أنصار السنة  
جديد المواضيع



للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 Online quran classes for kids 
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك


العودة   أنصار السنة > رد الشبهات وكشف الشخصيات > رد الشبهات وكشف الشخصيات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2015-08-17, 02:37 AM
أكرم غريب أكرم غريب غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2015-08-15
المشاركات: 6
حصرى شبهات وردود

الشبهة الأولى: كلام ابن تيمية فيما يتعلق بالأحبار والرهبان.
الشبهة الثانية: القول أن الأنبياء أطاعوا الطواغيت والكفار في بعض الأوامر وبنص كتاب الله تعالى.
الشبهة الثالثة: جعل أصل التوحيد مجملا.
الشبهة الرابعة: التفريق بين الكفر والشرك.
الشبهة الخامسة: التفريق بين التولي والموالاة
الشبهة السادسة: التفريق بين الأمور الإدارية والشرعية.
***
الشبهة الأولى: كلام ابن تيمية فيما يتعلق بالأحبار والرهبان.
قالوا إن ابن تيمية يرى طاعة الأحبار والرهبان ( وقد عُبدوا من دون الله) مثل طواغيت العصر وأن طاعتهم تنقسم إلى طاعة في الكفر وطاعة في المعصية دون الكفر وطاعة في المباح.
أقول:
أولا: أما أن ابن تيمية يرى أن الأحبار والرهبان عُبدوا من دون الله فهذا هو منطوق الآية فهي ليست رؤية يختص بها ابن تيمية فقوله تعالى : اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (التوبة:31) واضح صريح بل هو من أقوى الدلالات.
ثانيا: أما انه يراهم كطواغيت العصر فهذا فهم لم يصرح به أي: أنه لم يعمم ويقول: وهؤلاء الذين أُتُخِذوا معبودين من دون الله على وجهين , وإنما قوله واضح وصريح بأنه يتكلم عن الأحبار والرهبان خاصة وهذا هو منطوق الآية, فمن أراد أن يكون ما فهمه من كلامه رحمه الله هو المقصود مع أنه لا دلالة عليه فنسأله هل قول ابن تيمية المتعلق بالأحبار والرهبان ينسحب على غيرهم ؟ وما الفرق بين الأحبار والرهبان وغيرهم ,مع أنه قد تم توضيح ذلك في الكلام على أقسام الطواغيت ؟.
أقول :
أ- هناك مقدمات لا بد من التذكير بها وهي :
- إن هذا القرآن بلسان عربي ولا يفهم إلا من خلال ما دلت عليه اللغة العربية من حيث قواعدها وأصولها قال تعالى: وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (الأحقاف:12), وقال تعالى: وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ (الرعد:37).
- إن هذا القرآن مشتمل على الإعجاز من حيث الدلالة ففيه النص وفيه الظاهر وفيه المجمل وفيه العام والمقيد إلى آخر ذلك ولا يفهم كله على نحو واحد بل لا بد من التعامل مع ألفاظه ومعانيه بدقة لأن الخلل في ذلك يقلب الحق باطلا وهو من أنواع التحريف ولذلك لا بد من التدبر وبدون التدبر لا يمكن أن تستقيم الأفهام قال تعالى: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (ص:29).
– إن الأدلة الشرعية هي قول الله تعالى وقول رسوله عليه الصلاة والسلام وأما غير قول الله تعالى وقول رسوله عليه الصلاة والسلام تبع وليس بدليل أي: إن من رده ليس بكافر ولا فاسق ويبحث فيه من حيث سبب الرد، قد يقول قائل: لا أستدل بكلام ابن تيمية ولكن للإعتضاد والاستئناس ...أ.هـ
أقول:
– هذا غير موافق للقول لأن الاستئناس شيء والاستدلال شيء آخر, فالاستئناس هو إيراد قول العالم للدلالة على أن ما دل عليه الدليل موافق للدليل، وأما الاستدلال فهو التعامل مع قول العالم كالتعامل مع الدليل من حيث أوجه الاستدلال فالقول:أن الأحبار والرهبان قد عُبدوا من دون الله مثل طواغيت العصر أ.هـ هو تعميم لقوله بناء على مفهوم فهمه القائل من قول شيخ الإسلام والمفاهيم هي من الاستدلال وليس من الاستئناس.
والقائلون بهذا القول قاموا بقياس طواغيت العصر على الأحبار والرهبان وجعلوهم نوعا واحدا لا فرق بينهما وهذا وجه استدلال وليس استئناس مع أن أصول القياس هي: الجمع بين المتماثلات والتفريق بين المختلفات.
والقياس يكون على العلة لا على الأشخاص فلو عرفت حقيقة العلة وقيس عليها لاستقام لهم الأمر فلا يعني كونه مُتَّخذ ربا أن يعمم على كل من اتخذه الناس ربا لأن العلة هي كيفية اتخاذه ربا والتعامل معه من منطلق ربوبيته.
ب - إن قول ابن تيمية رحمه الله متعلق بالأحبار والرهبان وهذا نص كلامه وهو موافق لنص الآية لا خلاف في ذلك فإذا كان حديثه عن الأحبار والرهبان فلا يجوز تحريف كلامه وجعله في غيرهم من حيث المنطوق, فهل نقول على هذا: انه يجوز طاعة الأوثان والأصنام و حكم طاعتها تنقسم إلى كفر ومعصية دون الكفر ومباح كما قال ابن تيمية عن القسم الثاني بناء على الاشتراك في الوصف وهو الطاغوتية أو العبادة لهم, فقائل هذا القول إما مجنون وإما كافر إذ أنه أباح طاعة الأوثان .
فكما أنه لا يجوز الاستدلال بالزواج من الوثنيات أو المرتدات قياسا على الزواج من الكتابيات للاشتراك في الحكم وهو الكفر فالعلة هي ليست كونهن كافرات بل كونهن كافرات كتابيات وهي مختصة بهن لا عموم لها من حيث الكفر وهذا يسمى تنقيح المناط وعليه:
1- من هم الأحبار والرهبان.؟
الأحبار هم العلماء والرهبان هم العباد من أهل الكتاب الذين عندهم أصل الأفعال والأقوال الشر ع الرباني أو يفعلون أفعالهم تقربا إلى الله تعالى بمعنى ينسبون الأقوال والأفعال إلى الشريعة المنزلة من عند الله عز وجل وعليه فكلمة راهب وحبر لا يفهم منها الرئيس الروسي أو الرئيس الصيني أو الحكام في هذا العصر لأن هذه الكلمة لها معنى مختص بها لا يتعداه إلى غيره , وعليه فإن الآية دلالاتها دلالة منطوق بحق من يتخذ العلماء والعباد من أصحاب الكتب السماوية سواء توراة أو إنجيل أو قرآن أربابا, وجاء البيان النبوي تفسيرا لكيفية اتخاذهم أرباب من دون الله تعالى بقوله عليه الصلاة والسلام: أحلوا لكم الحرام وحرموا عليكم الحلال () فهنا الربوبية مقيدة بأمرين:
- أنها مختصة بالأحبار والرهبان
- أنها في التحليل والتحريم وهذا التحليل والتحريم المنصوص عليه في الشرع وهو مقيد بتغيير أحكام الله تعالى استنادا إلى أنهم أحبار ورهبان( أي بالرد إلى الشرع ) سواء بتأويل فاسد أو هوى أو شهوة أو غير ذلك ، ومن المعلوم أن الربوبية غير مقيدة بهذا فقط فربوبية الأحبار والرهبان غير ربوبية الحكام وكلاهما طاغوت وكفر وشرك فالأحبار والرهبان صاروا معبودين من خلال سلطان العلم والتقرب إلى الله والحكام صاروا معبودين من خلال سلطان القوة والمال والرد إليها أو إلى أنفسهم أو الأوثان كما قال تعالى : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (البقرة:258)وقال تعالى عن عاد: فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (فصلت:15), وقال عن فرعون : وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (الزخرف:51), فالطاغوتية تنقسم إلى قسمين من حيث التشريع :
الأول: إما بحسب ذات المشرع وهو أن يجعل نفسه مصدر التشريع فعندها لا فرق بين أمر وأمر وهذا متعلق بالحكام والسلاطين ومن ينوب عنهم.
