جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
إلى متى..؟ نحن نصنع التاريخ وهم يكتبونه؟؟نحن نصنع التاريخ.. نحن نكتبه
إلى متى..؟ نحن نصنع التاريخ وهم يكتبونه نحن نصنع التاريخ.. نحن نكتبه (2) ايران العداوة الابدية قراءة جديدة في أوراق قديمة الدكتور طه حامد الدليمي المقدمة الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه. والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبد الله. وعلى آله صحبه وأتباعه ومن والاه. وبعد.. فإن معرفة التأريخ جانب مهم من جوانب المعرفة الإسلامية. أرشد إليه ديننا، وتحدث عنه كثيراً قرآننا. وأنا - كتلميذ من تلاميذ القرآن الكريم تعلمت منه أن تكون معرفتنا واقعية عملية - لا أريد أن أتحدث عن التاريخ للمعرفة المجردة، أو التسلية العابرة. وإنما أتحدث عن التاريخ من الجانب الذي يمس حياتنا، والذي له انعكاس على واقعنا. فأتكلم لكم عن تاريخ إيران وعلاقة إيران بنا نحن العراقيين على الخصوص. وعند ذاك نعلم أن عداوة إيران لنا عداوة أبدية. 19/10/2007 حقائق تاريخية عامة تاريخ صراع وعلاقة دم إن تاريخ العلاقات العراقية الفارسية هو تاريخ صراع، وعلاقة دم. لم تهدأ النار المتأججة على الحدود بين الطرفين وعلى مدى خمسين قرناً من الزمان أو التاريخ المكتوب. والتاريخ يسجل لنا أنه لم تخل فترة خمسة عشر عاماً (15) عاما متواصلة من اعتداء إيراني تجاه العراق. ما بين تعرضات حدودية، واحتلالات محدودة، وأخرى كارثية مدمرة. أول اعتداء كارثي سجله التاريخ كان عام (2322) ق.م. أي قبل (4330) سنة. حين دخل العيلاميون عاصمة الأكديين في اليوسفية الحالية (20 كم إلى الجنوب الغربي من بغداد)، فدمروها، واستولوا عليها وخربوها وأحرقوها. ثم عادوا بعد (316) سنة - أي سنة (2006) ق.م - ليدخلوا مدينة (أور) ، عاصمة السومريين في جنوبي العراق ، ويخربوها ويحرقوها، لتزول – كما زالت أكد - من الوجود ، وإلى الأبد. إيران دمرت كل المراكز الحضارية التي قامت في العراق وهكذا، وبالطريقة نفسها دمر الإيرانيون جميع المراكز الحضارية التي قامت في العراق على مدى التاريخ. لم يوجد مركز حضاري في العراق إلا وكانت نهايته على أيدي الإيرانيين. فدمرت آشور سنة 612 ق.م ، ثم الحضر سنة 240 ب.م ، كلتاهما في الشمال. وقبل الحضر دمرت بابل في وسط العراق سنة (539) ق.م على يد كورش الإخميني ابن اليهودية. فقد كانت أمه يهودية من يهود السبي البابلي. فدخل بابل وخربها ولم تقم لها من بعدها قائمة. وثأر لأخواله اليهود، وأرجعهم إلى فلسطين. ووقع العراق من يومها تحت الاستعمار الفارسي ولمدة (1180) سنة! تخيلوا هذه المدة....! تخللتها فترة (180) سنة سيطر فيها السلوقيون اليونانيون على المنطقة. احتلال فارسي للعراق دام أكثر من ألف عام استعمر الإيرانيون العراق مدة ألف عام بالتمام والكمال....! حتى جاء الإسلام فتحرر العراق عام (636) ب.م. على يد صاحب رسول الله e سعد بن أبي وقاص في عهد الفاروق عمر رضى الله عنهما. وقبل مجيء الإسلام بفترة قصيرة التفوا على الحيرة، فأخرسوا الصوت العربي فيها، حين قتلوا النعمان بن المنذر، ووضعوا مكانه عميلاً لهم في هذا المركز الحضاري المهم. لقد أثرت تلك المدد المتطاولة التي استغرقها الاحتلال الإيراني في العقلية الإيرانية، فداخلها اعتقاد لا ينمحي بأن العراق جزء من إيران. وصار هذا الاعتقاد جزءاً لا يتجزأ من العقلية الجمعية للنخبة الإيرانية. ولا عجب؛ فإننا حين نقارن تلك الفترة بالفترة التي بقي فيها العرب أو المسلمون في الأندلس، والتي استغرقت ثمانية (8) قرون، ونستحضر كيف أنه لا زالت العقلية الجمعية للمسلمين تفكر في الأندلس، وتحن إليها، وتسميها "الفردوس المفقود"، وتتمنى الرجوع إليها من جديد! لا نستغرب من الإيرانيين – على اختلاف العصور، وكر الدهور - عندما يعتبرون العراق جزءاً من إيران. فما إن جاء خميني، حتى صرح وزير خارجيته صادق قطب زادة بأن العراق أحد الأقاليم التابعة لإيران، وطالب بضمه إليها! والدولة الوحيدة التي لم تعترف بالعراق عند تأسيس دولته الحديثة عام (1921)، هي دولة إيران. بهذه العقلية استقبلت الهضبة الإيرانية الإسلام، واعتبروا العرب محتلين معتدين. فقاوموا الدولة الجديدة، وتآمروا عليها بكل وسيلة. فلما فشلوا عسكرياً، استمروا في التآمر عليها فكرياً وسياسياً. وكانت البداية عام (21) هـ بعد معركة نهاوند، حين عقد الإمبراطور المهزوم يزدجرد مؤتمره الشهير بـ(مؤتمر نهاوند)، وقرروا فيه دخول بعضهم في الإسلام ظاهراً، توصلاً إلى تخريبه ونخره من الداخل. وبعد سنتين فقط أثمر هذا المؤتمر، وحقق أول أهدافه الكبرى، وهو قتل رأس الدولة الفتية الفاروق عمر على يد فيروز أبي لؤلؤة النهاوندي! الخطوط الكبرى للمؤامرة ودخلت الأمة في مسلسل جديد من العداوة والتآمر، عمل فيه الفرس على عدة خطوط. منها: · الخط الفكري أو العلمي وهذا يفسر لنا كثرة طلبة العلم من العجم في عهد التابعين. أنا لا أستطيع أن أنظر إلى هذا الأمر على أنه ظاهرة تلقائية، حدثت نتيجة التفاعل الطبيعي للعناصر الحياتية المؤدية إليها. مشكلة العرب أنهم ينظرون إلى الأشياء والأشخاص من خلال نفوسهم الطيبة غير المعقدة. قتل عملاق العالم في زمانه عمر بن الخطاب. هل يمكن القول: إن هذا العمل الخطير حصل من دون سابق مؤامرة؟! لكن انظر كيف تعامل ذلك الجيل مع الموضوع؟! لم يشغلهم إلا الجانب الديني الفقهي منه، حين قتل عبيد الله بن عمر جفينة النصراني والهرمزان المجوسي، اللذين دلت الدلائل كلها على أنهما المخططان الرئيسان للمؤامرة!!! لقد انتهى كل شيء عند هذا الحد! فلا