جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
التحذير من الفرق المخالفة لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم=شامل
التحذير من الفرق المخالفة لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم قال صلى الله عليه وسلم ))تتفرقأمتي إلى بضع وسبعون شعبة كلها في النار إلا واحدة .. قال الصحابة ومن هي يا رسولالله ؟ قال عليه أفضل الصلاة والتسليم : من كان على مثل ما أنا عليهوأصحابي(( لقد أخبر رسول الله « صلىالله عليه وآله وسلّم » بأنّ أمته سوف تفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة ، كما جاء عنأمير المؤمنين علي «رضي الله عنه» حيث قال : ( سمعت رسول الله « صلى الله عليهوآله وسلّم » يقول : إنّ أمّة موسى افترقت بعده على إحدى وسبعين فرقة ، فرقة منهاناجية ، وسبعون في النار ، وافترقت أمّة عيسى بعده على اثنتين وسبعين فرقة ، فرقةمنها ناجية ، واحدى وسبعون في النار ، وإنّ أمتي ستفترق بعدي على ثلاث وسبعين فرقة، فرقة منها ناجية ، واثنتان وسبعون في النار ) وهذه الرواية موافقة لما أخرجه ابنداود ، والترمذي ، وابن ماجة لقد بدأت بهذاالحديث الشريف ليكونركيزة هذا الحوار. فإذن هناك فرقة ضالة وفرقة على صواب. لأنه ليس من المعقولأن يكون الجميع على صواب , لأنه هناك جنة ونار. وقد قمتبجمع ودراسة أهم الفرق أو الشعب الاسلامية: الشيعةالاثني عشرية النصيرية أو العلوية الصوفية الدرزية الاباضية القاديانية الجهمية الاشاعرة المعتزلة المرجئة البهائية الاحباش وغيرها كثيــر .... وارتكزت على وضع تعريف الفرقة, عقيدتها, أئمتها, أماكنتواجدها. ورأيت جمعها في موضوع واحد ليسهل الرجوع إليها وخاصتاً الأعضاء الجدد منعاً لهم من التأثر بالفرق المخالفة وشحنهم علمياً للرد على المخالفين اسأل الله الإخلاص في القول والعمل ,,, اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ارجوا عدم الرد حتى يكتمل الموضوع تااابع
|
#2
|
|||
|
|||
الشيعة الإمامية الاثنى عشرية التعريف الشيعة الإمامية الإثنى عشريةهم تلك الفرقة من المسلمين الذين زعموا أن علياً هو الأحق في وراثة الخلافة دونالشيخين ابو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين. وقد أطلق عليهم الإمامية لأنهم جعلوا منالإمامة القضية الأساسية التي تشغلهم، وسُمُّوا بالاثني عشرية لأنهم قالوا باثنيعشر إماماً دخل آخرهم السرداب بسامراء على حد زعمهم. كما أنهم القسم المقابل لأهلالسنة والجماعة في فكرهم وآرائهم المتميزة، وهم يعملون لنشر مذهبهم ليعم العالمالإسلامي. أبرزالشخصيات الإثنا عشر إماماً الذين يتخذهمالشيعةالإماميةأئمة لهم يتسلسلون على النحو التالي: -1علي بن أبي طالب رضي الله عنه، الذييلقبونه بالمرتضى رابع الخلفاء الراشدين، وصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقدمات غيلةً حينما أقدم الخارجي عبد الرحمن بن ملجم على قتله في مسجد الكوفة في 17رمضان سنة 40 هـ. -2الحسن بن علي رضي الله عنهما، ويلقبونه بالمجتبى( 3-50ه(. -3الحسين بن علي رضي الله عنهما ويلقبونه بالشهيد ( 4- 61 ه(. -4عليزين العابدين بن الحسين ( 38-95ه ) ويلقبونه بالسجّاد. -5محمد الباقر بن عليزين العابدين ( 57-114ه ) ويلقبونه بالباقر. -6جعفر الصادق بن محمد الباقر ( 83-148 ه ) ويلقبونه بالصادق. -7موسى الكاظم بن جعفر الصادق ( 128-183 ه ) ويلقبونه بالكاظم. -8علي الرضا بن موسى الكاظم ( 148-203 ه ) ويلقبونهبالرضي. -9محمد الجواد بن علي الرضا ( 195-220 ه ) ويلقبونه بالتقي. -10عليالهادي بن محمد الجواد ( 212 ـ 254 ه ) ويلقبونه بالنقي. -11الحسن العسكري بنعلي عبد الهادي ( 232 ـ 260 ه ) ويلقبونه بالزكي. -12محمد المهدي بن الحسنالعسكري ( 256 ـ … ) ويلقبونه بالحجة القائم المنتظر. يزعمون بأن الإمام الثانيعشر قد دخل سرداباً في دار أبيه بِسُرَّ من رأى ولم يعد، وقد اختلفوا في سنه وقتاختفائه فقيل أربع سنوات وقيل ثماني سنوات، غير أن معظم الباحثين يذهبون إلى أنهغير موجود أصلاً وأنه من اختراعات الشيعة ويطلقون عليه لقب ( المعدوم أو الموهوم (. من شخصياتهم البارزةتاريخياً: 1- عبد الله بن سبأ، وهو يهودي من اليمن. أظهرالإسلامونقل ما وجده فيالفكر اليهودي إلى التشيع كالقول بالرجعة، وعدم الموت، والقدرة على أشياء لا يقدرعليها أحد من الخلق، والعلم بما لا يعلمه أحد، وإثبات البداء والنسيان على الله عزوجل -تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً-. وقد كان يقول في يهوديته بأن يوشع بننون وصي موسى عليه السلام، فقال في الإسلام بأن علياً وصي محمد صلى الله عليه وسلم. تنقل من المدينة إلىمصروالكوفةوالفسطاط والبصرة وقال لعلي: (أنت أنت) أي أنت الله، مما دفع علياً إلى أن يهمبقتله لكن عبد الله بن عباس نصحه بأن لا يفعل. فنفاه إلى المدائن. 2-منصورأحمد بن أبي طالب الطبرسي المتوفي سنة 588 ه صاحب كتاب الاحتجاج طبع في إيران سنة 1302 ه . 3-الكُليني صاحب كتاب الكافي المطبوع في إيران سنة 1278 ه، وهو عندهمبمنزلة صحيح البخاري عند أهل السنة ويزعمونبأن فيه 16199 حديثاً. 4-الحاجميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي المتوفى سنة 1320 ه، والمدفون في المشهدالمرتضوي بالنجف، وهو صاحب كتاب فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب يزعمفيه بأن القرآن قد زيد فيه ونقص منه. ومن ذلك ادعاؤهم في سورة الإنشراح نقص عبارة ( وجعلنا علياً صهرك )، معاذ الله أن يكون ادعاؤهم هذا صحيحاً. وقد طبع هذا الكتاب فيإيران سنة 1289 هـ. 5-آية الله المامقامي صاحب كتاب تنقيح المقال في أحوالالرجال وهو لديهم إمام الجرح والتعديل، وفيه يطلق على أبي بكر وعمر لقب الجبتوالطاغوت، (انظر 1/ 207 – طبع 1352ه بالمطبعة المرتضوية بالنجف(. 6-أبو جعفرالطوسي صاحب كتاب تهذيب الأحكام ، ومحمد بن مرتضى المدعو ملا محسن الكاشي صاحب كتابالوافي ومحمد بن الحسن الحر العاملي صاحب كتاب وسائل الشيعة إلى أحاديث الشريعة،ومحمد باقر بن الشيخ محمد تقي المعروف بالمجلسي صاحب كتاب بحار النوار في أحاديثالنبي والأئمة الأطهار، وفتح الله الكاشاني صاحب كتاب منهج الصادقين وابن أبيالحديد صاحب شرح نهج البلاغة. 7-آية الله الخميني: من رجالات الشيعة المعاصرين،قاد ثورة شيعية في إيران تسلمت زمام الحكم، وله كتاب كشف الأسرار وكتاب الحكومةالإسلامية. وقد قال بفكرة ولاية الفقيه. وبالرغم من أنه رفع شعارات إسلامية عامة فيبداية الثورة إلا انه ما لبث أن كشف عن نزعة شيعية متعصبة ضيقة ورغبة في تصديرثورته إلى بقية العالم الإسلامي، فقد اتخذ إجراءات أدى بعضها مع أسباب أخرى إلىقيام حرب استمرت ثماني سنوات مع العراق أهم العقائد 1-الإمامة: وتكون بالنص، إذ يجب أنينص الإمام السابق على الإمام اللاحق بالعين لا بالوصف، وأن الإمامة من الأمورالهامة التي لا يجوز أن يفارق النبي صلى الله عليه وسلم الأمة ويتركها هملاً يرى كلواحد منهم رأياً. بل يجب أن يعين شخصاً هو المرجوع إليه والمعول عليه. يستدلون علىذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد نص على إمامة علي بن ابي طالب رضي الله عنه من بعده نصاً ظاهراً يومغدير خم، وهي حادثة لا يثبتها محدثو أهل السنة ولا مؤرخوهم .ويزعمون أن علياً قد نصعلى ولديه الحسن والحسين .. وهكذا فكل إمام يعين الأمام الذي يليه بوصية منه،ويسمونهم الأوصياء. 2-العصمة: كل الأئمة معصومون عن الخطأ والنسيان، وعن اقترافالكبائر والصغائر. 3-العلم اللدني: كل إمام من الأئمة أُودع العلم من لدنالرسولصلى الله عليهوسلم بما يكمل الشريعة، وهو يملك علماً لدنيا، ولا يوجد بينه وبين النبي صلى اللهعليه وسلم من فرق سوى أنه لا يوحى إليه، وقد استودعهم رسول الله صلى الله عليه وسلمأسرار الشريعة ليبينوا للناس ما يقتضيه زمانهم. 4-خوارق العادات: يجوز أن تجريهذه الخوارق على يد الإمام، ويسمون ذلك معجزة وإذا لم يكن هناك نص على إمام منالإمام السابق عليه وجب أن يكون غياث الإمامة في هذه الحالة بالخارقة. 5-الغيبة: يرون أن الزمان لا يخلو من حجة لله عقلاً وشرعاً، ويترتب على ذلك أن الإمام الثانيعشر قد غاب في سردابه، كما زعموا وأن له غيبة صغرى وغيبة كبرى، وهذا منأساطيرهم. 6-الرجعة: يعتقدون أن الحسن العسكري سيعود في آخر الزمان عندما يأذنالله له بالخروج، وكان بعضهم يقف بعد صلاة المغرب بباب السرداب وقد قدموا مركباً،فيهتفون باسمه، ويدعونه للخروج حتى تشتبك النجوم، ثم ينصرفون ويرجئون الأمر إلىالليلة التالية. ويقولون بأنه حين عودته سيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماًوسيقتص من خصوم الشيعة على مدار التاريخ، ولقد قالت الإمامية قاطبة بالرجعة، وقالتبعض فرقهم الأخرى برجعة بعض الاموات. 7-التقية: (الكذب للمصلحة)وهم يعدونها أصلاً من أصول الدين،ومن تركها كان بمنزلة من ترك الصلاة، وهي واجبة لا يجوز رفعها حتى يخرج القائم، فمنتركها قبل خروجه فقد خرج عن دين الله تعالى وعن دين الإمامية، كما يستدلون على ذلكبقوله تعالى:} إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً } وينسبون إلى أبي جعفرالإمام الخامس قوله: "التقية ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له" وهميتوسعون في مفهوم التقية إلى حد كبير. 8-المتعة: يرون بأن متعة النساء خيرالعادات وأفضل القربات مستدلين على ذلك بقوله تعالى:} فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِمِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً }. وقد حرّم الإسلام هذا الزواج الذيتشترط فيه مدة محدودة فيما يشترط معظم أهل السنة وجوب استحضار نية التأبيد، ولزواجالمتعة آثار سلبية كثيرة على المجتمع تبرر تحريمه. يعتقدون بوجود مصحف لديهماسمه مصحف فاطمة: ويروي الكليني في كتابه الكافي في صفحة 57 طبعة 1278 ه عن أبيبصير ( أي جعفر الصادق ): "إن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام، قال: قلت: وما مصحففاطمة؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه حرف واحد منقرآنكم". 9-البراءة: إنهم يتبرؤون من الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمانرضي الله عنهموينعتونهم بأقبح الصفات لأنهم -كما يزعمون- اغتصبوا الخلافة دون علي رضي الله عنه الذي هو أحقمنهم بها، كما يبدؤون بلعن أبي بكر وعمر بدل التسمية في كل أمر ذي بال، وهم ينالونكذلك من كثير من الصحابة باللعن، ولا يتورعون عن النيل منأم المؤمنينعائشةرضيالله عنها. 10-المغالاة: بعضهم غالى في شخصية علي رضي الله عنه، والمغالون منالشيعة رفعوه إلى مرتبة الألوهية كالسبئية، وبعضهم قالوا بأن جبريل قد أخطأ فيالرسالة فنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، بدلاً من أن ينزل على علي لأن علياًيشبه النبي صلى الله عليه وسلم كما يشبه الغراب الغراب ولذلك سموابالغرابية. 11-عيد غدير خم: وهو عيد لهم يصادف اليوم الثامن عشر من شهر ذيالحجة، ويفضلونه على عيدي الأضحى والفطر ويسمونه بالعيد الأكبر، وصيام هذا اليومعندهم سنة مؤكدة، وهو اليوم الذي يدعون فيه بأن النبي قد أوصى فيه بالخلافة لعلي منبعده. يعظمون عيد النيروز وهو من أعياد الفرس، وبعضهم يقول غسل يوم النيروزسنة. لهم عيد يقيمونه في اليوم التاسع من ربيع الأول وهو عيد أبيهم، بابا شجاعالدين وهو لقب لقبوا به ( أبو لؤلؤة المجوسي ) الذي أقدم على قتل عمر بن الخطاب رضيالله تعالى عنه. يقيمون حفلات العزاء والنياحة والجزع وتصوير الصور وضرب الصدوروكثير من الأفعال المحرمة التي تصدر عنهم في العشر الأول من شهر محرم معتقدين بأنذلك قربة إلى الله تعالى وأن ذلك يكفر سيئاتهم وذنوبهم. ومن يزورهم في المشاهدالمقدسة في كربلاء والنجف وقم، فسيرى من ذلك العجب العجاب. الجذور العقائدية انعكست فيالتشيع معتقدات الفرس الذين يدينون لهم بالملك والوراثة وقد ساهم الفرس فيهلينتقموا من الإسلام -الذي كسر شوكتهم- باسم الإسلام ذاته. اختلط الفكر الشيعيبالفكر الوافد من العقائد الآسيوية كالبوذية والمانوية والبرهمية وقالوا بالتناسخوبالحلول. استمد التشيع أفكاره من اليهودية التي تحمل بصمات وثنية آشوريةوبابلية. أقوالهم في على بن أبي طالب وفي الأئمة من آل البيت تلتقي مع أقوالالنصارىفي عيسىعليه السلام ولقد شابهوهم في كثرة الأعياد وكثرة الصور واختلاق خوارق العاداتوإسنادها إلى الأئمة. أماكنالانتشار تنتشر فرقة الأثنى عشرية من الإمامية الشيعيةالآن في إيران، وتتركز فيها، ومنهم عدد كبير في العراق، ويمتد وجودهم إلى باكستان. كما أن لهم طائفة في لبنان، أما في سوريا، فهناك طائفة قليلة منهم، ولكنهم على صلةوثيقة بالنصيرية، الذين هم من غلاة الشيعة. , والبحرين وشمال عمان والمنطقة الشرقية في السعودية. |
#3
|
|||
|
|||
الصوفية الحمد لله الذي هداناللإسلام، وشرفنا بالانتساب إلى ملة خير الأنام وخاتم الرسل العظام الكرام، وسمانابالمسلمين، فأغنانا عن تسمية غيره من الأنام، وصلى الله وسلم على رسوله ما تعاقبالملوان، وعلى أصحابه وأزواجه والتابعين لهم بإحسان. وبعد.. من اقوى وسائل التضليل والتدليس والتلبيس على الناس المصطلحاتالمغلوطة، والشعارات الفارغة المبثوثة، والتعتيم على ذلك. شاع بين الناس قديماً وحديثاً أنه لا مشاحة فيالأسماء والألفاظ والمصطلحات، وإنما العبرة بالمضمون، لكن هذا الأمر ليس على عمومه،إذ هناك مصطلحات ومسميات لها ظلال واضحات، ومخالفات بينات، وعليها محاذيرخطرات. من تلك المصطلحاتوالتسميات التي تحمل تلك السمات والظلال مصطلح "الصوفية"، إذ يظنه البعض مرادفاًللإسلام، وموافقاً لشريعة ولد عدنان، بل يعتقد فريق من الناس أنه أعلى درجة منالإسلام، وأرفع منزلة منه، يَحْدُث هذا بسبب الجهل بحقيقةالإسلاموالصوفية معاً من ناحية، ولسكوت جلالعلماء عن بيان الفروق الكبيرة والمخـالفات الخطيرة بين الإسـلام والصوفية، إماخـوفاً وطمعاً، أورغباً ورهبـاً، ولله در الإمام أحمد بن حنبل حين قال: "إذا سكتالجاهل لجهله، وأمسك العالم تقية، فمتى تقوم لله حجة؟". لقد أمر الإسلام بالتناصح لله ولرسوله ولأئمةالمسلمين وعامتهم، ورفع الحرج عن هذه الأمة، حيث قال مشرعها: "من رأى منكم منكراًفليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وليس وراء ذلك مثقال حبةمن خردل من إيمان". وليتالساكت عن البيان – وهو شيطان أخرس – سكت عن المجاهرين بالحق، ورضي بأضعف الإيمانبدلاً من النفاق. منالمحزن أن يقدِّم أرسطو – وهو كافر – الحقَّ على موافقة أستاذه أفلاطون، ويستنكفالبعض عن إقرار القائلين بالحق أوحتى السكوت عنهم. من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لايشكرون أن الأرض لا تخلو من قائم لله بحجة قط، وأن الله عصم هذه الأمة أن تجتمع علىضلالة أوتتفق على بطالة، بل جعل طائفة منها لا تزال على الحق ظاهرة عالية لا يضرهامن خذلها ولا من عاداها حتى تقوم الساعة، كما أخبر الصادقالمصدوق. فما حقيقةالصوفية؟ ومتى ظهرت هذه البدعة في البرية؟ وما هي أخطر عقائدها ومخالفاتها دعك عنموافقتها أوتميزها عن المحجة البيضاء والحنيفية السمحة، على صاحبها أفضل الصلاةوأزكى التحية؟ هذا ما نودالإشارة إليه في إيجاز، نصحاً لله ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم، وتبرئة منالمسؤولية، ولعلها تصادف آذاناً صاغية، وقلوباً واعية، ونفوساًزاكية. دفعني لهذا البيانما سمعته من أغنية للشيخ البرعي وأنا راكب حافلة، إذ لا فرق بين الأغاني والسماعالصوفي الملحن1، بل السماع الصوفي أخطر وأضر لما يحويه منالشركيات والغلو، جاء فيها أن محمداً صلى الله عليه وسلم "أساس الصوفية"، لأن هذامن الكذب المبين، والافتراء المهين، الذي يدرج قائله من جملة المكذبين على سيدالمرسلين، وكذلك زعم البعض أن محمداً صلى الله عليه وسلم لبس الخرقة، كبرت كلمةتخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً، وأن علياً وجعفر رضي الله عنهما رقصاوتواجداً، بل إنالرسولصلى الله عليه وسلمتواجد. أما نسبة أبي بكروعمر وأبي ذر وغيرهم من الصحابة إلىالصوفيةفهي أقذر وأخس من نسبة عمر إلى "الديكتاتورية"، وأبي ذر إلى الاشتراكية، سيُكتب قول هؤلاءويسألون. متى ظهرت الصوفية؟ وإلى أي شيء ينتسبالصوفي؟ ظهرتالصوفية كما يقول العلماء المحققون في أواخر المائة الثانية أوأوائل المائة الثالثةبالبصرة. وينتسب الصوفيإلى لبس الصوف، وليس إلى الصفاء، ولا إلى أهل الصُّـفَّة، ولا إلى الصف الأول، ولاإلى غير ذلك من الدعاوي، لأن كل هذا تأباه اللغة ويكذبهالتاريخ. لقد لبس رسولناالكريم القطن والصوف وغيرهما، ونهى عن لباس الشهرة، الذي يتمثل في لبس الصوف،أوالمرقع، أوالتميز باللون الأسود أوالأخضر، لأن ذلك أصبح شعاراً للرافضةوالطرقية. ولباس الشهرة وهوالرفيع جداً، أوالوضيع جداً، أوالمخالف لما تعارف عليه الناس، حكمه في أرجح قوليالعلماء الحرمة، فليهنأ لابسه بمخالفة أمر الرسول صلى الله عليهوسلم. فالصوفية إذاً من العقائدالمحدثة، وهي مأخوذة من الفكر الرافضي الشيعي، الذي مصدره اليهودية الحديثة،والفلسفات والديانات القديمة. لميرد لفظ "صوفي" أو"صوفية" لا في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليهوسلم، ولا في أثر للصحابة الكرام ولا الأئمة الأعلام المقتدىبهم. مم يتكون الفكر الصوفي أوالعقيدة الصوفية؟ وماهيمصادره؟ يتكون الفكرالصوفي والعقيدة الصوفية من الآتي: أ. عقائد كفرية،نحو: #عقيدة الاتحاد والحلولوالفناء. الحلول: وهي بدعة كفريةأخذها من أخذها عن كفار الهند، ومعناها عندهم أن الله حالٌّ في مخلوقاته فلا انفصالبين الخالق والمخلوق، وليس في الوجود إلا الله، وهذا ما يسمى بوحدة الوجود. #جواز التوسل بالأنبياء والصالحين، الأحياء الغائبين والحاضرين منهم،والميتين. #اتخاذ الوسائط. #الغلو في الأنبياء والصالحين. #ادعاء أن بعض المشايخ تسقط عنهمالتكاليف الشرعية. #اعتقاد البعض أن درجة الولاية أعلى من درجةالنبوة، يقول محي الدين بن عربي: مقام النبوة في برزخ فوق الرسول ودون الولي #أن الرسول صلى الله عليهوسلم يُرى يقظة بعد وفاته، ويحضر الحوليات والموالد. #أن الرسول صلى الله عليه وسلم خُلق مننور، وأن الأنبياء من لدن آدم خلقوا من نور محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين. #تقسيم العلمإلى علم شريعة وحقيقة، أو ظاهر وباطن، وهو تقسيم لم ينزل الله به سلطاناً، ولا أثرعن أحد من الأعلام. #أن الرسول صلى الله عليه وسلم حي في قبره كحياته قبل وفاته، وأنه يعلمالغيب. #أن الشيخ يحضر عن وفاة مريديه وفي القبرويلقنهم الشهادتين: همحاضرين يا ليلىمع الملكين يـاليلى و ملقنـين يـاليلىللكلمتـين يـاليلى إلى غير ذلك من العقائدالكفرية المخالفة للشريعة المحمدية، فهذه مجرد أمثلة، ويمكن الرجوع إلى مصادرهم "فصوص الحكم" و"الفتوحات المكية" لابن عربي، و"طبقات الشعراني"، و"طبقات ود ضيفالله"، وغيرها؛ ونحن نعلم أن ليس كل صوفي يعرف هذه العقائد أو يدين بها، لكن جلالمشايخ يعلمونها ويعتقدونها. |
#4
|
|||
|
|||
ب. السماعالصوفي من المخالفاتالواضحة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم عند الصوفية السماع الصوفي، وهو عبارةعن قصائد مليئة بالشركيات والغلو في الرسول والمشايخ، وملحنة ومصحوبة بالآلاتالموسيقية. وهناك فرق بينها وبينإنشاد القصائد الزهدية الخالية من الشركيات والغلو والتلحين والآلات الموسيقية نحوالطبل "النوبة". فقدكرهه ونهى عنه الإمامان الكبيران الشافعي وأحمد وغيرهما رحمهم الله، فقال الشافعي وهو يتحدث عما خلفهببغداد: "التغبير أحدثه بعض الزنادقة ليصدوا به الناس عن كتاب الله"، وكان الإمامأحمد ينهى أتباعه عن سماع ذلك عندما أحدثه الحارثالمحاسبي. ج. الأوراد والأذكارالبدعية: كذلك منمخالفات الصوفية الأوراد والأذكار البدعية التي ألفها بعض المشايخ لأتباعهم، فما منطريقة إلا ولها أوراد خاصة بها تلزم بها أتباعها ومريديها، وفيما صح عن نبينا غنىوكفاية عما أحدثه المُحْدِثون قديماً وحديثاً، فمن لم يسعه ما وسع محمداً وصحبهوالتابعين لهم بإحسان فلا وسَّع الله عليه. مصادر التلقي عندالصوفية: ونعني بذلكمصادر هذه العقائد المنحرفة، والأذكار، والسماع الصوفي البدعي المحدث، يعتمدالصوفية في ذلك على الآتي: 1. الأحاديث الموضوعة والضعيفة جداً. 2. الرؤى، منامية أو يقظة، لرسول الله صلى الله عليه وسلمولمشايخهم. 3. الهواتفالشيطانية. 4. الذوق. 5. الحكايات المكذوبة،وادعاء الكرامات المزعومة المنسوبة لبعض مشايخهم. هل هناك علاقة بينالتقلل من الدنيا، والزهد، والإكثار من ذكر الله، وبينالصوفية؟ من الخلطالواضح والتلبيس الفاضح نسبة الزهد في الدنيا، والتقلل من نعيمها ومباحاتها، وعدمالاشتغال بها، والإكثار من ذكر الله عز وجل بالاذكار المشروعة إلى الصوفية، وعدمإضافة ذلك إلى الإسلام، وهذا أكبر بهتان وأعظم افتراء، سواء كان خلطاً متعمداًمقصوداً أو نتيجة جهل. إذ رسولناصلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام كانوا أئمة الزهاد والمتوكلين، ومطلقين للدنياوزخارفها الفانية، وكانوا أخشى عباد الله وأتقاهم. فلماذا ينسب هذا إلى الصوفية زوراً وبهتاناً ويسحب منشريعة المنزل عليه القرآن؟ وهو القائل: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"، والقائل: "والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوهافتهلككم كما أهلكتهم"، وكان يمر الشهر والشهران والثلاثة ولا توقد في بيوت رسولالله صلى الله عليه وسلم نار لصنع طعام، وعندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتسألن يومئذ عن النعيم"، قال له أصحابه: عن أي نعيم نُسأل؟ إنما هما الأسودانالتمر والماء، وسيوفنا على أكتافنا، والعدو أمامنا؛ قال: "لتسألن عن الأسودين"،والمراد سؤال تعداد النعم. كلهذا نتج من اللبس المتعمد والتضليل المقصود لمرادفة الصوفية وهي من البدع المحدثةللحنيفية السمحة والمحجة البيضاء. الذي ندين الله به ونلقاه عليه أن الإسلام بريء من الصوفية براءةالذئب من دم ابن يعقوب، وأن الصوفية شرع جديد يشمل بعض ما جاء به الإسلام وكثير منالنواقض والمبطلات له، هذا بجانب البدع المحدثات، والمخالفات الواضحات، فالمرء قديكون فيه شيء من الإيمان وأشياء من الكفر، كيف لا وقد قال صلى الله عليه وسلم لأبيذر: "إنك امرؤ فيك جاهلية"، فقط لقوله لأحد الصحابة: يا ابنالسوداء. أما من اعتقد أنالصوفية أفضل من الإسلام وأعلى منزلة ودرجة منه فليجددإسلامه. هل هناك صوفية معتدلة وأخرىمنحرفة؟ لا شك أنالصوفية ليسوا كلهم سواء، وأنهم متفاوتون قديماً وحديثاً، وأنه من الظلـم نسبةالجنيـد والفضيل بن عياض وأضرابهما من العباد والزهاد والأئمة الأخيار وقرنهم تحتاسم واحد وهو الصوفية مع الحلاج، وابن عربي، وابن سبعين، وابن الفارض،وغيرهم. فالأوائل من أئمةالمسلمين وإن صدرت منهم بعض المخالفات، وإن نسبوا إلى الصوفية، والأواخر أقرب إلىالزندقة منهم إلى الإسلام، ولذلك من الظلم نسبة الأوائل إلى الصوفية وإن صدرت منبعض الأكابر، فالصوفية معتدلهم وغاليهم من أهل البدع وإن تفاوتوا فيالدرجات. ولا يرد على هذا ما أثرعن شيخ الإسلامابنتيميةرحمه الله تقسيم الصوفية إلى ثلاث مراحل فهو وصف لحالهم، ولم يرد إقرارالأوائل منهم. هل يجوز لأحد أن ينتسب إلى طريقةصوفية؟ لا يحل لأحدأن يرضى بغير الإسلام اسماً وبديلاً، خاصة المصطلحات التي لها ظلال، ولا نعني بذلكالانتساب إلى المذاهب السنية الأربعة، ولا الانتساب إلى أهل السنة والجماعة، لأنهالا ظلال لها كالانتساب إلى طريقة صوفية، أو إلى فرقة عقدية، أو حزب أو جماعة يخالف ماكان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام في الاعتقاد والتصوروالسلوك. ونحن لا نشك أن الداخلفي بعض هذه الطرق قد يستفيد بترك بعض المعاصي وبتحسين سلوكه، لكن ما يفقده بانضمامهإلى تلك الطرق أضعاف أضعاف ما يكسبه منها، فدرء المفاسد مقدم على جلبالمنافع. ومن أخطر ما يصيبالمنتمي لهذه الطرق فساد العقيدة والتعصب المقيت لها، وكونه يصبح إمعة، لأن من شروطالانتساب لهذه الطرق أن يكون مع الشيخ كالميت بين يدي مغسله، ويقولون له: لا تعترضفتطرد؛ ويا فوز المطرودين ويا ندامة الباقين على هذه الحال، حيث قرر رسولنا الكريمأن الطاعة لا تكون إلا في المعروف. والطاعة في الإسلام للعلماء العاملين بعلمهم، ولولاة الأمر المؤتمرينبأمر العلماء، أما مشايخ الطرق وجلهم نالوا ذلك بالتوارث، ولا اهتمام لهم بالعلم،فلا تجب طاعتهم، ولا يحل لأحد أن يسألهم، حيث أمرنا بسؤال أهل الذكر وهم العلماء: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون". هذا مع يقيننا بأهمية المشيخة والتتلمذ على المشايخ العلماء لنيلالعلم الشرعي، فالعلم بالتعلم وليس بالتلقين كما يزعم الصوفية، ولا يرد على ذلك أنيبارك الله في فهم وعلم الإنسان: "واتقوا الله ويعلمكم الله"، وحاجة المرء إلىتزكية النفس والسمو بها لا تقل عن حاجته إلى العلم الشرعي، ولذلك قال ابن وهب: ماتعلمته من أدب مالك أضعاف ما تعلمته من علمه؛ ولذات السبب قال مالك وغيره: إن هذاالعلم دين فانظروا ممن تأخذون دينكم. أما بالنسبة للمشايخ الطرقية فهم لا يشتغلون بالعلم، وعمدتهم ما قالهالشبلي وغيره: إذا جاءوني بعلم الورق بذلت لهم علمالخِرَق!! وقد طلق كثير ممن دخلفي التصوف العلم الشرعي، منهم على سبيل المثال حمد النَّحلان، كما حكى ود ضيف اللهعنه، فقد طلق الفقه ثلاثاً، وهذا أول رغبات الشيطان ومتطلباته من أوليائه حتى يلقيفي عقولهم ما يشاء. وكان بعضالمشايخ السابقين عندهم شيء من الزهد والتقلل من الدنيا، أما الأحفاد والأبناء فقدزاحموا أهل الدنيا وبزوهم في ذلك، ورحم الله الشيخ العبيد ود بدر حين قال: "أناوأحمد ولدي فقراء ومساكين، والبعدنا أمراء وسلاطين، والبعدهمعكليتة2ود الأمين"، أوكما قال، وقد غشانا الزمن الذي تنبأ بهالشيخ ود العبيد، فالواجب الفرار منهم كالفرار من الأسد. الأسباب الشرعية التيتحرم الانتساب إلى الطرق الصوفية: الأسباب التي تنهى المسلم عن الانتساب إلى الطرق الصوفية خاصة،والمخالفة للإسلام من الأحزاب العلمانية وغيرها عامة مايأتي: 1. المخالفات العقدية والبدعالتي ذكرنا طرفاً منها. 2. عدمالاشتغال بالعلم الشرعي والاستعاضة عن ذلك بالحكايات المكذوبة والكراماتالمختلقة. 3. الصوفية في العقيدةمرجئة، ولذلك فهم لا يشتغلون بـ: · الجهاد في سبيل الله، بل بعضهم كان عوناً ولايزال للغزاة والمستعمرين في الجزائر وغيرها، وعندما غزى التتار بلاد الشام قال أحدالطرقية مطمئناً الناس ومثبطاً لهم عن الجهاد: يا خائفين من التتار لوذوا بقبـر أبيعمر لوذوا بقبر أبي عمر ينجيكـم منالخطـر فقال له شيخ الإسلام ومفتيالأنام: لو كان أبو عمر حياً واقفاً معنا ما استطعنا أن نفعل شيئاً ونحن في هذهالحال من فساد العقيدة وعدم الأخذ بالأسباب؛ ثم سعى هو وتلاميذه لتجميع الناسوتدريبهم وحضهم على القتال، مما كان له الفضل بعد الله في رد الغزاةودحرهم. · عدم الاشتغال بالأمر بالمعروفوالنهي عن المنكر. · التواكل والبطالة، ولهذا قال الإمام الشافعي: "أسس التصوف على الكسل". 4. الخوف من الممارسات الشركية المحبطة للأعمال والمخلدة لصاحبها في النار. 5. منافقة الصوفية للسلطان، كافراً كان أم مسلماً، وقد مردوا على ذلك وتفننوا فيه. 6. عدم الاشتغال بالدعوة إلى الله على بصيرة، ولا يرد على ذلك ما قام به بعض التجار من الصوفية ومن غيرهم. 7. عدم السعي لتحكيم شرع الله، بل من العوامل الرئيسة المساعدة في سقوط الخلافة العثمانية دخول بعض الخلفاء والأعيان في الطريقة النقشبندية(جماعة صوفية) وغيرها، وانشغالهم بها عن الجهاد. لا يرد على ذلك بعض الشذوذ، فالحكم للغالب. 8. الصوفية عامل مخدر للشعوب الإسلامية، "فليس في الإمكان خير مما كان"، "والله يولي من يصلح" هذه شعاراتهم. ولهذا عندما سئل الشيخ الإمام المالكي أبوبكر الفهري الطرطوشي عن جماعة من الصوفية يحضرون شيئاً من الطعام والشراب يأكلونه ويشربونه ثم يقومون إلى الرقص والتواجد حتى يقع أحدهم مغشياً عليه، وهي الحال العامة لجميع الطرقية، خاصة في الأعياد، وحوليات المشايخ، وليالي الاثنين والجمعة، هل الجلوس معهم جائز؟ فقال: افهم وفقك الله أن مذهب الصوفية ضلالة، وجهالة، وبطالة، وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله، وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري، لما اتخذ لهم عجلاً جسداً له خوار، قاموا يرقصون حواليه وتواجدون، فهو دين الكفار وعبَّاد العجل، وأما القضيب فأول من اتخذه الزنادقة ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى، وإنما كان يجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وكأنما على رؤوسهم الطير من الوقار، فينبغي للسلطان ونوابه أن يمنعهم من الحضور في المساجد وغيرها، ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم، ولا يعينهم على باطلهم، هذا مذهب مالك، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وغيرهم من أئمة المسلمين، وبالله التوفيق. وقد ذكروا له من قولهم: يا شيخ كف عن الذنوب قبل التفـرق و الـزلل واعمل لنفسك صالحـاً مـا دام ينفعك العمـل أما الشبـاب فقد مضى ومشيب رأسك قد نزل 9. الصوفية عامل من عوامل الفرقة والتشتت للأمة. 10. الصوفية حائل منيع وكثيف عن الوصول إلى الدين الخالص الذي جاء به الحبيب المصطفى والنبي المجتبى. 11. الصوفية عامل من عوامل إماتة السنن وإحياء البدع، فكم من سنة أماتوها وأضاعوها، وكم من بدعة أحيوها ونشروها وجادلوا عنها؟ والبدع كلها ضلال بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أوتي جوامع الكلم: "كل بدعة ضلالة"، من غير استثناء، فمن استحسن بدعة فبسبب هواه، أما المصالح المرسلة فلا علاقة لها بالبدع البتة. "إذا ظهرت بدعة اميتت سنة" قد يقول قائل: لماذا لم تذكر محاسنهم، أليس لهم محاسن؟ هذا من باب لزوم ما لا يلزم، لأنه إذا كانت المحاسن – إن وجدت – مغمورة بسيل من المفاسد والمضار فما فائدة ذكرها، بل لا حسنة واحدة مع فساد العقائد، ومخالفة السنة، وانتشار البدع. الخلاصة: أولاً: أن الصوفية من البدع الحادثة المخالفة للإسلام في عقائده، وشرائعه، وأذكاره، وأوراده. ثانياً: الصوفية شرع جديد مغاير لما جاء به البشير النذير. ثالثاً: لا علاقة البتة بين الزهد والتقلل من الدنيا والإكثار من ذكر الله وبين الصوفية، وكون بعض الصوفية رفعوا هذه الشعارات ومارسوا بعضها لا ينقلها ذلك من الإسلام إلى الصوفية. رابعاً: إن الدين عند الله الإسلام، وهو سمانا المسلمين، فعلينا أن لا نختار لقباً غير ذلك. خامساً: ما عند الصوفية من معتدلين وغلاة لا يقره الإسلام ولا يرضاه. سادساً: لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينسب رسول هذه الأمة أو أحد الصحابة أو التابعين لهم بإحسان إلى الصوفية، وإلا فقد أعظم على الله الفرية، وليعلم أنه سيحاسب على ذلك حساباً عسيراً. وأخيراً أسأل الله أن يرينا وجميع إخواننا المسلمين الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، ويعافينا من التعصب للآباء والأجداد، وأن يعيننا على قبول الحق والأخذ به، ولو جاءنا من منافق أوكافر، كما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه. لقد ضلت الصوفية فى باب الإيمان بربوبية الله سبحانه وتعالى فجعلت الله محتاجاً للأقطاب والأبدال والأوتاد ليسير بهم شئون الكون. وقد ضل الصوفية فى باب الإيمان بإلهية الله سبحانه وتعالى فدعوا مع الله ألهة أخرى. فدعوا المقبورين والأولياء. وضل الصوفية فى باب أسماء الله وصفاته حتى أنى قرأت لأحدهم من يزعم أن ( الذى ) من أسماء الله الحسنى. وضل الصوفية فى باب الإيمان بالقرآن حتى زعموا أن جبريل يتلقاه من النبى حتى قال له جبريل : ( سبحان الله منك وإليك ؟!) وهو مكذوب. وضل الصوفية فى باب الإيمان بالنبى حتى جعلوه قبة الكون من فضل جوده الدنيا ودرتها ، ومن بحر علمه علم اللوح والقلمِ. وضل الصوفية فى باب الإيمان بالقدر فزعموا ان الإنسان مسير لا مخير ، مجبر كالريشة التى تقلبها الرياح ، حتى أوقفوا شعيرة الجهاد ضد الغزاة الصليبيين المحتلين بزعم أن هؤلاء الفجرة الكفرة ينفذون مشيئة الله. وضل الصوفية فى باب الإيمان فزعموا أنه قول بلا عمل. وضل الصوفية فى باب العلم فتولوا نشر آلاف الأحاديث الموضوعة والمكذوبة عن رسول الله بزعم أنهم يكذبون له ، فحروفوا شرعه وأبدلوه. وهكذا نرى ، ما ترك الصوفية شيئاً من الدين صغيراً أو كبيراً إلا وغيروه وحرفوه وأبدلوا كما فعل اليهود و النصارى فى ملتهم. وآخر تلك الطعنات أن الصوفية تحولوا إلى أذناب الشيعة ، أو بالأحرى هم أذنابهم من أول يوم. وهم سفاؤهم حتى اليوم. الانتشار وأماكن النفوذ يكثر تواجد الصوفية في : مصر , جنوب سلطنة عمان , اليمن , والسودان ويتواجدون في الكثير من البلدان العالمية والله اعلم. |
