موضوع خاص لمن انكر وجود الله والاخص للملحدين

[اكرم1969]

إن معرفة الله هي أسمى المعارف وأجلها فهي القضية الأولى في حياة المسلم وهي ا لتي من أجلها جيء بنا إلى هذه الدينا قال تعالى:) وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون(وقد تحدث كتاب ربنا عن حقيقة الألوهية وخصائصها وآثارها باعتبارها الحقيقة الأولى والحقيقة الكبرى والحقيقة الأساسية في التصور الإسلامي .

تحدث عنها في شمول وسعه ودقة وتفصيل .

ثم حشد الله الكون آيات ودلائل مرئيةعلىحقيقة الوحدانية ، وأمرنا في كتابه العزيز بالتفكر في هذه الأدلة والبراهين في آيات كثيرة ( وقد وردت الدعوة إلى النظر العقلي في القرآن في مائه وثمان وأربعين آية)

يقول الله تعالى:) أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق ا لله من شئ وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون(

وقال تعالى:) فلينظر الإنسان مم خلق (

وقال تعالى :) فلينظر الإنسان إلى طعامه (

وقال تعالى:) وفي أنفسكم أفلا تبصرون (

·النظر عبادة:جعل الله النظر في مخلوقاته وملكوته والتفكر فيها عبادة له سبحانه قال تعالى:)قل انظروا ماذا في السماوات والأرض (
ثم أمر نبيه r أن يوجه الناس إلى النظر في أرجاء السماوات والأرض وعند ما نـزل قوله تعالى:)إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب* الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار(
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ويل لمن قراءها ولم يتفكر فيها )
فهذا نداء جلي للتفكر والنظر "إن دعوة القرآن الكريم للنظر العقلي دعوة صريحة لا تقبل التأويل فقد جعل الإسلام النظر العقلي واجباً دينياً وجعل ممارسة الوظائف العقلية فريضة إلهية، ومسؤلية حتمية ، لا يستطيع الإنسان الفكاك منها وسيحاسب على حسن أو إسأه إستخدامه لها "
·التفكير في الكون يفضي لمعرفة السنن الإلهية :

وكما أن التفكير في مخلوقات الله عبادة فإنه أيضاً وسيلة إلى معرفة سنن الكون التي يمكن أن يستفيد منها البشر بتسخيرها لبناء الحضارات . فالتفكير بعمق والنظر بدقه يقود البشر لاكتشاف الحقائق التي تساهم في نهوض العلم بشتى مجالاته. يقول السيد سابق:" إن لكل عضو وظيفة ووظيفة العقل هي التأمل والنظر والتفكر وإذا تعطلت هذه القوى بطل العقل ، وعطل من أهم وظائفه وتبع ذلك توقف نشاط الحياة مما يتسبب عن الجمود والموت والفناء"

‍‍‍" ولقد كان علماء الأمه الإسلامية في عصور ازدهار الحضارة الإسلامية على أعلى ما عرفت الإنسانية من إطلاق العقل والتفكر في آيات الله ،وأولو الألباب هم الذين يستجيبون لدعوة ربهم بإعمال فكرهم في هذا الكون ، متدرجين في ذلك حتى يصلوا إلى أعلى مراحل كسب المعرفة ، و هي مرتبة اليقين التي وصل إليها الأنبياء والمرسلون -عليهم السلام- ثم من بعدهم الصحابة ومن تبعهم من الصالحين رضوان الله عليهم أجمعين .
ومرتبة اليقين في المكانة التي يجب أن يسعى للوصول إليها كل من يريد النجاة من النار والفوز بالجنة .
فيجب أن يستقر اليقين في قلب كل مسلم ، فاليقين كما يعرفه الجنيد " هو استقرار العلم الذي لا ينقلب
ولا يحول ولا يتغير في القلب "
قال تعالى:) وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين (وخص سبحانه أهل اليقين بالانتفاع بالآيات والبراهين فقال:)وفي الأرض آيات للموقنين( فكلما كان النظر للآيات أكثر وأعمق كلما تجلت الحقائق بوضوح أكثر وكان المقابل اليقين الذي ترتفع مراتبه بازدياد كسب المعرفة .
·درجات اليقين :
1-علم اليقين : وهو ما حصل عن نظر واستدلال .
مثاله: أن يخبرك إنسان عرف عنه الصدق أن لديه عسلاً صفاته كذا وكذا .
دليله من القرآن قوله تعالى:) كلا لو تعلمون علم اليقين (2-عين اليقين : وهو ما حصل عن مشاهدة وعيان .مثاله : ويتحقق عندما يريك ذلك الإنسان الصادق العسل الذي أخبرك عنه .
دليله من القرآن قوله تعالى:) لترونها عين القين (3-حق اليقين : وهو ما حصل من العيان والمباشرة .
مثاله : يتحقق ذلك إذا قمت بتذوق ذلك العسل .