تحقيق، ولا استفادة من الحدث في أخذ حذر وتحوط من تكرر الفعل – وقد تكرر بصورة أشد في قتل عثمان وعلي – في المستقبل القريب! العجيب أن التاريخ يروي لنا أن علياً حين آلت إليه الخلافة عاد لينظر إلى الأمر من جانبه الديني الفقهي فقط، ويصدر أمراً بملاحقة عبيد الله ليقتص منه! حتى قتل في صفين. مع أنه غير مكلف شرعاً بنقض حكم صدر من مجتهد معتبر هو عثمان بن عفان. ولديه من المشاكل العالقة الكثير، أولها مقتل أمير المؤمنين عثمان نفسه! وظل العرب يطاردهم الهاجس الديني الفقهي، يستغرقهم النظر إلى الأمور من هذه الزاوية أكثر من غيرها من زوايا الحياة كالسياسة والأحقاد والثارات. وقد جرت عليهم هذه النظرة الكثير من الويلات والكوارث والخراب. ظاهرة كثرة الموالي الذين يطلبون العلم في زمن التابعين، واستبدادهم بمجالس علماء الصحابة، لا يمكن أن تخلو من قصد مسبق، وإرادة من عدو حاقد ماكر، يخطط لأخذ زمام الأمور والسيطرة والقيادة من العرب. وقد وجدوهم أناساً منفتحين سهلي الطباع، جاء الإسلام ليزيد صفاتهم وطباعهم هذه رسوخاً: (لا إكراه في الدين)، (ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى)... إلخ. فاستغلوا هذه الثغرة أسوأ استغلال. · خط الاغتيالات الخطالآخر خط الاغتيالات. وقد أفلحوا فيه أيما فلاح. وكانت فاتحته – كما قلت – رأس الأمة عمر بن الخطاب. · خط إثارة الفتن بين الغوغاء والدهماء الخطالثالثخط إثارة الفتن بين الغوغاء والدهماء، ومحاولة استثارتهم ضد الدولة، بما يمكن تسميته بالانقلاب العسكري. وهو خطوة متقدمة على الاغتيال. أسفر هذا المخطط عن قتل عثمان بن عفان يوم (18) ذي الحجة عام (35) هـ. ولم يكن قتل عثمان كاغتيال عمر، بل كان عملاً كبيراً مثَّل انتهاء حقبة كانت السيطرة فيها للنخبة التي أسست الدولة، وبداية حقبة ضعفت فيها هذه السيطرة، التي انتقلت إلى أيدي المتآمرين، وإن كانت الواجهة السياسية لا زالت كما هي. واستلم الحكم علي فكان الأمر والنهي في حقيقته بيد القتلة والمتآمرين، الذين سيطروا على مقاليد الأمور حتى قال قولته المشهورة: (يقولون ابن أبي طالب رجل شجاع، ولكن لا رأي له. ألا لا رأي لمن لا يطاع). وكرر الجملة الأخيرة ثلاثاً. وكان قبلها قد قال عن قتلة عثمان: (كيف أقتص من قوم يملكوننا ولا نملكهم)؟ ولم يزل هؤلاء القوم على ما هم عليه من التحكم والتمرد حتى تمكنوا من قتل علي رضي الله عنه. في مؤامرة فارسية كبيرة شملت بخنجرها قادة الأمة الثلاثة الكبار: (علي ومعاوية وعمرو) وفي يوم واحد هو السابع عشر من رمضان سنة (40) للهجرة. وانطلقت من الكوفة على يد الفارسي شيرويه. إن يوم مقتل عثمان له منزلة عظيمة في قلوب الفرس ومن تشيع بفكرهم ودينهم! حتى إنهم ليحتفلون به في كل عام، ويسمونه بـ(يوم العيد الأكبر)، وإن برقعوه بما يسمونه (يوم الغدير). وهو في الحقيقة يوم الغدر بعثمان والأمة التي كان يقودها. هذا.. وقد ثارت فارس على علي ثلاث مرات خلال سنتين أو أقل حتى ضبطها له زياد بن أبي سفيان. ثم حاولوا اغتيال الحسن لما رأوه راغباً في الصلح مع معاوية. ثم خدعوا الحسين، وما زالوا به يستدرجونه حتى انخدع بهم فأقبل عليهم، ليقتلوه، ويتخذوا من قتله قميصاً يرفعونه على رماح الانتقام من أمة الإسلام. وظلت دسائسهم تكبر وتكبر، والقميص نفسه يرفرف على رماحهم حتى تمكنوا من تدمير الدولة الأُموية، بحجة الانتصار لأهل البيت، وإعادة (الحق المغتصب) لأهله بني هاشم. وكان رأس الحربة أبو مسلم الخراساني في بداية الأمر يدعو للعلويين، لكنه لما رأى الريح إلى جانب العباسيين انقلب داعية لهم؛ لأنه لا يهمه لون الراية التي يرفعها، إنما يهمه الغاية التي يرمي إليها من ورائها. إنهم يريدون الانتقام والثأر من الأمة التي أنهت دولتهم، وأزالت ملكهم. ولذلك حينما جاء المغول كانوا أول الداعين لهم، والمقاتلين تحت رايتهم. وظلوا يتآمرون، وإلى اليوم. ولا زالت إيران تتآمر على العرب والمسلمين ما هو عمل إيران اليوم؟ هل بقي أحد لا يدرك أن إيران تمارس دور المنسق للمؤامرة اليهودية الأمريكية، وتستغل ذلك لصالح مشروعها الإمبراطوري، وإن تظاهرت بغيره من الشعارات. عملت إيران مع الروس ضد الشعب الأفغاني، ومعها شيعة أفغانستان. وبدلاً من أن يقاتل خميني (نصير المستضعفين في العالم) الكفرة الروس المحتلين، الذين غزوا بلداً مسلماً مجاوراً لإيران، توجه ليغزو العراق البلد المسلم المجاور من الطرف الآخر. وظلت الحرب مستعرة ثماني سنين! وفي سنة (1991)، وبدلاً من أن يقاتل ورثته (الشيطان الأكبر) الذي يحتل مياههم، ويغزو بلاد المسلمين، كانوا بالمرصاد لنا. حتى إذا سنحت الفرصة أدخلوا أفاعيهم إلى العراق ليعيثوا به فساداً. من أشعل نار الحرب ثماني سنين؟ ومع كل هذا يدّعي الفرس كعادتهم دوماً أنهم معتدى عليهم، وأن الحرب أثارها العراق. أما هم فلم يكونوا سوى مدافعين شرفاء عن أرضهم وبلادهم. وكأن خميني لم يرفع من أول يوم وطئت قدمه أرض إيران شعار (تصدير الثورة)! وكان تآمره على العراق، ودعوة الشيعة إلى الخروج على الدولة أمراً علنياً تصدح به إذاعاتهم على رؤوس الأشهاد. وكانوا يعلنون أن طريق تحرير القدس يمر من بغداد. وأوعزوا إلى المقبور باقر الصدر بقيادة المؤامرة عن طريق حزب الدعوة، وبقية " الشلة ". وأعلن وزير الخارجية الإيراني أن العراق جزء من إيران، مثلما يعلنون اليوم أن البحرين محافظة إيرانية. وشهد على مثله أبو الحسن بني صدر أول رئيس إيراني في عهد خميني، وذلك في لقاء لقناة الجزيرة، مجيباً على سؤال: " هل الإمام الخميني كان يحدثك عن العلاقة مع الجوار العربي، مع دول الخليج، هل كانت لديه أطماع في التقدم عسكريا باتجاه الدول من أجل تصدير الثورة مثلاً " ؟