جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#21
|
|||
|
|||
بحار الانوار ج22
باب 1 : وصيته صلى الله عليه وآله عند قرب وفاته وفيه تجهيز جيش أسامة وبعض النوادر - ع : ماجيلويه ، عن محمد العطار ، عن سهل ، عن محمد بن الوليد الصيرفي عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله الوفاة دعا العباس بن عبدالمطلب وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال للعباس : يا عم محمد تأخذ تراث محمد وتقضي دينه وتنجز عداته ؟ فرد عليه وقال : يا رسول الله أنا شيخ كبير ، كثير العيال ، قليل المال ، من يطيقك وأنت تباري الريح ؟ قال : فأطرق عليه السلام هنيئة ثم قال : يا عباس أتأخذ تراث ( 2 ) رسول الله ، وتنجز عداته ، وتؤدي دينه ؟ فقال : بأبي أنت وامي أنا شيخ كبير كثير العيال ، قليل المال ، من يطيقك وأنت تباري الريح ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أما أنا ( 3 ) ساعطيها من يأخذ بحقها ، ثم قال : يا علي يا أخا محمد أتنجز عداة محمد وتقضي دينه ، وتأخذ تراثه ؟ قال : نعم بأبي أنت وامي ( 4 ) قال : فنظرت إليه حتى نزع خاتمه من إصبعه ، فقال : تختم بهذا في حياتي ، قال : فنظرت إلى الخاتم حين وضعه علي عليه السلام في إصبعه اليمنى فصاح رسول الله صلى الله عليه وآله : يا بلال علي بالمغفر والدرع والراية ، وسيفي ذي الفقار ، وعمامتي السحاب ، والبرد والابرقة ، والقضيب ( 5 ) فوالله ما رأيتها قبل ساعتي تيك ، يعني الابرقة ، كادت تخطف الابصار ، فإذا هي من أبرق الجنة ، فقال : يا علي إن جبرئيل أتاني بها ، فقال : يا محمد اجعلها في حلقة -بحار الانوار مجلد: 22 من ص 456 سطر 19 الى ص 464 سطر 18 الدرع ، واستوفر بها مكان المنطقة ، ثم دعا بزوجي نعال عربيين إحداهما مخصوفة والاخرى غير مخصوفة ، والقميص الذي أسرى به فيه ، والقميص الذي خرج فيه يوم احد ، والقلانس الثلاث : قلنسوة السفر ، وقلنسوة العيدين ( 6 ) ، وقلنسوة كان يلبسها ويقعد مع أصحابه ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا بلال علي بالبغلتين : الشهباء والدلدل ، والناقتين : العضباء والصهباء ( 1 ) ، والفرسين ، الجناح الذي كان يوقف بباب مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله لحوايج الناس ( 2 ) ، يبعث رسول الله صلى الله عليه وآله الرجل في حاجته فيركبه ( 3 ) وحيزوم وهو الذي يقول : اقدم حيزوم ، والحمار اليعفور ( 4 ) ثم قال : يا علي اقبضها في حياتي حتى لا ينازعك فيها أحد بعدي ، ثم قال أبوعبدالله عليه السلام : إن أول شئ مات من الدواب حماره اليعفور ( 5 ) ، توفي ساعة قبض رسول الله صلى الله عليه وآله قطع خطامه ، ثم مر يركض وأتى ( 6 ) بئر بني خطمة بقبا فرمى بنفسه فيها ، فكانت قبره ، ثم قال أبوعبدالله عليه السلام : إن يعفور كلم رسول الله فقال : بأبي أنت وامى إن أبي حدثني عن أبيه عن جده أنه كان مع نوح في السفينة ، فنظر إليه يوما نوح عليه السلام ومسح يده على وجهه ، ثم قال : يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم ، والحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار ( 7 ) . كا : محمد بن الحسن وعلي بن محمد عن سهل مثله ( 8 ) . ( 1 ) في المصدر : والقصوى . ( 2 ) في المصدر : لحوائج رسول الله . ( 3 ) في الكافى : فيركضه في حاجة رسول الله . ( 4 و 5 ) يعفور خ ل . ( 6 ) حتى وافى خ ل . ( 7 ) علل الشرائع : 66 و 67 . ( 8 ) اصول الكافى 1 : 236 و 237 راجعه ففيه اختلاف . 7 - مع : أبي عن أحمد بن إدريس ، عن سلمة بن الخطاب ، عن الحسين بن راشد بن يحيى ( 2 ) . عن علي بن إسماعيل ، عن عمرو بن أبي المقدام قال : سمعت أبا الحسن أن أبا جعفر عليهما السلام يقول في هذه الآية : " ولا يعصينك في معروف "قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لفاطمة عليها السلام : إذا أنا مت فلا تخمشي علي وجها ، ولا ترخي علي شعرا ، ولا تنادي بالويل ، ولا تقيمي علي نائحة، ثم قال : هذا المعروف الذي قال الله عزوجل في كتابه : " ولا يعصينك في معروف ( 4 ) " . ( 1 ) لم يذكر لفظة ( قال ) في المصدر . ( 2 ) علل الشرائع : 67 . ( 3 ) عن يحيى خ ل . ( 4 ) معانى الاخبار : 110 و 111 والاية في الممتحنة : 12 . 8 - بشا : يحيى بن محمد الجواني ، عن جعفر بن محمد الحسيني ، عن محمد بن عبدالله الحافظ ، عن عمر بن إبراهيم الكلابي ، عن حمدون بن عيسى ، عن يحيى بن سليمان ، عن عباد بن عبدالصمد . عن الحسن ، عن أنس قال : جاءت فاطمة ومعها الحسن والحسين عليهم السلام إلى نبي صلى الله عليه وآله في المرض الذي قبض فيه ، فانكبت عليه فاطمة وألصقت صدرها بصدره ، وجعلت تبكي ، فقال لها النبي : يا فاطمة ، ونهاها عن البكآء، فانطلقت إلى البيت فقال النبي صلى الله عليه وآله ويستعبر الدموع : اللهم أهل بيتي وأنا مستودعهم كل مؤمن ثلاث مرات ( 1 ) . ( 1 ) بشارة المصطفى : 154 . 13 - ل : ابن موسى والسناني والمكتب والوراق جميعا ، عن ابن زكريا القطان ، عن ابن حبيب ، عن ابن بهلول ، عن أبي معاوية ، عن سليمان بن مهران عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله الوفاة دعاني ، فلما دخلت عليه قال لي : يا علي أنت وصيي وخليفتي على أهلي وامتي في حياتي وبعد موتي ، وليك وليي ، ووليي ولي الله ، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله ، يا علي المنكر لامامتك بعدي كالمنكر لرسالتي في حياتي لانك مني وأنا منك ، ثم أدناني فأسر إلي ألف باب من ( 1 ) العلم ، كل باب يفتح ألف باب ( 2 ) . ( 1 ) في المصدر : من باب العلم . ( 2 ) الخصال 2 : 179 و 180 . 17 - ل : الثلاثة عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : جآء أبوبكر وعمر إلى أمير المؤمنين عليه السلام حين دفن فاطمة عليها السلام في حديث طويل قال لهما فيه : أما ما ذكرتما أني لم اشهد كما أمر رسول الله صلى الله عليه وآله فإنه قال : " لا يرى عورتي أحد غيرك إلا ذهب بصره " فلم أكن لاريكما ( 5 ) به لذلك ، وأما إكبابي عليه فإنه علمني ألف حرف ، الحرف يفتح ألف حرف ، فلم أكن لاطلعكما على سر رسول الله صلى الله عليه وآله ( 6 ) . ( 5 ) لاذيكما خ ل - أقول : يوجد ذلك في المصدر . ( 6 ) الخصال 2 : 177 . 18 - ير : البزنطي ، عن أبان بن عثمان ، عن عيسى بن عبدالله ، وثابت ، عن حنظلة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وآله يوما بعد أن صلى الفجر في المسجد ، وعليه قميصه سوداء ، فأمر فيه ونهى ووعظ فيه وذكر ، ثم قال : يا فاطمة اعملي فإني لا أملك من الله شيئا ، وسمع الناس صوته وتساروا ومرأى ( 1 ) رسول الله صلى الله عليه وآله وسمعهم نساؤه من وراء الجدر فهن ( 2 ) يمشطن ، وقلن : قد برئ رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقلت لابي عبدالله عليه السلام : توفي ذلك اليوم ؟ قال : نعم ، قلت : فأين ما يرويه الناس أنه علم عليا عليه السلام ألف باب ، كل باب فتح ألف باب ؟ قال : كان ذلك قبل يومئذ ( 3 ) . ( 2 ) وهن خ ل أقول : في المصدر : فرأى يمشطن . ( 3 ) بصائر الدرجات : 88 . 19 - عم ، شا : ثم كان مما آكد النبي صلى الله عليه وآله لامير المؤمنين عليه السلام من الفضل وتخصصه منه بجليل رتبته ما تلا حجة الوداع من الامور المجددة لرسول الله صلى الله عليه وآله والاحداث التي اتفقت بقضاء الله وقدره ، وذلك أنه صلى الله عليه وآله تحقق من دنو أجله ما كان قدم الذكر به لامته ، فجعل عليه السلام يقوم مقاما بعد مقام في المسلمين يحذرهم الفتنة بعده ، والخلاف عليه ، ويؤكذ وصايتهم بالتمسك بسنته والاجماع ( 4 ) عليها ، والوفاق ، ويحثهم على الاقتداء بعترته ، والطاعة لهم ، النصرة والحراسة والاعتصام بهم في الدين ، ويزجرهم عن الاختلاف والارتداد ، وكان فيما ذكره من ذلك ما جاءت به الرواية على اتفاق واجتماع قوله : يا أيها الناس إني فرطكم ، وأنتم واردون علي الحوض ، ألا وإني سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يلقياني ، وسألت ربي ذلك فأعطانيه ، ألا وإني قد تركتهما فيكم : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فلا تسبقوهم فتفرقوا ، ولا تسبقوهم فتقرقوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، أيها الناس لا ألفينكم بعدي ترجعون كفارا ، يضرب بعضكم رقاب بعض ، فتلقوني في كتيبة كمجر السيل الجرار ، ألا وإن علي بن أبيطالب أخي ووصيي ، يقاتل بعدي على تأويل القرآن ، كما قاتلت على تنزيله " فكان صلى الله عليه وآله يقوم مجلسا بعد مجلس بمثل هذا الكلام ونحوه ، ثم إنه عقد لاسامة بن زيد بن حارثة الامرة ، وأمره وندبه أن يخرج بجمهور الامة إلى حيث اصيب أبوه من بلاد الروم ، واجتمع رأيه على إخراج جماعة من مقدمي ( 1 ) المهاجرين و الانصار في معسكره ، حتى لا يبقى في المدينة عند وفاته من يختلف في الرياسة ، و يطمع في التقدم على الناس بالامارة ، ويستتب ( 2 ) الامر لمن استخلفه من بعده ولا ينازعه في حقه منازع ، فعقد له الامرة على ما ذكرناه ، وجد في إخراجهم وأمر اسامة بالبروز عن المدينة بمعسكره إلى الجرف ، وحث الناس على الخروج إليه ( 3 ) والمسير معه ، وحذرهم من التلوم والابطاء عنه ، فبينا هو في ذلك إذ عرضت له الشكاة التي توفي فيها ، فلما