جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الأدلة العقلية على وجود الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
في الحقيقة الله ليس في حاجة لأن أقوم بالاستدلال على وجوده؛ لأنّ الله قد جعل فطرة الإنسان والجانّ مجبولة على الإقرار بوجوده, فلو ترك الإنسان والجّانّ بغير تدخل من طرف معيّن, نشأ موحّداً لله, لكن التأثيرات الخارجيّة هي التي تؤثّر عليه, وتغيّر من مفاهيمه, وهذا لا يعني أنّه ينشأ حافظاً لأركان الإسلام الخمس, وأركان الإيمان الستّ, وركن الإحسان, ولكنّه سوف ينشأ مؤمن بوجود خالقٍ خلقه؛ لذلك فأنا لست في حاجة لسرد أدلّة ماديّة لإثبات وجود الموجِد, إلّا لدحر تلك التأثيرات الخارجيّة وقمعها. والأدلة التي تدل على وجوده وعظمته كثيرة, وهي كافية شافية, لمن أراد الحقيقة, وسعى إليها, أمّا المتعنتون, والمتكبرون, وأصحاب الأهواء, فلا حيلة فيهم؛ لأنّهم لا يريدون أن يسلموا أصلاً, فمن الأدلة الدالة على وجوده تعالى: أولها: وجود هذا الوجود أعظم شاهدٍ على موجِد الوجود, إذ يستحيل في العقل والمنطق, وجود شيءٍ بغير موجِد, وباختصار فالصنعة تدلّ على الصانع. ثانيها: حدوث هذا الوجود, ومن الأدلة على حدوثه نهايته! وبما أنّ له نهاية, فلابد أن تكون له بداية؛ لأنّ لكل بداية نهاية, فلا توجد نهاية بلا بداية, ولا بداية بلا نهاية, وبداية الوجود ونهايته تأخذ صوراً عِدّة: الصورة الأولى: أنّنا لو تركنا الأشياء دون تدخّل منّا, فإنّها تبلا وتنتهي شيئاً فشيئاً, فلو قمنا بتشييد بيتٍ وتركناه فترة من الزمن, فإنّه سوف يبلى, ولو ترك سنين عديدة, فإنّه سوف ينهار من تلقاء نفسه, ولو تركنا كومة من الحديد الصُلب في ناحية من الأرض فترة من الزمن, فإنّها هي الأخرى سوف تبلى وتصدئ, وشيئاً فشيئاً سوف تهترء وتبلى, ولو نسجنا قطعة قماش أو زوليَّة, وتُرِكا فترة من الزمن, فإنهما سوف يبليان. الصورة الثانية: أنّ الحقيقة تقول بأن الأحياء آخذت بالانقراض, فقد أُكتُشِف أن هناك العديد من أنواع الحيوانات قد انقرضت ولم يعد لها تواجد, وأن العديد من أنواع الحيوانات الأخرى مهدّدة بالانقراض, ولا يستبعد أن تكون هناك أنواعاً عديدة من النباتات هي الأخرى انقرضت أو على وشك الانقراض. إذاً فكل شيءٍ في الطبيعة معرّض للهلاك. الصورة الثالثة: نظام الحياة والموت, وهو نظام يعضد الأدلة القائلة بأنّ الكون له نهاية, فإنّ كلّ وجودٍ له حياة وموت, فالحيوانات والنباتات تحيى من خلال تزاوج الذكور والإناث, أو عن طريق التكاثر العذري للحيوانات, أو التبرعم للنباتات, ثم تكون لها مدّة زمنيّة معيّنة تموت بعدها, لتنشأ حيوانات ونباتات أخرى, لها نفس خصائص وصفات أسلافها, وأي كائن يفقد خصائص البقاء ينقرض وينتهي, فإذا كنّا نجد أن الأحياء لها حياة وموت, فكذلك سائر الموجودات لابد لها من حياة وموت, قياساً؛ وهل الحيوانات والنباتات سوى وجودٌ كسائر الموجودات. فإذا كان لهذا الوجود بداية, فلنا أن نسأل: من الذي بدأه؟ يستحيل أن نقول بأنّ الوجود أوجد نفسه, أو أنّه وجد عن طريق الصدفة, هذا لا يقبل عقلاً. ثالثها: هذا النظام الكوني العجيب, والتوازن الطبيعي المذهل, ينفي وبشكل قاطع, أن يكون هو من نظّم ذاته أو جعلها متوازنة بطبعها. فمن أعجب ما يميّز الوجود, هو النظام الكونيّ البديع, فها أنت ترى أنّ الكواكب تسير في طريق مرسومٍ لها, وهي في حركتها لا تتصادم,؛ لأنّ كل كوكبٍ منها قد جعل له مسلكاً لا يحيد عنه, ثم نحن نرى الشمس والقمر, وحركتهما البديعة, والعجيب أنّهما لم يغيّرا مسارهما منذ وجدا, فإذا هبطت إلى الأرض, ننظر إلى الجبال ما بين أسود وأزرق وأبيض, وإلى الهضاب الحُمر, وإلى التلال, والأودية, والأنهار, والجداول, وإلى السهول, والغابات, وما في ذلك كلّه من ألوان مختلفة بديعة يعجز عن رسمها أحذق الرّسّامين والمصوّرين. ثم انظر كيف أنّ النباتات لمّا كانت في نموٍّ مستمرّ, وجِدَت الحيوانات آكلة الأعشاب لتحدّ من هذا النموِّ المتزايد للنباتات, ولمّا كانت الحيوانات العشبيّة في تكاثر مستمرّ, وجِدَت الحيوانات المفترِسَة, لتحدّ من تكاثرها, ثم الحيوانات المفترسة قصيرة الأعمار, وبما أنّ ضررها متعدّي على الإنسان, أُذِن للإنسان في قتل العادي منها, فكان تكاثرها بذلك محدوداً لا يخلّ بالنظام الطبيعي العامل على حفظ توازن الطبيعة. وربما يسأل سائلٌ: إذا كان الأمر هكذا, فلماذا لم يكن نموّ النباتات بسيطاً ولا حاجة لنا في وجود الحيوانات آكلة الأعشاب والحيوانات المفترسة؟ والجواب: أن النباتات مهما كان نموّها بسيطاً فسوف تتزايد وتنمو حتّى يستفحل أمرها وتغطيّ وجه الأرض, فكان لزاماً وجود كائنات تقتات عليها من أجل العيش. إنّ حوادث الموت الفجائي والسببي, ووقوع المجاعات المهلكة, وقضاء الكائنات بعضها على بعض, كلّ ذلك من أجل توازن الطبيعة, والحيلولة دون استفحال عنصر من عناصر الطبيعة على الأخرى, فالصدفة لا يمكن أن تحدث مثل هذا النظام والتوازن, ولنا أن نسأل: من أوجد هذا النظام والتوازن الطبيعي؟ إنّه لا يمكن أن يختلّ توازن الطبيعة إلّا بتدخل سافرٍ من الإنسان, فالإنسان إذا اقتصد في استهلاك الأرض للزراعة, واقتصر في صيده للحيوانات على ما دعته الضرورة, لن يكون هناك تخلخل في توازن الطبيعة, لكن حتّى تدخّل الإنسان في الطبيعة, ليس له سوى تأثيرٌ وقتي عليها ثم تعود كما كانت. رابعها: أن كلّ شيءٍ في هذا الكون, قد سخّر في خدمة الإنسان, فالكواكب لها وظيفتان علّميّتان هما: علامات يُهتدى بها, وزينة للسماء. وثالثة دينيّة حيث تنصّ المصادر الإسلاميّة على أنّها رجومٌ للشياطين, وسوف يأتي معنا بيان ذلك. فأمّا كون الكواكب علامات يهتدى بها, فهي علامات في ثلاثة مواضع: علامات لمعرفة الاتجاهات الأربع, وعلامات لمعرفة المواسم والفصول, وعلامات لمعرفة الأيّام والشهور. فأمّا كون الكواكب علامات لمعرفة الاتجاهات الأربع, فإن النجم القطبي, يشير دائماً إلى جهة الشمال, ويمكن تمييز النجم القطبي من بين سائر النجوم بكونه أدنى النجوم إلى الأرض. وإذا عرفت اتجاه الشمال سهل عليك معرفة باقي الاتجاهات الأخرى. وأمّا كونها علامات لمعرفة المواسم والفصول, فذلك أنّه لكل فترة زمنيّة على وجه الأرض, يبرز نجمٌ في السماء, وهذا النجم يحمل شكلاً فريداً, وعند خروج هذا النجم يتميّز مناخ الأرض بحالة خاصّة ما دام هذا النجم ساطعاً في السماء. فإذا أفل هذا النجم, زالت هذه الحالة المناخيّة, وبرز