الثاني: إما بحسب ذات الأمر من حيث الأمر بالكفر والأحبار والرهبان من هذا النوع وهو سلطان العلم أو الشهوة ونحوه.
فعلة العبادة للأحبار هو التأويل الفاسد ردا إلى الشر ع أو الرد إلى غير الشر ع فهم وغيرهم من الطواغيت البشرية يشتركون بعلة واحدة هي الرد إلى غير الشرع, سواء بالتبديل أو الإختراع.
ج - أما بخصوص قول ابن تيمية رحمه الله فهو :
1- إن أي عالم رباني لا يمكن أن يقول قولا من عنده بلا دليل أو برهان وأقوالهم مستندها الأدلة الشرعية, بأحد الدلالتين : إما دلالة المنطوق أو دلالة المفهوم:
فالقسم الأول الذي بينه رحمه الله هو من دلالة المنطوق وهو قوله تعالى : اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ () وهذا واضح لا إشكال فيه .
أما القسم الثاني فليس في الآية نص يدل عليه من حيث دلالة المنطوق,لأن دلالة المنطوق إما النص أو الظاهر على تقسيمات تجدها في أصول الأحكام فلا النص ولا ظاهره يدل على المعصية فقوله تعالى: اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ ()لا يحتمل إلا قسما واحدا حكمه واحد هو الشرك والعياذ بالله فلا أحد ممن يستدل بهذه الآية أو بقول ابن تيمية يقول أن اتخاذ الأرباب من دون الله يكون معصية دون الشرك فهذا القسم منطوق قوله تعالى : أربابا من دون الله (), فيبقى دلالة المفهوم : فالقسم الآخر هو بدلالة المفهوم والمفهوم ينقسم إلى قسمين:
1- مفهوم موافقة وهو على قسمين:فحوى خطاب ويكون أولى بالحكم من المنطوق ولحن خطاب ويكون مساويا للمنطوق وقطعا هذا القسم غير متعلق بمفهوم الموافقة لقوله تعالى: أربابا من دون الله.
2- مفهوم المخالفة: أيضا هذا غير متعلق به لأنه اثبت لهم معصية ومفهوم المخالفة أن لا معصية ولا كفرا. فمن أين جاء ابن تيمية رحمه الله بهذا القسم ؟
أقول :
هذا أمر بسيط والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
فقوله رحمه الله مفهوم قوله تعالى ( أحبارهم ورهبانهم ) وقوله عليه السلام : أحلوا لكم الحرام وحرموا عليكم الحلال, فالحبر والراهب( وهم من يردون أفعالهم وأقوالهم للشر ع الرباني صحة أو فسادا), له إحدى حالتين:
الأولى: إما أن يأمر بمخالفة شرعية ويكون مغيرا للحكم فيها فيتبعه ويطيعه الناس على هذا التغيير فيكونوا قد اتخذوه ربا من دون الله.
الثانية: أن يأمر بمخالفة شرعية ولا يكون مغيرا للحكم فيها فيكون من أطاعه فيها قد أطاعه في معصية وهذا هو قوله, قال رحمه الله : أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحريم الحرام وتحليل الحلال ثابتا, لكن أطاعوهم في معصية الله كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاصي فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب . أ.هـ فكلامه متعلق بالاعتقاد فقط وهو قطعا وجزما ممن لا يقيدون الكفر بالاعتقاد فقط وإنما هو على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته من أن الكفر يكون قولا وعملا ظاهرا وباطنا.
وسواء جعلت الضمير في قوله ( اعتقادهم ) يعود على الأحبار والرهبان وهنا لا إشكال حيث أن الحبر والراهب قد يأمر بشرب الخمر مثلا وهو يعتقد حرمتها بناء على شرع الله فمن أطاعه بناء على أمره واعتقاده فهو عاص أطاع في معصية, أو كان الضمير يعود على غير الأحبار والرهبان فكون الراهب أو الحبر أمر بشرب الخمر معتقدا حلها مثلا وشرب غيره الخمر وهو يعتقد حرمتها سواء,لأن أمر الراهب في هذه الحالة لا اعتبار له ومن شرب لم يشرب طاعة لأمره فليس في الأمر طاعة لهم,وأنا أرجح عودة الضمير على الأحبار والرهبان حتى يستقيم الكلام حكما ومعنى فحاصل المسألة أن يكون كلام ابن تيمية رحمه الله راجع إلى :
- طاعة الأحبار والرهبان في مخالفة الأمر تبعا لمخالفة الحكم وهذا هو الكفر.
- طاعة الأحبار والرهبان في مخالفة الأمر في الفعل دون الحكم وهذا هو المعصية.
وكلمة أخيرة لمن أراد الحق: أنظر إلى قوله رحمه الله: أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحريم الحرام وتحليل الحلال ثابتا, لكن أطاعوهم في معصية الله كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاصي فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب. أ.هـ فكلامه متعلق بتفصيلات الشريعة المنصوص عليها من حلال وحرام بنص واضح صريح وليس متعلق بما هو كفر ثم إن قوله واضح بخصوص المعاصي التي يفعلها المسلم أي: كيفية الحكم على فعل المسلم للمخالفة ويبقى على إسلامه ولكن عمله محرم فأين النص الصريح الذي ينص على أن طاعة الطاغوت معصية دون الكفر أو أن هناك تقسيم لطاعة الطاغوت سواء للأوامر أو الشرائع وأنه كفر ومعصية وحلال.
ردود وشبهات
الشبهة الثانية: القول أن الأنبياء أطاعوا الطواغيت والكفار في بعض الأوامر وبنص كتاب الله تعالى.
ومن ذلك قوله تعالى: قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى، فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنتَ مَكَانًا سُوًى، قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (طه:57-59), وقوله تعالى: َفلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَرًا إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (يوسف:31), ونحوها. أ.هـ
أقول :
غاية ما يستدل به القائل انه يستدل بصيغة طلب الفعل وهذه الصيغة ظنية ولا يترتب الحكم عليها إلا على معناها لأنها تحتمل أكثر من معنى ولصيغة طلب الفعل اثنان وثلاثون معنى وصيغة طلب الفعل المتعلق بها الأحكام الشرعية هي : على سبيل الإلزام أو الاستعلاء وتشتمل على الآمر والأمر والمأمور به, فإذا كانت صيغة طلب الفعل تحتمل اثنان وثلاثون معنى فتدخل في اللفظ المجمل ولا يقرر لها معنى إلا بحسب القرينة سواء كانت ذاتية أو خارجية فالحكم عليها لأول وهلة كونها صيغة طلب فعل من الجهل المبين وقائله جاهل بأبسط قواعد التعامل مع النصوص الشرعية
فقول فرعون لموسى : اجعل بيننا وبينك موعدا () فهذا طلب فعل بمعنى التحدي وليس الاستعلاء والإلزام, مع أنهم أعتبروا قول يوسف عليه السلام للملك: قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (يوسف:55), من باب الطلب من أدنى إلى أعلى بمعنى الدعاء ( التوسل) فلماذا لم يفسروا قوله عليه السلام على انه أمر للملك كما فسروا نفس اللفظ الذي قاله فرعون على انه أمر ولكن القوم لعد ضبط مدلول لفظ الطاغوت نظروا الى ذات الشخص الذي يتصف بهذا الوصف ولم ينظروا الى حقيقة الوصف المتعلق بذات الشخص وهذه المالة قد تم بيانها في رسالة ( لباب القوت في حقيقة بيان اجتناب الطاغوت) بكل تفصيل .