#5
|
|||
|
|||
الإباضية وقالت الإباضية : لن يدخل الجنة إلا من كان إباضيا، وليسمخالفينا على شيء !!!!!!! بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاةوالسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه. أمابعد: فقد أخبر الله عناليهودوالنصارىأنهم جزموا وتألوا على الله أنه لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديا أو نصاريا ،فأكذبهم الله تعالى ، ورد مقالتهم وجعلها مقالة الكاذبين الذين لا يعلمون. فقالسبحانه وتعالى في ذلك : (وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَهُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِنكُنتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌفَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (112)وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِالنَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَكَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُبَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) ومعوضوح هذا الأمر ، ووضوح قوله صلى الله عليه وسلم : ( كل أمتي يدخلون الجنة إلامن أبى ، قيل ومن يأبى يا رسول الله ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة , ومن عصانيفقد أبى ) فجعل صلى الله عليه وسلم دخول الجنة بالطاعة الشرعية ، لابالانتساب إلى الفرقة الإباضية . إلا أن الأباضية قد خالفوا ذلك كله . فقالوا مقالة الضلال التي سبقهم بها اليهود والنصاري ، فزعموا أنه لن يدخلالجنة إلا من كان إباضيا. (تلك أمانيهم ، قل هاتوا برهانكم إن كنتمصادقين) وزعموا أن أهل السنة والجماعة مرجئة شكاك ليسوا على شيء من الدين . ( وهم يتلون الكتاب ، كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم فيماكانوا فيه يختلفون). وجعلوا طاعة الله حكرا على من كان إباضيا ، فمن لم يكنإباضيا لم يكن لله طائعا ، ولا لرسوله صلى الله عليه وسلم متبعامقتديا. ورغم كل ذلك يتغنون بأنهم يتسامحون مع الأمة الإسلامية ، وما ذلكعندهم إلا تشبيها لهم في المعاملة بمعاملة النبي صلى الله عليه وسلم لرأس الكفروالنفاق عبد الله بن أبي بن سلول وزمرته. وهم لا حجة لهم في قولهم الأول إلاأن أهل النهروان المحكمة الشراة هم الذين بقوا على دين الله ودين محمد صلى اللهعليه وسلم ودين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، حين نكص عن ذلك بقية الصحابة الكرامكعثمان وعلي وغيرهما . وأن عبد الله بن أباض كان على ما كان عليه أهلالنهروان ، حين خالف ذلك الأزارقة والصفرية والنجدات وسائر فرق الخوارج . وأن فرقة واحدة من الفرق المنتسبة للإباضية هي على الحق وهي التي كانت علىما عليه محبوب بن الرحيل العبدي ، بعد أن ادعى الإباضية من ادعاها من الفرقالمخالفة للمحبوبية الإباضية . وسوف تقرأ أخي الكريم قول الإباضية في رسولالله صلى الله عليه وسلم ، أنهم لم يحكموا بأنه من أهل الجنة قطعا لأجل ظاهر حالهالشريفة صلى الله عليه وسلم ، وسيرته العطرة ، وإنما فقط لأنه ورد من الله سبحانهوتعالى التعيين عليه بأنه من أهل الجنة. وأنهم لو كانوا قد حكموا بأن النبيصلى الله عليه وسلم من أهل الجنة قطعا لظاهر حاله صلى الله عليه وسلم ، لترتب علىذلك لوازم باطلة ، وتناقض ظاهر. فنعوذ بالله سبحانه وتعالى من هذا الضلالالمبين ، والزيغ العظيم. وبالتالي سنلاحظ أنهم اقتصروا في ذكر الصحابةرضوان الله عليهم على الشهادة للشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بأنهما على دينالنبي صلى الله عليه وسلم ، دون أن يشملوا بقولهم جميع الصحابة رضوان اللهعليهم. بحجة شهرة الشيخين بذلك ، وكأن بقية الصحابة لم يشتهروا إلا بمخالفةدينالرسولصلى اللهعليه وسلم ، أو كان أمرهم خفيا ، وشأنهما في ذلك مطويا. وهل هذا إلا من آثارتشكيكهم في طهارة هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم وفي عدالتهم وديانتهم وصدقهموأمانتهم في تبليغ الدين ، وبيان الشرع ، والالتزام بسنة النبي صلى الله عليهوسلم. وستجد أيها القارئ الكريم : أن الإباضية حين يجزمون بلا شك ولا ريب أنمخالفهم في النار خالد مخلد فيها أبد الآبدين (ولو كان مجاهدا مصليا قائما ذاكرازاهدا ورعا تقيا وعالما فاضلا ما دام أنه مات على غير مذهبالإباضية). ستجدهم إلى جوار ذلك لا يجزمون بأن أبي بكر وعمر رضي الله عنهمامن أهل الجنة ، بل يقولون : حاش لله أن نقول بذلك!!! وإنما يزعمون أنهما إنكانت سريرتهما كعلانيتهما ، وماتا على ذلك فحينئذ يكونان من أهلالجنة. ويقولون أنه يمكن في علم الله تعالى أن تكون سريرتهما خلاف ما أظهروهفي علانيتهما. وأنهم وإن أحسنوا فيهم الظن إلا أنهم لا يحكمون بحسن الظنهذا. فأين الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه في أن أبا بكروعمر من أهل الجنة ، وأنهما سيدا كهول أهل الجنة. فقد قال صلى الله عليهوسلم : (أبو بكر و عمر، سيدا كهول أهل الجنة، من الأولين و الآخرين) قالالألباني : صحيح بمجموع طرقه (السلسلة الصحيحة 824 ) وفي لفظ: (أبو بكر وعمرسيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين ) وقال الألباني :صحيح (صحيح ابن ماجه 82 ) هذا هو اعتقادهم في أبي بكر وعمر فكيف بباقيالعشرة رضوان الله عليهم أجمعين ، وفيهم عثمان وعلي . أم كيف هو اعتقادهم فيبقية الصحابة رضوان الله عليهم. أما كيف هو اعتقادهم في ابني النبي صلى اللهعليه وسلم الحسن والحسين رضي الله عنهما . وقد قال فيهما النبي صلى الله عليه وسلم : (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما) قال الألباني : صحيح (صحيح ابن ماجه: 96 ) وقد بلغ الأمر عند الإباضية أن ينكروا على بعضهم بعضاأن يرجوا أحدهم للإباضي دخول الجنة ، بل لا يجوز له إلا أن يقطع بذلك ويجزم دون شكولا تردد. وأن يقطع ويجزم بأن من مات على دين أهل النهروان فهو في الجنةقطعا وجزما ، ومن مات على خلافه فهو في النار قطعا وجزما. هذه هي حقيقةالإباضية ، صرحوا بها في كتبهم ، وأفردوا لها في التصنيف مؤلفات ، وحاججوا عليها ،وانكروا على منكرها. وعدوه ضالا زائغا عدوا لله رب العالمين. وسوف تطالع أخيالقارئ هذه الحقائق في كلامهم وأقوال علمائهم يعزوها بعضهم إلى بعض بلا نكيربينهم. فتأمل أخي هذا الضلال العظيم ، وقارن بينه وبين ما قالته اليهودوالنصارى من التمنى والتألي على رب العالمين. ===== من همالإباضية؟. الحمد لله أولاً : التعريف : الإباضيةإحدى فرق الخوارج ، وتنسب إلى مؤسسها عبد الله بن إباض التميمي ، ويدعي أصحابهاأنهم ليسوا من الخوارج ، وينفون عن أنفسهم هذه النسبة ، والحقيقة أنهم ليسوا منغلاة الخوارج كالأزارقة مثلاً ، لكنهم يتفقون مع الخوارج في مسائل عديدة منها : تعطيل الصفات, والقول بخلق القرآن, وتجويز الخروج على أئمة الجور . ثانياً : لمن تنسبالإباضية : * مؤسسها الأول عبد الله بن إباض من بني مرة بن عبيد بن تميم ،ويرجع نسبه إلى إباض وهي قرية العارض باليمامة ، وعبد الله عاصر معاوية وتوفي فيأواخر أيام عبد الملك بن مروان . ثالثاً : أهم العقائد : * يظهر من خلال كتبهم تعطيل الصفات الإلهية ، وهم يلتقون إلى حدبعيد مع المعتزلة في تأويل الصفات ، ولكنهم يدعون أنهم ينطلقون في ذلك من منطلقعقدي ، حيث يذهبون إلى تأويل الصفة تأويلاً مجازياً بما يفيد المعنى دون أن يؤديذلك إلى التشبيه ، ولكن كلمة الحق في هذا الصدد تبقى دائماً مع أهل السنة والجماعةالمتبعين للدليل ، من حيث إثبات الأسماء الحسنى والصفات العليا لله تعالى كماأثبتها لنفسه ، بلا تعطيل ولا تكييف ولا تحريف ولا تمثيل . * ينكرون رؤية المؤمنين لله تعالى في الآخرة . * يحرفون بعض أمور الآخرة وينفون حقيقتها كالميزان والصراط . * صفات اللهليست زائدة على ذات الله ولكنها هي عين ذاته . * القرآن لديهم مخلوق، وقد وافقوا الخوارج في ذلك ، يقول الأشعري في مقالات الإسلاميين ( والخوارججميعاً يقولون بخلق القرآن ) مقالات الإسلاميين 1/203. * مرتكب الكبيرةعندهم كافر كفر نعمة أو كفر نفاق . * الناس في نظرهم ثلاثةأصناف : - مؤمنون أوفياء بإيمانهم . - مشركون واضحون فيشركهم . - قوم أعلنوا كلمة التوحيد وأقروا بالإسلام لكنهم لم يلتزموا بهسلوكاً وعبادة فهم ليسوا مشركين لأنهم يقرون بالتوحيد ، وهم كذلك ليسوا بمؤمنينلأنهم لا يلتزمون بما يقتضيه الإيمان ، فهم إذن مع المسلمين في أحكام الدنيالإقرارهم بالتوحيد وهم مع المشركين في أحكام الآخرة لعدم وفائهم بإيمانهمولمخالفتهم ما يستلزمه التوحيد من عمل أو ترك . * يعتقدون بأن مخالفيهم منأهل القبلة كفار غير مشركين ، ومناكحتهم جائزة وموارثتهم حلال، وغنيمة أموالهم منالسلاح والخيل وكل ما فيه من قوة الحرب حلال وما سواه حرام . * مرتكبالكبيرة كافر ولا يمكن في حال معصيته وإصراره عليها أن يدخل الجنة إذا لم يتب منها، فإن الله لا يغفر الكبائر لمرتكبيها إلا إذا تابوا منها قبل الموت . * الذي يرتكب كبيرة من الكبائر يطلقون عليه لفظة (كافر) زاعمين بأن هذا كفر نعمة أوكفر نفاق لا كفر ملة ، بينما يطلق عليه أهل السنة والجماعة كلمة العصيان أو الفسوق، ومن مات على ذلك – في اعتقاد أهل السنة – فهو في مشيئة الله ، إن شاء غفر لهبكرمه وإن شاء عذبه بعدله حتى يطهُر من عصيانه ثم ينتقل إلى الجنة ، أماالإباضيةفيقولون بأن العاصي مخلد في النار ، وهي بذلك تتفقمع بقية الخوارج والمعتزلة في تخليد العصاة في جهنم . * ينكرون الشفاعةلعصاة الموحدين ، لأن العصاة – عندهم – مخلدون في النار فلا شفاعة لهم حتى يخرجوامن النار . *يتهجم بعضهم على أمير المؤمنين عثمانبن عفان ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص رضي الله عنهم . موسوعة الأديان والمذاهب المعاصرة ( 1 / 63 فرقالإباضية: انقسمتالإباضيةإلى فرق، منها ما يعترف به سائر الإباضية، ومنهاما ينكرونها ويشنعون على من ينسبها إليهم، ومن تلك الفرق: 1-الحفصية:أتباع حفص بن أبي المقدام. 2-اليزيدية:أتباع يزيد بن أنيسة. 3-الحارثية:أتباع حارث بن يزيد الإباضي. 4-أصحاب طاعة لايراد بها الله(). ولهذه الفرق من الأقوال والاعتقاداتما لا يشك مسلم في كفرهم وخروجهم عن الشريعة الإسلامية. ورغم أنعلماء الفرق قد أثبتوا نسبتها إلىالإباضيةإلا أنعليّ معمر-في كتابهالإباضيةبين الفرق الإسلامية- أخذ يصول ويجول وينفي وجود هذه الطوائف عندالإباضيةأشد النفي، ويزعم أن علماء الفرق نسبوها إلىالإباضيةظلماً وخطأ() وهذا الرد منه لا يسلم له على إطلاقه، لأن انحراف هذه الفرق فيآرائهم لا يقوم دليل قاطع على عدم انتسابهم إلى الإباضية؛ إذ يجوز أن يكون هؤلاءالزعماء كانوا في صفوفالإباضيةثم انفصلوا عنهمبآرائهم الشاذة، وتظل نسبتهم إلىالإباضيةثابتة فيالأصل، كما أنه لا يمنع أن يخرج بعض أفراد المذهب عن عامة أهل المذهب وتبقى نسبتهمإليهم لو مجرد التسمية –ثابتة- وإضافة إلى تلك الفرق السابقة فإنه يوجد ست فرق أخرىللإباضية في المغرب هي: 1-فرقة النكار: زعيمهمرجل يسمى أبا قدامة يزيد بن فندين الذي ثار في وجه إمامالإباضيةبالمغرب عبد الوهاب بن رستم. وسميت هذه الفرقةبالنكارية لإنكارهم إمامة ابن رستم. وقد سميت الفرقةالموافقة لعبد الوهاب بن رستم ((بالوهابية أو الوهبية))}}ليست هذه التسمية لأهل السنة والجماعة أصلاً لأن هذه الجماعة ظهرت في القرن الثاني الهجري 2هـ , تمنيا بالقائد الاباضي في المغرب عبد الوهاب بن رستم, الذي بطش بأهل المغرب ونكل بأهلها, والشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب ظهر في القرن الثاني عشر الهجري 12هــ , وإنما أطلق لفظ الوهابية على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ,لتنفير الناس عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي دعت لعبادة الله وحده وإقامة سنة النبي صلى الله عليه وسلم , وهدم الاضرحة التي تعبد من دون الله ,, فجزاه الله عنا خير الجزاء , ورحمه الله{{ 2-النفاثية:نسبة إلى رجل يسمى فرج النفوسي المعروف بالنفاث،ونفوسة قرية تقع في ليبيا. 3-الخلفية:نسبة إلى خلفبن السمح بن أبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري الذي كانت له مناوشات معالدولة الرستمية. 4-الحسينية:وزعيمهم رجل يسمىأبا زياد أحمد بن الحسين الطرابلسي. 5-السكاكية:نسبة إلى زعيمهم عبد الله السكاك اللواتي من سكان قنطرار، تميز بأقوال تخرجه عنالإسلام، وقد تبرأت منهالإباضية. 6-الفرثية:زعيمهم أبو سليمان بن يعقوب بن أفلح. ونفسالموقف السابق لعليّ يحيى بن معمر من الفرق السابقة وقفه أيضاً ضد هذه الفرق وأنكرأن تكون منالإباضيةوشكك في وجود بعض هذه الفرق،فضلاً عن نسبتها إلىالإباضية() إلا أن كثيراً منالعلماء يذكرون أن هذه الفرق هي ضمنالإباضيةبالمغرب. 5-دولة الاباضية: قامتللإباضية دولتان:إحداهما في المغرب والأخرى في المشرق –سلطنة عمان- تمتع المذهبالإباضي فيهما بالنفوذ والقوة. وساعد انتشار المذهب الإباضي في عمانبُعْدُها عن مقر الخلافة، ثم مسالكها الوعرة. ويرجع دخول المذهب الإباضي عمان إلى فرار بعض الخوارج بعدمعركة النهروان إلى هذا البلد؛ كما يرى بعض العلماء. ولكنالسالمي من علماءالإباضيةيرى أندخول المذهب إلى عمان يرجع إلى قدوم عبد الله بن إباض. وعلى أي حال فقد قويالمذهب وأراد أهل عمان الاستقلال عن الخلافة العباسيةعهد السفاحوالمنصور،وانتخبوا لهم خليفة هو الجلندي بنمسعود ابن جيفرالأزدي،إلا أن جيوش الخلافة العباسية قضت على حلم أهل عمان وظلت جزءاً منالدولة العباسية إلى سنة 177هـ، حيث بدأت نزعة الاستقلال وولوا عليهم سنة 179هـإماماً منهم، واستمر ولا تهم في الحكم في عمان ابتداءًبأول خليفةوهو محمد بن أبي عفان الأزدي،ثم الوارث بن كعب الخروصي، ثم غسان بن عبدالله، ثم عبد الملك بن حميد، ثم المهنا بن جيفر اليحمدي، ثم الصلت بن مالك الخروصي،ثم راشد بن النظر اليحمدي الخروصي، ثم عزام بن تميم الخروصي، ثم سعيد بن عبد اللهبن محمد بن محبوب، ثم راشد بن الوليد، ثم الخليل بن شاذان، ثم محمد علي، ثم راشد بنسعيد، ثم عامر بن راشد بن الوليد(). وبعدهمحمد بن غسانبن عبد الله الخروصي،والخليل بن عبد الله ومحمد بن أبي غسان وموسى بن أبيالمعالي وخنبش بن محمد والحواري بن مالك، وأبو الحسن بن خميس وعمر بن الخطاب ومحمدبن محمد بن إسماعيل الماضري وبركات بن محمد بن إسماعيل. ثم جاءتأئمة اليعاريةالذين قوي نفوذهم جداً واستمروا إلى أن حدثتالانشقاقات والتفرق بينهم، فتدخلت الدولالاستعمارية وقضت علىالإمامة(). أمابالنسبة لدولةالإباضيةفي المغرب فإن قيام هذه الدولة كان نتيجة لانتشارالمذهب الإباضي هناك بين قبائل البربر. ولقد كانت البصرة هي إحدىالقواعد الأساسية لدعاة المذهب الإباضي،حيث يتخرج منها دعاة هذا المذهب وينتشرونفي أماكن كثيرة، وتعتبر المرجع لجميعالإباضيةفي كلمكان، إذ يأتون إليها ويتزودون منها علماً وخططاً لنشر مذهبهم وإقامة حكمهم، في ذلكالوقت وفد إليها رجال هذا المذهب ثم خرجوا إلى المغرب وأسسوا دولتهم إلى جانب دولةالصفرية الخارجية. وطريقة قيام المذهب الإباضي تمت بوضعخطة للقبض على زمام السلطة شيئاً فشيئاً، وكان أول زعيم لهم هو أبو الخطاب عبدالأعلى بن السمح المعافري، فاستولوا على طرابلس ثم عيَّن عبد الرحمن الرستمي قاضياًعليها وواصل أبو الخطاب انتصاراته، ولكن جيش الخلافة العباسية دحرهم في معركة قتلفيها أبو الخطاب وتفرقتالإباضية. ثمقامعبد الرحمن الرستميالذي يعتبر مؤسس الدولة الرستميةالإباضيةفي المغرب بمحاولات الاستقلال، وتمت لهالسيطرة على أماكن كثيرة وسلموا عليه بالخلافة سنة 160هـ وهو فارسي الأصل. وقد توفي سنة 171هـ فاختاروا ابنه عبد الوهاب الذي واصل تنمية المذهبواجتمعت عليه الكلمة إلى أن مات،فخلفه ابنه أفلح بن عبد الوهابوسار على طريقة والده وأحبه الناس،وبعد وفاته تولى ابنه أبو اليقظان محمدابن أفلح، فأحب الناس سيرته إلى أن توفي فخلفه ابنهأبو حاتم يوسفبن محمد بن أفلح إلا أنالعلاقة ساءت بينه وبين عمه يعقوب بن أفلح ودارتبينهم معارك هائلة، ومن هنا بدأت الدولة الرستمية في الأفول وداهمتهم الشيعة بقيادةأبي عبيد الله الشيعي وانتهت أسرتهم في سنة 296هـ فرثاهم علماءالإباضيةكثيراً(). |
#6
|
|||
|
|||
- موقفالإباضيةمن المخالفين لهم: أ-موقفهم من سائرالمخالفين: تتسم معاملةالإباضيةلمخالفيهمباللين والمسامحة وجوزوا تزويج المسلمات من مخالفيهم. وهذا ما يذكره علماءالفرق عنهم، إضافة إلى أن العلماء يذكرون عنهم كذلك أنالإباضيةتعتبر المخالفين لهم من أهل القبلة كفار نعمة غيركاملي الإيمان ولا يحكمون بخروجهم من الملة، إلا أن هذا المدح ليس بالاتفاق بينالعلماء؛ فهناك من يذكر عنالإباضيةأنهم يرون أنمخالفيهم محاربون لله ولرسوله وأنهم يعاملون المخالفين لهم أسوأ المعاملة. والحقيقة أن القارئ لكتب علماء الفرق يجد أنهم متعارضون في النقل عنهم إلاأن يقال: إن طائفة منالإباضيةمعتدلون وآخرونمتشددون. ولهذا وجد علي يحيى معمر ثغرة في كلام علماء الفرق ليصفهم بالتناقضوالاضطراب في النقل إلى آخر ما أورد من انتقادات لا تسلم له على إطلاقها. وذلك أنك تجد في بعض كلام علماءالإباضيةأنفسهم الشدة في الحكم على المخالفين لهم ووصفوهم بأنهم الكفار وأنهم من أهل النارما لم يدينوا بالمذهب الإباضي، وتجد آخرين يتسامحون في معاملة المخالفين لهم ويبدوعليهم اللين تجاههم. وتجد التعصب في حكمهم على مخالفين ظاهراً قوياً منقراءتك لكتاب مقدمة التوحيد لابن جميع، وكتاب الحجة في بيان المحجة في التوحيد بلاتقليد للعيزابي، ورسالة في فرقالإباضيةبالمغربللمارغيني، وكتاب الدليل لأهل العقول للورجلاني، وكذا العقود الفضية، وكشف الغمةالجامع لأخبار الأمة- فإن القارئ لهذه الكتب يجد التشدد تجاه المخالفين قائماً علىأشده كما تشهد بذلك مصادرهم المذكورة. ومع هذا فإن العلماء و المتقدمينوكثيراً من المتأخرين يذكرون عبارات كثيرة تصفالإباضيةبالتسامح واللين تجاه المخالفين ممن يدعون الإسلامإلا معسكر السلطان فإنه دار بغي وحرابة، ومع ذلك نفى عليّ يحيى معمر أن يكون منمذهبالإباضيةأنهم يرون أن معسكر السلطان معسكر بغيوحرابة، ولكنه-وهو يقسم حكام المسلمين في كتابهالإباضيةبين الفرق الإسلامية- جعل هذا الوصف ينطبق علىالحاكم الذي يخرج عن العدل ولا يطبق أحكام الإسلام كاملة(). ومن خلالالأمثلة الآتية من كلام العلماء حول موقفالإباضيةمنالمخالفين لهم تجد مصداق ما قدمنا إجماله فيما يلي: 1- اللين والتسامح معالمخالفين: أ-ما قاله عنهم كتَّاب الفرق. ب-ما قالوه هم في كتبهم. أما ما قاله علماء الفرق عنهم: فمثلاً نجد أن الأشعري يقول: ((وأماالسيف فإن الخوارج جميعاً تقول به وتراه، إلا أنالإباضيةلا ترى اعتراض الناس بالسيف)) (). وقالأيضاً: ((وجمهورالإباضيةيتولى المحكِّمة كلها إلامن خرج، ويزعمون أن مخالفيهم من أهل الصلاة كفار ليسوا بمشركين)) (). ثمقال عنهم كذلك: ((وزعموا أن الدار أي دار مخالفيهم- دار توحيد إلا معسكر السلطانفإنه دار كفر يعني عندهم)) (). إلى أن قال: ((وفي المعركة لا يقتلونالنساء ولا الأطفال على عكس ما يفعله الأزارقة)) (). أما البغدادي والشهرستاني فيذكران عنالإباضيةأنهم يرون أنمخالفيهم براء من الشرك والإيمان، وأنهم ليسوا مؤمنين ولا مشركين ولكنهم كفار(). وأما ما قالوه هم عن أنفسهم: فنجد صاحب كتاب الأديان الإباضي وهويعدد آراء الأخنس –زعيم فرقة الأخنسية –يقول: (وجوَّز تزويج نساء أهل الكبائر منقومهم على أصول أهل الاستقامة)) (). ونجده كذلك يؤكد على أنه لا يجوز منأهل القبلة إلا دماءهم في حالة قيام الحرب بينهم وبينالإباضية(). ويأتي أبو زكريا الجناوني فيؤكد أنهيجوز معاملة المخالفين معاملة حسنة، غير أنه ينبغي أن يدعو إلى ترك ما به ضلوا فإنأصروا ناصبهم إمام المسلمين الحرب حتى يذعنوا للطاعة ولا يحل منهم غير دمائهم(). وهناك نصوص في مسامحةالإباضيةللمخالفين لهممن حسن المعاملة وعدم اغتيالهم أو استعراضهم وتحريم أموالهم. يذكرها عنهمعلي يحيى معمر مع عزوها إلى قائليها في كتابهالإباضيةبين الفرق الإسلامية، في معرض نقده كلام علماءالفرق عنالإباضية() لا نرى ضرورة للتطويل بنقلهاهنا. 2- الشدة على المخالفين: 1-ما يقوله عنهم علماء الفرق: يقول البغدادي عنهم: ((إنهم يرون أن المخالفين لهم كفار وأجازوا شهادتهموحرموا دماءهم في السر واستحلوها في العلانية... وزعموا أنهم في ذلك محاربون للهولرسوله ولا يدينون دين الحق، وقالوا باستحلال بعض أموالهم دون بعض والذي استحلوهالخيل والسلاح، فأما الذهب والفضة فإنهم يردونها على أصحابها عند الغنيمة(). وقد سبق قول الأشعري عنهم. ((وقالوا جميعاً: إن الواجب أن يستتيبوامن خالفهم في تنزيل أو تأويل، فإن تاب وإلا قتل، كان ذلك الخلاف فيما يسع جهلهوفيما لا يسع(). 2-ما قالوه هم في كتبهم: روى الجيطالي الإباضي عنالإمام عبد الوهاب أنه قال: سبعون وجهاً تحل بها الدماء، فأخبرت منها لأبي مرداسبوجهين فقال: من أين هذا من أين هذا؟ وفي كتاب سير المشائخ أن الإمام كانيقول: عندي أربعة وعشرين وجهاً تحل بها دماء أهل القبلة، ولم تكن منهم عند أبيمرداس رحمه الله إلى أربعة أوجه وقد شدد علي فيهم(). ويقول المارغينيمنهم: ((وقالت المشائخ إن هذا الدين الذي دنا به الوهبية منالإباضيةمن المحكِّمة دين المصطفى صلى الله عليه وسلم هوالحق عند الله وهو دين الإسلام، من مات مستقيماً عليه فهو مسلم عند الله، ومن شكفيه فليس على شيء منه، ومن مات على خلافه أو مات على كبيرة موبقة فهو عند الله منالهالكين أصحاب النار)) (). وقال العيزابي منهم: ((الحمد لله الذي جعلالحق مع واحد في الديانات فنقول معشرالإباضيةالوهابية: الحق ما نحن عليه والباطل ما عليه خصومنا؛ لأن الحق عند الله واحد،ومذهبنا في الفروع صواب يحتمل الخطأ ومذهب مخالفينا خطأً يحتمل الصدق)) (). ولا يقلُّ الوارجلاني تشدداً عن من سبق، فهو يقول: فإن قال قائل: هذه أمة أحمد صلى الله عليه وسلم قد قضيتم عليها بالهلاك وبالبدعة والضلال وحكمتمعليها بدخول النار ما خلا أهل مذهبكم. قلنا: إنما قضاه رسول الله صلى الله عليهوسلم-لا نحن- بقوله: حيث يقول: ((ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهن في النارما خلا واحدة ناجية ...كلهم يدعي تلك الواحدة)) (). وهناك نصوص كثيرة أخرىفي تزكية مذهبهم وبطلان ما عداه من المذاهب، وأن الله لا يقبل أي دين غير دينالإباضيةوالوهبية عن صاحب العقود الفضية() و السالمي() وجاعدين خميس الخروصي()، وصاحب كشف الغمة()، وصاحب النيل وشفاء العليل() وابنجميع() وغيرهم من علماءالإباضية. ب-موقفالإباضيةمن الصحابة: موقفالإباضيةمن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم: منالأمور المتفق عليها عند سائر الخوارج الترضي التام والولاء والاحترام للخليفتينالراشدين أبي بكر وعمر رضوان الله عليهما، لم تخرج فرقة منهم عن ذلك. أمابالنسبة للخليفتين الراشدين الآخرين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهمافقد هلك الخوارج فيهما وذموهما مما برأهما الله عنه. والذي يهمنا، أن نشيرهنا إلى رأيالإباضيةفي الصحابة رضوان الله عليهمبإيجاز، تاركين تفصيل الحجج والردود عليها لمقام آخر: 1-موقفالإباضيةمن عثمان رضي الله عنه: من الأمور الغريبةجداً أن تجد ممن يدعي الإسلام ويؤمن بالله ورسوله من يقع في بغض الصحابة؛ خصوصاً منشهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة وثبتت بذلك النصوص في حقه. فعثمانرضي الله عنه صحابي جليل شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة، أما بالنسبةللخوارج فقد تبرءوا منه ومن خلافته، بل وحكموا عليه بالارتداد و العياذ باللهوحاشاه من ذلك. وفي كتاب كشف الغمة لمؤلف إباضي من السب والشتم لعثمان مالا يوصف، ولم يكتف بالسب والشتم، وإنما اختلق روايات عن بعض الصحابة يسبون فيهاعثمان بزعمه ويحكمون عليه بالكفر()، ولا شك أن هذا بهتان عظيم منه. ويوجدكذلك كتاب في الأديان() وكتاب آخر اسمه الدليل لأهل العقول() للورجلاني، فيهماأنواع من السباب والشتم لعثمان ومدح لمن قتلوه؛ حيث سماهم فرقة أهل الاستقامة، وهمفي الحقيقة بغاة مارقون لا استقامة لهم إلا على ذلك. 2-وأما بالنسبةلموقفهم من علي رضي الله عنه: فإنه يتضح موقفهم منه بما جاء في كتاب كشف الغمة تحتعنوان فصل من كتاب الكفاية قوله: فإن قال ما تقولون في علي بن أبي طالب، قلنا له: إن علياً مع المسلمين في منزلة البراءة، وذكر أسباباً- كلها كذب- توجب البراءة منهفي زعم مؤلف هذا الكتاب، منها حربه لأهل النهروان وهو تحامل يشهد بخارجيتهالمذمومة. وقد ذكر لوريمر عن موقف المطاوعة –جماعة متشددة في الدين- كمايذكر قوله: ((ويعتقد المطوعون أن الخليفة علياً لم يكن مسلماً على الإطلاق؛ بل كانكافراً!!)) (). كما تأول حفص بن أبي المقدام بعض آيات القرآن على أنهاواردة في علي، وقد كذب حفص(). ومن الجدير بالذكر أن علي يحيى معمر –المدافع القوي عنالإباضيةيزعم أنالإباضيةلا يكفرون أحداً من الصحابة، وأنهم يترضون عن عليرضي الله عنه فهو ينقل عن كتاب وفاء الضمانة بأداء الأمانة مدحاً وثناءً لعلي(). وأورد علي يحيى معمر فصلاً طويلاً بيّن فيه اعتقادالإباضيةفي الصحابة بأنهم يقدرونهم حق قدرهم، ويترضون عنهمويسكتون عما جرى بينهم، ونقل عن أبي إسحاق أطفيش في رده على الأستاذ محمد بن عقيلالعلوي أنه قال له: أما ما زعمت من شتم أهل الاستقامة لأبي الحسن علي وأبنائه فمحضاختلاق. ونقل عن التعاريتي أيضاً مدحه للصحابة خصوصاً علياً وأبناءه، وكذلكالتندميري الإباضي. وأخيراً قال علي يحيى معمر: ((ولم يكن يوماً من الأصحابشتم له أو طعن، اللهم من بعض الغلاة، وهم أفذاذ لا يخلو منهم وسط ولا شعب)) (). وهذه الحقيقة التي اعترف بها أخيراً تجعل ما ملأ به كتابهالإباضيةبين الفرق من الشتائم على كل كتّاب الفرق غيرصحيح، فما الذي يمنع أن يكون نقل هؤلاء العلماء يصدق على أقل تقدير على هؤلاءالأفذاذ الذين أشار إليهم، مع أن ما يذكره علي يحيى معمر لا يتفق مع النصوصالمستفيضة عن علماءالإباضيةفي ذمهم لبعض الصحابة،فهل الورجلاني يُعتبر- على حد التعبير السابق ليحيى معمر- من الغلاة المتشددين، وهومن هو في صفوف الإباضية؟ فهذا الرجل يواصل في كتابه الدليل لأهل العقولتكفيره وشتمه لمعاوية رضي الله عنه ولعمرو بن العاص، بل قد قال زعيمالإباضيةعبد الله بن إباض نفسه في كتابه لعبد الملك عنمعاوية ويزيد وعثمان كما يرويه صاحب كشف الغمة: ((فإنا نُشهد الله وملائكته أنابراء منهم وأعداء لهم بأيدينا وألسنتنا وقلوبنا، نعيش على ذلك ما عشنا، ونموت عليهإذا متنا، ونبعث عليه إذا بعثنا، نحاسب بذلك عند الله)) وكفى بهذا خروجاً. وصاحب كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة يشتم الحسن والحسين رضي الله عنهما،وأوجب البراءة منهما بسبب ولايتهما لأبيهما على ظلمه وغشمه، كما يزعم- كذلك بسببقتلهما عبد الرحمن بن ملجم الذي قتل علي بن ابي طالب رضي الله عنه، وتسليمهما الإمامة لمعاوية، وهي أسباب لا يعتقدها منعرف الصحابة الذين شهد الله ورسوله لهم بالسابقة والفضل، ولكن انقطع عنهم العملفأحب الله أن لا ينقطع عنهم الأجر، وصدق الشاعر حين قال: وإذا أتتك مذمتيمن ناقص فهي الشهادة لي بأني فاضل ونفس الموقف الذي وقفه الخوارج عموماً والإباضيةأيضاً من الصحابة السابقين- وقفوه أيضاً منطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، وأوجب لهما الورجلاني النار()، وقد بشرهماالرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة، وهؤلاء يوجبون عليهما النار، فسبحان الله ماأجرأ أهل البدع و الزيغ على شتم خيار الناس بعد نبيهم الذين نصروا الإسلام بأنفسهموأموالهم وأولادهم ومات الرسول صلى الله عليه وسلم وهو راضٍ عنهم!! قالالنبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفقمثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه)) ()، وأنه لما يحار فيه الشخص هذاالموقف من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا كان أخص أصحاب محمد صلى اللهعليه وسلم غير مرضيين عند هذه الطوائف من خوارج وشيعة فمن المرضي بعد ذلك؟ 7- عقائدالإباضية: من الأمورالطبيعية أن تخرج هذه الفرقة وغيرها من الفرق عن المعتقد السليم في بعض القضايا مادامت قد خرجت عن أهل السنة والجماعة وارتكبت التأويل، ولا بد كذلك أن توجد لهاأقوال فقهية تخالف فيها الحق إلى جانب أقوالهم في العقيدة، ولا يسعنا هنا ذكر جميعمبادئ فرقةالإباضيةالعقديّة والفقهية، فهذا له بحثمستقل خصوصاً ما يتعلق بالمسائل الفقهية، فإن دارس الفرق قلما يوجه همه إلى إيضاحهاوتفصيلاتها إلا عند الضرورة. والذي نود الإشارة إليه هنا أنالإباضيةأفكاراً عقدية وافقوا فيها أهل الحق، وعقائد أخرىجانبوا فيها الصواب. |
#7
|
|||
|
|||