نجم آخر وحالة مناخيّة أخرى. وأمّا كونها علامات لمعرفة الأيّام والشهور, فهذا مختصٌّ بكوكب القمر, ذلك أنّ القمر يدور حول الأرض, وله في كل يومٍ منزل معيّن وشكل معيّن, ومن خلال شكله ومنزله من السماء يعرف اليوم الذي يعيشه النّاس, هل هو الأوّل أو الثاني وهكذا, ويستدل بالقمر على معرفة الشهور, وذلك أنّه عند بداية الشهر يكون له شكلٌ معيّن وهيئة معيّنة ووِلادة معيّنة, وعند نهاية الشهر كذلك, إلّا أنهما تختلفان عن بعضهما فيعرف النّاس من خِلال ذلك بداية الشهر ونهايته. والسؤال الذي يطرح نفسه: إنّ الصدفة لا يمكن أن تحدّد وظائف هذه الكواكب ولا يمكن أن تكون هذه الكواكب تبرّعت بخدمة الإنسان مجّاناً؛ لأنّها في الأصل جمادات لا حياة فيها, بقي أن نقول: بأنّ هناك من أسّس هذه الكواكب وأوجدها لخدمة الإنسان, فمن هو الذي قام بذلك؟ وما الذي ميّز الإنسان عن غيره من المخلوقات حتّى يسخّر الكواكب في خدمته؟! خامسها: الإنسان هو الكائن الحيّ الوحيد القادر على استغلال موارد الأرض وثرواتها! فالإنسان يستغلّ الحيوانات لأكل لحومها وشرب ألبانها والاستفادة من جلودها, الإنسان هو الكائن الوحيد الذي لديه القدرة على الزراعة وإنتاج المحاصيل الزراعيّة التي لولا تدخّل الإنسان لكانت كميّة أنتاجها محدودة وقليلة ومبعثرة, الإنسان هو الكائن الوحيد الذي لديه القدرة على استخراج المعادن من بطن الأرض والاستفادة منها, الإنسان هو الكائن الوحيد القادر على صناعة الأشياء واستهلاكها, الإنسان هو الكائن الوحيد الذي لديه القدرة على تشييد العمران وبناء المدن, الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستطيع التفكير وتذليل صعوبات الحياة. ولنا أن نسأل: كيف يكون الإنسان هو الكائن الحيّ الوحيد القادر على الاستفادة من موراد الأرض وثرواتها؟ ولماذا الإنسان وحده؟ لماذا لم تكن هناك حيوانات أخرى لديها القدرة على التفكير واستغلال الأرض مثل الإنسان؟ إذا كان وجود الإنسان والكون صدفة, لماذا لم تصنع الصدف كائنات أخرى لديها نفس القدرة التي لدى الإنسان, وتشارك الإنسان في هذه الثروات الأرضيّة الهائلة؟! سادسها: أنّ العبوديّة فطرة في كلّ نفسٍ بشريَّة, وهذه العبوديّة الكامنة في النفس لا تحتاج سوى من يوجّهها, فهناك من يوجّهها الوجهة الصحيحة وهناك من يوجّهها الوجهة الخاطئة, فتجد هناك من يصرف العبوديّة إلى الله, ومنهم من يصرفها إلى جنس من الحيوانات, وآخرون إلى جنس من الأشجار, وآخرون إلى جنس من الجمادات التي لا حياة فيها, وآخرون يصرفون العبوديّة إلى جنسٍ من البشر, بل حتّى الملاحدة المنكرين لوجود الله يصرفون العبادة للطبيعة وهم لا يشعرون؛ لذلك تجدهم يقدّسون الطبيعة تقديس الموحّدين لربهم وتقديس أهل الآلهة لآلهتهم. إذا علمنا أن العبوديّة إحساسٌ كامنٌ في النفس البشريّة, فيجب أن نسأل أنفسنا سؤالاً: من الذي جعل هذا الإحساس يطغى على البشر إلى الحدّ الذي نجد فيه البشري لا يستطيع أن يحيى بدون آلهة يعبدها؟! لماذا لا يكون الإنسان حرّاً بلا آلهة ولا عبوديّة لغيره؟! سابعها: الرُسُل الذين أرسلهم الله تعالى إلى النّاس, يبشّرونهم به, ويخبرونهم عن موجِدِهِم, وعن سبب وجودهم, وعن