فكان جوابه: (لم يحدثني بهذا الموضوعولكنكانهناكمشروعآخر،كانيريد إقامة حزامشيعيللسيطرة على ضفتي العالم الإسلامي. كان هذا الحزام يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان. وعندما يصبح سيداً لهذا الحزام يستخدم النفط وموقع الخليج الفارسي للسيطرة على بقية العالم الإسلامي، كان الخميني مقتنعا بأن الأمريكيين سيسمحون له بتنفيذ ذلك. قلت له بأن الأمريكيين يخدعونك، ورغم نصائحي ونصائح ياسر عرفات الذي جاء ليحذره من نوايا الأمريكيين فإنه لم يكن يريد الاقتناع)([1]). ثم كانت الاعتداءات على المخافر الحدودية. وكلها موثقة لدى هيئة الأمم المتحدة. ثم بدأوا بشن الحرب يوم (4/9/1980). وبقي العراق يحاول دفعها إلى أن اضطر إلى الرد الشامل يوم (22/9/1980). وهو اليوم الذي تصر إيران على أنه يمثل انطلاقة شرارة المعركة. وذلك لأكثر من غاية، أحداها أن هذا اليوم هو اليوم الذي هزمت فيه إمبراطورية فارس بقيادة رستم أمام جيوش الفتح العربي الإسلامي بقيادة سعد، كما جاء في كتاب (القادسية) لأحمد عادل كمال. وعلى افتراض أن العراق هو الذي ابتدأ الحرب ، فإن الحكومة العراقية طالبت بإيقافها من الأسبوع الأول لانطلاقها. وظلت تحاول ذلك طيلة سنوات الحرب الثمانية! وبذلت في سبيل ذلك من الجهود والوساطات ما بذلت، وما تركت جهة مؤثرة إلا وتوسلت بها، ولكن دون جدوى. حتى أيس الملعون بعد هذه السنين الثقيلة الطويلة، واضطر إلى (تجرع كأس السم) كما عبّر هو بلسانه يعني به موافقته على إيقافها! الحرب إذن كانت كأس شهد بالنسبة لخميني، كان يتلذذ بلعقه كل يوم، والسلم كأس سم يتجرعه ولا يكاد يسيغه. والحقيقة أن تلك الحرب ما هي إلا حلقة اعتداء في سلسلة طولها خمسون قرناً متغلغلة في أعماق أعماق التاريخ. إيران وعداوتها ليست وليدة اليوم حتى ننظر إلى ما تفعله منقطعاً عن جذوره. عداوة إيران لنا أبدية، وحقدها دائمي. ولهم معنا ثأر لا تنطفي ناره، ولا يخمد أواره. وملخص دينهم بيتان من الشعر قالهما نصر بن سيار والي الأمويين على خراسان قبيل نهاية الدولة الأموية بقليل. قالهما من قصيدة كتبها وهو يستغيث ويحذر من مؤامرات ، كان يراها بعينيه ويلمسها بيديه: قومٌ يدينونَ ديناً ما سمعتُ بهِ عنِ الرسولِ ولا جاءتْ بهِ الكتبُ إن كنتَ تسألُني عن أصل ِدينهمو فإن دينَهمو أن تُقتلَ العربُ الطابع الحزين للنفسية العراقية نعم..! هذا هو دين إيران، وهذا هو تاريخها معنا! تاريخ مكتوب بالدم، ومعبأ بالحقد، وعقدة الثأر، وشهوة الانتقام. لقد غزتنا شعوب الهضبة الإيرانية مئات المرات، وخلفت وراءها مئات مئات الألوف من الضحايا، وألواناً لا تحصى من الدمار والتخريب. حتى اصطبغت نفوس العراقيين بالحزن، وحناجرهم بالشجن. وأصبح العراقي حزيناً بالطبع. هذا الحزن الموجود في أعماق العراقيين ليس وليد اليوم. لا..! إنه تراكمات الماضي على امتداد القرون والعصور. لذا تجد الإنسان العراقي ميالاً بطبعه إلى دواعي الحزن. يتأثر بالنغمة الحزينة، ويتفاعل مع الكلام الحزين. حتى عرف منه ذلك الطبع أساطين التآمر والسياسة الفارسية، فصاروا يقتلونه من جهة، وينوحون له - وليس عليه - ويبكون له، ويعزفون على وتر الحزن من جهة أخرى. حتى يقودوه بسلاسة إلى ما يريدون. وما القراءات الفلكلورية المسماة بـ(الحسينية)، ومظاهر الحزن والعزاء إلا وسيلة ماكرة لإدامة مشاعر جماهير هذا الشعب المنكوب الحزين، من أجل توجيهها إلى الهدف المقصود. موجز تاريخ الصراع القديم هذه جولة قصيرة سريعة أحاول أن ألخص فيها أبعاد هذا التاريخ الدامي؛ لنعرف أن إيران لم يتغير منها بعد الإسلام إلا القشور والشكليات. ولنمسك بالخيط - كما يقال – من أوله. لكن هذا التاريخ طويل، فليس من اليسير أن نلخصه في ساعة من الزمن أو ساعتين. غير أني أحاول ذلك قدر الإمكان. يمكن أن نقسم هذا التاريخ إلى ثلاث مراحل: 1. مرحلة التاريخ القديم. وهي المرحلة التي سبقت احتلال بابل سنة (539) ق.م. وكانت تحكم العراق فيها حكومات وطنية. يتخللها غزو إيراني، لا يطول كما طال في المرحلة الثانية. يهجمون فيه على العراق، يخربون ما يخربون، ويبقون مدة ربما امتدت إلى عشرات السنين، حتى يأتي ملك قوي فيطردهم. وهكذا في حركة مد وجزر. على معادلة: حاكم ضعيف، فتفرق وانقسام؛ يدخل الإيرانيون مخربين. حاكم قوي يوحد العراقيين؛ يخرج الإيرانيون مطرودين. هذه قاعدة مطردة لا تقبل الاستثناء على مدى التاريخ. 2. مرحلة الاحتلال الطويل من سنة (539) ق.م. إلى سنة (636) ب.م. عند هزيمة الفرس على يد العرب المسلمين. 3. مرحلة ما بعد الإسلام 1. مرحلة التاريخ القديم حتى سنة (539) ق.م · سرجون الأكدي وأول دولة عراقية موحدة عام (2370) ق.م في الماضي القديم كان العراق تحكمه ما يسمى بـ"دويلات المدن". دويلات كثيرة عبارة عن مدن صغيرة. كل مدينة لها سور ونظام وتقويم وجيش. حتى جاء من وسط العراق من المحمودية - وتحديداً من منطقة (سبار) في اليوسفية - قائد كبير يدعى (سرجون الأكدي). هدم الأسوار، ودمج المدن، ووحد التقاويم. وأنشأ جيشاً قوياً موحداً على أساس الخدمة العسكرية الإلزامية، وأسس أول دولة وطنية موحدة في تاريخ العراق، سماها دولة (أكد وسومر). فتوحد العراق شمالاً وجنوباً. وسمى سرجون نفسه باسم، له معنى عميق، هو (ملك كيش وقاهر عيلام). كان هذا عام 2370 ق.