أنصار السنة  
جديد المواضيع







للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 Online quran classes for kids   online quran academy   Online Quran School 
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك


العودة   أنصار السنة > حوار الأديان > رد شبهات الملاحدة العرب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2018-03-09, 10:03 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,075
افتراضي القرآن في مواجهة الإلحاد: من هدايات سورة الإسراء / شريف محمد جابر

القرآن في مواجهة الإلحاد:
من هدايات سورة الإسراء

شريف محمد جابر


هذا المقال هو محاولة لتنبيه المشتغلين في مواجهة ظاهرة الإلحاد المعاصرة إلى حقيقة أولية ينبغي الانطلاق منها والتشبّع بها قبل أي مواجهة فكرية مع الإلحاد. هذه الحقيقة هي أنّ القرآن الكريم قد حوى بين دفتيه ما يحتاجه الإنسان في كل عصر من أسباب الهداية، وأنّ فيه من الخطاب العقلي البرهاني ما يكفي للانطلاق منه والبناء عليه في محاججة الكفار بجميع أصنافهم.
والسبب منطقي واضح؛ فهو رسالة الله الأخيرة للبشرية، ومن ثمّ فهو يحتوي بالضرورة على كل ما يلزم لإقامة الحجّة على الكافرين وعلى أسباب هداية البشر جميعًا.
ولقد شاعت منذ قرون طويلة مقولة مغلوطة لا تزال –مع الأسف– تهيمن على قناعة بعض المسلمين اليوم، مفادها أنّه لا يمكن الاحتجاج بالقرآن على غير المؤمنين؛ لأنّه حجّة على المؤمنين به فقط، وليس فيه حجّة على من لا يؤمن به، وأنّه ينبغي أولا إثبات وجود الله وأنّ القرآن وحي من عنده بأدلة عقلية وعلمية خارجية، ثم بعد إيمانهم بالقرآن يمكن الاستدلال بآياته ومحاججتهم بها! وهي مقولة خاطئة ينبغي مراجعتها ممّا ينبغي مراجعته من تراثنا الكلامي والعقائدي، فالقرآن فيه هدى وبيّنات لكل الناس، وليس للمسلمين فحسب، قال تعالى:
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ...(185)} (البقرة).
وقد كان الرسول يواجه بالقرآن قومًا لا يؤمنون به ولا بالبعث ولا بالتوحيد، قال سبحانه:
{ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)} (الفرقان) أي بالقرآن.

وفي هذا المقال سنوضّح من خلال سياق من الآيات في سورة الإسراء، إلى جانب آيات أخرى، كيف يمكن للقرآن أن يواجه بعض أبرز شبهات الإلحاد المعاصر، التي يظنّ الملاحدة بأنّه لم يسبقهم إليها أحد. والشبهة التي سنناقشها من خلال آيات الكتاب هي قولهم:
لماذا لا يَظهر الله للناس أو يُظهر لهم أدلّة حسّية خارقة واضحة ليؤمنوا؟ ولماذا خلق الله كلّ هذه «العقبات» في طريق الوصول للهداية والإيمان؛ كالشيطان والهوى والشهوات؟
يعتقد كاتب هذه السطور أنّ القرآن يجيب أفضل إجابة على هذه الأسئلة، وفيه ما هو أوسع بكثير مما عرضته هنا، ولكنّي اقتصرت على نموذج واحد من سورة الإسراء، مع بعض الآيات الأخرى، كي لا يطول المقال، راجيا من الله أن أتمكّن من إنجاز دراسة أوسع تحاول استيفاء نماذج الحجاج في القرآن الكريم.

مع هدايات سورة الإسراء
في سورة الإسراء نموذج رائع يوضّح منهجية القرآن في التعامل مع من يكفر بالله، وهو نموذج ينطبق على الإنسان في كل عصر، ويصلح لتفنيد بعض الشبهات المعاصرة التي يطرحها الملحدون اليوم، ولتوضيح حقائق إيمانية ينبغي أن ينتبه إليها الدعاة، وتحديدًا أولئك الذين تولّوا مهمة مناقشة ظاهرة الإلحاد.

يبدأ النموذج بهذه الآية من سورة الإسراء:
{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا (89)}.