ما سوف يؤل له أمرهم. ولولا هؤلاء الرُسُل الذين أرسلهم الله تعالى لم نعرف الله, ولم نهتد إليه, والدليل على صدق هؤلاء الرُسُل أولاً: تباعد أزمنة هؤلاء الرُسُل وأمكنتهم, وتوحّد دعوتهم, واختلاف شرائعهم, ففي تباعد أزمنتهم وأمكنتهم دليلٌ على أنّهم لم يتّفقوا على بثّ هذه الدعوة بين النّاس لغرض ما, وفي توحّد دعوتهم دليل على أن المرسل واحد, وفي اختلاف شرائعهم دليلٌ على أنّهم لم ينقلوا عن بعضهم البعض, وإنّما اختلاف شرائعهم من المُشرِّع الذي شرّع لكل رسولٍ من رُسُله ما يتناسب مع زمانه ومكانه من القوانين. ثانياً: أنّهم لم يطلبوا في دعوتهم حظّاً لأنفسهم, بل كان كلّ جهدهم منصبٌّ على الدعوة إلى الله, فلو كان هؤلاء الرُسُل إنّما قاموا من تلقاء أنفسهم؛ لآثروا أنفسهم بشيء من حظوظ دعوتهم, من مالٍ أو مُلكٍ أو أيّ نوعٍ من أنواع المترفات في الحياة الدُنيا. ثالثاً: أنّهم تحمّلوا المشاق والصعاب, وضحّوا بالغالي والرخيص, في سبيل دعوتهم, وتحمّلوا الضرب والأذى الحسّيّ والمعنوي, دون أن يثنيهم ذلك عن دعوتهم, فدلّ ذلك على أنّهم مبعوثون من الله, الذي لا يستطيعون أن يتخلّصوا من رسالته إلّا بأمرٍ وإذنٍ منه, وهم مع ذلك محبّون له, قادرين على تحمّل الشدائد في سبيله, حبّاً وتعبّداً له. فلو كان هؤلاء الرُسُل قاموا من تلقاء أنفسهم, لصعب عليهم هذا الأمر صعوبة تجعلهم يقعدون عن الاستمرار في الدعوة إليه. رابعاً: أن هؤلاء الرُسُل, لا يأمرون إلّا بخير, ولا ينهون إلّا عن سوء, بل إنّهم لا ينهوك عن أن تسيء إلى الآخرين وحسب, بل حتّى أن تسيء إلى نفسك. نهو عن اللواط, والزِنا, والرِبا, والسَرِقة, والغشّ, والخداع. ونهوك عن أن تؤذي نفسك, بقتل, أو بشرب خمر, أو بأكل ما يضرّ جسدك أو يهلكه! ولنا أن نسأل سؤالاً: ما الدافع لهؤلاء الرُسُل لكي يهتمّوا لشأنك أو شأن الآخرين؟ أيهلك هؤلاء الرِجال أنفسهم من أجل صلاح المجتمعات بدون مقابل؟! ثامنها: أنّنا وجدنا أن كل من لم يتلزم بالشريعة الإلهيّة الإسلاميّة فهو عرضة للعقوبة الإلهيّة, سواء كان من المسلمين, أو الكافرين, بل العقوبة على المسلم الذي لا يلتزم بأحكام الشريعة أشدّ, وهي في حق المسلم, تطهير, بينما في حق الكافر, عقوبة مؤجّلة, ولعل سائلاً يقول: كيف هذا؟ والجواب: أنّه في الشريعة الإسلاميّة هناك مباحات وهناك محرّمات, فكل من تمادى في ارتكاب المحرّمات ففي الغالب تقع له مصيبة حسّية أو معنويّة, وانظر إلى الإسلام كيف أنّه حرّم الزِنا, فلمّا لم يتورّع النّاس عنه أصيبوا بالأمراض الخبيثة الفتّاكة, وكذلك إذ لم يتقيّدوا بشرائعه, فإن أي شريعة يضعها البشر تكون قاصرة عن تنظيم النّاس, وانظر إلى أن الدول الإسلاميّة هي أقلّ الدول من ناحية الإصابة بالأمراض الجنسيّة الخبيثة, كما أنّها أقل الدول في وقوع الجرائم وما شابه ذلك, بل انظر إلى ما يصيب البلدان التي لا تطبّق الشريعة الإسلاميّة تجدها عرضة للمحن من زلازل وأعاصير مدمّرة وفيضانات إلى غير ذلك ممّا الدول المطبقة للشريعة الإسلاميّة في منأً عنه, وإذا لحقهم من ذلك شيء لم يلحقهم سوى الشيء البسيط على قدر ما ارتكبوا من الخطيئة, وكل ما زاد تمسّك قومٍ بالشريعة الإسلاميّة كلّما كان