أحس بالمرض الذي عراه أخذ بيد علي بن أبي طالب واتبعه جماعة من الناس وتوجه إلى البقيع ، فقال للذي اتبعه : إنني قد امرت بالاستغفار لاهل البقيع ، فانطلقوا معه حتى وقف بين أظهرهم ، و قال : " السلام عليكم أهل القبور ، ليهنئكم ما أصبحتم فيه مما فيه الناس ، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها " ( 4 ) ثم استغفر لاهل البقيع طويلا ، وأقبل على أمير المؤمنين عليه السلام فقال : " إن جبرئيل عليه السلام كان يعرض علي القرآن كل سنة مرة ، وقد عرضه علي العام مرتين ، ولا أراه إلا لحضور أجلي ثم قال : " يا علي إني خيرت بين خزائن الدنيا والخلود فيها أو الجنة ( 5 ) ، فاخترت لقاء ربي والجنة ، فإذا أنا مت فاستر عورتي ( 6 ) فانه لا يراها أحد إلا أكمه " ثم عاد إلى منزله فمكث ثلاثة أيام موعوكا ، ثم خرج إلى المسجد ( 7 ) ( 7 ) في اعلام الورى : ثم خرج إلى المسجد يوم الاربعاء . معصوب الرأس معتمدا على أمير المؤمنين عليهما السلام بيمنى يديه ، وعلى الفضل بن عباس باليد الاخرى ، حتى صعد المنبر فجلس عليه ثم قال : " معاشر الناس وقد حان مني خفوق من بين أظهركم ، فمن كان له عندي عدة فليأتني أعطه إياها ، ومن كان له علي دين فليخبرني به ، معاشر الناس ليس بين الله وبين أحد شئ يعطيه به خيرا ، أو يصرف عنه به شرا إلا العمل ، أيها الناس لا يدعي مدع ولا يتمنى متمن ، والذي بعثني بالحق نبيا لا ينجي إلا عمل مع رحمة ، ولو عصيت لهويت اللهم هل بلغت . ثم نزل فصلى بالناس صلاة خفيفة ، ثم دخل بيته وكان إذا ذاك في بيت ام سلمة رضي الله عنها ، فأقام به يوما أو يومين ، فجاءت عائشة إليها تسألها أن تنقله إلى بيتها لتتولى تعليله ، وسألت أزواج النبي صلى الله عليه وآله في ذلك فأذن لها ، فانتقل إلى البيت الذي أسكنه عائشة ، واستمر به المرض فيه أياما وثقل ، فجاء بلال عند صلاة الصبح ورسول الله صلى الله عليه وآله مغعمور بالمرض ، فنادى : الصلاة يرحمكم الله ، فاؤذن رسول الله بندائه ، فقال : يصلي بالناس بعضهم فإني مشغول بنفسي ، فقالت عائشة : مروا أبا بكر ، وقالت حفصة : مروا عمر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله حين سمع كلامهما ورأى حرص كل واحد ( 1 ) منهما على التنويه بأبيها وافتتانهما بذلك ورسول الله صلى الله عليه وآله حي : " اكففن فإنكن صويحبات يوسف " ثم قام صلى الله عليه وآله مبادرا خوفا من تقدم أحد الرجلين ، وقد كان صلى الله عليه وآله أمرهما بالخروج ما اسامة ولم يك عندهأنهما قد تخلفا ، فلما سمع من عائشة وحفصة ما سمع علم أنهما متأخران عن أمره ، فبدر لكف الفتنة وإزالة الشبهة ، فقام صلى الله عليه وآله وإنه لا يستقل على الارض من الضعف ، فأخذ بيهد علي بن أبي طالب والفضل بن العباس ، فاعتمد عليهما و رجلاه يخطان الارض من الضعف ، فلما خرج إلى المسجد وجد أبا بكر قد سبق إلى المحراب ، فأومأ إليه بيده أن تأخر عنه ، فتأخر أبوبكر ، وقام رسول الله صلى الله عليه وآله مقامه فكبر ( 2 ) وابتدأ الصلاة التي كان ابتدأها أبوبكر ، ولم يبن على ما مضى من فعاله، فلما سلم انصرف إلى منزله ، واستدعى أبا بكر وعمر وجماعة من حضر المسجد من المسلمين ثم قال : " ألم آمر أن تنفذوا جيش اسامة ؟ " فقالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " فلم تأخرتم عن أمري ؟ " قال أبوبكر : إني كنت قد خرجت ثم رجعت لاجدد بك ( 1 ) عهدا ، وقال عمر : يا رسول الله إني لم أخرج لاننى لم احب أن أسأل عنك الركب ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : " نفذوا جيش اسامة نفذوا جيش اسامة " يكررها ثلاث مرات ، ثم اغمي عليه من التعب الذي لحقه والاسف ( 2 ) فمكث هنيئة مغمى عليه وبكى المسلمون وارتفع النحيب من أزواجه و ولده ونساء المسلمين ( 3 ) وجمع من حضر من المسلمين فأفاق رسول الله صلى الله عليه وآله فنظر إليهم ثم ( 4 ) قال : " ايتوني بدواة وكتف لاكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا " ثم اغمي عليه ، فقام بعض من حضر يلتمس دواة وكتفا ، فقال له عمر : " ارجع فإنه يهجر " فرجع وندم من حضر على ما كان منهم من التضجيع في إحضار الدواة والكتف وتلاوموا بينهم ، وقالوا : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لقد أشفقنا من خلاف رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلما أفاق صلى الله عليه وآله قال بعضم : ألا نأتيك بدواة وكتفيا رسول الله ؟ فقال : " أبعد الذي ( 5 ) قلتم ؟ لا ، ولكني اوصيكم بأهل بيتي خيرا " وأعرض بوجهه عن القوم فنهظوا ، وبقي عنده العباس والفضل بن العباس وعلي بن أبي طالب وأهل بيته خاصة ، فقال له العباس : يا رسول الله إن يكن هذا الامر فينا مستقرا من بعدك فبشرنا وإن كنت تعلم أنا نغلب عليه فأوص بنا ، فقال : أنتم المستضعفون من بعدي ، وأصمت ، فنهض القوم وهو يبكون قد يئسوا من النبي صلى الله عليه وآله ، فلما خرجوا من عنده قال صلى الله عليه وآله : ردوا علي أخي وعمي العباس فأنفذوا من دعاهما فحضرا ، فلما استقر بهما المجلس قال صلى الله عليه وآله : ( 1 ) " يا عم رسول الله تقبل وصيتي ، وتنجز عدتي ، وتقضي ديني ؟ " فقال العباس : يا رسول الله عمك شيخ كبير ، ذو عيال كثير ، وأنت تباري الريح سخاء وكرما ، وعليك وعد لا ينهض به عمك ، فأقبل على علي بن أبي طالب عليه السلام ( 2 ) فقال له : " يا أخي تقبل وصيتي ، وتنجز عدتي ، وتقضي عني ديني ، وتقوم بأمر أهلي من بعدي ؟ " فقال : نعم يا رسول الله ، فقال له : ادن مني ، فدنا منه ، فضمه إليه ، ثم نزع خاتمه من يده فقال له : خذ هذا فضعه في يدك ، ودعا بسيفه ودرعه وجميع لامته فدفع ذلك إليه ، والتمس عصابة كان يشدها على بطنه إذا لبس سلاحه وخرج إلى الحرب فجئ بها إليه فدفعها إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، وقال له ، امض على اسم الله إلى منزلك ، فلما كان من الغد حجب الناس عنه وثقل في مرضه ( 3 ) ، وكان أمير - المؤمنين عليه السلام لا يفارقه إلا لضرورة ، فقام في بعض شؤنه فأفاق رسول الله صلى الله عليه وآله إفاقة فافتقد عليا عليه السلام فقال وأزواجه حوله : " ادعوا لي أخي وصاحبي " وعاوده الضعف فأصمت ، فقالت عائشة : ادعوا له أبا بكر فدعي ودخل عليه وقعد عند رأسه ، فلما فتح عينه نظر إليه فأعرض عنه بوجهه ، فقال أبوبكر فقال : لو كان له إلي حاجة لافضى بها إلي ، فلما خرج أعاد رسول الله صلى الله عليه وآله القول ثانية وقال : " ادعوا لي أخي وصاحبي " فقالت حفصة : ادعوا له عمر ، فدعي فلما حضر ورآه رسول الله صلى الله عليه وآله أعرض عنه فانصرف ، ثم قال : " ادعوا لي أخي وصاحبي " فقالت ام سلمة رضي الله عنها : ادعوا له عليا عليه السلام فإنه لا يريد غيره ، فدعي أمير المؤمنين عليه السلام فلما دنا منه أومأ إليه ، فأكب عليه فناجاه رسول الله صلى الله عليه وآله طويلا ، ثم قام فجلس ناحية حتى اغفي رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلما اغفي خرج فقال له الناس : ما الذي أوعز إليك يا أبا الحسن ؟ فقال : علمني ألف باب من العلم ، فتح لي كل باب ألف باب ، وأوصاني بما أنا قائم به إنشاء الله تعالى ، ثم ثقل وحضره الموت وأمير - المؤمنين عليه السلام حاضر عنده ، فلما قرب خروج نفسه قال له : " ضع يا علي رأسي في حجرك ، فقد جاء أمر الله تعالى ، فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك ، ثم وجهني إلى القبلة وتول أمري ، وصل علي أول الناس ، ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي ، واستعن بالله تعالى " فأخذ علي عليه السلام رأسه فوضعه في حجره ، فاغمي عليه ، فأكبت فاطمة عليها السلام تنظر في وجهه وتندبه وتبكي وتقول : وأبيض يستسقي الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للارامل ففتح رسول الله صلى الله عليه وآله عينه وقال بصوت ضئيل : يا بنية هذا قول عمك أبي - طالب لا تقوليه ، ولكن قولي : " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " ( 1 ) فبكت طويلا فأومأ إليها بالدنو منه ، فدنت منه فأسر إليها شيئا تهلل وجهها له ، ثم قبض صلى الله عليه وآله ويد أمير المؤمنين اليمنى تحت حنكه ففاضت نفسه صلى الله عليه وآله فيها ، فرفعها إلى وجهه فمسحه بها ، ثم وجهه وغمضه ومد عليه إزاره ، واشتغل بالنظر في أمره ، فجاءت الرواية أنه قيل لفاطمة عليها السلام : ما الذي أسر إليك رسول الله صلى الله عليه وآله فسرى عنك به ما كنت عليه من الحزن والقلقبوفاته ؟ قالت : إنهأخبرني أنني أول أهل بيته لحوقا به، وأنه لن تطول المدةلي بعده حتى أدركه ( 2 ) ، فسرى ذلك عني ( 3 ) . ( 1 ) آل عمران : 144 . ( 2 ) وكان فيما اسر اليها على ما جاء الرواية به : أن الائمة الاثنى عشر خلفاءه من ولدها ، وكان فيه اشادة بمناقبهم ومناقب زوجها وسبطيها . ( 3 ) ارشاد المفيد : 94 - 98 ، اعلام الورى : 82 - 84 . 24 - جا : الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن الثقفي ، عن محمد بن مروان عن زيد بن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : لما حضر النبي صلى الله عليه وآله الوفاة نزل جبرئيل عليه السلام فقال له جبرئيل : يا رسول الله هل لك في الرجوع ؟ قال : لا ، قد بلغت رسالات ربي ، ثم قال له : أتريد الرجوع إلى الدنيا ؟ قال : لا ، بل الرفيق الاعلى ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله للمسلمين وهم مجتمعون حوله : " أيها الناس لا بني بعدي ولا سنة بعد سنتي ، فمن ادعى ذلك فدعواه وبدعته في النار ومن ادعى ذلك فاقتلوه ، ومن اتبعه فإنهم في النار أيها الناس أحيوا القصاص وأحيوا الحق ولا تفرقوا وأسلموا وسلموا تسلموا ، كتب الله لاغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز " ( 3 ) . 27 - كتاب الطرف للسيد علي بن طاووس نقلا من كتاب الوصية للشيخ عيسى بن المستفاد الضرير ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام قال : لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله الوفاة دعا الانصار وقال : " يا معشر الانصار قد حان الفراق ، وقد دعيت وأنا مجيب الداعي ، وقد جاورتم فأحسنتم الجوار ، ونصرتم فأحسنتم النصرة ، وواسيتم في الاموال ، ووسعتم في المسلمين ، ( 3 ) وبذلتم لله مهج النفوس والله يجزيكم بما فعلتم الجزاء الاوفى ، وقد بقيت واحدة وهي تمام الامر و خاتمة العمل ، العمل معها مقرون إني أرى أن لا أفترق بينهما جميعا ( 1 ) لو قيس بينهما بشعرة ما انقاست ، من أتى بواحدة وترك الاخرى كان جاحدا للاولى ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا " قالوا : يا رسول الله فأين لنا بمعرفتها ( 2 ) ، فلا نمسك عنها فنضل ونرتد عن الاسلام ، والنعمة من الله ومن رسوله علينا ، فقد أنقذنا الله بك من الهلكة يا رسول الله ، وقد بلغت ونصحت وأديت وكنت بنا رؤفا رحيما شفيقا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لهم : " كتاب الله وأهل بيتي فإن الكتاب هو القرآن وفيه الحجة والنور والبرهان ، كلام الله جديد غض طرئ شاهد ومحكم عادل ولنا قائد بحلاله وحرامه وأحكامه يقوم غدا فيحاج أقواما فيزل الله به أقدامهم عن الصراط ، واحفظوني معاشر الانصار في أهل بيتي ، فإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ألا وإن الاسلام سقف تحته دعامة ، لا يقوم السقف إلا بها ، فلو أن أحدكم أتى بذلك السقف ممدودا لا دعامة تحته فأوشك أن يخر عليه سقفه فيهوي في النار ، أيها الناس الدعامة : دعامة الاسلام ، وذلك قوله تعالى : " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه " ( 3 ) فالعمل الصالح طاعة الامام ولي الامر والتمسك بحبله ، أيها الناس أفهمتم ؟ الله الله في أهل بيتي ، مصابيح الظلم ، ومعادن العلم ، وينابيع الحكم ، ومستقر الملائكة ، منهم وصيي وأميني ووارثي ، وهو مني بمنزلة هارون من موسى ألا هل بلغت معاشر الانصار ؟ ألا فاسمعوا ومن حضر ، ألا إن فاطمة بابها بابيوبيتها بيتي ، فمن هتكه فقد هتك حجاب الله " ، قال عيسى : فبكى أبوالحسن عليه السلامطويلا ، وقطع بقية كلامه ( 4 ) ، وقال : هتك والله حجاب الله ، هتك والله حجابالله ، هتك والله حجاب الله يا امه ( 5 ) صلوات الله عليها. أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله كتابالوصية من يد جبرئيل مختومة فدفعها إلي وأمرني أن أفضها ، ففعلت ، وأمرني أنأقرأها فقرأتها ، فقال : إن جبرئيل عندي ( 4 ) أتاني بها الساعة من عند ربيفقرأتها فإذا فيها كل ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يوصي ( 5 ) به شيئا شيئا ما تغادر حرفا . ( 4 ) المصدر خال عن كلمة : عندى . ( 5 ) في المصدر : يوصيني . وبالاسناد المتقدم عنه عن أبيه عن جده الباقر عليهم السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام : قال : كنت مسند ( 1 ) النبي صلى الله عليه وآله إلى صدري ليلة من الليالي في مرضه ، وقد فرغ من وصيته ، وعنده فاطمة ابنته ، وقد أمر أزواجه والنساء أن يخرجن من عنده ففعلن ، فقال : يا أبا الحسن تحول من موضعك وكن أمامي ، قال : ففعلت ، و أسنده جبرئيل عليه السلام إلى صدره ، وجلس ميكائيل عليه السلام على يمينه فقال : يا علي ضم كفيك بعضها إلى بعض ، ففعلت ، فقال لي : قد عهدت إليك ( 2 ) ، احدث العهد لك بمحضر أميني رب العالمين : جبرئيل وميكائيل ، يا علي بحقهما عليك إلا أنفذت وصيتي على ما فيها ، وعلى قبولك إياها بالصبر ( 3 ) والورع على منهاجي وطريقي ، لا طريق فلان وفلان ، وخذ ما آتاك الله بقوة ، وأدخل يده فيما بين كفي ، وكفاي مضمومتان ، فكأنه أفرغ بينهما شيئا ، فقال : يا علي قد أفرغت بين يديك الحكمة وقضاء ما يرد عليك ، وما هو وارد لا يعزب عنك من أمرك شئ ( 4 ) ، وإذا حضرتك الوفاة فأوص وصيتك إلى من بعدك على ما اوصيك واصنع هكذا بلا كتاب ولا صحيفة ( 5 ) . الوصية كل الوصية 28 - كا : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحارث بن جعفر ، عن علي بن إسماعيل بن يقطين ، عن عيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير قال : حدثني موسى بن جعفر عليه السلام قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : أليس كان أمير المؤمنين عليه السلام كاتب الوصية ، ورسول الله صلى الله عليه وآله المملي عليه ، وجبرئيل و الملائكة المقربون شهود ؟ قال : فأطرق طويلا ، ثم قال : يا أبا الحسن قد كان ما قلت ، ولكن حين نزل برسول الله صلى الله عليه وآله الامر نزلت الوصية من عند الله كتابا مسجلا ، نزل به جبرئيل مع امناء الله تبارك وتعالى من الملائكة ، فقال جبرئيل : يا محمد مر باخراج من عندك إلا وصيك ليقبضها منا ، وتشهدنا بدفعك إياها إليه ضامنا لها ، يعني عليا عليه السلام ، فأمر النبي صلى الله عليه وآله باخراج من كان في البيت ما خلا عليا وفاطمة فيما بين الستر والباب ، فقال جبرئيل عليه السلام : يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول : هذا كتاب ما كنت عهدت إليك ، وشرطت عليك ، وشهدت به عليك وأشهدت به عليك ملائكتي ، وكفى بي يا محمد شهيدا ، قال : فارتعدت مفاصل النبي صلى الله عليه وآله وقال : يا جبرئيل ربي هو السلام ، ومنه السلام ، وإليه يعود السلام ، صدق عز وجل وبر ، هات الكتاب ، فدفعه إليه وأمره بدفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : اقرأه فقرأه حرفا حرفا ، فقال : يا علي هذا عهد ربي تبارك وتعالى إلي ، وشرطه علي وأمانته ، وقد بلغت ونصحت وأديت ، فقال علي عليه السلام : وأنا أشهد لك بأبي أنت وامي بالبلاغ والنصحية والتصديق ( 1 ) على ما قلت ، ويشهد لك به سمعي وبصري ولحمي ودمي ، فقال جبرئيل عليه السلام : وأنا لكما على ذلك من الشاهدين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي أخذت وصيتي وعرفتها ، وضمنت لله ولي الوفاء بما فيها ؟ فقال علي عليه السلام : نعم بأبي أنت وامي على ضمانها ، وعلى الله عوني وتوفيقي على أدائها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي إني اريد أن اشهد عليك بموافاتي بها يوم القيامة فقال علي : نعم أشهد ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : إن جبرئيل وميكائيل فيما بيني وبينك الآن ، وهما حاضران معهما الملائكة المقربون لاشهدهم عليك ، فقال : نعم ليشهدوا وأنا بأبي وامي اشهدهم ، فأشهدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وكان فيما اشترط عليه النبي صلى الله عليه وآله بأمر جبرئيل عليه السلام فيما أمره الله عزوجل -بحار الانوار مجلد: 22 من ص 480 سطر 19 الى ص 488 سطر 18 أن قال له : يا علي تفي بما فيها من موالاة من والى الله ورسوله ، والبراءة و العداوة لمن عادى الله ورسوله ، والبراءة منهم على الصبر منك على كظم الغيظ ( 2 ) ، وعلى ذهاب حقك ، وغصب خمسك ، وانتهاك حرمتك ، فقال : نعم يا رسول الله ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، لقد سمعت جبرئيل يقول للنبي صلى الله عليه وآله : يا محمد عرفه أنه ينتهك الحرمة وهي حرمة الله ، وحرمة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وعلى أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط . قال أمير المؤمنين عليه السلام : فصعقت حين فهمت الكلمة من الامين جبرئيل عليه السلام حتى سقطت على وجهي ، وقلت : نعم قبلت ورضيت ، وإن انتهكت ( 1 ) الحرمة وعطلت السنن ، ومزق الكتاب ، وهدمت الكعبة ، وخضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط صابرا محتسبا أبدا ، حتى أقدم عليك ، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة والحسن والحسين وأعلمهم مثل ما أعلم أمير المؤمنين عليه السلام ، فقالوا مثل قوله ، فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسه النار ، ودفعت إلى أمير المؤمنين عليه السلام . فقلت لابي الحسن : بأبي أنت وامي ألا تذكر ما كان في الوصية ؟ فقال : سنن الله وسنن ( 2 ) رسوله صلى الله عليه وآله ، فقلت : أكان في الوصية توثبهم وخلافهم على أمير المؤمنين . عليه السلام ؟ فقال : نعم ، والله شئ بشئ وحرف بحرف ( 3 ) ، أما سمعت قول الله عزوجل : " إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شئ أحصيناه في إمام مبين " والله لقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله لامير المؤمنين وفاطمة عليهما السلام : أليس قد فهمتما ما تقدمت به إليكما وقبلتماه ؟ فقالا : بلى ( 4 ) ، وصبرنا على ما ساءنا وغاظنا ( 5 ) . أقول : روى السيد علي بن طاووس قدس الله روحه في الطرف هذا الخبر مجملا من كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد ( 6 ) . ( 1 ) انتهكت خ ل . ( 2 ) في الطرف : سر الله وسر رسوله . ( 3 ) شيئا شيئا وحرفا حرفا خ ل . اقول : يوجد ذلك في المصدر . ( 4 ) بلى بقبوله خ ل . ( 5 ) اصول الكافى ج 1 ص 281 - 283 . ( 6 ) الطرف : 23 و 24 . 29 - وروى أيضا من الكتاب المذكور عن الكاظم عن أبيه عليهما السلام قال : قال علي بن أبي طالب عليه السلام : كان في وصية رسول الله صلى الله عليه وآله في أولها : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما عهد محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وأوصى به ، وأسنده بأمر الله إلى وصيه علي بن أبيطالب أمير المؤمنين ، وكان في آخر الوصية : شهد جبرئيل وميكائيل وإسرافيل على ما أوصى به محمد صلى الله عليه وآله إلى علي بن أبيطالب عليه السلام ، و قبضه وصيه وضمانه على ما فيها على ما ضمن يوشع بن نون لموسى بن عمران عليهما السلام وعلى ما ضمن وأدى وصي عيسى بن مريم ، وعلى ما ضمن الاوصياء قبلهم على أن محمد أفضل النبيين ، وعليا أفضل الوصيين ، وأوصى محمد وسلم إلى علي ( 1 ) وأقر علي ، وقبض الوصية على ما أوصى به الانبياء ، وسلم محمد الامر إلى علي بن أبيطالب وهذا أمر الله وطاعته ، وولاه الامر على أن لا نبوة لعلي ولا لغيره بعد محمد ، وكفى بالله شهيدا ( 2 ) . ( 1 ) في المصدر : وسلم الامر إلى على بن ابى طالب . ( 2 ) الطرف : 21 و 22 . 31 - وبالاسناد المتقدم عن عيسى الضرير ، عن الكاظم عليه السلام قال : قلت لابي : فما كان بعد خروج الملائكة عن رسول الله ( 3 ) صلى الله عليه وآله ؟ قال : فقال : ثم دعا ( 4 ) عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وقال لمن في بيته : اخرجوا عني ، وقال لام سلمة : كوني على الباب ( 5 ) فلا يقربه أحد ، ففعلت ، ثم قال : يا علي ادن مني فدنا منه فأخذ بيد فاطمة فوضعها على صدره طويلا ، وأخذ بيد علي بيده الاخرى فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الكلام غلبته عبرته ، فلم يقدر على الكلام ، فبكت فاطمة بكاء شديدا وعلي والحسن والحسين عليهم السلام لبكآء رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقالت فاطمة : يا رسول الله قد قطعت قلبي ، وأحرقت كبدي لبكائك يا سيد النبيين من الاولين والآخرين ، ويا أمين ربه ورسوله ويا حبيبه ونبيه ، من لولدي بعدك ؟ ولذل ينزل بي بعدك ( 6 ) من لعلي أخيك ، وناصر الدين ؟ من لوحي الله وأمره ؟ ثم بكت وأكبت على وجهه فقبلته ، وأكب عليه علي والحسن والحسين صلوات الله عليهم فرفع رأسه صلى الله عليه وآله إليهم ويدها في يده فوضعها في يد علي وقال له : يا أبا الحسن هذه وديعة الله ووديعة رسوله محمد عندك فاحفظ الله واحفظني فيها ، وإنك لفاعله ( 7 ) يا علي هذه والله سيدة نساء أهل الجنة من الاولين والآخرين ، هذه والله مريم الكبرى أما والله ما بلغت نفسي هذا الموضع حتى سألت الله لها ولكم ، فأعطاني ما سألته يا علي انفذ لما أمرتك به فاطمة فقد أمرتها بأشياء أمر بها جبرئيل عليه السلام ، واعلم يا علي إني راض عمن رضيت عنه ابنتي فاطمة ، وكذلك ربي وملائكته ، يا علي ويل لمن ظلمها وويل لمن ابتزها حقها ، وويل لمن هتك حرمتها ، وويل لمن أحرق بابها ، وويل لمن آذى خليلها ( 1 ) ، وويل لمن شاقها وبارزها ، اللهم إني منهم برئ ، وهم مني برآء ، ثم سماهم رسول الله صلى الله عليه وآله وضم فاطمة إليه وعليا والحسن والحسين عليهم السلام وقال : اللهم إني لهم ولمن شايعهم سلم ، وزعيم بأنهم يدخلون الجنة ، وعدو وحرب لمن عاداهم وظلمهم وتقدمهم أو تأخر عنهم وعن شيعتهم ، زعيم بأنهم يدخلون النار ، ثم والله يا فاطمة لا أرضى حتى ترضى ، ثم لا والله لا أرض حتى ترضى ، ثم لا والله لا أرضى حتى ترضى . قال عيسى : فسألت موسى عليه السلام وقلت : إن الناس قد أكثروا في أن النبي صلى الله عليه وآله أمر أبا بكر أن يصلي بالناس ، ثم عمر ، فأطرق عني طويلا ثم قال : ليس كما ذكروا ، ولكنك يا عيسى كثير البحث عن الامور ، ولا ترضى عنها إلا بكشفها ، فقلت : بأبي أنت وامي إنما أسال عما أنتفع به في ديني وأتفقه مخافة أن أضل ، وأنا لا أدري ، ولكن متى أجد مثلك يكشفها ( 2 ) لي ، فقال : إن النبي صلى الله عليه وآله لما ثقل في مرضه دعا عليا فوضع رأسه في حجره ، واغمي عليه وحضرت الصلاة فاؤذن بها ، فخرجت عائشة فقالت : يا عمر اخرج فصل بالناس فقال : ابوك أولى بها ، فقالت : صدقت ، ولكنه رجل لين ، وأكره أن يواثبه القوم فصل أنت ، فقال لها عمر : بل يصلي هو وأنا أكفيه إن وثب واثب أو تحرك متحرك ، مع أن محمدا صلى الله عليه وآله مغمى عليه لا أراه يفيق منها ، والرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه ، يريد عليا عليه السلام فبادره ( 3 ) بالصلاة قبل أن يفيق ، فإنه إن أفاق خفت أن يأمر عليا بالصلاة ، فقد سمعت مناجاته منذ الليلة ، وفي آخر كلامه : الصلاة الصلاة ( 1 ) قال : فخرج أبوبكر ليصلي بالناس فأنكر القوم ذلك ، ثم ظنوا أنه بامر رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يكبر حتى أفاق صلى الله على وآله وقال : ادعوا لي العباس ، فدعي فحمله هو وعلي ، فأخرجاه حتى صلى بالناس ، وإنه لقاعد ، ثم حمل فوضع على منبره ، فلم يجلس بعد ذلك على المنبر ، واجتمع له جميع أهل المدينة من المهاجرين والانصار حتى برزت العواتق من خدورهن ، فبين باك وصائح وصارخ ومسترجع والنبي صلى الله عليه وآله يخطب ساعة ، ويسكت ساعة ، وكان مما ذكر في خطبته أن قال : يا معشر المهاجرين والانصار ومن حضرني في يومي هذا وفي ساعتي هذه من الجن والانس فليبلغ شاهدكم الغائب ( 2 ) ، ألا قد خلفت فيكم كتاب الله ، فيه النور والهدى والبيان ، ما فرط الله فيه من شئ ، حجة الله لي عليكم ( 3 ) ، وخلفت فيكم العلم الاكبر علم الدين ونور الهدى وصيي علي بن أبي طالب ، ألا هو حبل الله فاعتصموا به جميعا ولا تفرقوا عنه ، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ، أيها الناس هذا علي بن أبي - طالب كنز الله اليوم وما بعد اليوم ، من أحبه وتولاه اليوم ( 4 ) وما بعد اليوم فقد أوفى بما عاهد عليه الله ، وأدى ما وجب عليه ( 5 ) ، ومن عاداه ( 6 ) اليوم وما بعد اليوم جآء يوم القيامة أعمى وأصم ، لا حجة له عند الله ، أيها الناس لا تأتوني غدا بالدنيا تزفونها زفا ، ويأتي أهل بيتي شعثا غبرا مقهورين مظلومين ، تسيل دماؤهم أمامكم ( 1 ) وبيعات الضلالة ( 2 ) والشورى للجهالة ، ألا وإن هذا الامر له أصحاب وآيات قد سماهم الله في كتابه ، وعرفتكم وبلغتكم ما ارسلت به إليكم ولكني أراكم قوما تجهلون ، لا ترجعن بعدي كفارا مرتدين متأولين للكتاب على غير معرفة ، وتبتدعون السنة بالهوى ( 3 ) ، لان كل سنة وحدث وكلام خالف القرآن فهو رد وباطل ( 4 ) القرآن إمام هدى ، وله قائد يهدي إليه ( 5 ) ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة ولي الامر بعدي وليه ( 6 ) ، ووراث علمي وحكمتي وسري وعلانيتي ، وما ورثه النبيون من قبلي ، وأنا وارث ومورث فلا تكذبنكم أنفسكم ، أيها الناس الله الله في أهل بيتي ، فانهم أركان الدين ، ومصابيح الظلم ، ومعدن العلم ، علي أخي ووارثي ، ووزيري وأميني ، والقائم بأمري والموفي بعهدي على سنتي ( 7 ) ، أول الناس بي إيمانا ، وآخرهم عهدا عند الموت ، وأوسطهم ( 8 ) لي لقاء يوم القيامة ، فليبلغ شاهدكم غائبكم ، ألا ومن أم قوما إمامة عميآء وفي الامة من هو أعلم منه فقد كفر ، أيها الناس ومن كانت له قبلي تبعة فها أنا ، ومن كانت له عدة ( 9 ) فليأت فيها علي بن أبي طالب ، فإنه ضامن لذلك كله حتى لا يبقى لاحد علي تباعة ( 10 ) . 34 - وبالاسناد المتقدم عن الكاظم ، عن أبيه صلوات الله عليهما قال : دعا رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام قبل وفاته بقليل فأكب عليه ، فقال : أي أخي إن جبرئيل أتاني من عند الله برسالة ، وأمرني أن أبعثك بها إلى الناس ، فاخرج إليهم وعلمهم وأدبهم من الله ( 2 ) ، وقل من الله ومن رسوله : أيها الناس يقول لكم رسول الله صلى الله عليه وآله : إن جبرئيل أتاني من عند الله برسالة ، وأمرني أن أبعث بها إليكم مع أميني علي بن أبي طالب عليه السلام ، ألا من ادعى إلى غير أبيه فقد برئ الله منه ألا من توالى إلى غير مواليه فقد برئ الله منه ، ومن تقدم على إمامه أو قدم إماما غير مفترض الطاعة ووالى بائرا جائرا عن الامام فقد ضاد الله في ملكه والله منه برئ إلى يوم القيامة ، ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ، ألا هل بلغت ؟ ثلاثا ومن منع أجيرا اجرته وهو من عرفتم فعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم ( 3 ) القيامة . 42 - كا : محمد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطاب ، عن سليمان بن سماعة الخزاعي ، عن علي بن إسماعيل ، عن عمرو بن أبي المقدام قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : تدرون ما قوله : " ولا يعصينك في معروف " ؟ قلت : لا ، قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : لفاطمة عليها السلام : إذا أنامت فلا تخمشي علي وجها ولا ترخي علي شعرا ، ولا تنادي بالويل ، ولا تقيمي علي نائحة ، قال : ثم قال : هذا المعروف الذي قال الله عزوجل ( 3 ) . ( 3 ) فروع الكافى 2 : 66 . 