![]() |
جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() العابد الزاهد إعداد: الدكتور أحمد محمد زين المنّاوي المسيح عيسى ابن مريم –عليه السلام-
نبي كريم ورسول عظيم من أولي العزم.. عاش حياته كلّها عابدًا ناسكًا سائحًا عفيفًا زاهدًا.. لم يمتلك من متاع الدنيا غير لباس من الصوف ونعلين من لحاء الشجر.. من معجزاته أنه حوّل كثبانًا من الرمل إلى ذهب، وبرغم ذلك فإنه لم يدّخر شيئًا قط.. كانت تنزل بدعائه المائدة من السماء، وبرغم ذلك كان كثيرًا ما يبيت جائعًا.. لم يكن يحلم بزوجة ولـم يتخذ له بيتًا يسكن فيه طوال حياته.. ينتقل من مكان إلى آخر على رجليه وأحيانًا يركب حمارًا.. وأينما أدركه المساء بات وقضى ليلته.. لحافه السماء وفراشه الأرض ووسادته حجر منها.. يبصر الأعمى بدعائه وينطق الأبكم ويسمع الأصم بكلمة منه.. يمسح جلد الأبرص فيعود في الحال أحسن من جلـد السليم.. بدعائه يشفى من يئس من الشفاء ويوقف المقعد المشلول على رجليه.. يفعل ذلك كلّه بإذن ربّه ولا يتخذ عليه أجرًا ولا ينتظر من أحد كلمة شكر.. أهان الدنيا ووضعها تحت قدميه وألقى بنعيمها وراء ظهره.. جلساؤه الفقراء والمساكين والمعوزون، يمسح دموعهم ويغسل أرجلهم بيده.. فهذا هو المسيح عيسى ابن مريم –عليه السلام- حياته كلها زهد وعبادة.. ولا أدري لماذا يحاول بعضهم تشويه صورة هذا العابد الزاهد وإخراجها عن إطارها؟ إن لفظي آب وابن من الألفاظ الشائعة في الأناجيل المزوّرة التي أُخرجت من سياقها ومعناها وحقيقتها، كما أن تسمية المسيح -عليه السلام- بكنية (ابن الله)، وإطلاق لفظ (آب) على الله سبحانه وتعالى، دعا الكنيسة إلى اتخاذ ذلك دليلًا على البنوة الحقيقية، وحداها إلى اعتبار المسيح -عليه السلام- ابن الله حقًّا (تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا). وبالبحث في الأناجيل نفسها تجد أن هذه التسمية عامة وليست خاصة بالمسيح –عليه السلام- وحده، بل تطلق على غيره من البشر، حيث روى إنجيل متّى عن المسيح أنه كان يقول: "طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون". (إنجيل متّى 5: 9). ومثله كذلك ما رواه إنجيل متّى نفسه عن المسيح: "فصلوا أنتم هكذا: أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك". (إنجيل متّى 6: 9). وبذلك فإن الأناجيل التي يؤمن بها نصارى اليوم تسمّي المسيح -عليه السلام- (ابن الله) وتطلق على غيره كذلك هذا اللقب، ومن هنا يمكنك أن تستنتج أن لفظ (ابن) المضاف إليه لفظ الجلالة (ابن الله) ليس معناه البنوة الحقيقية، وقد استعمل مجازًا وقصد به لفظ (حبيب) على سبيل الاستعارة، ويؤيد هذا ما رواه إنجيل يوحنا عن المسيح -عليه السلام- من قوله لأتباعه: "لكني قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي". (إنجيل يوحنا 15: 15). العجيب أن كتب النصارى التي يؤمنون بها اليوم تقول إن أتباع المسيح جميعهم ولدوا من الله تعالى، فتأمّل هذا: "كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح فقد ولد من الله. وكل من يحب الوالد يحب المولود منه أيضًا". (رسالة يوحنا الأولى 5: 1). وجاء في الإصحاح الثالث من رسالة يوحنا الأولى