جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
ما تفسير الإسلام لحقيقة الموت
[frame="7 10"]
سؤال: ما تفسير الإسلام لحقيقة الموت؟ يرى الإسلام أن الموت حقيقته انتقال من دار إلى دار ، انتقال من دار الدنيا إلى الدار الآخرة ، من دار الفناء إلى دار البقاء فهو ينتقل من الحياة البشرية الإنسانية إلى الحياة الروحانية البرزخية والتى يتأهل فيها لينتقل بعدها إلى حياة الخلود الأخروية وذلك في قوله تعالى {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً{21} وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً{22} وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى{23} يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي{24} الفجر فوصف الآخرة هنا بأنها الحياة ويتأكد ذلك أيضا في قوله تعالى {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} العنكبوت64 والحيوان أي الحياة الحقة ، فالموت في الإسلام بمثابة نومة كبرى تضاهي وتشبه النوم كل ليلة فهي الموتة الصغرى وذلك ما عبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله {والَّذِي نَفْسٍى بِيَدِهِ لتَمُوتُنَّ كَمَا تَنَامُون وَلَتُبْعَثُنَّ كَمَا تَسْتَيْقِظُون}[1] وجمع القرآن الموتتين والنومتين الصغرى والكبرى في قوله عزشأنه {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} الزمر42 فالموت حياة للروح وللحقائق الباطنية ما عدا النفس والجسد اللذان هما وسيلة الإتصال والإستمتاع بالحياة الظاهرية الدنيوية ، أما الحياة الأخروية فيستمتع المرء بها ويتذوق حلاوتها بحقائقه الباطنية التى منها الروح والسر والخفى والأخفى والقلب الحقيقي الذي هو صورة الإنسان الحقيقي وقد قال في ذلك الإمام الغزالي رضي الله عنه عند موته لمن كان يبكي على فراقه من إخوانه : ألا قل لإخوانٍ يروني ميتاً ليس والله بالميت أنــا أنا عصفور وهذا قفصي طرت منه إلى دار الهنا لا ترعكم هجمة الموت فما هو إلا نقلة من هاهنـا {1} ورد في السيرة الحلبية وكتاب نور اليقين في سيرة سيد المرسلين ويروى من كلام قس بن ساعدة |
#2
|
|||
|
|||
اقتباس:
فعدا وأن الموت مفارقة الروح للجسد !!! فهو بداية مرحلة كشف الآخرة ورؤية جزء مما كان محجوبا عن الإنسان !!! والروح حقيقة !!! هي من أمر الله لايعرف خفاياه إلا الله عز وجل !!!!!!! وهل للروح حياة ؟؟؟!!! فالروح هي حياة المخلوق !!!!! ولكن ماذا يحصل للحياة بعد الموت !!!!! وكيف سيكون وضعها وعلمها !!! وهل روح الكافر كروح المؤمن ؟؟؟؟!!!!! أما هذه الجملة فمبهمة : أما الحياة الأخروية فيستمتع المرء بها ويتذوق حلاوتها بحقائقه الباطنية التى منها الروح والسر والخفى والأخفى والقلب الحقيقي الذي هو صورة الإنسان الحقيقي فهل يعني ناشر هذا الموضوع !!! أن الآخرة (الجنة والنار)هي حياة للروح دون الجسد ؟؟؟؟!!!!! نرجو التوضيح !!!!!! |
#3
|
|||
|
|||
الحياة البرزخية حياة حقيقية وهذا ما دلت عليه الآيات البينات والأحاديث المشهورة الصحيحة وهذه الحياة الحقيقية لا تُعارض وصفهم بالموت كما جاء ذلك في كتاب الله العزيز إذ يقول {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ}ويقول {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} إن معني قولنا عن الحياة البرزخية بأنها حقيقية أي ليست خيالية أو مثالية كما يتصورها بعض الملاحدة ممن لا تتسع عقولهم للإيمان إلا بالمشاهد المحسوس دون الغيب الذي لا يطيق العقل البشري تصوره ولا تسليم كيفيته لقدرة الله إن وقفة تأمل قصيرة عند قولنا عن الحياة البرزخية بأنها حقيقية لا تبقي من الإشكال أدني ذرة حتي عند من يقصر فهمه وذوقه عن تعقل المعاني
فكلمة (حقيقية) ليست إلاَّ لِنَفْيِ الباطل وَطَرْدِ الوهم وَنَفْيِ الخيال الذي قد يقع في ذهن الإنسان المتشكك المرتاب في أحوال عالم البرزخ وعالم الآخرة وغيرها من العوالم الأخرى كالنشر والبعث والحشر والحساب وهذا معني يدركه الإنسان العربي البسيط الذي يعرف أن كلمة (حقيقية) تعني حقيقة وهي ما يقابل الوهم والخيال والمثال فحَقِيقِيَّة: أي ليست بوهميَّة وهذا هو المقصود بعينه وهذا هو مفهومنا وتصورنا لهذه القضية ولقد تضافرت الأحاديث والآثار التي تثبت أن الميت يسمع ويحسُّ ويعرف سواءٌ كان مؤمناً أم كافراً فمنها حديث القليب وهو ثابت في الصحيحين من وجوه متعددة عن أبي طلحة وعمر وابنه عبد الله (أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش فألقوا في طوي من أطواء بدر فناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسَمَّاهم يا أبا جهل بن هشام يا أمية بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة يا فلان بن فلان أليس قد وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً فإني قد وجدتُ ما وعدني ربِّي حقًّا) فقال عمر: يا رسول الله ما تُكلم من أجسادٍ لا أرواح فيها فقال عليه الصلاة والسلام (والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يجيبون) وهكذا رواه الشيخان من حديث ابن عمر والبخاري من حديث أنس عن أبي طلحة ومسلم من حديث أنس عن عمر ورواه الطبراني من حديث ابن مسعود بإسناد صحيح ومن حديث عبد الله بن سيدان نحوه وفيه: قالوا: يا رسول الله وهل يسمعون؟ قال (يسمعون كما تسمعون ولكن لا يجيبون) ومنها ما رواه البزار وصححه ابن حبان من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن السدي عن أبيه عن أبي هريرة عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم (أن الميت ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين) وأخرج ابن حبان أيضاً من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نحوه في حديث طويل وقال البخاري في صحيحه - باب الميت يسمع خفق النعال - ثم روي عن أنس عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال (العبدُ إذا وُضِعَ في قبره وتولَّي وذهب أصحابه حتي أنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فأقعداه) وذكر الحديث في سؤال القبر ورواه مسلم أيضاً وسماع الميت خفق النعال واردٌ في عدة أحاديث ومنها الأحاديث الواردة في سؤال القبور وهي كثيرة منتشرة وفيها التصريح بسؤال الملكين له وجوابه بما يطابق حاله من سعادة أو شقاء ومنها ما شرعه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأمته من السلام على أهل القبور ومخاطبتهم بلفظ (السلام عليكم دار قوم مؤمنين) قال ابن القيم: وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل لولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد والسلف مُجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحيِّ له ويستبشر به ثم ذكر جملة منها في كتاب الروح فليراجع وهذا الذي قلناه هو عقيدة السلف الصالح وهم أهل السنة والجماعة فلا أدري كيف يغفل هؤلاء الذين يدعون أنهم على مذهب السلف عن هذه الحقيقة؟ وقد أفاض الشيخ ابن القيم في كتاب الروح بما يشفي ويكفي وننقل هنا فتوي عظيمة لشيخ الإسلام الإمام ابن تيمية في هذا الموضوع كما جاء في الفتاوى الكبرى: سئل الشيخ عن الأحياء إذا زاروا الأموات هل يعلمون بزيارتهم؟ هل يعلمون بالميت إذا مات من قرابتهم أو غيره؟ فأجاب: الحمد لله نعم جاءت الآثار بتلاقيهم وتساؤلهم وعَرْضِ أعمال الأحياء على الأموات كما روي ابن المبارك عن أبي أيوب الأنصاري قال (إذا قُبِضَتْ نَفْسُ المؤمن تلقاها الرحمة من عباد الله كما يلتقون البشير في الدنيا فيقبلون عليه ويسألونه فيقول بعضهم لبعض: انظروا أخاكم يستريح فإنه كان في كرب شديد قال: فيقبلون عليه ويسألونه: ما فعل فلان؟ وما فعلت فلانة؟ هل تزوجت؟) الحديث وأما عِلْمُ الميت بالحيِّ إذا زاره وسلَّم عليه ففي حديث ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَا مِنْ أحدٍ يَمُرُّ بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عَرَفَهُ وردَّ عليه السلام) قال ابن المبارك: ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وصححه عبد الحق صاحب الأحكام (أ. هـ.)[1] وجاء في موضع آخر أيضا سئل الشيخ ابن تيمية: هل الميت يسمع كلام زائره ويري شخصه؟ وهل تُعاد روحه إلى جسده في ذلك الوقت أم تكون ترفرف على قبره في ذلك الوقت وغيره؟ وهل تُجمع روحه مع أرواح أهله وأقاربه الذين ماتوا قبله؟ فأجاب: الحمد لله رب العالمين نعم يسمع الميت في الجملة كما ثبت في الصحيحين عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال (يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه) ثم ساق أحاديث متعددة في هذا المعني ثم قال: فهذه النصوص وأمثالها تبين أن الميت يسمع في الجملة كلام الحي ولا ينبغي أن يكون السمع له دائماً بل قد يسمع في حال دون حال كما يعرض للحيِّ فإنه قد يسمع أحياناً خطاب من يخاطبه وقد لا يسمع لعارض يعرض له وهذا السمع سمع إدراك ليس يترتب عليه جزاء ولا هو السمع المنفي بقوله{إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} فإن المراد بذلك سمع القبول والامتثال فإن الله جعل الكافر كالميت الذي لا يستجيب لمن دعاه وكالبهائم التي تسمع الصوت ولا تفقه المعني فالميت وإن سمع الكلام وفقه المعني فإنه لا يمكنه إجابة الداعي ولا امتثال ما أمر به ونهي عنه فلا ينتفع بالأمر والنهي وكذلك الكافر لا ينتفع بالأمر والنهي وإن سمع الخطاب وفهم المعني كما قال تعالى {وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأسْمَعَهُمْ} وأما رؤية الميت فقد روي في ذلك آثار عن عائشة وغيــرها وأما قول القائل هل تعاد روحه إلى بدنه ذلك الوقت أم تكون ترفرف على قبره في ذلك الوقت وغيره؟ فإن روحه تعاد إلى البدن في ذلك الوقت كما جاء في الحديث وتعاد أيضا في غير ذلك ومع ذلك فتتصل بالبدن متي شاء الله وذلك في اللحظة بمنزلة نزول الملك وظهور الشعاع في الأرض وانتباه النائم وهذا جاء في عدة آثار أن الأرواح تكون في أفنية القبور قال مجاهد: الأرواح تكون في أفنية القبور سبعة أيام من يوم دفن الميت لا تفارقه فهذا يكون أحياناً وقال مالك بن أنس: بلغني أن الأرواح مرسلة تذهب حيث شاءت والله أعلم. أ.هـ[2] وقال الشيخ ابن تيمية في موضع آخر: أما ما أخبر الله من حياة الشهيد ورزقه وما جاء في الحديث الصحيح من دخول أرواحهم الجنة فذهبت طوائف إلى أن ذلك مختصٌّ بهم دون الصديقين وغيرهم والصحيح الذي عليه الأئمة وجماهير أهل السنة: أن الحياة والرزق ودخول الأرواح الجنة ليس مختصاً بالشهيد كما دلَّت على ذلك النصوص الثابتة ويختص الشهيد بالذكر لكون الظانّ يظن أنه يموت فينكل عن الجهاد فأخبر بذلك ليزول المانع من الإقدام على الجهاد والشهادة كما نَهَي عن قتل الأولاد خشية الإملاق - لأنه هو الواقع - وإن كان قتلهم لا يجوز مع عدم خشية الإملاق أهـ[3] رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً قد اتكأ على قبر فقال له (لا تؤذ صاحب القبر) ذكره المجد ابن تيمية في المنتقي (ج2 ص104) وعزاه لأحمد في المسند وكذا الحافظ ابن حجر في الفتح (ج3 ص178) وقال إسناده صحيح وأخرجه الطحاوي في معاني الآثار (ج1 ص296) من حديث ابن عمر وابن حزم بلفظ: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم على قَبْرٍ فقال (انزل عن القبر لا تؤذ صاحب القبر ولا يؤذيك)[4] أ هـ وينبغي أن نبين للناس معني تلك الحياة وأنها حياة برزخية وأنها ليست كحياتنا هذه بل هي حياة خاصة لائقة بهم وبالعالم الذي هم فيه لكن لابد أن نبين لهم أيضاً أنها ليست كحياتنا لأن حياتنا أقل وأحقر وأضيق وأضعف فالإنسان فيها بين عبادة وعادة وطاعة ومعصية وواجبات مختلفة لنفسه وأهله ولربِّه وأنه تارة يكون طاهراً وتارة يكون على ضد ذل وتارة يكون في المسجد وتارة يكون في الحمام وأنه لا يدري بِمَ يُختم له؟ فقد يكون بينه وبين الجنة ذراع ثم ينقلب الأمر رأساً على عقب فيصير من أهل النار وبالنقيض أما في البرزخ فإنه إن كان من أهل الإيمان فإنه قد جاوز قنطرة الامتحان التي لا يثبت عندها إلا أهل السعادة ثم إنه قد انقطع عنه التكليف وأصبح رُوحاً مشرقة طاهرة مفكرة سيَّاحة سبَّاحة جوَّالة في ملكوت الله وملكه سبحانه وتعالي لا همٌّ ولا حَزَِن ولا بأسٌ ولا قلق لأنه لا دنيا ولا عقار ولا ذهب ولا فضة فلا حسد ولا بغي ولا حقد وإن كان غير ذلك ففي نقيض ذلك [1] مجموع فتاوي الشيخ ابن تيمية ج24 ص331 [2] مجموع الفتاوي الشيخ ابن تيمية ج24 ص362 [3] مجموع فتاوي شيخ الإسلام ابن تيمية ج24 ص332 [4] مجمع الزوائد ج3 ص61 |
#4
|
|||
|
|||
للأنبياء عليهم الصلاة والسلام في البرزخ خصائص انفردوا بها دون غيرهم من البشر ولو شاركهم غيرهم في بعضها فهو على وجه الإلحاق النسبي وتبقي الخصوصية للأنبياء من جهتين: الأولي: من جهة الأصالة والثانية: من جهة الكمال