م . أي إن عيلام كانت تعتدي على العراق قبل ذلك التاريخ! وإلا لما سمى نفسه (قاهر عيلام). وتأملوا العنجهية في هذا الاسم (عيلام)، ولفظه باللغة الإيرانية القديمة (هال تام تي) ومعناها بلغتهم (بلد السيد). فهم وحدهم السادة. أما البقية فكلهم عبيد! هذا جذر كلمة (السيد) في التراث الشيعي. وهي تختلف في مدلولها عن كلمة (السيد) في اللغة والموروث العربي. بعدسرجونالأكديعاود العيلاميون الاعتداء على العراق. حتى جاء حفيده (نرام سين)، الذي سمى نفسه (ملك العالم) أو (ملك الجهات الأربع)، في دولة كبيرة موحدة امتدت حتى بلغت البحر الأبيض المتوسط. فقاتل العيلاميين وانتصر عليهم. ليكتب مع ملوك عيلام معاهدة صلح وسلام. · الكوتيون وأول فترة مظلمة في تاريخ العراق جاء بعد نرام سين ملوك ضعفاء، فاستغل الإيرانيون ضعفهم، ليدخلوا العراق من الشمال. دخلته قبائل هوجاء تدعى بـ(الكوتيين). واستمروا في احتلاله (125) سنة. ومر العراق في أول فترة مظلمة مسجلة في تأريخه. · أوتوحيكاليقودأولحربتحرير وطنية في التاريخ حتى جاء زعيم سومري كبير، هو (أوتوحيكال)، ليقود أول حرب تحرير شاملة في تاريخ العراق. فكان سرجون الأكدي مؤسس أول وحدة وطنية في تاريخ العراق. وأوتوحيكال السومري أولمحرر، يقود حرب تحرير وطنية في تاريخه. بينما كانت أول فترة مظلمة مرت في تاريخ العراق من صنع إيران. أقبل هذا القائد السومري من الوركاء في الناصرية، وحرر العراق من أولئك الغزاة المتخلفين. كان ذلك عام (2100) ق.م . وكتب في مسلته يصف الإنسان الكوتي يقول: (ملأ بلاد سومر بالعداوة، وأبعد الزوج عن زوجته، وأبعد الطفل عن أبيه. وأقام في البلاد العداوة والعصيان). أليست هذه هي الصفات نفسها التي يتمتع بها الإيراني اليوم، وسليله المتشيع بدينه؟ والأفعال المجرمة نفسها التي تمارسها الأحزاب والمليشيات والمعممون والجمهور المغفل التابع لعملاء إيران؟! أجل..! التاريخ يعيد نفسه؛ لأننا لا نقرأه، ولا نعتبر بما نقرأ، إن قرأنا. لو قرأنا التاريخ جيداً مرة، لما أحوجناه إلى أن يقرأنا في كل مرة. · أورنمو وتجارب الإحسان الفاشلة بعد ذلك جاءت سلالة سومرية بدأها ملك معروف اسمه (أورنمو). حاولت هذه السلالة أن تبدأ مع العيلاميين صفحة جديدة. جربوا معهم لغة الود والإحسان أملاً بأن تنطفىء في نفوسهم جذوة الحقد والعداوة. رغم أنهم هزموا عيلام، ودخلوا عاصمتها سوسة. فماذا فعلوا؟ فعلوا كل ما بوسعهم أن يفعلوه من بوادر التقرب، والتودد، حتى إنهم زوجوا الأميرات السومريات لملوك عيلام!!! فماذا كان الرد جزاء هذا الإحسان ؟ بعد أقل من · قرن دخل العيلاميون أور عاصمة سومر! وذلك سنة (2006) ق.م. ودمروها وأحرقوها وأسكتوها، وإلى الأبد. لم يكتفوا بهذا بل أخذوا الملك السومري (آبي سين) - وهو صهرهم - أسيراً إلى إيران، وبقي في زنازين القهر هناك حتى مات. أما سكان أور فقد عاثوا فيهم تقتيلاً وتمثيلاً، رجالاً ونساء وأطفالاً. كانوا يقتلونهم ويلقون بجثثهم في النهر. حتى صارت جثثهم تطفو على سطح النهر كما تطفو الأسماكوتغطيسطحالماء من كثرتها! ولم تسلم حتى المعابد من التخريب والحرق والتهديم! وهكذا يعيد التاريخ نفسه! السومريون كانوا إذا دخلوا عيلام بنوا معابدها، وأقاموا علاقات طيبة مع كهنتها وسدنتها. فقبل (70) سنة من تدمير أور، دخل الملك السومري شولكي (ابن أورمنو) بلاد عيلام فاتحاً، فماذا فعل؟ بنى لهم المعابد، وكرم الكهنة، وأقام معهم علاقات طيبة. لكنهم حينما يدخلون بابل أو أور يهدمون المعابد، ويحرقونها. وهكذا فعل الصفويون في المرتين اللتين احتلوا فيهما بغداد. وهكذا هم يفعلون اليوم بمساجدنا. وكانت الكارثة التي تعرضت لها أور مروعة بحيث كان العراقيون لهولها وشدتها وكارثيتها يقيمون لها مناحات كل عام، استمرت مئات السنين. يذكرون بها قتلاهم، ويبكون على الملك السومري (آبي سين). الذي يصفونه في إحدى المناحات المسجلة على الرقوم الأثرية بـ(أنه كالطير الذي هجر عشه، وكالغريب الذي لا عودة له إلى أهله). بعد (13) سنة بدأت حرب تحرير استمرت (8) سنوات تمكن العراقيون خلالها من دحر العيلاميين، ودخلوا عاصمتهم (سوسة)، أي بعد (21) سنةمن الاحتلال. فماذا فعل القائد العراقي المنتصر؟ زوج ابنته من أحد ملوكها!! (ترضوي للعظم!!!). فهل أجدت هذه الأفعال شيئاً؟ أبداً ! لقد استمر الإيرانيون بالتنكر لها، ولم يتركوا فرصة لغزو العراق إلا واغتنموها. وعملوا على تجزئته وإثارة الحرب الطائفية بين أبناء البلد الواحد. · حمورابي يوحد العراق ويحرره من الاحتلال حتى جاء الملك حمورابي، فوجد العراق على هذه الحال. فلم يكن أمامه إلا أن يعقد العزم على العمل في سبيل توحيده. في الوقت الذي عقد الإيرانيون حلفاً مع ملكة كردستان ومع الملك آشور وشمال سوريا، ومع ملك ديالى، ودفعوهم لقتال حمورابي في بابل. لكن حمورابي تمكن من دحرهم جميعا وانتصر عليهم. وألجأ العيلاميين إلى هضبة بلادهم. كان هذا عام (1774) ق.م. · ويضعف الحاكم في العراق فتعود إيران من جديد ولكن - وكالعادة - يرجع العيلاميون في اللحظة السانحة – أي عندما يضعف العراق - ليحتلوه، ويعيثوا في ربوعه خراباً وتتدميراً. كما حصل في عهد حفيد حمورابي. حين احتلوا العراق وضربوا مدنه، ونهبوا كنوزه ومسلاته وآثاره. وهتكوا أعراض النساء في جميع المدن التي احتلوها. وكان الخراب مروعا.ً كان ذلك بعد (250) سنة من تخريب أور. كان خراباً يشابه ذلك الخراب! بحيث ظلت ذكراه عالقة في أذهان العراقيين أكثر من (1000) سنة! تصوروا كيف أن ملك آشور (آشور بانيبال)الذيجاءبعد(1000)عامقاتلالإيرانيينوانتصر عليهم ليكتب في مسلةالنصر أنه ثأر وانتقم للعراقيين الذين قتلوا وانتهكت أعراضهم في عهد حفيد حمورابي. حوادث كثيرة مثل هذه، وكوارث مروعة أصابت العراق على يد إيران! يذكرالتاريخ أنه سنة (1230) ق.