حالهم أفضل ومعيشتهم أفضل, وهذا شيء مشاهد ومجرّب. تاسعها: هي ذات الشريعة نفسها, وهي الشريعة الإسلاميّة, فإنّك إذا اطّلعت عليها وجدتها أكمل الشرائع, فهي لا تأمرك إلّا بخير ولا تنهاك إلّا عن الشرّ, وربما نهتك عن شيء تحبه ولكنّه خير لك في دنياك ومعيشتك, فهي تنهاك عن الخمر مع حبّ النّاس له؛ وذلك لأنّه يذهب العقل وبذلك يساهم في وقوع الجرائم, وتحرّم عليك الزنا, وهو لذيذ ومحبّبٌ إلى النفس؛ وذلك لما يحدثه من انتهاك للأعراض, واختلاط في الأنساب, وتفشٍّ للأمراض, وقس على هذا سائر شرائعه تجدها كلّها خير. فمن الذي وضع هذه الشريعة الكاملة؟ ومن الذي عرف المضرّات فنهى النّاس عنها؟ وهنا أمران: الأوّل: أنّ هذه الشريعة, دالّة على من وضعها, والذي وضعها, له من الحكمة, والقدرة, والعلم, ما استطاع من خلاله إيجاد شريعة كاملة شاملة, تفي باحتياجات النّاس, ولا يستطيع ذلك, إلّا من لديه العلم والقدرة والحكمة الكاملة, وهو الله تعالى, ولو كانت من عند غير الله, لكانت مليئة بالنقائص والمتناقضات, كما هو حال القوانين الوضعيّة البشريّة. الثاني: أنّ الذي بلّغ هذه الشريعة, رسولٌ مرسلٌ من الله, ولو كان بخلاف ذلك, لكانت شريعته ناقصة متناقضة, أو لبدّل فيها وحرّف, بناءً على مصالحه الشخصيّة أو القوميّة أو الحزبيّة, وهذا ما لم يحدث من النبي محمّد (صلى الله عليه وسلّم). |
#2
|
|||
|
|||
هذا خلق الله الخلق, فكيف وجد الله؟
والجواب: أنك إذا آمنت بما سبق من الأدلة النقليّة والعقليّة, على وجود الله تبارك وتعالى, كان سؤالك هذا سؤالاً فضوليّاً لا حاجة إليه, فبما أنّك آمنت بموجد الوجود, فسواءً عرفت كيف وجِد هذا الموجِد أو لم تعرف, لن يضرّك هذا شيئا إن جهلته, ولن ينفعك إن علمته. ولو افترضنا أنّ للخالق خالق, فسيقول السائل: فمن خلق خالِق خالِق الخلق؟ وهذا محال في العقول, والعقل والمنطق, يتّفقان على أنّ المخلوقات, تنتهي إلى خالق واحد خَلَق كلّ شيء, ولم يخلقه أحد, بل هو الخالق لما سواه. ولو قدّرنا أن هناك خالقاً أخر اشترك في خلق المخلوقات, فمعنى هذا أنّه شريكٌ له في ملك هذه المخلوقات؛ لكونه خالقاً معه, وعادة ما يختلف الشُركاء ولو طال بهم الزمن, وعلى هذا فسوف يختلفون, وربما نشبت بينهم الخِلافات, وقامت بينهم الصراعات من أجل هذا المُلك, ولا شكّ أنّ الكون سوف ينهار مباشرة, وسوف يذهب كل خالقٍ بما خلق, هذا إن لم يطمع بعضهم في الاستيلاء على ملك الأخر, وهذا مفسد لأصل الحياة, ومدمّرٌ لها, فهذه الأدلة, تدلّ على أن خالق الكون واحد, ليس له مثيل ولا كفء ولاندّ, فسبحان الذي لا إله إلا هو, ولا خالق سواه, بيده ملكوت كلّ شيء, وهو على كلّ شيءٍ قدير. قال الله تعالى: ) مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنۡ إِلَٰهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٍ سُبۡحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ( المؤمنون الآية 9 وقد حذّرنا النبي محمّد صلى الله عليه وسلّم من هذا السؤال الفضولي, فقال: "لا يزال النّاس يتساءلون, حتى يقال: هذا خلق الله الخلق, فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئاً؛ فليقل: آمنت بالله" ا.