بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( الحكمةالبالغة ))
الأسوار قد تكون سنداً .. والحواجب قد تكون حجاباً .. والأسرار قد تكون ملاذاً .. والليل قد يكون سانحة متاحةً .. والمكائد قد تدور خفاءً .. والستائر قد تسور .. والأنفس قد تكيد .. وقوي الشر قد تسول لها النفس بالغدر والفجور .. وغافل قد يغفل .. وعفيفة قد تنام .. وضعيف قد يعجز .. وحق قد ينهب .. وشيطان قد يلعب .. ونفس قد ترغب .. وتلك هي التي تريدها أنفس المعاصي لتنال حظها في غفلة .. فإذا نالت ثم كانت في سلم ظنت أنها أفلتت من أصحابها بأعجوبة مكرها .. ونسيت أن عين الله كانت تراقبها ولا تغيب عنها لحظة .. في ليل أو نهار .. بستار أو بغير ستار .. تحت صخر أو خلف جدار .. في بطن ظلمة أو في عمق أنهار .. ولكنه هو الله رب العالمين ومن أسمائه أنه هو الستير .. وهو كريم يرى ثم يمهل لحكمة هو أدرى بها ولا يعجل بالإشهار .. ولو عجل بالإشهار فكم يا ترى تلك الخفايا التي تفضح أصحابها بالليل والنهار .. حكمة بالغة بإمهال كم هي متاحة لنفوس عاصية وضالة لتجدها سانحة للأوبة والتوبة .. تحت ستار العفو من رب عفو كريم .. ثم الندامة على إقدام كان بمعية الشهوة أو النفس أو الشيطان .
وقد تجلت عظمته في حكمته وتدبيره .. وهو أدري بذنوب عباده .. وليس بغافل عن ما يعمل الظالمون .. أما ذلك المسرف بالمعاصي فلا تغره كثرة الانفلات من الأعين .. فإنه بالتأكيد تحت عين لا تغيب عنها خطوة في السموات والأرض .. ولكنه هو الصبور .. وهو العليم الخبير .. وهو يمهل ولا يهمل .. وإذا أراد أن يأخذ فإنه يأخذ أخذ عزيز مقتدر .. ولو علم ذلك المسرف العاصي بمقدار كرم الله وستره عليه وإمهاله له لاستحيا من الله وتوقف عن المهالك .. ولعاد إلى صوابه .. ولكنها هي النفس أمارة بالسوء ترغب بالمزيد .. والحكيم الموفق من الله هو الذي يخاف في لحظة من غضب الله ثم يعود تائباً نادماً .. فيجد الله غفوراً رحيماً .. وذلك فضل من الله عظيم .. وذلك فضل من الله عظيم .. وذلك فضل من الله عظيم .
§§§§§§§§§§§§