44 - أقول : وجدت في كتاب سليم بن قيس ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم قال : إني لعند عبدالله بن عباس في بيته ، وعنده رهط من الشيعة ، فذكروا رسول الله صلى الله عليه وآله وموته فبكى ابن عباس وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الاثنين - وهو اليوم الذي قبض فيه وحوله أهل بيته وثلاثون رجلا من أصحابه - : ايتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا ( 1 ) بعدي ولا تختلفوا بعدي ، فقال رجل منهم : إن رسول الله يهجر ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وقال : إني لاراكم تختلفون وأنا حي ، فكيف بعد موتي ؟ فترك الكتف ، قال سليم : ثم أقبل علي ابن عباس فقال : يا سليم لولا ما قال ذلك الرجل لكتب لنا كتابا لا يضل أحد ولا يختلف ، فقال رجل من القوم : ومن ذلك الرجل ؟ فقال : ليس إلى ذلك سبيل ، فخلوت باابن عباس بعد ما قام القوم فقال : هو عمر ، فقلت : قد صدقت ، قد سمعت عليا عليه السلام وسلمان وأبا ذر والمقداد يقولون : إنه عمر ، قال : يا سليم اكتم إلا ممن تثق به من إخوانك فإن قلوب هذه الامة اشربت حب هذين الرجلين ، كما اشربت قلوب بني إسرائيل حب العجل والسامري ( 2 ) . ( 2 ) كتاب سليم : 186 . تكفين وتغسيل رسول الله صلى الله عليه وآله 38 - وبالاسناد المتقدم عنه عن أبيه عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي أضمنت ديني تقضيه عني ؟ قال : نعم ، قال : اللهم فاشهد ، ثم قال : يا علي تغسلني ( 9 ) ولا يغسلني غيرك فيعمى بصره ، قال علي عليه السلام : ولم يا رسول الله ؟ قال : كذلك قال جبرئيل عليه السلام عن ربي ، إنه لا يرى عورتي غيرك إلا عمي بصره قال علي : فكيف أقوى عليك وحدي ؟ قال : يعينك جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وإسماعيل صاحب السماء الدنيا ، قلت : فمن يناولني الماء ؟ قال : الفضل بن العباس من غير أن ينظر إلى شئ مني ، فإنه لا يحل له ولا لغيره من الرجال والنساء النظر إلى عورتي ، وهي حرام عليهم ، فإذا فرغت من غسلي فضعني على لوح ، وافرغ علي من بئري بئر غرس أربعين دلوا مفتحة الافواه - قال عيسى : أو قال : أربعين قربة ، شككت أنا في ذلك - قال : ثم ضع يدك يا علي على صدري ، وأحضر معك فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام من غير أن ينظروا إلى شئ من عورتي ، ثم تفهم عند ذلك تفهم ما كان وما هو كائن إنشاء الله تعالى أقبلت يا علي ؟ قال : نعم ، قال : اللهم فاشهد ، قال : يا علي ما أنت صانع لو قد تأمر القوم عليك بعدي ، وتقدموا عليك ، وبعث إليك طاغيتهم يدعوك إلى البيعة ثم لببت بثوبك تقادكما يقاد الشارد من الابل مذموما ( 1 ) مخذولا محزونا مهموما وبعد ذلك ينزل بهذه الذل ؟ قال : فلما سمعت فاطمة ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله صرخت وبكت ، فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله لبكائها ، وقال : يا بنية لا تبكين ولا تؤذين جلساءك من الملائكة ، هذا جبرئيل بكى لبكائك ، وميكائيل وصاحب سر الله إسرافيل ، يا بنية لا تبكين فقد بكت السماوات والارض لبكائك ، فقال علي عليه السلام : يا رسول الله أنقاد للقوم ، و أصبر على ما أصابني من غير بيعة لهم ، مالم اصب أعوانا لم اناجز القوم ( 2 ) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اللهم اشهد ، فقال : يا علي ما أنت صانع بالقرآن والعزائم و الفرائض ؟ فقال : يا رسول الله أجمعه ، ثم آتيهم به ، فإن قبلوه وإلا أشهدت الله عزوجل وأشهدتك عليه ( 3 ) قال : أشهد . قال : وكان فيما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وآله أن يدفن في بيته الذي قبض فيه ويكفن بثلاثة أثواب : أحدها يمان ، ولا يدخل قبره غير علي عليه السلام ، ثم قال : يا علي كن أنت وابنتي فاطمة والحسن والحسين ، وكبروا خمسا وسبعين تكبيرة وكبر خمسا ، وانصرف ، وذلك بعد أن يؤذن لك في الصلاة ، قال علي عليه السلام بأبي أنت وامي من يؤذن غدا ؟ قال : جبرئيل عليه السلام يؤذنك ، قال : ثم من جاء ( 1 ) من أهل بيتي يصلون علي فوجا فوجا ، ثم نساؤهم ، ثم الناس بعد ذلك ( 2 ) . ( 1 ) في المصدر : ومن يأذن لى بها ؟ قال : جبرئيل ، قال : ثم من جاءك ( 2 ) الطرف : 42 و 43 و 45 . باب 2: وفاته وغسله والصلاة عليه ودفنه صلى الله عليه وآله 4 - لى : الطالقاني : عن عبدالله بن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن سعيد بن بشير ، عن ابن كاسب ، عن عبدالله بن ميمون المكي قال : حدثنا جعفر بن -بحار الانوار مجلد: 22 من ص 504 سطر 19 الى ص 512 سطر 18 محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين عليهم السلام انه دخل عليه رجلان من قريش فقال : ألا احدثكما عن رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقالا : بلى حدثنا عن أبي القاسم قال : سمعت أبي عليه السلام يقول : لما كان قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله بثلاثة أيام هبط عليه جبرئيل فقال : يا أحمد إن الله أرسلني إليك إكراما وتفضيلا لك وخاصة يسألك عما هو أعلم به منك يقول : كيف تجدك يا محمد ؟ قال النبي صلى الله عليه وآله : أجدني يا جبرئيل مغموما وأجدني يا جبرئيل مكروبا ، فلما كان اليوم الثالث هبط جبرئيل وملك الموت ومعهما ملك يقال له : اسماعيل في الهواء على سبعين ألف ملك فسبقهم جبرئيل عليه السلام فقال : يا أحمد إن الله عزوجل أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة يسألك عما هو أعلم به منك ، فقال : كيف تجدك يا محمد ؟ قال : أجدني يا جبرئيل مغموما ، وأجدني يا جبرئيل مكروبا ، فاستأذن ملك الموت فقال جبرئيل : يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك ، لم يستأذن على أحد قبلك ولا يستأذن على أحد بعدك ، قال : ائذن له ، فأذن له جبرئيل عليهما السلام ، فأقبل حتى وقف بين يديه فقال : يا أحمد إن الله أرسلني إليك ، و أمرني أن اطيعك فيما تأمرني إن أمرتني بقبض نفسك قبضتها ، وإن كرهت تركتها فقال النبي صلى الله عليه وآله : أتفعل ذلك يا ملك الموت ؟ قال نعم بذلك امرت أن اطيعك فيما تأمرني ، فقال له جبرئيل : يا أحمد إن الله تبارك وتعالى قد اشتاق إلى لقائك فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا ملك الموت امض لما أمرت به ،فقال جبرئيل عليه السلام : هذاآخر وطئي الارض ، إنما كنت حاجتي من الدنيا ، فلما توفي رسول الله صلى الله على روحه الطيب وعلى آله الطاهرين جآءت التعزية جآءهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، ( 1 ) كل نفس ذائقة الموت ، وإنما توفون اجوركم يوم القيامة ، إن في الله عزآء من كل مصيبة ، وخلفا من كل هالك ، ودركا من كل ما فات ، فبالله فثقوا ، وإياه فارجوا ، فإن المصاب من حرم الثواب ، والسلام عليكم ورحمة الله ( 2 ) ، قال علي بن أبي طالب عليه السلام : هل تدرون من هذا ؟ هذا الخضر عليه السلام ( 3 ) . ( 1 و 2 ) في المصدر : ورحمة الله وبركاته . ( 3 ) امالى الصدوق : 165 و 166 . 9 - لى : الطالقاني ، عن محمد بن حمدان الصيدلاني ، عن محمد بن مسلم الواسطي ، عن محمد بن هارون ، عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن عبدالله زيد الجرمي ، عن ابن عباس قال : لما مرض رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده أصحابه قام إليه عمار بن ياسر فقال له فداك أبي وامي يا رسول الله من يغسلك من أعضائي إلا أعانته الملائكة على ذلك ، فقال له : فداك أبي وامي يا رسول الله فمن يصلي عليك منا إذا كان ذلك منك ؟ قال : مه رحمك الله ، ثم قال لعلي : يا ابن أبي طالب إذا رأيت روحي قد فارقت جسدي فاغسلني ، وانق غسلي وكفني في طمري هاذين ، أو في بياض مصر ، وبرديمان ، ولا تغال في كفني ، واحملوني حتى تضعوني على شفير قبري فأول من يصلي علي الجبار جل جلاله من فوق عرشه ، ثم جبرئيل وميكائيل و إسرافيل في جنود من الملائكة لا يحصي عددهم إلا الله عزوجل ، ثم الحافون بالعرش ، ثم سكان أهل السماء فسماء ، ثم جل أهل بيتي ونسائي الاقربون فالاقربون ، يؤمون إيماء ، ويسلمون تسليما ، لا يؤذوني ( 2 ) بصوت نادية ( 3 ) ولامرنة ثم قال : يا بلال هلم علي بالناس ، فاجتمع الناس فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله متعصبا بعمامته متوكيا على قوسه حتى صعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : معاشر أصحابي أي نبي كنت لكم ؟ ألم اجاهد بين أظهركم ؟ ألم تكسر رباعيتي ؟ ألم يعفر جبيني ؟ ألم تسل الدماء على حر وجهي حتى كنفت ( 1 ) لحيتي ؟ ألم اكابد الشدة والجهد مع جهال قومي ؟ ألم أربط حجر المجاعة على بطني ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، لقد كنت لله صابرا ، وعن منكر بلاء ناهيا ، فجزاك الله عنا أفضل الجزاء قال : وأنتم فجزاكم الله ، ثم قال : إن ربي عزوجل حكم وأقسم أن لا يجوزه ظلم ظالم فناشدتكم بالله أي رجل منكم كانت له قبل محمد مظلمة إلا قام فليقتص منه ، فالقصاص في دار الدنيا أحب إلي من القصاص في دار الآخرة على رؤوس الملائكة والانبياء ، فقام إليه رجل من أقصى القوم يقال له : سوادة بن قيس فقال له : فداك أبي وامي يا رسول الله إنك لما أقبلت من الطائف استقبلتك وأنت على ناقتك العضباء ، وبيدك القضيب الممشوق ، فرفعت القضيب وأنت تريد الراحلة فأصاب بطني ، فلا أدري عمدا أو خطأ ، فقال : معاذ الله أن أكون تعمدت ثم قال : يا بلال قم إلى منزل فاطمة فائتني بالقضيب الممشوق ، فخرج بلال وهو ينادي في سكك المدينة : معاشر الناس من ذا الذي يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة فهذا محمد يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة وطرق بلال الباب على فاطمة عليها السلام وهو يقول : يا فاطمة قومي ! فوالدك يريد القضيب الممشوق ، فأقبلت فاطمة عليها السلام وهي تقول : يا بلال وما يصنع والدي بالقضيب ، وليس هذا يوم القضيب ؟ فقال بلال : يا فاطمة أما علمت أن والدك قد صعد المنبر وهو يودع أهل الدين والدنيا ، فصاحت فاطمة عليها السلام وقالت : واغماه لغمك يا أبتاه ، من للفقراء والمساكين وابن السبيل يا حبيب الله ، وحبيب القلوب ؟ ثم ناولت بلالا القضيب ، فخرج حتى ناوله رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أين الشيخ ؟ فقال الشيخ : ها أنا ذا يا رسول الله بأبي أنت وامي فقال : تعال فاقتص مني حتى ترضى ، فقال الشيخ ، فاكشف لي عن بطنك يا رسول الله ، فكشف صلى الله عليه وآله عن بطنه ، فقال الشيخ : بأبي أنت وامي يا رسول الله ، أتأذن لي أن أضع فمي على بطنك ؟ فأذن له ، فقال : أعوذ بموضع القصاص من بطن رسول الله من النار يوم النار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا سوادة بن قيس أتعفو أم تقتص ؟ فقال : بل أعفو يا رسول الله ، فقال صلى الله عليه وآله : اللهم اعف عن سوادة ابن قيس ، كما عفى عن نبيك محمد ثم قام رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل بيت ام سلمة و هو يقول : رب سلم امة محمد من النار ، ويسر عليهم الحساب ، فقالت ام سلمة : يا رسول الله مالي أراك معموما متغير اللون ؟ فقال : نعيت إلى نفسي هذه الساعة فسلام لك في الدنيا ، فلا تسمعين بعد هذا اليوم صوت محمد أبدا ، فقالت ام سلمة : واحزناه ، حزنا لا تدركه الندامة عليك يا محمداه ، ثم قال عليه السلام : ادع لي حبيبة قلبي وقرة عيني فاطمة ، تجيئ ( 1 ) ، فجاءت فاطمة عليها السلام وهي تقول : نفسي لنفسك الفداء ووجهي لوجهك الوقاء يا أبتاه ، ألا تكلمني كلمة ؟ فإني أنظر إليك وأراك مفارق الدنيا ، وارى عساكر الموت تغشاك شديدا ، فقال لها : يا بنية إني مفارقك ، فسلام عليك مني ، قالت : يا أبتاه فأين الملتقى يوم القيامة ؟ قال : عند الحساب ، قالت : فإن لم ألقك عند الحساب ؟ قال : عند الشفاعة لامتي ، قالت : فإن لم ألقك عند الشفاعة لامتك ؟ قال : عند الصراط ، جبرئيل عن يميني ، وميكائيل عن يساري ، والملائكة من خلفي وقدامي ، ينادون : رب سلم امة محمد من النار ، و يسر عليهم الحساب ، قالت فاطمة عليها السلام : فأين والدتي خديجة ؟ قال : في قصر له اربعة أبواب إلى الجنة ، ثم اغمي على رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل بلال وهو يقول : الصلاة رحمك الله ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وصلى بالناس و خفف الصلاة ، قال : ادعوا لي علي بن أبي طالب واسامة بن زيد ( 2 ) ، فجاءا فوضع عليه السلام يده على عاتق علي ، والاخرى على اسامة ، ثم قال : انطلقا بي إلى فاطمة ، فجاءا به حتى وضع رأسه في حجرها ، فإذا الحسن والحسين عليهما السلام يبكيان ويصطرخان وهما يقولان : أنفسنا لنفسك الفداء ، ووجوهنا لوجهك الوقاء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : من هذان يا علي ؟ قال : هذا ابناك : الحسن والحسين ، فعانقهما وقبلهما ، وكان الحسن عليه السلام أشد بكاء ، فقال له : كف يا حسن فقد شققت على رسول الله ، فنزل ملك الموت عليه السلام وقال : السلام عليك يا رسول الله ، قال : وعليك السلام يا ملك الموت ، لي إليك حاجة ، قال : وما حاجتك يا نبي الله ؟ قال : حاجتي أن لا تقبض روحي حتى يجيئني جبرئيل فيسلم علي واسلم عليه ، فخرج ملك الموت وهو يقول : يا محمداه ، فاستقبله جبرئيل في الهواء فقال : يا ملك الموت قبضت روح محمد ؟ قال : لا يا جبرئيل ، سألني أن لا أقبضه حتى يلقاك فتسلم عليه ويسلم عليك ، فقال جبرئيل : يا ملك الموت أما ترى أبواب السماء مفتحة لروح محمد ؟ أما ترى الحور العين قد تزين لروح محمد ؟ ثم نزل جبرئيل عليه السلام فقال : السلام عليك يا أبا القاسم ، فقال : وعليك السلام يا جبرئيل ، ادن مني حبيبي جبرئيل ، فدنا منه ، فنزل ملك الموت ، فقال له جبرئيل : يا ملك الموت احفظ وصية الله في روح محمد ، وكان جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، وملك الموت ، آخذ بروحه صلى الله عليه وآله ، فلما ( 1 ) كشف الثوب عن وجه رسول الله نظر ( 2 ) إلى جبرئيل فقال له : عند الشدائد تخذلني ؟ فقال : يا محمد إنك ميت وإنهم ميتون ، كل نفس ذائقة الموت . فروي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله في ذلك المرض كان يقول : ادعوا لي حبيبي ، فجعل يدعى له رجل بعد رجل ، فيعرض عنه ، فقيل لفاطمة ، امضي إلى علي فما نرى رسول الله يريد غير علي فبعث فاطمة إلى علي عليه السلام فلما دخل فتح رسول الله صلى الله عليه وآله عينيه وتهلل وجهه ثم قال : إلي يا علي إلي يا علي فما زال يدنيه حتى أخذه بيده وأجلسه عند رأسه ، ثم اغمي عليه ، فجاء الحسن والحسين عليهما السلام يصيحان ويبكيان حتى وقعا على رسول الله صلى الله عليه وآله فأراد علي عليه السلام أن ينحيهما عنه ، فأفاق رسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم قال : يا علي دعني أشمهما ويشماني ، وأتزود منهما ، ويتزودان مني ، أما إنهما سيظلمان بعدي ويقتلان ظلما ، فلعنة الله على من يظلمهما ، يقول ذلك ثلاثا ، ثم مد يده إلى علي عليه السلام فجذبه إليه حتى أدخله تحت ثوبه الذي كان عليه ، ووضع فاه على فيه ، وجعل يناجيه مناجاة طويلة حتى خرجت روحه الطيبة ، صلوات الله عليه وآله ، فانسل علي من تحت ثيابه وقال : أعظم الله اجوركم في نبيكم ، فقد قبضه الله إليه ، فارتفعت الاصوات بالضجة والبكاء فقيل لامير المؤمنين عليه السلام : ما الذي ناجاك به رسول الله صلى الله عليه وآله حين أدخلك تحت ثيابه ؟ فقال : علمني ألف باب ، يفتح لي كل باب ألف باب ( 1 ) . ( 1 ) امالى الصدوق : 376 - 379 . صوم الاثنين شبة محرم على الشيعة: 10 - ل : ابن الوليد ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن ابن معروف عن ابن أبي عمير ، عن أبي حمزة ، عن عقبة بن بشير قال : جئت إلى أبي جعفر عليه السلام يوم الاثنين فقال : كل ، فقلت ، إني صائم ، فقال : وكيف صمت ؟ قال : قلت : لان رسول الله صلى الله عليه وآله ولد فيه ، فقال : أما ما ولد فيه فلا تعلمون ( 2 ) وأما ما قبض فيه فنعم ، ثم قال : فلا تصم ولا تسافر فيه ( 3 ) . ( 1 ) امالى الصدوق : 376 - 379 . ( 2 ) يعلمون خ ل . ( 3 ) الخصال 2 : 26 . 13 - ير : أحمد بن محمد وأحمد بن إسحاق عن القاسم بن يحيى ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله هبط جبرئيل ومعه الملائكة والروح الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر ، قال : ففتح لامير المؤمنين بصره فرآهم في منتهى السماوات إلى الارض ، يغسلون النبي معه ، ويصلون معه عليه ، ويحفرون له ، والله ما حفر له غيرهم حتى إذا وضع في قبره ، نزلوا مع من نزل ، فوضعوه فتكلم وفتح لامير المؤمنين سمعه فسمعه يوصيهم به فبكى ، وسمعهم يقولون : لا نألوه جهدا ، وإنما هو صاحبنا بعدك إلا أنه ليس يعايننا ببصره بعد مرتنا هذه ، حتى إذا مات أمير المؤمنين عليه السلام رأى الحسن والحسين مثل ذلك الذي رأى ، ورأيا النبي أيضا يعين الملائكة مثل الذي صنعوا بالنبي حتى إذا مات الحسن رأى منه الحسن مثل ذلك ، ورأى النبي وعليا يعينان الملائكة ، حتى إذا مات الحسين رأى علي بن الحسين منه مثل ذلك ، ورأى النبي وعليا والحسن يعينون الملائكة ، حتى إذا مات علي بن الحسين رأى محمد بن علي مثل ذلك ، ورأى النبي وعليا والحسن والحسين يعينون الملائكة ، حتى إذا مات محمد بن علي رأى جعفر مثل ذلك ، ورأى النبي وعليا والحسن والحسين وعلي بن الحسين يعينون الملائكة ، حتى إذا مات جعفر رأى موسى منه مثل ذلك ، هكذا يجري إلى آخرنا ( 2 ) . ( 2 ) بصائر الدرجات : 61 و 62 . 21 - ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن القاسم بن محمد ، عن علي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سم رسول الله يوم خيبر فتكلم اللحم فقال : يا رسول الله إني مسموم ، قال : فقال النبي عند موته : اليوم قطعت مطاياي ( 2 ) الاكلة التي أكلت بخيبر ، وما من نبي ولا وصي إلا شهيدا ( 3 ) . بيان : المطايا جمع مطية وهي الدابة التي تمطو في سيرها ، وكأنه استعير هنا للاعضاء والقوى التي بها يقوم الانسان ، والاصواب مطاي كما في بعض النسخ والمطا : الظهر . 22 - ير : إبراهيم بن هاشم ، عن جعفر بن محمد ، عن القداح ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمت اليهودية النبي في ذراع ، قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يحب الذراع والكتف ، ويكره الورك لقربها من المبال ، قال : لما اتي بالشواء أكل من الذراع وكان يحبها ، فأكل ماشاء الله ثم قال الذراع : يا رسول الله إني مسموم فتركه ، وما زال ينتقض به سمه حتى مات صلى الله عليه وآله ( 4 ) . 