وأما بخصوص يوسف عليه السلام فقد كان معلوم العقيدة وكان يظهر ذلك وكانت امرأة العزيز ومن معه يعلمون ذلك وكل ما في الأمر انه كان ربيبها في بيتها وهم بمثابة الأهل له وهي كافرة وهو مسلم ولقد جعل الله تعالى سورة يوسف عليه السلام من احسن القصص واحسن القصص ابسط مدلول له انه واضح بين لا غموض ولا تعقيد فيه فقد بين سبحانه وتعالى منذ اول لحظة من شراء العزيز ليوسف عليه السلام انه لم شراءه لم يكن لاتخاذه عبدا وخادما قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }يوسف21:
- فهو اشتراه ليكرمه .
- هذا الإكرام هو اتخاذه ولدا وهو ما يعرف بالابن بالتبني أو ان يكون يوسف عليه السلام بمثابة من يحتاجه العزيز .
- ان الله تعالى يقرر ان شراء يوسف من قبل العزيز انما هو تمكين ليوسف عليه السلام ومعلوم ان الممكن لا يكون عبدا مطيعا ذليلا وانما مالكا ومتصرفا وكما يقولون صاحب بيت، فكيف يقال بعد هذا النص الصريح ان يوسف عليه السلام كان بمثابة العبد المطيع الخادم لسيده وصدق الله العظيم : َكبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً } .
ثم إن هذه حادثة فعل لا يقاس عليها إلا صورتها بالاعتبارات الشرعية فليس في الأمر طاعة طواغيت ولا تشريع مستند إلى غير شرع الله ولا تشريع مستند إلى الأوثان .
فلا ادري على أي قاعدة شرعية وفهم صحيح يستندون إليه وكل همهم أن يثبتوا أن الأنبياء أطاعوا الطواغيت ليجعلوها دليلا شرعيا محكما على جواز طاعتهم الذي معناه هدم الدين من أصله علما بأن النصوص الشرعية وردت بالنهي عن طاعة الكفار صريحة واضحة بقوله تعال: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً (الأحزاب:1), فالطواغيت من باب الأولى والذي جاء بحقهم نص عام باجتنابهم والبعد عنهم واعتزالهم وهو أشد من النهي وأبلغ وهذا أيضا من طرق أهل الضلال في التعامل مع الشرع بحيث يأخذون من النصوص ما يرونه موافقا لآرائهم وأهواءهم ويضربون بالنصوص المحكمة عرض الحائط ولو كان عندهم أبسط قواعد الفقه لجمعوا بين النصوص وترتب على ذلك الخروج بنتيجة شرعية وهي أن هذه النصوص بحق أفعال مخصوصة لا عموم لها ولا يستدل بها إلا على صورتها هذا إذا لم يفهم حقيقة الصورة علما بأن أفعال الأنبياء قائمة على أمرين :
الأول: اجتناب الطاغوت .
الثاني: أنهم هم المطاعون وليسوا مطيعين, لقوله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً (النساء: 64), وقوله تعالى عن كل رسول: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (الشعراء: 163).
فقائل هذا القول وقع في جهله لأصل الدين وكيفية التعامل مع الأنبياء وفي تحريف الأدلة الشرعية. والقاعدة في وصف طلب الفعل انه أمر إنما يكون على اعتبارات :
الأول: الآمر بأن يكون الآمر يطلب الفعل من مصدر الأمر وهو الإلزام أو الاستعلاء.
الثاني: نفس الأمر بانتفاء الأول وهو أن يكون معصية أو كفرا.
الثالث: المأمور به وهو بانتفاء الاعتبارين ويكون مما هو في الأصل مباحا ولكن لاقترانه بمعصية أو كفرا ينتقل حكمه بحسبه..
شبهات وردود
الشبهة الثالثة: جعل أصل التوحيد مجملا
إن الله تعالى جعل التوحيد كما بينه وجاءت به الرسل بقوله: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ.. الآية, فالتوحيد عند الله تعالى هو عبادته واجتناب الطاغوت وهذا النص بكل المقاييس الشرعية الأصولية محكم واضح لا لبس فيه غير متشابه بمعنى أنه لا يحتمل معنيين ولكنه عند البعض يحتمل عدة معاني.
- قال البعض عن العمل مع الحكومات الطاغوتية: فالذي قلناه ونقوله: أننا نحب للأخ الموحد أن يكون بعيداً عن هذه الحكومات من باب كمال اجتنابه لها، ولا شك أن منهاج حياة كل موحد هو قوله تعالى: } أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت { فذلك معنى (لا إله إلا الله) لكن منه ما هو شرط للإيمان وتركه ناقض للإيمان كاجتناب عبادة الطاغوت واجتناب التحاكم إليه مختاراً واجتناب حراسة تشريعاته وقوانينه الكفرية أو القسم على احترامها ونحو ذلك.. ومنه ما هو من كمال الإيمان وتركه ناقص للإيمان وليس بناقض للإيمان كيسير الركون والمداهنة أو تكثير سواد ظلمهم ونحو ذلك من المعاصي.أ.هـ
أقول :
1- بما أن هذه الحكومات طاغوتية فلا بد من التعامل معها بناء على حقيقة وصفها والمتعلق بالقائمين عليها الذين هم سدنتها فهل في دين الله تعالى إباحة العمل في بيوت الآلهة المعبودة من دون الله تعالى ؟ وهل يكون الحكم في ذلك دون الكفر ؟!,فهذا أوضح الواضحات.
2- من الذي يقرر أن الاجتناب فيه اجتناب واجب لا يصح الإيمان إلا به, وكمال اجتناب قد يكون حراما وقد يكون حلالا لأنه يقول: ولذلك نكره للموحد العمل في أي وظيفة حكومية.. لكن الكراهة شيء و الحرمة أو الكفر شيء آخر.. فلا يجوز لطالب الحق أن يخلط بين هذا وهذا أ.هـ فهم يفرقون بين الكراهة والحرمة والكفر, فما هو الضابط الذي يحدد أن هذا من كمال الاجتناب جائز فعله وأن ذلك من نواقض الاجتناب وهو كفر, وبناء على هذه البدعة المنكرة صار أصل الدين من الألغاز وخاضع للتأويل الباطني وعرضة للآراء والهوى, فمن يحرس هذه القوانين ومن يقسم على احترامها يكفر, وأما من يعمل بها ويطيعها فهو مؤمن ولا شيء عليه؟!!
3- قولهم: واجتناب التحاكم إليه مختارا.ًأ.هـ كلام غير صحيح وغير دقيق لأنه حمال أوجه لأن صور عدم الاختيار متعددة فمنها الإكراه ومنها الاضطرار وهذا الإبهام مسوغا للقول بجواز التحاكم اضطرارا أو غير ذلك مع أن التحاكم صورة من صور عبادة الطاغوت.