سورة الإسراء نموذج رائع يوضح منهجية القرآن في التعامل مع من يكفر بالله ويصلح لتفنيد بعض الشبهات المعاصرة التي يطرحها الملحدون اليوم.
تؤسس هذه الآية لحقيقة أساسية يجب الانتباه إليها، وهي أنّ هذا القرآن يحوي من البراهين ما يكفي لمخاطبة الجاحدين بالله عز وجل ومن يرفضون اتباع دينه.
ومهما طرحنا من أمثلة معاصرة للملحدين أو الرافضين للإسلام، فهي تعود بجذورها إلى «نماذج الحجاج» القرآنية، إذ كل ما يمكن أن نذكره بخصوص حقيقة الإنسان ودلالتها على الخالق ورعايته موجَّهٌ إليه في قوله تعالى: { وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (21)} (الذاريات) وما يشبهه.
وكل ما يمكن أن نذكره بخصوص الآيات الكونية ودلالتها على الخالق موجَّهٌ إليه في قوله تعالى:
{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأولِي الألْبَابِ (190)} (آل عمران) وما يشبهه. فالقرآن مليء بتوجيه النظر إلى ما يستثير العقول والقلوب للإقرار بالخالق والخضوع له بالعبادة.
بعد أن يؤكّد السياق اكتفاء القرآن بـ «نماذج الحجاج»، يتطرّق إلى شبهة الجاحدين بالله التي ربّما تكون الأكثر شهرة، والتي لا زال الملاحدة يجترّونها حتى يومنا هذا، وهي شبهة طلب الدليل الحسّي الخارق الواضح على الخالق وعلى صحة الرسالة:

{ وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً (93)} (الإسراء).

لو نظرنا إلى المشترك بين كل «طلبات» الكفّار هذه لوجدنا أنّه الخوارق الحسّية الواضحة، فكيف علّم الله عزّ وجلّ رسوله صلى الله عليه وسلّم أن يجيب؟ كانت الإجابة سهلة، ولكنّها في الواقع عميقة وتؤسّس لفكرة غاية في العمق في أساس التكليف بهذا الدين، قال سبحانه:
{ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً }.
وهي آية تؤكّد على أنّ الوصول للحقّ لا يكون إلا بالأدوات البشرية، بل يزيد السياق بعد ذلك:
{ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولاً (94) قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً (95)} (الإسراء).
تؤكّد هذه الآيات مفهوما أساسيّا في التكليف بهذا الدين، وهو مفهوم «الابتلاء»، أي الاختبار، والذي لا يتم إلا بأدوات النوع المكلَّف: فالبشر يُختبرون بأدوات البشر، والملائكة -لو شاء الله أن يختبرهم- بأدوات الملائكة.
لقد منح الله البشر العقل والوعي والإرادة وحرية الاختيار، وغرس في نفوسهم منذ لحظة خلقهم فطرة التوحيد:
{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30)} (الروم).
وأرسل لهم رسلا مبشّرين ومنذرين كي لا تكون لهم حجّة بعد الرسل، ثمّ وضع لهم في الطريق ما يمكن أن نسمّيه «منغصّات الوصول»؛ كالشيطان والأهواء والشهوات واختلاف العقول وغيرها.