دليله من القرآن قوله تعالى:) وإنه لحق اليقين( .
قال ابن القيم :( قال أبو بكر الوراق :" اليقين على ثلاثة أوجه : يقين خبر ويقين دلالة ويقين مشاهدة ، يريد بيقين الخبر : سكون القلب إلى خبر المخبر وتوثقه به .
ويقين الدلالة: ما هو فوقه وهو أن يقيم له الأدلة الدالة على ما أخبر به مع أنه يثق بصدقه وهذا كعظمة أخبار الإيمان والتوحيد والقرآن فإنه سبحانه مع كونه أصدق الصادقين يقيم الأدلة والأمثال والبراهين على صدق إخباره فيحصل لهم اليقين من الوجهين من جهة الخبر ومن جهة الدليل ، فيرتفعون من ذلك إلى الدرجة الثالثة: وهي يقين المكاشفة، بحيث يصير المخبر به لقلوبهم كا لمرئي لعيونهم .
فنسبة الإيمان بالغيب حينئذ إلى القلب كنسبة المرئي إلى العين ، وهذا أعلى أنواع المكاشفة، وهي التي أشار إليها عامر بن قيس في قوله :" لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا"نعم قد تحصل مرتبة حق اليقين ، لمن تذوق الإيمان في قلبه ، فالقلب إذا أحس الإيمان وتذوقه صارت مرتبته التي وصل إليها هي مرتبة حق اليقين.
فمن كان أكثر تعمقاً في هذا الكون بالنظر والفكر والتجارب العملية كان أكثر يقينا من الذي يتفكر بالنظر فقط.
والقرآن يسعى لتحقيق اليقين عند جميع البشر فيخاطب عقل الإنسان في كل العصور ،ذلك لأن الإسلام هودين كل البشر منذ بعثة سيدنا محمد r إلى قيام الساعة .
فهذا أعرابي في عهد النبوة عصر الناقة والبعير ، يستدل على خالقه بالنظر في مخلوقاته فيقول : " إن البعره تدل على البعير والأثر يدل على المسير ، فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحار ذات أمواج وليل داج ونهار ساج ، ألا يدل على اللطيف الخبير "

فالعقل يستطيع أن يدرك الأدلة على خالقه في جميع المخلوقات وفيما يلي توضيح ذلك :

·القواعد العقلية :

هناك بعض القواعد التي تربط بين المخلوقات والخالق يقول الشيخ الزانداني " كيف تكون هذه المخلوقات دليلاً على قضايا الإيمان ؟

إن بين ايدينا قواعد عقليه إذا عرفناها وفهمناها ،وعرفنا تطبيقاتها نستطيع أن نرى الأدلة على الإيمان بالله في كل الآفاق .
وهذه القواعد العقليه الثلاث هي :
1.القاعدة الأولى : العدم لا يفعل شيئاً .
2.القاعدة الثانية : فاقد الشيء لا يعطيه .
3.القاعدة الثالثة : المخلوقات آثار مشاهدة تدل على بعض صفات الخالق.
وهذه القواعد تساعدنا في الرد على منكري وجود الله ،وكذلك في الرد على من يتخذ مع الله إلهاً آخر ،وأيضاً تستخدم في زيادة إيمان المسلم وتثبيته .
القاعدة الأولى :" العدم لا يفعل شيئاً "

ودليلها من القرآن الكريم قوله تعالى:) أم خلقوا من غير شئً أم هم الخالقون * أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون(

وتستخدم هذه القاعدة في الرد على منكري الخالق U،وهذه القاعدة مشتركةبين جميع العقلاء على اختلاف معتقداتهم ،ومانوقش أحد من الملحدين ومن الباحثين والعلماء الكونيين من غير المسلمين حول هذه القاعدة إلا سلم بها .

وأساس هذه القاعدة" أنه لا يوجد فعل من دون فاعل ، ولا يوجد مصنوع من دون صانع".

فلا يمكن لأي إنسان عاقل أن يصدق أن الكرسي الذي يجلس عليه أوجده العدم وأنه لا صانع له ، ثم إذا نظرنا إلى المخلوقات من حولنا كالإنسان والنبات والحيوان وما يجري من تعاقب الليل والنهار والرياح والأمطار؛ رأيناها وجدت بعد أن لم تكن .