4- قولهم : كاجتناب عبادة الطاغوت واجتناب التحاكم إليه مختاراً واجتناب حراسة تشريعاته وقوانينه الكفرية أو القسم على احترامها ونحو ذلك أ.هـ فقائل هذا القول يفرق بين اجتناب عبادة الطاغوت وبين التحاكم إليه وبين حراسة تشريعاته والقسم عليها واحترامها مع أن كل ذلك صور من عبادة الطاغوت والظاهر أن قائل هذا القول لا يدري كيف يكون الطاغوت معبودا, مع أنهم يجادلون ويقولون أن المقصود باجتناب الطاغوت والذي هو كفر إنما هو عبادته وعلى هذا فإن التحاكم إلى الطاغوت وحراسة تشريعاته والقسم عليها ليست عبادة له وإنما هي ذنب ( إن كانت ذنب عندهم) دون الكفر مع ما يترتب على هذا القول من تمييع للدين.
5- قولهم : فكما أن الكفر بالطاغوت يستلزم اجتنابه والكفر به والبراءة من أوليائه وتكفير عابديه وأنصاره أ.هـ. فانظر إلى قولهم الكفر بالطاغوت يستلزم اجتنابه والكفر به فهل يعقل أن الكفر بالطاغوت يستلزم الكفر به وهذا كلامهم بنصه مع أنهم يعتقدون أن لازم المذهب ليس بلازم.
فلم يبينوا كيف يكون الإنسان عابدا للطاغوت على شكل قاعدة عامة واضحة يُميز من خلالها ما هو عبادة وما ليس بعبادة لأن الشرك إنما يكون بعبادة غير الله تعالى والإنسان في كل فعل إما أن يكون عابدا لله أو عابدا لغيره وليس ثمة شيء ثالث ,يقول ابن تيمية رحمه الله¨: ولهذا كان كل من لم يعبد الله وحده فلا بد أنه يكون عابدا لغيره يعبد غيره فيكون مشركا وليس في بني آدم قسم ثالث بل إما موحد أو مشرك أو من خلط هذا بهذا كالمبدلين من أهل الملل النصارى ومن أشبههم من الضلال المنتسبين إلى الإسلام أ.هـ الحسنة والسيئة 1/56.
6- أما ما أفتوا به من جواز العمل في الحكومات الطاغوتية فأنقل بعضا من أقوال الأئمة النجديين والذي بينوا فيها أن ذلك كفر مخرج من الملة لأنها دخول تحت طاعة الكفار:
قال الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف رحمه الله تعالى: والمقصود بهذا: ما قد شاع وذاع من إعراض المنتسبين إلى الإسلام - وأنهم من أمة الإجابة - عن دينهم وما خلقوا له - وقامت عليه الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية - من لزوم الإسلام ومعرفته، والبراءة من ضده،?والقيام بحقوقه، حتى آل الأمر بأكثر الخلق، إلى عدم النفرة من أهل ملل الكفر، وعدم جهادهم، وانتقل الحال حتى دخلوا في طاعتهم، واطمأنوا إليهم، وطلبوا صلاح دنياهم بذهاب دينهم، وتركوا أوامر القرآن ونواهيه، وهم يدرسونه آناء الليل والنهار.وهذا لا شك أنه من أعظم أنواع الردة، والانحياز إلى ملة غير ملة الإسلام ودخول في ملة النصرانية، عياذاً بالله من ذلك... والدخول في طاعتهم، اتباع لملتهم، وانحياز عن ملة الإسلام... والآيات القرآنية في تحريم موالاة الكفار، والدخول في طاعتهم، أكثر من أن تحصر؛ ومن تدبر القرآن، واعتقد أنه كلام الله منـزل غير مخلوق، واقتبس الهدى والنور منه، وتمسك به في أمر دينه، عرف ذلك إجمالاً وتفصيلاً أ.هـ كتاب الجهاد8/10-14.
1- أما ما اعتبروه من كمال الإيمان وتركه ناقص للإيمان وليس بناقض للإيمان كيسير الركون والمداهنة أو تكثير سواد ظلمهم ونحو ذلك من المعاصي.أ.هـ
أ- أما الركون فقوله تعالى: وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ (هود:113),وهنا الركون عام ومتعلق بالشرك فالقليل حكمه حكم الكثير وهذا ما قرره علماء التفسير قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره ولا تميلوا أيها الناس إلى قول هؤلاء الذين كفروا بالله فتقبلوا منهم وترضوا أعمالهم { فتمسكم النار } بفعلكم ذلك وما لكم من دون من ناصر ينصركم وولي يليكم { ثم لا تنصرون } يقول : فإنكم إن فعلتم ذلك لم ينصركم الله بل يخليكم من نصرته ويسلط عليكم عدوكم... عن ابن عباس قوله : { ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار } يعني : الركون إلى الشرك... قال ابن زيد في قوله : { ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار } قال الركون الإدهان وقرأ : ( ودوا لو تدهن فيدهنون ) قال : تركن إليهم ولا تنكر عليهم الذي قالوا وقد قالوا العظيم من كفرهم بالله وكتابه ورسله قال : وإنما هذا لأهل الكفر وأهل الشرك وليس لأهل الإسلام أما أهل الذنوب من أهل الإسلام فالله أعلم بذنوبهم وأعمالهم ما ينبغي لأحد أن يصالح على شيء من معاصي الله ولا يركن إليه فيها أ.هـ التفسير7 /123.
ب- أما المداهنة فقد قال تعالى: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (القلم:9), قال ابن جرير رحمه الله تعالى:
وأولى القولين(وهما الأول: ود المكذبون بآيات الله لو تكفر بالله يا محمد فيكفرون, الثاني: ودوا لو ترخص لهم فيرخصون أو تلين في دينك فيلينون في دينهم), في ذلك بالصواب قول من قال : معنى ذلك : ود هؤلاء المشركون يا محمد لو تلين لهم في دينك بإجابتك إياهم إلى الركون إلى آلهتهم فيلينون لك في عبادتك إلهك كما قال جل ثناؤه { ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا * إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات } وإنما هو مأخوذ من الدهن شبه التليين في القول بتليين الدهن أ.هـ التفسير 12/182.فنجد بكل وضوح وصراحة أن ما ذكروه بأنه ليس بناقض للإيمان غير صحيح وتحريف للكلم من بعد مواضعه فها هم علماء الأمة يقررون بأنه ناقض للإيمان.
ج- أما تكثير سواد المشركين فقد روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه: أن ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سوادهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي السهم يرمى به فيصيب أحدهم فيقتله أو يضرب عنقه فيقتل فأنزل الله { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } وراه الليث عن أبي الأسود وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن منصور الرمادي حدثنا أبو أحمد يعني الزبيري حدثنا محمد بن شريك المكي حدثنا عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال : كان قوم من أهل مكة أسلموا وكانوا يستخفون بالإسلام فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم فأصيب بعضهم بفعل بعض قال المسلمون : كان أصحابنا هؤلاء مسلمين وأكرهوا فاستغفروا لهم فنزلت { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } الاية قال عكرمة : فكتب إلى من بقي من المسلمين بهذه الاية لا عذر لهم أ.هـ تفسير ابن كثير1/720.