السؤال : استمعت إلى عدد من علمائنا ودعاتنا ، فيمواضع مختلفة ، وأماكن متفرقة ، وهم يتكلمون عن " الوهابية " ، وقد دافعوا عنها ،وبيَّنوا أنها ليست حركة ، أو فرقة ، إنما هي تجديد لما كان عليه السلف ، من اتباعالكتاب والسنَّة ، ونبذ الشرك بجميع مظاهره وأشكاله ، ويقفون عند هذا الحد فقط ،ولم يبيِّن أحد منهم - وخاصة المشهورين منهم - أن هناك فرقة تسمى بـ " الوهابية " ،وهي فرقة ضالة ، نشأت في الشمال الأفريقي ، مما جعل الأمور تلتبس ببعضها ، وهذا هوما جعل بعض العلماء من خارج الجزيرة العربية ينكرون هذه الطائفة التي نشأت فيالجزيرة ، اعتقاداً منهم أنها امتداد لتلك ، نظراً لهذا الاسم الذي ألصق بدعوةالشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ، فياحبذا لو كُتِبَ عن تلك الفرقةالضالة ، وبُيِّنَ الفرق بينها وبين دعوة الشيخ محمد من حيث الأصول والمعتقد ،ولكتابة هذا السؤال سبب ، ولكن لا أريد الإطالة بذكره ، ولعل المقصود اتضح ، والهدفتبين . أسأل الله تعالى أن ينفع بكم الإسلام ، وينفعكم بالإسلام أحياءً وأمواتاً ،وأن يختم لي ولكم بخير خاتمة ، وأفضل عاقبة . الجواب: الحمد لله أولاً : نشكر لك غيرتك على الحق ،وحبك لهداية الناس ، ونسأل الله أن يتولاك برعايته . ونعلمك أن كثيراً منالباحثين قد تعرضوا لذِكر الفرق بين " الوهابيةالإباضيةالخارجية " ، وبين دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهابالسلفية السنيَّة ، ومع أن تلبيس شياطين الإنس لم ينطلِ على الكثيرين بسبب البونالشاسع بين الطائفتين في نواحٍ عدة ، منها : 1. الشخصيتان ، فالإباضية : نسبةلعبد الوهاب بن رستم ، والثانية : للشيخ محمد بن عبد الوهاب – ولا تصح النسبة أصلاًلأن اسم الشيخ هو " محمَّد " - . 2. المنهجان ، فالإباضية فرقة مبتدعة ، لا تعظمنصوص الوحي ، ولا يفهمونها كما فهمها الصحابة والتابعون ، والثانية : على منهج علىأهل السنَّة والجماعة في العمل بالقرآن والسنَّة الصحيحة . 3. الاعتقادان ،فالأولى : خارجية ، والثانية : سلفية . 4. والزمانان ، فالأولى في أواخر القرنالثاني أو أوائل القرن الثالث ، والثانية : في أواخر القرن الثاني عشر ! . ومعذلك فلم يمتنع العلماء وطلاب العلم من توضيح الحق لمن لبِّس عليه من دعاة السوء ،وعلماء الضلالة . قال الدكتور صالح بن عبد الله العبود – حفظهالله - : الوهّابية : لقب فرقة انتشرت في الشمال الإفريقي ، في القرنالثاني الهجري ، على يد عبد الوهاب بن رستم ، تسمى " الوهابية " نسبة إلى عبدالوهاب بن رستم هذا ، وتسمى أيضاً الرّستمية ، نسبة إلى أبيه رستم ، وهي فرقة متفرقة عنالفرقة الوهبية الخارجية ، من فرقالإباضية، يطلقعليها الوهبية ، نسبة إلى مؤسسها عبد الله بن وهب الراسبي ، ولّما كان أهل المغربمن أهل السنة والجماعة : صاروا يناوئون تلك الفرقة الوهّابية الرستمية ؛ لأنهاتخالف معتقد أهل السنة والجماعة ، بل كفّرهم كثير من علماء أهل المغرب القدامى ،الذين توفوا قبل أن يولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بمئات السنين ، فلما أظهر اللهالشيخ محمد بن عبد الوهاب على حين غربة معتقد أهل السنة والجماعة ، قائماً بالدعوةالإصلاحية التصحيحية على ضوء الكتاب والسنَّة : لم يرق ذلك لأعداء التوحيد ، وعبّادالقبور ، وأصحاب المطامع والأغراض والأهواء ، فسحبوا هذه النسبة - الوهابية - علىسبيل المغالطة الماكرة - إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية ، وإلى أنصارها، وأطلقوها عليها ؛ لتنفير الناس عنها ، وصدهم عن سبيل الله تعالى ، وإيهامهم بأنّدعوة التوحيد مبتدعة ، وأنها مذهب الخوارج . والساسة العثمانيون نشروا هذاالإطلاق على دعوة الشيخ محمد إلى التوحيد ، وتلّقفه الناس بواسطة القبورييّن ،والصوفية ، والمبتدعة ، والجهلة ، والعامّة ، واتخذوه نبزاً مشعراً بالذم ، حينخافوا على دولتهم من هذه الدعوة إلى التوحيد الذي هو حق الله على العبيد ، لا سيمابعد دخول الحرمين الشريفين فيها تحت ولاية أنصارها ، وساعد على ذلك توافق اسم عبدالوهاب والد الشيخ محمد مع هذا الإطلاق عند من لا يدري الحقيقة . ينظر البحثالقيم " تصحيح خطأ تاريخيّ حول الوهابية " ، للدكتور محمد بن سعد الشويعر ، ط 3 ،سنة 1419هـ ، الجامعة الإسلامية ، فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية . " المرادالشرعي بالجماعة وأثر تحقيقه في إثبات الهوية الإسلامية " ( ص 18 ) . وقالالدكتور محمد بن سعد الشويعر – حفظه الله - : الوهابية معروفة من القرن الثانيالهجري في المغرب بأنها فرقة خارجية إباضية ، تُنسب إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمنبن رستم الخارجي الإباضي، المتوفى عام ( 197هـ ) على رواية ، وعام ( 205 هـ ) علىرواية أخرى ، بشمال أفريقيا . وقد اكتوى أهل المغرب بهذه الفرقة ، وبنارها ،وأفتى علماء الأندلس والمالكية بالمغرب بكفرها ، فنقب المستشرقون ، وأهل الفكر فيالدول الغربية ، التي تستعمر السواد الأعظم من ديار المسلمين ذلك الوقت ، ووجدوابغيتهم في تلك الفرقة التي لها تاريخ أسْوَد مع علماء الأندلس والشمال الأفريقي ،فأرادوا من باب التنفير ، والإفساد بين المسلمين ، إلباس الثوب الجاهز ، بعيوبه ،لهذه الدعوة السلفية التصحيحية ، من باب التفريق بين المسلمين ، وإثارة الشحناء ،ويرون أنفسهم الفائزين في مكسب أحد الطرفين أو خسارته ، وقد أوضحت في كتابي : " تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية " شيئاً من ذلك ، وكان أصله مناظرة مع بعض علماءالمغرب الأقصى . " مجلة البحوث الإسلامية " ( 60 / 256 ) في مقال بعنوان : " سليمان بن عبد الوهاب الشيخ المفترى عليه " . وقال : دعوة الشيخ محمد – أي : ابن عبد الوهاب - تتنافر مع الوهابية الرستمية ، من حيث المعتقد ، والمحتوى ،والمكان ، والطريقة ، وأسلوب الاستشهاد بالدليل الشرعي ؛ لأن الرستمية خارجيةإباضية تخالف معتقد أهل السنة والجماعة ، كما هو معروف عنهم لدى علماء المالكية ،في شمال أفريقيا والأندلس ، قبل تغلب الإفرنج عليها وذهابها من الحكم الإسلامي الذيهيمن عليها ، قرابة ثمانية قرون ، بينما الشيخ محمد بن عبد الوهاب في دعوته لا يخرجعن مذهب أهل السنة والجماعة ، ويدعم رأيه في كل أمر بالدليل الصحيح ، من الكتابوالسنة ، وما انتهجه السلف الصالح ، كما هو واضح النص ، والقياس ، في جميع كتبه ،ورسائله . " مجلة البحوث الإسلامية " ( 60 / 264 ) . ويمكنك الاطلاع على مقال " تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية " من هنا : http://www.wahabih.com/3.htm ثانياً : وقدذكرنا عقائدالإباضيةفي جواب السؤال رقم : (11529) . وبينا في جواب السؤال رقم : (40147) عدم جواز الصلاة خلفهم . وذكرنا فيجواب السؤال رقم : (66052) عدم قبول شهادتهم ، ومنع تزويجهم من أهلالسنَّة . وانظر : جواب السؤال رقم : (10867) من هم الوهابيون ؟ وما هي دعوتهم ؟ . وجواب السؤال رقم : (12203) نصيحة الذين لا يعترفون بالعلماء السلفيينويسمونهم الوهابيين . وجواب السؤال رقم : (12932) حقيقة الشيخين الجيلاني وابن عبد الوهاب . وجواب السؤال رقم : (9243) هل خرج الشيخ محمد بن عبد الوهاب علىالخلافة العثمانية وكان سبباً في سقوطها ؟ . وجواب السؤال رقم : (36616) محمد بن عبد الوهاب مُصْلِحٌ مفترى عليه . والله أعلم الإسلام سؤالوجواب ثم بعد ذلك دخل في عقيدةالإباضيةفي باب الأسماء والصفات مذهب المعتزلة ، فأصبحتالإباضيةتعتقد -وإلى يومنا هذا- أن من يؤمن بأن الله عزوجل يرى في الآخرة فإنه كافر، ولازم ذلك أن أهل السنة والجماعة كلهم كفار، ونحننؤمن بذلك، بل والله نسعى إليه ونشتاق إليه، بأن نرى ربنا وأي فوز أعظم من هذا كماقال الزمخشري أي: من دخول الجنة, مع أن أعظم فوزاً من ذلك أن يرى الله سُبْحَانَهُوَتَعَالَى في الجنة. ويقولون -أيضاً-: إن القرآن مخلوق, فما كان غير اللهفهو مخلوق، ففرقةالإباضيةالتي أسسها عبد الله بنإباض التميمي أضافت إلى مذهب الخوارج بدعة الاعتزال وإنكار الصفات وإنكار الرؤية, وصاحب الكبيرة عندهم كافر، لكن الكفر عندهم لا يخرج من الملة. والذينيقولون: إن القرآن مخلوق هم قوم ابتدعوا هذه البدعة، وتأثروا باليهود والنصارى، حيثفلاسفة اليهود ومتكلميهم، قالوا: إن القرآن مخلوق، أي: مثل سائر المخلوقات كما أنالله خلق الناقة وخلق الإنسان، فكذلك خلق القرآن. وهذا تكذيب لكلام الله عزوجل ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأن الله أخبر أن القرآن كلامه: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَاللَّهِ [التوبة:6] وهذا كلام الله، وكلامه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى صفته، فهل يكونشيء من صفات الله مخلوقة؟! لا يمكن ذلك أبداً! ولهذا لو قال واحد: أقسمبالقرآن، أو بالذكر الحكيم، أو بآيات الله المحكمة؛ لكان هذا القسم صحيحاً، لأنه لايجوز أن يُقسم إنسان بالمخلوق، وهذا أقسم بغير المخلوق، أقسم بكلام الله، بصفةالله، والقسم لا يكون إلا بصفات الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ولم يعهد عن أحد منالسلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم أنه قال : إن القرآن مخلوق. ولهذافإن بعض السلف من باب الإلزام بذلك، جعلهم بين أمرين: إما أن يكون السلف علموا أنالقرآن مخلوق كما قال هؤلاء أو لم يعلموا، فإن قال: ما علموه, فهم يرون بذلك أنهمجهال، وإن قال علموه، قيل: إما أن يكونوا بلغوه أو كتموه، فاحتار وبهت الذي كفر،لأنهم لو بلغوه لنقل إلينا ذلك, ولو قال: إنهم كتموه لكان هذا قدحاً فيهم أو أنناأعلم منهم, وهذا لا يمكن! فعلى أي حال يكون هذا بدعاً من القول. عامل علي بن ابي طالب رضي الله عنهالخوارج بعد معركة النهروان ، معاملة البغاة ، فلم يكفرهم و منع جنده من تعقبفاريهم و الإجهاز على جريحهم ولم يسبهم ، ولم يقسم جميع أموالهم و لم يحل شيء منهاباتفاق الأئمة . سنن البيهقي (8/182-183) بسند صحيح و مصنف عبد الرزاق (10/122-123) . و قد ثبت إسلامهم من قول علي رضي الله عنه فيما أخرجه أبن أبي شيبةبإسناد رجاله ثقاة عن طارق بن شهاب قال : كنت عند علي فسُئل عن أهل النهر أهممشركون ؟ قال : من الشرك فروا ، قيل فمنافقون هم ؟ قال : إن المنافقين لا يذكرونالله إلا قليلاً ، قيل له : فمن هم ؟ قال : قوم بغوا علينا فقاتلناهم . و في روايةقوم بغوا علينا فنُصرنا عليهم و في رواية : قوم أصابتهم فتنة فعموا فيها و صموا . مصنف عبد الرزاق (10/150) و مصنف ابن أبي شيبة (15/332) بسند صحيح و البيهقي فيالسنن الكبرى (8/174) . فعلى هذا لا يجوز أخذ شيء من أموالهم . و يشهد له ما أخرجه ابن أبي شيبة أيضاً عن عرفجة بن عبد الواحد عن أبيهقال : جيء علي رضي الله عنه بما في عسكرأهل النهر قال : من عرفشيئاً فليأخذه ، قال : فأخذت إلا قدر ، قال : ثم رأيتها بعد قد أخذت . المصنف (15/332) ورجاله ثقات غير عرفجة فقد قال فيه ابن حجر مقبول ، انظر التقريب (ص389) و ذكره ابن حبان و أبيه في الثقات (7/297) . وقد استدل البيهقي في السنن (8/182-183) بهذا على عدم الاستمتاع بأموالهم . و هكذا صرح – أي علي بنأبي طالب رضي الله عنه - بأنهم ليسوا كفاراً و لا منافقين ، و نصح الأمة في التعاملمعهم بقوله : إن خالفوا إماماً عادلاً فقاتلوهم ، و إن خالفوا إماماً جائراً فلاتقاتلوهم فإن لهم مقالاً . منهاج السنة لابن تيمية (5/243-244) و مصنف ابن أبي شيبة (15/320) . لكن هناك من أهل العلم من يقول بتكفيرهم ، حيث نظر الذينكفروا الخوارج أو كفروا بعضهم إلى ما أحدثوه من عقائد وأحكام مخالفة لما هو معلوممن الدين بالضرورة . واستدلوا على هذا الرأيبعدد من الأحاديث و القياسات :- 1- حديث علي رضي الله عنه، و فيه ( وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( سيخرج قوم في آخرالزمان ، حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية ، لا يجاوز إيمانهمحناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ،فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة ) . 2- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت النبيصلى الله عليه وسلم يقول : ( يخرج في هذه الأمة – ولم يقل : منها – قوم تحقرونصلاتكم مع صلاتهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم – أو : حناجرهم – يمرقون من الدينمروق السهم من الرمية ، فينظر الرامي إلى سهمه ، إلى نصله ، إلى رصافه ؛ فيتمادى فيالفوقة هل علق بها من الدم شيء ) . 3- حديث عبد الله بن عمر ،و ذكر الحرورية فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يمرقون من الإسلاممروق السهم من الرمية ) . 4- حديث أبي سعيد قال : بينا النبي صلى الله عليه وسلم يقسم جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي فقال : اعدل يا رسول الله ، فقال : ( و يلك من يعدل إذا لم أعدل ؟! ) فقال عمر بنالخطاب:دعني أضرب عنقه ، قال : ( دعه فإن له أصحاباً يحقر أحدكمصلاته مع صلاته ، و صيامه مع صيامه ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ،ينظر في قذذه فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر في نصله فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر فيرصافه فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر في نضيه فلا يوجد فيه شيء ، قد سبق الفرث والدم ،آيتهم رجل إحدى يديه ) – أو قال : ( ثدييه – مثل ثدي المرأة ) – أو قال : ( مثلالبضعة تدردر ، يخرجون على حين فرقة من الناس ) . قال أبو سعيد : أشهد سمعت منالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأشهد أن علياً قتلهم و أنا معه جيء بالرجل على النعتالذي نعته صلى الله عليه وسلم ، قال : فنزلت فيه : { ومنهم من يلمزك في الصدقات } . 5- حدثنا يسير بن عمرو قال : قلت لسهل بن حنيف : هل سمعتالنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحرورية شيئاً ؟ قال : سمعته يقول وأهوى بيدهقبل العراق : ( يخرج منه قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلاممروق السهم من الرمية ) . و قالوا : بأن معنى قوله : ( يمرقون من الإسلام ) تصريح بكفرهم ، و لأنهم حكموا على منخالف معتقداتهم بالكفر والتخليد في النار ، و لأنهم كفروا الصحابة . و قد أورد ابن حجر في الفتح (12/286 ، 299 - 301) عدة روايات عن الصحابةتصف الخوارج بأنهم شرار الخلق والخليقة ، وأنهم أبغض خلق الله ، وأنه يقتلهم خيرالخلق و الخليقة ، و هي روايات كثيرة ، ثم أورد أسماء طائفة من العلماء الذينكفروهم ، كالبخاري و ابن العربي والسبكي والقرطبي . و قال أيضاً في الفتح (12/301) :فعلى القولبتكفيرهم ، يقاتلون و يقتلون ، و تسبى أموالهم ، و هو قول طائفة من أهل الحديث فيأموال الخوارج ، و على القول بعدم تكفيرهم يُسلك بهم مسلك أهل البغي إذا شقوا العصا، و نصبوا الحرب . و هذا يدل على أنه – أيابن حجر - غير جازم بالحكم فيهم ، وإن كان يرى ترك تكفيرهم أسلم ، لقوله : وبابالتكفير باب خطر ، ولا نعدل بالسلامة شيئاً . الفتح (12/301) . و يروي ابن الجوزي كثيراً من مذامهم ، ثم أورد حديثاً بسند ينتهي إلىعبد الله بن أبي أوفى قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( الخوارجكلاب أهل النار ) تلبيس إبليس (ص96) و الحديث صحيح . يصفهم الشهرستاني في الملل والنحل (1/115) بقوله : فهم المارقة الذينقال فيهم – يعني الرسول صلى الله عليه وسلم - : ( سيخرج من ضئضئي هذا الرجل قوميمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) . و قد كفر البغدادي فرقةالأزارقة – و هي فرقة من الخوارج - كما في الفرق بين الفرق ( ص 84) . و ممن يرى عدم تكفيرهم جماعة من العلماء ، فهم يرون بأن الاجتراء علىإخراج أحد من الإسلام أمر غير هين ، نظراً لما ورد من نصوص تحذر من مثل هذا الحكمأشد التحذير ، إلا لمن عرف من الكفر بقول أو فعل ، فلا مانع حينئذ من تكفيره إذا لميكن له تأويل فيما ذهب إليه ، و لهذا أحجم كثير من العلماء عن إطلاق هذا الحكم . يقول القاضي عياض : كادت هذه المسألة – أي مسألة تكفير الخوارج – تكونأشد إشكالاً عند المتكلمين من غيرها حتى سأل الفقيه عبد الحق الإمام أبا المعاليعنها فاعتذر بأن إدخال كافر في الملة وإخراج مسلم عنها عظيم في الدين . قال : و قدتوقف قبله القاضي أبوبكر الباقلاني ، و قال : ولم يصرح القوم بالكفر وإنما قالواأقوالاً تؤدي إلى الكفر . فتح الباري (12/300) . وأهل هذا الرأي ، وإن كانوا قد تورعوا عن تكفيرهم علىالعموم ، إلا أنهم مختلفون في حقيقة أمرهم ، فمنهم من يرى أنهم وإن كانوا غيرخارجين عن الإسلام لكنهم فسقة ؛ لأنهم قد شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسولالله ، ثم طبقوا بالفعل أركان الإسلام ، و هذا يمنع من تكفيرهم أو إلحاقهم بمن لايقر بذلك ، و تفسيقهم إنما كان لما عرف عنهم من تكفيرهم المسلمين و استباحة دمائهموأموالهم . و هذا الرأي هو لأكثر أهل الأصول من أهل السنة فيما يرويه ابن حجر فيالفتح (12/300) . و ممن تورع عن تكفيرهم : الخطابي و ابن بطال . راجع فتح الباري (12/301) . و أيضاً الإمام الشاطبي في كتابهالاعتصام (2/186) . و أيضاً الإمام الشافعي كما ذكر ذلك صاحب كتاب آراء الخوارج (ص21 ) . و شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (3/60-62) . تعقيب :- الواقع أن الحكم بتكفير الخوارج على الإطلاق فيه غلو ،وأن الحكم بالتسوية بينهم و بين غيرهم من فرق المسلمين فيه تساهل ، يغالي من يكفرهمجميعاً ؛ لأنهم لم يعلنوا الكفر ، بل هم كما هو معروف عنهم أهل عبادة و تهجد و صوم، ثم إنهم لم يعاملوا من الإمام علي والصحابة معاملة الكفار أو المرتدين ، و ماانحرفوا فيه عن الحق من آراء و مواقف وأحكام إنما كان بناء عن تأويل تأولوا عليهالآيات والأحاديث ، ومع أنه تأويل فاسد إلا أنهم لم يتعمدوا به الكفر ، و لم يسعوابه إلى هدم الإسلام ، بل طلبوا الحق _ كما قال علي رضي الله عنه – فأخطؤه اللهم إلامن أنكر منهم ما هو معلوم من الدين بالضرورة ، حيث أنه وإن تشكك بعض العلماء في كفرالخوارج عموماً ؛ فإنه لا يشك في كفر بعض الفرق منهم ؛ فالبدعية من الخوارج قصرواالصلاة على ركعة في الصباح و ركعة في المساء ، والميمونية أجازت نكاح بعض المحارمالتي علم تحريمها من الدين ، ثم زادت فأنكرت سورة يوسف أنها من القرآن ، وآخرونمنهم قالوا : يحد الزاني والسارق ثم يستتابون من الكفر ، فإن تابوا وإلا قتلوا ،ولا شك أن هذا كفر صريح ، لا يحتمل أي تأويل ولا يقل عنهم في الكفر فرقة اليزيدية ،فإن هذه الفرقة تزعم بأن الله سيبعث رسولاً من العجم و ينزل عليه كتاباً من السماء . راجع : الفصل في الملل (2/114) و الفرق بين الفرق (ص280-281) و رسالة الدبسي ( ص 29) . و قد مر بنا ما قاله العلماء في الحكمعليهم ، و هو كما رأينا لم يكن حكماً قاطعاً من جانب واحد بل إنهم اختلفوا فيهاختلافاً بيناً متعارضاً ، و ما ذاك إلا لخطورة أمر التكفير من جهة و غموض أمرهم منجهة أخرى ، حيث جمعوا بين المتناقضات في سلوكهم مع الله و مع خلقه . و في ما يظهر لي أن لا يعمم الحكم على جميع الخوارج ،بل يقال في الحق كل فرقة بما تستحقه من الحكم ، حسب قربها أو بعدها عن الدين ، وحسب ما يظهر من اعتقاداتها و آرائها ، أما الحكم عليهم جميعاً بحكم واحد مدحاً أوذماً ، فإنه يكون حكماً غير دقيق ؛ لأن الخوارج كما مر بنا لم يكونوا على رأي واحدفي الاعتقاد . و على هذا يقول ابن حزم في الفصل (2/112) : وأقرب فرق الخوارج إلىأهل السنة أصحاب عبد الله بن يزيد الأباضي الفزاري الكوفي ، وأبعدهم الأزارقة . أو يقال : إن من انطبقت عليه تلك الصفات التيوردت في الأحاديث بذمهم كان حكمه أنه مارق عن الدين ، و في حكم الكفار ، وأما من لمتنطبق عليه تلك الصفات ، و ذلك باحتمال أن يكون الشخص دخل في مذهبهم بقصد حسن منإعلاء كلمة الله في الأرض ، أو من إيقاف حكام الجور عند حدهم ، أو يكون الشخصمخدوعاً بهم ، أو له أي تأويل كان ، فإن هذا لا ينبغي التسرع في تكفيره ، خصوصاً وهو يدعي الالتزام بجميع شرائع الإسلام . أماتكفيرهم بسبب خروجهم عن طاعة الحكام ، سواء كان ذلك الخروج بحق أو بغير حق ، فهذالا يخلوا منه زمان أو مكان ، فإن كان الخروج بحق ، كأن يغير الحاكم الحكم بما أنزلالله و يستبدل به قانوناً من وضع البشر ، أو كان من محض هواه ؛ فهذا لا يقال في حقالخارج عليه أي لوم ، وأما إن كان الخروج بغير حق بل كان لمجرد أغراض ، وارتكب فيذلك الخروج ما يوجب تكفير صاحبه ، فهذا هو الذي يقال فيه إنه عاص و خارج بغير حق ،و يجب على الأمة حينئذ إرجاعه إلى الحق والوقوف في وجهه . راجع حول هذا الموضوعكتاب : الخوارج تاريخهم و آراؤهم الاعتقادية و موقف الإسلام منها ، للدكتور غالبعلي عواجي ( ص 527- 545) . والحمد لله رب العالمين .. عقيدة الاباضية: يجعلون الكافر تحت المشيئة إن شاء عذبه و إن شاء لم يعذبه ( 1 ) يقولالإباضيةفي عذاب القبر : ( إن الخلق جميعا في مشيئة الله يفعل بهم ما يشاء ... فإن شاء عذب فيالدنيا و إن شاء عذب في القبر و إن شاء عذب في الآخرة .... ) منهج الطالبين و بلاغ الراغيبين في أصول العقائد الإسلامية , و تمتمراجعة الكتاب من قبل لجنة برئاسة الخليلي 1/66 -------------------------------------- أنظر أخي المسلم إلى هذاالتلاعب في دين الله فالله تعالى قد حكم بعذاب الكفار في الآخرة و لم يجعلهمتحت المشيئة فقال عز و جل : ( إن الله لا يغفر أن يشرك بهو يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) و قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران ) فهل الكافر يحكم له بأنه تحت المشيئة في قبره و الرسول صلى الله عليهو سلم يقول إما حفرة و إما روضة إبليس عندالإباضيةمؤمن و كذلك فرعونو ملائه ( 2 ) قولالإباضيةفي تعريفهمللإيمان : ( الإيمان هو التصديق بالقلب حيث صرح القرآن بإضافة الإيمان إلىالقلب .... فإذا حقق العبد الإيمان في قلبه و أرساه في نفسه إنتقل إلى درجة أعلىمما كان فيه و هي درجة الظن بمعنى اليقين .. ) منهج الطالبين و بلاغالراغيبين في أصول العقائد الإسلامية 1/69 -------------------------------------- فانظر رحمك الله إلى مدى تخبطالإباضيةفي تحديد تعريف الإيمان الذي يترتب عليهإثبات الحكم لصاحبه أو نفيه و على تعريفالإباضيةالإيمان هو التصديق فإبليس مؤمن و فرعون مؤمن و لا يوجد كفر على وجه الأرضأصلا بل جعلالإباضيةمن تيقن قلبه فقد بلغأعلى المراتب وقد وصف الله حال الكفار بقوله :" و جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ".. الأية فما أسخف عقولهم هؤلاءالإباضيةمن صدق قلبه مؤمن عندهم و نسألهم فنقول : إبليس أبا الجن اللعين و قومنوح و قوم إبراهيم و قوم لوط و أصحاب الأيكة و قوم تبع و فرعون وملائه و النصارى و اليهود و كفار العرب و جميع المشركين هل كان فيهم منكرللخالق الرب الرحيم مكون الأكون فليبشروا ما فيهم من كافر همعندالإباضيةكاملوا الإيمان .. فالتعريف الصحيح للإيمان هو : الإيمان قول و فعل و إعتقاديزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية و على هذا دل القرآن الكريم وسنة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم الخلق هم الذين جعلوا لله أسماء و صفات فلما أفناهم بقي بلا إسم و لا صفة(3) يقولالإباضيةفي توحيد الأسماء و الصفات : أثناء الحديث عن اشتقاق الإسم قالوا : ( ب ـ الإسم مشتق من السمة وهو العلامة : يقول المرء : كان الله تعالى في الأزل بلا اسم و لا صفة . فلما خلقالخلق جعلوا له أسماء و صفات , فلما أفناهم بقي بلا اسم و صفة .. .. و الإسم أيضاما دل على الذات من غير اعتبار معنى يوصف به الذات ) أصول العقائد الإسلامية ـالعقيدة 2/25 -------------------------------------- تعالى الله عما يقولون علواكبيرا قال تعالى : "و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها" و كل إسم من أسمائه الشريف دال على صفة شريفة فالكريم دال على كرم الله و الرحيم دال على رحمة الله و الملك دال على ملك الله و ليست أسماء الله جوفاء لامعنى لها هذا لا يعرف في اللسان العربي فالعرب تسمي الرجل الكريمكريم و و القوي قوي و الشجاع شجاع فهل يعقل أن يسمى الله تعالىبأسماء لا معنى لها و إنما هي جوفاء و تعدد الأسماء لا يدل علىتعدد الذوات بل هو الله الذي لا إله إلا هو الواحد الأحد الفردالصمد و الله تعالى له أسماء و صفات قبل أن يخلق الخلق و بعد أنيميتهم قال النبي صلى الله عليهم و سلم في الحديث : "حتى إذا لم يبقى أحد يقول الله تعالى أنا الملك فأين ملوك الدنيا .." الحديث فالحديث أثبت أن لله أسماء و صفات بعد فناءالخلق و قبل خلقهم هو الأول و الآخر و العقل يرد أيضا ماتلبس بهالإباضيةالمعتزلة على السذج فمن لا اسم و لاصفة لههو العدم المحض و إنما يريدالإباضيةالوصول إلى تعطيل الأسماء و الصفات و وقعوا في وصف الله تعالى بالناقص أو الممتنع فالحمد لله على نعمة الإيمان و السنة رد اهل السنة على الاباضية في مسألة رؤية الله في الآخرة: قال الإمامابن القيم في كتابه حادي الأرواح: ذكر الطبري وغيره أنه قيل لمالك: إن قوماً يزعمونأن الله لا يرى يوم القيامة فقال مالك رحمه الله: السيف السيف، وقال أبو حاتمالرازي قال أبو صالح كاتب الليث أملي عليَّ عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون رسالةعما جحدت الجهمية فقال: لم يزل يملي لهم الشيطان حتى جحدوا قول الله تعالى (وجوهيومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) وذكر ابن أبي حاتم عن الأوزاعي أنه قال: إني لأرجو أنيحجب الله عز وجل جهماً وأصحابه عن أفضل ثوابه الذي وعده أوليائه حين يقول: (وجوهيومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) وذكر الطبري وغيره عن سفيان بن عيينه أنه قال من لميقل إن القرآن كلام الله وأن الله يرى في الجنة فهو جهمي وذكر البيهقي في كتابالأسماء والصفات قول البخاري في الجهمية قال نظرت في كلاماليهودوالنصارى والمجوس فما رأيت قوماً أضلمن كفرهم من الجهمية وإني لأستجهل من لا يكفرهم إلا من لا يعرف شرهم وذكر أبي أبىحاتم عن جرير ابن عبد الحميد أنه ذكر حديث ابن سابط في الزيادة إنها النظر إلى وجهالله فأنكره رجل فصاح به وأخرجه من مجلسه وقال عبدالله ابن مبارك ما حجب الله عنمعد أحد إلا عذبه ثم قرأ (كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون، ثم إنهم لصالواالجحيم، ثم يُقالُ هذا الذي كنتم به تكذبون) قال ابن المبارك بالرؤية وقال اسحق ابنراهوية لا يدع الإيمان بالرؤية وأحاديثها إلا مبتدع أو ضعيف الرعين وقال الفضل ابنزياد سمعت ابن عبدالله وبلغه عن رجل إنه قال أن الله لا يره في الآخرة فغضب غضباًشديداً ثم قال من قال أن الله لا يرى في الآخرة فقد كفر عليه لعن’ الله وغضبه، أليسيقول الله (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) وقال أبو داؤد وسمعت أحمد بن حنبلوقيل له في رجل يحدث بحديث عن رجل عن أبي العواطف أن الله لا يرى في الآخرة وقاللعن الله من يحدث بهذا الحديث اليوم ثم قال أخزى الله هذا وقال أبو بكر الميزوريقال أبو عبدالله من زعم أن الله لا يرى في الآخرة فقد كفر وقال من لم يؤمن بالرؤيةفهو جهمي والجهمي كافر وقال إبراهيم ابن زياد الصاير سمعت أحمد بن حنبل يقول الرؤيةمن كذب بها فهو زنديق وقال من زعم أن الله يرى في الآخرة، فقد كفر بالله وكذببالقرآن ورد على الله أمره يستتاب فإن تاب وإلا قتل. وقال شيخالإسلامابن تيميه رحمهالله والذي عليه عهود السلف أن من جحد رؤية الله في الدار الآخرة فهو كافر فإن لميكن من لم يبلغوا العلم في ذلك يعرف ذلك كما يعرف من لم تبلغه شرائع الإسلام فإنأصر على الجحود بعد بلوغ العلم فهو كافر مفتيالإباضيةفيعُمان أحمد الخليلي اعترف بأنه لا يؤمن برؤية الله في الآخرة ويعتقد أن القرآنمخلوق. عقيدةالإباضيةنفي الحياة و العلم والقدرة عن الله جل جلاله .. ( 4 ) يقولالإباضيةفي أقسام الصفات و أحكامها : ( صفة الذات (1) التعريف : صفات الذات أمور اعتبارية أي معان لا حقيقة لها في الخارج ... ) أصول العقائد الإسلامية ـ العقيدة 2/39 · يرون أن الجد للأب أولي بالحضانةمنالجدة للأم خلافاً لأكثر المذاهب ، ويرون أن الجد يمنعالإخوةمنالميراث بينما ترى بعض المذاهب الأخرى أنيقتسموا معه . يؤولون بعض مسائل الآخرة تأويلاً مجازياًكالميزان والصراط . · أفعال الإنسان خلقمنالله واكتسابمنالإنسان ،وهم بذلك يقفون موقفاً وسطاً بين القدرية والجبرية · لا يجوز لديهم أن يدعوا شخص لآخر بخير الجنة ومايتعلق بها إلا إذا كان مسلماً موفياً بدينه مستحقاً الولاية بسبب طاعته ، أماالدعاء بخير الدنيا وبما يحول الإنسانمنأهل الدنياإلى أهل الآخرة فهو جائزٌ لكل أحدمنالمسلمين تقاةوعصاة . · لديهم نظام أسمه (حلقة العزابة) وهي هيئة محدودةالعدد تمثل خيرة أهل البلد علماً وصلاحاً وتقوم بالإشراف الكامل على شؤون المجتمعالإباضي الدينية والتعليمية والإجتماعية والسياسية كما تمثل مجلس الشورى في زمنالظهور الدفاع ، أما في زمن الشراء والكتمان فإنها تقوم بعمل الإمام وتمثله فيمهامه . · لديهم منظمة اسمها (ايروان) تمثل المجلسالإستشاري المساعد للعزابة وهي القوة الثانية في البلد بعدها . · يشكلونمنبينهملجاناً تقوم على جمع الزكاة وتوزيعها على الفقراء ، كما تمنع منعاً باتاً طلبالزكاة أو الإستجداء وما إلى ذلكمنصور إنتظارالعطاء . أماكن الانتشار : · كانت لهم صولة وجولة في جنوبيالجزيرةالعربيةحتى وصلوا إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة ، أما في الشمال الإفريقي فقد انتشرمذهبهم بين البربر وكانت لهم دولة عرفت باسم الدولة الرستمية وعاصمتها تاهرت . · حكموا الشمال الإفريقي حكماً متصلاً مستقلاً زهاءمائة وثلاثين سنة حتى أزالهم الفاطميون (العبيديون) . · قامت للإباضية دولة مستقلة في عُمان وتعاقب علىالحكم فيها إلى العصر الحديث أئمة إباضيون . · منحواضرهمالتاريخية جبل نفوسة بليبيا ، إذ كان معقلاً لهم ينشرون منه المذهب الإباضي ، ومنهيديرون شؤون الفرقة الإباضية . ما زال لهم تواجد إلى وقتنا الحاضر في كلمنعُمان بنسبة مرتفعة وليبيا وتونس والجزائر وفي واحاتالصحراء الغربية وفي زنجبار التي ضمت إلى تانجانيقا تحت اسمتنـزانيا. |
#8
|
|||
|
|||
الدرزية
من هم الدروز هي : فرقة باطنية منشقّة عن الإسماعيلية تؤلـه الخليفة الفاطمي : الحاكم بأمر الله ، أخذت جُلّ عقائدها عن الإسماعيلية واتخذت لها مبادئ تخالفها في الظاهر وإن كانت لا تخالفها في جوهرها وطريقتها الباطنية ، وهي تنتسب في الاسم إلى نشتكين الدرزي ( و إلا فهم يكفّرونه ) ، نشأت بمصر ، وهاجرت إلى الشام ، وكان الانتشار المذهب الاسماعيلي في مصر والشام أثر كبير في سرعة استجابتهم لهذه الدعوة الإلحادية ، وعقائدها خليط من أديان وأفكار شتى ، وتؤمن بسرية أفكارها فلا تنشرها . أبرز شخصيات هذه الطائفة 1/ الحاكم بأمر الله. وهو محور العقدية الدرزية . وهو : أبو علي المنصور بن العزيز بالله بن المعز لدين الله الفاطمي العبيدي . ولد سنة 375 هـ وتوفي عام 411 هـ . وتوفي أبوه (وكان الخليفة) عام 386 هـ فتولى الحاكم بأمر الله الخلافة وعمره إحدى عشرة سنة ! وفي آخر حياة العزيز بالله جعل ولاية العهد لابنه وجعل عليه ثلاثة أوصياء يديرون شؤون الدولة ويربون الحاكم على كيفية الإمساك بزمام الدولة وتدبيرها وفي عام 390 هـ قتل الحاكم بأمر الله أحد هؤلاء الأوصياء عليه وأعلن في الناس أن قتله كان محاولة للقضاء على كل ما يمس أمن الدولة واتزانها ، ومن هذه اللحظة ابتدأت مراسم الطغيان والغرابة والشذوذ تظهر على وجه الحاكم ، فقتل الأوصياء الثلاثة ( وهو ما يزال في هذه السن المبكرة مما يدل على نبوغ و ذكاء مبكر ( وكان الحاكم مولعاً بالقتل ، حتى إنه قتل مربيه : سعيد الفارقي لتدخله في شيء من شؤون الدولة وقتل كثيراً من الوزراء وقتل أحد أكبر قضاة مصر . هذا فضلاً عن عامة الشعب إذ أنه يقتل لمجرد الذنب الصغير أو الخطأ اليسير ، حتى إن بعض الباحثين يؤكد أن مجموع من قتلهم يقارب الثمانية عشر ألفاً من مختلف الطبقات . وكان القتل في نظر الحاكم خطة محكمة ومقررة لمآرب أخرى لـه ، ولم تكن فورة أهواء فقط . وهب على المجتمع المصري ريح الرهبة والخضوع ، وأصبح اسم هذا الفتى الذي لم يبلغ العشرين من عمره مثار الرعب والخوف . وقد كان غريب الأطوار فمرة يحب العلماء ويبذل لهم ومرة يقتلهم ويمنعهم ومرة يغلب عليه السخاء ومرة يبخل بما لم يبخل به أحد . وكتب على المساجد لعن أبي بكر وعمر والصحابة ثم محاه بعد سنتين . ومرة أمر بقتل الكلاب ، حتى لم يوجد كلب واحد إلا كلاب الصيد . ومن عجيب قصصه أنه أمر عبيده بسرقة أشياء معلومة من دكاكين معينة ، ثم أمر الناس بترك بيوتهم ، ودكاكينهم مفتوحة ، لأن السرقة لا تجوز ، ولا تكون في وقته ، ومن سرق لـه شيء تعهد بمعرفة السارق وإرجاع المسروق . فلما جاء الليل سرق العبيد ما قيل لهم ، فجاء الناس يشكون إليه ، فأخبر كل واحد بمكان الذي سرق منه فتعجب الناس . وعمل من أمثال هذه القصة أشكالاً فاعتقد فيه الناس أشياء . وطوال حياته كان يكثر الخروج ليلاً ويسير إلى جبل يقال لـه : المقطم ، ويختلي بنفسه ويهيم في عوالمه وتصوراته ، وكان ذا علم بالنجوم والتنجيم . وفي النصف الآخر من حياته جنح للتصوف فكان لا يلبس إلا الصوف ، وما هذه إلا نزعة صوفية باطنية فلسفية اغتالت عقله . وفي عام 400 وقيل بعدها اتفقوا في دار الحكمة التي يجتمعون فيها على دعوى ألوهية الحاكم واتفقوا أن يعلنوا عنها لاحقاً . وفي عام 408 ظهرت دعوى ألوهية الحاكم ودعي إليها حتى ضجت مصر بهذه الحدث الفظيع والأمر الشنيع ، وبدأ أهل مصر بقتل كل من يدعو لهذه الدعوى الإلحادية ومزقوهم ، وفي المقابل اعتزم الحاكم أن ينكّل بمن تجرأ على رجال دعوته فاستدعى القادة والعبيد ودارت " حرب عصابات " داخل القاهرة ، والحاكم معرض عن كل شكاية وتضرع وأضرموا النيران في أطراف البلد ، واستغاث الكبراء والأشراف والترك والمغاربة ورفعوا المصاحف مطالبين الحاكم بإيقاف هجوم العبيد وجنوده واشتدت المعارك بين الفريقين حتى خشي الحاكم أن يُغلب ، فأمر بإيقافهم واعتذر لأهل مصر متنصلاً من كل تبعة. وكانت أخت الحاكم ، وهي " ست الملك " وكانت تكبره بـ 15 عاماً – وكانت حازمة عاقلة بصيرة بالأمور وكانت تناصحه حول قراراته الشنيعة وادعائه الألوهية ، ولكن لم يكن ليلقي لها بالاً ، بل هددها بالقتل ! وفي عام 411 هـ رأت أخت الحاكم أنه لو تمادى في تصرفاته فسيأتي من يهلكه ويهلك الدولة الفاطمية معه فسارعت هي لغلام عندها ليأتي بابن دواس (أحد شيوخ كتامة) فاتفقت على التخلص من الحاكم والتخلص من أيام حكمه الفظيعة . فأمر عبدين عنده أنه إذا خرج الحاكم ليهيم في جبل المقطم أن يعاجلوه بضربة تقضي عليه وتقضي على الإلحاد والزندقة ، فلما قتلوه وأتوا بشيء من أعضاءه لأخت الحاكم نصبوا خليفته ابنه (علي) ، وبعد فترة وجيزة أتت أخت الملك وقتلت (ابن دواس) وأشاعت أن من قتله اثنان من العبيد . وقيل : بل قتله أحد الغيورين من أهل السنة انتقاماً لله والإسلام . وقيل غير ذلك ، والصحيح ما ذكرناه . المهم ، أن الأمن استتب وبدأت دولة جديدة وعهد جديد وزمن يطارد فيه أتباع دعوة الحاكم والقضاء عليهم وقتلوا منهم خلقاً كثيراً وهرب أكابرهم . وادعى أتباعه ومؤلهوه أنه اختفى وسيعود آخر الزمان ليوم الحساب ، وأتباع الحاكم بأمر الله كانوا يمجدون أفعاله وأعاجيبه ، ولذلك فإن حمزة بن علي يقول عن أفعال الحاكم : " أنها كلها حكمة بالغة ، جداً كانت أو هزلاً ، "وأنها "أفعال من لا تدركه الأوهام والخواطر بالكلية ...، ولو نظروا إلى أفعال مولانا جلت قدرته بالعين الحقيقية وتدبروا إشاراته بالنور الشعشعاني لبانت لهم الألوهية والقدرة الأزلية والسلطان الأبدية ... وعلموا حقيقة المحض في جده وهزله (انظر رسالة : كتاب في حقائق ما يظهر قدام مولانا جل ذكره( وكانت صفة الحاكم الخَلْقية : أنه كان ذا بنية قوية متينة ، وكان منذ حداثته يتمتع ، بمظهر الجبابرة ، مبسوط الجسم مهيب الطلعة ، لـه عنينان كبيرتان سوداوان ، تمازجهما زرقة ونظراته حادة مروعة لا يستطيع الإنسان صبراً عليها ، وله صوت قوي مرعب ويحمل الروع إلى سامعيه . 2/ حمزة بن علي الزوزني : وهو المؤسس الفعلي لهذه العقيدة ، ومنظّر هذا المذهب و المنشئ له . ولد مساء الخميس 23/3/375 هـ ، في مدينة " زوزن " في خراسان ، ولعل هذا هو السبب في أن الدروز يقيمون صلاتهم الأسبوعية ، أو خلوتهم على الأصح ، مساء كل خميس كما سيأتي . وقدم لمصر عند الحاكم عام 395 هـ وقيل بل 405 أو قبلها بقليل . يقول محمد كامل حسين في كتابه : طائفة الدروز : " أن حمزة كان عاملاً وخادماً خاصاً في قصر الحاكم ، وكان ذا حيلة ودهاء ، وخيال خصب وكان بحكم عمله في القصر يستمع إلى مجالس الحكمة التأويلية فوعاها وحفظها ، وربما قرأ كتب الدعوة فأفادته في تكوين عقليته وتوجيه أفكاره . وقال أيضاً : والذي يؤكد ذلك : ركاكة ألفاظه وأسلوبه في رسائله ، وهذا يبين أنه لم يكن من الكتاب . ا.هـ وفي دار الحكمة وفي ذلك الجو المفعم بالمناقشات الفلسفية الباطنية مع شيء يوافق هوى النفس ارتسمت الخطوط الأولى للدعوة الدرزية وبحنكته ودهائه وخبثه استطاع أن يجمع حوله بعض الدعاة ، ومنهم محمد بن إسماعيل الدرزي ، واتفقوا سراً للدعوة إلى تأليه الحاكم ، ورتبوا وأصلوا لهذه الدعوة ، واتفقوا ألا يجهر أحد بها إلا بعد تلقي الأوامر من حمزة . وبسبب الصراع الداخلي بين حمزة وبين محمد بن إسماعيل الدرزي على رئاسة المذهب ، أعلن الدرزي أسرار المذهب ودعا الناس إليه عام 407 هـ ، وفتح سجلاً في مساجد القاهرة يكتب فيه أسماء المستجيبين ، فاكتتب من أهل القاهرة - كما يقول الزركلي في الأعلام ، سبعة عشر ألفاً - كلهم يخشى بطش الحاكم . وهذا الأمر أزعج حمزة وسارع بالكشف عن أسراره عام 408 هـ ، حتى لا يسحب البساط من تحته وفي هاتين السنتين ثار أهل مصر - كما ذكرنا في آخر ترجمة الحاكم - على هؤلاء الزنادقة مما جعل محمد الدرزي يختفي في قصر الحاكم ، ثم الهروب إلى وادي تيم في الشام (ويسمى الآن : الشوف) والذي يقطن فيه التنوخيون . وكذلك حمزة هاجمه الناس بعد الجهر بتأليه الحاكم ، ومن ذلك ما كان بمقر إقامته في مسجد " ريدان " بالقاهرة ، وكان معه ، كما يقول حمزة نفسه ، اثنا عشر رجلاً فقط ولو لم يصدر أمر الحاكم بوقف القتال لقتل حمزة (انظر رسالة الغاية والنصيحة) . واختفى حمزة عام 409 حتى تهدأ العاصفة ويتفرغ لكتابة بعض الرسائل حول هذه العقيدة وسماها : سنة الغيبة ، ورجع عام 410هـ . وطمعاً في التفرد لرئاسة المذهب ألب حمزة أتباع محمد بن إسماعيل الدرزي في الشام فقتلوه . وبعدها اختفى حمزة – بعد مقتل الحاكم – وكان على اتصال سري بدعاته مثل بهاء الدين وغيره يتراسلون فيما بينهم ويؤصلون لهذا المذهب . وتوفي حمزة كما يفهم من بعض رسائل بهاء الدين عام 430 هـ (عبدالله النجار : مذهب الدروز والتوحيد 125) . وحمزة هو من أكثر رؤوس الطائفة تأليفاً لرسائلها وتأصيلاً لعقائدها 3 – الحسن بن حيدرة الفرغاني ، الملقب " بالأخرم " . وهذا الرجل ظهر عام 409 هـ وكان لسان الدعوة الموكل بها ، وكان من أهم الداعين لها ولكنه قتل في نفس السنة وقبل تبلور مركز الحدود الخمسة ، كما سيأتي شرحها ، وكان قتله ، أن وثب عليه أحد أسود السنة فقتله وقتل ثلاثة معه ، فغضب الحاكم وأمر بإعدامه ، ثمن دفعه الآخر في القصر في احتفال رسمي 4/ محمد بن إسماعيل الدرزي ، الملقب بـ : نشتكين أو : أنوشتكين . وكان من مؤسسي هذه الدعوة مع حمزة بن علي ، ولما هرب للشام دعا هناك لهذه الدعوة وأسقط رتبة حمزة من إمامة المذهب ، ولهذا اشتهر هذا المذهب باسمه فأصبح يسمى : الدروز ، مع أن حمزة بن علي لما أمر بقتله وقتل صار حمزة والدروز من بعده لا يسمونه إلا الكافر ، ولذلك فهم أصلاً يسمون أنفسهم بالموحدين أو أهل التوحيد . ( ولهذا قد يغضب الدروز حين تنسبهم إلى نشتكين الدرزي ، ويقولون : هذا كافر !! .. ولكن ارتبط نسبتهم إليه فصاروا يقبلونها علماً ولا يقبلونها حقيقة 5/ إسماعيل بن محمد التميمي : وكان من مؤسسي هذه العقيدة ، وكان حمزة يعتمد عليه جداً ، ويوكل لـه أصعب المهمات وأخطرها 6/بهاء الدين علي السموقي : وقد استأنف التبشير بهذه الدعوة عام 418 بعد غيبة استمرت بسبب ردة فعل المصريين تجاهها ، وكان لـه الأثر الأكبر في انتشار المذهب بعد غياب حمزة وبعد موته . 7/ الأمير جمال الدين التنوخي . من مجددي المذهب و منظّريه ت:884هـ 8/ الشخصيات المعاصرة : - كمال جنبلاط ( زعيم الدروز السياسي ، وخادم مذهبهم ) ت:1977م -ابنه وليد جنبلاط ( زعيمهم السياسي ) -محمد أبوشقرا ( زعيمهم الديني السابق ) ت: -بهجت غيث ( زعيمهم الديني الحالي ) -مرسل نصر ( رئيس القضاء الدرزي ، ومن المدافعين عن مذهبهم ) - سلطان باشا الأطرش ( قائد الثورة السورية على فرنسا ) أبرز معتقداتهم 1 – تأليه الحاكم بأمر الله : وهذا هو مدار عقيدتهم ومحور ديانتهم ، فهم يقولون إن للحاكم بأمر الله حقيقة لاهوتية لا تدرك بالحواس الأوهام ، ولا تعرف بالرأي والقياس ، لأن هذا اللاهوت ليس لـه مكان ، كما أنه لا يخلو منه مكان . ويعتقدون أن الإله لم يدخل في جسم ، ولكنه اتخذ لـه حجاباً وصورة ناسوتية احتجب بها أمام الناس . ونجد في العهد الذي يؤخذ على كل الداخلين في هذا الدين – وهو ميثاق ولي الزمان – وقد وضعه حمزة بن علي ، ما نصه : توكلت على مولانا الحاكم الأحد الفرد الصمد ، ثم يقول : إن فلاناً – وهو الداخل في الدين – قد تبرأ من جميع المذاهب والمقالات والأديان ، والاعتقادات كلها على أصناف اختلافاتها ، وأنه لا يعرف شيئاً غير طاعة مولانا الحاكم جل ذكره ، والطاعة هي العبادة ، وأنه لا يشرك في عبادته أحداً ، ثم يقول : ومن أقر أنه ليس في السماء إله معبود ولا في الأرض إمام موجود إلا مولانا الحاكم جل ذكره كان من الموحدين الفائزين . الخ . ( انظر ميثاق ولي الزمان ) هذا شرك وكفر صريح بالله جل جلاله وجاء في كتابهم المقدّس المفرد بذاته " ولكن الإيمان والتوحيد هو فيمن آمن بمولانا الحاكم رباً إلهاً لا معبود سواه " (مصحف الدروز ، عرف حقيقة الصلاة والإيمان 183). 2 – التقمص وتناسخ الأرواح : فهم يؤمنون بانتقال النفس والروح من جسم بشري إلى جسم بشري آخر ، لأن النفس لا تموت بل يموت قميصها وهو : الجسم . ويسمون هذه الحركة (تقمص) أما (التناسخ فهم ينكرونه ، لأن التناسخ هو انتقال الروح من الجسد البشري إلى جسد أو حيوان أو نبات أو جماد) . ولذلك فهم لا يقبلون أحداً في مذهبهم حتى لو اطلع الإنسان على ما في كتبهم وآمن بها وسلك بموجبها ، لأن باب الدخول أغلق ، فلا فائدة من دخوله . ويزعمون أنه إذا انتقل أحد في مذهبهم إلى مذهب آخر فإن هذا غير معترف به ، لأن روحه في النقلة الأخرى ستعود إلى دينه القديم 3 – لا يؤمنون باليوم الآخر ولا البعث : اليوم الآخر عندهم ليس كما هو عندنا ، فهم لا يؤمنون بالحياة البرزخية ولا البعث والنشور ، بل يسخرون ممن يعتقد ذلك . ويوم الحساب عندهم هو نهاية مراحل الأرواح في الأجساد ، ونهاية التنقل والتقمص .. ويكون نهاية الدنيا : مجئ الحاكم بأمر الله فيرفع أتباعه ويجعلهم منعّمين مكرمين ، ويكون بقية العالم ! خدّام لهم 4- الحدود الخمسة ( كالأنبياء عندنا ) وهم : العقل (حمزة ) ، و النفس (إسماعيل التميمي ) ، الكلمة (محمد بن وهب ) ، السابق ( سلامة السامري ) ، التالي ( بهاء السموقي ) قالوا : واحترام الحدود معتقد أكيد ، لأنهم وسائط الله وسفراؤه وأبوابه . ولكل من الحدود لون مخصص لـه ، فالأخضر لحمزة ، والأحمر للتميمي ، والأصفر للقرشي ، والأزرق لسلامة السامري ، والأبيض بهاء الدين . ولذلك لما أعلن الاستعمار الفرنسي قيام (أمارة جبل الدروز المستقلة) ارتفع عليها علم ذو ألوان خمسة هي التي ذكرناها . 5- ينكرون جميع الأنبياء وينسبونهم للجهل بل مثلاً جاء في إحدى كتبهم المقدّسة المخطوطة ! وضعهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ضمن قائمة الشخصيات المذمومة ، وقالوا: من صفاته أنه : يحب النساء ، و انشغل بهن عن النبوة !! .اهـ 6 - التستّر و الكتمان يقول حمزة بن علي : إن أكبر الآثام وأعظها : إظهار سر الديانة ، وكتب الحكمة والذي يظهر من ذلك شيئاً فإنه يقتل حالاً ولا أحد يرحمه . ا . هـ ولذلك قتل أكثر من شخص حاول إظهر مذهبهم ( مثل عبدالله النجار ) ، وهدّد بالقتل كثير من الباحثين و المؤرخين بسبب نشرهم أشياء عن الدروز ! ( منهم الفيلسوف : عبدالرحمن بدوي ، ولذلك حذف سيرة الدروز من كتابه : مذاهب الإسلاميين ! ) 7- لا يؤمنون بالقرآن . ويرون أنه أحد كتب الضلال ، ولديهم كتب و رسائل مقدّسة تخصهم ، مثل : رسائل مقدّسة تخصهم 1- المنفرد بذاته ، جاء في (عرف المحرمات من كتاب المنفرد بذاته ص 154) وقال الذين كفروا منكم إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم وعليه وجدنا آباءنا ، قل لوكنتم على الهدى لآمنتم به ، ولكنكم لا تعلمون غير ما تهواه أنفسكم وأنتم تجهلون ، نحن أعلم بما في أيديكم ونحن المنزلون ، لقد ضل هؤلاء الذين يريدون أن يحكموا بالقرآن ويتخذوه سبيلاً ثم به يكفرون بعد أن تبين الحق ، قل أليس الحق أن يتبع " 2- رسائل الحكمة 3-النقط و الدوائر 4- وغيرها كثير ... وهي سرية جداً ولا يكاد يعرفها إلا : خواص الدروز و كبارهم أو الباحثين ، وهذا نابع من عقيدة الكتمان عندهم و التستر ، ولذلك لا تستغرب لو أنكر أحد الدروز وجودها ( كل ما ذكرته متوفّرٌ عندي ، وبعضها نسخٌ أصلية ! أخذتُها من شيوخهم ) 8- لا يؤمنون بأركان الإسلام الخمسة ، ويفرضون بدلها : 7 دعائم تكليفية باطنية . وهي : لا يؤمنون بأركان الإسلام الخمسة ، ويفرضون بدلها : 7 دعائم تكليفية باطنية . 1- سدق اللسان ( السين بدل الصاد ، ولهذا سببٌ نؤجّل شرحه لمكانٍ أوسع ) 2 – حفظ الإخوان : 3 – ترك ما كان عليه الموحدون وما اعتقدوه من عبادة العدم والبهتان ( الإسلام !) 4 – البراءة من الأبالسة والطغيان ( الأنبياء و الصحابة ! ) 5 – التوحيد للمولى – الحاكم – في كل عصر وزمان 6 – الرضا بفعله كيفما كان . 7 – التسليم لأمره في السر والحدثان . وقد جاء في رسالة ميثاق النساء : " فيجب على سائر الموحدين والموحدات حفظ هذه السبع خصال والعمل بها وسترها عمن لم يكن من أهلها " . ا . هـ وهذه الدعائم السبع هي عوض عن الأركان الخمسة وعن الجهاد وعن (الولاية كما يعتقد بها الشيعة) ، بل إن الدروز في رسائلهم وكتبهم المقدسة يسخرون من أركان الإسلام ويصفونها بالشرك والإلحاد والكفر ، ويقولون : إن ما جاءت به الأمم السابقة كالإسلام وغيره غير جائز إلا على أشباه البقر والغنم (رسالة السفر إلى السادة) . # لا عيد لهم إلا عيد الأضحى ، ويقيمون فيه الاحتفالات و الذبائح # لهم أحكام ( غير أحكام المسلمين في الطلاق و الزواج ) # المجتمع الدرزي ينقسم من ناحية دينية إلى قسمين في الجملة : 1- عقّال ( متدينو المذهب ومشايخه ) ( وهم طبقات ) ، وعلماؤهم يسمّون : شيوخ العقل 2- جهّال ( عوامهم ) # لا يوجد مساجد عندهم ، بل أماكن تسمّى : الخلوة ... وهي أماكن للعبادة و تعليم الدين عندهم #لا يأكلون الملوخية لأن العجل ( تزحلق فيها ) فللعجل قداسة عندهم <== هذه المعلومة أخذتها من أكثر من درزي .. ولكن لم أجد توثيقاً لها من كتبهم #سن العقل لديهم 40 سنة ( كما تقول موسوعة الندوة العالمية للأديان و المذاهب ) ، ولم أجد لذلك توثيقاً ، بل الذي أعرفه أنهم يقولون ( يحل للموحّد -يعني الدرزي- أن يأخذ معتقده متى شاء ) # يتواجدون في سوريا و لبنان وفلسطين ، ولهم جاليات في البرازيل و استراليا و أمريكا # يقولون إن مذهبهم ناشئ من الفلسفة الهندية القديمة ، ولذلك تجدهم في العصر الحديث بدأوا يتصلون بفلاسفة الهند زعماً منهم أن يتصلون بمبدأ دينهم ! # لا يعترفون إلا بمبدأ ( المصلحة ) !! ، فهم أصدقاء لأصحاب القوة و المكان ، فتجد الدروز الفلسطينيين متعاونيين مع إسرائيل و اليهود ، وهكذا .. والأصل فيهم : الكره و الحقد على المسلمين . # كثير منهم ( بسبب أمن اليهود لجانبهم ) يدخلون الجيش الإسرائيلي ويخدمون فيه ، ولا يرون غضاضة في ذلك ، ومنهم : -الزعيم الديني : أمين طريف ! ( عضو في الكنيست الإسرائيلي ، يعني البرلمان ) - الجاسوس الاسرائيلي : عزام عزام ! - إذا قيل لك هذا عربي إسرائيلي ، فاعرف أنه درزي ، ومن هؤلاء : الضابط الإسرائيلي الدرزي الذي قتل الطفلة إيمان حكم أهل الإسلام في الدروز جاء في حاشية ابن عابدين الحنفي (ج4 ص 499 وفي طبعة أخرى 5/355) : " فإن الدرزي لا ملة لـه كالمنافق والزنديق ، وإن سمى نفسه مسلماً " . ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية " هؤلاء الدرزية والنصيرية كفار باتفاق المسلمين ، وإن أظهروا الشهادتين معه هذه العقائد فهم كفار باتفاق المسلمين ، وكفر هؤلاء مما لا يختلف فيه المسلمون " 35 / 161 / 162 . وقال أيضاً : " وأما استخدام مثل هؤلاء في ثغور المسلمين أو حصونهم أو جندهم فإنه من الكبائر وهو بمنزلة من يستخدم الذئاب لرعي الغنم فإنهم أغش الناس للمسلمين ولولاة أمرهم ، ولا ريب أن جهاد هؤلاء وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات وأكثر الواجبات . فلا يحل لأحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة رجالهم . والمعاون في كف شرهم وهدايتهم بحسب الإمكان لـه من الأجر والثواب ما لا يعلمه إلا الله " 35/155/ 160 . س/ هل الدروز المعاصرون يعتقدون بذلك ؟ ج/ هم يعتقدون بهذه العقائد كلها ، ولكن هل نحكم عليهم بالكفر ؟ - أما شيوخهم وعلماؤهم فلا شك في الحكم عليهم بالكفر و الزندقة ( لم يدخلوا الدين الإسلامي أصلاً ) - عوامّهم .. بعضهم يقول : أنا درزي وأفتخر إني من بني معروف ( لقب للدروز ) ولكن في حقيقته : يصلي مع المسلمين ولا يعرف من الدرزية إلا الانتساب ، فالانتساب لها اجتماعي و قومي أكثر من كونه اعتقادي ديني ، وذلك لأن الدروز في سورية من اصول عربية قحّة ، ولديهم من الكرم و ( الفزعة ) الشئ الرهيب ، فلذلك تجده يفتخر بذلك مع كونه لا يدين بدينهم ، مثل ( شكيب أرسلان ) الأديب و الشاعر المعروف .. فهو درزي ويفتخر بالانتماء لهم ( وهو جد وليد جنبلاط من أمّه ) ، ولكن في حقيته مسلم يصلي مع جماعة المسلمين ويدافع عنهم وله جهود مشكورة ، فلا نحكم عليه بكفره أو أنه ( درزي الديانة ) ، ولكن مثل : كمال جنبلاط ! فهذا نحكم بدرزيته ( فهو الذي نشر و قدّم لكتاب : سامي مكارم حول حقيقة دعوة الدروز وديانتهم و تعاليمهم |
#9
|
|||
|
|||
النصيرية أو العلوية كما يعرف الجميع أن فرقالشيعةتنقسم ألىثلاثة أقسام رئيسية :- 1- المفضلة: وهم الذين يفضلون علي بن أبي طالب على الشيخين وهؤلاء هم الزيدية . 2- السبابة أو السابة: وهم الذين يفضلون علي ويسبون صحابة رسول الله ويزيدون في الغلو في آل البيت لا سيما عند غلاتهم ما يقرب بهم من القسم الثالث وهؤلاء هم الروافض. 3- المؤلهة: وهم الذين يؤلهون علي بن أبي طالب ويدعون له ما هو لله تعالى وهؤلاء هم النصيرية أو من يسمون العلي ألاهية أو كما يسمون أنفسهم العلويون... وهؤلاء هم في الحقيقة النصيرية الذين يقول بن تيمية أنهم أكفر من اليهود والنصارى ونعرض له بشيء من التفصيل مع مقتطفات من سورهم المزعومة تبيانا للحق... التعريف النصيرية حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث للهجرة ، أصحابها يعدون من غلاة الشيعة الذين زعموا وجوداً إلهياً في علي وألهوه به ، مقصدهم هدم الإسلام ونقض عراه وهم مع كل غاز لأرض المسلمين ، ولقد أطلق عليهم الاستعمار الفرنسي لسوريا اسم العلويين تمويهاً وتغطية لحقيقتهم الرافضية والباطنية. أبرزالشخصيات 1-مؤسس هذه الفرقة أبو شعيب محمد بن نصير البصري النميري ( ت 270ه ) عاصر ثلاثة من أئمة الشيعة وهم علي الهادي ( العاشر ) والحسن العسكري ( الحادي عشر ) ومحمد المهدي (الموهوم ) (الثاني عشر) . - زعم أنه الباب إلى الإمام الحسن العسكري ، وأنه وارث علمه ، والحجة والمرجع للشيعة من بعده ، وأن صفة المرجعية والبابية بقيت معه بعد غيبة الإمام المهدي. - ادعى النبوة والرسالة وغلا في حق الأئمة إذ نسبهم إلى مقام الألوهية. 2- خلفه على رئاسة الطائفة محمد بن جندب . 3-ثم أبو محمد عبد الله بن محمد الجنان الجنبلاني 235 _ 287 ه من جنبلا بفارس ، وكنيته العابد والزاهد والفارسي ، سافر إلى مصر وهناك عرض دعوته إلى الخصيبي . 4-حسين بن علي بن الحسين بن حمدان الخصيبسي : المولود سنة 260 ه مصري الأصل جاء مع أستاذه عبد الله بن محمد الجنبلاني من مصر إلى جنبلا ، وخلفه في رئاسة الطائفة، وعاش في كنف الدولة الحمدانية بحلب كما أنشأ للنصيرية مركزين أولهما في حلب ورئيسه محمد علي الجلي والآخر في بغداد ورئيسه علي الجسري . وقد توفي في حلب وقبره معروف بها وله مؤلفات في المذهب وأشار في مدح آل البيت وكان يقول بالتناسخ والحلول. • انقرض مركز بغداد بعد حملة هولاكو عليها . وأنظر ألى هذه الخزعبلات التي يقولون أنها سور تقديس لهؤلاء الهالكين .. أما السورة الثالثة عشرة فهي (سورة الخير) التي تقول: "بسم الله الرحمن الرحيم: قوله تعالى: سر الخير وما هو الخير، سر سيدنا محمد بن نصير، سر البقعة الشريفة وما حوت، من سائر الأنوار، سر شيخنا وسيدنا أبي عد الله الحسين بن حمدان الخصيبي، سر أولاده الواحد والخمسين علينا من ذكرهم الرحمة والسلام، ثم التسليم بحق الحمد لله رب العالمين". تخيل هذه سورة يدعون أنها من قول الله تعالى ؟؟؟!! (تعالى الله عما يقولون) 5-انتقل مركز حلب إلى اللاذقية وصار رئيسه أبو سعد الميمون سرور بن قاسم الطبراني 358 _ 427 ه . 6-اشتدت هجمات الاكراد والاتراك عليهم مما دعاهم إلى الإستنجاد بالأمير حسن المكزون السنجاري 583 _ 638ه ومداهمة المنطقة مرتين ، فشل في حملته الاولى ونجح في الثانية حيث أرسى قواعد المذهب النصيري في جبال اللاذقية . 7-ظهر فيهم عصمة الدولة حاتم الطوبان حوالي 700هـ- 1300م وهو كاتب الرسالة القبرصية 8-وظهر حسن عجرد من منطقة أعنا ، وقد توفي في اللاذقية سنة836هـ م 1432 9-نجد بعد ذلك رؤساء تجمعات نصيرية كتلك التي أنشأها الشاعر القمري محمد بن يونس كلاذي 1011ه/1602م قرب أنطاكية ، وعلي الماخوس وناصر نصيفي ويوسف عبيدي . 10-سليمان أفندي الأذني : ولد في أنطاكية سنة 1250 ه وتلقى تعاليم الطائفة لكنه تنصر على يد أحد المبشرين وهرب إلى بيروت حيث أصدر كتابه الباكورة السليمانية يكشف فيه أسرار هذه الطائفة ، استدرجه النصيريون بعد ذلك وطمأنوه فلما عاد وثبوا عليه وخنقوه واحرقوا جثته في إحدى ساحات اللاذقية . • عرفوا تاريخيا باسم النصيرية ، وهو اسمهم الأصلي ولكن عندما شُكِّل حزب سياسي في سوريا باسم ( الكتلة الوطنية ) أراد الحزب أن يقرب النصيرية إليه ليكسبهم فأطلق عليهم اسم العلويين وصادف هذا هوى في نفوسهم وهم يحرصون عليه الآن . هذا وقد أقامت فرنسا لهم دولة أطلقت عليها اسم ( دولة العلويين ) وقد استمرت هذه الدولة من سنة 1920 إلى سنة 1936 م . 11-محمد أمين غالب الطويل : شخصية نصيرية ، كان أحد قادتهم أيام الإحتلال الفرنسي لسوريا ، ألف كتاب تاريخ العلويين يتحدث فيه عن جذور هذه الفرقة . 12-سليمان المرشد : كان راعي بقر ، لكن الفرنسيين احتضنوه وأعانوه على ادعاء الربوبية ، كما اتخذ له رسولا ( سليمان الميده ) وهو راعي غنم ، ولقد قضت عليه حكومة الإستقلال وأعدمته شنقاً عام 1946 م . 13-جاء بعده ابنه مجيب ، وادعى الألوهية ، لكنه قتل أيضاً على يد رئيس المخابرات السورية آنذاك سنة 1951 م ، وما تزال فرقة ( المواخسة ) النصيرية يذكرون اسمه على ذبائحهم . 14-ويقال بأن الأبن الثاني لسليمان المرشد اسمه ( مغيث ) وقد ورث الربوبية المزعومة عن أبيه . واستطاع العلويون ( النصيريون ) أن يتسللوا إلى التجمعات الوطنية في سوريا، واشتد نفوذهم في الحكم السوري منذ سنة 1965 م بواجهة سنية ثم قام تجمع القوى التقدمية من الشيوعيين والقوميين والبعثيين بحركته الثورية في 12 مارس 1971 م وتولى الحكم العلويين رئاسة الجمهورية أهمالعقائد: جعل النصيرية علي بن ابي طالب رضي الله عنه إلها، وقالوا بأن ظهوره الروحاني بالجسد الجسماني الفاني كظهور جبريل في صورة بعض الأشخاص . ـ عقائدهم باطنية وينظرون الى الامام علي بن ابي طالب (رضي الله عنه) نظرة العصمة والتقديس، ويأتي بعده « سلمان الفارسي » وخمسة آخرون من الايتام وهم : عثمان بن مظعون، وعبد الله بن رواحة، وقنبر مولى الامام علي (رضي الله عنه) والمقداد بن الاسود، وعمار بن ياسر. ـ يقرأون القرآن ويؤمنون بما جاء فيه، ولكنهم يعتمدون « التأويل » كباقي الفرق الباطنية. ـ يؤمنون بعقيدة الحلول وذلك بأن يهبط الاله ليحل في المخلوق، أو يرقى المخلوق عن عالم المادة ليتحد بالله تعالى في عالم التنزيه. ـ ويؤمنون بعقيدة التناسخ أيضا، ويراد بالتناسخ انتقال الروح من بدن الى آخر. ـ لا يأكلون أنثى الحيوانات الأهلية حفاظا على النسل. ـ يحافظون على قبور موتاهم وزياراتهم، وخاصة طبقة المشايخ. ـ لديهم تعاليم وطقوس معينة في تلقين اتباعهم العهود والمواثيق الدينية الخاصة بهذه الفرقة. ـ أقاويل المؤرخين عنهم كثيرة كبقية الأقاويل التي ابتدعت على الفرق الشيعية والتي كتبها اعداؤهم، لهذا لا يمكن الأخذ بها أو تصديقها. • لهم ليلة يختلط فيهم الحابل بالنابل كشأن بعض الفرق الباطنية . • يعظمون الخمرة ، ويحتسونها ، ويعظمون شجرة العنب لذلك ، ويستفظعون قلعها او قطعها لأنها هي أصل الخمرة -يصلون في اليوم خمس مرات لكنها صلاة تختلف في عدد الركعات ولا تشتمل على سجود وإن كان فيها نوع من ركوع أحيانا. ً -لايصلون الجمعة ولا يتمسكون بالطهارة من وضوء ورفع جنابة قبل أداء الصلاة . - ليس لهم مساجد عامة ، بل يصلون في بيوتهم ، وصلاتهم تكون مصحوبة بتلاوة الخرافات . • الصيام لديهم هو الامتناع عن معاشرة النساء طيلة شهر رمضان . • يبغضون الصحابة بغضاً شديداً ، ويلعنون أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين. • يزعمون بأن للعقيدة باطنا وظاهراً وانهم وحدهم العالمون بباطن الأسرار، ومن ذلك: _ الجنابة : هي موالاة الأضداد والجهل بالعلم الباطني ._ الطهارة : هي معاداة الأضداد ومعرفة العلم الباطني . _ الصيام : هو حفظ السر المتعلق بثلاثين رجلاً وثلاثين امرأة . _ الزكاة : يرمز لها بشخصية سلمان . _ الجهاد : هو صب اللعنات على الخصوم وفُشاة الأسرار . _ الولاية : هي الإخلاص للأسرة النصيرية وكراهية خصومها . _ الشهادة : هي أن تشير إلى صيغة ( ع . م . س ) . مثل هذه السورة • يقولابن تيمية : (هؤلاءالقوم المسمون بالنصيرية – هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية – أكفر من اليهودوالنصارى ، بل وأكفر من كثير من المشركين ، وضررهم أعظم من ضرر الكفار المحاربينمثل التتار والفرنج وغيرهم.. وهم دائماً مع كل عدو للمسلمين ، فهم معالنصارىعلىالمسلمين ، ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار ، ثم إن التتار مادخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهمومؤازرتهم( . الأعياد : لهم أعياد كثيرة تدل على مجمل العقائد التي تشتمل عليها عقيدتهم ومن ذلك : عيد النيروز : في اليوم الرابع من نيسان ، وهو أول أيام سنة الفرس . عيد الغدير : وعيد الفراش وزيارة يوم عاشوراء في العاشر من المحرم ذكرى استشهاد الحسين في كربلاء . يوم المباهلة أو يوم الكساء :في التاسع من ربيع الأول ذكرى دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لنصارى نجران للمباهلة . عيد الأضحى : ويكون لديهم في اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة . يحتفلون بأعياد النصارى كعيد الغطاس ، وعيد العنصرة ، وعيد القديسة بربارة ، وعيد الميلاد ، وعيد الصليب الذي يتخذونه تاريخاً لبدء الزراعة وقطف الثمار وبداية المعاملات التجارية وعقود الإيجار والأستئجار . يحتفلون بيوم ( دلام ) وهو اليوم التاسع من ربيع الأول ويقصدون به مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فرحاً بمقتله وشماتة به . الجذور الفكريهوالعقائديه استمدوا معتقداتهم من الوثنية القديمة وقدسوا الكواكب والنجوم وجعلوها مسكناً للإمام علي . • تأثروا بالأفلاطونية الحديثة ونقلوا عنهم نظرية الفيض النوراني على الأشياء . • بنوا معتقداتهم على مذهب الفلاسفة المجوس . • أخذوا عن النصرانية ، ونقلوا عن الغنوصية النصرانية ، وتمسكوا بما لديهم من التثليث والقداسات وإباحة الخمور . • نقلوا فكرة التناسخ والحلول عن المعتقدات الهندية والآسيوية الشرقية . • هم من غلاة الشيعة مما جعل فكرهم يتسم بكثير من المعتقدات الشيعية وبالذات تلك المعتقدات التي قالت بها الرافضة بعامة والسبئية (جماعة عبد الله بن سبأ اليهودي) بخاصة الانتشار وأماكن النفوذ يستوطن النصيريون منطقة جبال النصيريين في اللاذقية ، ولقد انتشروا مؤخراً في المدن السورية المجاورة لهم . • يوجد عدد كبير منهم أيضاً في غربي الأناضول ويعرفون باسم ( التختجية والحطابون ) فيما يطلق عليهم شرقي الأناضول اسم ( القزل باشيه) • ويعرفون في أجزاء أخرى من تركيا وألبانيا باسم البكتاشية . • هناك عدد منهم في فارس وتركستان ويعرفون باسم ) العلي إلهية ) . وعدد منهم يعيشون في لبنان وفلسطين . |
#10
|
|||
|
|||
البهائية البهائية ...تاريخها وأفكارها التعريف: دين مُخْتَرعٌ، أنشأه وأظهره حسين علي الملقب " البهاء "، والذي ادعىالنبوة، وزعم أن شريعةالإسلامقد نسخت بمبعثه. المؤسسون: الميرزا حسين علي الملقب "البهاء" ولد في قرية "نور" بنواحي "مازندران" بإيران ، سنة 1233هـ . التقى البهاء بأحد مدعي النبوة،واسمه " الباب " وأصبح البهاء من أتباعه إلى أن مات، وتنازع هو وأخوه "صبح الأزل" خلافة الباب بعد موته حتى افترقا جسدا وفكرا . ثم ادعىالبهاء النبوة، ولم يكتف بها بل تجاوزها إلى ادعاء الألوهية، وأنه القيوم الذيسيبقى ويخلد، وأنه روح الله، وأنه هو من بعث الأنبياء والرسل، وأوحى بالأديان، وزعمأن "الباب"لم يكن إلا نبيا مهمته التبشير بظهوره . نبذة تاريخية عن البابية ووليدتهاالبهائية ظهرت البابية أول ما ظهرت في إيران، وبدأت دعوتهاسرا، غير أن أمرها شاع، وبلغ السلطات في إيران، فقامت بالقبض على زعيمها "الباب" وسجنته سنة 1263هـ - 1847م، إلا أن أتباعه وجدوا طريقة للالتقاء به في السجن،والتشاور معه حول سير دعوتهم. ثم تحوّل البابية في أسلوبدعوتهم – بعد انكشاف أمرهم- من السر إلى الجهر، فدعوا إلى عقد مؤتمر يجمع أقطابهم،فاجتمعوا في صحراء "بدشت" بإيران في رجب سنة 1264هـ، وقرروا نسخ الشريعة الإسلامية،لأن "الباب" قد أبطل العمل بها . وكان من أشد أنصار هذهالفكرة - إلغاء الشريعة- والمتحمسين لها، حسين علي نوري، والذي استطاع أن يتميز فيذلك المؤتمر ويخرج بلقب " بهاء الله " تمهيدا لما يخطط إعلانه من أنه خليفة "الباب". واشترك "البهاء" في محاولة اغتيال الملك " ناصر الدين" شاه إيران، إلا أن المحاولة باءت بالفشل، وكشف الفاعلون، ففر "البهاء" إلى سفارة روسيا التي قدمت له الحماية الكاملة، ولم تسلمه إلى السلطات الإيرانيةإلا بعد أن أخذت وعدا منها بعدم إعدامه . ولم تكتف بذلكبل ساعدت على إخراجه من إيران، فنفي " البهاء " وأخوه "صبح الأزل" إلى بغداد فيجمادى الآخرة 1269هـ الموافق إبريل 1853م، ومن بغداد إلى إستانبول في ذي القعدة 1279هـ الموافق إبريل 1863م، ومن اسطنبول نقلا إلى أدرنة، ومكثا هناك نحو أربعسنوات ونصف، اختلف خلالها الأَخَوَان، وتنافسا المناصب والألقاب، وقام "البهاء" خلالها بنشر دعوته بين عامة الناس، فتبعه طائفة سموا "البهائية" وتبع طائفة أخرىأخاه فسموا "الأزلية" أو "البابية" . أدركت الدولةالعثمانية خطر "البهاء" وأخيه "صبح الأزل" على الناس فقامت بنفيهما مرة أخرى وفرقتبينهما، فنفت "صبح الأزل" إلى قبرص وظل بها حتى مات، في حين نفت " البهاء " إلىعكا، ومعه بعض أتباعه، فنزل بها سنة 1285هـ الموافق 1868م، حيث لقي حفاوة بالغة مناليهودالذينأحاطوه بالرعاية، وأضحت عكا منذ ذلك التاريخ مقرا دائما للبهائية ومكانا مقدسالهم. عقائد البهائيةوأفكارها وشعائرها: 1. الإيمان بحلول اللهفي بعض خلقه، وأن الله قد حلَّ في "الباب" و"البهاء". 2. الإيمان بتناسخ الكائنات، وأن الثواب والعقاب يقع على الأرواحفقط. 3. الاعتقاد بأن جميع الأديان صحيحة، وأن التوراةوالإنجيل غير محرَّفين، ويرون ضرورة توحيد جميعالأديان في دينواحد هو البهائية. 4. يقولون بنبوة بوذا وكنفوشيوسوبراهما وزرادشت وأمثالهم من حكماء الهند والصين والفرس. 5. يؤمنون - موافقة للنصارى - بصلب المسيح. 6. ينكرون معجزات الأنبياء وحقيقة الملائكة والجن كما ينكرون الجنة والنار . 7. يحرمون الحجاب على المرأة، ويحللون المتعة، ويدعونإلى شيوعية النساء والأموال. 8. يقولون إن دين البابناسخ لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم. 9. يؤولونالقيامة بظهور البهاء، أما قبلتهم فهي إلى البهجة بعكا بفلسطين بدلاً من المسجدالحرام. 10. الصلاة عندهم تؤدى في اليوم ثلاث مرات فياليوم، كل صلاة ثلاث ركعات، صبحا وظهرا ومساء، والوضوء لها بماء الورد، وإن لم يوجدفيكتفون بالبسملة "بسم الله الأطهر الأطهر" خمس مرات . 11. لا يجوزون الصلاة جماعة إلا عند الصلاة على الميت. 12. يقدّس البهائيون العدد تسعة عشر، ويجعلون عدد أشهر السنة تسعة عشر شهرا،عدد كل شهر تسعة عشر يوما. 13. يصوم البهائيون شهرابهائيا واحدا هو شهر العلا ويبدأ من 2 إلى 21 مارس وهو آخر الشهور البهائية، وفيهيجب الامتناع عن تناول الطعام من الشروق إلى الغروب، ويعقب شهر صومهم عيدالنيروز. 14. يحرم البهائيون الجهاد وحمل السلاحوإشهاره ضد الكفار الأعداء خدمة للمصالح الاستعمارية . 15. ينكرون أن محمداً - خاتم النبيين - مدعين استمرار الوحيبعده. 16. يبطلون الحج إلى مكة، ولهذا كان حجهم إلى حيثدفن "بهاء الله" في البهجة بعكا بفلسطين. نماذج من كلام البهاء هذه نماذجمن أقوال البهاء، نقلناها ليُعلم قيمة قائلها وثقافته، يقول البهاء " انتهت قيامةالإسلام بموت علي محمد الباب، وبدأت قيامة البيان ودين الباب بظهور من يظهره الله – يعني نفسه - فإذا مات أنتهت قيامته، وقامت قيامة الأقدس ودين البهاء ببعثة النبيالجديد "كتابالإيقان ص 71. ويقولفي كتاب البديع ص 113: " كان المشركون أنفسهم يرون أن يوم القيامة خمسون ألف سنة!! فانقضت في ساعة واحدة !! أفتصدقون يا من عميت بصائركم ذلك ؟! وتعترضون أن تنقضيألفا سنة بوهمكم في سنين معدودة". ويقول كما في كتابهالأقدس ص 34 " ليس لأحد أن يحرك لسانه ويلهج بذكر الله أمامالناس حين يمشى في الطرقات والشوارع". ويقولفي ص 41 " كتب عليكم تجديد أثاث البيت في كل تسعةعشر عاماً ". ويقول: " أُحِلُ للرجل لبسالحرير لقد رفع اللهحكم التحديد في اللباس واللحى". ويقول:" قد منعتم منإرتقاء المنابر فمن أراد أن يتلو عليكم آيات ربه فليجلس على الكرسي " . ألغىالبهائيون جميع العقوبات الواردة في الشرع الإسلامي إلا الدية. يجوز للرجالوالنساء أن يلبسوا ما شاءوا دون أي اعتبار للملبوس، سواء كان حريراً أو صوفاً أو أينوع. وللرجل أن يلبس الحرير الخالص وأن يظهر كامل النعومة، إذ لم يحرّم عليه في شرعالبهائية إلا حمل السلاح أو الخوض في المسائل السياسية التي هي من خصوصيات الحكامفقط! لا يجوز للشخص أن يحلق شعر رأسه لأن الله قد خلقه زينة له. قالالمازندراني في الأقدس: ((لا تحلقوا رؤوسكم؛ قد زينها الله بالشعر في ذلك لآيات لمنينظر إلى مقتضيات الطبيعة مـن لدن مالك البرية أنه لهو العزيز الحكيم، ولا ينبغي أنيتجاوز حد الآذان؛ هذا ما حكم به مولى العالمين)) (1). مالك البرية والعزيزالحكيم، ومولى العالمين كل هذه الصفات الهائلة الرهيبة جاءت من أجل حلق شعر الرأسفي وحي المازندراني السخيف. يقدسون العدد 19، ويبنون بموجبه كثيراً من الأحكام والمعاملات فيما بينهموبين الناس، فترى مثلاً أن: عدد الشهور 19 شهراً، والصوم 19يوماً. وعددأيام الشهر 19 يوماً، وكتابهم البيان 19 باباً. وزكاة أموالهم 19 في المائة. وعدد شهور السنة 19 شهراً، وفصول البيان 19. وعدد الطلاق 19 مرة، ...إلىآخر وَلَعِهم بهذا الرقم. كتابالبهائيةالذييقدسونه ادعى حسين عليالمازندراني الألوهية. ومن هنا كان حتماً عليه أن ينزل الكتب المقدسة ويبيّن لعبادهما يريد حسب أوهامه. فكان أن جاء بكتابه ((الأقدس)) وجاء فيه بما يستحي طالبالعلم المبتدئ في الطلب من نسبته إلى نفسه، فكان بحق أحط كتاب، وصيغ بأردأالعبارات، وحشي بألفاظ وعبارات تنضح جهلاً، تنفر من معانيه النفوس، وتأنف من سماعهالأسماع، ألفّه ولفّقه المازندراني، وزعم أنه أفصح وأشرف كتاب منزل على الإطلاق،وفضله على كتب الله المنزلة على رسله الأخيار، ثم نسخ به جميع الكتب السابقة وفيأولها القرآن الكريم. ولا تسأل عما فيه من الألفاظ الشنيعة والمعاني الركيكةوالأخطاء اللغوية والتراكيب الغامضة، قراءته مملة ثقيلة على النفس، وكلما قرأتهازددت غيظاً وغماً من تبجح مؤلفه واستكباره الذي فاق استكبار فرعون وهامان وقارون،فإنه كله مدح لنفسه ولبهائه ولجودة قريحته وعمق تفكيره، وإحاطته علماً بما كان ومايكون، وسماعه ضجيج أصوات الذرية في أصلاب آبائهم. ومخاطبة الملوك والرؤساءوندائهم إلى الأخذ بديانته، ومخاطبة بعض الأراضي أيضاً مثل قوله: يا أهل البهاء، يامعشر العلماء، يا ملاّء الإنشاء، يا عبادي، يا معشر الملوك، قل لي يا ملك البرلينأسمع النداء من هذا الهيكل المبين. يا معشر الأمراء اسمعوا، يا شواطيء نهر الرين،يا معشر الروم، يا أرض الطاء، يا أرض الخاء، يا بحر الأعظم، قل يا قوم، يا ملكالنمسا، يا ملوك أمريكا، هذه هي النداءات التي يكررها في كتابه. وقبل إيراد بعضالأمثلة من ذلك الكتاب أودّ التنبيه إلى أنك حينما تقرأ فيه تحتار حيرة شديدة فيمعرفة مصدره، فهو مرة يأتي بآياته كما يسميها على أنها من الله تعالى لشخصه مباشرة،ومرة يأتي بها على أنه هو الله الذي تكلم به كما اقتضت إرادته، ومرة يأتي بها علىأنها من إنشائه هو، ومرة يُظهر فيها العلو والاستكبار إلى أبعد الحدود، ومرة يُظهرنوعاً من التواضع. وهكذا يخرج منه قارئه وهو أشد جهلاً به، حتى في الآيات التييزعم فيها بيان بعض الأحكام ففيها من التعقيد وركاكة الأسلوب ما لا يكاد يفهم إلابكلفة. ولكي يطلع القارئ الكريم على بعض تلك الآيات التي لفقها المازندرانينورد الأمثلة الآتية من كتابه الأنجس وليس الأقدس، وهو موجود ضمن كتاب خفاياالطائفة البهائية بنصه كاملاً كما تقدمت الإشارة إليه. فمن ذلك زعمه أنه قدأحاط بعلم ما في اللوح وقرأه والناس غافلون، وأنه دخل مكتب الله-هكذا بهذا الأسلوب- والناس راقدون. النص: ((يا ملاّء البيان إنا دخلنا مكتب الله إذ أنتم راقدون،ولا حظنا اللوح إذ أنتم نائمون، تالله الحق قد قرأناه قبل نزوله وأنتم غافلون)) (1) رده على المخالفين له الذين يدعون أنهم علماء أكثر منه مع أنه أحاط بالعلمولم يترك لهم منه إلا مثل ما تترك العظام للكلاب. النص: ((ومنها- أي من الناس- من يدعي الباطن وباطن الباطن، قل: أيها الكذاب تالله ما عندك أنه من القشور تركناهالكم كما تترك العظام للكلاب)) (2) وقال في بيانه لمنزلة كتابه الأقدس: ((لاتحسبن أنا أنزلنا لكم الأحكام، بل فتحنا ختم الرحيق المختوم بأصابع القدرةوالاقتدار، يشهد بذلك ما نزل من قلم الوحي تفكروا يا أولي الأفكار)) . (3) ويندبحظ من أعرض عن ذكره بقوله: ((من الناس من غرته العلوم وبها منع عن اسمي القيوم،وإذا سمع صوت النعال من خلفه يرى نفسه أكبر من نمرود قل: أين هو يا أيها المردودتالله إنه لفي أسفل الجحيم)) . (4) ويقول في تفضيل كلامه: ((من يقرأ من آياتيلخير له من أن يقرأ كتب الأولين والآخرين، هذا بيان الرحمن- يعني نفسه- إن أنتم منالسامعين، قل: هذا حق العلم لو أنتم من العارفين)) . (5) إلى أن قال: ((لو يقرأأحداً به من الآيات بالروح والريحان خير له من أن يتلو بالكسالة صحف الله المهيمنالقيوم)) . (6) ((قل: تالله لا تغنيكم اليوم كتب العالم ولا ما فيه من الصحفإلا بهذا الكتاب الذي ينطق في قطب الإبداع أنه لا إله إلا أنا العليم الحكيم)) (7) إلى آخر إفكه وإلحاده وجهله بجميع الأديان. على أن البهاء- وقد تنبأ وتأله- صاريخبر بأشياء كثيرة من المغيبات التي زعم أنها ستقع كما أخبر، فإذا بها تأتي عكس ماأراد وأخبر، وقد أخزاه الله في ما تنبأ به كما أخزى غيره من كبار الأبالسة، ونشيرهنا بإيجاز إلى بعض نبوءات المازندراني ، ومنها: 1- ما تنبأ به المازندراني منأن البهائية سيكون لها مستقبل مشرق في العراق، وسيفتخرون بها بعد قليل من الزمن،فهل صدق في ذلك الزعم الذي ينسب الإخبار به إلى الله؟ مضى على قوله سنوات عديدة ولميفتخر أهل العراق بها، بل وبعكس ذلك لا يوجد اليوم فيها من يستطيع المجاهرةبالبهائية رغم ادعاء المازندراني الألوهية وأن ما أخبر به سيكون كما وقع. 2- تنبأ المازندراني بأن طهران ستكون بهائية كلها ويحكمها بهائيون، ويمتد حكمهم منطهران إلى ما ورائها، ويعظم شأن البهائيون بها جداً. وكذب هنا كما كذب في غيرذلك؛ فلم يسمح للبهائيين رفع رؤوسهم أو إظهار دعوتهم؛ بل بقوا فيها في غاية الذلوالاحتقار ولم يقم لهم حكم فيها أو كلمة. 3- تنبأ المازندراني بأن دينه سيغلبالأديان كلها ويعتنقه أكثر العالم وسيهيمن هو على جميع الأرض، فماذا كانت النتيجة؟لقد فضح الله الكاذب؛ فقد مضت سنوات عديدة وتلك الأماني الفارغة لم يتحقق منها شيءرغم ما قام به أعداءالإسلاممن اليهود، والصهيونية العالمية،والصليبيون،و الاستعمار الروسي والأمريكي بمساعدته والوقوف إلى جانبه. ولكنقدرة الله أقوى من ذلك، ففشل هؤلاء فشلاً ذريعاً في تحقيق مطامع هذا المتألهالكاذب، وكانت أحلامه خيالية، وكلامه هذيان فارغ ( ليحق الحقويبطل الباطل ولو كره المجرمون )(8) سورة الانفال . 4- وأغرب شيء وأشنعهفي تنبؤات البهائية ما صرح بن ابن المازندراني المسمى عبد البهاء عباس أفندي بوحيمن أبيه حينما سئل عن آخر السنوات التي تعم فيها البهائية العالم وتنتشر في أرجائهوأنحائه؛ أجاب بأنه-وحسب البشارات القديمة التي ذكرها له إلهه المازندراني –أنهسيتم ذلك وبالتحديد أيضاً في 1957م. فماذا كانت النتيجة؟ لقد أظهر الله كذبهمحتى لا يبقى لأحد حجة، فلم تدخل الدول في البهائية، ولم يظهر نور الله البهاء فيجميع أقطار الأرض كما زعموا. فطردت البهائية من إيران، وطردت من العراق، وطردتمن تركيا، وطردت منمصروليبيا وسوريا،وقضي عليها في باكستان وأفغانستان، ولم يأبه لها العالم الغربي كما يريدون، وكذلكطردت من أفريقيا، ولم يقر لها قرار إلا في البيئات المنحلة أو الحاقدة على الإسلام. وظلت طريدة لخبثها وخبث مبادئها وولائها للاستعمار في كل مكان، إلى أن آواهاالإنكليز إلى فلسطين وتلقفتها اليهودية، فأين نبوءة حسين علي البهاء المازندرانيوابنه عباس أفندي من أن البهائية ستكتسح جميع الأديان وستعم البلدان في الموعد الذيحدده البهائيون ؟! -------------------------------------- (1) الأقدس ص 182 (2) الأقدس ص147 (3) الأقدس ص141 (4) الأقدس ص149 (5) الأقدسص173 (6) الأقدس ص 176 و هكذا وردت أصلاً :((لو يقرأ أحداً)) و هذا خطأ لغويفادح و الصحيح أحدٌ بضم التنوين ... و هذا بحسبهم قول الإله فكيف يكون منه هذاالخطأ لو كان حقاً إله ؟؟!!! (7) الأقدس ص181 خاتمة تلك هي البهائية، وتلك بعض عقائدها، خليط غيرمتجانس من العقائد السماوية والأفكار الوثنية، أخرجها "البهاء" في قالب غريب، سماهوحياً وكتاباً مقدساً، فيالله أين عقول الخلق حين اتبعوه، وأين بصيرتهم حين قلدوه؟! هذا وقد صدرت فتاوى من مراجع معتمدة في العالمالإسلامي أفتت بكفر البهائية وردتها عن الإسلام، ننقل منها ما صدر عن الأزهر، وعنمفتي السعودية السابق الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله : أولاً : فتوى دار الإفتاءبالأزهر: " بسم الله ، والحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد: فالبهائيةفرقة مرتدة عن الإسلام، لا يجوز الإيمان بها، ولا الاشتراك فيها، و لا السماح لهابإنشاء جمعيات أو مؤسسات، وذلك لأنها تقوم على عقيدة الحلول، وتشريع غير ما أنزلالله، وادعاء النبوة، بل والألوهية، وهذا ما أفتى به مجمع البحوث الإسلامية في عهدالشيخ جاد الحق، وأقره المجمع الحالي . يقول فضيلةالشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر السابق – رحمه الله : .. والبابية أوالبهائية فكر خليط من فلسفات وأديان متعددة، ليس فيها جديد تحتاجه الأمة الإسلاميةلإصلاح شأنها وجمع شملها، بل وضُح أنها تعمل لخدمة الصهيونية والاستعمار، فهي سليلةأفكار ونحل ابتليت بها الأمة الإسلامية حربا على الإسلام وباسم الدين " ا.هـ . ثانيا: فتوى الشيخ ابنباز في البهائية: سئل فضيلة الشيخ عبد العزيزبن باز – رحمه الله - مفتي المملكة السعودية سابقا عن: الذين اعتنقوا مذهب ( بهاءالله) الذي ادعى النبوة، وادعى أيضا حلول الله فيه، هل يسوغ للمسلمين دفن هؤلاءالكفرة في مقابر المسلمين ؟ فأجاب: إذا كانت عقيدةالبهائية كما ذكرتم فلا شك في كفرهم وأنه لا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين؛ لأن منادعى النبوة بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهو كاذب وكافر بالنص وإجماعالمسلمين ؛ لأن ذلك تكذيب لقوله تعالى:{ماكان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين} ، ولما تواترت به الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خاتمالأنبياء لا نبي بعده، وهكذا من ادعى أن الله سبحانه حال فيه، أو في أحد من الخلقفهو كافر بإجماع المسلمين؛ لأن الله سبحانه لا يحل في أحد من خلقه بل هو أجل وأعظممن ذلك، ومن قال ذلك فهو كافر بإجماع المسلمين، مكذب للآيات والأحاديث الدالة علىأن الله سبحانه فوق العرش، قد علا وارتفع فوق جميع خلقه، وهو سبحانه العلي الكبيرالذي لا مثيل له، ولا شبيه له، وقد تعرَّف إلى عباده بقوله سبحانه: {إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثماستوى على العرش} ( الأعراف: 54 ) .. وهذا الذي أوضحهلك في حق الباري سبحانه، هو عقيدة أهل السنة والجماعة التي درج عليها الرسل عليهمالصلاة والسلام، ودرج عليها خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودرج عليهاخلفاؤه الراشدون وصحابته المرضيون والتابعون لهم بإحسان إلى يومنا هذا. واعلم - يا أخي - أنني لم أقرأ شيئا من كتب البهائيةإلى حين التاريخ، ولكن قد علمت بالاستفاضة أنها طائفة ضالة كافرة خارجة عن دائرةالإسلام، وعلى مقتضى ما ذكر في السؤال حصل الجواب. ثمإني اطلعت بعد تحرير الجواب على محاورة بين سني وبهائي نشرتها مجلة (الهدي النبوي) لأنصار السنة في القاهرة، في أعداد أربعة، قرأت منها ثلاثة أعداد صادرة في رمضانوذي القعدة اثنان منها صدرا في عام 1368هـ، والثالث في ربيع الثاني من عام 1369هـ،وقد صرح البهائي في هذه المحاورة أن بهاء الله رسول الطائفة البهائية، يزعم أنهرسول ناسخ للشرائع التي قبله، نسخ تعديل وتلطيف، وأن كل عصر يحتاج إلى رسول، وصرحأيضا بإنكار الملائكة، وأن حقيقة الملائكة هي أرواح المؤمنين العالية، وظاهر كلامهأيضا إنكار المعاد الجثماني، وإنكار ما أخبر بهالرسولصلى الله عليه وسلم عن الدجال، ولا شكأن دعوى البهائي (الرسالة)، وزعمه أن كل عصر يحتاج إلى رسول كفر صريح . |
#11
|
|||
|
|||
القاديانية دين مُخْتَرَعٌ جديد، ظهر أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بقاديان، إحدى قرى البنجاب الهندية، وحظي بمباركة ورعاية الاحتلال الإنجليزي. المؤسس : ميرزا غلام أحمد القادياني المولود سنة 1265هـ بقاديان. وقد بدأ ميرزا نشاطه كداعية إسلامي، ثم ادعى أنه مجدد ومُلْهَم من الله، ثم تدرج درجة أخرى فادعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود، يقول في ذلك: " إن المسلمين والنصارى يعتقدون باختلاف يسير أن المسيح ابن مريم قد رفع إلى السماء بجسده العنصري، وأنه سينزل من السماء في عصر من العصور، وقد أثبتُّ في كتابي أنها عقيدة خاطئة، وقد شرحت أنه ليس المراد من النزول هو نزول المسيح بل هو إعلام عن طريق الاستعارة بقدوم مثيل المسيح، وأن هذا العاجز - يعني نفسه - هو مصداق هذا الخبر حسب الإعلام والإلهام"!!. ثم انتقل من دعوى المثيل والشبيه بالمسيح عليه السلام إلى دعوى أنه المسيح نفسه، فقال :" وهذا هو عيسى المرتقب ،وليس المراد بمريم وعيسى في العبارات الإلهامية إلا أنا " ، ولما كان المسيح نبيا يوحى إليه، فقد ادعى ميرزا أنه يوحى إليه، وكتب قرآنا لنفسه سماه " الكتاب المبين " يقول : " أنا على بصيرة من رب وهّاب، بعثني الله على رأس المائة، لأجدد الدين وأنور وجه الملة وأكسر الصليب وأطفيء نار النصرانية، وأقيم سنة خير البرية، وأصلح ما فسد، وأروج ما كسد، وأنا المسيح الموعود والمهدي المعهود، منَّ الله علي بالوحي والإلهام، وكلمني كما كلم الرسل الكرام". ويبدو أن دعوى أنه المسيح لم تلق القبول المرجو، ولم تحقق الغرض المؤمل منها، فانتقل من دعوى أنه المسيح النبي إلى دعوى أنه محمد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الحقيقة المحمدية قد تجسدت فيه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بُعث مرة أخرى في شخص ميرزا غلام، يقول ميرزا : " إن الله أنزل محمدا صلى الله عليه وسلم مرة أخرى في قاديان لينجز وعده "، وقال :" المسيح الموعود هو محمد رسول الله وقد جاء إلى الدنيا مرة أخرى لنشر الإسلام " ثم ادعى أن نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فاتبعه من اتبعه من الدهماء والغوغاء وأهل الجهل والمصالح الدنيوية نماذج من تخليطه : رغم تلك الدعاوى العريضة التي ادّعاها ميرزا لنفسه إلا أنه كان ساذجا فاحشا بذيء اللسان، يكيل لخصومه أقذع الشتم والسب !! أما وحيه الذي ادعاه لنفسه فقد كان خليطا من الآيات المتناثرة التي جمعها في مقاطع غير متجانسة تدل على قلة فقهه وفهمه للقرآن، وإليك نماذج من وحيه المزعوم، قال:" لقد ألهمت آنفا وأنا أعلق على هذه الحاشية، وذلك في شهر مارس 1882م ما نصه حرفيا : " يا أحمد بارك الله فيك، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى . الرحمن علم القرآن، لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم، ولتستبين سبيل المجرمين، قل إني أمرت وأنا أول المؤمنين ، قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا .. إلخ " ويقول أيضا :" ووالله إنه ظل فصاحة القرآن ليكون آية لقوم يتدبرون . أتقولون سارق فأتوا بصفحات مسروقة كمثلها في التزام الحق والحكمة إن كنتم تصدقون " !! وأما نبوءاته فما أكثرها وما أسرع تحققها لكن بخلاف ما أنبأ وأخبر، فمن ذلك أنه ناظر نصرانيا فأفحمه النصراني، ولما لم يستطع ميرزا إجابته غضب على النصراني، وأراد أن يمحو عار هزيمته، فادعى أن النصراني يموت - إن لم يتب - بعد خمسة عشر شهرا حسب ما أوحى الله إليه، وجاء الموعد المضروب ولم يمت النصراني، فادعى القاديانيون أن النصراني تاب وأناب إلا أن النصراني عندما سمع تلك الدعوى كتب يكذبهم ويفتخر بمسيحيته!! ومن ذلك زعمه: أن الطاعون لا يدخل بلده قاديان ما دام فيها، ولو دام الطاعون سبعين سنة، فكذبه الله فدخل الطاعون قاديان وفتك بأهلها وكانت وفاته به، وهو الذي قال " وآية له أن الله بشره بأن الطاعون لا يدخل داره، وأن الزلازل لا تهلكه وأنصاره، ويدفع الله عن بيته شرهما ". عقائدالقاديانية : 1 . يعتقد القاديانية بتناسخ الأرواح: حيث زعم ميرزا أن إبراهيم عليه السلام ولد بعد ألفين وخمسين سنة في بيت عبدالله بن عبدالمطلب متجسدا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم بُعث النبي صلى الله عليه وسلم مرتين أخريين أحدهما عندما حلت الحقيقة المحمدية في المتبع الكامل يعني نفسه. 2. يعتقدون أن الله يصوم ويصلي وينام ويخطيء، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، يقول ميرزا: " قال لي الله : إني أصلي وأصوم وأصحو وأنام " وقال :" قال الله : إني مع الرسول أجيب أخطيء وأصيب إني مع الرسول محيط ". 3. يعتقدون أن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية، وأن الله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً!! وأن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد بالوحي، وأن إلهاماته كالقرآن . 4. يقولون: لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود ( الغلام )، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادة "غلام أحمد"، ويعتقدون أن كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين، وهو غير القرآن الكريم !! 5. يعتقدون أنهم أصحاب دين جديد مستقل، وشريعة مستقلة، وأن رفاق الغلام كالصحابة،كما جاء في صحيفتهم "الفضل، عدد 92 " : " لم يكن فرق بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتلاميذ الميرزا غلام أحمد، إن أولئك رجال البعثة الأولى وهؤلاء رجال البعثة الثانية ". 6. يعتقدون أن الحج الأكبر هو الحج إلى قاديان وزيارة قبر القادياني، ونصوا على أن الأماكن المقدسة ثلاثة مكة والمدينة وقاديان ، فقد جاء في صحيفتهم:" أن الحج إلى مكة بغير الحج إلى قاديان حج جاف خشيب، لأن الحج إلى مكة لا يؤدي رسالته ولا يفي بغرضه " . 7. يبيحون الخمر والأفيون والمخدرات !! 8. كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية: كما أن من تزوج أو زوَّج لغير القاديانيين فهو كافر !!. 9. ينادون بإلغاء الجهاد، ووجوب الطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية التي كانت تحتل الهند آنذاك، لأنها - وفق زعمهم - ولي أمر المسلمين!! هذا هو الهدف النهائى من الأمر ألا وهى التوطيد للمحتل ، لعبة مستهلكة ومعروفة عند الاحتلال ، وهى نفس الطريقة التى ابتعتها فرنسا فى احتلالها للجزائر الذى استمر مائة وتسعة وثلاثين عاماً ، عندما استخدمت طائفة الصوفية ذات الطريقة الجيلانية فى تديعم أواصر ملكها ، ذلك أن الصوفية يعتقدون أن هذا الاحتلال هو قدر الله ولا يجب مقاومة قدر الله ، ومن هذا استفر لهم الحال فيها طيلة قرن ونصف تقريباً ، ولولا هذا لما وضعوا فيها قدم. 10 يعتقد القادياني بأن إلهه إنجليزي لأنه يخاطبه بالإنجليزية !! ومـن الـفـرق الـتـي تنسب - زوارا وبهتانا – إلى الإسلام الـفـرقة المسماة بـــ ( القاديانية ) أو ( الأحمدية ) فكلها أسماء لمسمى واحد . وأول ما ظهرت هذه الفرقة الكافرة وقف أهل العلم في وجهها ، وردوا عليها ، وبينوا أمرها ، وأظهروا باطلها ؛ وذلك بأن ألفوا فيها المؤلفات ، وأصدروا فيها البيانات ، وكثرت – منهم - المصنفات في الرد عليها ، وعلى مؤسسها - وسيأتي ذكر لبعضها في هذا المقال – وحكموا بكفرها ، بل لا أعرف – إلى ساعتي هذه – عالما واحدا ممن يقتدى به لم يقل بكفرها . والتعريف بهذه الفرقة الكافرة المتزندقة الملحدة ، والتعريف بمؤسسها ومنشئها ، وخلافائه ! من بعده وآخرهم الخليفة الخامس : مسرور غلام أحمد – قاتله الله وعامله بما يستحق - والتقسيم الذي انقسمت إليه هذه الفرقة ، وبيان عقائدها الفاسدة وخطورتها على الإسلام ، وبيان أماكن وجودها وتمركزها ، والكتب التي ألفها من ينتمي إلى هذه الفرقة ، ونقل فتاوي وأحكام أهل العلم من المشرق والمغرق في الرد عليها يحتاج جهدا كبيرا ، ووقتا كثيرا ؛ لو جمع لكان في مجلدات – دون مبالغة - . وإن ممن تصدى لهذه الفرقة الشيخ الفقيه العلامة محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله رحمة واسعة – في مؤلفاته وتحقيقاته ، وأشرطته ، وذكر الشيخ في ( السلسلة الصحيحة ) (4/252) أنه جرت بينه وبينهم مناظرات كثيرة والآن إلى كلام الشيخ – رحمه الله - : قال في كتابه ( العقيدة الطحاوية : شرح وتعليق )( طبعة المعارف ) ص (21-23) الفقرة (31) : وقد أخبر النبي - - أمته نصحا لهم وتحذيرا في أحاديث كثيرة أنه سيكون بعده دجالون كثيرون ، وقال في بعضها : (( كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين ، لا نبي بعدي )) رواه مسلم وغيره ( الأحاديث الصحيحة 1683) . ومن هؤلاء الدجالين (( ميرزا غلام أحمد القادياني )) الذي ادعى النبوة وله أتباع منتشرون في الهند وألمانيا وإنكلترا وأمريكا ولهم فيها مساجد ، يضلون بها المسلمين ، وكان منهم في سوريا أفراد ، استأصل الله شأفتهم وقطع دابرهم ، ولهم عقائد كثيرة ، غير اعتقادهم بقاء النبوة بعده - - . وسلفهم فيه ابن عربي الصوفي ولهم في ذلك رسالة جمعوا فيها أقواله في تأييد اعتقادهم المذكور وإن من أبرز علاماتهم أنهم حين يبدأون بالتحدث عن دعوتهم إنما يبتدئون قبل كل شيء بإثبات موت عيسى - عليه الصلاة والسلام - ، فإذا تمكنوا من ذلك بزعمهم انتقلوا إلى مرحلة ثانية وهي ذكر الأحاديث الواردة بنزول عيسى - عليه الصلاة والسلام - ويتظاهرون بالإيمان بها ، ثم سرعان ما يتأولونها ، ما دام أنهم أثبتوا بزعمهم موته ، بأن المقصود نزول مثيل عيسى ! وأنه هو غلام أحمد القادياني ! ولهم من مثل هذا التأويل الشيء الكثير والكثير جدا ، مما جعلنا نقطع بأنهم طائفة من الباطنية الملحدة . وسيأتي الإشارة إلى بعض عقائدهم الضالة قريبا - إن شاء الله تعالى - . انتهى . وقال – بعد أن رد على الغزالي المعاصر !! - في ( سلسلة الأحاديث الصحيحة – المعارف ) (4/42-43) تحت حديث رقم (1529) وهو ( لتملأن الأرض جورا و ظلما ، فإذا ملئت جورا و ظلما ، بعث الله رجلا مني ، اسمه اسمي ، فيملؤها قسطا و عدلا ، كما ملئت جورا و ظلما ) : واعلم يا أخي المسلم أن كثير من المسلمين اليوم قد انحرفوا عن الصواب في هذا الموضوع ، فمنهم من استقر في نفسه أن دولة الإسلام لن تقوم إلا بخروج المهدي ! وهذه خرافة وضلالة ألقاها الشيطان في قلوب كثير من العامة ، وبخاصة الصوفية منهم ، وليس في شيء من أحاديث المهدي ما يشعر بذلك مطلقا ، بل هي كلها لا تخرج عن أن النبي - - بشر المسلمين برجل من أهل بيته ، ووصفه بصفات بارزة أهمها أنه يحكم بالإسلام وينشر العدل بين الأنام ، فهو في الحقيقة من المجددين الذين يبعثهم الله في رأس كل مائة سنة كما صح عنه - - ، فكما أن ذلك لا يستلزم ترك السعي وراء طلب العلم و العمل به لتجديد الدين ، فكذلك خروج المهدي لا يستلزم التواكل عليه وترك الاستعداد والعمل لإقامة حكم الله في الأرض ، بل العكس هو الصواب ، فإن المهدي لن يكون أعظم سعيا من نبينا محمد - - الذي ظل ثلاثا وعشرين عاما وهو يعمل لتوطيد دعائم الإسلام ، وإقامة دولته فماذا عسى أن يفعل المهدي لو خرج اليوم فوجد المسلمين شيعا وأحزابا ، وعلماءهم - إلا القليل منهم - اتخذهم الناس رؤوسا ! لما استطاع أن يقيم دولة الإسلام إلا بعد أن يوحد كلمتهم و يجمعهم في صف واحد ، وتحت راية واحدة ، وهذا بلا شك يحتاج إلى زمن مديد الله أعلم به ، فالشرع والعقل معا يقتضيان أن يقوم بهذا الواجب المخلصون من المسلمين ، حتى إذا خرج المهدي ، لم يكن بحاجة إلا أن يقودهم إلى النصر ، وإن لم يخرج فقد قاموا هم بواجبهم ، والله يقول : ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله ) . وقال في (4/252-253) تحت حديث رقم (1683) وهو ( إن بين يدي الساعة ثلاثين دجالا كذابا ) : واعلم أن من هؤلاء الدجالين الذين ادعوا النبوة : ميرزا غلام أحمد القادياني الهندي ، الذي ادعى في عهد استعمار البريطانيين للهند أنه المهدي المنتظر ، ثم أنه عيسى - عليه السلام - ، ثم ادعى أخيرا النبوة ، و اتبعه كثير ممن لا علم عنده بالكتاب والسنة ، وقد التقيت مع بعض مبشريهم من الهنود والسوريين ، وجرت بيني و بينهم مناظرات كثيرة كانت إحداها تحريرية ، دعوتهم فيها إلى مناظرتهم في اعتقادهم أنه يأتي بعد النبي - - أنبياء كثيرون ! منهم نبيهم ميرزا غلام أحمد القادياني . فبدأوا بالمراوغة في أول جوابهم ، يريدون بذلك صرف النظر عن المناظرة في اعتقادهم المذكور ، فأبيت و أصررت على ذلك ، فانهزموا شر هزيمة ، و علم الذين حضروها أنهم قوم مبطلون . ولهم عقائد أخرى كثيرة باطلة ، خالفوا فيها إجماع الأمة يقينا ، منها نفيهم البعث الجسماني ، وأن النعيم والجحيم للروح دون الجسد ، وأن العذاب بالنسبة للكفار منقطع . وينكرون وجود الجن ، ويزعمون أن الجن المذكورين في القرآن هم طائفة من البشر ! و يتأولون نصوص القرآن المعارضة لعقائدهم تأويلا منكرا على نمط تأويل الباطنية والقرامطة ؛ ولذلك كان الإنكليز يؤيدونه و يساعدونه على المسلمين ، وكان هو يقول : حرام على المسلمين أن يحاربوا الإنكليز ! إلى غير ذلك من إفكه و أضاليله . وقد ألفت كتب كثيرة في الرد عليه ، وبيان خروجه عن جماعة المسلمين ، فليراجعها من شاء الوقوف على حقيقة أمرهم . انتهى وقال في (4/655) تحت حديث رقم (1999) وهو ( في أمتي كذابون ، ودجالون ، سبعة وعشرون ، منهم أربعة نسوة ، وإني خاتم النبين ، لا نبي بعدي ) : وفي الحديث رد صريح على القاديانية وابن عربي قبلهم القائلين ببقاء النبوة بعد النبي - - ، وأن نبيهم المزعوم ميرزا غلام أحمد القادياني كذاب ودجال من أولئك الدجاجلة . انتهى . وقال في (5/276) تحت حديث رقم (2236) وهو ( ينزل عيسى بن مريم ، فيقول أميرهم المهدي : تعال صل بنا ، فيقول : لا ، إن بعضهم أمير بعض ، تكرمة الله لهذه الأمة ) : واعلم أيها الأخ المؤمن ! أن كثيرا من الناس تطيش قلوبهم عن حدوث بعض الفتن ، ولا بصيرة عندهم تجاهها ، بحيث إنها توضح لهم السبيل الوسط الذي يجب عليهم أن يسلكوه إبانها ، فيضلون عنه ضلالا بعيدا ، فمنهم مثلا من يتبع من ادعى أنه المهدي أو عيسى ، كالقاديانيين الذين اتبعوا ميرزا غلام أحمد القادياني الذي ادعى المهدوية أولا ، ثم العيسوية ، ثم النبوة ، ومثل جماعة ( جهيمان ) السعودي الذي قام بفتنة الحرم المكي على رأس سنة ( 1400 ) هجرية ، وزعم أن معه المهدي المنتظر ، وطلب من الحاضرين في الحرم أن يبايعوه ، وكان قد اتبعه بعض البسطاء والمغفلين والأشرار من أتباعه ، ثم قضى الله على فتنتهم بعد أن سفكوا كثيرا من دماء المسلمين ، و أراح الله تعالى العباد من شرهم . ( القاديانية فئة كافرة ) وفيه : إجماع البرلمان الباكستاني ! إجماع المحكمة الشرعية والمحكمة العليا في باكستان . إجماع مسلمي العالم في مؤتمر المنظمات الإسلامية في العالم الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي بمكة سنة (1974م) ، والكتاب نشر بالعربية والأردية والانجليزية . مكتبة دار العلم / إسلام آباد / باكستان . |
#12
|
|||
|
|||
الأحباش إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي التعريف: طائفة ضالة تنسب إلى عبد الله الحبشي، ظهرت حديثاً في لبنان مستغلة ما خلّفته الحروب الأهلية اللبنانية من الجهل والفقر والدعوة إلى إحياء مناهج أهل الكلام والصوفية والباطنية (*) بهدف إفساد العقيدة وتفكيك وحدة المسلمين وصرفهم عن قضاياهم الأساسية. التأسيس وأبرز الشخصيات: • عبد الله الهرري الحبشي: هو عبد الله بن محمد الشيبي العبدري نسباً الهرري موطناً نسبة إلى مدينة هرر بالحبشة، فيها ولد لقبيلة تدعى الشيباني نسبة إلى بني شيبة من القبائل العربية. ودرس في باديتها اللغة العربية والفقه الشافعي على الشيخ سعيد بن عبد الرحمن النوري والشيخ محمد يونس جامع الفنون ثم ارتحل إلى منطقة جُمة وبها درس على الشيخ الشريف وفيها نشأ شذوذه وانحرافه حيث بايع (*) على الطريقة التيجانية. ثم ارتحل إلى منطقة داويء من مناطق أرمو ودرس صحيح البخاري وعلوم القرآن الكريم على الحاج أحمد الكبير. ثم ارتحل إلى قرية قريبة من داويء فالتقى بالشيخ مفتي السراج ـ تلميذ الشيخ يوسف النبهاني صاحب كتاب شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق ودرس على يديه الحديث. ومن هنا توغل في الصوفية وبايع على الطريقة الرفاعية. ثم أتى إلى سوريا ثم إلى لبنان من بلاد الحبشة في أفريقيا عام 1969م. وذكر أتباعه أنه قدم عام 1950م بعد أن أثار الفتن ضد المسلمين، حيث تعاون مع حاكم إندراجي صهر هيلاسيلاسي ضد الجمعيات الإسلامية لتحفيظ القرآن بمدينة هرر سنة 1367ه الموافق 1940م فيما عرف بفتنة بلاد كُلُب فصدر الحكم على مدير المدرسة إبراهيم حسن بالسجن ثلاثاً وعشرين سنة مع النفي حيث قضى نحبه في مقاطعة جوري بعد نفيه إليها. وبسبب تعاون عبد الله الهرري مع هيلاسيلاسي تم تسليم الدعاة والمشايخ إليه وإذلالهم حتى فر الكثيرون إلى مصر والسعودية، ولذلك أطلق عليه الناس هناك صفة (الفتّان) أو (شيخ الفتنة). ـ منذ أن أتى لبنان وهو يعمل على بث الأحقاد والضغائن ونشر الفتن كما فعل في بلاده من قبل من نشره لعقيدته الفاسدة من شرك وترويج لمذاهب (*): الجهمية في تأويل صفات الله، والإرجاء والجبر والتصوف والباطنية والرفض، وسب للصحابة، واتهام لأم المؤمنين عائشة بعصيان أمر الله، بالإضافة إلى فتاوى شاذة. ـ نجح الحبشي مؤخراً في تخريج مجموعات كبيرة من المتبجحين والمتعصبين الذين لا يرون مسلماً إلا من أعلن الإذعان والخضوع لعقيدة شيخهم مع ما تتضمنه من إرجاء (*) في الإيمان وجبر (*) في أفعال الله وجهمية (*) واعتزال في صفات الله. فهم يطرقون بيوت الناس ويلحون عليهم بتعلم العقيدة الحبشية ويوزعون عليهم كتب شيخهم بالمجان. • نزار الحلبي: خليفة الحبشي ورئيس جمعية المشاريع الإسلامية ويطلقون عليه لقب (سماحة الشيخ) حيث يعدونه لمنصب دار الفتوى إذ كانوا يكتبون على جدران الطرق (لا للمفتي حسن خالد الكافر، نعم للمفتي نزار الحلبي) وقد قتل مؤخراً. • لديهم العديد من الشخصيات العامة مثل النائب البرلماني عدنان الطرابلسي ومرشحهم الآخر طه ناجي الذي حصل على 1700 صوتاً معظمهم من النصارى حيث وعدهم بالقضاء على الأصولية (*) الإسلامية، لكن لم يكتب له النجاح، وحسام قرقيرا نائب رئيس جمعية المشاريع الإسلامية، وكمال الحوت وعماد الدين حيدر وعبد الله البارودي وهؤلاء الذين يشرفون على أكبر أجهزة الأبحاث والمخطوطات مثل المؤسسة الثقافية للخدمات ويحيلون إلى اسم غريب لا يعرفه حتى طلبة العلم فمثلاً يقولون: (قال الحافظ العبدري في دليله) فيدلسون على الناس فيظنون أن الحافظ من مشاهير علماء المسلمين مثل الحافظ ابن حجر أو النووي وإنما هو في الحقيقة شيخهم ينقلون من كتابه الدليل القويم مثلاً. الأفكار والمعتقدات: • يزعم الأحباش أنهم على مذهب (*) الإمام الشافعي في الفقه والاعتقاد ولكنهم في الحقيقة أبعد ما يكونون عن مذهب الإمام الشافعي رحمه الله. فهم يُؤولون (*) صفات الله تعالى بلا ضابط شرعي فـيؤولون الاستواء بالاستيلاء كالمعتزلة والجهمية (*). • يزعم الحبشي أن جبريل هو الذي أنشأ ألفاظ القرآن الكريم وليس الله تعالى، فالقرآن عنده ليس بكلام الله تعالى، وإنما هو عبارة عن كلام جبريل، كما في كتابه إظهار العقيدة السنية ص591. • الأحباش في مسألة الإيمان من المرجئة (*) الجهمية الذين يؤخرون العمل عن الإيمان ويبقى الرجل عندهم مؤمناً وإن ترك الصلاة وسائر الأركان، (انظر الدليل القويم ص7، بغية الطالب ص51). ـ تبعاً لذلك يقللون من شأن التحاكم للقوانين الوضعية (*) المناقضة لحكم الله تعالى فيقول الحبشي: (ومن لم يحكّم شرع الله في نفسه فلا يؤدي شيئاً من فرائض الله ولا يجتنب من المحرمات، ولكنه قال ولو مرة في العمر: لا إله إلا الله، فهذا مسلم مؤمن. ويقال له أيضاً مؤمن مذنب) الدليل القويم 9ـ 10 بغية الطالب 51. • الأحباش في القدر جبرية (*) منحرفة يزعمون أن الله هو الذي أعان الكافر على كفره وأنه لولا الله ما استطاع الكافر أن يكفر. (النهج السليم 71). • يحث الأحباش الناس على التوجه إلى قبور الأموات والاستغاثة بهم وطلب قضاء الحوائج منهم، لأنهم في زعمهم يخرجون من قبورهم لقضاء حوائج المستغيثين بهم ثم يعودون إليها، كما يجيزون الاستعاذة بغير الله ويدعون للتبرك بالأحجار. (الدليل القويم 173، بغية الطالب 8، صريح البيان 57، 62). (شريط خالد كنعان /ب / 70) ولو قال قائل أعوذ برسول الله من النار لكان هذا مشروعاً عندهم. • يرجح الأحباش الأحاديث الضعيفة والموضوعة بما يؤيد مذهبهم بينما يحكمون بضعف الكثير من الأحاديث الصحيحة التي لا تؤيد مذهبهم ويتجلى ذلك في كتاب المولد النبوي. • يكثر الحبشي من سب الصحاب وخاصة معاوية بن أبي سفيان وأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنهم. ويطعن في خالد بن الوليد وغيره، ويقول إن الذين خرجوا على عليٍّ رضي الله عنه ماتوا ميتة جاهلية. ويكثر من التحذير من تكفير سابِّ الصحابة، لاسيما الشيخين إرضاءً للروافض (*). إظهار العقيدة السنية 182. • يعتقد الحبشي أن الله تعالى خلق الكون لا لحكمة وأرسل الرسل لا لحكمة وأن من ربط فعلاً من أفعال الله بالحكمة فهو مشرك. • كفّر (*) الحبشي العديد من العلماء فحكم على شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه كافر وجعل من أول الواجبات على المكلف أن يعتقد كفره ولذلك يحذر أشد التحذير من كتبه، وكذا الإمام الذهبي فهو عنده خبيث، كما يزعم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب مجرم قاتل كافر ويرى أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني كافر، وكذلك الشيخ سيد سابق فيزعم أنه مجوسي كافر أما الأستاذ سيد قطب فمن كبار الخوارج (*) الكفرة في ظنه. انظر مجلة منار الهدى الحبشية عدد (3ص234) النهج السوي في الرد على سيد قطب وتابعه فيصل مولوي) أما ابن عربي صاحب مذهب وحدة الوجود (*) ونظرية الحلول (*) والاتحاد (*) والذي شهد العلماء بكفره فيعتبره الحبشي شيخ الإسلام. كما يدعو الحبشي إلى الطريقة النقشبندية والرفاعية والصوفية. • وللحبشي العديد من الفتاوى الشاذة القائلة بجواز التحايل في الدين وأن النظر والاختلاط والمصافحة للمرأة الأجنبية حلال لاشيء فيه بل للمرأة أن تخرج متعطرة متبرجة ولو بغير رضا زوجها. • يبيح بيع الصبي الحر وشراءه كما يجيز للناس ترك زكاة العملة الورقية بدعوى أنها لا علاقة لها بالزكاة إذ هي واجبة في الذهب والفضة كما يجيز أكل الربا ويجيز الصلاة متلبساً بالنجاسة. (بغية الطالب 99). • أثار الأحباش في أمريكا وكندا فتنة تغيير القبلة حتى صارت لهم مساجد خاصة حيث حرفوا القبلة 90 درجة وصاروا يتوجهون إلى عكس قبلة المسلمين حيث يعتقدون أن الأرض نصف كروية على شكل نصف البرتقالة، وفي لبنان يصلون في جماعات خاصة بهم بعد انتهاء جماعة المسجد، كما اشتهر عنهم ضرب أئمة المساجد والتطاول عليهم وإلقاء الدروس في مساجدهم لنشر أفكارهم رغماً عنهم. ويعملون على إثارة الشغب في المساجد، كل هذا بمدٍ وعونٍ من أعداء المسلمين بما يقدمون لهم من دعم ومؤازرة. الجذور الفكرية والعقائدية: · مما سبق يتبين أن الجذور الفكرية والعقائدية للأحباش تتلخص في الآتي: ـ المذهب (*) الأشعري المتأخر في قضايا الصفات الذي يقترب من منهج الجهمية (*). ـ المرجئة (*) والجهمية في قضايا الإيمان. ـ الطرق الصوفية المنحرفة مثل الرفاعية والنقشبندية. ـ عقيدة الجفر (*) الباطنية. ـ مجموعة من الأفكار والمناهج المنحرفة التي تجتمع على هدف الكيد للإسلام وتمزيق المسلمين. ولا يستبعد أن يكون الحبشي وأتباعه مدسوسين من قبل بعض القوى الخارجية لإحداث البلبلة والفرقة بين المسلمين كما فعل عبد القادر الصوفي ثم المرابطي في أسبانيا وبريطانيا وغيرها. الانتشار ومواقع النفوذ: ينتشر الأحباش في لبنان بصورة تثير الريبة، حيث انتشرت مدارسهم الضخمة وصارت حافلاتهم تملأ المدن وأبنية مدارسهم تفوق سعة المدارس الحكومية، علاوة على الرواتب المغرية لمن ينضم إليهم ويعمل معهم وأصبح لهم إذاعة في لبنان تبث أفكارهم وتدعو إلى مذهبهم، كما ينتشر أتباع الحبشي في أوروبا وأمريكا وقد أثاروا القلاقل في كندا واستراليا والسويد والدانمارك. كما أثاروا الفتن في لبنان بسبب فتوى شيخهم بتحويل اتجاه القبلة إلى جهة الشمال. وقد بدأ انتشار أتباع هذا المذهب الضال في مناطق عدة من العالم حيثما وجد لبنانيون في البداية، ثم بعض المضللين ممن يعجب بدعوة الحبشي. يتضح مما سبق: أن الأحباش طائفة ضالة، تنتمي إلى الإسلام ظاهراً وتهدم عراه باطناً، وقد استغلت سوء الأوضاع الاقتصادية وما خلفته الحروب الأهلية اللبنانية من فقر وجهل في الدعوة إلى مبادئها الهدامة وإحياء الكثير من الأفكار والمعتقدات الباطلة التي عفى عليها الدهر مثل خلق القرآن والخلاف المعروف في قضايا الصفات الذي تصدَّى لها علماء أهل السنة والجماعة في الماضي والحاضر. وقد تصدَّى لهم عدد من علماء أهل السنة والجماعة في عصرنا مثل المحدث الشيخ الألباني وغيره. وأفتى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في الفتوى رقم 2392/1 بتاريخ 30/10/1406ه التي جاء فيها: (إن طائفة الأحباش طائفة ضالة، ورئيسهم عبد الله الحبشي معروف بانحرافه وضلاله، فالواجب مقاطعتهم وإنكار عقيدتهم الباطلة وتحذير الناس منهم ومن الاستماع لهم أو قبول ما يقولون). -------------------------------------------------------------- مراجع للتوسع: · كتب ورسائل للأحباش: ـ المقالات السنية في كشف ضلالات ابن تيمية، عبد الله الحبشي. ـ التعقيب الحثيث عبد الله الحبشي. ـ النهج السوي في الرد على سيد قطب وتابعه فيصل مولوي، عبد الله الحبشي. ـ الدليل القويم على الصراط المستقيم، عبد الله الحبشي. ـ بغية الطالب في معرفة علم الدين الواجب، عبد الله الحبشي. ـ إظهار العقيدة السنية شرح العقيدة الطحاوية، عبد الله الحبشي. ـ كتاب المولد النبوي، عبد الله الحبشي. ـ صريح البيان، عبد الله الحبشي. ـ الرسائل السبكية في الرد على ابن تيمية، كمال أبو المنى "كمال الحوت". ـ التوفيق الرباني في الرد على ابن تيمية الحراني، كمال أبو المنى "كمال الحوت". ـ بهجة النظر، عبد الله الحبشي. ـ مجلة منار الهدى: · كتب ورسائل ردت عليهم: ـ الرد على الشيخ الحبشي ـ الشيخ عثمان الصافي. ـ استواء الله على العرش ـ أسامة القصاص. ـ الاستواء بين التنزيه والتشويه ـ للأستاذ عوض منصور. ـ إطلاقة الأعنَّة رسالة منسوبة للشيخ الهاشمي. ـ رسالة الرد على الحبشي في موضوع إعانة الكافرين على كفرهم عدنان ياسين النقشبندي. ـ عبد الله الحبشي: عقائده وشذوذه، عبد الرحمن دمشقية. ـ الرد على عبد الله الحبشي، عبد الرحمن دمشقية. ـ بين أهل السنة وأهل الفتنة، عبد الرحمن دمشقية. ـ شبهات أهل الفتنة وأجوبة أهل السنة، عبد الرحمن دمشقية مخطوط ومسجل على شريط كاسيت. ـ الأضواء الساطعة على ما في كتاب (الدليل على الصراط المستقيم) من أفكار زائفة وعقائد زائغة. الشيخ عثمان بن عبد القادر الصافي. ـ مجلة الفرقان الكويتية. ـ مجلة الشراع اللبنانية في حوار مع عدنان الطرابلسي نائب البرلمان 574. ـ الرد على الأحباش الشيخ محمد ناصر الدين الألباني شريط كاسيت. نقلاً عن موقع صيد الفوائد. &&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& الأشاعرة إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي التعريف: الأشاعرة: فرقة كلامية إسلامية، تنسب لأبي الحسن الأشعري الذي خرج على المعتزلة. وقد اتخذت الأشاعرة البراهين والدلائل العقلية والكلامية وسيلة في محاججة خصومها من المعتزلة والفلاسفة وغيرهم، لإثبات حقائق الدين (*) والعقيدة الإسلامية على طريقة ابن كلاب. التأسيس وأبرز الشخصيات: • أبو الحسن الأشعري: هو أبو الحسن علي بن إسماعيل، من ذرية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، ولد بالبصرة سنة 270هـ ومرت حياته الفكرية بثلاث مراحل: ـ المرحلة الأولى: عاش فيها في كنف أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة في عصره وتلقى علومه حتى صار نائبه وموضع ثقته . ولم يزل أبو الحسن يتزعم المعتزلة أربعين سنة . ـ المرحلة الثانية: ثار فيه على مذهب الاعتزال الذي كان ينافح عنه، بعد أن اعتكف في بيته خمسة عشر يوماً، يفكر ويدرس ويستخير الله تعالى حتى اطمأنت نفسه، وأعلن البراءة من الاعتزال وخط لنفسه منهجاً جديداً يلجأ فيه إلى تأويل النصوص بما ظن أنه يتفق مع أحكام العقل (*) وفيها اتبع طريقة عبد الله بن سعيد بن كلاب في إثبات الصفات السبع عن طريق العقل: الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام، أما الصفات الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق فتأولها على ما ظن أنها تتفق مع أحكام العقل وهذه هي المرحلة التي ما زال الأشاعرة عليها . ـ المرحلة الثالثة: إثبات الصفات جميعها لله تعالى من غير تكييف(*) ولا تشبيه(*) ولا تعطيل(*) ولا تحريف(*) ولا تبديل ولا تمثيل، وفي هذه المرحلة كتب كتاب الإبانة عن أصول الديانة الذي عبّر فيه عن تفضيله لعقيدة السلف ومنهجهم ، الذي كان حامل لوائه الإمام أحمد بن حنبل. ولم يقتصر على ذلك بل خلّف مكتبة كبيرة في الدفاع عن السنة وشرح العقيدة تقدّر بثمانية وستين مؤلفاً، توفي سنة 324هـ ودفن ببغداد ونودي على جنازته: "اليوم مات ناصر السنة". • بعد وفاة أبو الحسن الأشعري، وعلى يد أئمة المذهب(*) وواضعي أصوله وأركانه، أخذ المذهب الأشعري أكثر من طور، تعددت فيها اجتهاداتهم ومناهجهم في أصول المذهب وعقائده، و ما ذلك إلا لأن المذهب لم يبن في البداية على منهج مؤصل، واضحة أصوله الاعتقادية، ولا كيفية التعامل مع النصوص الشرعية، بل تذبذبت مواقفهم واجتهاداتهم بين موافقة مذهب السلف واستخدام علم الكلام لتأييد العقيدة والرد على المعتزلة . من أبرز مظاهر ذلك التطور: ـ القرب من أهل الكلام والاعتزال . ـ الدخول في التصوف، والتصاق المذهب الأشعري به . ـ الدخول في الفلسفة (*) وجعلها جزء من المذهب . • من أبرز أئمة المذهب: ـ القاضي أبو بكر الباقلاني: (328ـ402هـ) (950ـ1013م) هو محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر، من كبار علماء الكلام، هذَّب بحوث الأشعري، وتكلَّم في مقدمات البراهين العقلية للتوحيد وغالى فيها كثيراً إذ لم ترد هذه المقدمات في كتاب ولا سنة، ثم انتهى إلى مذهب السلف وأثبت جميع الصفات كالوجه واليدين على الحقيقة وأبطل أصناف التأويلات التي يستعملها المؤولة وذلك في كتابه: تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل . ولد في البصرة وسكن بغداد وتوفي فيها . وجهه عضد الدولة سفيراً عنه إلى ملك الروم، فجرت له في القسطنطينية مناظرات مع علماء النصرانية بين يدي ملكها . من كتبه: إعجاز القرآن، الإنصاف، مناقب الأئمة، دقائق الكلام، الملل والنحل، الاستبصار، تمهيد الأوائل ، كشف أسرار الباطنية . ـ أبو إسحاق الشيرازي: (293ـ476هـ) (1003ـ1083م) . وهو إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروز أبادي الشيرازي، العلامة المناظر، ولد في فيروز أباد بفارس وانتقل إلى شيراز، ثم البصرة ومنها إلى بغداد سنة (415هـ) . وظهر نبوغه في الفقه الشافعي وعلم الكلام(*)، فكان مرجعاً للطلاب ومفتياً للأمة في عصره، وقد اشتهر بقوة الحجة في الجدل(*) والمناظرة . بنى له الوزير نظام الملك: المدرسة النظامية على شاطئ دجلة، فكان يدرس فيها ويديرها . من مصنفاته: التنبيه والمهذَّب في الفقه، والتبصرة في أصول الشافعية، وطبقات الفقهاء، واللمع في أصول الفقه وشرحه، والملخص، والمعونة في الجدل . • أبو حامد الغزالي: (450ـ505هـ) (1058ـ1111م) وهو محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي، ولد في الطابران، قصبة طوس خراسان وتُوفِّي بها . رحل إلى نيسابور ثم إلى بغداد، فالحجاز، فبلاد الشام، فمصر ثم عاد إلى بلدته . لم يسلك الغزالي مسلك الباقلاني، بل خالف الأشعري في بعض الآراء وخاصة فيما يتعلق بالمقدمات العقلية في الاستدلال، وذم علم الكلام وبيَّن أن أدلته لا تفيد اليقين كما في كتبه المنقذ من الضلال، وكتاب التفرقة بين الإيمان والزندقة (*)، وحرم الخوض فيه فقال: " لو تركنا المداهنة لصرحنا بأن الخوض في هذا العلم حرام " . اتجه نحو التصوف، واعتقد أنه الطريق الوحيد للمعرفة .. وعاد في آخر حياته إلى السنة من خلال دراسة صحيح البخاري . • أبو إسحاق الإسفراييني: (ت418هـ) (1027م) وهو إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران، أبو إسحاق عالم بالفقه والأصول وكان يلقب بركن الدين وهو أول من لقب به من الفقهاء . نشأ في إسفرايين (بين نيسابور وجرجان) ثم خرج إلى نيسابور وبنيت له مدرسة عظيمة فدرس فيها، ورحل إلى خراسان وبعض أنحاء العراق، فاشتهر في العالم الإسلامي . ألَّف في علم الكلام (*) كتابه الكبير، الذي سماه الجامع في أصول الدين والرد على الملحدين . قال ابن خلكان: رأيته في خمسة مجلدات . توفي أبو إسحاق الإسفراييني في يوم عاشوراء سنة عشرة وأربعمائة بنيسابور ثم نقل إلى إسفرايين ودفن بها وكان قد نيف على الثمانين . • إمام الحرمين أبو المعالي الجويني: (419ـ478هـ) (1028ـ1085م) . وهو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني، الفقيه الشافعي ولد في بلد جوين (من نواحي نيسابور) ثم رحل إلى بغداد، فمكة حيث جاور فيها أربع سنين، وذهب إلى المدينة المنورة فأفتى ودرّس . ثم عاد إلى نيسابور فبنى له فيها الوزير نظام الملك المدرسة النظامية، وكان يحضر دروسه أكابر العلماء . وبقي على ذلك قريباً من ثلاثين سنة غير مزاحم ولا مدافع، ودافع فيها عن الأشعرية فشاع ذكره في الآفاق، إلا أنه في نهاية حياته رجع إلى مذهب السلف . وقد قال في رسالته: النظامية والذي نرتضيه رأياً وندين الله به عقيدة إتباع سلف الأمة للدليل القاطع على أن إجماع الأمة حجة … ويعضد ذلك ما ذهب إليه في كتابه غياث الأمم في التياث الظلم، فبالرغم من أن الكتاب مخصص لعرض الفقه السياسي الإسلامي فقد قال فيه:" والذي أذكره الآن لائقاً بمقصود هذا الكتاب، أن الذي يحرص الإمام عليه جمع عامة الخلق على مذاهب السلف السابقين، قبل أن نبغت الأهواء وزاغت الآراء وكانوا رضي الله عنهم ينهون عن التعرض للغوامض والتعمق في المشكلات … " . ـ نقل القرطبي في شرح مسلم أن الجويني كان يقول لأصحابه: "يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما تشاغلت به" . توفي رحمه الله بنيسابور وكان تلامذته يومئذ أربعمائة . ومن مصنفاته : العقيدة النظامية في الأركان الإسلامية، البرهان في أصول الفقه، ونهاية المطلب في دراية المذهب في فقه الشافعية، والشامل في أصول الدين . • الفخر الرازي (544هـ ـ 1150م) (606هـ ـ 1210م): هو أبو عبد الله محمد بن عمر الحسن بن الحسين التيمي الطبرستاني الرازي المولد، الملقب فخر الدين المعروف بابن الخطيب الفقيه الشافعي قال عنه صاحب وفيات الأعيان " إنه فريد عصره ونسيج وحده، فاق أهل زمانه في علم الكلام (*)، والمعقولات " أهـ، وهو المعبر عن المذهب (*) الأشعري في مرحلته الأخيرة حيث خلط الكلام بالفلسفة (*)، بالإضافة إلى أنه صاحب القاعدة الكلية التي انتصر فيها للعقل وقدمه على الأدلة الشرعية . قال فيه الحافظ ابن حجر في لسان الميزان: (4/426 ـ 429): " كان له تشكيكات على مسائل من دعائم الدين تورث الحيرة، وكان يورد شبه الخصوم بدقة ثم يورد مذهب أهل السنة على غاية من الوهن " إلا أنه أدرك عجز العقل (*) فأوصى وصية تدل على حسن اعتقاده . فقد نبه في أواخر عمره إلى ضرورة إتباع منهج (*) السلف، وأعلن أنه أسلم المناهج بعد أن دار دورته في طريق علم الكلام (*) فقال: " لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية رأيتها لا تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق، طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات (الرحمن على العرش استوى) و (إليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه)، و أقرأ في النفي (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) و (ولا يحيطون به علماً)، ثم قال في حسرة وندامة: "ومن جرب تجربتي عرف معرفتي " أهـ . (الحموية الكبرى لابن تيمية) . من أشهر كتبه في علم الكلام: أساس التقديس في علم الكلام، شرح قسم الإلهيات من إشارات ابن سينا، واللوامع البينات في شرح أسماء الله تعالى والصفات، البيان والبرهان في الرد على أهل الزيغ والضلال، كافية العقول. الأفكار والمعتقدات: • مصدر التلقي عند الأشاعرة: الكتاب والسنة على مقتضى قواعد علم الكلام ؛ ولذلك فإنهم يقدمون العقل على النقل عند التعارض، صرح بذلك الرازي في القانون الكلي للمذهب في أساس التقديس والآمدي وابن فورك وغيرهم . ـ عدم الأخذ بأحاديث الآحاد(*) في العقيدة لأنها لا تفيد العلم اليقيني ولا مانع من الاحتجاج بها في مسائل السمعيات أو فيما لا يعارض القانون العقلي. والمتواتر(*) منها يجب تأويله، ولا يخفى مخالفة هذا لما كان عليه السلف الصالح من أصحاب القرون المفضلة ومن سار على نهجهم حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل الرسل فرادى لتبليغ الإسلام كما أرسل معاذاً إلى أهل اليمن، ولقوله صلى الله عليه وسلم : "نضر الله امرءاً سمع مقالتي فحفظها ووعاها وأداها كما سمعها … " الحديث، وحديث تحويل القبلة وغير ذلك من الأدلة . ـ مذهب طائفة منهم وهم: صوفيتهم كالغزالي والجامي في مصدر التلقي، تقديم الكشف(*) والذوق على النص، وتأويل النص ليوافقه . ويسمون هذا "العلم اللدني" جرياً على قاعدة الصوفية "حدثني قلبي عن ربي" . وكما وضح ذلك في الرسالة اللدنية 1/114ـ118 من مجموعة القصور العوالي، وكبرى اليقينيات لمحمد سعيد رمضان البوطي، الإهداء ـ 32ـ35 . ولا يخفى ما في هذا من البطلان والمخالفة لمنهج (*) أهل السنة والجماعة (*) وإلا فما الفائدة من إرسال الرسل وإنزال الكتب . • يقسم الأشاعرة أصول العقيدة بحسب مصدر التلقي إلى ثلاثة أقسام: ـ قسم مصدره العقل(*) وحده وهو معظم الأبواب ومنه باب الصفات ولهذا يسمون الصفات التي تثبت بالعقل " عقلية " وهذا القسم يحكم العقل بوجوبه دون توقف على الوحي (*) عندهم . أما ما عدا ذلك من صفات خبرية دل الكتاب والسنة عليها فإنهم يؤولونها . ـ قسم مصدره العقل والنقل معاً كالرؤية ـ على خلاف بينهم فيها . ـ قسم مصدره النقل وحده وهو السمعيات ذات المغيبات من أمور الآخرة كعذاب القبر والصراط والميزان وهو مما لا يحكم العقل باستحالته، فالحاصل أنهم في صفات الله جعلوا العقل حاكماً، وفي إثبات الآخرة جعلوا العقل عاطلاً، وفي الرؤية جعلوه مساوياً. أما في مذهب أهل السنة والجماعة فلا منافاة بين العقل والنقل أصلاً ولا تقديم للعقل في جانب وإهماله في جانب آخر وإنما يُبدأ بتقديم النقل على العقل . • خالف الأشاعرة مذهب السلف في إثبات وجود الله تعالى، ووافقوا الفلاسفة والمتكلمين في الاستدلال على وجود الله تعالى بقولهم: إن الكون حادث ولا بد له من محدث قديم وأخص صفات القديم مخالفته للحوادث وعدم حلوله فيها . ومن مخالفته للحوادث إثبات أنه ليس بجوهر ولا جسمٍ ولا في جهة ولا في مكان . وقد رتبوا على ذلك من الأصول الفاسدة ما لا يدخل تحت حصر مثل: إنكارهم صفات الرضا والغضب والاستواء بشبهة نفي حلول الحوادث في القديم من أجل الرد على القائلين بقدم العالم، بينما طريقة السلف هي طريقة القرآن الكريم في الاستدلال على وجود الخالق سبحانه وتعالى . • التوحيد عند الأشاعرة هو نفي التثنية والتعدد بالذات ونفي التبعيض والتركيب والتجزئة أي نفي الكمية المتصلة والمنفصلة . وفي ذلك يقولون: إن الله واحد في ذاته لا قسيم له، واحد في صفاته لا شبيه له، واحد في أفعاله لا شريك له . ولذلك فسروا الإله (*) بأنه الخالق أو القادر على الاختراع، و أنكروا صفات الوجه واليدين والعين لأنها تدل على التركيب والأجزاء عندهم. وفي هذا مخالفة كبيرة لمفهوم التوحيد عند أهل السنة والجماعة (*) من سلف الأمة ومن تبعهم ـ، وبذلك جعل الأشاعرة التوحيد هو إثبات ربوبية الله عز وجل دون ألوهيته . وهكذا خالف الأشاعرة أهل السنة والجماعة في معنى التوحيد حيث يعتقد أهل السنة والجماعة أن التوحيد هو أول واجب على العبيد إفراد الله بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته على نحو ما أثبته تعالى لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ، ونفي ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف (*) أو تعطيل (*) أو تكييف أو تمثيل . ـ إن أول واجب عند الأشاعرة إذا بلغ الإنسان سن التكليف هو النظر أو القصد إلى النظر ثم الإيمان، ولا تكفي المعرفة الفطرية ثم اختلفوا فيمن آمن بغير ذلك بين تعصيته و تكفيره .. بينما يعتقد أهل السنة والجماعة أن أول واجب على المكلفين هو عبادة الله عز وجل وحده لا شريك له، توحيد الألوهية بدليل الكتاب والسنة والإجماع (*)، وأن معرفة الله تعالى أمر فطري مركوز في النفوس . ـ يعتقد الأشاعرة تأويل الصفات الخبرية كالوجه واليدين والعين واليمين والقدم والأصابع وكذلك صفتي العلو والاستواء . وقد ذهب المتأخرون منهم إلى تفويض معانيها إلى الله تعالى على أن ذلك واجب يقتضيه التنزيه، ولم يقتصروا على تأويل آيات الصفات بل توسعوا في باب التأويل (*) حيث شمل أكثر نصوص الإيمان، خاصة فيما يتعلق بإثبات الزيادة والنقصان، وكذلك موضوع عصمة الأنبياء . أما مذهب السلف فإنهم يثبتون النصوص الشرعية دون تأويل معنى النص ـ بمعنى تحريفه ـ أو تفويضه (*)، سواءً كان في نصوص الصفات أو غيرها . • الأشاعرة في الإيمان بين: المرجئة (*) التي تقول يكفي النطق بالشهادتين دون العمل لصحة الإيمان، وبين الجهمية (*) التي تقول يكفي التصديق القلبي . ورجح الشيخ حسن أيوب من المعاصرين أن المصدق بقلبه ناجٍ عند الله وإن لم ينطق بالشهادتين، (تبسيط العقائد الإسلامية 29ـ32) . و مال إليه البوطي و (كبرى اليقينيات 196) . وفي هذا مخالفة لمذهب أهل السنة والجماعة الذين يقولون إن الإيمان قول وعمل واعتقاد، ومخالفة لنصوص القرآن الكريم الكثيرة منها: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءً محياهم و مماتهم ساء ما يحكمون) [الجاثية:21]. عليه يكون إبليس من الناجين من النار لأنه من المصدقين بقلوبهم، وكذلك أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن هناك داع لحرص النبي صلى الله عليه وسلم على قوله لا إله إلا الله محمد رسول الله وغير ذلك كثير . • الأشاعرة مضطربون في قضية التكفير (*) فتارة يقولون لا نكفر أحداً، وتارة يقولون لا نكفر إلا من كفرنا، وتارة يقولون بأمور توجب التفسيق و التبديع أو بأمور لا توجب التفسيق والتبديع، فمثلاً يكفرون من يثبت علو الله الذاتي أو من يأخذ بظواهر النصوص حيث يقولون: إن الأخذ بظواهر النصوص من أصول الكفر . أما أهل السنة والجماعة (*) فيرون أن التكفير حق لله تعالى لا يطلق إلا على من يستحقه شرعاً،ولا تردد في إطلاقه على من ثبت كفره بإثبات شروط وانتفاء موانع 0 • قولهم بأن القرآن ليس كلام الله على الحقيقة ولكنه كلام الله النفسي وأن الكتب بما فيها القرآن مخلوقة . يقول صاحب الجوهرة: " يمتنع أن يقال إن القرآن مخلوق إلا في مقام التعليم " وذلك في محاولة لم يحالفها النجاح للتوفيق بين أهل السنة والجماعة (*) والمعتزلة .