فمن الذي أوجدها ؟ هل هو العدم ؟

إذا لم يقبل عقل الإنسان التسليم بأن الكرسي الذي يجلس عليه وجد من العدم وهو أقل شأنا من هذه المخلوقات ، فمن باب أولى عدم التسليم بأن العدم هو الذي أوجد جميع المخلوقات قال تعالى:) إن في السماوات والأرض لأيات للمؤمنين * وفي خلقكم وما يبث من دآبه آيات لقوم يوقنون * واختلاف اليل والنهار وما أنـزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون * تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون(

يقول الشيخ الزنداني مفسراً لهذه الآية:

1)إن في السماوات : علم الفلك .

2)والأرض : علم الجولوجيا.

3)وفي خلقكم : علم الطب .

4)وما يبث من دابة : علم الحيوان .

5)واختلاف الليل والنهار : علم الأرصاد .

6) وما أنـزل الله من السماء من رزق : علم الأرصاد.

ثم يعلق على هذه الآية قائلاً : " إن الذي ينـزل من السماء رزق حقيقي هل ترون الأرض الزراعية لو وزنتم ما خرج منها من رزق سيزيد على وزن التراب فمن اين هذا الزائد ؟

في الهواء يوجد 4\5 الهواء من النتروجين وعندما يحدث البرق يتحد النيتروجين بالأكسجين فيكونان مادة تذوب في الماء وتعتبر من أجود السماد على وجه الأرض ؛ هذا السماد يخصب الأرض والتربة ، إذن فهو رزق نـزل من السماء " .

ثم إن هذه السماء بما تحويه من مجرات . من الذي أوجدها والأرض من خلقها وذللها وكذلك الإنسان والحيوان والنبات والبحار والجبال ...الخ.

فمن الذي أوجد جميع هذه المخلوقات بهذه الدقة والحكمة التي لا مثيل لها؟

هل هو العدم ؟ بالطبع ليس العدم.

لكن إن وجد من يصر على أن العدم والصدفة والطبيعة هي التي أوجدت المخلوقات فليس الإ مكابراً لا يوجد له دليل واحد على ذلك .

وقد قال عنهم الله سبحانه وتعالى:)وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً فانظر كيف كان عاقبة المفسدين(

فالكبر صرفهم عن الإيمان قال تعالى:)سأصرف عن آياتى الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنون بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين(

ومثل هؤلاء إبليس الذي منعه الكبر من أن يطيع أمر الله ويسجد لآدم عليه السلام فكان جزاؤه الطرد من رحمة ربه عز وجل .

القاعدة الثانية : فاقد الشئ لا يعطيه:

إن قضية إثبات وجود الله ليست هي القضية الأساسية في القرآن الكريم لأن منكري وجود الله يقرون بوجوده في أعماقهم ؛ وذلك لأن الله سبحانه وتعالىقد أخذ عليهم العهد والميثاق قبل أن يأتي بهم إلى الأرض فشهدوا بذلك وأقروا به قال تعالى:

)وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين (

ولكنهم في حالة الغاء عقولهم أو تكبرهم يجحدون بربهم جل وعلا وهم في ذلك لا يملكون لقولهم ولا حتى دليلاً واحداً .

إذن فالقضية الأولى في القرآن الكريم هي إثبات الوحدانية له سبحانه وتعالى(وحدانية في ألوهيته ووحدانية في ربوبيته)ونفي أي شريك عنه .

وقد أكد القرآن الكريم هده القضية بأساليب وطرق متعددة نستطيع أن نحصرها تحت قاعدة ( فاقد الشئ لا يعطيه )؛ والتي تعني أن من لا يقدر على فعل شئ معين فإنه لا ينسب إليه فعل ذلك الشئ من المعلوم عند جميع العقلاء أن الذي لا يملك مالا لا يسأل الناس منه المال ، والجاهل لا يأتي منه العلم،لأن فاقد الشيء لا يعطيه .

ووثن جامد لا يملك الحكمة ولا القدرة ولا العلم ولا ... الخ؛ لا يستطيع أن يخلق خلقاً فيه من الحكمة والدقة والاتقان ما لا يوجد في ذلك الوثن سواء كان الوثن حجر أو شجر أو طبيعة أو ... الخ .

