(١٥) الموعِظة الخامسة عشر: [ إستغلال الشهر بالطاعات ]

[معاوية فهمي إبراهيم مصطفى]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمةُ اللهِ و بركاتهُ:ـــ
(١٥) الموعِظة الخامسة عشر:[إستغلال الشهر بالطاعات]
الحمدُ للهِ وحدهُ، والصّلاةُ والسّلام على من لا نبيَّ بعدهُ، سيّدنا و نبيِّنا و شفِيعنا محمد وعلى آلهِ وصحبهِ ومن إهتدى بهديهِ وإقتدى بأثرهِ إلى يومِ الدين، وبعد:
إخواني في الله كما نعلم أنّ شهرُ رمضان هو شهرُ الخيّرِ والصيام والقيام فعلينا أن نستغلّه في كل الأعمالٍ الصالحة، ومن هذهِ الأعمال:
١) الأِكثار من ذِكر الله عزَّ وجلَّ، ومن فعل الحسنات؛ لأنّ الحسنات تُضاعف في الزمان و المكان الفاضل، فإذا كنت في مكة أو في المدينة، فاعلم أنّ الحسنات تُضاعف في المكان الفاضل، فاجتهد في ذلك في الصلاة، وكل عمل يقرِّبك إلى الله، وكما قال(صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّم): (صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ) رواه أحمد وإبن ماجه حديث(صحيح) .
٢) إجتهد في البحث عن أسمى و أعلى الطاعات، وكن ذا همةٍ عاليةٍ في هذا الشهر الفضيل ، فساهم وشارك في كل عملٍ رفيعٍ، وفضلهُ عظيم، ومن تلك الطاعات: إصلاح ذات البين و ذلك بِعمل (إعمل لك برنامجاًً للإصلاح بين المخاصمين، وبين الأقارب المتهاجرين، والقبائِل المُتعادين) ، كما قال ( صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّم): (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ) رواه أبو داود والترمذي وأحمد (صحيح).


٣) إذا كان بينك وبين أحدٍ من المسلمين شحناء، فاذهب إليهِ واعفُ عنهُ، وقم بما يُذهب تلك الشحناء، بل أحسن إليهِ في هذا الشهر الكريم ، حتى وإن كان قد أساء إليك، واطلب الثواب من الله عزَّ وجلَّ وليغفر لك ذنوبك، كما قال(صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّم) في الحديث الصحيح: (تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّتَيْنِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلَّا عَبْدًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ اتْرُكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَفِيئَا) رواه مسلم. وفي لفظ: (أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا) رواه مسلم.
٤) من أفضل الأعمال (الطاعات) الدعوة إلى الله عزَّ وجلَّ، فقم بعمل برنامجٍ دعويٍ (في المسجد) أو (في الحي) ، وتقوم المرأة بعمل برنامجٍ دعويٍ (في الدار النسائية للقرآن الكريم) ، وكما قال تعالى في كتابهِ: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ... الآية} [النحل: ١٢٥] . وكما قال أيضاً حبيبنا المصطفى( صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّم):(بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً ) الحديث رواه البخاري.
ومن أعظم ما تُبلِّغ بِهِ: أحكام الصوم، بيان المفطِّرات، ما شُرع في رمضان، التحذير من الوقوع فيما يُذهب الصوم و ثوابهُ .
وتكون دعوتك للناسِ عن طريق الكلمات أو المحاضرات، أو توزيع الأشرطة الإسلامية، أو القراءة من كتاب، أو توزيع المطويَّات المفيدة، أو بث المقالات و المواعظ عبر القنوات الفضائية و المنتديات أو غير ذلك من الأعمالِ الدعوية التي يستفيد منها عبادُ الرحمان.
٥ ) إجتهد في أعمالٍ تنفعُ فيها المسلمين، ومنها تسجيل الفقراء في جمعيات البرِّ الخيرية، ومساعدة الجمعيات الخيرية على عملها، وعلى إيصال الصدقات إليها، والقيام بمساعدتها في التوزيع، وإكرام اليتامى و تفطير الصائم لما لهُ من أجرٍ عظيم كأجر الصائم ونحو ذلك من الأعمال المُفضّلة، والسعيَّ في تفريج الكُرَب عن إخوانك المسلمين، وكما قال( صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّم): (وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) حديث مُتفقٌ عليهِ رواهُ البخاري.
إعداد و تحضير الفقير إلى رحمةِ الله ،
أخيكم في الله: معاوية فهمي.
§§§§§§§§§§§§§§