شبهات وردود
الشبهة الرابعة: التفريق بين الكفر والشرك
لقد سبق بيان حقيقة هذه المسألة ونعلق هنا على بعض أقوالهم إذ أن حكم الشرك هو الكفر, فالكفر حكم وليس وصف لفعل ولذلك يظن بعض من يدعي التوحيد ومن جهله أن الكفر وصف بحيث قد يكون كالشرك مساويا له أو أغلظ منه, إن القائل بهذا لا يدري ما هو الشرك ولا يدري أن كل كفر مخرج من الملة هو عبادة لغير الله تعالى وأنه شرك حتى وصل بهم الأمر إلى تخطئة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى والافتراء عليه واتهامه بالجهل لأصل الدين وهو عدم العلم بحقيقة الكفر وأنه لا يقصد من لفظ الشرك المعنى الاصطلاحي فهلا بينوا لنا المعنى الاصطلاحي والمعنى اللغوي وهل الأحكام الشرعية إلا بناء على المعنى الاصطلاحي أي المعنى الشرعي؟ وهل ذكر أحد من علماء الأمة مصطلح الشرك وقصد به المعنى اللغوي وهل يختلف المعنى اللغوي عن الشرعي ؟ فقالوا: الراجح أنّ الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - لا يريد في إطلاقه هذا "الشرك بمعناه الاصطلاحي" وهو: أن يجعل المرء لله نداً أو شريكاً في ألوهيته أو ربوبيته فهذا أخص من الكفر، ولو أراده الشيخ لكان قوله غير جامع لكثير من أنواع الكفر.. فأهل السنة يكفّرون ساب الله أو رسوله، ويكفّرون المستهزئ بشيء من دين الله، ويكفّرون المستهين بالمصحف، ويكفّرون قاتل الأنبياء ويكفّرون المشرّع مع الله ما لم يأذن به الله، ويكفّرون المعرض عن دين الله وغيرهم ممن لم يتخذوا مع الله آلهة أخرى.. أ.هـ
فقولهم ولو أراده - أي:المعنى الاصطلاحي- لكان قوله غير جامع لكثير من أنواع الشرك.أ.هـ
فهل يأتي شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ويخالف إجماع الأمة في أهم مصطلح وهو الشرك الذي هو أعظم الظلم ولا يدرك معناه الشرعي ؟!!!وهل كلامه رحمه الله تعالى إلا بموجب الشرع ومصطلحاته؟!!
انظروا إلى دعاة التوحيد في هذا العصر حيث لا يدرون أن الكفر هو حكم فعل الشرك وليس وصفا للفعل ويقررون أن سب الله والرسول وقتل الأنبياء والتشريع مع الله أن هذا ليس من باب إتخاذ إله مع الله تعالى!!. فنبين لهم بأن سب الله تعالى والمستهزيء بدين الله تعالى هو إتخاذ إله مع الله تعالى فالاستهزاء شرك وكفر بنص التنزيل قوله تعالى: وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (التوبة:65) فحكم الله تعالى عليهم بأنهم كفار: لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ (66: التوبة), وبين تعالى أن المستهزئ مشرك بقوله تعالى:فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلـهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96), ومن استهزأ بالله أو الرسول أو الإسلام فقد جعل مع الله إلها آخر ووصفه أنه مشرك.
وقال الله تعالى في الحديث القدسي الذي يرويه عنه صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى يشتمني ابن آدم وما ينبغي له أن يشتمني ويكذبني وما ينبغي له. أما شتمه فقوله إن لي ولدا وأما تكذيبه فقوله ليس يعيدني كما بدأني أ.هـ فكما ترى أن من قال بأن لله ولد فقد شتم الله تعالى كالنصارى وغيرهم ومعلوم أن هؤلاء في كتاب الله تعالى مشركون.
وبنفس الوقت يتهمون شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى بالقصور وعدم توضيح الأمور في أعظم مسألة في الدين ويدعون لأنفسهم القيام بسد الثغرة التي تركها هذا الإمام, فأصل التوحيد عندهم غير واضح وليس له ضوابط شرعية محددة بل تركوه مميعا مبها يحتمل وجوها عديدة ليكون عرضة للتلاعب به ويبدوا أن القائل بهذا لا يعلم بأن كل كفر مخرج من الملة هو عبادة لغير الله تعالى أي: اتخاذ إله مع الله ومن كان هكذا فكيف يتحدث ويفتي في دين الله سبحانه.
شبهات وردود
الشبهة الخامسة: التفريق بين التولي والموالاة
إن التفريق بين الموالاة والتولي بدعة منكرة أحدثها بعد من ينتسبون إلى دعوة التوحيد في هذا العصر بحيث جعلوا التولي من الكفر وأما الموالاة فهي معصية دون الكفر وجعلوا ذلك قاعدة أصولية لا نقاش فيها مما ترتب على ذلك جعل قواعد الشرع في أصل الدين من المعضلات والمبهمات لا حدود له ولا ضوابط تتقاذفه الأهواء .
1- لن أعلق على هذا الموضوع ولكن في كلام ابن تيمية وابن القيم الذي ينصون فيه على أن هذين المصطلحين سواء لا فرق بينهما ويوردونهما موردا واحدا ما يرد هذه البدعة المنكرة إلا إذا كان الشيخان ليسوا من أهل العلم المعتبرين والمعتمدين عند هؤلاء:
أ- وقال تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض () فأثبت الموالاة بينهم وأمر بموالاتهم والرافضة تتبرأ منهم ولا تتولاهم وأصل الموالاة المحبة وأصل المعاداة البغض وهم يبغضونهم ولا يحبونهم. أ.هـ دقائق التفسير 2/206.
ب- وقطع الموالاة بين اليهود والنصارى وبين المؤمنين وأخبر أنه من تولاهم فإنه منهم في حكمه المبين فقال تعالى وهو أصدق القائلين: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(المائدة : 51 ).أ.هـ أحكام أهل الذمة 1/487.
ت- وقال زيد بن أسلم ظهيرا أي مواليا والمعني أنه يوالي عدوه علي معصيته والشرك به فيكون مع عدوه معينا له علي مساخط ربه فالمعية الخاصة لتي للمؤمن مع ربه وإله قد صارت لهذا الكافر والفاجر مع الشيطان ومع نفسه وهواه وقربانه ولهذا صدر الآية بقوله ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وهذه العبادة هي الموالاة والمحبة والرضا بمعبوديهم المتضمنة لمعيتهم الخاصة فظاهروا أعداء الله على معاداته ومخالفته ومساخطه بخلاف وليه سبحانه فانه معه علي نفسه وشيطانه وهواه وهذا المعنى من كنوز القرآن لمن فهمه وعقله وبالله التوفيق أ,هـ الفوائد 1/80.
ث- وقطع الموالاة بينهم وبين المؤمنين وجعلهم أعداء له سبحانه ولملائكته ورسله وللمؤمنين وأباح لأهل التوحيد أموالهم ونساءهم وأبناءهم وأن يتخذوهم عبيدا وهذا لأن الشرك هضم لحق الربوبية وتنقيص لعظمة الألوهية وسوء ظن برب العالمين كما قال تعالى: وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً(الفتح:6).أ.هـ إغاثة اللهفان 1/60 أنظر كيف جعل موالاة المشركين شركا وأنه من سوء الظن بالله تعالى!.
هـ ولهذا لما قطع الله الموالاة بين المؤمنين وبين الكافرين قال النبي في الحديث الصحيح لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم واتفق المسلمون على أن اليهودي والنصراني لا يرث مسلما ولو كان ابنه وأباه لأن الله قطع الموالاة بينهما وقد قال تعالى: لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ.الآية(المجادلة:22).أ.هـ الجواب الصحيح 2/278.
