصمة الدولة العباسية زمن الخليفة المعتصم . [81] - هي الشاعر المعروف عبد الغفار الأخرس وقد مرت ترجمته. [82] - حاول عبد الحسين أحمد الأميني النجفي في كتابه (الغدير ) أن يتهم الألوسي أنه أول من قال بالمتعة الدورية افتراءا على الشيعة ، والحقيقة أن الألوسي لم يقلها بل صاحب التحفة الأثني عشرية هو من قال بها وتبعه الألوسي ، ثم أن البرزنجي (ت: 1103هـ) ذكرها في (النوافض للروافض ) عن الكركي (ت : 937هـ ) كان يقول بها والسويدي في (الصارم الحديد )ونقل عن محمد العاني في كتابه (الذريعة لإزالة شبع الشيعة ) أن صالح الحلي وحسن المحلي ذكروا أنها كانت معمول بها في النجف [83] - هذا كلام البرزنجي في (النوافض ) نقلا عن محقق (صب العذاب ) [84] - في تفسيره (روح المعاني) [85] - هو كتاب (الصارم الحديد في عنق صاحجب سلاسل الحديد) وهو مخطوط في العراق في 700 صفحة ،حقق في ثلاث رسائل علمية( دكتوراه) في المملكة العربية السعودية ، رد فيه السويد ي على البحريني يوسف الأوالي الهالك سنة (1186هـ) في كتابه (سلاسل الحديد) ومؤلفه الرد هو محمد أمين علي بن سعيد السويدي العباسي البغدادي أبو الفوز ولد في بغداد في آخر المائة الثانية بعد الألف من أهم مؤلفاته هذا الكتاب وكتاب (التوضيح والتبيين في شرح العقد الثمين ) والعقد الثمين لوالده توفي في بريدة سنة 1246هـ. قال الألوسي في( صب العذاب )(352) في الثناء على هذا الكتاب : (.....وهو من أجلة الكتب في هذا الباب ، حيث لم يدع للروافض مسألة إلا وجعلها كسراب) ا.هـ [86] - هوكتاب هيالصواقع المحرقةفي الرد على الرافضة للشيخ نصير الدين الشيخ محمد الشهيربخواجة نصر الله الهندي ، مخطوط كبير عندي نسخة منه وقد أختصره العلامة محمود شكري الآلوسي بعنوان (السيوف المشرقة مختصر الصواعق المحرقة ) سنة 1303هـ وهو عندي قيد التحقيق. [87] - أُلف هذا الكتاب أولاً باللغة الفارسية ألفه شاه عبدالعزيز الدهلوي ( 1159 – 1239هـ ( وسمى كتابه (التحفة الاثني عشرية ) وجعل مع اسمه لقباً هو ( نصيحة المؤمنين وفضيحةالشياطين ( ثم قام بتعريب الكتاب ونقله من الفارسية للعربية الشيخ غلام محمدالأسلمي وسمى ترجمته ( الترجمة العبقرية والصولة الحيدرية( ثم قام الشيخ محمودشكري الآلوسي باختصار هذا الكتاب . [88]-هي: 1-الأجوبة العراقية على الأسئلة اللاهورية،مطبوع قديما وحديثا بتحقيق عبد الله البخاري. 2-النفحات القدسية (مخطوط) بلغني أن عبد العزيز المحمود يحققه لدار الإمام البخاري. 3- نهج السلامة في مباحث الإمامة ، طبع بتحقيق مجيد خلف . [89] - الذي أعرفه أن كتاب (رجوم الشياطين )هو ما فقد للشيخ .
والحمد لله اولا وأخيراً. جزاء الله خير خير الشيخ / الذي علق عليها محمد مال الله بارك الله فيه |
#152
|
|||
|
|||
اقتباس:
والله لقد أثلجت صدري بمقالاتك الرائعة وفقك الله وأنا من أشد المعجبين بعلمك وفكرك لقد قدمت شروحات مفصلة تدعم أهل السنة والجماعة وكل ذلك في ميزان حسناتك وثوابك عند الله عظيم ودمت بحفظ الله |
#153
|
|||
|
|||
بارك الله فيك سيد الشريف انا تلميذ بارك الله فيك وأشكرك على هذا الثناء منكم سيد ، إنما هذا منقول من علمائنا أسود السنه من بعض المنتديات التى هى سيف مصلط على هؤلاء الروافض لتوضيح الحق الذي لايحتاج توضيح لأننا نحن السنه نعلم كذب هؤلاء ونشكر كل من دافع عنها فى جميع المنتديات وبين كذبهم . وتبيانه لهؤلاء المغفلين الرافض المضحوك عليهم .