كما أن بشراً عاجزاً على أن يرد الضرر عن نفسه لا يعقل أن يكون قادراً على دفع الضرر عن الآخرين وجلب المنافع لهم ، فهذا تعدي وتهكم لا يقبله أيّ إنسان له عقل يحترمه.

"فهل يكون الفاعل من لا يملك القدرة على الفعل ؟ وهل إذا رأينا قتيلاً بجانب شجرة قائمة على أصولها قلنا إن هذه الشجرة هي التي قتلت القتيل ؟ وهل تأتي الشرطة لإلقاء القبض على هذه الشجرة بتهمة القتل؟

وهل الفصل هو الذي وضع المناضد والكراسي ، لأنها موجودة بداخله؟ الجواب واضح لكل صاحب عقل فالشجرة ليست هي القاتل والفصل ليس الصانع " نعود فنقول إن عدد من آيات القرآن الكريم قد تحدثت عن هذه القضية بأساليب وطرق متعددة منها.

أسلوب التحدي :

يقول تعالى)يآ أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولوا اجتمعوا له * وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب * ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوى عزيز( .

يعلق الشيخ الزنداني على هذه الآية قائلاً " قام فريق غربي بدراسة (سر الحياة ) فوجدوا أن أصغر مادة للحياة هي حامض (DNA) وهذا الحامض له تركيب صغير معقد ثم وجدوا أن أضخم تركيب لهذا الحامض يوجد في الذباب أعلنوا بعد ذلك أنهم عرفوا سر الحياة ، ثم قاموا بصنع مثل هذا الحامض تماماً .

ومن خصائص هذا الحامض أنه إذا أضيف الماء إلى الحامض المستخرج من الذباب دبت فيه الحياة ، لكنهم عند ما أضافوا الماء إلى الحامض الذي صنعوه لم تدب فيه الحياة .

والله سبحانه وتعالىقد رشح الذباب ليتحداهم بأن يخلقوا مثله وهاهم يعجزون عن خلق ذبابه واحده . وسيبقي التحدي قائماً إلى قيام الساعة .

" أيضاً أكتشف أن الذباب إذا أرد أن يلتقط شيئاً فإنه أولا يصب عليه من لعابه فتتحول المادة إلى مادة أخرى تماماً فإذا أراد إنسان استرجاع ما أخذه الذباب لا يستطيع لأنه قد استحال إلى مادة أخرى .

فها هم البشر لا يستطيعون أن يخلقوا ذبابة وهي من أصغر وأحقر المخلوقات

بل ولا يستطيعون استرجاع ما يأخذه الذباب منهم .

فكيف بما هو أكبر واعظم شأنا.

ضرب الأمثلة

قال تعالى)ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون ورجلاً سلماً لرجل هل يستويان مثلاً الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون(

(81) ، جاء في مختصر تفسير ابن كثير في تفسير الآية : ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون أي يتنازعون في ذلك العبد المشترك بينهم ورجلاً سلماً : أي سالماً لرجل أي خالصا لا يملكه أحد غيره.

وهل يستويان مثلاً ، أي لا يستوي هذا وهذا كذلك لا يستوي المشرك الذي يعبد مع الله إلهً آخر والمؤمن المخلص الذي لا يعبد إلا الله وحده لا شريك له ، فأين هذا من هذا ؟

قال ابن عباس ومجاهد هذه الآية ضربت مثلاً للمشرك والمخلص .

لما كان هذا المثل ظاهراً بيناً جلياً قال :الحمد لله :أي على إقامة الحجة عليهم بل أكثرهم لا يعلمون،أي فلهذا يشركون بالله.

فهذه مقارنة توضح الفرق بين الموحد والمشرك، فالمشرك محتار لكثرة الالهة التي يعبدها وما ينشأ ببينها من خلاف أما الموحد فإلهه واحد ، والطريق إلى رضاه واحد ، فهو مرتاح من اختلاف الآلههة وتشاكس الآلهة المتعدد فتمعن في هذا .

وهذا مثال آخر يبين أن كل ما يتخذ أولياء من دون الله ، فهو في ضعفه ووهنه كضعف بيت العنكبوت الذي يبني من خيوط رقيقة وضعيفة لا تضر ولا تنفع قال تعالى:)مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن والبيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون ( .

جاء في تفسير ابن كثير :هذا مثل ضربه الله تعالىللمشركين في اتخاذهم آلهة من دون الله يرجون نصرهم ورزقهم ويتمسكون بهم في الشدائد ، فهم في ذلك كبيت العنكبوت في ضعفه ووهنه فليس في أيدى هؤلاء من آلهتهم إلا كمن يتمسك ببيت العنكبوت فإنه لا يجدي عنه شيئاً فلو علموا هذه الحال لما اتخذوا من دون الله أولياء . فهذه أمثلة تقرب الحقائق إلى الذهن وتجعلها واضحة جيلة .