هـ والله تبارك وتعالى, أخبرنا عن طريق رسله, أنّه الأول فليس قبله شيء, والآخر فليس بعده شيء, وهو بكل شيءٍ عليم, المتصف بصفات الكمال والجلال والعظمة, وهذه صفة ثابتٌ في حقّه؛ لكونه مالِك المُلك, وهو القويّ, الذي ليس لقوّته حدٌّ ولا نهاية, فليس لنا الخوض في هذا, دام أن الله نفسه لم يخبرنا شيئاً عن ذلك. والسؤال الموجه للملاحدة الآن: إذا ثبت بأن الله هو خالق هذا الكون, فهل جهلك بكيفية وجوده, برادك عن قبول الآيات الدالة عليه ؟؟؟؟ حسناً هذا علمٌ أختص الله به, لم يخبرنا عنه, ولكنه أثبت لنا بالأدلة أنه خالق هذا الكون, فهل تؤمن ؟؟ |
#3
|
|||
|
|||
موضوع جميل اخى بارك الله فيك
وفى الحقيقة انا استغرب كيف يصل تلاعب الشيطان بهؤلاء البشر الى الحد الذى يجعلهم ينسبون كل هذا الجمال والتوازن والنظام البديع للصدفة والعشوائية هل يمكن ان يكون النظام والتوازن نتيجة لعشوائية ؟ يقول الكاتب والمفكر الفرنسي "مومنيه Momnieh"ان يقول فى بحثاً له في مجلة "الكوسموس": (إذا افترضنا بطريقة تعلو عن متناول العقل ، أنّ الكون خُلِقَ اتفاقاً بلا فاعل مريد مختار وأنّ الإتفاقات المتكررة توصلت إلى تكوين رجُل، فهل يعقل أنّ الإتفاقات والمصادفات تُكَوِن كائناً آخر مماثلاً له تماماً في الشّكل الظاهري، ومبايناً له في التركيب الداخلي ـ وهو المرأة ـ بقصد عمارة الأرض بالناس وإدامة النّسل فيها؟ ألا يَدُلُ هذا وحده على أنّ في الوجود خالقاًُ مريداً مختاراً، أبدع الكائنات ونَوّع بينها،وغَرَزَ في كلّ نوع غَرائز، وَمّتّعَه بمواهب يقوّم بها أمْرَه ويرتقي عليها نوعه)[ محمد فريد وجدي، دائرة المعارف العربية،]
__________________
لا إله إلا الله العظيم الحليم , لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا اله الا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم ---- وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ |
#4
|
|||
|
|||
وبالنسبة لوجود الخالق العقل والفطرة يدلان على وجود الصانع بسهولة تامة خالية من اى لبس او تعقيد لان وجوده تعالى من البديهيات العقلية المغروسة فى حواشى الفطرة الانسانية والمنسجمة معها انسجاما تاما, وفى ذلك يقول الامام ابن القيم : "ومعلوم إن وجود الرب تعالى اظهر للعقول السليمه والفطر من وجود النهار ومن لم ير ذلك فى عقله وفطرته فليتهمهما ) . (مدارج السالكين 1/23 طبع المنار )
ويستطرد فيقول : "تأمل حال العالم كله علويه وسفليه بجميع أجزائه تجده شاهدا بإثبات صانعه وفاطره ومليكه فإنكار صانعه وجحده في العقول والفطر بمنزلة إنكار العلم وجحده لا فرق بينهما بل دلالة الخالق على المخلوق والفعال على الفعل والصانع على أحوال المصنوع عند العقول الزكية المشرقة العلوية والفطر الصحيحة أظهر من العكس" فقد أودع الله في قلوبنا تلك البوصلة التي لا تخطئ .. و التي اسمها الفطرة و البداهة . و هي فطرة لا تقبل التبديل و لا التشويه لأنها محور الوجود و لبه و مداره و عليها تقوم كل المعارف و العلوم . ((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ)) (الروم – 30) لقد جعل الله هذه الفطرة نازعة إليه بطبيعتها تطلبه دواماً كما تطلب البوصلة أقطابها مشيرة إليه دالة عليه . فليكن كل منا كما تملي عليه طبيعته لا أكثر . و سوف تدله طبيعته على الحق . و سوف تهديه فطرته إلى الله بدون جهد . كن كما أنت . و سوف تهديك نفسك إلى الصراط" .فليس لدى الفطرة مصنوع بلا صانع او فعل بلا فاعل او موجود بلا موجد ولا يمكن للعقل البشرى ان يتصور غير ذلك , او يخدع فطرته او تخدعه فطرته بغير ذلك , من ظنون واوهام , حتى اهل الجحود والانكارانفسهم عندما يجحدونه, فانهم ينسبون فعله تاره الى الصدفة والاتفاق وتاره الى الطبيعة لانه لا يمكن ان يتصوروا فعل بدون فاعل , والغريب ان الشيطان ياتى ليقر كل ذلك (الجلاء الفطرى فى الدلالة على الخالق) باستغلاله لقوة هذه البداهة فى جعلها ارضية خصبة للضلال يجر به بعض البشر الى مستنقع الالحاد بعد تشكيكهم وزعزعتهم باسئلته المعهوده التى يبدأ فيها بالاستفهام عن من خلق الكون ؟ وينتهى فيها بمن خلق خالق الكون ؟ والاشد الغرابة ان الشيطان عندما يسأل السؤال الاول يعلم يقينا الاجابة ... و يعلم ان هذه الاجابة لا يمكن ان تحيد عنها الفطرة ولكن المفروض ان يكون الانسان اذكى من الشيطان ولا يقيس نفسه بخالقه من ناحية الوجود والدلالة عليه ويعلم ان لعقله حدود لا يمكن ان تتعداها وهناك ما هو مدرك وهناك ما هو فوق الادراك ويكفيه ان يكون كما هو ويترك نفسه لطبيعته وفطرته وسوف تهديانه الى الله بدون ادنى جهد . يقول الدكتور مصطفى محمود "فأعلى درجات المعرفة هي ما يأتيك من داخلك , فأنت تستطيع أن تدرك وضعك ( هل أنت واقف أو جالس أو راقد ) دون أن تنظر إلى نفسك .. يأتيك هذا الإدراك و أنت مغمض العينين .. يأتيك من داخلك .. و تقوم هذه المعرفة حجة على أية مشاهدة . و حينما تقول .. أنا سعيد .. أنا شقيّ .. أنا أتألم .. فكلامك يقوم حجة بالغة و لا يجوز تكذيبه بحجة منطقية .. بل إن تناول هذا الأمر بالمنطق هو تنطع و لجاجة لا معنى لها .. فلا أحد أعرف بحال نفسك من نفسك ذاتها . و بالمثل شهادة الفطرة و حكم البداهة هي حجة على أعلى مستوى .. و حينما تقول الفطرة و البداهة مؤيدة بالعلم و الفكر و التأمل .. حينما تقول بوجود الروح و النفس و بالحرية و بالمسئولية و المحاسبة , و حينما توحي بالتصرف على أساس أن في الكون نظاماً .. فنحن هنا أمام حجة على أعلى مستوى من اليقين . و هو يقين مثل يقين العيان أو أكثر .. فالفطرة عضو مثل العين نولد به . و هو يقين أعلى من يقين العلم .. لأن الصدق العلمي هو صدق إحصائي و النظريات العلمية تستنتج من متوسطات الأرقام .. أما حكم البداهة فله صفة القطع و الإطلاق 2 × 2 = 4 هي حقيقة مطلقة صادقة صدقاً مطلقاً , لا يجوز عليها ما يجوز من نسخ و تطور و تغير في نظريات العلم لأنها مقبولة بديهية . 1 + 1 = 2 مسألة لا تقبل الشك لأنها حقيقة ألقتها إلينا الفطرة من داخلنا و أوحت بها البداهة . و هي معرفة أولى جاءت إلينا مع شهادة الميلاد . لو أدرك الإنسان هذا لأراح و استراح .. و لوفر على نفسه كثيراً من الجدل و الشقشقة و السفسطة و المكابرة في مسألة الروح و الجسد و العقل و المخ و الحرية و الجبر و المسئولية و الحساب و لاكتفى بالإصغاء إلى ما تهمس به فطرته و ما يفتي به قلبه و ما تشير به بصيرته" .
