أنصار السنة
 
جديد مقسم أجزاء مصحف محمد إسماعيل فرحات ب حدر طبيعي و حدر مسرع 2 مصحف 128 ك ب mp3 شارك  اصدقائك *** جديد نسخة مزدوجة ونسخة فيديو مصحف طلحة بركات مقسم صفحات مصورة ملونة شارك  اصدقائك *** جديد تلجرام فهرس الاف المصاحف الصوتية كل مصحف كامل ام بي ثري ل الموبايل و الجوال شارك  اصدقائك *** جديد تلجرام مقسم اثمان مصحف عبد الحميد القريو رواية قالون 480 ثمن كامل ام بي ثري شارك  اصدقائك *** جديد ل الموبايل تطبيق جوجل مقسم أثمان 2 مصحف عرفات الجميعي و عبد الحميد القريو رواية قالون شارك  اصدقائك *** جديد لا تنسى ذكر الله شارك  اصدقائك *** جديد مقسم أثمان مصحف عبدالحميد القريو برواية قالون كامل 4 مصحف ترتيل و حدر بجودتين mp3 شارك  اصدقائك *** جديد مجود نسخة مزدوجة ونسخة فيديو مصحف عبدالله بصفر مقسم صفحات مصورة ملونة شارك  اصدقائك *** جديد مقسم صفحات مرتل و حدر مسرع مصحف طلحة بركات 2 مصحف 128 ك ب mp3 شارك  اصدقائك ***
جديد المواضيع







للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك

 online quran Ijazah   Online Quran Classes   Online Quran Course   Online Quran Academy   Online Quran Academy   Online Quran Academy   Online Quran Academy   cours de coran en ligne   Online Quran Academy 

العودة   أنصار السنة > قسم إحياء السنة النبوية > السنة ومصطلح الحديث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2013-06-05, 10:10 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 918
افتراضي الثمر الجنى بتخريج ما ورد فى شرب دم الرسول صَلِّ الله عليه وسلم

الثمر الجنى بتخريج ما ورد فى شرب دم الرسول صَلِّ الله عليه وسلم


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ



الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى سَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ أَجْمَعِينَ ؛ وَبَعْدُ :


فَهَذَا جُزْءٌ لَطِيفٌ جَمَعْتُ فِيهِ الرِّوَايَاتِ الوَارِدَةِ فِي شُرْبِ دَمِ النَّبِيِّ ، وَقُمْتُ بِتَخْرِيجِهَا وَالكَلاَمِ عَلَى أَسَانِيدِهَا حَسَبَ قَوَانِينِ الرِّوَايَةِ ، وَوَسَمْتُهُ بِــ : " الثَّمَرِ الجَنِيِّ بِتَخْرِيجِ مَا وَرَدَ فِي شُرْبِ دَمِ النَّبِيِّ " ، وَقَدْ قُمْتُ بِنَشْرِهِ عَلَى هَذَا الموْقِعِ مِنْ قَبْلُ ، وَهَا أَنَا أُعِيدُ نَشْرَهُ مَرَّةً أُخْرَى ؛ لأَنِّي أَضَفْتُ عَلَيْهِ إِضَافَاتٍ وَزِيَادَاتٍ لاَ تُوجَدُ فِي سَابِقِهِ .
فَأَسْأَلُ اللَّهَ _ عَزَّ وَجَلَّ _ أَنْ يَنْفَعَ بِهِ ، وَأَنْ يَتَقَبَّلَهُ مِنِّي بِقَبُولٍ حَسَنٍ ، وَأَنْ يَغْفِرَ لِي ، وَلِوَالِدَيَّ ، وَسَائِرِ المؤْمِنِينَ ، إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالقَادِرُ عَلَيْهِ .
أَقُولُ : وَرَدَ شُرْبُ دَمِ النَّبِيِّ عَنْ عَدَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ _ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ _ ، وَإِلَيْكَ تَفْصِيلُ رِوَايَاتِهِمْ :