سنّة الابتلاء
وهنا يتساءل الملحد: ولماذا وضع الله هذا كله؟ ألم يكن قادرا (سبحانه) على تمهيد الطريق لهم دون تكليفهم عناء البحث عن الحقيقة بأدواتهم البشرية ومقاومة الأهواء والشيطان؟
بلى هو القادر على كلّ شيء، ولكنْ شاء سبحانه أن يكون خلقه على هذه الهيئة، وهو القائل:
{ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)} (الأنبياء).
شاء سبحانه أن يكون الابتلاء (أي الاختبار) جزءا من خلق الإنسان. ومن يُراجع القرآن من أوله إلى آخره سيجد التأكيد الدائم على حقيقة الابتلاء هذه؛ سيجدها في اختبار آدم وحواء الأول مع الشجرة، ثمّ سيجدها في ابتلاء إبراهيم، ثمّ في ابتلاء جند طالوت، ثم في ابتلاء تحويل القبلة، ثم في ابتلاء معركة أُحد.. وغيرها وغيرها من نماذج الابتلاء..
حرية الاختيار تعني أن هناك عدة اختيارات ينبغي «الاجتهاد» للاختيار من بينها أما إذا كان الجميع سيختارون الشيء ذاته فهم مقهورون وليسوا مختارين.
وسنجد تأكيد حقيقة الابتلاء هذه مطلقا في قوله تعالى:
{ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2)} (الإنسان).
تبتليه: أي نختبره، ولعلّ في قوله تعالى { فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا } إشارة إلى بعض أدوات التعامل مع الابتلاء، فهذا الإنسان سميع؛ يستمع إلى رسالات ربّه على لسان رسله.
وهو بصير؛ يرى آيات الله في الأنفس والآفاق. فهو مزوّد بأدوات اجتياز الاختبار، ولكنّه اجتياز يحتاج إلى جهد، يحتاج إلى إرادة ليكون الاختيار هو اختيار الحقّ، ويحتاج إلى مقاومة غواية الشيطان وضبط شهوات الدنيا، وإلى التعبّد لله ليثبت الإيمان في القلب؛ ليكون الوصول إلى جنّات النعيم ثمرةَ جهد هذا الكائن الذي كرّمه الله ومنحه ما لم يمنح أحدًا من خلقه.. وهل يتوقّع الإنسان أن يُكرَّم هذا التكريم ويُمنح الإرادة وحرية الاختيار دون أن يكون لها ضريبة من الجهد؟!
لا قيمة للاختبار في الحقيقة لو شطبنا كلّ هذه الصعوبات و«العقبات»، يقول تعالى:
{ قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (38)} (البقرة).

ما قيمة { فَمَن تَبِعَ هُدَايَ } لو كان الوضع على النحو التالي: لا شيطان ولا شرور ولا أهواء.. لا اختلاف بين البشر والجميع يفكّرون بنفس الطريقة.. كل شيء واضح ولا يحتاج إلى بذل جهد؟!
في هذه الحالة سيسير الجميع نحو مصير واحد.. سيكون الجميع حينها مقهورًا على طريق الهداية، ولن تكون هناك قيمة للعقل وحرية الاختيار التي تميّز بها الإنسان عن بقية المخلوقات؛ لأنّ حرية الاختيار تعني أنّ هناك عدة اختيارات ينبغي «الاجتهاد» للاختيار من بينها، أما إذا كان الجميع سيختارون الشيء ذاته فهم مقهورون وليسوا مختارين!
الحياة الدنيا «اختبار» كما أخبرنا الله سبحانه:
{ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)} (الملك).
ولا قيمة لـ { أيّكم أحسنُ عملا } لو كنّا جميعًا سنقوم بنفس العمل!
إنّ تكريم الله لنا وتشريفنا بالعقل والحرية والإرادة هو الذي جعل وجود هذه الأمور التي تبدو لنا شرورا وصعوبات أمرًا ضروريّا، ولولاها لم تكن هناك قيمة للحساب والجزاء والجنة والنار.

هل سمعتم عن معلّم يُجري لطلبة الرياضيات المتفوّقين اختبارا في حلّ 1+1؟ هل سيكون حينذاك اختبارا حقيقيّا؟!
ولله المثل الأعلى، فإنّ ما يطلبه هؤلاء الكفّار في نموذج آيات الإسراء (90-93) أمور لو تحققت لهم لبَطُل معنى الاختبار الذي كان غاية في خلق الإنسان!
ثم تأتي الآية المرهم.. الآية المطَمئِنة للرسول ولنا جميعًا، إذ يقول له ربنا جلّ جلاله:
{ قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا } (الإسراء: 96).

وكأنّ الله جلّ جلاله يخبره بألا يقلق، فالقضية عنده سبحانه، وهو بعباده خبير بصير. يعلم سبحانه أنّه إنما وضع فيهم وسائل الهداية بأدواتهم البشرية، وأنّ كل ما يطلبونه في هذه الدعاوى إنما هو باطل لا حجّة فيه. وهي رسالة مناسبة لكلّ مسلم غيّور على دينه يتكلّف فوق ما ينبغي أحيانًا في مناقشة الملاحدة، ويحاول أن يُظهر لهم بأنّ الإيمان بوجود الله هو شيء عقلي بحت وسهل جدّا مثل 1+1 وأنّه يلزمهم الإيمان بذلك حتمًا!

والأمر ليس كذلك، فحقائق الإيمان ليست معادلات رياضية حتمية النتائج، وهؤلاء البشر ليسوا حواسيب تُدخَل إليهم تلك البيانات فيصبحوا مؤمنين بالضرورة: { لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ..(272)} (البقرة).

يقول سبحانه: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)} (البقرة).
فلأيّ سبب كان هذا الختم؟

الكفر موقف نفسي لا عقلي
القرآن يؤكّد أنّ أساس الضلال هو التكبّر في الأرض بغير الحقّ:
{ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146)} (الأعراف).

فالقرآن يؤكّد: { وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا }. وفي آية سابقة من سورة الإسراء يتّضح السبب وراء عدم إنزال مثل تلك الآيات الواضحة التي يطالب بها هؤلاء الكفار:
{ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59)} (الإسراء).
وهذه الآيات على أيّة حال كانت للتخويف كما يوضّح بجلاء { وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا }، أما أسباب الهداية الكافية فهي متوفّرة للإنسان حتى بدون تلك الأدلة الحسّية الواضحة؛ فالإنسان مزوّد بالهدى الربّاني الذي جاءت به الرسالات، وبكونه مفطورًا على التوحيد، وبالعقل والوعي وحرية الاختيار.

في سياق آخر في سورة النمل، في قصة موسى تحديدًا، يأتي نموذج آخر يؤكّد على أنّ أسباب الضلال هي أسباب نفسية، ففساد القلوب هو المانع الأول للهداية، حتى مع وجود الأدلة الحسّية الواضحة، بل حتى مع اقتناع أولئك الكفار بصحّة دعوة موسى عليه السلام:
{ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (12) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14)}.

ولكنْ أنفسهم يظلمون!
ثم ينتهي السياق في سورة الإسراء بهذه الآيات:
{ وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (97) ذَلِكَ جَزَاؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (98) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُورًا (99)} .

ولعلّ متشكّكا يقول: إذا كان أمر الهداية بيد الله فهي إذن جبريّة ولا خيار للإنسان فيها!
ولكنّ القرآن مليء بما يدحض هذا الوهم، وهداية الله أو إضلاله إنّما هي بسبب ما في تلك النفوس من إرادة الحقّ والسعي إليه، أو إرادة الباطل والاستكبار في الأرض. أي إنّ الإضلال من الله هنا يكون بما كسبتْ قلوب البشر باختيارها الحرّ، والقرآن يؤكّد على هذا المعنى في آيات عديدة:
{ كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86)} (آل عمران).
والله عادل لا يظلِم:
{ مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَـٰذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّـهُ وَلَـٰكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (117)} (آل عمران).

والقرآن يؤكّد على مسؤولية الإنسان عن مصيره في الآخرة:
{ ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّـهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (182)} (آل عمران).

وهكذا، يقدّم لنا سياق الآيات في سورة الإسراء (89-99) تفنيدًا راسخًا لإحدى أبرز دعاوى الإلحاد، بدءًا بالمطالبة بالأدلة الحسّية السهلة، وصولا إلى التشكيك بالهدف من وجود تلك «الحواجز» التي تقف بين الإنسان والإيمان بالله.

حتى يكتمل المشهد
هداية الله أو إضلاله إنما هي بسبب ما في تلك النفوس من إرادة الحق والسعي إليه أو إرادة الباطل والاستكبار في الأرض.
غير أنّ المشهد لا يكتمل إلا إذا علمنا أنّ الله رؤوف رحيم بنا.. يعلم ضعفنا كبشر، فيسّر لنا وسائل الهداية بعد أن أرشد إليها:
{ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا (28) } (النساء).
قضى سبحانه أنّ مُضيّ الإنسان في درب الهداية يمهّد له السير والارتقاء فيها:
« وإن اقترب إليَّ شِبرًا، تقرَّبتُ إليه ذراعًا. وإن اقترب إليَّ ذراعًا، اقتربت إليه باعًا. وإن أتاني يمشي، أتيتُه هرْولةً » (صحيح مسلم).
ومتى ألقى الكافر عن عقله وقلبه أغلال الاستكبار، وخفقتْ حقيقة الإيمان في قلبه وخضع لله العزيز القهّار، متذلّلا على أعتابه راجيا منه الهداية؛ إلا وقد أخذ الله بيده إلى النور، قال سبحانه:
{ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)} (البقرة).