ح- فإذا كانت المشابهة في أمور دنيوية تورث المحبة والموالاة فكيف بالمشابهة في أمور دينية فإن إفضاءها إلى نوع من الموالاة أكثر وأشد والمحبة والموالاة لهم تنافي الإيمان قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ(52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ (53:المائدة ).أ.هـ اقتضاء الصراط المستقيم 1/221.
خ- فلولا خلق الأضداد وتسليط أعدائه وامتحان أوليائه لم يستخرج خاص العبودية من عبيده الذين هم عبيده ولم يحصل لهم عبودية الموالاة فيه والمعاداة فيه والحب فيه والبغض فيه والعطاء له والمنع له أ.هـ طريق الهجرتين 1/202.
ذ- وقال في أول السورة: ُقلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ. الآية( الأنعام:14) يعني معبودا وناصرا ومعينا وملجأ وهو من الموالاة التي تتضمن الحب والطاعة وقال في وسطها : أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً ..الآية(الأنعام:114) ,أي: أفغير الله أبتغي من يحكم بيني وبينكم فنتحاكم إليه فيما اختلفنا فيه وهذا كتابه سيد الحكام فكيف نتحاكم إلى غير كتابه وقد أنزله مفصلا مبينا كافيا شافيا وأنت إذا تأملت هذه الآيات الثلاث حق التأمل رأيتها هي نفس الرضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا ورأيت الحديث يترجم عنها ومشتق منها فكثير من الناس يرضى بالله ربا ولا يبغي ربا سواه لكنه لا يرضى به وحده وليا وناصرا بل يوالي من دونه أولياء ظنا منه أنهم يقربونه إلى الله وأن موالاتهم كموالاة خواص الملك وهذا عين الشرك بل التوحيد أن لا يتخذ من دونه أولياء والقرآن مملوء من وصف المشركين بأنهم اتخذوا من دونه أولياء وهذا غير موالاة أنبيائه ورسله وعباده المؤمنين فيه فإن هذا من تمام الإيمان ومن تمام موالاته فموالاة أوليائه لون واتخاذ الولي من دونه لون ومن لم يفهم الفرقان بينهما فليطلب التوحيد من أساسه فإن هذه المسألة أصل التوحيد وأساسه وكثير من الناس يبتغي غيره حكما يتحاكم إليه ويخاصم إليه ويرضى بحكمه وهذه المقامات الثلاث هي أركان التوحيد أن لا يتخذ سواه ربا ولا إلها ولا غيره حكما .أ.هـ مدارج السالكين 2/181.
ر- راجع فصل في الولاية والعداوة في مجموع الفتاوى الجزء 28 من ص190-199.
2- ولذلك كان قولهم: فرق بين أنصارهم الذين يتولونهم على شركهم أو يظاهرونهم على الموحدين وبين غيرهم ممن قد يعينونهم على منكر أو يداهنونهم على باطل لا يصل إلى حد الكفر فلا يكفر أ.هـ بدعا من القول وزورا.
أما تقييد تكفير أنصارهم بمن يتولاهم على شركهم أو بالمظاهرة على الموحدين فهذا باطل لا دليل عليه ولكن هذا ديدن من يكثر التفصيل دون أدلة شرعية فالله عز وجل يقول: وََمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ (المائدة :51) ولم يقيد المولى عز وجل هذا التولي بشيء مع أنهم وضعوا بدعة هي التفريق بين الموالاة والتولي واعتبروا أن التولي كفر لكن الموالاة ليست بكفر من ناحية العموم.فهل نترك كلام ربنا لكلام المبتدعة؟!!!وكذلك تقييدهم نصرتهم فقط بالتولي والمظاهرة قصر لعموم المعنى وإخراج صور من العموم دون دليل صريح لأن هذا من أصول الدين التي لا يقبل القول فيها بمجرد كلام سجع منمق.
شبهات وردود
الشبهة السادسة: التفريق بين الأمور الإدارية والشرعية.
قال البعض: هناك فرق بين النظام الذي يخالف ما شرعه الله، وكذلك الذي يشّرع ويسن أنظمة تخالف أمر الله، وبين الذي لا يخالف شرع الله وإنما لترتيب الأمور وتنظيمها. فالأول هو الكفر ، والثاني من المباحات. قال الشنقيطي رحمه الله على هذا في تفسير سورة الكهف :اعلم أنه يجب التفصيل بين النظام الوضعي الذي يقتضي تحكيمه الكفر بخالق السموات ، وبين النظام الذي لا يقتضي ذلك, وإيضاح ذلك أن النظام قسمان : إداري وشرعي :أما الإداري الذي يراد به ضبط الأمور وإتقانها على وجه غير مخالف للشرع ، فهذا لا مانع منه ، ولا مخالف فيه من الصحابة فمن بعدهم ، وقد عمل عمر رضي الله عنه من ذلك أشياء كثيرة ما كانت في زمن النبي (ككتبه أسماء الجند في ديوان لأجل الضبط ، ومعرفة من غاب ومن حضر ، كما إيضاح المقصود منه في سورة بني إسرائيل في الكلام على العاقلة التي تحمل دية الخطأ )، مع أن النبي لم يفعل ذلك ، ولم يعلم بتخلف كعب بن مالك عن غزوة تبوك ، إلا بعد أن وصل تبوك، وكاشترائه -أعني عمر رضي الله عنه- دار صفوان بن أمية وجعله إياها سجناً في مكة المكرمة ، مع أنه لم يتخذ سجناً هو ولا أبو بكر. فمثل هذا من الأمور الإدارية التي تفعل لإتقان الأمور مما لا يخالف الشرع لا بأس به ، كتنظيم شؤون الموظفين ، وتنظيم إدارة الأعمال على وجه لا يخالف الشرع , فهذا النوع من الأنظمة الوضعية لا بأس به ، ولا يخرج عن قواعد الشرع من مراعاة المصالح العامة .
وأما النظام الشرعي المخالف لتشريع خالق السموات والأرض فتحكيمه كفر بخالق السموات والأرض ، كدعوى أن تفضيل الذكر على الأنثى في الميراث ليس بإنصاف ، وأنهما يلزم استواؤهما في الميراث . وكدعوى أن تعدد الزوجات ظلم ، وأن الطلاق ظلم للمرأة ، وأن الرجم والقطع ونحوهما أعمال وحشية لا يسوغ فعلها بالإنسان ، ونحو ذلك . فتحكيم هذا النوع من النظام في أنفس المجتمع ، وأموالهم وأعراضهم ، وأنسابهم وعقولهم وأديانهم كفر بخالق السموات والأرض ، وتمرد على نظام السماء الذي وضعه من خلق الخلائق كلها ، وهو أعلم بمصالحها أ.هـ
أقول :
1- هل كلام الشنقيطي متعلق بالشرائع الطاغوتية المستندة إلى القوانين الوضعية أو الأحكام الجاهلية سواء كانت إدارية أو شرعية ؟ مع انه لا فرق بين الشرائع الإدارية والنظامية حيث أنها كلها أحكام وضعية وبما أنها أحكام وضعية فحكمها واحد, فهو يقول بنصه: اعلم أنه يجب التفصيل بين النظام الوضعي الذي يقتضي تحكيمه الكفر بخالق السموات،وبين النظام الذي لا يقتضي ذلك ؟أ.هـ قطعا والذي لا شك فيه أنه يتحدث عن واقع إسلامي وليس واقع كفري طاغوتي لأنه يتكلم عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولا يمكن أن يقاس الحاكم بغير ما أنزل الله تعالى بالخليفة الراشد.