__________________
لا إله إلا الله العظيم الحليم , لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا اله الا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم ---- وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ |
#5
|
|||
|
|||
اخى انتبه !!!
تحت اطار عقلنا المحدود و عالمنا المشاهد و المحسوس وما له من صفات وقوانين لا نجد مفر من الاقرار بحدوثه والاقرار فى نفس الوقت بوجود خالق قائم على كل جزئية من جزئياته , ولن يغير هذه الحقيقة الا القياس الذى يستدرج اليه الشيطان الانسان ويجعله يساوى فيه بين الخالق والمخلوق "(لاحظ ان سؤال الشيطان مبنى على وهم و افتراض .. هذا الافتراض مبنى على حقيقة فطرية مغروسة فى النفس الانسانية ولا يمكن مجابهة الافتراض بالحقيقة او الوهم بالواقع) , فهل يصح قياس المدرك على المتعالى عن الادراك ؟ هل يصح قياس المخلوق على الخالق ؟ هل يغير الحقيقة الفطرية وهم يلقيه الشيطان مبنى على هذه الحقيقة ؟ لو علم الانسان ذلك لوفر على نفسه الجهد والتعب والعناء ولن يفعل سوى شىء بسيط , الاخذ بالحقيقة الفطرية وغلق جميع الابواب على الظنون والاوهام , بعد علمه بانه و الكون شىء (تخبر الفطرة بان له خالق وهذا الاخبار مبنى على اشياء تدرك فى الكون ولا يمكن ان تدرك فى الخالق فانا ارى الكون ولا ارى خالقه) و الله وصفاته شىء اخر (فوق العقل والادراك فلا يستطيع العقل الا ان يدل عليه تحت حدوده اما البحث فى ذاته او صفاته فهو فوق طاقته فلا مجال للقياس او حيثيات للحكم) .
__________________
لا إله إلا الله العظيم الحليم , لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا اله الا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم ---- وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ |
#6
|
|||
|
|||
بارك الله فيك يابن النعمان
إضافات قيّمة تكتب بمداد من ذهب. من الظريف أن هناك ملحداً, أراد أن يحتج علي, وهناك أشياء لا تنتهي, وضرب مثلاً بالبنزين والديزل, وهذا جهل؛ لأن هذه الأشياء لو تركت لأم طويل, فإن مفعولها ينتهي. بل حتى الماء, لو وضعناه في قارورة وأغلقنا عليه, وتركناه في مكان لا تأتي عليه الشمس, ومكث سنة على حالة, فإنه يفسد, ويصبح سامّاً, وهو ما نسميه, بالماء الآسِن !! ولكن ليعلم جميع الإخوان, أن كثيرون من الملاحدة وأصحاب الملل الفاسدة, يعرفون الحق, ويعرضون عنه, وأنا جربت هذا فيهم, ومثل هذه المواضيع, إنما يقصد بها المساكين المغرر بهم. |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
القزويني يدعي وجود انبياء في ربيعة ومنهم بحيره الراهب | موحد مسلم | الشيعة والروافض | 0 | 2020-03-30 11:10 AM |