فليس الإيمان معادلة رياضية تقتنع بها العقول فتلتزمها، وإنما هو حقيقة نفسية يوفّق الله إليها من استجاب لنداء العقل والفطرة ولم يطمسْه باتّباع الهوى والشهوات.. وهل يردُّ اللهُ إنسانًا سار على درب إبراهيم عليه السلام ومضى يبحث عن الله؟
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)} (البقرة).

وإذا لم يؤمن الملحد بعد الإتيان بكل الأدلة والبراهين؟
القرآن يخبرك بأنّه ليس من وظيفتك قهرهم على الهداية، ويحرّرك من شعور الحسرة:
{ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8)} (فاطر).
فلمْ تُكلَّف بإجبار البشر على الهداية، وإنما كُلّفتَ بالبلاغ المبين، وبجدالهم بالتي هي أحسن.

(المصدر: موقع إضاءات)
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2018-03-09, 11:15 PM
أبو عبيدة أمارة أبو عبيدة أمارة غير متواجد حالياً
مشرف قسم حوار الملاحدة
 
تاريخ التسجيل: 2013-07-20
المكان: بيت المقدس
المشاركات: 6,063
افتراضي رد: القرآن في مواجهة الإلحاد: من هدايات سورة الإسراء / شريف محمد جابر

حياك الله أخي نبيل
وهذا موضوع مشابه وفيه أدلة أخرى .
http://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=51774
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2018-03-11, 05:36 PM
أبو عبيدة أمارة أبو عبيدة أمارة غير متواجد حالياً
مشرف قسم حوار الملاحدة
 
تاريخ التسجيل: 2013-07-20
المكان: بيت المقدس
المشاركات: 6,063
افتراضي رد: القرآن في مواجهة الإلحاد: من هدايات سورة الإسراء / شريف محمد جابر

ومثال آخر على اعجاز القرآن وعلى انه من عند الله تعالى ان يسترجع الناس ما يسلبه الذباب
وهذا امر لم يكتشف سوى في ايامنا ولم يكن يعلمه احد من البشر سابقا وبتاتا !!! وهذا دليل قاطع لا يقبل الشك ان القرآن من عند خالق كل شيء وعالم السر وأخفى
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 link 
*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 اشتراك هولك   شركة تسليك المجاري بالخبر والدمام 
 صيانة غسالات خميس مشيط   صيانة غسالات المدينة   صيانة مكيفات المدينة   صيانة ثلاجات المدينة   صيانة غسالات الطائف   صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات مكة المكرمة   صيانة ثلاجات مكة المكرمة   صيانة مكيفات مكة   صيانة مكيفات جدة   صيانة مكيفات المدينة   صيانة مكيفات تبوك   صيانة مكيفات بريدة   سباك المدينة المنورة 
 تطبيقات التداول والاستثمار   شركة سياحة في روسيا   بنشر متنقل   شركة تصميم مواقع   Online Quran Classes 
 شركة مكافحة حشرات في دبي 
 شركة تسليك مجاري بالرياض   شركة تسليك مجاري بالرياض   استشارات نفسيه   اعراض الاكتئاب   اشتراك iptv   Bursa Tour   dubai airport transfers   سطحة شمال الرياض   سطحة بين المدن   سطحه شرق الرياض   شحن السيارات   سطحة هيدروليك   شركة نقل السيارات بين المدن   أرخص شركة شحن سيارات   شركة شحن سيارات   شراء سيارات تشليح   بيع سيارة تشليح 
 certified translation office in Jeddah   مأذون شرعي   يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت 
 yalla shoot   يلا شوت   yalla shoot   سوريا لايف 
 يلا كورة 
 الاسطورة لبث المباريات   yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   مباريات اليوم مباشر   Koora live 
 best metal detector for gold   جهاز كشف الذهب   جهاز كشف الذهب   تأمين زيارة عائلية   Best Advocate in Dubai   خبير تسويق الكتروني 
 شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات   شركة عزل خزانات بجدة   شركة نقل عفش بالرياض   مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر   شركة نقل عفش بالرياض 
 شركة تنظيف بجدة   شركة تنظيف فلل بجدة   شركة مكافحة حشرات بجدة   شركة تنظيف المنازل بجدة   كورة اون لاين 
 دكتور مخ وأعصاب 
 شركة تنظيف منازل بخميس مشيط 
 شدات ببجي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   مجوهرات يلا لودو   شحن يلا لودو   ايتونز امريكي   بطاقات ايتونز امريكي   شدات ببجي تمارا   شدات ببجي اقساط 
 شركة نقل اثاث بالرياض   افضل شركة مكافحة النمل الابيض بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض 
 نشر سناب 
 اضافات سناب   حسابات تويتر 
 كشف تسربات المياه مجانا   لحام خزانات فيبر جلاس بالرياض   شركة تخزين عفش بالرياض   برنامج ارسال رسائل الواتساب   شركة تسليك مجاري بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   شركة مقاولات   تنسيق حدائق 
 شركة حور كلين للتنظيف   شركة صيانة افران بالرياض   شركة صيانة افران شمال الرياض   شركة عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   شركة عزل شينكو بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   دعاء القنوت 
دليل السياح | تقنية تك | بروفيشنال برامج | موقع . كوم | شو ون شو | أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي | المشرق كلين | الضمان | Technology News | خدمات منزلية بالسعودية | فور رياض | الحياة لك | كوبون ملكي | اعرف دوت كوم | طبيبك | شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية | خدماتنا فى البلد | الزاجل دوت كوم