فهل المستدل بكلامه يريد أن يقول أنه يجوز اتباع الشرائع الطاغوتية الإدارية فيقَوِله ما لم يقل .وانظر إلى قوله : فهذا النوع من الأنظمة الوضعية لا بأس به أ.هـ ومعلوم أن الأحكام الوضعية هي الأحكام الشرعية الخمسة على سبيل الوضع من إيجاب وتحريم وتحليل وكراهة واستحباب فهل يجوز أن يكون من ذلك للطاغوت شيئا على المسلمين, وانظر إلى قوله أيضا: فالأول هو الكفر ، والثاني من المباحات أ.هـ فهل طاعة الكفار ناهيك عن الطواغيت مباح في شرع الله تعالى حتى يتم ضبطه واتقانه وأنه غير مخالف للشرع؟!! سبحانك هذا بهتان عظيم , فالله تعالى يأمرنا بالبعد عن الطاغوت ومن ذلك البعد عن طاعته والبراءة منها مهما كانت وأمر بنص محكم بعدم طاعة الكفار كقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ (آل عمران:149) , وقوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً (الأحزاب:1), ونهى عن اتباع أهوائهم مهما كانت فهل يقول الشنقيطي بخلاف ذلك ويجعله مباحا ويكون ممن يحل ما حرم الله تعالى ويدخل في قوله تعالى : اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ الآية (التوبة:31), وقد بين العلماء أن طاعة الكفار والمنافقين المنهي عنها ليس الدخول تحت طاعتهم بحيث يكونوا ولاة أمر المسلمين ومدبرين لشؤون حياتهم وفق شرائعهم فهذا معلوم كفر من يفعله عندهم لقوله تعالى: وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً (النساء:141),وهذه الطاعة المنهي عنها إنما هي كما نص العلماء رحمهم الله تعالى : فلا تقبل منهم رأيا ولا تستشرهم مستنصحا بهم فإنهم لك أعداء أ.هـ تفسيرالطبري 10/254.وقال ابن كثير رحمه الله تعالى: لا تسمع منهم ولا تستشرهم أ.هـ التفسير3/614.فأين استشارتهم من الدخول تحت ولايتهم وطاعتهم وفي أنظمتهم؟!!
2- قوله: أما الإداري الذي يراد به ضبط الأمور وإتقانها على وجه غير مخالف للشرع أ.هـ فنقول:ما هي هذه الأمور التي يراد ضبطها ومن أمر بها ؟ الجواب: المقصود بذلك هي الأمور الشرعية التي ورد النص الشرعي من قول الله تعالى أو سنة النبي صلى الله عليه وسلم أنه يجوز فعلها فمعنى كلامه: أن هذه الأمور الشرعية التي ورد النص بها يجوز ضبطها وتنظيمها بطريق لا يخالف الشرع كما ذكر بنفسه أمثلة على ذلك بحيث لا يترتب على ذلك آثار على المسلمين من أخذ أموال و تحريم ما أحل الله تعالى عليهم, ثم إن هذا الضبط إنما هو متعلق بولي الأمر أي: أن هذه الأمور إنما هي لتسهيل وترتيب إدارة شؤون المسلمين, وانظر إلى الأمثلة التي ذكرها وهي:
- ككتبه(عمر بن الخطاب رضي الله عنه) أسماء الجند في ديوان لأجل الضبط، ومعرفة من غاب ومن حضر.أ.هـ فقد كان الرسول عليه السلام يعلم من غاب ومن حضر فلم يكن بحاجة إلى دواوين, ولم يكن عدد المسلمين بلغ الحد الذي لا يمكن ضبطه بالحفظ كما أن الناس بعد عهد الرسول عليه السلام قد تغيرت أحوالهم حيث أنهم أي الصحابة كلهم ثقات بخلاف ما بعد عهد الرسول عليه السلام.فأصل المسألة وهي الضبط ومعرفة من حضر ومن غاب موجود ولم يحدث ابتداع شيء جديد .
- وكاشترائه -أعني عمر رضي الله عنه- دار صفوان بن أمية وجعله إياها سجناً في مكة المكرمة ، مع أنه لم يتخذ سجناً هو ولا أبو بكر أ.هـ فهذا السجن لم يتخذه لإقامة العقوبات بحيث جعل الحكم بالسجن على مرتكب المخالفات وإنما اتخذه لضبط إقامة الأحكام الشرعية حيث أنه كان في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام يضع من يراد إقامة حد عليه أو حكم في أي مكان يختاره سواء في المسجد أو غيره كما أن المسلمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يأتون للرسول عليه الصلاة والسلام ويقرون على أنفسهم بمخالفة الشرع ويطلبون إقامة الحد عليهم فلم يكن عليه الصلاة والسلام بحاجة إلى مكان للاحتفاظ بمن ثبت عليه حد شرعي , أما على عهد عمر رضي الله عنه فقد اتسعت الدولة الإسلامية وكثر المسلمون وتغيرت النفوس فكان لا بد من هذا الإجراء الموجود أصلا وإنما حدث له ترتيب وضبط آخر .
4- وأخيرا إذا كان المستدل بهذا على طاعة القوانين الوضعية الطاغوتية واتباعها فنقول له: إن هذا متعلق بأصل الدين (كفر وإيمان) فأين الدليل المحكم من كتاب الله تعالى أو سنة الرسول عليه الصلاة والسلام على إباحة ذلك ؟. وهل المسائل المتعلقة بأصل الدين ( اجتناب الطاغوت) لم يكملها الله تعالى ولا بينها رسوله عليه السلام؟!!!
ثم نقول له: إن هذا قول بشر قابل للرد والقبول إذا علم دليله فكيف إذا لم يعلم القائل به دليله؟ ويحرم على الإنسان أن يقول بقول عالم لم يعلم دليله,إضافة إلى إنه من الأفعال التي لا عموم لها ولا يستدل بها إلا على صورتها.
يقول رحمه الله تعالى ما نصه: اعلم أن كل مسلم يجب عليه في هذا الزمان تأمل هذه الآيات من سورة محمد وتدبرها والحذر التام مما تضمنته من الوعيد الشديد, لأن كثيرا ممن ينتسبون للمسلمين داخلون بلا شك فيما تضمنته من الوعيد الشديد لأن عامة الكفار من شرقيين وغربيين كارهون لما نزل الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم , وهو هذا القرآن وما يبينه به صلى الله عليه وسلم من السنن.فكل من قال لهؤلاء الكفار الكارهين لما نزل الله :سنطيعكم في بعض الأمر فهو داخل في وعيد الآية, وأحرى من ذلك من يقول لهم : سنطيعكم في كل الأمر كالذين يتبعون القوانين الوضعية مطيعين بذلك للذين كرهوا ما نزل الله فإن هؤلاء لا شك أنهم ممن تتوفاهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم, وأنهم أتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه وأنه محبط أعمالهم , فاحذر كل الحذر من الدخول في الذين قالوا: سنطيعكم في بعض الأمر أ.هـ أضواء البيان 7/589-590.