قال تعالى)كذلك يبين الله الآيات لعلكم تتفكرون(.)وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون (

القاعدة الثالثة :المخلوقات آثار مشاهدة تدل على بعض صفات الخالق

إن معظم آيات القرآن الكريم التي تدعو إلى النظر والتفكر تندرج تحت هذه القاعدة .
قال تعالى:)فأنظر إلى أثار رحمة الله كيف يحي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحي الموتى وهو على كل شيء قدير ( ، وكقاعدة عامة فإنه ما من مصنوع إلا وهو يدل على بعض صفات صانعه ( إن العلاقة بين المصنوع وصانعه وثيقة جداً ، فالمصنوع أثر مشاهد يدل على بعض صفات صانعه ، فلو نظرنا إلى المصباح الكهربائي لعرفنا أن الذي صنع المصباح لديه زجاج وأن لديه قدرة على تشكيل الزجاج في شكل إسطوانى منتظم ، وأن لديه معدن .. الألومنيوم الذي في طرف المصباح ، وهو قادر على تشكيل الألمنيوم في شكل غطا ء .. ونرى إحكام الصنع بين فتحة الإسطوانة الزجاجية الغطاء المعدني فيدلنا على الصانع الحكيم ، ونرى أن المصباح يضيء بمرور التيار الكهربائي بين قطبيه ، ألا يدل ذلك على أن صانعه عالم بهذه الخاصية إذن نشهد بأن صانع المصباح يتصف بما يلي:
1)لديه قدرة على تشكيل الزجاج في شكل أسطواني .
2)لديه إحكام لأنه أحكم فتحة الغطاء المعدني على فتحة الأسطوانة الزجاجية.
3)لديه علم بالكهرباء وخاصيتها عند مرورها في المصباح .
وهكذا يتحدث المصباح عن بعض صفات صانعه وقدرته؛وبالمثل لو تفكر في سيارة أو طيارة أو كمبيوتر ... ألخ ، فستشهد لنا وهكذا بصفات أساسها العلاقة بين المصنوع وصانعه .
وهكذا يمكنناأن نتعرف على بعض صفات ربنا سبحانه عن طريق النظر إلى آثارها المشاهدة في المخلوقات أمامنا ،فنستطيع من خلال هذه العلاقة بين الخالق والمخلوق أن نتعرف على بعض صفات الله العقلية من قدرة وحكمة وعلم وخبرة ورزق ورحمة ... الخ .
وذلك بالنظر في مخلوقاته تعالى ،قال تعالى:) يآ أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون * الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءاً وأنـزل من السماء ماءاً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون ( .وقال تعالى:) إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء * هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشآء لا إله إلا هو العزيز الحكيم ( .قال تعالى:) الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلاً وأجل مسمىً عنده ثم أنتم تمترون وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون( . وقال سبحانه: )يآ أيها الناس أتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونسآء واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً(. وقال تعالى :
) سبح اسم ربك الاعلى * الذي خلق فسوى * والذي قدر فهدى * والذي أخرج المرعى * فجعله غثاء أحوى(.وغيرها من الآيات كثير . جميعها تدعو إلى التدبر في ما خلق الله ، لمعرفة حكمته وقدرته وعلمه ورزقه وحفظه ... الخ ،فتتأكد في النفوس وحدانيته جل وعلا .
دليل التمانع: قال تعالى: )ما أتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق * ولعلا بعضهم على بعض * سبحان الله عما يصفون * عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون (.
وضع الله سبحانه وتعالىجميع الاحتمالات أمام العقل لينظر ، يتدبر ، ثم يقرر .