أما مذهب أهل السنة والجماعة فهو: أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأنه تعالى يتكلم بكلام مسموع تسمعه الملائكة وسمعه جبريل و سمعه موسى ـ عليه السلام ـ ويسمعه الخلائق يوم القيامة . يقول تعالى: (وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله). • والإيمان والطاعة بتوفيق الله، والكفر (*) والمعصية بخذلانه ، والتوفيق عند الأشعري، خلق القدرة على الطاعة، والخذلان عنده: خلق القدرة على المعصية، وعند بعض أصحاب الأشعري، تيسير أسباب الخير هو التوفيق وضده الخذلان . • كل موجود يصح أن يرى، والله موجود يصح أن يُرى، وقد ورد في القرآن أن المؤمنين يرونه في الآخرة، قال تعالى: (وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة) [القيامة:22]. ولكن يرى الأشاعرة أنه لا يجوز أن تتعلق به الرؤية على جهة ومكان وصورة ومقابلة واتصال شعاع فإن كل ذلك مستحيل ! وفي ذلك نفي لعلو الله تعالى والجهة بل ونفي للرؤية نفسها . ويقترب الرازي كثيراً من قول المعتزلة في تفسيره للرؤية بأنها مزيد من الانكشاف العلمي . • حصر الأشاعرة دلائل النبوة (*) بالمعجزات (*) التي هي الخوارق، موافقة للمعتزلة وإن اختلفوا معهم في كيفية دلالتها على صدق النبي صلى الله عليه وسلم بينما يرى جمهور أهل السنة أن دلائل ثبوت النبوة (*) للأنبياء كثيرة ومنها المعجزات . • صاحب الكبيرة (*) إذا خرج من الدنيا بغير توبة حكمه إلى الله تعالى، إما أن يغفر له برحمته، وإما أن يشفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم، موافقة لمذهب (*) أهل السنة والجماعة (*) . • يعتقد الأشاعرة أن قدرة العبد لا تأثير لها في حدوث مقدورها ولا في صفة من صفاته، وأن الله تعالى أجرى العادة بخلق مقدورها مقارناً لها، فيكون الفعل خلقاً من الله وكسباً من العبد لوقوعه مقارناً لقدرته . ولقد عدَّ المحققون " الكسب " هذا من محالات الكلام وضربوا له المثل في الخفاء والغموض، فقالوا: " أخفى من كسب الأشعري "، وقد خرج إمام الحرمين وهو من تلاميذ الأشعري عن هذا الرأي، وقال بقول أهل السنة والجماعة بل والأشعري نفسه في كتاب الإبانة رجع عن هذا الرأي . • قالوا بنفي الحكمة والتعليل في أفعال الله مطلقاً، ولكنهم قالوا إن الله يجعل لكل نبي معجزة لأجل إثبات صدق النبي صلى الله عليه وسلم فتناقضوا في ذلك بين ما يسمونه نفي الحكمة والغرض وبين إثبات الله للرسول(*) المعجزة تفريقاً بينه وبين المتنبئ . • وافق الأشاعرة أهل السنة والجماعة في الإيمان بأحوال البرزخ، وأمور الآخرة من: الحشر والنشر، والميزان، والصراط، والشفاعة والجنة والنار، لأنها من الأمور الممكنة التي أقر بها الصادق صلى الله عليه وسلم، وأيدتها نصوص الكتاب والسنة، وبذلك جعلوها من النصوص السمعية . • كما وافقوهم في القول في الصحابة على ترتيب خلافتهم، وأن ما وقع بينهم كان خطأ وعن اجتهاد منهم، ولذا يجب الكف عن الطعن فيهم، لأن الطعن فيهم إما كفر، أو بدعة، أو فسق، كما يرون الخلافة في قريش، وتجوز الصلاة خلف كل برٍ وفاجر، ولا يجوز الخروج على أئمة الجور . بالإضافة إلى موافقة أهل السنة في أمور العبادات والمعاملات . • فضلاً عن تصدي الأشعري للمعتزلة ومحاجتهم بنفس أسلوبهم الكلامي ليقطع شبهاتهم ويرد حجتهم عليهم، تصدى أيضاً للرد على الفلاسفة والقرامطة والباطنية (*)، والروافض (*) وغيرهم من أهل الأهواء الفاسدة والنحل الباطلة . • والأشعري في كتاب الإبانة عن أصول الديانة الذي هو آخر ما ألَّف من الكتب على أصح الأقوال (1)، رجع عن كثير من آرائه الكلامية إلى طريق السلف في الإثبات وعدم التأويل .. يقول رحمه الله:" وقولنا الذي نقول به، وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب ربنا عز وجل وبسنة نبينا عليه السلام، وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ـ نضر الله وجهه، ورفع درجته، وأجزل مثوبته ـ قائلون، ولما خالف قوله مخالفون، لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق، ورفع به ضلال الشاكِّين، فرحمة الله عليه من إمام مقدَّم وجليل معظَّم وكبير مفخَّم ". • إن مدرسة الأشعرية الفكرية لا تزال مهيمنة على الحياة الدينية في العالم الإسلامي، ولكنها كما يقول الشيخ أبو الحسن الندوي: " فقدت حيويتها ونشاطها الفكري، وضعف إنتاجها في الزمن الأخير ضعفاً شديداً وبدت فيها آثار الهرم والإعياء ". لماذا ؟ ـ لأن التقليد طغى على تلاميذ هذه المدرسة وأصبح علم الكلام (*) لديهم علماً متناقلاً بدون تجديد في الأسلوب . ـ لإدخال مصطلحات الفلسفة (*) وأسلوبها في الاستدلال في علم الكلام .. فكان لهذا أثر سيئ في الفكر الإسلامي، لأن هذا الأسلوب لا يفيد العلم القطعي .. ولهذا لم يتمثل الأشاعرة بعد ذلك مذهب أهل السنة والجماعة (*) ومسلك السلف، تمثُّلاً صحيحاً، لتأثرهم بالفلاسفة وإن هم أنكروا ذلك .. حتى الغزالي نفسه الذي حارب الفلاسفة في كتابه تهافت الفلاسفة يقول عنه تلميذه القاضي ابن العربي: " شيخنا أبو حامد دخل في بطون الفلاسفة، ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر". ـ تصدي شيخ الإسلام ابن تيمية لجميع المذاهب الإسلامية التي انحرفت عن الكتاب والسنة ـ ومنهم الأشاعرة وبخاصة المتأخرة منهم ـ في كتابه القيم: درء تعارض العقل والنقل وفنَّد آراءهم الكلامية، وبيَّن أخطاءهم وأكَّد أن أسلوب القرآن والسنة هو الأسلوب اليقيني للوصول إلى حقيقة التوحيد والصفات وغير ذلك من أمور العقيدة . الجذور الفكرية والعقائدية: • كما رأينا في آراء أبي الحسن الأشعري في مرحلته الثانية أن العقيدة الإسلامية، كما هي في الكتاب والسنة وعلى منهج(*) ابن كلاب هي الأساس في آرائه الكلامية وفي ما يتفق مع أحكام العقل(*) . • تأثر أئمة المذهب بعد أبي الحسن الأشعري ببعض أفكار ومعتقدات: الجهمية(*) من الإرجاء(*) والتعطيل(*)، وكذلك بالمعتزلة والفلاسفة في نفي بعض الصفات وتحريف(*) نصوصها، ونفي العلو والصفات الخبرية كما تأثرو بالجبرية في مسألة القدر(*). • لا ينفي ذلك تأثرهم بعقيدة أهل السنة والجماعة (*) فيما وافقوهم فيها . الانتشار ومواقع النفوذ: انتشر المذهب (*) الأشعري في عهد وزارة نظام الملك الذي كان أشعريِّ العقيدة، وصاحب الكلمة النافذة في الإمبراطورية السلجوقية، ولذلك أصبحت العقيدة الأشعرية عقيدة شبه رسمية تتمتع بحماية الدولة . وزاد في انتشارها وقوتها مدرسة بغداد النظامية، ومدرسة نيسابور النظامية، وكان يقوم عليهما رواد المذهب الأشعري، وكانت المدرسة النظامية في بغداد أكبر جامعة إسلامية في العالم الإسلامي وقتها، كما تبنى المذهب وعمل على نشره المهدي بن تومرت مهدي الموحدين، ونور الدين محمود زنكي، والسلطان صلاح الدين الأيوبي، بالإضافة إلى اعتماد جمهرة من العلماء عليه، وبخاصة فقهاء الشافعية والمالكية المتأخرين . ولذلك انتشر المذهب في العالم الإسلامي كله، لا زال المذهب الأشعري سائداً في أكثر البلاد الإسلامية وله جامعاته ومعاهده المتعددة . يتضح مما سبق: أن الأشاعرة فرقة كلامية إسلامية تنسب إلى أبي الحسن الأشعري في مرحلته الثانية التي خرج فيها على المعتزلة ودعا فيها إلى التمسك بالكتاب والسنة، على طريقة ابن كلاب، وهي تثبت بالعقل (*) الصفات العقلية السبع فقط لله تعالى، (الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام) واختلفوا في صفة البقاء، أما الصفات الاختيارية والمتعلقة بالمشيئة من الرضا والغضب والفرح والمجيء والنزول فقد نفوها، بينما يؤلون الصفات الخبرية لله تعالى أو يفوضون معناها . ويؤمن متأخرو الأشاعرة ببعض الأفكار المنحرفة عن عقيدة أهل السنة والجماعة (*) التي تصدى لها ولغيرها شيخ الإسلام ابن تيمية، لا سيما في مجال العقيدة، حيث أكد أن أسلوب القرآن والسنة بفهم السلف الصالح هو الأسلوب اليقيني للوصول إلى حقيقة التوحيد والصفات وغير ذلك من أمور العقيدة والدين . وعموماً فإن عقيدة الأشاعرة تنسب إلى عقيدة أهل السنة والجماعة بالمعنى العام في مقابل الشيعة (*) ، وأن الأشاعرة وبخاصة أشاعرة العراق الأوائل أمثال أبو الحسن الأشعري، والباهلي، وابن مجاهد، والباقلاني وغيرهم، أقرب إلى السنة والحق من الفلاسفة والمعتزلة بل ومن أشاعرة خراسان كأبي بكر بن فورك وغيره، وإنهم ليحمدوا على مواقفهم في الدفاع عن السنة والحق في وجه الباطنية (*) والرافضة (*) والفلاسفة، فكان لهم جهدهم المحمود في هتك أستار الباطنية وكشف أسرارهم، بل وكان لهم جهادهم المشكور في كسر سورة المعتزلة والجهمية (*). إلا أنه ينبغي عليهم وقد تبينت الأمور في هذا الزمان أن يتخلصوا من مخالفاتهم ، ويلحقوا بأهل السنة ، وما ذلك على الله بعزيز . --------------------------------------------- مراجع للتوسع : أ ـ مراجع المذهب: ـ أساس التقديس ـ فخرالدين الرازي. ـ الشامل ـ لإمام الحرمين أبو المعالي الجويني. ـ الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد لإمام الحرمين أبو المعالي الجويني. ـ الرسالة اللدنية من مجموعة القصور العوالي ـ أبو حامد الغزالي. ـ الإنصاف فيما يجوز اعتقاده ولا يجوز الجهل به ـ للقاضي أبي محمد ابن الطيب الباقلاني. ـ لمع الأدلة في قواعد عقائد أهل السنة والجماعة لأبي المعالي الجويني. ـ شرح الباجوري على الجوهرة ـ للباجوري. ـ تبسيط العقائد الإسلامية ـ حسن أيوب. ـ الله جل جلاله ـ سعيد حوى. ـ أركان الإيمان وهبي سليمان غاوجي. ـ كبرى اليقينيات ـ محمد سعيد رمضان البوطي. ب ـ مراجع وكتب غير المذهب: ـ الإبانة في أصول الديانة لأبي الحسن الأشعري. ـ مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين لأبي الحسن الأشعري. ـ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعةـ أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي. ـ سير أعلام النبلاء للذهبي. ـ درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية. ـ العقيدة التدمرية لابن تيمية. ـ العقيدة الأصفهانية لابن تيمية. ـ العقيدة الواسطية لابن تيمية. ـ تبيين كذب المفترى لابن عساكر. ـ الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية، د.محمد أمان بن علي الجامي. ـ منهج الأشاعرة في العقيدة لسفر الحوالي. ـ موقف ابن تيمية من الأشاعرة، د.عبد الرحمن صالح المحمود. ـ منهج أهل السنة والجماعة، ومنهج الأشاعرة ـ خالد بن عبد اللطيف بن محمد نور. نقلاً عن موقع صيد الفوائد. &&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& |
#13
|
|||
|
|||
الأشاعرة إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي التعريف: الأشاعرة: فرقة كلامية إسلامية، تنسب لأبي الحسن الأشعري الذي خرج على المعتزلة. وقد اتخذت الأشاعرة البراهين والدلائل العقلية والكلامية وسيلة في محاججة خصومها من المعتزلة والفلاسفة وغيرهم، لإثبات حقائق الدين (*) والعقيدة الإسلامية على طريقة ابن كلاب. التأسيس وأبرز الشخصيات: • أبو الحسن الأشعري: هو أبو الحسن علي بن إسماعيل، من ذرية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، ولد بالبصرة سنة 270هـ ومرت حياته الفكرية بثلاث مراحل: ـ المرحلة الأولى: عاش فيها في كنف أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة في عصره وتلقى علومه حتى صار نائبه وموضع ثقته . ولم يزل أبو الحسن يتزعم المعتزلة أربعين سنة . ـ المرحلة الثانية: ثار فيه على مذهب الاعتزال الذي كان ينافح عنه، بعد أن اعتكف في بيته خمسة عشر يوماً، يفكر ويدرس ويستخير الله تعالى حتى اطمأنت نفسه، وأعلن البراءة من الاعتزال وخط لنفسه منهجاً جديداً يلجأ فيه إلى تأويل النصوص بما ظن أنه يتفق مع أحكام العقل (*) وفيها اتبع طريقة عبد الله بن سعيد بن كلاب في إثبات الصفات السبع عن طريق العقل: الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام، أما الصفات الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق فتأولها على ما ظن أنها تتفق مع أحكام العقل وهذه هي المرحلة التي ما زال الأشاعرة عليها . ـ المرحلة الثالثة: إثبات الصفات جميعها لله تعالى من غير تكييف(*) ولا تشبيه(*) ولا تعطيل(*) ولا تحريف(*) ولا تبديل ولا تمثيل، وفي هذه المرحلة كتب كتاب الإبانة عن أصول الديانة الذي عبّر فيه عن تفضيله لعقيدة السلف ومنهجهم ، الذي كان حامل لوائه الإمام أحمد بن حنبل. ولم يقتصر على ذلك بل خلّف مكتبة كبيرة في الدفاع عن السنة وشرح العقيدة تقدّر بثمانية وستين مؤلفاً، توفي سنة 324هـ ودفن ببغداد ونودي على جنازته: "اليوم مات ناصر السنة". • بعد وفاة أبو الحسن الأشعري، وعلى يد أئمة المذهب(*) وواضعي أصوله وأركانه، أخذ المذهب الأشعري أكثر من طور، تعددت فيها اجتهاداتهم ومناهجهم في أصول المذهب وعقائده، و ما ذلك إلا لأن المذهب لم يبن في البداية على منهج مؤصل، واضحة أصوله الاعتقادية، ولا كيفية التعامل مع النصوص الشرعية، بل تذبذبت مواقفهم واجتهاداتهم بين موافقة مذهب السلف واستخدام علم الكلام لتأييد العقيدة والرد على المعتزلة . من أبرز مظاهر ذلك التطور: ـ القرب من أهل الكلام والاعتزال . ـ الدخول في التصوف، والتصاق المذهب الأشعري به . ـ الدخول في الفلسفة (*) وجعلها جزء من المذهب . • من أبرز أئمة المذهب: ـ القاضي أبو بكر الباقلاني: (328ـ402هـ) (950ـ1013م) هو محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر، من كبار علماء الكلام، هذَّب بحوث الأشعري، وتكلَّم في مقدمات البراهين العقلية للتوحيد وغالى فيها كثيراً إذ لم ترد هذه المقدمات في كتاب ولا سنة، ثم انتهى إلى مذهب السلف وأثبت جميع الصفات كالوجه واليدين على الحقيقة وأبطل أصناف التأويلات التي يستعملها المؤولة وذلك في كتابه: تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل . ولد في البصرة وسكن بغداد وتوفي فيها . وجهه عضد الدولة سفيراً عنه إلى ملك الروم، فجرت له في القسطنطينية مناظرات مع علماء النصرانية بين يدي ملكها . من كتبه: إعجاز القرآن، الإنصاف، مناقب الأئمة، دقائق الكلام، الملل والنحل، الاستبصار، تمهيد الأوائل ، كشف أسرار الباطنية . ـ أبو إسحاق الشيرازي: (293ـ476هـ) (1003ـ1083م) . وهو إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروز أبادي الشيرازي، العلامة المناظر، ولد في فيروز أباد بفارس وانتقل إلى شيراز، ثم البصرة ومنها إلى بغداد سنة (415هـ) . وظهر نبوغه في الفقه الشافعي وعلم الكلام(*)، فكان مرجعاً للطلاب ومفتياً للأمة في عصره، وقد اشتهر بقوة الحجة في الجدل(*) والمناظرة . بنى له الوزير نظام الملك: المدرسة النظامية على شاطئ دجلة، فكان يدرس فيها ويديرها . من مصنفاته: التنبيه والمهذَّب في الفقه، والتبصرة في أصول الشافعية، وطبقات الفقهاء، واللمع في أصول الفقه وشرحه، والملخص، والمعونة في الجدل . • أبو حامد الغزالي: (450ـ505هـ) (1058ـ1111م) وهو محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي، ولد في الطابران، قصبة طوس خراسان وتُوفِّي بها . رحل إلى نيسابور ثم إلى بغداد، فالحجاز، فبلاد الشام، فمصر ثم عاد إلى بلدته . لم يسلك الغزالي مسلك الباقلاني، بل خالف الأشعري في بعض الآراء وخاصة فيما يتعلق بالمقدمات العقلية في الاستدلال، وذم علم الكلام وبيَّن أن أدلته لا تفيد اليقين كما في كتبه المنقذ من الضلال، وكتاب التفرقة بين الإيمان والزندقة (*)، وحرم الخوض فيه فقال: " لو تركنا المداهنة لصرحنا بأن الخوض في هذا العلم حرام " . اتجه نحو التصوف، واعتقد أنه الطريق الوحيد للمعرفة .. وعاد في آخر حياته إلى السنة من خلال دراسة صحيح البخاري . • أبو إسحاق الإسفراييني: (ت418هـ) (1027م) وهو إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران، أبو إسحاق عالم بالفقه والأصول وكان يلقب بركن الدين وهو أول من لقب به من الفقهاء . نشأ في إسفرايين (بين نيسابور وجرجان) ثم خرج إلى نيسابور وبنيت له مدرسة عظيمة فدرس فيها، ورحل إلى خراسان وبعض أنحاء العراق، فاشتهر في العالم الإسلامي . ألَّف في علم الكلام (*) كتابه الكبير، الذي سماه الجامع في أصول الدين والرد على الملحدين . قال ابن خلكان: رأيته في خمسة مجلدات . توفي أبو إسحاق الإسفراييني في يوم عاشوراء سنة عشرة وأربعمائة بنيسابور ثم نقل إلى إسفرايين ودفن بها وكان قد نيف على الثمانين . • إمام الحرمين أبو المعالي الجويني: (419ـ478هـ) (1028ـ1085م) . وهو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني، الفقيه الشافعي ولد في بلد جوين (من نواحي نيسابور) ثم رحل إلى بغداد، فمكة حيث جاور فيها أربع سنين، وذهب إلى المدينة المنورة فأفتى ودرّس . ثم عاد إلى نيسابور فبنى له فيها الوزير نظام الملك المدرسة النظامية، وكان يحضر دروسه أكابر العلماء . وبقي على ذلك قريباً من ثلاثين سنة غير مزاحم ولا مدافع، ودافع فيها عن الأشعرية فشاع ذكره في الآفاق، إلا أنه في نهاية حياته رجع إلى مذهب السلف . وقد قال في رسالته: النظامية والذي نرتضيه رأياً وندين الله به عقيدة إتباع سلف الأمة للدليل القاطع على أن إجماع الأمة حجة … ويعضد ذلك ما ذهب إليه في كتابه غياث الأمم في التياث الظلم، فبالرغم من أن الكتاب مخصص لعرض الفقه السياسي الإسلامي فقد قال فيه:" والذي أذكره الآن لائقاً بمقصود هذا الكتاب، أن الذي يحرص الإمام عليه جمع عامة الخلق على مذاهب السلف السابقين، قبل أن نبغت الأهواء وزاغت الآراء وكانوا رضي الله عنهم ينهون عن التعرض للغوامض والتعمق في المشكلات … " . ـ نقل القرطبي في شرح مسلم أن الجويني كان يقول لأصحابه: "يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما تشاغلت به" . توفي رحمه الله بنيسابور وكان تلامذته يومئذ أربعمائة . ومن مصنفاته : العقيدة النظامية في الأركان الإسلامية، البرهان في أصول الفقه، ونهاية المطلب في دراية المذهب في فقه الشافعية، والشامل في أصول الدين . • الفخر الرازي (544هـ ـ 1150م) (606هـ ـ 1210م): هو أبو عبد الله محمد بن عمر الحسن بن الحسين التيمي الطبرستاني الرازي المولد، الملقب فخر الدين المعروف بابن الخطيب الفقيه الشافعي قال عنه صاحب وفيات الأعيان " إنه فريد عصره ونسيج وحده، فاق أهل زمانه في علم الكلام (*)، والمعقولات " أهـ، وهو المعبر عن المذهب (*) الأشعري في مرحلته الأخيرة حيث خلط الكلام بالفلسفة (*)، بالإضافة إلى أنه صاحب القاعدة الكلية التي انتصر فيها للعقل وقدمه على الأدلة الشرعية . قال فيه الحافظ ابن حجر في لسان الميزان: (4/426 ـ 429): " كان له تشكيكات على مسائل من دعائم الدين تورث الحيرة، وكان يورد شبه الخصوم بدقة ثم يورد مذهب أهل السنة على غاية من الوهن " إلا أنه أدرك عجز العقل (*) فأوصى وصية تدل على حسن اعتقاده . فقد نبه في أواخر عمره إلى ضرورة إتباع منهج (*) السلف، وأعلن أنه أسلم المناهج بعد أن دار دورته في طريق علم الكلام (*) فقال: " لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية رأيتها لا تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق، طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات (الرحمن على العرش استوى) و (إليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه)، و أقرأ في النفي (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) و (ولا يحيطون به علماً)، ثم قال في حسرة وندامة: "ومن جرب تجربتي عرف معرفتي " أهـ . (الحموية الكبرى لابن تيمية) . من أشهر كتبه في علم الكلام: أساس التقديس في علم الكلام، شرح قسم الإلهيات من إشارات ابن سينا، واللوامع البينات في شرح أسماء الله تعالى والصفات، البيان والبرهان في الرد على أهل الزيغ والضلال، كافية العقول. الأفكار والمعتقدات: • مصدر التلقي عند الأشاعرة: الكتاب والسنة على مقتضى قواعد علم الكلام ؛ ولذلك فإنهم يقدمون العقل على النقل عند التعارض، صرح بذلك الرازي في القانون الكلي للمذهب في أساس التقديس والآمدي وابن فورك وغيرهم . ـ عدم الأخذ بأحاديث الآحاد(*) في العقيدة لأنها لا تفيد العلم اليقيني ولا مانع من الاحتجاج بها في مسائل السمعيات أو فيما لا يعارض القانون العقلي. والمتواتر(*) منها يجب تأويله، ولا يخفى مخالفة هذا لما كان عليه السلف الصالح من أصحاب القرون المفضلة ومن سار على نهجهم حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل الرسل فرادى لتبليغ الإسلام كما أرسل معاذاً إلى أهل اليمن، ولقوله صلى الله عليه وسلم : "نضر الله امرءاً سمع مقالتي فحفظها ووعاها وأداها كما سمعها … " الحديث، وحديث تحويل القبلة وغير ذلك من الأدلة . ـ مذهب طائفة منهم وهم: صوفيتهم كالغزالي والجامي في مصدر التلقي، تقديم الكشف(*) والذوق على النص، وتأويل النص ليوافقه . ويسمون هذا "العلم اللدني" جرياً على قاعدة الصوفية "حدثني قلبي عن ربي" . وكما وضح ذلك في الرسالة اللدنية 1/114ـ118 من مجموعة القصور العوالي، وكبرى اليقينيات لمحمد سعيد رمضان البوطي، الإهداء ـ 32ـ35 . ولا يخفى ما في هذا من البطلان والمخالفة لمنهج (*) أهل السنة والجماعة (*) وإلا فما الفائدة من إرسال الرسل وإنزال الكتب . • يقسم الأشاعرة أصول العقيدة بحسب مصدر التلقي إلى ثلاثة أقسام: ـ قسم مصدره العقل(*) وحده وهو معظم الأبواب ومنه باب الصفات ولهذا يسمون الصفات التي تثبت بالعقل " عقلية " وهذا القسم يحكم العقل بوجوبه دون توقف على الوحي (*) عندهم . أما ما عدا ذلك من صفات خبرية دل الكتاب والسنة عليها فإنهم يؤولونها . ـ قسم مصدره العقل والنقل معاً كالرؤية ـ على خلاف بينهم فيها . ـ قسم مصدره النقل وحده وهو السمعيات ذات المغيبات من أمور الآخرة كعذاب القبر والصراط والميزان وهو مما لا يحكم العقل باستحالته، فالحاصل أنهم في صفات الله جعلوا العقل حاكماً، وفي إثبات الآخرة جعلوا العقل عاطلاً، وفي الرؤية جعلوه مساوياً. أما في مذهب أهل السنة والجماعة فلا منافاة بين العقل والنقل أصلاً ولا تقديم للعقل في جانب وإهماله في جانب آخر وإنما يُبدأ بتقديم النقل على العقل . • خالف الأشاعرة مذهب السلف في إثبات وجود الله تعالى، ووافقوا الفلاسفة والمتكلمين في الاستدلال على وجود الله تعالى بقولهم: إن الكون حادث ولا بد له من محدث قديم وأخص صفات القديم مخالفته للحوادث وعدم حلوله فيها . ومن مخالفته للحوادث إثبات أنه ليس بجوهر ولا جسمٍ ولا في جهة ولا في مكان . وقد رتبوا على ذلك من الأصول الفاسدة ما لا يدخل تحت حصر مثل: إنكارهم صفات الرضا والغضب والاستواء بشبهة نفي حلول الحوادث في القديم من أجل الرد على القائلين بقدم العالم، بينما طريقة السلف هي طريقة القرآن الكريم في الاستدلال على وجود الخالق سبحانه وتعالى . • التوحيد عند الأشاعرة هو نفي التثنية والتعدد بالذات ونفي التبعيض والتركيب والتجزئة أي نفي الكمية المتصلة والمنفصلة . وفي ذلك يقولون: إن الله واحد في ذاته لا قسيم له، واحد في صفاته لا شبيه له، واحد في أفعاله لا شريك له . ولذلك فسروا الإله (*) بأنه الخالق أو القادر على الاختراع، و أنكروا صفات الوجه واليدين والعين لأنها تدل على التركيب والأجزاء عندهم. وفي هذا مخالفة كبيرة لمفهوم التوحيد عند أهل السنة والجماعة (*) من سلف الأمة ومن تبعهم ـ، وبذلك جعل الأشاعرة التوحيد هو إثبات ربوبية الله عز وجل دون ألوهيته . وهكذا خالف الأشاعرة أهل السنة والجماعة في معنى التوحيد حيث يعتقد أهل السنة والجماعة أن التوحيد هو أول واجب على العبيد إفراد الله بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته على نحو ما أثبته تعالى لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ، ونفي ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف (*) أو تعطيل (*) أو تكييف أو تمثيل . ـ إن أول واجب عند الأشاعرة إذا بلغ الإنسان سن التكليف هو النظر أو القصد إلى النظر ثم الإيمان، ولا تكفي المعرفة الفطرية ثم اختلفوا فيمن آمن بغير ذلك بين تعصيته و تكفيره .. بينما يعتقد أهل السنة والجماعة أن أول واجب على المكلفين هو عبادة الله عز وجل وحده لا شريك له، توحيد الألوهية بدليل الكتاب والسنة والإجماع (*)، وأن معرفة الله تعالى أمر فطري مركوز في النفوس . ـ يعتقد الأشاعرة تأويل الصفات الخبرية كالوجه واليدين والعين واليمين والقدم والأصابع وكذلك صفتي العلو والاستواء . وقد ذهب المتأخرون منهم إلى تفويض معانيها إلى الله تعالى على أن ذلك واجب يقتضيه التنزيه، ولم يقتصروا على تأويل آيات الصفات بل توسعوا في باب التأويل (*) حيث شمل أكثر نصوص الإيمان، خاصة فيما يتعلق بإثبات الزيادة والنقصان، وكذلك موضوع عصمة الأنبياء . أما مذهب السلف فإنهم يثبتون النصوص الشرعية دون تأويل معنى النص ـ بمعنى تحريفه ـ أو تفويضه (*)، سواءً كان في نصوص الصفات أو غيرها . • الأشاعرة في الإيمان بين: المرجئة (*) التي تقول يكفي النطق بالشهادتين دون العمل لصحة الإيمان، وبين الجهمية (*) التي تقول يكفي التصديق القلبي . ورجح الشيخ حسن أيوب من المعاصرين أن المصدق بقلبه ناجٍ عند الله وإن لم ينطق بالشهادتين، (تبسيط العقائد الإسلامية 29ـ32) . و مال إليه البوطي و (كبرى اليقينيات 196) . وفي هذا مخالفة لمذهب أهل السنة والجماعة الذين يقولون إن الإيمان قول وعمل واعتقاد، ومخالفة لنصوص القرآن الكريم الكثيرة منها: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءً محياهم و مماتهم ساء ما يحكمون) [الجاثية:21]. عليه يكون إبليس من الناجين من النار لأنه من المصدقين بقلوبهم، وكذلك أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن هناك داع لحرص النبي صلى الله عليه وسلم على قوله لا إله إلا الله محمد رسول الله وغير ذلك كثير . • الأشاعرة مضطربون في قضية التكفير (*) فتارة يقولون لا نكفر أحداً، وتارة يقولون لا نكفر إلا من كفرنا، وتارة يقولون بأمور توجب التفسيق و التبديع أو بأمور لا توجب التفسيق والتبديع، فمثلاً يكفرون من يثبت علو الله الذاتي أو من يأخذ بظواهر النصوص حيث يقولون: إن الأخذ بظواهر النصوص من أصول الكفر . أما أهل السنة والجماعة (*) فيرون أن التكفير حق لله تعالى لا يطلق إلا على من يستحقه شرعاً،ولا تردد في إطلاقه على من ثبت كفره بإثبات شروط وانتفاء موانع 0 • قولهم بأن القرآن ليس كلام الله على الحقيقة ولكنه كلام الله النفسي وأن الكتب بما فيها القرآن مخلوقة . يقول صاحب الجوهرة: " يمتنع أن يقال إن القرآن مخلوق إلا في مقام التعليم " وذلك في محاولة لم يحالفها النجاح للتوفيق بين أهل السنة والجماعة (*) والمعتزلة .أما مذهب أهل السنة والجماعة فهو: أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأنه تعالى يتكلم بكلام مسموع تسمعه الملائكة وسمعه جبريل و سمعه موسى ـ عليه السلام ـ ويسمعه الخلائق يوم القيامة . يقول تعالى: (وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله). • والإيمان والطاعة بتوفيق الله، والكفر (*) والمعصية بخذلانه ، والتوفيق عند الأشعري، خلق القدرة على الطاعة، والخذلان عنده: خلق القدرة على المعصية، وعند بعض أصحاب الأشعري، تيسير أسباب الخير هو التوفيق وضده الخذلان . • كل موجود يصح أن يرى، والله موجود يصح أن يُرى، وقد ورد في القرآن أن المؤمنين يرونه في الآخرة، قال تعالى: (وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة) [القيامة:22]. ولكن يرى الأشاعرة أنه لا يجوز أن تتعلق به الرؤية على جهة ومكان وصورة ومقابلة واتصال شعاع فإن كل ذلك مستحيل ! وفي ذلك نفي لعلو الله تعالى والجهة بل ونفي للرؤية نفسها . ويقترب الرازي كثيراً من قول المعتزلة في تفسيره للرؤية بأنها مزيد من الانكشاف العلمي . • حصر الأشاعرة دلائل النبوة (*) بالمعجزات (*) التي هي الخوارق، موافقة للمعتزلة وإن اختلفوا معهم في كيفية دلالتها على صدق النبي صلى الله عليه وسلم بينما يرى جمهور أهل السنة أن دلائل ثبوت النبوة (*) للأنبياء كثيرة ومنها المعجزات . • صاحب الكبيرة (*) إذا خرج من الدنيا بغير توبة حكمه إلى الله تعالى، إما أن يغفر له برحمته، وإما أن يشفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم، موافقة لمذهب (*) أهل السنة والجماعة (*) . • يعتقد الأشاعرة أن قدرة العبد لا تأثير لها في حدوث مقدورها ولا في صفة من صفاته، وأن الله تعالى أجرى العادة بخلق مقدورها مقارناً لها، فيكون الفعل خلقاً من الله وكسباً من العبد لوقوعه مقارناً لقدرته . ولقد عدَّ المحققون " الكسب " هذا من محالات الكلام وضربوا له المثل في الخفاء والغموض، فقالوا: " أخفى من كسب الأشعري "، وقد خرج إمام الحرمين وهو من تلاميذ الأشعري عن هذا الرأي، وقال بقول أهل السنة والجماعة بل والأشعري نفسه في كتاب الإبانة رجع عن هذا الرأي . • قالوا بنفي الحكمة والتعليل في أفعال الله مطلقاً، ولكنهم قالوا إن الله يجعل لكل نبي معجزة لأجل إثبات صدق النبي صلى الله عليه وسلم فتناقضوا في ذلك بين ما يسمونه نفي الحكمة والغرض وبين إثبات الله للرسول(*) المعجزة تفريقاً بينه وبين المتنبئ . • وافق الأشاعرة أهل السنة والجماعة في الإيمان بأحوال البرزخ، وأمور الآخرة من: الحشر والنشر، والميزان، والصراط، والشفاعة والجنة والنار، لأنها من الأمور الممكنة التي أقر بها الصادق صلى الله عليه وسلم، وأيدتها نصوص الكتاب والسنة، وبذلك جعلوها من النصوص السمعية . • كما وافقوهم في القول في الصحابة على ترتيب خلافتهم، وأن ما وقع بينهم كان خطأ وعن اجتهاد منهم، ولذا يجب الكف عن الطعن فيهم، لأن الطعن فيهم إما كفر، أو بدعة، أو فسق، كما يرون الخلافة في قريش، وتجوز الصلاة خلف كل برٍ وفاجر، ولا يجوز الخروج على أئمة الجور . بالإضافة إلى موافقة أهل السنة في أمور العبادات والمعاملات . • فضلاً عن تصدي الأشعري للمعتزلة ومحاجتهم بنفس أسلوبهم الكلامي ليقطع شبهاتهم ويرد حجتهم عليهم، تصدى أيضاً للرد على الفلاسفة والقرامطة والباطنية (*)، والروافض (*) وغيرهم من أهل الأهواء الفاسدة والنحل الباطلة . • والأشعري في كتاب الإبانة عن أصول الديانة الذي هو آخر ما ألَّف من الكتب على أصح الأقوال (1)، رجع عن كثير من آرائه الكلامية إلى طريق السلف في الإثبات وعدم التأويل .. يقول رحمه الله:" وقولنا الذي نقول به، وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب ربنا عز وجل وبسنة نبينا عليه السلام، وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ـ نضر الله وجهه، ورفع درجته، وأجزل مثوبته ـ قائلون، ولما خالف قوله مخالفون، لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق، ورفع به ضلال الشاكِّين، فرحمة الله عليه من إمام مقدَّم وجليل معظَّم وكبير مفخَّم ". • إن مدرسة الأشعرية الفكرية لا تزال مهيمنة على الحياة الدينية في العالم الإسلامي، ولكنها كما يقول الشيخ أبو الحسن الندوي: " فقدت حيويتها ونشاطها الفكري، وضعف إنتاجها في الزمن الأخير ضعفاً شديداً وبدت فيها آثار الهرم والإعياء ". لماذا ؟ ـ لأن التقليد طغى على تلاميذ هذه المدرسة وأصبح علم الكلام (*) لديهم علماً متناقلاً بدون تجديد في الأسلوب . ـ لإدخال مصطلحات الفلسفة (*) وأسلوبها في الاستدلال في علم الكلام .. فكان لهذا أثر سيئ في الفكر الإسلامي، لأن هذا الأسلوب لا يفيد العلم القطعي .. ولهذا لم يتمثل الأشاعرة بعد ذلك مذهب أهل السنة والجماعة (*) ومسلك السلف، تمثُّلاً صحيحاً، لتأثرهم بالفلاسفة وإن هم أنكروا ذلك .. حتى الغزالي نفسه الذي حارب الفلاسفة في كتابه تهافت الفلاسفة يقول عنه تلميذه القاضي ابن العربي: " شيخنا أبو حامد دخل في بطون الفلاسفة، ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر". ـ تصدي شيخ الإسلام ابن تيمية لجميع المذاهب الإسلامية التي انحرفت عن الكتاب والسنة ـ ومنهم الأشاعرة وبخاصة المتأخرة منهم ـ في كتابه القيم: درء تعارض العقل والنقل وفنَّد آراءهم الكلامية، وبيَّن أخطاءهم وأكَّد أن أسلوب القرآن والسنة هو الأسلوب اليقيني للوصول إلى حقيقة التوحيد والصفات وغير ذلك من أمور العقيدة . الجذور الفكرية والعقائدية: • كما رأينا في آراء أبي الحسن الأشعري في مرحلته الثانية أن العقيدة الإسلامية، كما هي في الكتاب والسنة وعلى منهج(*) ابن كلاب هي الأساس في آرائه الكلامية وفي ما يتفق مع أحكام العقل(*) . • تأثر أئمة المذهب بعد أبي الحسن الأشعري ببعض أفكار ومعتقدات: الجهمية(*) من الإرجاء(*) والتعطيل(*)، وكذلك بالمعتزلة والفلاسفة في نفي بعض الصفات وتحريف(*) نصوصها، ونفي العلو والصفات الخبرية كما تأثرو بالجبرية في مسألة القدر(*). • لا ينفي ذلك تأثرهم بعقيدة أهل السنة والجماعة (*) فيما وافقوهم فيها . الانتشار ومواقع النفوذ: انتشر المذهب (*) الأشعري في عهد وزارة نظام الملك الذي كان أشعريِّ العقيدة، وصاحب الكلمة النافذة في الإمبراطورية السلجوقية، ولذلك أصبحت العقيدة الأشعرية عقيدة شبه رسمية تتمتع بحماية الدولة . وزاد في انتشارها وقوتها مدرسة بغداد النظامية، ومدرسة نيسابور النظامية، وكان يقوم عليهما رواد المذهب الأشعري، وكانت المدرسة النظامية في بغداد أكبر جامعة إسلامية في العالم الإسلامي وقتها، كما تبنى المذهب وعمل على نشره المهدي بن تومرت مهدي الموحدين، ونور الدين محمود زنكي، والسلطان صلاح الدين الأيوبي، بالإضافة إلى اعتماد جمهرة من العلماء عليه، وبخاصة فقهاء الشافعية والمالكية المتأخرين . ولذلك انتشر المذهب في العالم الإسلامي كله، لا زال المذهب الأشعري سائداً في أكثر البلاد الإسلامية وله جامعاته ومعاهده المتعددة . يتضح مما سبق: أن الأشاعرة فرقة كلامية إسلامية تنسب إلى أبي الحسن الأشعري في مرحلته الثانية التي خرج فيها على المعتزلة ودعا فيها إلى التمسك بالكتاب والسنة، على طريقة ابن كلاب، وهي تثبت بالعقل (*) الصفات العقلية السبع فقط لله تعالى، (الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام) واختلفوا في صفة البقاء، أما الصفات الاختيارية والمتعلقة بالمشيئة من الرضا والغضب والفرح والمجيء والنزول فقد نفوها، بينما يؤلون الصفات الخبرية لله تعالى أو يفوضون معناها . ويؤمن متأخرو الأشاعرة ببعض الأفكار المنحرفة عن عقيدة أهل السنة والجماعة (*) التي تصدى لها ولغيرها شيخ الإسلام ابن تيمية، لا سيما في مجال العقيدة، حيث أكد أن أسلوب القرآن والسنة بفهم السلف الصالح هو الأسلوب اليقيني للوصول إلى حقيقة التوحيد والصفات وغير ذلك من أمور العقيدة والدين . وعموماً فإن عقيدة الأشاعرة تنسب إلى عقيدة أهل السنة والجماعة بالمعنى العام في مقابل الشيعة (*) ، وأن الأشاعرة وبخاصة أشاعرة العراق الأوائل أمثال أبو الحسن الأشعري، والباهلي، وابن مجاهد، والباقلاني وغيرهم، أقرب إلى السنة والحق من الفلاسفة والمعتزلة بل ومن أشاعرة خراسان كأبي بكر بن فورك وغيره، وإنهم ليحمدوا على مواقفهم في الدفاع عن السنة والحق في وجه الباطنية (*) والرافضة (*) والفلاسفة، فكان لهم جهدهم المحمود في هتك أستار الباطنية وكشف أسرارهم، بل وكان لهم جهادهم المشكور في كسر سورة المعتزلة والجهمية (*). إلا أنه ينبغي عليهم وقد تبينت الأمور في هذا الزمان أن يتخلصوا من مخالفاتهم ، ويلحقوا بأهل السنة ، وما ذلك على الله بعزيز . --------------------------------------------- مراجع للتوسع : أ ـ مراجع المذهب: ـ أساس التقديس ـ فخرالدين الرازي. ـ الشامل ـ لإمام الحرمين أبو المعالي الجويني. ـ الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد لإمام الحرمين أبو المعالي الجويني. ـ الرسالة اللدنية من مجموعة القصور العوالي ـ أبو حامد الغزالي. ـ الإنصاف فيما يجوز اعتقاده ولا يجوز الجهل به ـ للقاضي أبي محمد ابن الطيب الباقلاني. ـ لمع الأدلة في قواعد عقائد أهل السنة والجماعة لأبي المعالي الجويني. ـ شرح الباجوري على الجوهرة ـ للباجوري. ـ تبسيط العقائد الإسلامية ـ حسن أيوب. ـ الله جل جلاله ـ سعيد حوى. ـ أركان الإيمان وهبي سليمان غاوجي. ـ كبرى اليقينيات ـ محمد سعيد رمضان البوطي. ب ـ مراجع وكتب غير المذهب: ـ الإبانة في أصول الديانة لأبي الحسن الأشعري. ـ مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين لأبي الحسن الأشعري. ـ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعةـ أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي. ـ سير أعلام النبلاء للذهبي. ـ درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية. ـ العقيدة التدمرية لابن تيمية. ـ العقيدة الأصفهانية لابن تيمية. ـ العقيدة الواسطية لابن تيمية. ـ تبيين كذب المفترى لابن عساكر. ـ الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية، د.محمد أمان بن علي الجامي. ـ منهج الأشاعرة في العقيدة لسفر الحوالي. ـ موقف ابن تيمية من الأشاعرة، د.عبد الرحمن صالح المحمود. ـ منهج أهل السنة والجماعة، ومنهج الأشاعرة ـ خالد بن عبد اللطيف بن محمد نور. نقلاً عن موقع صيد الفوائد. |
#14
|
|||
|
|||
المعتزلة إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلاميالتعريف: المعتزلة فرقة إسلامية نشأت في أواخر العصر الأموي وازدهرت في العصر العباسي، وقد اعتمدت على العقل المجرد في فهم العقيدة الإسلامية لتأثرها ببعض الفلسفات المستوردة مما أدى إلى انحرافها عن عقيدة أهل السنة والجماعة. وقد أطلق عليها أسماء مختلفة منها: المعتزلة والقدرية (*) والعدلية وأهل العدل والتوحيد والمقتصدة والوعيدية. التأسيس وأبرز الشخصيات: • اختلفت رؤية العلماء في ظهور الاعتزال، واتجهت هذه الرؤية وجهتين: ـ الوجهة الأولى: أن الاعتزال حصل نتيجة النقاش في مسائل عقدية دينية كالحكم على مرتكب الكبيرة (*)، والحديث في القدر، بمعنى هل يقدر العبد على فعله أو لا يقدر، ومن رأي أصحاب هذا الاتجاه أن اسم المعتزلة أطلق عليهم لعدة أسباب: 1 ـ أنهم اعتزلوا المسلمين بقولهم بالمنزلة بين المنزلتين 2 ـ أنهم عرفوا بالمعتزلة بعد أن اعتزل واصل بن عطاء حلقة الحسن البصري وشكل حقلة خاصة به لقوله بالمنزلة بين المنزلتين فقال الحسن: "اعتزلنا واصل". 3 ـ أو أنهم قالوا بوجوب اعتزال مرتكب الكبيرة ومقاطعته . ـ والوجهة الثانية: أن الاعتزال نشأ بسبب سياسي حيث أن المعتزلة من شيعة علي رضي الله عنه اعتزلوا الحسن عندما تنازل لمعاوية، أو أنهم وقفوا موقف الحياد بين شيعة علي ومعاوية فاعتزلوا الفريقين. • أما القاضي عبد الجبار الهمذاني ـ مؤرخ المعتزلة ـ فيزعم أن الاعتزال ليس مذهباً جديداً أو فرقة طارئة أو طائفة أو أمراً مستحدثاً، وإنما هو استمرار لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، وقد لحقهم هذا الاسم بسبب اعتزالهم الشر لقوله تعالى: (وأعتزلكم وما تدعون) ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (من اعتزل الشر سقط في الخير). • والواقع أن نشأة الاعتزال كان ثمرة تطور تاريخي لمبادئ فكرية وعقدية وليدة النظر العقلي المجرد في النصوص الدينية وقد نتج ذلك عن التأثر بالفلسفة اليونانية والهندية والعقائد اليهودية والنصرانية لما سنرى في فقرة (الجذور الفكرية والعقائدية) . • قبل بروز المعتزلة كفرقة فكرية على يد واصل بن عطاء، كان هناك جدل (*) ديني فكري بدأ بمقولات جدلية كانت هي الأسس الأولى للفكر المعتزلي وهذه المقولات نوجزها مع أصحابها بما يلي: ـ مقولة أن الإنسان حر مختار بشكل مطلق، وهو الذي يخلق أفعاله بنفسه قالها: معبد الجهني، الذي خرج على عبد الملك بن مروان مع عبد الرحمن بن الأشعث .. وقد قتله الحجاج عام 80هـ بعد فشل الحركة . ـ وكذلك قالها غيلان الدمشقي في عهد عمر بن عبد العزيز وقتله هشام بن عبد الملك . ـ ومقولة خلق القرآن ونفي الصفات، قالها الجهم بن صفوان، وقد قتله سلم بن أحوز في مرو عام 128هـ . ـ وممن قال بنفي الصفات أيضاً: الجعد بن درهم الذي قتله خالد بن عبد الله القسري والي الكوفة . • ثم برزت المعتزلة كفرقة فكرية على يد واصل بن عطاء الغزال (80هـ ـ 131هـ) الذي كان تلميذاً للحسن البصري، ثم اعتزل حلقة الحسن بعد قوله بأن مرتكب الكبيرة (*) في منزلة بين المنزلتين (أي ليس مؤمناً ولا كافراً) وأنه مخلد في النار إذا لم يتب قبل الموت، وقد عاش في أيام عبد الملك بن مروان وهشام بن عبد الملك، والفرقة المعتزلية التي تنسب إليه تسمى: الواصيلة. • ولاعتماد المعتزلة على العقل في فهم العقائد وتقصيهم لمسائل جزئية فقد انقسموا إلى طوائف مع اتفاقهم على المبادئ الرئيسة الخمسة ـ التي سنذكرها لاحقاً ـ وكل طائفة من هذه الطوائف جاءت ببدع جديدة تميزها عن الطائفة الأخرى .. وسمت نفسها باسم صاحبها الذي أخذت عنه . • وفي العهد العباسي برز المعتزلة في عهد المأمون حيث اعتنق الاعتزال عن طريق بشر المريسي وثمامة بن أشرس وأحمد بن أبي دؤاد وهو أحد رؤوس بدعة الاعتزال في عصره ورأس فتنة خلق القرآن، وكان قاضياً للقضاة في عهد المعتصم. ـ في فتنة خلق القرآن امتحن الإمام أحمد بن حنبل الذي رفض الرضوخ لأوامر المأمون والإقرار بهذه البدعة، فسجن وعذب وضرب بالسياط في عهد المعتصم بعد وفاة المأمون وبقي في السجن لمدة عامين ونصف ثم أعيد إلى منزله وبقي فيه طيلة خلافة المعتصم ثم ابنه الواثق . ـ لما تولى المتوكل الخلافة عام 232هـ انتصر لأهل السنة (*) وأكرم الإمام أحمد وأنهى عهد سيطرة المعتزلة على الحكم ومحاولة فرض عقائدهم بالقوة خلال أربعة عشر عاماً . • في عهد دولة بني بويه عام 334 هـ في بلاد فارس ـ وكانت دولة شيعية ـ توطدت العلاقة بين الشيعة (*) والمعتزلة وارتفع شأن الاعتزال أكثر في ظل هذه الدولة فعين القاضي عبد الجبار رأس المعتزلة في عصره قاضياً لقضاء الري عام 360هـ بأمر من الصاحب بن عباد وزير مؤيد الدولة البويهي ، وهو من الروافض (*) المعتزلة، يقول فيه الذهبي: " وكان شيعيًّا معتزليًّا مبتدعاً " ويقول المقريزي: " إن مذهب الاعتزال فشا تحت ظل الدولة البويهية في العراق وخراسان وما وراء النهر " • وممن برز في هذا العهد: الشريف المرتضى الذي قال عنه الذهبي: " وكان من الأذكياء والأولياء المتبحرين في الكلام والاعتزال والأدب والشعر لكنه إمامي جلد ". • بعد ذلك كاد أن ينتهي الاعتزال كفكر مستقل إلا ما تبنته منه بعض الفرق كالشيعة وغيرهم . • عاد فكر الاعتزال من جديد في الوقت الحاضر، على يد بعض الكتاب والمفكرين، الذين يمثلون المدرسة العقلانية الجديدة وهذا ما سنبسطه عند الحديث عن فكر الاعتزال الحديث . • ومن أبرز مفكري المعتزلة منذ تأسيسها على يد واصل بن عطاء وحتى اندثارها وتحللها في المذاهب الأخرى كالشيعة والأشعرية والماتريدية ما يلي: ـ أبو الهذيل حمدان بن الهذيل العلاف (135 ـ226 هـ) مولى عبد القيس وشيخ المعتزلة والمناظر عنها. أخذ الاعتزال عن عثمان بن خالد الطويل عن واصل بن عطاء، طالع كثيراً من كتب الفلاسفة وخلط كلامهم بكلام المعتزلة، فقد تأثر بأرسطو وأنبادقليس من فلاسفة اليونان، وقال بأن " الله عالم بعلم وعلمه ذاته، وقادر بقدرة وقدرته ذاته … " انظر الفرق بين الفرق للبغدادي ص 76 . وتسمى طائفة الهذيلية . ـ إبراهيم بن يسار بن هانئ النظام (توفي سنة 231هـ) وكان في الأصل على دين البراهمة (*) وقد تأثر أيضاً بالفلسفة اليونانية مثل بقية المعتزلة .. وقال:بأن المتولدات من أفعال الله تعالى، وتسمى طائفته النظامية . ـ بشر بن المعتمر (توفي سنة 226 هـ) وهو من علماء المعتزلة، وهو الذي أحدث القول بالتولد وأفرط فيه فقال: إن كل المتولدات من فعل الإنسان فهو يصح أن يفعل الألوان والطعوم والرؤية والروائح وتسمى طائفته البشرية. ـ معمر بن عباد السلمي (توفي سنة 220 هـ) وهو من أعظم القدرية (*) فرية في تدقيق القول بنفي الصفات ونفي القدر (*) خيره وشره من الله وتسمى طائفته: المعمرية . ـ عيسى بن صبيح المكنى بأبي موسى الملقب بالمردار (توفي سنة 226هـ) وكان يقال له: راهب المعتزلة، وقد عرف عنه التوسع في التكفير (*) حتى كفر الأمة بأسرها بما فيها المعتزلة، وتسمى طائفته المردارية . ـ ثمامة بن أشرس النميري (توفي سنة 213هـ)، كان جامعاً بين قلة الدين وخلاعة النفس، مع اعتقاده بأن الفاسق يخلد في النار إذا مات على فسقه من غير توبة . وهو في حال حياته في منزلة بين المنزلتين . وكان زعيم القدرية في زمان المأمون والمعتصم والواثق وقيل إنه الذي أغرى المأمون ودعاه إلى الاعتزال، وتسمى طائفته الثمامية . ـ عمرو بن بحر: أبو عثمان الجاحظ (توفي سنة 256هـ) وهو من كبار كتاب المعتزلة، ومن المطلعين على كتب الفلاسفة، ونظراً لبلاغته في الكتابة الأدبية استطاع أن يدس أفكاره المعتزلية في كتاباته كما يدس السم في الدسم مثل، البيان والتبيين، وتسمى فرقته الجاحظية . ـ أبو الحسين بن أبي عمر الخياط (توفي سنة 300هـ) من معتزلة بغداد و بدعته التي تفرد بها قوله بأن المعدوم جسم، والشيء المعدوم قبل وجوده جسم، وهو تصريح بقدم العالم، وهو بهذا يخالف جميع المعتزلة وتسمى فرقته الخياطية . ـ القاضي عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمداني (توفي سنة 414هـ) فهو من متأخري المعتزلة، قاضي قضاة الري وأعمالها، وأعظم شيوخ المعتزلة في عصره، وقد أرخ للمعتزلة وقنن مبادئهم وأصولهم الفكرية والعقدية. المبادئ والأفكار: • جاءت المعتزلة في بدايتها بفكرتين مبتدعتين: ـ الأولى: القول بأن الإنسان مختار بشكل مطلق في كل ما يفعل، فهو يخلق أفعاله بنفسه، ولذلك كان التكليف، ومن أبرز من قال ذلك غيلان الدمشقي، الذي أخذ يدعو إلى مقولته هذه في عهد عمر بن عبد العزيز . حتى عهد هشام بن عبد الملك، فكانت نهايته أن قتله هشام بسبب ذلك . ـ الثانية: القول بأن مرتكب الكبيرة (*) ليس مؤمناً ولا كافراً ولكنه فاسق فهو بمنزلة بين المنزلتين، هذه حاله في الدنيا أما في الآخرة فهو لا يدخل الجنة لأنه لم يعمل بعمل أهل الجنة بل هو خالد مخلد في النار، ولا مانع عندهم من تسميته مسلماً باعتباره يظهر الإسلام وينطق بالشهادتين ولكنه لا يسمى مؤمناً. • ثم حرر المعتزلة مذهبهم في خمسة أصول: 1 ـ التوحيد . 2 ـ العدل . 3 ـ الوعد والوعيد . 4 ـ المنزلة بين المنزلتين . 5 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . 1 ـ التوحيد: وخلاصته برأيهم، هو أن الله تعالى منزه عن الشبيه والمماثل (ليس كمثله شيء) ولا ينازعه أحد في سلطانه ولا يجري عليه شيء مما يجري على الناس. وهذا حق ولكنهم بنوا عليه نتائج باطلة منها: استحالة رؤية الله تعالى لاقتضاء ذلك نفي الصفات، وأن الصفات ليست شيئاً غير الذات، وإلا تعدد القدماء في نظرهم، لذلك يعدون من نفاة الصفات وبنوا على ذلك أيضاَ أن القرآن مخلوق لله سبحانه وتعالى لنفيهم عنه سبحانه صفة الكلام. 2 ـ العدل: ومعناه برأيهم أن الله لا يخلق أفعال العباد، ولا يحب الفساد، بل إن العباد يفعلون ما أمروا به وينتهون عما نهوا عنه بالقدرة التي جعلها الله لهم وركبها فيهم وأنه لم يأمر إلا بما أراد ولم ينه إلا عما كره، وأنه ولي كل حسنة أمر بها، بريء من كل سيئة نهى عنها، لم يكلفهم ما لا يطيقون ولا أراد منهم ما لا يقدرون عليه . وذلك لخلطهم بين إرادة الله تعالى الكونية (*) وإرادته الشرعية (*) . 3 ـ الوعد والوعيد: ويعني أن يجازي الله المحسن إحساناً ويجازي المسيء سوءاً، ولا يغفر لمرتكب الكبيرة (*) إلا أن يتوب . 4 ـ المنزلة بين المنزلتين: وتعني أن مرتكب الكبيرة في منزلة بين الإيمان والكفر فليس بمؤمن ولا كافر . وقد قرر هذا واصل بن عطاء شيخ المعتزلة . 5 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فقد قرروا وجوب ذلك على المؤمنين نشراً لدعوة الإسلام وهداية للضالين وإرشاداً للغاوين كل بما يستطيع: فذو البيان ببيانه، والعالم بعلمه، وذو السيف بسيفه وهكذا . ومن حقيقة هذا الأصل أنهم يقولون بوجوب الخروج على الحاكم إذا خالف وانحرف عن الحق . • ومن مبادئ المعتزلة الاعتماد على العقل (*) كليًّا في الاستدلال لعقائدهم وكان من آثار اعتمادهم على العقل في معرفة حقائق الأشياء وإدراك العقائد، أنهم كانوا يحكمون بحسن الأشياء وقبحها عقلاً فقالوا كما جاء في الملل والنحل للشهرستاني: " المعارف كلها معقولة بالفعل، واجبة بنظر العقل، وشكر المنعم واجب قبل ورود السمع أي قبل إرسال الرسل، والحسن والقبيح (*) صفتان ذاتيتان للحسن والقبيح " . ـ ولاعتمادهم على العقل أيضاً أوَّلوا الصفات بما يلائم عقولهم الكلية، كصفات الاستواء واليد والعين وكذلك صفات المحبة والرضى والغضب والسخط ومن المعلوم أن المعتزلة تنفي كل الصفات لا أكثرها . ـ ولاعتمادهم على العقل أيضاً، طعن كبراؤهم في أكابر الصحابة وشنعوا عليهم ورموهم بالكذب، فقد زعم واصل بن عطاء: أن إحدى الطائفتين يوم الجمل فاسقة، إما طائفة علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر والحسن والحسين وأبي أيوب الأنصاري أو طائفة عائشة والزبير، وردوا شهادة هؤلاء الصحابة فقالوا: لا تقبل شهادتهم . ـ وسبب اختلاف المعتزلة فيما بينهم وتعدد طوائفهم هو اعتمادهم على العقل فقط ـ كما نوهنا ـ وإعراضهم عن النصوص الصحيحة من الكتاب والسنة، ورفضهم الإتباع بدون بحث واستقصاء وقاعدتهم التي يستندون إليها في ذلك: " كل مكلف مطالب بما يؤديه إليه اجتهاده في أصول الدين "، فيكفي وفق مذهبهم أن يختلف التلميذ مع شيخه في مسألة ليكون هذا التلميذ صاحب فرقة قائمة، وما هذه الفرق التي عددناها آنفاً إلا نتيجة اختلاف تلاميذ مع شيوخهم، فأبو الهذيل العلاف له فرقة، خالفه تلميذه النظام فكانت له فرقة، فخالفه تلميذه الجاحظ فكانت له فرقة، والجبائي له فرقة، فخالفه ابنه أبو هاشم عبد السلام فكانت له فرقة أيضاَ وهكذا . ـ وهكذا نجد أن المعتزلة قد حولوا الدين إلى مجموعة من القضايا العقلية والبراهين المنطقية، وذلك لتأثرهم بالفلسفة (*) اليونانية عامة وبالمنطق (*) الصوري الأوسطي خاصة . • وقد فند علماء الإسلام آراء المعتزلة في عصرهم، فمنهم أبو الحسن الأشعري الذي كان منهم، ثم خرج من فرقتهم ورد عليهم متبعاً أسلوبهم في الجدال (*) والحوار .. ثم جاء الإمام أحمد بن حنبل الذي اكتوى بنار فتنتهم المتعلقة بخلق القرآن ووقف في وجه هذه الفتنة بحزم وشجاعة نادرتين . ـ ومن الردود قوية الحجة، بارعة الأسلوب، رد شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ عليهم في كتابه القيم: درء تعارض العقل والنقل فقد تتبع آراءهم وأفكارهم واحدة واحدة ورد عليها ردًّا مفحماً .. وبين أن صريح العقل لا يكمن أن يكون مخالفاً لصحيح النقل . • وقد ذُكر في هذا الحديث أكثر من مرة أن المعتزلة اعتمدوا على العقل (*) في تعاملهم مع نصوص الموحي (*)، وقد يتوهم أحد أن الإسلام ضد العقل ويسعى للحجر عليه . ولكن هذا يرده دعوة الإسلام إلى التفكر في خلق السموات والأرض والتركيز على استعمال العقل في اكتشاف الخير والشر وغير ذلك مما هو معروف ومشهور مما دعا العقاد إلى أن يؤلف كتاباً بعنوان: التفكر فريضة إسلامية، ولهذا فإن من انحرافات المعتزلة هو استعمالهم العقل في غير مجاله: في أمور غيبية مما تقع خارج الحس ولا يمكن محاكمتها محاكمة عقلية صحيحة، كما أنهم بنوا عدداً من القضايا على مقدمات معينة فكانت النتائج ليست صحيحة على إطلاقها وهو أمر لا يسلّم به دائماً حتى لو اتبعت نفس الأساليب التي استعملوها في الاستنباط والنظر العقلي: مثل نفيهم الصفات عن الله اعتماداً على قوله تعالى: (ليس كمثله شيء). وكان الصحيح أن لا تنفى عنه الصفات التي أثبتها لنفسه سبحانه وتعالى ولكن تفهم الآية على أن صفاته سبحانه وتعالى لا تماثل صفات المخلوقين. وقد حدد العلماء مجال استعمال العقل بعدد من الضوابط منها: ـ أن لا يتعارض مع النصوص الصحيحة . ـ أن لا يكون استعمال العقل في القضايا الغيبية التي يعتبر الوحي هو المصدر الصحيح والوحيد لمعرفتها. ـ أن يقدم النقل على العقل في الأمور التي لم تتضح حكمتها " وهو ما يعرف بالأمور التوقيفية". ولا شك أن احترام الإسلام للعقل وتشجيعه للنظر والفكر لا يقدمه على النصوص الشرعية الصحيحة . خاصة أن العقول متغيرة وتختلف وتتأثر بمؤثرات كثيرة تجعلها لا تصلح لأن تكون الحكم المطلق في كل الأمور . ومن المعروف أن مصدر المعرفة في الفكر الإسلامي يتكون من: 1 ـ الحواس وما يقع في مجالها من الأمور الملموسة من الموجودات . 2 ـ العقل (*) وما يستطيع أن يصل إليه من خلال ما تسعفه به الحواس والمعلومات التي يمكن مشاهدتها واختبارها وما يلحق ذلك من عمليات عقلية تعتمد في جملتها على ثقافة الفرد ومجتمعه وغير ذلك من المؤثرات . 3 ـ الوحي (*) من كتاب وسنة حيث هو المصدر الوحيد والصحيح للأمور الغيبية، وما لا تستطيع أن تدركه الحواس، وما أعده الله في الدار الآخرة، وما أرسل من الرسل إلخ … وهكذا يظهر أنه لا بد من تكامل العقل والنقل في التعامل مع النصوص الشرعية كل فيما يخصه وبالشروط التي حددها العلماء. الجذور الفكرية والعقائدية: • هناك رواية ترجع الفكر المعتزلي في نفي الصفات إلى أصول يهودية فلسفية فالجعد بن درهم أخذ فكره عن أبان بن سمعان وأخذها أبان عن طالوت وأخذها طالوت عن خاله لبيد بن الأعصم اليهودي. وقيل: إن مناقشات الجهم بن صفوان مع فرقة السمنية ـ وهي فرقة هندية تؤمن بالتناسخ (*) ـ قد أدت إلى تشكيكه في دينه وابتداعه لنفي الصفات . • إن فكر يوحنا الدمشقي وأقواله تعد مورداً من موارد الفكر الاعتزالي، إذ أنه كان يقول بالأصلح ونفي الصفات الأزلية حرية الإرادة الإنسانية . ـ ونفي القدر عند المعتزلة الذي ظهر على يد الجهني وغيلان الدمشقي، قيل إنهما أخذاه عن نصراني يدعى أبو يونس سنسويه وقد أخذ عمرو بن عبيد صاحب واصل بن عطاء فكرة نفي القدر عن معبد الجهني . ـ تأثر المعتزلة بفلاسفة (*) اليونان في موضوع الذات والصفات، فمن ذلك قول أنبادقليس الفيلسوف اليوناني: "إن الباري تعالى لم يزل هويته فقط وهو العلم المحض وهو الإرادة المحضة وهو الجود والعزة، والقدرة والعدل والخير والحق، لا أن هناك قوى مسماة بهذه الأسماء بل هي هو، وهو هذه كلها" انظر الملل والنحل ج 2/ ص58. وكذلك قول أرسطوطاليس في بعض كتبه "إن الباري علم كله، قدره كله، حياة كله، بصر كله". فأخذ العلاف وهو من شيوخ المعتزله هذه الأفكار وقال: إن الله عالم بعلم وعلمه ذاته، قادر بقدرة وقدرته ذاته، حي بحياة وحياته ذاته. ـ وأخذ النظام من ملاحدة الفلاسفة قوله بإبطال الجزء الذي لا يتجرأ، ثم بنى عليه قوله بالطفرة، أي أن الجسم يمكن أن يكون في مكان (أ) ثم يصبح في مكان (ج) دون أن يمر في (ب) . وهذا من عجائبه حتى قيل: إن من عجائب الدنيا: " طفرة النظام وكسب الأشعري " . ـ وإن أحمد بن خابط والفضل الحدثي وهما من أصحاب النظام قد طالعا كتب الفلاسفة ومزجا الفكر الفلسفي مع الفكر النصراني مع الفكر الهندي وقالا بما يلي: 1 ـ إن المسيح (*) هو الذي يحاسب الخلق في الآخرة. 2 ـ إن المسيح تدرع بالجسد الجسماني وهو الكلمة القديمة المتجسدة. 3 ـ القول بالتناسخ (*). 4 ـ حملا كل ما ورد في الخبر عن رؤية الله تعالى على رؤية العقل الأول هو أول مبتدع وهو العقل الفعال الذي منه تفيض الصور على الموجودات . • يؤكد العلماء تأثير الفلسفة (*) اليونانية على فكر المعتزلة بما قام به الجاحظ وهو من مصنفي المعتزلة ومفكريهم فقد طالع كثيراً من كتب الفلاسفة وتمذهب بمذهبهم ـ حتى إنه خلط وروج كثيراً من مقالاتهم بعبارته البليغة . ـ ومنهم من يرجع فكر المعتزلة إلى الجذور الفكرية والعقدية في العراق ـ حيث نشأ المعتزلة ـ الذي يسكنه عدة فرق تنتهي إلى طوائف مختلفة، فبعضهم ينتهي إلى الكلدان وبعضهم إلى الفرس وبعضهم نصارى وبعضهم يهود وبعضهم مجوس (*). وقد دخل هؤلاء في الإسلام وبعضهم قد فهمه على ضوء معلوماته القديمة وخلفيته الثقافية والدينية. الفكر الاعتزالي الحديث: • يحاول بعض الكتاب والمفكرين في الوقت الحاضر إحياء فكر المعتزلة من جديد بعد أن عفى عليه الزمن أو كاد .. فألبسوه ثوباً جديداً، وأطلقوا عليه أسماء جديدة مثل … العقلانية أو التنوير أو التجديد (*) أو التحرر الفكري أو التطور أو المعاصرة أو التيار الديني المستنير أو اليسار الإسلامي .. ـ وقد قوّى هذه النزعة التأثر بالفكر الغربي العقلاني المادي، وحاولوا تفسير النصوص الشرعية وفق العقل (*) الإنساني .. فلجأوا إلى التأويل (*) كما لجأت المعتزلة من قبل ثم أخذوا يتلمسون في مصادر الفكر الإسلامي ما يدعم تصورهم، فوجدوا في المعتزلة بغيتهم فأنكروا المعجزات (*) المادية .. وما تفسير الشيخ محمد عبده لإهلاك أصحاب الفيل بوباء الحصبة أو الجدري الذي حملته الطير الأبابيل .. إلا من هذا القبيل . • وأهم مبدأ معتزلي سار عليه المتأثرون بالفكر المعتزلي الجدد هو ذاك الذي يزعم أن العقل هو الطريق الوحيد للوصول إلى الحقيقة، حتى لو كانت هذه الحقيقة غيبية شرعية، أي أنهم أخضعوا كل عقيدة وكل فكر للعقل البشري القاصر . • وأخطر ما في هذا الفكر الاعتزالي .. محاولة تغيير الأحكام الشرعية التي ورد فيها النص اليقيني من الكتاب والسنة .. مثل عقوبة المرتد، وفرضية الجهاد (*)، والحدود، وغير ذلك .. فضلاً عن موضوع الحجاب وتعدد الزوجات، والطلاق والإرث .. إلخ .. وطلب أصحاب هذا الفكر إعادة النظر في ذلك كله .. وتحكيم العقل في هذه المواضيع . ومن الواضح أن هذا العقل الذي يريدون تحكيمه هو عقل متأثر بما يقوله الفكر الغربي حول هذه القضايا في الوقت الحاضر . • ومن دعاة الفكر الاعتزالي الحديث سعد زغلول الذي نادى بنزع الحجاب عن المرأة المصرية وقاسم أمين مؤلف كتاب تحرير المرأة و المرأة الجديدة، ولطفي السيد الذي أطلقوا عليه: " أستاذ الجيل " وطه حسين الذي أسموه "عميد الأدب العربي " وهؤلاء كلهم أفضوا إلى ما قدموا . هذا في البلاد العربية . أما في القارة الهندية فظهر السير أحمد خان، الذي منح لقب سير من قبل الاستعمار (*) البريطاني . وهو يرى أن القرآن الكريم لا السنة النبوية هو أساس التشريع وأحلّ الربا البسيط في المعاملات التجارية . ورفض عقوبة الرجم والحرابة، ونفى شرعية الجهاد لنشر الدين (*)، وهذا الأخير قال به لإرضاء الإنجليز لأنهم عانوا كثيراً من جهاد المسلمين الهنود لهم . ـ وجاء تلميذه سيد أمير علي الذي أحلّ زواج المسلمة بالكتابي وأحل الاختلاط بين الرجل والمرأة . ـ ومن هؤلاء أيضاً مفكرون علمانيون، لم يعرف عنهم الالتزام بالإسلام .. مثل زكي نجيب محمود صاحب (الوضعية المنطقية) وهي من الفلسفة (*) الوضعية الحديثة التي تنكر كل أمر غيبي .. فهو يزعم أن الاعتزال جزء من التراث ويجب أن نحييه، وعلى أبناء العصر أن يقفوا موقف المعتزلة من المشكلات القائمة (انظر كتاب تجديد الفكر العربي ص 123) . ـ ومن هؤلاء أحمد أمين صاحب المؤلفات التاريخية والأدبية مثل فجر الإسلام وضحى الإسلام وظهر الإسلام، فهو يتباكى على موت المعتزلة في التاريخ القديم وكأن من مصلحة الإسلام بقاؤهم، ويقول في كتابه: ضحى الإسلام: " في رأيي أن من أكبر مصائب المسلمين موت المعتزلة " (ج3 ص207). ـ ومن المعاصرين الأحياء الذين يسيرون في ركب الدعوة الإسلامية من ينادي بالمنهج (*) العقلي الاعتزالي في تطوير العقيدة والشريعة مثل الدكتور محمد فتحي عثمان في كتابه الفكر الإسلامي والتطور .. والدكتور حسن الترابي في دعوته إلى تجديد أصول الفقه حيث يقول: " إن إقامة أحكام الإسلام في عصرنا تحتاج إلى اجتهاد (*) عقلي كبير، وللعقل (*) سبيل إلى ذلك لا يسع عاقل إنكاره، والاجتهاد الذي نحتاج إليه ليس اجتهاداً في الفروع وحدها وإنما هو اجتهاد في الأصول أيضاً " (انظر كتاب المعتزلة بين القديم والحديث ص 138) . ـ وهناك كتاب كثيرون معاصرون، ومفكرون إسلاميون يسيرون على المنهج نفسه ويدعون إلى أن يكون للعقل دور كبير في الاجتهاد (*) وتطويره، وتقييم الأحكام الشرعية، وحتى الحوادث التاريخية .. ومن هؤلاء فهمي هويدي ومحمد عمارة ـ صاحب النصيب الأكبر في إحياء تراث المعتزلة والدفاع عنه ـ وخالد محمد خالد و محمد سليم العوا، وغيرهم . ولا شك بأهمية الاجتهاد وتحكيم العقل في التعامل مع الشريعة الإسلامية (*) ولكن ينبغي أن يكون ذلك في إطار نصوصها الثابتة وبدوافع ذاتية وليس نتيجة ضغوط أجنبية وتأثيرات خارجية لا تقف عند حد، وإذا انجرف المسلمون في هذا الاتجاه ـ اتجاه ترويض الإسلام بمستجدات الحياة والتأثير الأجنبي بدلاً من ترويض كل ذلك لمنهج الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ـ فستصبح النتيجة أن لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ولا من الشريعة إلا رسمها ويحصل للإسلام ما حصل للرسالات السابقة التي حرفت بسبب إتباع الأهواء والآراء حتى أصبحت لا تمت إلى أصولها بأي صلة . ويتضح مما سبق: أن حركة المعتزلة كانت نتيجة لتفاعل بعض المفكرين المسلمين في العصور الإسلامية مع الفلسفات السائدة في المجتمعات التي اتصل بها المسلمون . وكانت هذه الحركة نوع من ردة الفعل التي حاولت أن تعرض الإسلام وتصوغ مقولاته العقائدية والفكرية بنفس الأفكار والمناهج الوافدة وذلك دفاعاً ع الإسلام ضد ملاحدة تلك الحضارات بالأسلوب الذي يفهمونه . ولكن هذا التوجه قاد إلى مخالفات كثيرة وتجاوزات مرفوضة كما فعل المعتزلة في إنكار الصفات الإلهية تنزيهاً لله سبحانه عن مشابهة المخلوقين . ومن الواضح أيضاً أن أتباع المعتزلة الجدد وقعوا فيما وقع فيه أسلافهم، وذلك أن ما يعرضون الآن من اجتهادات إنما الهدف منها أن يظهر الإسلام بالمظهر المقبول عند أتباع الحضارة الغربية والدفاع عن نظامه العام قولاً بأنه إنْ لم يكن أحسن من معطيات الحضارة الغربية فهو ليس بأقل منها . ولذا فلا بد أن يتعلم الخلف من أخطاء سلفهم ويعلموا أن عزة الإسلام وظهوره على الدين كله هي في تميز منهجه وتفرد شريعته واعتباره المرجع الذي تقاس عليه الفلسفات والحضارات في الإطار الذي يمثله الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح في شمولهما وكمالهما. ---------------------------------------------------- مراجع للتوسع: ـ الملل والنحل للشهرستاني. ـ الفرق بين الفرق للبغدادي. ـ مقالات الإسلاميين للأشعري. ـ القاضي عبد الجبار الهمداني للدكتور عبد الكريم عثمان. ـ ابن تيمية للشيخ محمد أبي زهرة. ـ درء تعارض العقل والنقل لشيخ الإسلام ابن تيمية. ـ البداية والنهاية لابن كثير. ـ المعتزلة بين القديم والحديث لمحمد العبدة وطارق عبد الحليم. ـ ضحى الإسلام لأحمد أمين. ـ تجديد الفكر العربي لزكي نجيب محمود. ـ دراسات في الفرق والعقائد لعرفات عبد الحميد. ـ الدعوة إلى التجديد في منهج النقد، عصام البشير (بحث مقدم لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لنيل درجة الماجستير). ـ عقائد السلف لعلي سامي النشار. ـ محمد عمارة في ميزان أهل السنة والجماعة، سليمان بن صالح الخراشي. ـ حوار هادئ مع الشيخ الغزالي. سلمان بن فهد العودة. ـ منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير، د. فهد الرومي. ـ العصريون معتزلة اليوم ـ يوسف كمال. ـ العصرانية في حياتنا الاجتماعية. د. عبد الرحمن بن زيد الزنيدي. ـ العصرانيون. محمد حامد الناصر. ـ دراسات في السيرة. محمد سرور زين العابدين. ـ تنبيه الأنام لمخالفة شلتوت الإسلام. الشيخ عبد الله بن يابس. ـ مفهوم تجديد الدين. بسطامي محمد سعيد. ـ تجديد أصول الفقه. د.حسن الترابي. ـ غزو من الداخل، جمال سلطان. ـ مجلة كلية أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ـ "المدرسة العقلية الحديثة وصلتها بالقديمة" د. ناصر العقل. العدد الثالث سنة 1400هـ. نقلاً عن موقع صيد الفوائد. |
#15
|
|||
|
|||
انتهى بفضل من الله
إن كان من صواب فمن الله وحده عز وجل وإن كان من خطأ فمني ومن الشيطان |
أدوات الموضوع | |
|
|