ومن قال بجواز طاعتهم في القوانين المباحة فقد دخل في طاعة بعض الأمر, لأن هذه القوانين الوضعية منافية لأصل الإسلام قال رحمه الله : ولا شك أن النتائج الوخيمة الناشئة عن الإعراض عن كتاب الكتاب والسنة من جملتها ما عليه المسلمون في واقعهم الآن من تحكيم القوانين الوضعية المنافي لأصل الإسلام أ.هـ اضواء البيان 7/583.فكل من اتبع وأطاع القوانين الوضعية مهما كانت فهو معرض عن كتاب الله تعالى وعن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
يقول الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى: فانظروا أيها المسلمون في جميع البلاد الإسلامية أو البلاد التي تنتسب إلى الإسلام في أقطار الأرض إلى ما صنع بكم أعداؤكم المبشرون والمستعمرون إذ ضربوا على المسلمين قوانين ضالة مدمرة لأخلاق والآداب والأديان , قوانين إفرنجية وثنية لم تبن على شريعة ولا دين بل بنيت على قواعد وضعها رجل كافر وثني أبى أن يؤمن برسول عصره – عيسى عليه السلام- وأصر على وثنيته إلى ما كان من فسوقه وفجوره وتهتكه فترى الرجل المنتسب للإسلام المتمسك به في ظاهر أمره المشرّب قلبه هذه القوانين الوثنية يتعصب لها ما لا يتعصب لدينه.وصار هذا الدين الجديد هو القواعد الأساسية التي يتحاكم إليها المسلمون في أكثر بلاد الإسلام سواء منها ما وافق في بعض أحكامه شيئا من أحكام الشريعة وما خالفها وكله باطل وخروج , لأن ما وافق الشريعة إنما وافقها مصادفة لا إتباعا لها ولا طاعة لأمر الله وأمر رسوله فالموافق والمخالف كلاهما مرتكس في حمأة الضلالة يقود صاحبه إلى النار لا يجوز لمسلم أن يخضع له أو يرضى به أ.هـ عمدة التفسير 3/213.
وقال أيضا: إن الأمر في هذه القوانين الوضعية واضحة وضوح الشمس هي كفر بواح لا خفاء فيه ولا مداورة ولا عذر لأحد ممن ينتسب للإسلام –كائنا من كان- في العمل بها أو الخضوع لها أو إقرارها فليحذِّر امرؤ نفسه وكل امريء حسيب نفسه ألا فليصدع العلماء بالحق غير هيابين وليبلغوا ما أمروا بتبليغه غير موانين ولا مقصرين أ.هـ عمدة التفسير 4/173-174.
وقال أيضا : نرى في بعض بلاد المسلمين قوانين ضربت عليها نقلت عن أوروبا الوثنية الملحدة وهي قوانين تخالف الإسلام في جوهرية في كثير من أصولها وفروعها بل إن في بعضها ما ينقض الإسلام ويهدمه وذلك أمر واضح وبديهي لا يختلف فيه إلا من يغلط نفسه ويجهل دينه أو يعاديه من حيث لا يشعر وهي في كثير من أحكامها توافق التشريع الإسلامي أو لا تنافيه على الأقل وأن العمل بها في بلاد المسلمين غير جائز حتى في ما وافق التشريع الإسلامي لأن من وضعها حين وضعها لم ينظر إلى موافقتها للإسلام أو مخالفتها , إنما نظر إلى موافقتها إلى قوانين أوروبا أو لمبادئها وقواعدها وجعلها هي الأصل الذي يرجع إليه فهو آثم مرتد بهذا سواءً أوضع حكما موافقا للإسلام أم مخالفا أ.هـ تعليقه على المسند 6/301-316.
وقال أيضا : وانظروا ما فعل بنا أعداؤنا المبشرون والمستعمرون لعبوا بديننا وضربوا علينا قوانين وثنية ملعونة مجرمة نسخوا بها حكم الله وحكم رسوله أ.هـ حكم الجاهلية 36.
ونقول لهؤلاء الذين يستدلون بقول الشنقيطي رحمه الله تعالى وغيره من العلماء أنظروا إلى قوله ما نصه: ولكن لما تركوا الوحي ونبذوه وراء ظهورهم واستبدلوا به أقوال الرجال لم تقم لهم أقوال الرجال ومذاهب الأئمة رحمهم الله تعالى مقام كلام الله والاعتصام به وكلام النبي صلى الله عليه وسلم والتحصن بسنته أ.هـ أضواء البيان 7/583, فهو ينكر على من يقول بقول العلماء ويترك كلام الله تعالى وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام.
وأخيرا :
فإن توحيد القوم أصبح مبنيا على الشبهات وغالب شبههم تستند إلى أقوال الرجال وكلما خرجوا من شبهة دخلوا في غيرها حتى أصبحت شبههم لا نهاية لها وهي نفس الشبة التي يستدل بها مخالفوهم كما وأنه أصبح همهم في هذا الزمان وشغلهم الشاغل وقضيتهم الرئيسة المجادلة عن الطواغيت واختلاق الأدلة التي تجعل لهم سلطانا وخاصة على الموحدين ولما كثرت شبههم لا يسعنا إلا أن نقول لهم قول ابن القيم رحمه الله تعالى: ولا يجب على العالم حل كل شبهة تعرض لكل أحد فإن هذا لا آخر له أ.هـ شفاء العليل ص 151.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2015-08-25, 12:53 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,350
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخى أكرم هل هذا الموضوع من تصنيفك أم أنه منقول؟
حفظك الله.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع الأقسام الرئيسية مشاركات المشاركة الاخيرة
شبهات حول القرآن د. محمد عمارة عادل محمد عبده كتب إلكترونية 0 2020-03-12 06:47 AM

 link 
*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 يلا شوت 
 عطر فرموني جذاب   بطاقة ايوا   خولة لفن الحياكة   كحل الاثمد   متاجر السعودية   مأذون شرعي   كحل الاثمد الاصلي   تمور المدينة  متابعين تيك توك  اشتراك كاسبر الرسمي   lبرنامج موارد بشرية 
 شركة الرائعون   شركة عزل خزانات   شركة عزل اسطح في الرياض   شركة عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح شينكو   شركة عزل خزانات بجدة   شركة عزل خزانات في مكة   شركة عزل خزانات المياه بالطائف   شركة تنظيف مكيفات بجدة   شركة تنظيف بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بتبوك 
 شراء اثاث مستعمل بالرياض   تنسيق حدائق   شركة تنظيف في دبي   شراء اثاث مستعمل بالرياض   شركة تنظيف خزانات بجدة   مكتب مراجعة 
 مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 
شركة تنظيف خزانات بجدة || شركة تنظيف بجدة || شركة تنظيف بالبخار بجدة || شركة مكافحة حشرات بجدة
 فارلي   شركة تنظيف بجدة   شركة نقل عفش بجدة   شركة تنظيف خزانات بجدة   شركة نقل عفش بجدة   شركة تنظيف بالطائف   شركة تنظيف خزانات بجدة 
 yalla shoot   يلا شوت   يلا شوت 
 شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   شركة تنظيف منازل بالرياض   شركة عزل خزانات بجدة   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج 
شركة صيانة افران بالرياض  سطحة هيدروليك   سطحة بين المدن   سطحة غرب الرياض   سطحة شمال الرياض 
 yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Kora live   yalla shoot 
 translation office near me   كورة سيتي kooracity   شركة تنظيف منازل بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض 
 ياسين تيفي   شركة حور كلين للتنظيف 
 تركيب ساندوتش بانل   تركيب مظلات حدائق 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 
 شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض 
 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة كشف تسربات المياه بالدمام   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
دليل السياح | تقنية تك | بروفيشنال برامج | موقع . كوم | شو ون شو | أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي | المشرق كلين | الضمان | Technology News | خدمات منزلية بالسعودية | فور رياض | الحياة لك | كوبون ملكي | اعرف دوت كوم | طبيبك | شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd