احذر ايها السائل عن الحكم الشرعي أن يكون غاية سؤالك الاستهزاء بنصوص الشرع!
احذر ايها السائل عن الحكم الشرعي أن يكون غاية سؤالك الاستهزاء بنصوص الشرع!
حين يطرح مسلم أسئلة عن الحكم الشرعي في مسألة من المسائل أو يأتي بحديث و يستفسر عنه، تُسَرُّ نفس المؤمن عند الوهلة الاولى لأنه يرى مسلما يهتم بدين الله و يريد معرفة حكم الله و العمل به، يفرح المؤمن لانه يظن أن السائل لعله مِمَّن ينطبق عليهم قول الرسول صلى الله عليه و سلم: "مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ"(رواه البخاري و مسلم)، لكن سرعان ما تتبدد الفرحة حين تدرك من خلال ردود السائل أن غرضه ليس معرفة حكم الله في المسألة و إنما غرضه الحكم على حكم الله، غرضه إخضاع شرع الله لحكم عقله و تجاربه، ... تدرك أن هدفه ليس فهم الحديث و إنما الاستهزاء به! ... تدرك أن السائل لم يسأل ليعرف الحكم الشرعي و من ثم ليخضع له و يستسلم لأمر الله كما هو حال المؤمن الحق {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ}(سورة النساء: 125)، {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ المُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ}(سورة النور:51)، و إنما سؤاله كان للجدال في الحق و للصد عن سبيل الله، و لرفض الحكم الشرعي، ... ..
فنقول لمثل هؤلاء، إذا كان عندكم رأي مسبق في مسألة معينة و انتم مصرون مسبقا على أن لا تغيروا هواكم في تلك المسألة و لو خالف النصوص الشرعية، فلا تسألوا عن الحكم الشرعي فيها و لا تتلاعبوا بشرع الله و تحاولوا إخضاعه لهوى عقولكم، عيشوا حياتكم كما شئتم و اقضوا مصالحكم حسب ما تهوى نفوسكم و عقولكم، لكن دون أن تنسبوا هواكم لله و رسوله، و دون أن تبحثوا على من يأول لكم النصوص الشرعية على مقاس هواكم و إرضاءً لعقولكم، ... فلعل الله يغفر -إذا شاء- لمن ارتكب المعاصي لكن لم يُنسِبها لله و لا كَذَّب الأحاديث و حَرَّفَ الآيات لتوافق هواه، .... لكن احذروا غضب الله الأعظم و عقاب جهنم إذا عمدتم الى تكذيب أحاديث رسول الله أو تحريف معاني النصوص الشرعية لتوافق هواكم {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَىٰ إِلَى الْإِسْلَامِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}(سورة الصف، 7)، {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ، إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ، مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(سورة النحل:116-117)، ...
فلا تطرح السؤال عن الحكم الشرعي لتعبث و تستهزئ به، ... لا تدخل في صراع مع الله و رسوله انت منهزم فيه لا محالة، ... اضبط غرور النفس و العقل و الهوى، فانك عبدٌ مخلوقٌ ضعيف ليست لك القدرة على محاربة الله و رسوله، ... عش حياتك كما شئت حسبك هواك لكن لا تحاول جَرَّ غيرك معك لمعصية الله، و اترك نصوص الله و رسوله جانبا، كما تركتها عندما قررت العمل خلافا لها، فلا تحاول تطويع النصوص الشرعية لتوافق هواك، ... لا تطرح اسئلة إذا كان غرضك الاستهزاء بالنصوص الشرعية، ... احذر ان تكون ممن ينطبق عليهم قول الله سبحانه و تعالى ذكره: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُوا مُؤْمِنِينَ، أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ، يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ ۚ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ، وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ، الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ، وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ هِيَ حَسْبُهُمْ ۚ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ}(سورة التوبة: 62-68 )، ...
..
|