م – وهذه أختزل بها تاريخ 500 سنة من علاقات الصراع - هجم العيلاميون على مدينة (نُفَّر) في الجنوب وقتلوا جميع رجالها! ثم توجهوا إلى مدينة (الدير) في البصرة ليقتلوا الشيوخ وينتهكوا الأعراض ويأسروا النساء ويهدموا الدور ويخربوا المعابد. ويلملم العراقيون جراحهم – كالعادة – فبعد أربع سنوات استطاع ملك عراقي كبير هو (توكالتي) الأول أن يطرد العيلاميين ويدخل عاصمتهم سوسة. واستطاع أن يسكتها مدة (60) سنة. لكنها بعد هذه المدة عادت لتغزو العراق بقيادة ملكها (شوترك نوخانتي)، الذي دخل بابل فدمرها تدميراً بحيث ساوى بناياتها ودورها ومعابدها جميعا بالأرض! هكذا..! خراب شامل كامل! ما هذا الحقد؟! وسرق مسلة حمورابي، ونهب كنوز العراق. كما سرق مسلة الملك (نرام سين) في منطقة سبار أبو حبة في اليوسفية ومعها (3,5) طن من الذهب. ثم صعد شمالاً إلى عكركوف ونهب منها (14,5) طن من الفضة. ثم جاء من بعده ابنه (كوتر نوخانتي). وهذا ارتكب من الجرائم ما فاقت جرائم أبيه، كما ورد في كتابات (نبو خذ نصر الأول). · نبو خذ نصّر الأول (1150) ق.م جاء الملك نبو خذ نصر الأول سنة (1115) ق.م – أي بعد حمورابي بـ650 سنة - ليجد الإيرانيين يسرحون ويمرحون يعيثون فساداً في العراق. فقاد حرب تحرير ضدهم في حملتين عسكريتين. الحملة الأولى سنة (1115) فشلت رغم أنه قادها بنفسه. لكنه أعاد الكرة بعد (5) سنوات في حملة مباغتة فاجأهم بها في شهر الحر تموز، واستطاع أن يهزمهم ويلاحقهم إلى عاصمتهم فيدخلها، ويعيد ما سلبوه ونهبوه من كنوز العراق. وكان هذا النصر حاسما كما يذكر في التاريخ حتى إن عيلام قد سكتت من بعدها زمناً طويلاً. ولكن ريثما تحين الفرصة! فإن أنظارهم دائماً مشدودة إلى الغرب، إلى العراق. وهكذا تكرر الغزو، وتكرر الدمار، طبقاً للمعادلة التي ذكرتها في بداية المقالة، والتي لم تقبل الاستثناء يوماً قط . · الملكةسميراميسعلىخطىنبوخذنصر وحمورابي ففي زمن الآشوريين اغتنموا فرصة وفاة أحد ملوكهم الذي ترك على العرش ولده الصغير (أدد نراري) وعمره (10) سنوات فكانت أمه هي الوصية على العرش. كانت فرصة ذهبية لا تعوض بالنسبة للإيرانييين: ملك صغير، وامرأة حسبوها ضعيفة! فدخلوا العراق من طرفه الشمالي. لكن تلك المرأة العراقية أثبتت أنها عراقية، وأنها قوية. فأعلنت نفسها ملكة، وجردت حملة عسكرية قادتها بنفسها، وقاتلت الإيرانيين وانتصرت عليهم، وطاردتهم إلى تخوم بلادهم. إنها الملكة الآشورية.... (سميراميس)!!! · القتال بالنيابة ويتكرر المسلسل بعد حين! وتتكرر الأحداث، ويمسي الحديث عنها مليلاً. لا يعني إلا المتخصصين. لكن لا بأس أن نحاول الحديث من زاوية أخرى. زاوية القتال بالنيابة حين يعجز الإيراني عن القتال بنفسه! فمثلاً حينما غزا الإرمينيون العراق وقفوا معهم. كذلك شجعوا الحركات الانفصالية كما في عهد الملك الآشوري سرجون الثاني في سنة (705) ق.م شجعوا زعيما من جنوب العراق اسمه (مردوخ بلادان) - وهو رئيس قبيلة كلدانية - على الانفصال وأمدوه بالمال والسلاح والرجال. وقامت بين الملك الآشوري وهذا الانفصالي معركة في منطقة (الدير)، ولم تكن حاسمة، فاستمر هذا الملك الانفصالي حتى مات الملك الآشوري. وجاء بعده (سنحاريب). فكان أول عمل قام به بعد توليه العرش أن جرد حملة بقياده رئيس حرسه الخاص و (11) قائداً معه، توجهوا إلى هذا الخائن وقاتلوه في موقعتين: واحدة في (كيش) ببابل، والثانية ببابل أيضاً في منطقة (كوثا) التي تعرف اليوم بـ(جبلة)، وكسروه شر كسرة. وكتب سنحاريب في مسلة النصر أنه قتل معه كثيراًمنالعيلاميين.(الانتفاضة الشغبانية بثوب آخر). عاد سنحاريب إلى نينوى، وترك مكان هذا الخائن ملكاً آخر في بابل. لكن الإيرانيين استطاعوا أن يستزلوه، ويتآمروا معه لينفصل ويعلن الثورة على سنحاريب، ويفصل العراق جنوبه عن شماله. فقرر سنحاريب أن يقطع رأس الأفعى نفسها. فجرد حملتين: واحدة نهرية أو بحرية، والأخرى برية. التقتا في جنوب العراق. ومن هناك قاد الحملتين بنفسه ووصل عيلام عن طريق نهر الكارون. فماذا فعل العيلاميون؟ تركوه هناك والتفوا على العراق ليغزوا العاصمة آشور. وأرسلوا قسماً من جيشهم إلى سبار في اليوسفية. فذبحوا أهلها. وتمكنوا من الاتصال بأحد الطامحين للحكم، ويدعى (نركال)، فأعلن استقلاله عن آشور، وسيطر على مدينة نفر والوركاء في الجنوب! لكن سنحاريب تمكن من مقاتلة هؤلاء، وهزيمتهم جميعاً! وأن يقبض على ابن ملك عيلام ويقتله. بل قبض على الخائن نركال نفسه، وجاء به إلى آشور، ليقتله ويعلق جثته على إحدى بوابات نينوى الرئيسة. ولكن...!!! وكالعادة ظل ملك عيلام يتآمر، ويشجع الانفصاليين، ويشعل مرة أخرى نار معركة كبيرة بين هؤلاء الانفصاليين وبين الدولة المركزية في آشور، شارك ملك عيلام نفسه في هذه المعركة! غير أن سنحاريب تمكن من دحرهم ثانية وسحقهم جميعاً. وانهزم ملك عيلام. وجاء في وصف هزيمته أنه كان يتعثر بجثث جنوده. · الغدر تلك الصفة الملازمة لعلوج إيران هل اتعظ الإيرانيون؟ هل توقفوا؟ هل انتهت العداوة؟ كلا..! والمسلسل نفسه يتكرر في عهد (أسرحدون) بن سنحاريب. وتقع حادثة فيها عبرة، ودلالة على إحدى صفات الفرس المتأصلة فيهم. وهي الغدر وانعدام الوفاء. يوم شجعت عيلام أحد الانفصاليين فخرج على آشور. فشلت مؤامراته فلجأ إليهم. فقام الملك الآشوري أسرحدون بتهديدهم، وكان قوياً فخافوا من تهديده. فكان أن قبض ملك عيلام على هذا الانفصالي الذي لجأ إليه! وحتى يثبت لأسرحدون حسن نيته قام بقتله ووضع الملح على جثته وأرسلها إلى آشور. في المقابل تأملوا فعل العراقيين، وصفة الوفاء المتأصلة فيهم، وعدم تسليم (الدخيل) أو المستجير بهم. في عهد الملك (آشور بانيبال) مات الملك العيلامي (أورتاكو) فتغلب على العرش ملك آخر وطارد أولاده، فاضطروا إلى أن يهربوا هم وحاشيتهم وحرسهم وكثير من الجنود وموظفي البلاط، وبأسلحتهم وخيولهم ويلتجئوا إلى عاصمة الآشوريين. فصار ملك عيلام الجديد يهدد الآشوريين ويطلب منهم تسليم الهاربين. لكن الملك الآشوري لم يكن ليسلمهم – كما هو ديدن الإيراني – فكان ذلك سبباً في أن يغزو العيلاميون العراق. ووقعت عدة معارك. ورغم ذلك لم يسلمهم ملك آشور. وبقوا عنده (10) سنين معززين مكرمين. بعد السنة العاشرة استطاع آشور بانيبال أن يغزو عيلام ويرجع هؤلاء إلى ملكهم وعرشهم وينصبهم هناك. فماذا كان الرد؟ وماذا كان الجزاء؟ في السنة الثانية قاموا بغزو آشور..!!! وهذا هو خلقهم على مر العصور وكر الدهور. خميني الذي آواه العراق (14) سنة. ما إن غادر العراق واستلم مقاليد الحكم حتى قام بغزو العراق! والتاريخ يرينا حلقات المسلسل تتكرر وتتكرر بلا انقطاع! النعمان بن المنذر قتله كسرى برويز، قال له احد أولاده: يا أبي كيف تقتل النعمان وهو الذي أرجع ملكنا ونصب جدنا بهرام على العرش؟ كان بهرام قد مكث في بلاط المنذر والد النعمان في الحيرة سنين طويلة، أرسله والده ليتربى هناك. ولما هلك والده أراد شخص آخر أن يستولي على الملك، وتمكن من الاستيلاء على المدائن. فجهز المنذر حملة عسكرية بقيادة ابنه النعمان قوامها 10,000 فارس. غزوا المدائن ودحروا الملك المتغلب، وأرجعوا بهرام إلى عرشه. حفيد بهرام كسرى برويز قتل النعمان! فقال له: كيف تقتله وهو الذي ارجع ملكنا ونصب بهرام جدنا على العرش؟ فقال له: أنت لا تعرف هذا, هذا عنده طموح بعيد، فنحن قتلناهُ وولينا رجلاً لا يفهم شيئا مكانه. الأخلاق هي الأخلاق! والتاريخ يعيد نفسه. وأخلاقنا هي هي. والأحداث تكرر نفسها. مجمل القول: · إن عداوة إيران لنا عداوة أبدية. · الإحسان لا يغير من المعادلة شيئاً. وليس هو الحل. · لا خيار لنا سوى القوة : فأن كنا أقوياء حفظنا أنفسنا وحمينا منهم بلدنا. وإن كنا ضعفاء تمكنوا منا، واحتلوا أرضنا، وأبادوا شعبنا. · كل الملوك أو الحكام العراقيين المشهورين في التاريخ، قامت شهرتهم على قتال إيران، وحماية العراق منها. فعداوة إيران والعمل ضدها هي مقياس العظمة للحاكم العراقي فعلينا أن نعي الدرس جيداً، حتى لا يتكرر علينا مئات المرات. ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين). فاعتبروا يا أولي الأبصار . 2. مرحلة الاحتلال الطويل (539 ق.م - 636 ب.م) عام (539) ق.م والتحول التاريخي الكبير في هذا العام حصل تحول كبير، وابتدأ تغير خطير في تاريخ العراق، وطبيعة العلاقة الإيرانية - العراقية. في هذا العام تمت المؤامرة اليهودية الفارسية، وتمكن ابن اليهودية إمبراطور إيران (كورش الإخميني) من هزيمة العراقيين، والتغلب عليهم، ودخول عاصمة دولتهم مدينة بابل. بعد أن دخل العراق من شماله، ليكتسح أمامه ما مر به من مناطق، فيحرق ما يحرق، ويدمر ما يدمر. ومن ضمن الذين أحرقهم أهالي مدينة (اليوسفية). وهي إحدى نواحي مدينتي (المحمودية). واعتماداً على دلالة الأسماء ومسمياتها، وعادة الملوك في تسمية المناطق والأشياء بأسمائهم، أستطيع القول: إن المحرقة وقعت تحديداً في المنطقة التي تدعى اليوم بـ(كويرش). وهي قرية معروفة في ناحية اليوسفية. وكويرش مصغر كورش. المشكلة أننا ننسى، لكنهم لا ينسون. إن كثيراً من مدننا ومعالمنا العراقية لا زالت تحمل بصمات أسمائهم: الرستمية – نسبة إلى القائد الفارسي رستم - في بغداد. وشهربان - نسبة إلى اسم الملكة الفارسية (شهربانو) - في ديالى. ونهر ابن العلقمي، وشارع الطوسي... وغيرها، وغيرها، كلها أسماء فارسية، اعتدنا عليها دون أن تثير انتباهنا! وهكذا دخل كورش العاصمة بابل، واحتل الفرس العراق احتلالاً دام مدة (1180) سنة - تخللها الاحتلال اليوناني الذي استمر أقل من قرنين - حتى جاء الإسلام فتحرر على يد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه. توالت على حكم العراق في هذه العصور المتطاولة ثلاث سلالات فارسية: الإخمينيون ثم الفرثيون ثم الساسانيون. ماذا تراهم فعلوا في هذه المدد المتطاولة من تدمير وظلم وخراب؟! الفرس الإخمينيون وسياسة الظلم والاستعباد بعد الحرق والتدمير، والتقتيل والتشريد، أطبق الإخمينيون بمخالبهم على حكم العراق حكماً مباشراً ، واستقروا فيه بلا منازع. ، كما احتلوا مناطق شاسعة من أرض العرب. فقد سيطروا على الخليج، ومصر، وشمالي سوريا، وأحكموا قبضتهم على الطرق التجارية، والمنافذ المائية. أما العراق فقد فتحوا أبوابه على مصاريعها أمام موجات استيطانية إيرانية كبيرة. صار فيها الإيراني هو السيد المتصرف في شؤون البلاد والعباد. وصار العراقي فيها هو الخادم والعبد الذليل، الذي يخدم في بيوت الإيرانيين، وفي بلاط ملوكهم. واستولى المحتلون على كثير من الأراضي، ووزعوها على الجنود. بحيث لم يبق جندي إيراني إلا واستولى على أرض له في العراق. ناهيك عن الموظفين، والحكام، والملوك، والأمراء والأميرات، والملوك والملكات! حتى ملك مصر الفارسي (أرشان)، كانت له مقاطعات في مدينة أربيل، وله ماشية في مدينة نفر في الناصرية! وكان الإيرانيون يبنون القصور الفارهة، ويزرعون البساتين الواسعة على أجساد العراقيين. وأثقل كاهل المواطن العراقي بضرائب، وضرائب لا تخطر على بال. فرض الملك الفارسي على أهل بابل ضرائب سنوية. فكان عليهم أن يقدموا (30) ثلاثين طناً ونصف طن من الذهب! و(500) خمسمائة شاب يخدم في البلاط. وعليهم أن يقدموا كل عام أيضاً (800) ثمانمائة حصان و(1600) ألفاً وستمائة فرس. وعليهم أيضا أن يدفعوا مصاريف الجيش والبلاط لمدة (4) أربعة أشهر كل عام. وكان مرزبان (حاكم) بابل الفارسي يقدم له أهل بابل يومياً كومة من الفضة . سوى (4) أربع قرى أعفيت من هذه الضريبة. هل تدري لماذا؟! لقد كان عند هذا الملك الطاغوت كلاب هندية، سلمها لهذه القرى تعتني بها وتطعمها؛ فكان هذا سبب خلاصهم من هذه الضريبة الظالمة! هذه قيمة أهل العراق عند طواغيت إيران..! وكان على كل شيء ضريبة! الحنطة، الخردل. حتى استعمال النهر لأي غرض من الأغراض! وتدخل أي بوابة من بوابات المدينة فلا تجتازها حتى تدفع ضريبة! وكانوا يسخرون أهل العراق في كري الأنهار وتنظيفها سخرة بلا مقابل. فكان من العراقيين من يموت من شدة التعب والجوع، ومنهم من يهرب من العسف والظلم والاضطهاد. ويشتد الفقر والجوع بأحدهم فماذا يفعل؟ يضطر إلى رهن أرضه. ويعجز عن تسديد الرهن فيبيع الأرض. وينفد ثمنها فماذا يصنع؟ يضطر إلى بيع أولاده وبناته عبيداً!! ووصل ظلم الإخمينيين بأهل بابل، أنهم صاروا يأخذون كل امرأة غير متزوجة إلى إيران، تخدم هناك فلا تعود إلى أهلها أبداً! فماذا كان يفعل أهل بابل ليتفادوا هذا الفعل الشنيع؟ صاروا يعرضون بناتهم في مزاد علني للزواج!! وطبقاً لطبيعة الحال فإن الجميلة تجد من يتزوجها ويدفع لها مهراً، أما غير الجميلة فالفرصة أمامها محدودة؛ فهي مهددة بالسبي والأخذ إلى مجاهل إيران تخدم في بيوت الإيرانيين. فاتفق أهل بابل فيما بينهم على إعطاء مهر الجميلة لغير الجميلة حتى تدفع لنفسها مهراً لمن يتزوجها! فكانت مهور الجميلات تعطى لغير الجميلات حتى تجد من يتزوجها ويدفع عنها هذا الحيف الذي لا يطاق. واستمر هذا التدهور، وهذه المعاناة مئات من السنين..! كان هناك فساد إداري كبير. عمت الرشاوى، وانتشر الربا. كان المرابي الإيراني يفرض فائدة ربوية تصل قيمتها إلى (40%)..! وربط العراق بإيران، فصار مقاطعة، أو ولاية تابعة لفارس. ثورات بابلية لم يكتب لها النجاح كان العراقيون يتململون، ويحاولون عبثاً الخلاص باستمرار. فعملوا ثورات عديدة. كان أبرزها ثورتان قام بهما عراقيان من أهل بابل. أحدهما اسمه (نادين تبيري)، والآخر اسمه (أراكوس). نادين تبيري هذا استغل اضطرابا سياسياً في مملكة إيران، جاء فيه (داريوس الاول) بانقلاب الى سدة الحكم. فاستغل أهل بابل الأوضاع وثاروا بقيادة هذا الرجل، الذي لقب بـ(نبو خذ نصر الثالث). قام هذا القائد بتجييش الجيوش، وقطع القنوات، وعمل على تحصين أسوار بابل المهدمة المخربة. لكن داريوس غزاه بنفسه وهزمه في معركتين كبيرتين راح فيهما مئات الضحايا، فانسحب العراقيون بعد هاتين المعركيتن إلى داخل الأسوار، التي حاولوا ترميمها وتقويتها. وخزنوا الأطعمة والمياه من أجل إطالة أمد المقاومة. وصمدوا رغم التفوق الإيراني طويلاً. ولم يستطع داريوس أن يدخل بابل إلا بحيلة عجيبة! وهذا هو شأن الإيرانيين. فماذا فعل داريوس؟ جاء بأحد قواده المعروفين واسمه (زوبيروس): صلم أُذنيه، وجدع انفه ثم ضربه ضربا مبرحاً! وتركه يتظاهر بالهرب إلى أسوار بابل. وانخدع أهل بابل بهذه الحيلة، وانطلت عليهم، فاستقبلوه بالترحاب والتقدير (وهذه هي مشكلتنا دائماً: قلوبنا طيبة.. ننخدع سريعاً) حتى إنهم سلموه قيادة فرقة من الجيش! فاستطاع بذلك أن يعمل ثغرة في جانب من جوانب السور. وهكذا دخل الجيش الفارسي بابل، ليعمل بأهلها ما يعمل من التقتيل والتخريب والتشريد. واستمرت الثورات.. إلى أن جاء الرجل المسمى (أراكوس). نصبه أهل بابل ملكاً ولقبوه بلقب (نبو خذ نصر الرابع)، وقاموا بثورة حاولوا من خلالها طرد المحتل الإيراني. لكن الإيرانيين استطاعوا أن يخمدوا هذه الثورة. ونكلوا بأهل بابل. وكان أحد صور هذا التكيل أنهم أخذوا منهم ثلاثة آلاف شاب، قتلوهم جميعاً..! وعلقوهم على أسوار بابل. واستمر الاخمينيون في حكمهم للعراق على هذه الشاكلة (208) سنين..!!! كان هذا قبل خمسة وعشرين قرناً. واليوم جاءونا، بعد هذه المدد المتطاولة.. ما تبدل منهم شيء، حتى أسماؤهم! حينما دخل الخميني ايران كان هناك رئيس وزراء يحكم ماذا كان اسمه؟ اسمه (شابور بختيار). شابور هو نفسه سابور او شابور ذو الاكتاف الساساني. وهو نفسه موفق الربيعي الذي اسمه كريم شابور، ماذا فعل ذلك الشابور الساساني؟ لقد خلع أكتاف العرب.. خمسين ألف عربي خلع أكتافهم. كيف؟ كان يربط يد أحدهم بفرس، واليد الأخرى بفرس أخرى، ثم يسوق كل واحدة منهما في اتجاه، ويخلع أكتافهم بهذه الطريقة البشعة! الشيء نفسه فعله الخميني بأسرانا..! الفرس الفرثيون وسياسة الاحتواء استمر العرب بثوراتهم في وجه الاحتلال الإيراني، في العراق، وفي مصر وغيرهما من بلاد العرب، لكنها لم تنجح. حتى جاء (الفرثيون). وهم سلالة فارسية أخرى. وبسبب من هذه الثورات حاول الفرثيون أن يغيروا شيئا من سياسة أسلافهم، ويتبعوا سياسة أخرى هي سياسة الاحتواء والمداراة. استمر ملك الفرثيين أربعة قرون، تنفست فيها أرض العرب، وأرض الرافدين شيئا ما. وأنشئت بعض المدن والممالك، وقامت بعض الحضارات. مثل: مملكة ميسان في جنوبي العراق، وتسمى ملكها باسم ملك العرب. وقامت في الخليج مدينة (الجرهاء). وفي جنوبي الموصل ظهرت مملكة (الحضر) في القرن الأول الميلادي. كما ظهرت في سوريا مملكة (تدمر). حتى جاء الفرس الساسانيون، فأزاحوا الفرثيين متبعين أسلوب الغدر، وحلوا محلهم في حكم البلاد. الفرس الساسانيون وسياسة الحقد الديني ينتسب الساسانيون إلى جدهم الأعلى ( ساسان ). وساسان هذا هو الكاهن الأكبر لبيت النار في مدينة (اصطخر) الفارسية. كان له ولدان: احدهما اسمه (شابور) والآخر اسمه (أردشير). استطاع هذا الكاهن بنفوذه الديني أن يحصل لهما على مناصب عسكرية وإدارية كبيرة في الامبراطورية الفرثية. تمكنا بها من السيطرة على المقاطعات التي صاروا يحكموها. ثم اختلف شابور وأردشير فيما بينهما. واستطاع الأخير أن يحسم الوضع لصالحه، ثم يكون جيشا كبيراً، غزا به عاصمة الفرثيين في العراق. وذلك في عام (226) ب.