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
الليلة الحمراء عند الشيعة، الغرفة المظلمة عند الشيعة، ليلة الطفية، ليلة الطفية عند الشيعة، الليلة الظلماء عند الشيعة، ليلة الظلمة عند الشيعة الليلة السوداء عند الشيعة، ليلة الطفيه، ليلة الطفية'' عند الشيعة، يوم الطفية'' عند الشيعة، ليلة الطفيه الشيعه، يوم الطفيه عند الشيعه ليله الطفيه، ماهي ليلة الطفيه عند الشيعه، الطفيه، الليلة المظلمة عند الشيعة، ماهي الليله الحمراء عند الشيعه يوم الطفيه، الطفية، الليله الحمراء عند الشيعه، ليلة الظلام عند الشيعة، الطفية عند الشيعة، حقيقة ليلة الطفية أنصار السنة | منتدى أنصار السنة | أنصار السنة المحمدية | جماعة أنصار السنة المحمدية | جماعة أنصار السنة | فكر أنصار السنة | فكر جماعة أنصار السنة | منهج أنصار السنة | منهج جماعة أنصار السنة | جمعية أنصار السنة | جمعية أنصار السنة المحمدية | الفرق بين أنصار السنة والسلفية | الفرق بين أنصار السنة والوهابية | نشأة جماعة أنصار السنة | تاريخ جماعة أنصار السنة | شبكة أنصار السنة | انصار السنة | منتدى انصار السنة | انصار السنة المحمدية | جماعة انصار السنة المحمدية | جماعة انصار السنة | فكر انصار السنة | فكر جماعة انصار السنة | منهج انصار السنة | منهج جماعة انصار السنة | جمعية انصار السنة | جمعية انصار السنة المحمدية | الفرق بين انصار السنة والسلفية | الفرق بين انصار السنة والوهابية | نشاة جماعة انصار السنة | تاريخ جماعة انصار السنة | شبكة انصار السنة | انصار السنه | منتدى انصار السنه | انصار السنه المحمديه | جماعه انصار السنه المحمديه | جماعه انصار السنه | فكر انصار السنه | فكر جماعه انصار السنه | منهج انصار السنه | منهج جماعه انصار السنه | جمعيه انصار السنه | جمعيه انصار السنه المحمديه | الفرق بين انصار السنه والسلفيه | الفرق بين انصار السنه والوهابيه | نشاه جماعه انصار السنه | تاريخ جماعه انصار السنه | شبكه انصار السنه |