الاحتمالات الواردة:

vالاحتمال الأول: لو كان هناك إله مع الله يشاركه الملك لكان بالضرورة له خلق وإرادة يفعل بها ما يريد

vالاحتمال الثاني: سينشأ حتماً بينهما تنافس ، فيحاول كل إله أن يغلب الآخر ويقهره .
vالاحتمال الثالث: إذا لم يتغلب أحدهم على الآخرين فسينفرد كل إله بملكه ومخلوقاته ويتصرف بها كيف يشاء إما أن يذهب كل إله بخلقه وسلطانه ، وإما أن يعلو بعضهم على بعض ،وإما أن يكونوا تحت قهر ملك واحد يتصرف فيهم كيف يشاء ولا يتصرفون فيه بل يكون وحده هو الإله وهم العبيد المربوبون المقهورون من كل وجه
النتيجة
تناقض الإرادات والرغبات لكل إله مما يؤدي إلى اختلاف الكون وعدم توازنه .
المشاهد في الواقع :دقة انتظام الكون وحكمته البالغة .
ما يقرره العقل:لا يمكن أن يكون مع الله إله آخر يشركه في ملكه .
وانتظام أمر العالم لله وإحكام أمره من أدل الدلائل على أن مدبره إله واحد ، وملك واحد ، ورب واحد ، لا إله للخلق غيره ولا رب سواه . وبعد أن استعرضنا الأمثلة السابقة و التي يستطيع كل إنسان أن يفهمها ويعيها، فهي تعتمد على النظر في الآيات الحسية المشاهدة التي لا يمكن إنكارها أو حتى تأويلها وتحريفها ، فلا يملك العقل معها إلا التسليم بها تسليماً مطلقاً بأنه لا رب ولا إله إلا هو تعالى .
دليل الدعاء والإجابة :
قال تعالى:)وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ( .
" فالله يرد على الذين يسألون عنه ، بأنه قريب منهم ؛ والدليل على ذلك : أنه يسمع دعائهم وندائهم ثم يستجيب لهم ، وهم يشاهدون بأعينهم أثر تلك الاستجابة" .
إن مسألة الدعاء والإجابة مسألة يتعامل معها معظم البشر إن لم يكن جميعهم ، ولها شهود عيان كثير ، وهم الذين دعوا لله فاستجاب لهم ربهم .
وبعض هولاء الشهود كانت إجابة الله تعالى لهم فوراً وحالاً بعد الدعاء مباشرة .
إن هذه القضية ليست مقتصرة على المسلمين فقط ؛ بل إن الله قد يجيب كل مضطر بمشيئته تعالى حتى وإن كان كافراً رحمةً منه سبحانه .
قال تعالى:) أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء( .
فكم من مريض دعا الله أو دُعي له ، فشفاه الله تعالى بعد أن يئس الأطباء منه وأكدوا له أن لا شفاء له من مرضه .
ثم كم من ضائقة لا يلوح حتى في الأفق البعيد أي فرج أو مخرج منها فإذا بصاحبها يدعوا الله فيفرج عنه ضائقته من حيث لم يكن يحتسب .
vأما دعاء الاستسقاء فكم قد تحقق للمسلمين فيستجيب الله للمصلين دعائهم وينـزل لهم الغيث إثر دعائهم مباشرة .
فهذا أمر قد أشتهر في بلاد المسلمين بحيث لا تدعوا الحاجة لإثباته .
vثم إذا نظرنا إلى أحوال الداعين لله نرى أن هذا يدعو في بلاد اليمن وآخر في مصر وثالث في المغرب ورابع في العراق وفي كل مكان في بلاد العرب .
ثم هناك آخرون في الهند وفي أروبا وأمريكا وروسيا واليابان والصين و في كل بقاع العالم.
كل إنسان يدعو فيطلب من الله حاجته ، وهي تختلف باختلاف الداعين وتباين الحاجات ثم يدعونه جميعاً في ذات الوقت نفسه واللحظة نفسها وبلغات مختلفة ولهجات متعددة.
فيجيب لكل إنسان مسألته ويقضي حاجته في ذات الوقت ويسمعهم جميعاً في نفس اللحظة مع اختلاف لغاتهم لهجاتهم وحوائجهم أيضاً .

فما أعظمه من إله جل شأنه ..

هل يستطيع البشر فعل ذلك؟

أم هل يستطيع الصنم والشجر والطبيعة الصماء ؟
الجواب : بالتأكيد ، لا يستطيع ذلك الإ مالك الملك السميع المجيب العليم جل جلاله ..
الله رب العالمين الذي لا إله الإ هو العزيز الحكيم .

"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """""

[الغيور على دينه :)]

السلام عليكم
هذه الآية فيها كفاية لمن وفقه الله للتدبر (وفي أنفسكم أفلاتبصرون) وكذلك الدعاء والله لقد جربته بنفسي فادعوا الله بقلي سبحانه سليم ،،، وإذا دعوت الله تعالى بقلب صادق متضرع ولم يستجب جل وعلا فاعلم أنه أراد لك الحسنى وهي ادخاره لك في الآخرة وجزاكم الله خير الجزاء