فالحياة البرزخية حياة حقيقية وأن الميت يسمع ويحسُّ ويعرف سواء أكان مؤمناً أم كافراً وأن الحياة والرزق ودخول الأرواح الجنة ليس مختصاً بالشهيد كما دلت على ذلك النصوص الثابتة وهذا هو الصحيح الذي عليه الأئمة وجماهير أهل السُّنة ومن هنا فإن القول بحياة الأنبياء من فضول القول وهو أمر ظاهر كالشمس لا يحتاج إلى إثبات بل إن الصواب هو أن نقرر أن حياتهم أكمل وأجلُّ وأتمُّ وأعظم - وهكذا حياة الناس على ظهر الأرض في الدنيا - فإنها درجات ومقامات ومراتب متفاوتة فمنهم أموات في صورة أحياء قال فيهم المولي جل شأنه {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} ومنهم الذين قال فيهم {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} ومنهم من قال فيهم {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} إلى قوله تعالى {أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} ومنهم من قال فيهم {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} وهكذا الحياة البرزخية درجات ومراتب ومقامات متفاوتة {وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} أمَّا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإن حياتهم ورزقهم ومعرفتهم وسماعهم وإدراكهم وشعورهم وإحساسهم أكملُ وأتمُّ وأرفعُ من غيرهم والدليل هو قوله تعالى في حق الشهداء {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} وإذا كانت الحياة معناها هو بقاء الرُّوح - فلا تفني ولا تبلي - فلا مزيةٌ للشهيد يستحق أن تُذكر وتُشهر إذ أرواح جميع بني آدم باقية لا تفني ولا تبلي وهو الصواب الذي عليه المحققون من أهل العلم كما حققه الشيخ ابن القيم في كتاب الروح فلابد من وجود مزية ظاهرة يزيد بها الشهداء على من سواهم وإلاَّ كان ذكر حياتهم عبثاً لا فائدة منه خصوصاً وأن الله نَهي أن نقول عنهم أموات فقال {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ} وحِينَئِذٍ نقول إنه لابد من أن تكون حياتُهم أكملَ من غيرهم وأشرف وهذا ما يؤيده ظاهر النصوص فأرواحهم مرزوقة تَرِدُ أنْهَارَ الجنة وتأكل ثمارها كما قال تعالى{عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} ثم إحساسهم بذلك الطعام والشراب والنعيم إحساسٌ كامل بشعورٍ تام وتلذذ تام وتمتع حقيقي كما جاء في الحديث (فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَأكَلِهِمْ وَمَشْرَبِهِمْ وَحُسْنَ مَقِيلِهِمْ قالوا: يَا لَيْتَ إِخْوَانَنَا يَعْلَمُونَ مَا صَنَعَ اللهُ بِنَا)[1] وأرواحهم لها تصرف أكبر من غيرها وأوسع فهي تتجول وتسرح في الجنة حيث تشاء ثم تأوي إلى قناديل تحت العرش (كذا في الصحيح) وهم يسمعون الكلام ويفهمون الخطاب فقد جاء في الصحيح (أن الله تعالى يقول لهم: ما تشتهون؟ فيقولون: كذا وكذا ويعود السؤال ويعود الجواب ثم يطلبون أن يعودوا إلى الدنيا للجهاد ثم يطلبون أن يبلِّغ الله عنهم رسالة منهم إلى إخوانهم بالدنيا فيها بيان ما أكرمهم الله به فيقول الله. أنا أبلِّغ عنكم) فإذا ثبت هذا في حق الشهداء ثبت في حق الأنبياء من وجهين: الأول: أن هذه رتبة شريفة أعطيت للشهيد كرامة له ولا رتبة أعلي من رتبة الأنبياء ولا شك أن حال الأنبياء أعلي وأكمل من حال جميع الشهداء فيستحيل أن يحصل كمال للشهداء ولا يحصل للأنبياء لا سيما هذا الكمال الذي يوجب زيادة القربى والزلفي والنعيم والأنس بالعليِّ الأعلى الثاني: أن هذه الرتبة حصلت للشهداء أجراً على جهادهم وبذلهم أنفسهم لله والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هو الذي سنَّ لنا ذلك ودعانا إليه وهدانا له بإذن الله وتوفيقه وقد قال صلى الله عليه وسلم (مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ)[2] وقال أيضاً (مَنْ دَعَا إِلَى هُدَيً كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ يَتَّبِعُهُ لا يَنْقُصُهُ ذلك من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثلُ آثامِ من يتبعه لا ينقصه ذلك من آثامهم شيئاً)[3] والأحاديث الصحيحة في ذلك كثيرة مشهورة فكل أجر حصل للشهيد حصل للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لسعيه مثله والحياة أجرٌ فيحصل للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مثلها إن حياة الأنبياء البرزخية الحقيقية وخصوصاً نبيِّنا صلى الله عليه وسلم هي أرفع وأكمل من أن يتصور جاهل أو أحمق أننا نعني بها أن يعيشوا كما نعيش فيأكلوا ويشربوا محتاجين إلى الأكل والشرب ويبولوا ويتغوطوا مضطرين إلي ذلك ويخرجون من قبورهم لحضور مجالس الذكر ومجامع القرآن ولمشاركة الأمة في أفراحها وأحزانها وأعيادها ومواسمها ثم يرجعون إلى قبورهم تحت الأرض في تلك الحفرة الضيقة وفوقهم التراب ليس في هذا أدني كرامة أو منقبة بل هو عين الإهانة التي لا يرضاها الإنسان لتابعٍ أو خادمٍ له فضلاً عن أن يَمُنَّ الله بذلك على خير خلقه وأجلِّ عبيده حاشا وكلا وألف حاشا وكلا إن الحياة البرزخية الحقيقية هي الشعور التام والإدراك الكامل والمعرفة الصادقة إنها حياةٌ طيبةٌ صالحةٌ: دعاءٌ وتسبيحٌ وتهليلٌ وتحميدٌ وصلاة ومن ثمرات تلك الحياة البرزخية صلاتُهم في قبورهم صلاةً حقيقية ليست خيالية ولا مثالية وقد جاءت أحاديث في هذا الموضوع فمنها عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون)[4] وقد قال الإمام الحافظ البيهقي في الجزء الخاص بهذه المسألة : ولحياة الأنبياء بعد موتِهم شواهدٌ من الأحاديث الصحيحة ثم ذكر البيهقي بأسانيده (مررت بموسي وهو قائم يصلي في قبره) وحديث (قد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسي قائم يصلي وإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة وإذا عيسي بن مريم قائم يصلي أقرب الناس به شبهاً عروة بن مسعود الثقفي وإذا إبراهيم قائم يصلي أشبه به صاحبكم – يعني نفسه - فحانت الصلاة فَأَمَمْتُهُم فلما فرغت من الصلاة قال قائل لي: يا محمد هذا مالك صاحب النار فسلم عليه فَالتَفَتُ إليه فبدأني بالسلام) قلت: أخرجه مسلم عن أنس (ج2 ص268) وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (ج3 ص577) وقوله ضَرْب: أي خفيف اللحم الممشـوق المستدق وقال البيهقي في دلائل النبوة: وفي الحديث الصحيح عن سليمان التميمي وثابت البنان عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتيت على موسي ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره)[5] وقد ثبت بما لا يقبل الشك أن السبب في تخفيف الصلاة علينا من خمسين إلى خمس صلوات هو موسي عليه السلام وهو ميت قد أدي رسالة ربه وانتقل إلى جواره في الرفيق الأعلى ولكنه هو السبب في إيصال أعظم خير إلى الأمة المحمدية حينما طلب من نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم مراجعة ربه وقال له: سل ربك التخفيف فإن أمتك لا تطبق ذلك فهل هذه المراجعة حقيقية أم خيالية؟ وهل في اليقظة أم في المنام؟ وهل هي صحيحة أم مكذوبة؟ وهل موسي مات أم لا يزال حيًّا حتي وقت تلك المراجعة؟ أخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس (أن النَّبي صلى الله عليه وسلم مَرَّ على ثنيَّة فقال: ما هذه؟ قالوا: ثنيَّة كذا وكذا قال: لأني أنظر إلى يونس على ناقة خطامها ليف وعليه جبة من صوف وهو يقول: لبيك اللهم لبيك)[6] أ هـ وفي حديث آخر (آراني ليلة عند الكعبة فرأيت رجلا أدم كأحسن ما أنت راء من الرجال له لمة كأحسن ما أنت راء من اللمم قد رَجَلَهَا فهي تقطر ماء متكئاً على رجلين أو على عواتق رجلين بالبيت فسألت: من هذا؟ فقيل: هذا المسيح ابن مريم) وفي حديث آخر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بوادي الأزرق فقال (كأني أنظر إلى موسي هابطاً من الثنية وله جؤار إلى الله بالتلبية ثم أتي على ثنية هرشي فقال: كأني أنظر إلى يونس ابن متي على ناقة حمراء جعدة عليه جبة من صوف خطام ناقته خلبة وهو يلبي) وفي حديث آخر (كأني أنظر إلى موسي واضعا أصبعيه في أذنيه) وهذه الأحاديث كلها في الصحيح وقد تقدم في موسي وعيسي وكذلك صلاتهم قياماً وإمامةُ النَّبي صلى الله عليه وسلم بهم ولا يقال إن ذلك رؤيا منام وإن قوله (أراني) فيه إشارة إلى النوم لأن الإسراء وما اتفق فيه كان يقظةً على الصحيح الذي عليه جمهور السلف والخلف ولو قيل بأنه نوم فرؤيا الأنبياء حقّ وقوله (أراني) لا دلالة فيه على المنام بدليل قوله (رأيتني في الحِجْر) وكان ذلك في اليقظة كما يدل عليه بقية الكلام [1] قال ابن كثير رواه أحمد [2] رواه مسلم عن جرير بن عبد الله [3] رواه مسلم عن أبى هريرة [4] رواه أبو يعلي والبزار ورجال أبي يعلي ثقات كذا في مجمع الزوائد (ج8 ص 211) وصححه الألبانى [5] أخرجه مسلم (ج2 ص 268) [6] الدر المنثور ج4 ص334 |
#5
|
|||
|
|||
جاء في الحديث عن أوس بن أوس قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل أيامكم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علىَّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علىَّ. قالوا:وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أَرِمْتَ؟ - يقولون بليت - فقال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) هذا الحديث صحيح أخرجه سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد في مسنده وابن عاصم في الصلاة له وأبو داود والنسائي وابن ماجه في سننهم والطبراني في معجمه وابن خزيمة وابن حبان والحاكم في صحاحهم والبيهقي في حياة الأنبياء وشعب الإيمان وغيرهما من تصانيفه
واعلم بأن حديث(إن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) ورد طرق كثيرة جمعها الحافظ المنذري في جزء مخصوص وقال في الترغيب والترهيب: رواه ابن ماجه بإسناد جيد ورواه أحمد وأبو داود، وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه وقال ابن القيم في كتاب الروح - نقلاً عن أبي عبد الله القرطبي (صَحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء وأنه صلى الله عليه وسلم اجتمع مع الأنبياء ليلة الإسراء في بيت المقدس وفي السماء خصوصاً موسي) وقد أخبر (ما من مسلم يسلّم علي إلا ردّ الله علي روحي حتي أرد عليه السلام)[1] إلى غير ذلك مما يحصل من جملته القطع بأن موت الأنبياء إنما هو راجع إلى أنهم غُيبوا عنا بحيث لا ندركهم وإن كانوا موجودين أحياء وذلك كالحال في الملائكة فإنهم أحياء موجودون ولا نراهم وقد نقل كلام القرطبي وأقره أيضا الشيخ محمد السفاريني الحنبلي في شرح عقيدة أهل السنة ونصه: قال أبو عبد الله القرطبي قال شيخنا أحمد بن عمر القرطبي صاحب المفهم في شرح مسلم: والذي يزيح هذا الإشكال (أن الموت ليس بعدم محض وإنما هو انتقال من حال إلى حال) ويدل على ذلك أن الشهداء بعد موتهم وقتلهم { أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ{169} فَرِحِينَ} وهذه صفة الأحياء في الدنيا وإذا كان هذا في الشهداء كان الأنبياء بذلك أحقُّ وأولي وذكر القرطبي أن أجساد الشهداء لا تبلي وقد صَحَّ عن جابر (أن أباه وعمرو ابن الجموح رضي الله تعالى عنهم - وهما ممن استشهد بأُحد ودُفنا في قبر واحد - حفر السيلُ قبرهما فوُجدا لم يتغيرا وكان أحدهما قد جُرح فوضع يده على جرحه فدفن وهو كذلك فأُميطت يده عن جرحه ثم أرسلت فرجعت كما كانت - وكان بين ذلك وبين أُحد ستٌ وأربعون سنة) ولما أجري معاوية العين التي استنبطها بالمدينة - وذلك بعد أُحد بنحو من خمسين سنة - ونقل الموتى أصابت المسحاة قدم حمزة رضي الله عنه فسال منه الدم ووُجِدَ عبد الله بن حرام كأنما دفن بالأمس وروي جميع أهل المدينة أن جدار النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لما أنهدم أيام الوليد - بدتْ لهم قدمُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان قد قتل شهيداً وقد ذكر الشيخ ابن تيمية: أنه لما حصل الهدم بَدَتْ لهم قدمٌ بساقٍ وركبة ففزع من ذلك عمر بن عبد العزيز فأتاه عروة فقال: هذه ساقُ عمر وركبته فَسُرِّيَ عن عمر بن عبد العزيز[2] أ هـ وقد ألف في هذا الموضوع الإمام الحجة أبو بكر بن الحسين البيهقي رسالة خاصة جمع فيها جملة من الأحاديث التي تدل على حياة الأنبياء وبقاء أجسادهم وكذلك ألف الحافظ جلال الدين السيوطي رسالة خاصة بذلك [1] رواه أبو داود في سننه و أحمد في مسنده و البيهقي في سننه الكبرى و الطبراني في معجمه وحسنه الإمام الألباني [2] اقتضاء الصراط المستقيم 365 لشيخ الإسلام ابن تيمية |
#6
|
|||
|
|||
قد ثبت لنبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم حياةٌ برزخية أكمل وأعظم من غيره تحدّث عنها بنفسه تثبت اتصاله بالأمة المحمدية ومعرفته بأحوالها واطلاعه على أعمالها والأحاديث في هذا الباب كثيرة
فمنها عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام) صححه الألباني في " صحيح الترغيب " [1664] وقال المنذري: رواه النسائي وابن حبان في صحيحه أ هـ من الترغيب والترهيب (ج2 ص498) قلت: ورواه إسماعيل القاضي وغيره من طرق مختلفة بأسانيد صحيحة لا ريب فيها إلى سفيان الثوري عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله بن مسعود وصرح الثوري بالسماع فقال: حدثني عبد الله بن السائب هكذا في كتاب القاضي إسماعيل وعبد الله بن السائب وزاذان روي لهما مسلم ووثقهما ابن معين فالإسناد إذاً صحيح ومنها عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تُعرض أعمالكم علىَّ فما رأيت من خير حمدت الله وما رأيت من شرّ استغفرت الله لكم) قال الحافظ العراقي في كتاب الجنائز من طرح التثريب في شرح التقريب: إسناده جيد[1] وقال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص24: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح وصححه الحافظ السيوطي في المعجزات والخصائص وكذا القسطلاني شارح البخاري ونص المناوي في فيض القدير ج3 ص401 بأنه صحيح وكذا الزرقاني في شرح المواهب للقسطلاني وكذا الشهاب الخفاجي في شرح الشفا ج1 ص201 وكذا الملا على قاري في شرح الشفا ج1 ص201 وقال رواه أيضا الحارث ابن أسامة في مسنده بسند صحيح وذكره ابن حجر في المطالب العالية (ج4 ص22) وجاء هذا الحديث من طريق آخر مرسلاً عن بكر بن عبد الله المزني ورواه الحافظ إسماعيل القاضي في جزء الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه الشيخ الألباني: مرسل صحيح وصححه الحافظ ابن عبد الهادي مع تعنته وتشدده في كتابه الصارم المنكي فالحديث صحيح لا مطعن فيه وهو يدل على أن النَّبي صلى الله عليه وسلم يعلم أعمالنا بعرضها عليه ويستغفر الله لنا على ما فعلنا من سيء وقبيح وإذا كان كذلك فإنه يجوز لنا أن نتوسل به إلى الله ونستشفع به لديه لأنه يعلم بذلك فيشفع فينا ويدعو لنا وهو الشفيع المشفع صلى الله عليه وآله وسلم وزاده تشريفاً وتكريماً وقد أخبر الله في القرآن أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم شهيدٌ على أمته وذلك يقتضي أن تُعرض أعمالهم عليه ليشهد على ما رأي وعلم قال ابن المبارك: أخبرنا رجلٌ من الأنصار عن المنهال بن عمرو أنه سمع سعيد بن المسيب يقول (ليس من يوم إلا يعرض فيه على النبي صلى الله عليه وسلم أمته غدوةً وعشيًّا فيعرفهم بأسمائهم وأعماله فلذلك يشهد عليهم ويقول الله تعالي {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً} ومنها: عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إن الله وكل بقبري ملكا أعطاه الله أسماع الخلائق، فلا يصلّي علىّ أحدٌ إلى يوم القيامة إلا أبلغني باسمه واسم أبيه هذا فلان بن فلان قد صلّى عليك) رواه البزار وأبو الشيخ ابن حبان ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله تبارك وتعالي وكل ملكاً أعطاه اسماء الخلائق فهو قائم على قبري إذا مت فليس أحدٌ يصلّي علىّ صلاةً إلا قال: يا محمد صلّى عليك فلان بن فلان قال: فيُصَلّي الربُّ تبارك وتعالي على ذلك الرجل بكل واحدة عشرا)[2] أ هـ. من الترغيب (ج2 ص500) ومنها عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أيمن عن عبادة بن يسيّ عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أكثروا الصلاة على يوم الجمعة فإنه مشهودٌ تشهده الملائكة وإن أحداً لن يصلّي علىّ إلا عُرضت علىّ صلاتُه حتي يفرغ منها قال: قلت وبعد الموت؟ قال: وبعد الموت إن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء فنبيُّ الله حيٌّ يُرزق] [3] أي رزقاً معنوياً كقوله تعالى للشهداء {أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} ومنها عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم قال (ما من أحد يسلم علىّ إلا ردَّ الله علىَّ رُوحي حتي أردَّ عليه السلام)[4] قال الألباني : إسناده حسن وقال الشيخ ابن تيمية هذا الحديث على شرط مسلم وقال : وفي مسند ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى على سمعتُه ومن صلى على نائياً بُلّغته)[5] و قال الحافظ في الفتح وسنده جيد وفي النسائي وغيره عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال (إن الله وكل بقبري ملائكة يبلغوني عن أمتي السلام). إلى أحاديث أخري في هذا الباب متعددة أ. هـ اقتضاء الصراط المستقيم ص 324 وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند أبي يعلي في ذكر عيسي: (ولئن قام على قبري فقال: يا محمد لأجيبنه) قال الألباني في " السلسلة الصحيحة وذكره الحافظ ابن حجر في المطالب العالية 4/ ص23 بعنوان (حياته صلى الله عليه وسلم في قبره) عن يزيد المهدي قال لما ودّعت عمر بن عبد العزيز قال: إنَّ لي إليك حاجة، قلت: يا أمير المؤمنين كيف تري حاجتك عندي؟ قال: (إني أراك إذا أتيت المدينة سترى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فأقرئه مني السلام) وعن حاتم بن وردان قال: كان عمر بن عبد العزيز يوجِّه البريد قاصداً من الشام إلى المدينة ليقريء عنه النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم السلام ذكره القاضي عياض في الشفاء في باب الزيارة (ج2 ص83) وذكر الخفاجي: كان من دأب السلف أنَّهم يرسلون السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ابن عمر يفعله ويرسل له عليه الصلاة والسلام ولأبي بكر وعمر رضي الله عنهما ورسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان يبلغه سلام من سلّم عليه وإن كان بعيداً عنه، لكن في هذا فضيلة خطابه عنده، وردّه عليه السلام بنفسه[6] أ. هـ روي الإمام الحافظ أبو محمد عبد الله الدرامي في كتابه السنن - الذي يعتبر من كتب الأصول الحديثية الستة - قال: أخبرنا مروان بن محمد عن سعيد بن عبد العزيز قال: لما كان أيام الحرة لم يؤذن في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ولم يقم ولم يبرح سعيد بن المسيب من المسجد وكان لا يعرف وقت الصلاة إلاَّ بهمهمة يسمعها من قبر النبي صلى الله عليه وسلم فذكر معناه[7] أ. هـ ذكر الشيخ ابن تيمية هذه الوقائع في معرض كلامه عن اتخاذ القبر مسجداً أو وثنا يُعبد ثم قال (ولا يدخل في هذا الباب ما يروي من أن قوماً سمعوا ردَّ السلام من قبر النَّبي صلى الله عليه وسلم أو قبور غيره من الصالحين وأن سعيد بن المسيب كان يسمع الآذان من القبر ليالي الحرة ونحو ذلك)[8] أ. هـ[9] ثم قال في موضع آخر: وكذلك ما يذكر من الكرامات وخوارق العادات التي توجد عند قبور الأنبياء والصالحين مثل نزول الأنوار والملائكة عندها وتوقي الشياطين والبهائم لها واندفاع النار عنها وعمن جاورها وشفاعة بعضهم في جيرانه من الموتي واستحباب الاندفان عند بعضهم وحصول الأنس والسكينة عندها ونزول العذاب بمن استهان بها فجنس هذا حق ليس مما نحن فيه وما في قبور الأنبياء والصالحين من كرامة الله ورحمته وما لها عند الله من الحرمة والكرامة فوق ما يتوهمه أكثر الخلق لكن ليس هذا موضع تفصيل ذلك[10] أ. هـ [1] كذا قال العراقى فى طرح التثريب ج3 ص297 وقال فى تخريج الإحياء: رواه البزار من حديث ابن مسعود: ورجاله رجال الصحيح إلا أن عبد المجيد بن أبى داود - وإن أخرج له مسلم ووثقه ابن معين والنسائى – قد ضعفه كثيرون. قلت: هذا الكلام منقوص بكلامه فى طرح التثريب وهو المعتمد،لأنه من أواخر كتبه. وبه ظهر أن هذا هو حكم العراقى فى المعتمد فلينتبه لذلك. وقد صنف العلامة المحدث الشيخ أبو الفضل عبد الله الغمارى رسالة فى هذا الموضوع سماها: (نهاية الآمال فى صحة وشرح حديث عرض الأعمال)[2] رواه الطبراني في الكبير بنحوه [3] رواه ابن ماجه في السنن. وفي الزوائد هذا الحديث صحيح إلا أنه منقطع في موضعين لأن عبادة روايته عن أبي الدرداء مرسلة قاله العلاء وزيد بن أيمن عن عبادة مرسلة قاله البخاري ا.هـ سنن ابن ماجه (ص 524)[4] رواه أبو داود كذا في الترغيب (ج2 ص 499) [5] رواه الدار قطني [6] من نسيم الرياض للخفاجي ج3 ص516 وذكره الفيروزابادي في الصلات والبشر ص153 [7] من سنن الدرامي ج1 ص44 [8] إقتضاء الصراط المستقيم 373 لشيخ الإسلام ابن تيمية [9] وقد ذكر الإمام الشيخ/ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فى كتابه (أحكام الموت) - نصاً يؤيد بعض هذه الوقائع - قال أخرج ابن سعد عن بن المسيب أنه كان يلازم المسجد أيام الحرة الناس يقتتلون قال: فكنت أسمع أذاناً يخرج من قبل القبر النبوي. كذا فى مجموعة المؤلفات 3/47 [10] إقتضاء الصراط المستقيم 374 لابن تيمية |
#7
|
|||
|
|||
السلام عليكم الأخ النقاء
ما كتبته جميل ومفيد ومسهب !!!! لكن انتبه !!! فقد كان سؤالي محددا !!! سألتك عن حياة الناس بعد البعث والحساب !!! وقد صار فريق للجنة ، وفريق للنار !!!!! فهل أهل الجنة يدخلون الجنة باجسداهم الجديدة وداخلها أرواحهم !!! أم فقط بارواحهم ؟؟؟؟!!!! وكذالك بالنسبة لأهل النار!!! فهل يدخلون النار باجسداهم الجديدة وداخلها أرواحهم !!! أم فقط بارواحهم ؟؟؟؟!!!! دقق هذا هو سؤالي !!!!! وعليه أجب -فضلا-وباختصار ممكن !!!!!! |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
قصةموسى وملك الموت | معاوية فهمي إبراهيم مصطفى | السير والتاريخ وتراجم الأعلام | 0 | 2020-03-26 07:48 PM |
هل اذى الامامية الاثنى عشرية أحد فرق الشيعة الصحابة والناس و النبي الأكرم محمد (ص) ؟؟؟ | ابو هديل | الشيعة والروافض | 0 | 2020-03-16 08:57 PM |
اية العنكبوت تؤكد قذارة و نجاسة دين المجوس الواهي الضعيف | ابو هديل | الشيعة والروافض | 1 | 2020-03-10 08:14 PM |
لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه | معاوية فهمي إبراهيم مصطفى | السنة ومصطلح الحديث | 0 | 2019-11-21 08:18 PM |
الشرك و المشركين في عقائد الامامية الاثنى عشرية أحد فرق الشيعة | ابو هديل | الشيعة والروافض | 0 | 2019-11-04 09:38 PM |