م. وانتهت المعركة بقتل (أردوان الخامس) إمبراطور الفرثيين. فنصب أردشير نفسه مكانه، وأسس الإمبراطورية الساسانية التي استمرت في الحكم حتى مجيء الإسلام. أي إن حكمهم استمر (400) سنة تقريبا. غيّر الساسانيون من سياسة أسلافهم، ورجعوا هؤلاء إلى سياسة الإخمينيين التعسفية، مدعين أنهم الورثة الشرعيون للإخمينيين. ودفعوا بتاريخ الحقد دفعة كبيرة إلى الأمام. كما أضافوا إلى عقائدهم البالية بلية جديدة. حين استغلوا كون أبيهم (ساسان) هو كاهن النار فمنحوا حكمهم صبغة دينية، متخذين من هذه الصبغة مستنداً شرعياً لحصر الحكم في عائلتهم وسلالتهم. فتعقدت العقائد في زمانهم أكثر مما كانت عليه. لقد أشاعوا بين الناس أنهم يحكمون باسم الإله، فالحكم بالنسبة إليهم هو حق ديني إلهي. واستمر هذا التثقيف مئات السنين، فصار الإيراني بعدها لا يفرق بين الملك العادي والإنسان المقدس. لقد صار الملك في عقيدة الفرد الإيراني إنساناً مقدساً، يجري في دمه عنصر إلهي. وصار البيت المالك عندهم هو البيت المقدس نفسه. وبيت المالك هو بيت الدين. فلا يجوز أن يخرج الملك عن هذا البيت. من هنا اختلط الدين بالملك، والملك بالدين عند الفرس. وكلا الأمرين تمثلهما عائلة واحدة تتوارث الملك، وتتوارث التقديس. هذا هو التغيير العقائدي الكبير الذي حصل إبّان حكم الساسانيين. جذور عقيدة (الإمامة) الشيعية هنا يكمن سر عقيدة (الإمامة) الشيعية، وهذه هي جذورها، ومن هنا نبتت أصولها.. من ساسان كاهن النار، أو كاهن بيت النار الفارسي!!! من هنا بدأ تاريخ التشيع الفارسي، وتسلل إلى محيطنا. بعد موت النبي e دخل الإسلام بلاد فارس. لكن الإيرانيين لم يدخلوا في الإسلام بالطريقة نفسها التي دخل فيها العرب. فالعرب لم تكن لديهم هذه العقيدة اللاهوتية في ملوكهم ورؤساء قبائلهم. والعرب لم يدخل عمومهم في الإسلام جملة واحدة، إنما استمرت دعوة الرسول e بينهم قرابة ربع قرن، فكان دخولهم فيه عن قناعة وطول تفكير ونظر. وساهمت هذه المدة الطويلة في إزالة ما كانوا عليه من عقائد باطلة من عقولهم ونفوسهم. ثم إن عقائد العرب كانت بسيطة، وليست معقدة كعقائد غيرهم من الأُمم. أما الفرس فلم يدخلوا في الإسلام عن طريق الدعوة الطويلة المدى. إنما دخلوا فيه جملة، وبسرعة، وعلى ما هم عليه من عقائد ولوثات دينية معقدة. فكان التغيير في عمومه بسيطاً وقشرياً. دخل الإيراني الإسلام وفي اعتقاده أن بيت الدين وبيت الملك واحد. العائلة المالكة هي العائلة المقدسة. وأن العائلة الدينية هي التي ينبغي أن تحكم. ولا يجوز بحال أن يخرج الحكم والملك منها أبداً. فكان حتمياً عند الإيراني، طبقا لهذه العقيدة المتغلغلة في نفوسهم أن يتولى الحكم أو الملك بعد وفاة النبي e شخص من عائلته وليس من خارجها. فكان علي بن أبي طالب t هو الوحيد الذي يستحق أن يخلف النبي في قيادة الأُمة. كما يجب أن يتسلسل الملك حصراً في ذريته من بعده. إضافة إلى هذا ما أشيع من أن الحسين t تزوج ابنة كسرى فولدت له ابنه علي بن الحسين. فكان الشخص الذي اختلط فيه الدم المقدس من الطرفين: من طرف أمه، ومن طرف أبيه. فانتقلت الإمامة إليه، وبقيت في ذريته، دون ذرية الحسن، التي لا تمتلك هذه المزية حسب اعتقادهم. استغل هذه العقائد الأُسطورية أساطينُ السياسة من العجم، ومن العرب الطامحين في الملك أيضاً. وهكذا التقى الطرفان، فعزفوا على وتر هذه الأُسطورة الاعتقادية، وانطلقوا بها من خراسان حيث الجو الملائم لها، وسهولة تصديق الناس هناك بها. فدعوا إلى الخروج على الأمويين، وطعنوا في شرعية حكمهم على هذا الأساس الباطل. لقد كان شعار العباسيين – ومعهم العلويون - (إلى الرضا من أهل البيت). واستولوا على الملك بحجة أنهم من أهل بيت النبي، على اعتبار أنهم من ذرية العباس عم النبي e . هذا هو التحول الخطير في العقيدة الذي جاء به الساسانيون. وهذه هي آثاره في المستقبل البعيد! وهذه هي إيران في عداوتها الأبدية للعراق. 1. ملاحظة/ سنكمل الكتاب بذكر ما جرى في المرحلة الثالثة: (مرحلة ما بعد الإسلام)، في فرصة قريبة بإذن الله تعالى. 1 - حوار قناة الجزيرة مع أبو الحسن بن الصدر ، الرئيس الأول للجمهورية الإسلامية الإيرانية ، في برنامج زيارة خاصة ، بتاريخ 17/1/2000 .
|
#2
|
|||
|
|||
جزاك الله خير على هذه المعلومات التي بالفعل نجهلها و يجب أن نعلم
أبنائنا من هم المجوس وتاريخهم الاسود و يأخذوا الحذر والحيطه منهم. أكرمك الله في الدنيا والاخرة |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
ليست شبهة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء يقول أن فاطمة خرجت عن حدود الآداب مع زوجها بل حقيقة | موحد مسلم | الشيعة والروافض | 2 | 2020-04-09 11:36 PM |
القول المبين في فلتات الانزع البطين | موحد مسلم | الشيعة والروافض | 7 | 2020-03-05 05:41 PM |
رسول الله الشهيد المسموم / تحقيق مفصل | ابو هديل | الشيعة والروافض | 0 | 2019-10-26 09:37 PM |
فوائد من رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه | معاوية فهمي إبراهيم مصطفى | السير والتاريخ وتراجم الأعلام | 0 | 2019-10-12 09:37 AM |