ما يفسر ذلك وهو قوله: "من يفعل الخطية فهو من إبليس، لأن إبليس من البدء يخطئ. لأجل هذا أظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس. كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية، لأن زرعه يثبت فيه، ولا يستطيع أن يخطئ لأنه مولود من الله". (رسالة يوحنا الأولى 3: 8، 9). إذا أخذنا بظاهر الألفاظ، لاعتبرنا إبليس أبًا للناس مع كونهم أولاد آدم -عليه السلام- فتأمّل ما يرويه إنجيل يوحنا عن المسيح: "أنتم من أب هو إبليس، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان قتالًا للناس من البدء، ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له، لأنه كذاب وأبو الكذاب". (إنجيل يوحنا 8: 44). ومثل ذلك ما جاء في رسالة يوحنا الأولى: "بهذا أولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس: كل من لا يفعل البر فليس من الله، وكذا من لا يحب أخاه". (رسالة يوحنا الأولى 3: 10). ويفهم من هذه النصوص الصريحة التي جادت بها الأناجيل المنحولة أن المسيح كان يخاف أن يأخذ الناس لفظ (ابن) على علّاته أو يقف ذهنهم عن التفكير في حقيقته، أو ينقادوا إلى ظاهر معناه ، فكان ينهاهم عن تسميته بهذا الاسم خوفًا من الخلط والضلال، ولذلك يذكر إنجيل لوقا أن المسيح -عليه السلام- كان ينهر الشياطين والمردة ويحاول منعهم من تضليل الناس بتسميته ابن الله، خوفًا من جهل العامة وعدم تمييزهم وخشية اعتقادهم بظاهر الكلام الذي يصادم العقل، فتأمّل على سبيل المثال ما جاء في إنجيل لوقا: "وكانت شياطين أيضًا تخرج من كثيرين وهي تصرخ وتقول: أنت المسيح ابن الله! فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون، لأنهم عرفوه أنه المسيح". (إنجيل لوقا 4: 41). فلو كان المسيح -عليه السلام- هو ابن الله تعالى بالمعنى الذي يريده شياطين الإنس والجن، لما انتهر الشياطين الضالة المضلة التي لم تقل في حقه غير هذه الكلمات: (أنت المسيح ابن الله)! إن لفظ (آب) بمدّ الألف يخالف كل المخالفة لفظ (أب) ويدلّ كذلك على معنى مغاير للفظ الثاني، وواضح من خلال السياق الذي يرد فيه أن لفظ (آب) بمدّ الألف معناه (الله) في أناجيل النصارى، ويثبت ذلك قول إنجيل يوحنا على لسان المسيح -عليه السلام-: "إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم". (إنجيل يوحنا 20: 17). إن ترجمة العهد الجديد إلى لغات متعددة واجهتها صعوبات وعقبات، لأن اللغة العبرية تتألّف من أربعة وعشرين حرفًا فقط، ولذلك فإن كثيرًا من الكلمات لا يمكن ترجمتها إلى لغات أخرى ترجمة دقيقة تحمل روح المعنى نفسه المقصود في اللغة الأصل. وعند قراءة العهدين القديم والجديد يجب الانتباه جيِّدًا إلى أنه في العصور الأولى في المجتمع اليهودي كانت هناك كلمات تستعمل كاصطلاح في اللغة يفهمونها بمعنى يختلف عندما تترجم إلى لغة أخرى، حتى في أثناء بعثة الأنبياء في تلك الفترات كان الناس ينادون الصالح من الناس بابن الله، أي حبيب الله، كما جاء في الفقرة الأولى من الإصحاح السابع لسفر الخروج: "فقال الرب لموسى: انظر! أنا جعلتك إلهًا لفرعون. وهارون أخوك يكون نبيك. أنت تتكلم بكل ما آمرك، وهارون