بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
((الرهاب الاجتماعي))
الخوف الاجتماعي أومايسمى ب(الرهاب الاجتماعي ) أحد الأمراض النفسية المعروفة عند علماء النفس ، ,هو يصيب اْلإنسان في أي مرحلة من مراحل عمره الزمنية وهو عدم قدرته على مواجهة الناس والاختلاط بهم ، وعندما يهم بذلك يتصبب عرقه ويرتجف جسمه ، وينشف ريقه ، وتزداد ضربات قلبه ( الخفقان)وتبرد أطرافه، يقول علماء النفس :إن الشخص المصاب به:قد تعرض لنقد جارح وهو يؤدي عملا ما كإمامة المصلين في الصلاة ، فقد يخطئ في القراءة الجهرية فينتقده أحد المصلين بشدة ، وتبدأ معه الحالة وتتطور إلى أنه ممكن أن يترك الصلاة في المسجد لاسيما الصلاة الجهرية وقد يتطور الأمر فيصلي هذا الشخص في البيت، والأمراض النفسية عادة لا تظهر على الشخص أو يصاب بها إلا إذا كان لديه الاستعداد الوراثي لها وأعني بذلك إذا كان في تركيبة جسمه موروث جيني يدل على أن في أسرته أواحد أقربائه من أصيب بإحداها فتتفاعل العوامل البيئية الخارجية مع العوامل الوراثية الداخلية فتحدث المرض هذا على إفتراض أن الفرد الذي تعرض للموقف الناقد لديه الاستعداد أما إذا لم يكن لديه الاستعداد للمرض فعادة لايصاب بمثل هذا المرض ، فهناك بعض الناس تضعهم بين مرضى ولكنهم لا يصابون بالمرض لأنه ليس لديهم الاستعداد له أما بعض الناس فلو هب عليهم الهواء لسقطوا مرضى لأنهم لايملكون المقاومة والمناعة الكافية لصده .
أما علاج هذا المرض النفسي ، فسهل جدا وهو من أسهل الأمراض النفسية علاجا ويعالج لدى الطبيب النفسي في العيادة النفسية بصرف بعض الأدوية التي تخفف منه وتزيله -بإذن الله- كما أن المعالج النفسي يعرض المريض لجلسات من الاسترخاء التي تزيل القلق والتوتر من ثم يعرضه لما يخاف منه بالتدريج ويسمى ذلك ب( التحصين التدريجي ) أو ( إزالة الحساسية ) وهو ما يعرف بالعلاج السلوكي المعرفي ،أ ويعرضه للمواقف التي يرهبها ويخاف منها بتعريضه لها مباشرة ولكن الأطباء لايستخدمون هذا التكنيك خوفا من تعرض المريض لصدمة نفسية .
فمن يعاني من مثل هذه المخاوف المرضية عليه الا يتردد في مراجعة العيادة النفسية قبل أن يستفحل المرض ويتمكن منه ومن ثم يصعب علا جه .أذكر حادثة ما أن مصطفى كامل كان يعاني من مواجهة الناس أثناء ما كان يخطب ، فصار يذهب يوميا للبحر ويجمع أحجارا كبيرة تشبه الناس الجالسين أما مه وهو يشعر في قرارة نفسه أنهم ليسوا بناس ينتقدونه ، ثم يخطب فيهم إلى أن أحس أن الخوف قد زال عنه، وقد عرف عنه أنه أصبح فيما بعد خطيبا لامعا على المنابر، ولكن بإرادة الله ومن ثم بإرادته أستطاع أن يعالج نفسه بنفسه ، ,اذكر ما قرأت عن الشاعر أحمد شوقي لايلقي قصائده بنفسه ، وكذلك الشاعر السعودي عثمان بن سيار ، فإذا كنت تملك الإرادة القوية والجرأة ولديك الرغبة في علاج نفسك فلم لا تقدم على علاج نفسك بنفسك أفضل لك من العقاقير وسلبياتها ؟.
أردت أن أعطيك أخي القارئ أختي القارئة لمحة عن مرض الرهاب الاجتماعي بدون توسع وإذا شئت الاستزادة فما عليك إلا الرجوع لكتب علم النفس فهي تتحدث عن هذا الجا نب بإسهاب ، وأحب أن أحيطك علما أن بعض المرشدين في المدارس والمرشدات يعالجون مثل هذا المرض بالأنشطة المدرسية كالإذاعة المدرسية وتقديم كلمة أثناء طابور الصباح أو تكليف الطالب بتحكيم كرة القدم أو السلة أو الطائرة طبعا هذه مرحلة أخيرة في العلاج بعد تدريب الطالب أو الطالبة على المواجهة بالتدريج ، كما يقوم المرشد الطلابي بالمدرسة بتنظيم حلقات حوار ومناقشة ليتعلم الطالب على المناقشة والحوار الهادف ويبث المرشد الطلابي بين الطلاب وجوب احترام الغير وعدم نقد الطالب لزميله أمام زملائه أو مدرسيه مما يحرجه ويسبب له الخجل ، كما أنه ينهى الطلاب بأن يتخلقوا بأخلاق مشينة كالتنابز بالألقاب أو السخرية من بعض وغير ذلك ، فلا تتخوف أيها المصاب من مراجعة العيادة النفسية خوفا من أن توصم بالجنون ، فهذا غير صحيح وهذه نظرة المجتمع- مع الأسف- للأمراض النفسية ، وهذه النظرة حتما مع الزمن ستزول ، وتصبح زيارة الطبيب النفسي شيئا مألوفا عند المريض مثل زيارته للطبيب العام ، والسلام عليكم.
§§§§§§§§§§§§§