وجزاك الله خير سيد الشريف أبو محمد وبارك الله فيك. |
#154
|
|||
|
|||
اقتباس:
أخي الفاضل نمر
أشكر لك ردك الجميل ، إن شاء الله سيبقى هذا المنتدى المبارك بفكر وعقل إخواننا أهل السنة والجماعة كالسيف المسلّط على رقاب الخونة الشيعة الكلاب حسبي الله ونعم الوكيل فيهم جميعاً حفظك الله ورعاك برعايته وعينه التي لا تنام |
#155
|
|||
|
|||
حسبي الله ونعم الوكيل فيهم جميعاً
حفظك الله ورعاك برعايته وعينه التي لا تنام آمين يارب العالمين جزاكم الله خير على الدعوه وعسا الله يتقبل منك ومن الجميع يارب . |
#156
|
|||
|
|||
عشر خصال في الصدقة
قال الفقيه أبو الليث السمرقندي : عليك بالصدقة والجود بما قل أو كثر، فإن في الصدقة عشر خصال، خمس في الدنيا وخمس في الآخرة، أما الخمس التي في الدنيا. فأولها: تطهير مال، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (ألا إن البيع يحضره اللغو والحلف والكذب فشوبوه بالصدقة) يعني: طهروه بالصدقة. ثانيها: تطهير البدن والنفس من الذنوب كما قال الله: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا [التوبة:103]. ثالثها: دفع البلاء ودفع المرض، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (داووا مرضاكم بالصدقة)، فهو أعظم علاج لكل الأمراض، الصدقة يتبعها بالدعاء، فقلما يرد الدعاء بعد الصدقة، ومن منا لا يحزن، ومن منا لا يعرف مهموماً ولا مغموماً ولا مبتلى في بدنه. وقبل أن تذهب إلى الطبيب، تقرب إلى طبيب الأرض والسماء بالصدقة، فإن الصدقة مرضاة لرب العالمين. رابعها: إدخال السرور ومواساة المحتاج من غير أن يسألك، فكم من السرور تدخله عليه؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أعظم الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم). خامسها: فيها بركة في المال وسعة الرزق، قال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ [الأعراف:96]، وقال تعالى: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ [البقرة:276]. وذُكر أن رجلاً وصل سن التقاعد، فخرج يوماً ليعطى حقوقه من الشركة، وكانت حقوقه نصفها ربا، فأعطي مليوناً؛ لأن حقوقه على مدى ثلاثين أو أربعين سنة خدمة، ثم في المقابل أعطوه مليوناً آخر؛ لأنه استثمر أمواله في الربا، فقيل له: هذه أموال ربوية. قال: بل هي أموالنا تعبنا فيها وليست ربا، إنكم أنتم الذين تضيقون على الناس، فخرج متقاعداً وأخذ المليونين، ثم بعد أشهر من تقاعده أصيب ابن له بمرض خطير، فلا زال ينقله من بلد إلى آخر حتى فنيت أمواله كلها، وعاد صفر اليدين، قال تعالى: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ [البقرة:276]. القضية قضية ثقة برب الأرض والسماوات، فلما سُئلَ هذا المتقاعد عن أمره قال: أما في الماضي فكنا لا نعرف، أما الآن فوالله لا آخذ درهماً حراماً، فترك ملايين لله فعوضه الله خيراً مما ترك. أما الخمس التي في الآخرة، ونحن والله أحوج ما نكون إليها، وهي: الأولى: أن الصدقة تكون ظلاً لصاحبها في الحر الشديد، ودرجة الحرارة ليست أربعين درجة ولا خمسين ولا ستين، بل تدنو الشمس من رءوس العباد مقدار ميل، فيغرق الناس في عرقهم، فلا ماء يشربون، ولا أكل يأكلون، ولا ظل يستظلون، فترى الذين تصدقوا تحت غمامات صدقاتهم تظللهم في ذلك اليوم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الله يربي لأحدكم الصدقة كما يربي أحدكم فلوه). فالصدقة تظلله في ذلك اليوم العظيم، ومنهم