23 - شى : عن عبدالصمد بن بشير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : تدرون مات النبي أو قتل إن الله يقول : " أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " فسم قبل الموت إنهما سقتاه ، فقلنا : إنهما وأبوهما شر من خلق الله ( 5 ) . بيان : يحتمل أن يكون كلا السمين دخيلين في شهادته صلى الله عليه وآله . 24 - ضا : روي أن عليا عليه السلام غسل النبي صلى الله عليه وآله في قميص ، وكفنه في ثلاث أثواب : ثوبين صحاريين ، وثوب حبرة يمنية ، ولحد له أبوطلحة ثم خرج أبوطلحة ودخل علي القبر فبسط يده ، فوضع النبي صلى الله عليه وآله فأدخله اللحد ، وقال : إن عليا عليه السلام لما أن غسل رسول الله صلى الله عليه وآله وفرغ من غسله نظر في عينيه ( 1 ) فرأى فيهما ( 2 ) شيئا ، فانكب عليه فأدخل لسانه فمسح ما كان فيهما ( 3 ) ، فقال : بأبي وامي يا رسول الله صلى الله عليك ، طبت حيا وطبت ميتا ، قاله العالم عليه السلام وقال جعفر عليه السلام : إن رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى إلى علي عليه السلام أن لا يغسلني غيرك ، فقال علي عليه السلام : يا رسول الله من يناولني الماء وإنك رجل ثقيل لا أستطيع أن اقلبك ؟ فقال : جبرئيل معك يعاونك ويناولك الفضل الماء ، وقل له : فليغط عينيه فإنه لا يرى أحد عورتي غيرك إلا انفقأت عيناه ، قال : كان الفضل يناوله الماء ، و جبرئيل يعاونه ، وعلي يغسله ، فلما أن فرغ من غسله وكفنه أتاه العباس فقال : يا علي إن الناس قد اجتمعوا على أن يدفنوا النبي صلى الله عليه وآله في بقيع المصلى ، وأن يؤمهم رجل منهم ، فخرج علي إلى الناس فقال :يا أيها الناس أما تعلمون أنرسول الله صلى الله عليه وآله إمامنا حيا وميتا ؟ وهل تعلمون أنه صلى الله عليه وآله لعن من جعل القبورمصلى ، ولعن من يجعل مع الله إلها ، ولعن من كسر رباعيته وشق لثته ، قال : فقالوا : الامر إليك ، فاصنع ما رأيت ، قال : وإني أدفن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله في البقعة التي قبض فيها ، ثم قام على الباب فصلى عليه ، ثم أمر الناس عشرة عشرة يصلون عليه ، ثم يخرجون ( 4 ) . 26 - يج : روى سعد عن الحسن بن علي الزيتوني ، عن أحمد بن هلال عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لامير المؤمنين عليه السلام : إذا أنا مت فغسلني وكفني ( 2 ) ، وما املي عليك فاكتب ، قلت : ففعل ؟ قال : نعم ( 3 ) 64 - كتاب الطرف : - للسيد علي بن طاووس ، وكتاب مصباح الانوار بإسنادهما إلى كتاب الوصية لعيسى الضرير ، عن موسى بن جعفر عليه قال : قال لي أبي : قال علي عليه السلام لما قرأت صحيفة وصية رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا فيها : يا علي غسلني ولا يغسلني غيرك ، قال : فقلت لرسول الله صلى الله عليه وآله : بأبي أنت وامي أنا أقوى على غسلك وحدي ؟ قال : بذا أمرني جبرئيل ، وبذلك أمره الله تبارك وتعالى ، قال : فقلت له : فإن لم أقو على غسلك وحدي فأستعين بغيري يكون معي ؟ فقال جبرئيل : يا محمد قل لعلي عليه السلام : إن ربك يأمر أن تغسل ابن عمك فإن هذا السنة ( 2 ) لا يغسل الانبياء غير الاوصيآء ، وإنما يغسل كل نبي وصيه من بعده ، وهي من حجج الله لمحمد صلى الله عليه وآله على امته فيما أجمعوا عليه من قطيعة ما أمرهم به ، واعلم يا علي إن لك على غسلي أعوانا ، نعم الاعوان والاخوان ، قال علي عليه السلام : فقلت : يا رسول الله من هم ؟ بأبي أنت وامي ، فقال : جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وإسماعيل صاحب السماء الدنيا أعوان لك ، قال علي عليه السلام : فخررت لله ساجدا ، وقلت : الحمد لله الذي جعل لي إخوانا وأعوانا هم امناء الله ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أمسك هذه الصحيفة التي كتبها القوم ، وشرطوا فيها الشروط على قطيعتك ودهاب حقك ، وما قد أزمعوا عليه من الظلم تكون عندك لتوافيني بها غدا وتحاجهم بها ، فقال علي عليه السلام : غسلت رسول الله صلى الله عليه أنا وحدي ، وهو في قميصه ، فذهبت أنزع عنه القميص فقال جبرئيل : يا علي لا تجرد أخاك من قميصه ، فإن الله لم يجرده ، وتأيد في الغسل فأنا اشاركك في ابن عمك بأمر الله ، فغسلته بالروح والريحان والرحمة الملائكة الكرام الابرار الاخيار تبشرني ( 1 ) وتمسك واكلم ساعة بعد ساعة ولا اقلب منه ( 2 ) إلا قلب لي ، فلما فرغت من غسله وكفنه وضعته على سريره وخرجت كما امرت ، فاجتمع له من الملائكة ماسد الخافقين ، فصلى عليه ربه والملائكة الكرام المقربون وحملة عرشه الكريم ، وما سبح لله رب العالمين وأنفذت جميع ما أمرت ، ثم واريته في قبره ، فسمعت صارخا يصرخ من خلفي : يا آل تيم ، و ويا آل عدي يا آل امية أنتم أئمة تدعون إلى النار ويوم القيامة لا تنصرون ، اصبروا آل محمد توجروا ، ولا تجزعوا ( 3 ) فتوزروا " من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ، ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الآخرة من نصيب ( 4 ) " ( 1 ) في المصدر : تشير لى . ( 2 ) في المصدر : ولا اقلب منه عضوا . ( 3 ) ولا تحرفوا خ ل . ( 4 ) الطرف : 44 و 45 و 48 والاية في الشورى : 20 . باب 3 : غرائب أحواله بعد وفاته ، وما ظهر عند ضريحه صلى الله عليه وآله 2 - ير : محمد بن عبدالجبار عن عبدالرحمن بن حماد ، عن القاسم بن عروة عن عبدالله بن عمر المسلي ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : حياتي خير لكم ، ومماتي خير لكم ، فأما حياتي فإن الله هداكم بي من الضلالة ، وأنقذكم من شفا حفرة من النار ، وأما مماتي فإن أعمالكم تعرض علي ، فما كان من حسن استزدت الله لكم ، وما كان من قبيح استغفرت الله لكم ، فقال له رجل من المنافقين : وكيف ذاك يا رسول الله وقد رممت ؟ يعنى صرت رميما ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : كلا إن الله حرم لحومنا على الارض فلا تطعم منها شيئا ( 2 ) . 3 - ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن زياد بن أبي الحلال ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : مامن نبي ولا وصي يبقى في الارض أكثر من ثلاثة أيام حتى يرفع بروحه وعظمه ولحمه إلى السماء ، وإنما يؤتى مواضع آثارهم ويبلغونهم من بعيد السلام ، ويسمعونهم على آثارهم من قريب ( 3 ) . ( 2 و 3 ) بصائر الدرجات : 131 و 132 . تحريم الارانب انتهى ولله الحمد 8 - ير ، ختص : موسى بن جعفر : قال : وجدت بخط أبي يرويه عن محمد بن عيسى الاشعري ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام فقلت : جعلت فداك سمعتك وأنت تقول غير مرة : لولا أنا نزاد لانفدنا قال : أما الحلال والحرام فقد والله أنزله الله على نبيه بكماله ، وما يزاد الامام في حلال ولا حرام ، قال : فقلت : فما هذه الزيادة ؟ قال : في سائر الاشياء سوى الحلال والحرام ، قال : قلت : فتزادون شيئا يخفى على رسول الله ؟ فقال : لا ، إنما -بحار الانوار مجلد: 22 من ص 552 سطر 5 الى ص 553 سطر 24 يخرج الامر من عند الله فيأتي به الملك رسول الله صلى الله عليه وآله فيقول : يا محمد ربك يأمرك بكذا وكذا ، فيقول : انطلق به إلى علي ، فيأتي عليا فيقول : انطلق به إلى الحسن فيقول : انطلق به إلى الحسين ، فلم يزل هكذا ينطلق إلى واحد بعد واحد حتى يخرج إلينا قلت : فتزادون شيئا لا يعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال : ويحك يجوز ( 1 ) أن يعلم الامام شيئا لم يعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله ، والامام من قبله ( 2 ) . ( 2 ) بصائر الدرجات : 116 ، الاختصاص : 313 . 1 - كا : عدة من أصحابنا ، عن البرقي ، عن جعفر بن المثنى الخطيب قال : كنت بالمدينة وسقف المسجد الذي يشرف على القبر قد سقط ، والفعلة يصعدون وينزلون ، ونحن جماعة ، فقلت لاصحابنا : من منكم له موعد يدخل على أبي عبدالله عليه السلام الليلة ؟ فقال مهران بن أبي نصر : أنا ، وقال إسماعيل بن عمار الصيرفي أنا ، فقلنا لهما : سلاه لنا عن الصعود لنشرف على قبر النبي صلى الله عليه وآله ، فلما كان من الغد لقيناهما فاجتمعنا جميعا فقال إسماعيل : قد سألناه لكم عما ذكرتم ، فقال : ما احب لاحد منهم أن يعلو فوقه ، ولا آمنة أن يرى شيئا يذهب منه بصره ، أو يراه قائما يصلي ،أو يراه مع بعض أزواجه صلى الله عليه وآله ( 1 ) . ( 1 ) اصول الكافى 1 : 452 . خرافات اهل التشيع 13 - كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن معاوية بن وهب قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : لما كان سنة إحدى وأربعين أراد معاوية الحج ، فأرسل نجارا وأرسل بالآلة ، وكتب إلى صاحب المدينة أن يقلع منبر رسول الله صلى الله عليه وآله ويجعلوه على قدر منبره بالشام ، فلما نهضوا اليقلعوه انكسفت الشمس وزلزلت الارض فكفوا ، وكتبوا بذلك إلى معاوية ، فكتب إليهم يعزم عليهم لما فعلوه ففعلوا ذلك ، فمنبر رسول الله صلى الله عليه وآله المدخل الذي رأيت ( 5 ) . ( 5 ) فروع الكافى 1 : 316 .