أخوك يكلم فرعون ليطلق بني إسرائيل من أرضه". (سفر الخروج 7: 1، 2). تأمّل: "أنا جعلتك إلهًا لفرعون"! إذا كان فرعون يدّعي بأنه ربّ أو بأنه إله يُعبد وذلك لما له من سلطان على الناس أو لأنه يملك القوة التي يملكها، فإذًا سيكون موسى -عليه السلام- إلهًا لفرعون بسبب القوة والسلطان الذي منحه الله إياه فهو أقوى سلطانًا من فرعون، فهذه الكلمة (إله) تعبير مجازي ولا تعني أنه هو الرب الخالق، واليهود حتى يومنا هذا لم يزعموا أبدًا أن موسى -عليه السلام- هو الله أو الخالق أو شريك الله أو مساوٍ له. وفي التوراة السامرية تجد النص: "يا موسى أنت أقوى من فرعون"، بدلًا من "يا موسى أنت إله فرعون"! مما سبق يتضح أن الخلط في ادعاء البنوة الحقيقية لله (تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا)، أو الألوهية التي يزعمونها لنبي الله المسيح -عليه السلام- من تسميته بلفظ (ابن الله) أو من تسمية الله بلفظ (آب) ناشئ من اللبس في الفهم الصحيح لهذه الألفاظ والخلط في الأناجيل المنحولة من هيمنة الأفكار الوثنية، وشطط الترجمات من الآرامية والعبرية إلى اليونانية القديمة وغيرها من اللغات الأوروبية. المسيح عيسى ابن مريم –عليه السلام- عبد الله ورسوله.. بل إنه الشخص الوحيد الذي نقل القرآن قوله: { إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ }! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ المصادر: أولا: الكتاب المقدّس: • الكتاب المقدّس- نسخة الملك جيمس؛ الطبعة الأولى، بيروت: دار المشرق، 2015. • الكتاب المقدّس- الترجمة العربية المشتركة؛ بيروت: دار الكتاب المقدّس في الشرق الأوسط. ثانيا: المصادر العامة: • اسليماني، حفيظ (2015)؛ الأناجيل الأربعة.. دراسة نقدية؛ دمشق: صفحات للدراسات والنشر. • الهندي، رحمة الله بن خليل الرحمن (2009)؛ إظهار الحق؛ الجزآن 1، 2؛ بيروت: المكتبة العلمية. • جبري، عبد المنعم (2014)؛ المسيح عند اليهود والنصارى والمسلمين؛ دمشق: صفحات للدراسات والنشر. • ديدات، أحمد (2009)؛ الاختيار بين الإسلام والنصرانية؛ الجزء الأوّل؛ الرياض: العبيكان للنشر. • ديدات، أحمد (2009)؛ الاختيار بين الإسلام والنصرانية؛ الجزء الثاني؛ الرياض: العبيكان للنشر. • وصفي، محمد (2012)؛ المسيح والتثليث؛ القاهرة: دار الفضيلة للنشر والتوزيع. ثالثا: المواقع الإلكترونية: • موسوعة العيون المعرفية: http://www.mandaeannetwork.com/mandaean مقتطعة من مقالة بنفس العنوان عن موقع طريق القرآن |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
الموسوعة الميسرة في الاديان والمذاهب والاحزاب المعاصرة | عبدالرزاق | كتب إلكترونية | 32 | 2021-09-15 01:01 AM |
مناهج أئمة الجرح والتعديل | عارف الشمري | السنة ومصطلح الحديث | 33 | 2011-04-01 06:15 PM |
الـخــــيـــانــه الــعــظــمــى | سيف سيوف | الشيعة والروافض | 0 | 2010-12-16 06:27 PM |
رد شبهات السنه حول الشيعه | الحسيني بشار | الشيعة والروافض | 51 | 2010-05-06 10:14 PM |
░▒▓█◄ جميع كتب الشيعة هنا ...شاركونا ►█▓▒░ | علاء محمد | الشيعة والروافض | 3 | 2009-09-26 12:30 PM |