من يستظل في ظل عرش الرحمن الرحيم؛ بسبب تلك الصدقات وتلك الأعمال التي قربتهم إلى رب الأرض والسموات. ثم قال: تسهيل الحساب، قال تعالى: فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ *فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا [الانشقاق:7-9]، فقد كانت أخبارهم كما قال تعالى: كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [الذاريات:17-19]، فسهل عليهم الحساب في ذلك اليوم. وجاء في الخبر الصحيح: أن غنياً وفقيراً التقيا عند باب الجنة، فدخل الفقير في الحال، وبقي الغني يحاسب على ماله خمسمائة سنة حتى خاف الفقير عليه، فدخل الغني الجنة بعد خمسمائة سنة من دخول الفقير، فقال له الفقير: خفت عليك فما الذي أخرك؟ قال: أخرني مالي. وهذا المال حلال، لا ربا فيه ولا غش، ولا أكل أموال الناس بالباطل، لكن كل هذا الحساب هو السؤال فقط: من أين اكتسبه؟ وفيما أنفقه؟ وهذا الغني طهر المال في الدنيا، وطهر نفسه بالصدقات، لكن لا بد من السؤال والحساب. فقال الغني: حبسني مالي، حبست محبساً سال مني فيه العرق ما لو أن ألف بعير أكلت من حمض النبات ثم وردت عليه لارتوت. هذا الحساب على مال حلال ليس فيه ربا ولا سرقات، ولا أكل مالاً بالظلم والعدوان، ولا أكل أموال اليتامى بالباطل، لا افترى على الناس، بل هو حلال أخره خمسمائة سنة، فكيف بالذي أكل مال هذا وسب هذا وشتم هذا وأخذ زوراً وبهتاناً أموال الناس؟ ثم من آثار الصدقة يوم القيامة: أنها تثقل الميزان، قال يحيى بن معاذ : ما أعرف حبة تزن جبال الدنيا إلا حبة الصدقة. جاءت فقيرة إلى عائشة رضي الله عنها فما وجدت إلا حبة عنب فأعطتها إياها، فاستحقرتها جاريتها، فقالت عائشة التي تعرف عظم الأجر والثواب: إن الله يقول: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه [الزلزلة:7] وكم من الذرات في حبة العنب. قال تعالى: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء:47]، فالله لا يظلم أحداً، إنما يوفى الناس حسابهم بالعدل والتمام بلا ظلم ولا نقصان . ثم من آثار الصدقة في ذلك اليوم: الجواز على الصراط، قيل لأحد الصادقين المنفقين: ماذا صنع بك الله؟ قال: وضعت قدماً على الصراط والقدم الأخرى في الجنة. فلا يعبر الصراط بالطائرات أو بالقطارات أو بالسيارات، بل يعبر الصراط بالأعمال الصالحة، فمنهم من يمر كالريح، ومنهم كالخيل، ومنهم كالبرق، ومنهم من يركض ركضاً، ومنهم من يهرول هرولة، ومنهم من يمشي مشياً، ومنهم من يحبو حبواً، فناج مخدوش، ومكردس على وجهه في النار: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا [مريم:71]، أي: إلا سيمر على هذا الصراط كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا [مريم:71]. ثم من الذي ينجو؟ قال تعالى: ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا [مريم:72] ومن صفاتهم: الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ [آل عمران:134-136]. والطريق سهل على من سهله الله. ثم من آثار الصدقة: زيادة الدرجات، فمن صلى وصام ليس كمن رقد ونام، ومن قام وصلى وجد واجتهد ليس كمن تكاسل عن العمل، شتان بينهما، قال تعالى: أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ [القلم:35] ، أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ [الجاثية:21]. ألا يكفيني ويكفيك أن الصدقة تطفئ غضب الرب، فالأنبياء وأولو العزم يقولون يوم القيامة: (إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله) ثم الكل ينادي: نفسي نفسي، نفسي نفسي، وهم أولو العزم من الرسل، خير من صلى وصام وقرأ القرآن وقام، كل يقول: نفسي نفسي نفسي، كيف سيكون مثل حالي وحالكم؟ فلا بد أن نتفكر في المصير والمآل. الصدقة تنجي من عذاب الله سبحانه قال ابن القيم رحمه الله: فإن الصدقة تفدي من عذاب الله تعالى، فإن ذنوب العبد وخطاياه تقتضي هلاكه فتجيء الصدقة تفديه من العذاب وتفكه منه؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم للنساء يوم العيد: (يا معشر النساء! تصدقن ولو من حليكن فإني رأيتكن أكثر أهل النار) ، وفي رواية أخرى قال: (رأيت النار، ورأيت أكثرها النساء)، قال: (يكثرن اللعن ويكفرن العشير). إذا رأت من الرجل شيئاً تقول: ما رأيت منك خيراً قط، وتنسى بحر الحسنات في سيئة من السيئات، فاتقي الله يا أمة الله، واتصفي واقتدي بـعائشة وأمهات المؤمنين، أهدى معاوية لـعائشة ثمانين ألفاً، تقول جاريتها: فما جاء المساء حتى أنفقتها كلها وكانت صائمة رضي الله عنها وأرضاها، فقالت لها جاريتها: هلا أبقيت لنا درهماً نشتري به طعاماً، قالت: لو ذكرتني، فهم إذا وجدوا أبواب الخير والمعروف انفتحت لا يتوانون ولا يتأخرون، بل يسابقون ويسارعون؛ لأن الله هو الذي دعاهم، فينسون أنفسهم عند فعل الخير، فعجب أمرهم. قال يحيى بن معاذ وكأنه يتكلم عن أهل دنيانا: عجبت من ثلاث: رجل يرائي بعمله مخلوقاً مثله ويترك أن يعمله من أجل الله، ورجل يبخل بماله وربه يستقرضه منه فلا يقرضه إياه، ورجل يرغب في صحبة المخلوقين ومودتهم، ولا يرغب في صحبة الله ومودته. تباً لهؤلاء ولأمثالهم! قصة أبي الدحداح وزوجه جاء أبو الدحداح إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يا رسول الله، ملك الملوك يستقرضنا، الغني يستقرض الفقراء، القوي يستقرض الضعفاء، قال: كيف ذلك يا أبا الدحداح ؟ قال: الله يقول: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً [البقرة:245] ، قال: (نعم هو يستقرضكم حتى يرفع من درجاتك) فقال: يا رسول الله ! أشهدك أن لي بالمدينة حائطاً فيه ستمائة نخلة، وإني أقرضتها الله ورسوله. يقول علي رضي الله عنه: كان الرجل منا يعمل من مغيب الشمس حتى طلوعها بأجرة تمرة أو تمرتين، فخرج إلى بستانه فإذا بـأم الدحداح ، فجعل يخاطبها شعراً، يقول لها: بيني، أي: أخرجي من الحائط واتركيه. بيني من الحائط بالوداد فقد مضى قرضاً إلى التنادي أقرضته الله على اعتماد بالطوع لا مَنٌ ولا ارتداد إلا رجاء الضِّعف في المعاد فارتحلي بالنفس والأولاد والبر لا شك فخير زاد قدمه المرء إلى المعاد فأخذت أم الدحداح تخاطبه شعراً وتقول: بشرك الله بخير وفرح مثلك أدى ما لديه ونصح قد نفع الله صغاري ومنح بالعجوة السوداء والتمر الملح والمرء يسعى وله ما قد كدح طول الليالي وعليه ما اجترح وقذفت التمرات وأخذت الصبية الصغار من أيديهم، وخرجت خالية اليدين. استقرضهم فأقرضوه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ربح البيع أبا الدحداح كم لـأبي الدحداح من جذع نخل في الجنة رداح)، فلا بد أن نعلم ونتيقن أن المال لن ينفعنا إلا إذا أنفقناه، أما تكديس الأموال وتجميعها فإن الله يقول فيها: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ [التوبة:34-35]. جود عائشة رضي الله عنها روي عن الصديقة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها وعن آل أبي بكر أجمعين (أنهم ذبحوا شاة فوزعتها وجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما بقي من الشاة؟ قالت: ذهب كلها، ولم يبق إلا الكتف، قال: لا يا عائشة! بقيت كلها ولم يذهب إلا الكتف) ، ما أنفقت مدخر لها عند الله؛ لذلك قيل: إذا كان عندك تمر فلا تدفنه في الأرض، لكن ادفنه في السماء؛ لأن القلب معلق، فإذا دفن في السماء تذكر قول الله: وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ [الذاريات:22]. قال الحسن : بئس الرفيق الدرهم والدينار لا ينفعانك حتى يفارقانك. وقال أبو ذر رضي الله عنه: الصلاة عماد الإسلام، والجهاد تمام العمل، والصدقة شيء عجيب، ثم كرره وأعاد قال: الصدقة شيء عجيب. من عجائبها: قال صلى الله عليه وسلم: (بينما رجل يمشي بفلاة من الأرض فسمع صوتاً في سحابة: اسقي أرض فلان! فاتجهت تلك السحابة فأفرغت ماءها في حرة، فإذا تلك الحجارة مسيل ماء قد استوعبت ذلك الماء كله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: فتتبع الرجل الماء، فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته، فقال له: يا عبد الله ما اسمك؟ قال: اسمي فلان، قال: إني سمعت صوتاً في السحاب يقول: اسقي حديقة فلان، فماذا تصنع بها حتى يساق إليك هذا، فقال: أما وقد سألت، فإني أنظر إلى ما يخرج من هذه الحديقة، فثلث أنفقه في سبيل الله، وثلث أنفقه على عيالي، وثلث أدخره في الأرض). فهذا قسم الأموال إلى ثلاثة أقسام فكانت المكافأة من الله ذلك. قال ابن القيم رحمه الله: وللصدقة تأثير عجيب في دفع البلاء، ولو كنت فاجراً أو ظالماً، بل ربما لو كنت كافراً، حتى الكفار يعلمون أثر الصدقات، فالله يكافئ الكافر في دنياه، قال تعالى: أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا [الأحقاف:20] فلا تقل: إن الكافر لا يكافأ على إحسانه، بل الله كريم، حتى إذا وقفوا أمامه يوم القيامة كافأهم على أتعابهم الحسنة في الدنيا، لا تقل: إن الكافر لا يعمل أعمالاً حسنة، بل يعمل لكنه يكافأ عليها في دنياه، أما في الآخرة فليس لهم في الآخرة نصيب. قال: هذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرون بأنهم جربوا ذلك، يقول الشافعي : يا لهف قلبي على مال أجود به على المقلين من أهل المروءات إن اعتذاري إلى من جاء يسألني ما ليس عندي لمن إحدى المصيبات ذم الشح وجعله من السبع الموبقات وإن عكس الكرم والجود البخل والشح، قال الله: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر:9] . وفي حديث جابر قال صلى الله عليه وسلم : (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم). بلْ عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم الشح من السبع الموبقات، وفي حديث أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم: (اجتنبوا السبع الموبقات وعد منها بعد الشرك بالله الشح)، نسأل الله العفو والعافية . والشح كقطع الأرحام، ويحل الظلم والعدوان، ويجترئ الناس به على المعاصي وفعل السيئات؛ لأن أنفسهم مريضة، ثم إن الشح ينافي الإيمان ويغضب الرحمن، وليس البر أن نشح بما آتانا الله. ثم الصدقة تطفئ غضب الرب، والشح يغضب الرب، قال تعالى: وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [الحديد:10]. والكرم والجود لا يكون بالمال فقط، بل بالنفس، وهذا من أعظم الكرم والبذل والجود، ثم الجود بالعلم، ثم الجود بالنفع والجاه، ثم الجود بالعرض. |
#157
|
|||
|
|||
هذه وجدتها وأنا أتصفح المنتديات بقلم الكاتب المميز النعيمى.
منظومة بقلم الكاتب محمد النعيمي في الثناء على أصحاب الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- وبعد. يقول الله تبارك وتعالى {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (29) سورة الفتح سبيلُ دعاة الحق حافلٌ * بمنهج القرآن أعظم المعجزاتْ وسنة المصطفى نورُ الهدى * تشرحُ القرآن ماحق الضلالاتْ بالوحيين سادتْ أمة محمد * وبعدل الصحابة أصبحوا الساداتْ تلاميذ خاتم الأنبياء دعاةُ * حق وهداةُ الأمة لأعلى الدرجاتْ أيّدهم اللهُ بنصر دائم * ومن عليهم بأروع الكراماتْ أصحابُ النبي وأهلُ بيته وآلهُ * أنوار وطهر وذخر للنائباتْ استلهموا من الوحيين سيرتهُم * زادا لدنيا زاهية بالعباداتْ ومتاعا لدار الآخرة مُستقرُها * حسن الخاتمة بالتوحيد والطاعاتْ أصحابُ محمد فخرُ أمة * خيرُ الأمم جادتْ بالعطايا الصالحاتْ كلُ فرد منهمُ جبلٌ شامخٌ * وصرحٌ عظيمٌ لصد الرياح العاتياتْ أسسوا دولة التوحيد عظيمٌ * سورُها لاتخشى المنايا الجائعاتْ وصلهم بالله جمعا بكل حواسهم * وسعادتهم حين إقامة الصلواتْ زادهُم التقوى خيرُ زاد * وحفظُ كتاب الله ذي الآياتْ واتباع المصطفى بلا وجل * جلية سنته حافلة بالمبشراتْ اقرأ بتمعن وصدق تدبر * { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ }بالتلاواتْ تجد شهادة وتزكية وثناءً * من الخالق رب الأرض والسماواتْ لجمع معيته رسولُ الهدى * صحابة شُرفوا بأجل التزكياتْ أغاض اللهُ بهم جموعا كافرة * وقود جهنم ادراكها سائغاتْ لمن كان الشركُ وصيفهم * وأحلامهم برجس الضلال غائراتْ ماتت قلوبُهم من صدأ الهوى * ونفوسهم بأحضان إبليس نائماتْ فخر الموحدين لله تعالى * حبُ الله والرسول واحترام الأمهاتْ أزواجُ النبي شعاعُ نور * بالعلم والفقه والعفة طاهراتْ أحبهُن إلى المختار محمد * عائشةُ الصديقة أعطرُ الزوجاتْ مسكنُ النبي ومأوى روحه * خصها الله بالرحمة والبركاتْ وأزواجُ النبي باركن قدرها * وهبن لها جودا لياليهن الطيباتْ سعادة لحبيب خلق الله محمد * وهن الحواري بالجود آياتْ عائشةُ الصديقة بنتُ الصديق * أنارتْ للنبي أياما وليال حالكاتْ كفاها بالفخر عزا وشرفا * اختارها المصطفى لمرض المماتْ تواسيه وتراعيه محبة * وبين صدرها ونحرها فارق الحياتْ هذه أبياتٌ كاتبُها لله فقيرٌ * محمدُ النعيمي ضيفُكم والخيرُ آتْ تنعمُ به أمة المصطفى بسعادة * تمهدُ الطريق للخلد بالجناتْ تحية عاطرة لمن مر بنا زائرا * يقرأ بتمعن أسطر الكلماتْ لكم مني السلام والشكر والدعاء * وجزاكم الله بالرحمة والخيراتْ وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله * رب العالمين حمدا يحفز الطاعاتْ ويشدُ العبد الموحد إلى ربه * بحمد يملأ الأرض والسماواتْ والسلام عليكم ورحمة الله * وبركاته أيها المهذبون بالحسناتْ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين |
#158
|
|||
|
|||
بارك الله فيك أخي نمر
حفظك الله ورعاك ودمتم |
#159
|
|||
|
|||
شكرا لكَ أخى السيد الشريف أبو محمد الحسيني
بارك الله فيكم وجعلك شعله تضئ لنا فى هذا المنتدى المبارك أُحيك تحية الإسلام . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من قلب يحبك فى الله . جزاكم الله خير . |
#160
|
|||
|
|||
اقتباس:
أحبك الله فيما أحببتني فيه وفقك الله ورعاك برعايته ودمتم بحفظ الله |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
من اخبر قريش ومواضيع اخرى | موحد مسلم | الشيعة والروافض | 6 | 2020-06-06 04:31 AM |
فأين رواية الانقلابيين او المنتصرين وهذه روايات المنهزمين | موحد مسلم | الشيعة والروافض | 1 | 2020-03-13 04:31 PM |
من قتل عثمان | موحد مسلم | الشيعة والروافض | 0 | 2020-02-04 10:06 PM |
الرسول يقول لا والرافضي يحرف | موحد مسلم | الشيعة والروافض | 1 | 2020-01-18 09:06 PM |
حِكمة زواج النبي بأم سلمة | معاوية فهمي إبراهيم مصطفى | السنة ومصطلح الحديث | 0 | 2019-10-21 06:20 PM |