__________________
كشف الحقائق المستخبية http://www.eltwhed.com/vb/ http://www.ansaaar.net/vb/search.php...&starteronly=1 http://www.kalemasawaa.com/vb/search...&starteronly=1 http://www.ebnmaryam.com/vb/f4 |
#22
|
|||
|
|||
بحار الانوار ج20
باب 19 : في قصة الافك [316] 1 - فس : قوله : " إن الذين جاؤا بالافك " إن العامة روت أنها نزلت في عائشة وما رميت به في غزوة بني المصطلق من خزاعة ، وأما الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية ، وما رمتها به عائشة ( 3 ) . أقول : سيأتي ذكر القصة في باب أحوال إبراهيم ومارية . 2 - وفي تفسير النعماني عن أميرالمؤمنين عليه السلام ومنه الحديث في أمر عائشة وما رماها به عبدالله بن أبي سلول ( 4 ) وحسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة ، فأنزل الله تعالى " إن الذين جاؤا بالافك " الآية فكلما كان من هذا وشبهه في كتاب الله فهو مما تأويله قبل تنزيله ( 5 ) . ( 5 ) المحكم والمتشابه : 96 . ( 3 ) تفسير القمى : 453 . بحار الانوار 22 باب 4: أحوال عايشة وحفصة 7 - ل : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن الجوهري ، عن ابن عمارة ، عن أبيه ، قال : سمعت جعفر بن محمد عليه السلام يقول : ثلاثة كانوا يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وآله أبوهريرة ، وأنس بن مالك ، وامرأة ( 3 ) . ( 3 ) الخصال 1 : 89 . والمراد بالمرأة عائشة ( 4 ) الحمراء خ ل . ان الله خ ل . 8 - ع : ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سليمان عن داود بن النعمان ، عن عبدالرحيم القصير قال : قال لي أبوجعفر عليه السلام : أما لو قام قائمنا لقد ردت إليه الحميراء ( 4 ) حتى يجلدها الحد ، وحتى ينتقم لابنة محمد فاطمة عليها السلام منها ، قلت : جعلت فداك ولم يجدلها الحد ، ؟ قال : لفريتها على ام إبراهيم ، قلت : فكيف أخره الله للقائم عليه السلام ؟ فقال له : لان ( 5 ) الله تبارك وتعالى الله تبارك وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله رحمة ، وبعث القائم عليه السلام نقمة ( 6 ) . سن : أبي ، عن محمد بن سليمان مثله ( 1 ) . ( 6 ) علل الشرائع : 193 . 9 - ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن محمود بن بنت الاشج ، عن أحمد بن عبدالرحمن الذهلي ، عن عمار بن الصباح ، عن عبدالغفور أبي الصباح الوسطي ، عن عبدالعزيز بن سعيد الانصاري ، عن أبيه عن جده وكانت له صحبة عن ام سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله قالت : حج رسول الله صلى الله عليه وآله عام حجة الوداع بأزواجه فكان يأوي في كل يوم وليلة إلى امرأة منهن ، وهو حرام يبتغي بذلك العدل بينهن قالت : فلما أن كانت ليلة عائشة ويومها خلا رسول الله صلى الله عليه وآله بعلي بن أبي طالب عليه السلام يناجيه وهما يسيران ، فأطال مناجاته فشق ذلك على عائشة فقالت : إني اريد أن أذهب إلى علي فأناله أو قالت : أتناوله بلساني في حبسه رسول الله صلى الله عليه وآله عني ، فنهيتها فنصت ناقتها في السير ثم إنها رجعت إلي وهي تبكي ، فقلت : مالك ؟ فقالت : إني أتيت النبي صلى الله عليه وآله فقلت : يابن أبي طالب ما تزال تحبس عني رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا تحولي بيني وبين علي ، إنه لا يخافه في أحد وإنه لا يبغضه والذي نفسي بيده مؤمن ولا يحبه كافر ، ألا إن الحق بعدي مع علي يميل حيث ما مال ، لا يفترقان جميعا حتى يردا علي الحوض ، قالت ام سلمة : فقلت لها : قد كنت نهيتك فأبيت إلا ما صنعت ( 2 ) . ( 2 ) مجالس ابن الشيخ : 302 . 11 - شف : محمد بن جعفر الرزاز ، عن محمد بن عيسى ( 2 ) عن إسحاق بن زيد عن عبدالغفار بن القاسم ، عن عبدالله بن شريك العامري ، عن جندب بن عبدالله البجلي ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله قبل أن يضرب الحجاب وهو في منزل عائشة فجلست بينه وبينها ، فقالت : يابن أبي طالب ما وجدت مكان لاستك غير فخذي ؟ امط عني ، فضرب رسول الله صلى الله عليه وآله بين كتفيها ثم قال لها : ويك ما تريد من أمير المؤمنين ، وسيد الوصيين ، وقائد الغر المحجلين ( 3 ) . ما : جماعة عن أبي المفضل ، عن محمد بن جعفر مثله ( 4 ) . ( 2 ) في المصدر : حدثنا محمد بن جعفر بن الحسن الرزاز ابوالعباس قال : حدثنى ابوامى محمد بن عيسى بن جعفر القيسى . ( 3 ) اليقين في امرة امير المؤمنين : 174 ، وقد ذكر روايات اخرى نحوه باسانيد مختلفة و اختلاف في الالفاظ في ص 11 و 42 و 161 . راجعه . ( 4 ) المجالس والاخبار : 30 . 14 - كا : جماعة من أصحابنا ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله عند عائشة ذات ليلة فقام يتنفل فاستيقظت عائشة فضربت بيدها فلم تجده ، فظنت أنه قد قام إلى جاريتها ، فقامت تطوف عليه فوطئت على عنقه ( 1 ) وهو ساجد باك يقول : " سجد لك سوادي وخيالي ، وآمن بك فؤادي ، أبوء إليك بالنعم ، وأعترف لك بالذنب العظيم ، عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إن لا يغفر الذنب العظيم إلا أنت ، أعوذ بعفوك من عقوبتك ، وأعوذ برضاك من سخطك ، و أعوذ برحتمك من نقمتك ، وأعوذ بك منك ، لا أبلغ مدحك والثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ، أستغفرك وأتوب إليك " فلما انصرف قال : يا عائشة لقد أوجعت عنقي ، أي شي ء خشيت ؟ أن أقم إلى جاريتك ( 2 ) ؟ ! . ( 1 ) في المصدر : فوطئت عنقه . ( 2 ) فروع الكافى 1 : 89 . 15 - ووجدت في كتاب سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت سلمان وأبا ذر والمقداد وسألت علي بن أبي طالب عن ذلك ( 3 ) فقال : صدقوا ، قالوا : دخل علي عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وعائشة قاعدة خلفه ، والبيت غاص بأهله ، فيهم الخمسة أصحاب الكساء ، والخمسة أصحاب الشورى ، ولم يجد مكانا فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وآله ، ههنا ، يعني خلفه ، وعائشة قاعدة خلفه وعليها كساء ، فجاء علي عليه السلام فقعد بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين عائشة ، فغضبت عائشة وأقعت كما يقعي الاعرابي ( 4 ) قد قدعته عائشة وغضبت وقالت : ما وجدت لاستك موضعا غير حجري ؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وقال : مه يا حميراء لا تؤذيني في أخي علي ، فإنه أمير المؤمنين ، وسيد المسلمين ، وصاحب الغر المحجلين ، يوم القيامة يجعله الله على الصراط . وفي رواية اخرى : يقعده الله يوم القيامة على الصراط . فيقاسم النار فيدخل أولياء الجنة ، ويدخل أعداءه النار ( 1 ) . ( 3 ) اى ما اقول بعد ذلك ( 4 ) اقعى الكلب : جلس على استه . 17 - الصراط المستقيم : في حديث الحسين بن علوان والديلمي عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى : " وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا ( 4 ) " هي حفصة ، قال الصادق عليه السلام : كفرت في قولها : " من أنبأك هذا " وقال الله فيها وفي اختها : " إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما " أي زاغت ، والزيغ : الكفر . وفي رواية : إنه أعلم حفصة أن أباها وأبا بكر يليان الامر فأفشت إلى عايشة فأفشت إلى أبيها فأفشى إلى صاحبه ، فاجتمعا على أن يستعجلا ذلك على أن يسقياه سما ، فلما أخبره الله بفعلهما هم بقتلهما فحلفا له أنهما لم يفعلا ، فنزل : يا " أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم " ( 5 ) . أبواب ما يتعلق به صلى الله عليه وآله من أولاده وأزواجه وعشائره وأصحابه وامته وغيرها باب 1: عدد أولاد النبي صلى الله عليه وآله وأحوالهم وفيه بعض أحوال ام ابراهيم 8 - فس : " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " فإنها نزلت في مارية القبطية ام إبراهيم وكان سبب ذلك أن عائشة قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله : إن إبراهيم عليه السلام ليس هو منك وانما هو من جريح القبطي فانه يدخل إليها في كل يوم فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وقال لامير المؤمنين عليه السلام خذ السيف وائتني برأس جريح فاخذ أمير المؤمنين عليه السلام السيف ثم قال بأبى أنت وامى يا رسول الله انك إذا بعثتنى في أمر اكون فيه كالسفود المحمى في الوبر فكيف تأمرنى أتثبت فيه ام أمضى على ذلك فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله بل تثبت فجاء أمير المؤمنين صلوات الله عليه إلى مشربة ام ابراهيم فتسلق عليه فلما نظر إليه جريح هرب منه وصعد النخلة فدنا منه أمير المؤمنين عليه السلام فقال له انزل فقال له يا على اتق الله ما ههنا باس انى مجبوب ثم كشف عن عورته فاذا هو مجبوب فاتا به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله ما شأنك يا جريح فقال يارسول الله صلى الله عليه وآله ان القبط يجبون حشمهم ومن يدخل إلى اهاليهم والقبطيون لا يأنسون إلا بالقبطيين فبعثنى ابوها لادخل اليها واخدمها واونسها فانزل الله عزوجل " يا أيها الذين آمنوا ان جائكم فاسق بنبأ " الاية . 9 - وفي رواية عبيدالله ابن موسى ، عن أحمد بن رشيد عن مروان بن مسلم عن عبدالله بن بكير قال قلت لابي عبدالله : جعلت فداك كان رسول الله صلى الله عليه وآله امر بقتل القبطى وقد علم أنها قد كذبت عليه اولم يعلم وانما دفع الله عن القبطى القتل بتثبت علي فقال بلى قد كان والله علم ولو كان عزيمة من رسول الله صلى الله عليه وآله القتل ما رجع على حتى يقتله ولكن انما فعل رسول الله لترجع عن ذنبها فما رجعت و لا اشتد عليها قتل رجل مسلم بكذبها ( 1 ) . ( 1 ) تفسير القمى : 639 و 640 . 10 - ل : فيما احتج به أمير المؤمنين عليه السلام على أهل الشورى قال نشدتكم بالله هل علمتم أن عايشة قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله إن إبراهيم ليس منك وإنه ابن فلان القبطى قال يا على اذهب فاقتله فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وآله إذا بعثتنى أكون كالمسمار المحمى في الوبر أو اتثبت قال لابل تثبت فذهبت فلما نظر إلى استند إلى حايط فطرح نفسه فيه فطرحت نفسى على أثره فصعد على نخل وصعدت خلفه فلما رآنى قد صعدت رمى بازاره فاذا ليس له شئ مما يكون للرجال فجئت فاخبرت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال الحمد لله الذى صرف عنا السوء أهل البيت فقالوا اللهم لا فقال اللهم اشهد ( 2 ) . ( 2 ) الخصال 2 : 125 و 126 . 11 - فس : واما قوله : " إن الذين جاؤا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم " فان العامة روت انها نزلت في عايشة وما رميت به في غزوة بنى المصطلق من خزاعة ، واما الخاصة فانهم رووا إنها نزلت في مارية القبطية و ما رمتها به عايشة . 12 - حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال قال حدثنى عبدالله بن بكير عن زرارة قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول لما هلك إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله حزن عليه رسول الله صلى الله عليه وآله حزنا شديدا فقالت عايشة ما الذى يحزنك عليه فما هو إلا ابن جريح فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام وأمره بقتله ، فذهب علي إليه ومعه السيف ، وكان جريح القبطي في حائط فضرب علي ( 1 ) باب البستان فأقبل إليه جريح ليفتح له الباب ، فلما رأى عليا عرف في وجهه الشر ( 2 ) فأدبر راجعا ولم يفتح الباب ، فوثب علي على الحائط ونزل إلى البستان وأتبعه وولى جريح مدبرا ، فلما خشي أن يرهقه صعد في نخلة وصعد علي في أثره ، فلما دنا منه رمى جريح بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته ، فإذا ليس له ما للرجال ولا له ما للنساء ، فانصرف علي إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله إذا بعثتني في الامر أكون فيه كالمسمار المحمى ( 3 ) أم اثبت ؟ قال : لا بل أثبت ( 4 ) قال : والذي بعثك بالحق ماله ما للرجال وماله ما للنساء ( 5 ) فقال : الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت ( 6 ) . ( 1 ) عليه خ ل . ( 2 ) الغضب خ ل . ( 3 ) كالمسمار المحمر في الوبر خ ل . أقول : في المصدر : كالمسمار المحمى في الوبر . ( 4 ) تثبت خ ل . ( 5 ) ولا ما للنساء خ . أقول : يوجد ذلك في المصدر . ( 6 ) تفسير القمى : 453 .
__________________
كشف الحقائق المستخبية http://www.eltwhed.com/vb/ http://www.ansaaar.net/vb/search.php...&starteronly=1 http://www.kalemasawaa.com/vb/search...&starteronly=1 http://www.ebnmaryam.com/vb/f4 |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
هل اذى الامامية الاثنى عشرية أحد فرق الشيعة الصحابة والناس و النبي الأكرم محمد (ص) ؟؟؟ | ابو هديل | الشيعة والروافض | 0 | 2020-03-16 08:57 PM |
فأين رواية الانقلابيين او المنتصرين وهذه روايات المنهزمين | موحد مسلم | الشيعة والروافض | 1 | 2020-03-13 04:31 PM |
كتب الامامية الاثنى عشرية تقول : أن النبي محمد (ص) قبض / مات و دفن في بيت عائشة وليس في بيت فاطمة | ابو هديل | الشيعة والروافض | 0 | 2020-02-05 05:58 AM |
بيت فاطمة ام بيت عائشة | موحد مسلم | الشيعة والروافض | 0 | 2020-02-04 08:18 PM |
في مصادر الامامية الاثنى عشرية احد فرق الشيعة ان النبي (ص) دفن في بيت عائشة وليس بيت فاطمة | ابو هديل | الشيعة والروافض | 0 | 2020-01-28 05:32 AM |