أَوَّلاً : حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ


أَخْرَجَـهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي " الآحَادِ وَالمَثَانِي " (1/414 _ رقم : 578) ، وَالبَزَّارُ فِي " المُسْنَدِ " (6/169 _ رقم : 2210) ، وَأَبُو يَعْلَى فِي " المُسْنَدِ " _ كَمَا فِي " السِّيَرِ " لِلذَّهَبِيِّ (3/366) ، و " إِتْحَافِ الخِيَرَةِ المَهَرَةِ " لِلْبُوصِيرِيِّ (رقم : 5304 و 6453/1) ، و " المَطَالِبِ العَالِيَةِ " لابْنِ حَجَرٍ (رقم : 3919) ، وَلَمْ أَعْثُرْ عَلَيْـهِ فِي النُّسْخَةِ المَطْبُوعَـةِ مِنَ " المُسْنَدِ " ، وَأَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِـهِ : الضِّيَاءُ المَقْدِسِيُّ فِي " الأَحَادِيثِ المُخْتَارَةِ " (رقم : 266) ، وَابْنُ عَسَاكِرَ فِي " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (28/163) _ ، وَالطَّبَرَانِيُّ _ كَمَا فِي " البَدْرِ المُنِيرِ " لابْنِ المُلَقِّـنِ " (1/477) ، و " التَّلْخِيصِ الحَبِـيرِ " لابْنِ حَجَرٍ (1/30 _ 31) ، و " مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ " لِلْهَيْثَمِيِّ (8/482 _ 483) ، وَلَمْ أَرَهُ فِي أَيٍّ مِنْ مَعَاجِمِـهِ الثَّلاَثَةِ المَطْبُوعَةِ ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِهِ : أَبُو نُعَيْمٍ فِي " الحِلْيَةِ " (1/329 _ 330) ، و " مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ " (رقم : 3684) ، وَالضِّيَاءُ المَقْدِسِـيُّ فِي " الأَحَادِيثِ المُخْتَارَةِ " (رقم : 267) _ ، وَالحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ فِي " نَوَادِرِ الأُصُولِ " (ق 49/ب _ مخطوط) [ وَانْظُرْ _ أَيْضاً _ : " تَفْسِيرَ القُرْطُبِيِّ " (2/93) ] ، وَالحَاكِمُ فِي " المُسْتَدْرَكِ " (3/638 _ رقم : 6343) _ وَاللَّفْظُ لَهُ _ ، وَالبَيْهَقِيُّ فِي " السُّنَنِ الكُبْرَى " (7/67 _ رقم : 13185) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابْنُ عَسَاكِرَ فِي " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (28/163 _ 164) _ ، وَابْنُ عَسَاكِرَ فِـي " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (28/163) مِنْ طَرِيقِ أَبِي سَلَمَةَ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا الهُنَيْدُ بْنُ القَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَاعِزٍ ؛ قَالَ : سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ ؛ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ وَهُوَ يَحْتَجِمُ ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ : " يَا عَبْدَ اللَّهِ ؛ اذْهَبْ بِهَذَا الدَّمِ فَاهْرِقْهُ حَيْثُ لاَ يَرَاكَ أَحَدٌ " ، فَلَمَّا بَرَزْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ عَمَدْتُ إِلَى الدَّمِ فَحَسَوْتُـهُ ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ ؛ قَالَ : " مَا صَنَعْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ ؟ " ، قَالَ : جَعَلْتُهُ فِي مَكَانٍ ظَنَنْتُ أَنَّهُ خَافٍ عَلَى النَّاسِ ، قَالَ : " فَلَعَلَّكَ شَرِبْتَهُ ؟ " ، قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : " وَمَنْ أَمَرَكَ أَنْ تَشْرَبَ الدَّمَ ، وَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ ، وَوَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ " .
وَجَاءَ مُخْتَصَراً عِنْدَ البَزَّارِ ، وَزَادَ أَبُو يَعْلَى فِي آخِرِهِ : قَالَ أَبُو سَلَمَةَ : فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا عَاصِمٍ ؛ فَقَالَ : كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ القُوَّةَ الَّتِي بِهِ مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ .
وَجَاءَ لَفْظُهُ عِنْدَ البَيْهَقِيِّ هَكَذَا : " مَاذَا تَلْقَى أُمَّتِي مِنْكَ " ، وَزَادَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَزَادَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ الحَدِيثِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ : فَيَرَوْنَ أَنَّ القُوَّةَ الَّتِي كَانَتْ فِي ابْنِ الزُّبَيْرِ مِنْ قُوَّةِ دَمِ النَّبِيِّ .
قَالَ البُوصِيرِيُّ : " إِسْنَـادُهُ حَسَـنٌ " ، وَحَسَّـنَ إِسْنَـادَهُ _ أَيْضاً _ السُّيُوطِـيُّ فِي " الخَصَائِصِ الكُبْرَى " (2/376 _ بِتَرْقِيمِ الشَّامِلَةِ) .
أَقُولُ : بَلْ هُوَ ضَعِيفٌ ؛ فَمَدَارُ الحَدِيثِ عَلَى الهُنَيْدِ بْنِ القَاسِمِ ، وَقَدْ تَفَرَّدَ بِهِ ، وَهُوَ مَجْهُولُ الحَالِ ، لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ أَبِي سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيِّ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، وَقَدْ ذَكَرَهُ البُخَارِيُّ فِي " التَّارِيخِ الكَبِيرِ " (8/249) ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي " الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ " (9/121) ، وَلَمْ يَذْكُرَا فِيهِ جَرْحاً وَلاَ تَعْدِيلاً ، أَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَقَدْ ذَكَرَهُ فِي " الثِّقَاتِ " (5/515) ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ جَعَلَ الأَصْلَ فِي كُلِّ رَاوٍ لَمْ يَقِفْ فِي رِوَايَتِـهِ عَلَى مَا يُطْعَنُ فِيهِ لأَجْلِهِ اللَّحَاقَ بِالثِّقَـاتِ ، وَإِنْ كَانَ لاَ يَدْرِي مَنْ يَكُـونُ ذَلِكَ الرَّاوِي ، وَقَالَ الذَّهَبِـيُّ فِي " السِّيَرِ " (3/366) : " مَا عَلِمْتُ فِي هُنَيْدٍ جَرْحَةً " ، وَقَدْ وَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ فِي " مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ " (8/482 _ رقم : 14010) ، مَعَ أَنَّهُ جَهَّلَهُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنَ " المَجْمَعِ " (1/177 _ 178 ، رقم : 66) ، وَبَقِيَّةُ إِسْنَادِ الحَدِيثِ ثِقَاتٌ .
وَأَمَّا قَوْلُ الحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ فِي " التَّلْخِيصِ الحَبِيرِ " (1/30 _ 31) : " وَفِي إِسْنَادِهِ الهُنَيْدُ بْنُ القَاسِمِ ، وَلاَ بَأْسَ بِهِ ، لَكِنَّهُ لَيْسَ بِالمَشْهُـورِ بِالعِلْمِ " ، فَلاَ أَدْرِي مَا مُسْتَنَدُهُ فِي ذَلِكَ ؟! ، مَعَ أَنَّ شَيْخَـهُ ابْنَ المُلَقِّنِ قَالَ فِي " البَدْرِ المُنِيرِ " (1/476) : " هُنَيْدٌ لاَ يُعْلَمُ لَهُ حَالٌ ، قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ _ هُوَ : أَبُو الفَتْحِ القُشَيْرِيُّ _ فِي ( الإِمَامِ ) : لَيْسَ فِي إِسْنَادِهِ مَنْ يَحْتَاجُ إِلَى الكَشْفِ عَنْ حَالِهِ إِلاَّ هُوَ " .
وَقَدْ تَحَرَّفَ اسْمُ ( هُنَيْدِ بْنِ القَاسِمِ ) عِنْدَ الحَافِظِ ابْنِ كَثِيرٍ فِي كِتَابِهِ " الفُصُولِ فِي اخْتِصَارِ سِيرَةِ الرَّسُولِ " (ص : 300) إِلَى : ( عُبَيْدِ بْنِ القَاسِمِ ) ، وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ ضَعَّفَ إِسْنَادَ الحَدِيثِ ؛ فَقَالَ : " وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ لِحَالِ عُبَيْدِ بْنِ القَاسِمِ الأَسَدِيِّ ، فَإِنَّهُ مَتْرُوكُ الحَدِيثِ ، وَقَدْ كَذَّبَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ " .

وَقَدْ وَقَفْتُ لِلْحَدِيثِ عَلَى شَاهِدَيْنِ ضَعِيفَيْنِ لاَ يَصْلُحَانِ لِلاعْتِبَارِ :

الشَّاهِدُ الأَوَّلُ : أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي " السُّنَنِ " (1/228) ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ فِي " مُعْجَمِهِ " _ كَمَا فِي " سُبُلِ الهُدَى وَالرَّشَادِ " (10/40) لِمُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الصَّالِحِيِّ ، وَ " البَدْرِ المُنِيرِ " (1/478) لابْنِ المُلَقِّنِ _ [ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابْنُ عَسَاكِرَ فِي " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (28/162 _ 163) ] مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُجَاهِدٍ ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ النُّوبِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ تَقُولُ لِلْحَجَّاجِ : أَنَّ النَّبِيَّ احْتَجَمَ ، فَدَفَعَ دَمَهُ إِلَى ابْنِي ، فَشَرِبَهُ ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ _ عَلَيْهِ السَّلاَمُ _ فَأَخْبَرَهُ ؛ فَقَالَ : " مَا صَنَعْتَ ؟ " ، قَالَ : كَرِهْتُ أَنْ أَصُبَّ دَمَكَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ : " لاَ تَمَسُّكَ النَّارُ " ، وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ ؛ وَقَالَ : " وَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ ، وَوَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ " .
وَعَزَاهُ الحَافِـظُ ابْنُ حَجَـرٍ فِي " التَّلْخِيصِ " (1/30) لِلطَّبَرَانِيِّ ، وَلَمْ أَعْثُرْ عَلَيْـهِ فِي " مَعَاجِمِهِ الثَّلاَثَةِ " المَطْبُوعَةِ .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ جِدّاً ، مُسَلْسَلٌ بِثَلاَثِ عِلَلِ :
الأُولَى : مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٌ هُوَ : ابْنُ حَيَّانَ الرَّازِيُّ ، وَهُوَ وَاهٍ جِدّاً .
الثَّانِيَةُ : شَيْخُهُ عَلِيُّ بْنُ مُجَاهِدٍ هُوَ : الكَابُلِيُّ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ ، بَلْ رَمَاهُ البَعْضُ بِالوَضْعِ وَالكَذِبِ .
الثَّالِثَةُ : رَبَاحٌ النُّوبِيُّ قَالَ فِيهِ الإِمَامُ الذَّهَبِيُّ فِي " المِيزَانِ " (2/38) : " لَيَّنَهُ بَعْضُهُـمْ ، وَلاَ يُدْرَى مَنْ هُوَ " .
وَقَدْ ضَعَّفَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي " التَّلْخِيصِ الحَبِيرِ " (1/30 _ 31) الحَدِيثَ بِعَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ فَقَطْ ، وَهَذَا قُصُورٌ مِنْهُ .
الشَّاهِدُ الثَّانِي : أَخْرَجَهُ الحَافِظُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الغِطْرِيفِ فِي " جُزْئِهِ " (رقم : 65) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابْنُ عَسَاكِرَ فِي " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (20/233) و (28/162) ، وابْنُ حَجَرٍ فِي " التَّلْخِيصِ الحَبِيرِ " (1/31) _ ، وَالطَّبَرَانِيُّ _ كَمَا فِي " التَّلْخِيصِ " لابْنِ حَجَرٍ (1/31) ، وَلَمْ أَرَهُ فِي مَعَاجِمِهِ الثَّلاَثَةِ المَطْبُوعَةِ _ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي " الحِلْيَةِ " (1/330) مِنْ طَرِيقِ سَعْدٍ أَبِي عَاصِمٍ مَوْلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ كَيْسَانَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ؛ قَالَ : أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ الفَارِسِيُّ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، وَإِذْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مَعَهُ طَسْتٌ ، فَشَرِبَ مَا فِيهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " مَا شَأْنُكَ يَا ابْنَ أَخِي ؟ " ، قَالَ : إِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ مِنْ دَمِ رَسُـولِ اللَّهِ فِي جَوْفِي ، فَقَالَ : " وَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ ، وَوَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ ، لاَ تَمَسُّكَ النَّارُ إِلاَّ قَسَمَ اليَمِينِ " .
أَقُولُ : وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ لأَمْرَيْنِ :
الأَوَّلُ : سَعْدٌ أَبُو عَاصِمٍ هُوَ : سَعْدُ بْنُ زِيَادٍ مَوْلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ ، تَرْجَمَهُ البُخَارِيُّ فِي " التَّارِيخِ الكَبِيرِ " (4/55) وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ شَيْئاً ، وَقَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِمٍ : " يُكْتَبُ حَدِيثُهُ ، وَلَيْسَ بِالمَتِينِ " ، أَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَذَكَرَهُ فِي " ثِقَاتِهِ " (6/378) ، وَقَوْلُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ فِيهِ مُقَدَّمٌ عَلَى تَوْثِيقِ ابْنِ حِبَّانَ ؛ لأَنَّهُ جَرْحٌ مُفَسَّرٌ ، فَقَدْ بَيَّنَ أَنَّ حَدِيثَهُ يُكْتَبُ لِلاعْتِبَارِ ، وَلاَ يُحْتَجُّ بِهِ إِذَا انْفَرَدَ ؛ لأَنَّهُ لَيْسَ بِالمَتِينِ فِي حِفْظِهِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
الثَّانِي : كَيْسَانُ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ لَمْ أَجِدْ مَنْ تَرْجَمَهُ .
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ المُلَقِّنِ فِي " البَدْرِ المُنِيرِ " (1/478) : " فَإِذَا عَرَفْتَ هَذَا الحَدِيثَ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِـهِ ؛ قَضَيْتَ العَجَبَ مِنْ قَـوْلِ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّينِ بْنِ الصَّـلاَحِ فِي كَلاَمِـهِ عَلَى ( الوَسِيطِ ) : إِنَّ حَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ _ هَذَا _ لَمْ نَجِدْ لَهُ أَصْلاً بِالكُلِّيَّةِ " ! .
وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي " التَّلْخِيصِ الحَبِيرِ " (1/31) : " تَنْبِيهٌ : قَالَ ابْنُ الصَّلاَحِ فِي ( مُشْكِلِ الوَسِيطِ ) : لَمْ نَجِدْ لِهَذَا الحَدِيثِ أَصْلاً بِالكُلِّيَّةِ ، كَذَا قَالَ ، وَهُوَ مُتَعَقَّبٌ " .


ثَانِياً : حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا _


أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " المَجْرُوحِينَ " (3/59) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابْنُ الجَوْزِيِّ فِي " العِلَلِ المُتَنَاهِيَةِ " (1/186 _ رقم : 286) _ مِنْ طَرِيقِ شَيْبَانَ بْنِ فَرُّوخٍ ؛ قَالَ : حَدَّثَنَا نَافِعٌ أَبُو هُرْمُزَ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ؛ قَالَ : حَجَمَ رَسُولَ اللَّهِ غُلاَمٌ لِبَعْضِ [ قُرَيْشٍ ] (1) ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ حِجَامَتِهِ أَخَذَ الدَّمَ ، فَذَهَبَ بِهِ إِلَى مَا وَرَاءِ الحَائِطِ ، فَنَظَرَ يَمِيناً وَشِمَالاً ، فَلَمَّا لَمْ يَرَ أَحَداً ؛ تَحَسَّى دَمَـهُ حَتَّى فَرَغَ ، ثُمَّ أَقْبَلَ ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ فِي وَجْهِهِ ؛ فَقَالَ : " وَيْحَكَ ! ، مَا صَنَعْتَ بِالدَّمِ ؟ " ، قَالَ : غَيَّبْتُهُ مِنْ وَرَاءِ الحَائِطِ ، قَالَ : " أَيْنَ غَيَّبْتَهُ ؟ " ، قَالَ : يَا رَسُـولَ اللَّهِ ؛ نَفِسْتُ عَلَى دَمِكَ أَنْ أَهْرِقَـهُ فِي الأَرْضِ ، فَهُوَ فِي بَطْنِـي ، قَالَ : " اذْهَبْ ، قَدْ أَحْرَزْتَ نَفْسَكَ مِنَ النَّارِ " .
قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ _ عَقِبَهُ _ : " هَذَا الحَدِيثُ لاَ يَصِحُّ " .
وَقَالَ ابْنُ المُلَقِّنِ فِي " البَدْرِ المُنِيرِ " (1/474) : " هَذَا الحَدِيثُ ضَعِيفٌ جِدّاً " .
أَقُولُ : وَهُوَ كَمَا قَالَ ؛ لِحَالِ نَافِعٍ أَبُو هُرْمُزَ ، وَهُوَ : نَافِعُ بْنُ هُرْمُزَ(2) ، وَقِيلَ : ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ(3) ، وَقِيلَ : ابْنُ عَبْدِ الوَاحِدِ(4) ، الجَمَّالُ ، البَصْرِيُّ ، مَوْلَى يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيِّ ، قَالَ أَحْمَدُ : " ضَعِيفُ الحَدِيثِ " ، وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ المَدِينِيِّ : " ضَعِيفٌ ، ضَعِيفٌ ، لَيْسَ بِشَيْءٍ " ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : " مَتْرُوكُ الحَدِيثِ ، ذَاهِبُ الحَدِيثِ " ، وَسَأَلَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ أَبَا زُرْعَةَ عَنْهُ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : " ضَعْيفُ الحَدِيثِ ؟ ، فَأَجَابَ : كَمَا يَكُونُ ، هُـوَ ذَاهِبٌ " ، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : " لَيْسَ بِشَيْءٍ " ، وَقَالَ مَـرَّةً : " لَيْسَ بِثِقَةٍ ، كَذَّابٌ " ، وَمَرَّةً : " ضَعِيفٌ " ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ : " لَيْسَ بِثِقَةٍ " ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : " كَانَ مِمَّنْ يَرْوِي عَنْ أَنَسٍ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ ، كَأَنَّهُ أَنَسٌ آخَرُ ، وَلاَ أَعْلَمُ لَهُ سَمَاعاً ، لاَ يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ ، وَلاَ كِتَابَةُ حَدِيثِهِ ، إِلاَّ عَلَى سَبِيلِ الاعْتِبَارِ ، رَوَى عَنْ عَطَاءٍ ، [ عَنِ ](5) ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ نُسْخَةً مَوْضُوعَةً " ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : " وَعَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ ، وَالضَّعْفُ عَلَى رِوَايَتِهِ بَيِّنٌ " ، وَقَالَ العُقَيْلِيُّ : " الغَالِبُ عَلَى حَدِيثِهِ الوَهْمُ " ، وَذَكَرَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي " الضُّعَفَاءِ وَالمَتْرُوكِينَ " .


ثَالِثاً : حَدِيثُ سَفِينَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _



أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِي " التَّارِيخِ الكَبِيرِ " (4/209) _ وَاللَّفْظُ لَهُ _ عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ ، وَالبَزَّارُ فِي " المُسْنَدِ " (رقم : 3242) عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ حَاتِمٍ ، وَابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي " تَارِيخِهِ " (2/689) ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي " المُعْجَمِ الكَبِيرِ " (7/81 _ رقم : 6434) مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيِّ المَدَنِيِّ ، وَأَبُو يَعْلَى فِي " المُسْنَدِ " _ كَمَا فِي " إِتْحَافِ الخِيَرَةِ المَهَرَةِ " لِلْبُوصِيرِيِّ (رقم : 1/6454) ، وَ " المَطَالِبِ العَالِيَةِ " لابْنِ حَجَرٍ (رقم : 3920) ، وَلَمْ أَعْثُرْ عَلَيْهِ فِي " المُسْنَدِ " المَطْبُوعِ _ عَنْ إِبْرَاهِيـمَ بْنِ مُحَمَّـدِ بْنِ عَرْعَـرَةَ ، وَالمَحَامِلِيُّ فِي " أَمَالِيهِ " (رقم : 526) مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ شُعَيْبٍ ، وَابْنُ عَدِيٍّ فِي " الكَامِلِ " (2/64) ، _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : البَيْهَقِيُّ فِي " السُّنَنِ الكُبْرَى " (7/67 _ رقم : 13186) _ مِنْ طَرِيقِ سُرَيْجِ بْنِ يُونُسَ ، وَابْنُ عَدِيٍّ فِي " الكَامِلِ " (5/53) مِنْ طَرِيقِ الحُسَيْنِ بْنِ عِيسَى ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي " المُعْجَمِ الكَبِيرِ " (7/81 _ رقم : 6434) مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي " مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ " (3/1393 _ رقم : 3515) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ فَرْوَةَ ، وَالبَيْهَقِيُّ فِي " شُعَبِ الإِيمَانِ " (5/233 _ رقم : 6489) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الوَلِيدِ ، كُلُّهُـمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ ، عَنْ بُرَيْهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَفِينَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ؛ قَالَ : احْتَجَمَ النَّبِيُّ فَقَالَ لِي : " خُذْ هَذَا الدَّمَ فَادْفِنْهُ مِنَ الطَّيْرِ وَالدَّوَابِّ وَالنَّاسِ " ، فَتَغَيَّبْتُ ، فَشَرِبْتُهُ ، ثُمَّ سَأَلَنِي ، أَوْ أُخْبِرَ أَنِّي شَرِبْتُهُ ، فَضَحِكَ .
وَلَمْ يَذْكِرِ البَزَّارُ ضَحِكَ النَّبِيِّ .
تَنْبِيهٌ : تَحَرَّفَ ( بُرَيْهٌ ) عِنْدَ البَيْهَقِيِّ إِلَى ( يَزِيدَ ) .
وَتَابَعَ ابْنَ أَبِي فُدَيْكٍ عَلَيْـهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ : أَخْرَجَـهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " المَجْرُوحِينَ " (1/111) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابْنُ الجَوْزِيِّ فِي " العِلَلِ المُتَنَاهِيَةِ " (1/185 _ رقم : 285) _ ، وَلَفْظُهُ : احْتَجَمَ النَّبِيُّ فَأَعْطَانِي دَمَهُ ؛ فَقَالَ : " اذْهَبْ فَوَارِهِ " ، فَذَهَبْتُ فَشَرِبْتُهُ ، فَرَجَعْتُ ، فَقَالَ : " مَا صَنَعْتَ بِهِ ؟ " ، قُلْتُ : وَارَيْتُهُ ، أَوْ قُلْتُ : شَرِبْتُهُ ، قَالَ : " احْتَرَزْتَ مِنَ النَّارِ " .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ مَدَارُهُ عَلَى بُرَيْهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَفِينَةَ ، وَاسْمُهُ : إِبْرَاهِيمُ ، وَبُرَيْهٌ لَقَبٌ غَلَبَ عَلَيْهِ ، وَهُوَ تَصْغِيرُ إِبْرَاهِيمَ ، وَقَدْ جَاءَ التَّصْرِيحُ بِاسْمِهِ عِنْدَ بَعْضِهِمْ ، ذَكَرَهُ البُخَارِيُّ فِي " التَّارِيخِ الكَبِيرِ " (2/149) وَقَالَ : " إِسْنَادُهُ مَجْهُولٌ " ، وَتَرْجَمَ لَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي " الجَـرْحِ وَالتَّعْدِيلِ " (2/438) وَلَمْ يَذْكُرْ فِيـهِ شَيْئـاً ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّـانَ فِي " المَجْرُوحِينَ " (1/111) فِيمَنِ اسْمُهُ إِبْرَاهِيمُ ؛ وَقَالَ : " يُخَالِفُ الثِّقَاتِ فِي الرِّوَايَاتِ ، وَيَرْوِي عَنْ أَبِيهِ مَا لاَ يُتَابَعُ عَلَيْهِ مِنْ رِوَايَةِ الأَثْبَاتِ ، فَلاَ يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِخَبَرِهِ بِحَالٍ " ، ثُمَّ ذَكَرَهُ فِي " الثِّقَاتِ " (6/119) ؛ وَقَالَ : " كَانَ مِمَّنْ يُخْطِىءُ " ، قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي " التَّهْذِيبِ " (1/379) : " ذَكَرَ ذَلِكَ فِي أَفْرَادِ حَرْفِ البَاءِ فِي بُرَيْهٍ ، فَكَأَنَّهُ ظَنَّهُ اثْنَيْنِ " ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي " الكَامِلِ " (2/64) : " وَلِبُرَيْهٍ _ هَذَا _ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَحَادِيثُ ، وَإِنَّمَا ذَكَرْتُهُ فِي كِتَابِي _ وَلَمْ أَجِدْ لِلْمُتَكَلِّمِينَ فِي الرِّجَالِ لأَحَدٍ مِنْهُمْ فِيهِ كَلاَماً _ لأَنِّي رَأَيْتُ أَحَادِيثَهُ لاَ يُتَابِعُهُ عَلَيْهَا الثِّقَاتُ ، وَلِبُرَيْهٍ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ مِنَ الحَدِيثِ _ شَيْءٌ يَسِيرٌ _ ، وَأَرْجُو أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ ، وَقَالَ العُقَيْلِيُّ فِي " الضُّعَفَاءِ " (1/167) : " لاَ يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ ، وَلاَ يُعْرَفُ إِلاَّ بِهِ " ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : " ضَعِيفٌ " .
أَمَّا أَبُوهُ عُمَرُ بْنُ سَفِينَةَ ؛ فَقَدِ اخْتُلِفَ فِيهِ : فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ : " " صَدُوقٌ " ، وَقَالَ العِجْلِيُّ فِي " مَعْرِفَةِ الثِّقَاتِ " (رقم : 1347) : " مَدَنِيٌّ ، تَابِعِيٌّ ، ثِقَةٌ " ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : " شَيْخٌ " ، قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي " المِيزَانِ " (2/385) _ فِي تَرْجَمَةِ العَبَّاسِ بْنِ الفَضْلِ العَدَنِيِّ _ : " فَقَوْلُهُ : ( هُوَ شَيْخٌ ) لَيْسَ هُوَ عِبَارَةُ جَرْحٍ ، وَلِهِذَا لَمْ أَذْكُرْ فِي كِتَابِنَا أَحَداً مِمَّنْ قَالَ فِيهِ ذَلِكَ ، وَلَكِنَّهَا _ أَيْضاً _ مَا هِيَ عِبَارَةُ تَوْثِيقٍ " ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ " (5/149) ؛ وَقَالَ : " يُخْطِىءُ " ، أَمَّا البُخَـارِيُّ ؛ فَقَالَ فِي " التَّارِيخِ الكَبِيرِ (6/160) : " إِسْنَادُهُ مَجْهُولٌ " ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي " الكَامِلِ " (5/53) _ بَعْدَ أَنْ أَخْرَجَ هَذَا الحَدِيثَ وَغَيْرَهُ فِي تَرْجَمَتِهِ _ : " وَهِيَ أَحَادِيثُ إِفْرَادَاتٌ لاَ تُرْوَى إِلاَّ مِنْ طَرِيقِ بُرَيْهٍ عَنْ أَبِيهِ " ، وَذَكَرَهُ العُقَيْلِيُّ فِي " الضُّعَفَاءِ " (3/168) ؛ وَقَالَ : " حَدِيثُـهُ غَيْرُ مَحْفُـوظٍ ، وَلاَ يُعْرَفُ إِلاَّ بِهِ " ، وَلَخَّصَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ العِبَـارَةَ فِيهِ ؛ فَقَالَ فِي " التَّقْرِيبِ " (رقم : 4908) : " صَدُوقٌ " .
وَالحَدِيثُ حَكَمَ عَلَيْهِ ابْنُ الجَوْزِيِّ فِي " العِلَلِ المُتَنَاهِيَةِ " بِأَنَّهُ لاَ يَصِحُّ ، وَقَالَ البُوصِيرِيُّ فِي " إِتْحَافِ الخِيَرَةِ المَهَرَةِ " _ عَقِبَهُ _ : " هَذَا إِسْنَادٌ مَجْهُولٌ ؛ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ " ، وَضَعَّفَهُ الحَافِظُ ابْنُ المُلَقِّنِ فِي " البَدْرِ المُنِيرِ " (1/480) .


رَابِعاً : حَدِيثُ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ أَبِي هِنْدٍ الحَجَّامِ


أَخْرَجَـهُ ابْنُ مَنْدَهْ فِي " مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ " _ كَمَا فِي " الإِصَابَةِ " لابْنِ حَجَرٍ (3/13) _ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي " مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ " (3/1364 _ رقم : 3443) مِنْ طَرِيقِ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الجَحَّافِ ، عَنْ سَالِمٍ ؛ قَالَ : حَجَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ ، وَشَرِبْتُ الدَّمَ مِنَ المِحْجَمَةِ ، وَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ شَرِبْتُهُ ، فَقَالَ : " وَيْحَكَ يَا سَالِمُ ! ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الدَّمَ حَرَامٌ ؟ ، لاَ تَعُدْ " .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ جَيِّـدٌ غَيْرَ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ ؛ فَيُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ ثِقَةٌ ، وَأَبُو الجَحَّافِ اسْمُهُ : دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ التَّمِيمِيُّ الكُوفِيُّ ، وَهُوَ مُخْتَلَفٌ فِيهِ ؛ فَقَدْ كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يُوَثِّقُهُ وَيَرْتَضِيهِ وَيُعَظِّمُهُ ، وَوَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : " صَالِحُ الحَدِيثِ " ، وَقَالَ النَّسَائِـيُّ : " لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ " ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّـانَ فِي " الثِّقَاتِ " (6/280) وَقَالَ : " يُخْطِىءُ " ، أَمَّا ابْنُ عَدِيٍّ ؛ فَكَانَ يُضَعِّفُـهُ ، فَقَالَ فِي " الكَامِلِ " (3/82) : " لَهُ أَحَادِيثُ ، وَهُوَ مِنْ غَالِيَةِ أَهْلِ التَّشَيُّعِ ، وَعَامَّةُ حَدِيثِهِ فِي أَهْلِ البَيْتِ ، وَلَمْ أَرَ لِمَنْ تَكَلَّمَ فِيهِ كَلاَماً ، وَهُـوَ عِنْدِي لَيْسَ بِالقَوِيِّ ، وَلاَ مِمَّنْ يُحْتَجُّ بِهِ فِي الحَدِيثِ " ، وَذَكَرَهُ العُقَيْلِيُّ فِي " الضُّعَفَاءِ " (2/37) ، وَقَالَ الأَزْدِيُّ : " زَائِغٌ ، ضَعِيفٌ " ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ ، لِذَا ؛ قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي " المُغْنِي " (رقم : 2018) : " وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ ، وَهُوَ صُوَيْلِحٌ " ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي " التَّقْرِيبِ " (رقم : 1805) : " وَهُوَ صَدُوقٌ ، شِيعِيٌّ ، رُبَّمَا أَخْطَأَ " .

أَقُولُ : وَقَدْ عَدَّ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ أَبَا الجَحَّافِ _ هَذَا _ فِي الطَّبَقَةِ السَّادِسَةِ ، وَهُمْ مَنْ لَمْ يَثْبُتْ لَهُمْ لِقَاءُ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ ، وَمَنْ نَظَرَ فِي تَرْجَمَةِ أَبِي الجَحَّافِ فِي " تَهْذِيبِ الكَمَالِ " يَرَى أَنَّ كُلَّ شُيُوخِهِ مِنَ التَّابِعِينَ ، فَتَكُونُ رِوَايَتُهُ _ هَذِهِ _ مُنْقَطِعَةً عَلَى هَذَا الأَسَاسِ ، وَلَمْ يُنَبِّهِ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ عَلَى ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ " التَّلْخِيصِ الحَبِيرِ " (1/30) ، وَاكْتَفَى بِقَوْلِهِ : " وَفِي إِسْنَادِهِ أَبُو الجَحَّافِ ، وَفِيهِ مَقَالٌ " !! .
وَقَدْ وَقَفْتُ لِلْحَدِيثِ عَلَى شَاهِدٍ _ مُنْكَرٍ _ ؛ أَخْرَجَهُ : ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي " السُّنَّةِ " (2/556 _ رقم : 1165 ؛ مُخْتَصَراً) وَ " الآحَادِ وَالمَثَانِي " (2/20 _ رقم : 790 ؛ مُخْتَصَراً) _ وَاللَّفْظُ لَهُ _ ، وَالطَّبْرَانِيُّ فِي " المُعْجَمِ الكَبِيرِ " (6/60 _ رقم : 5513 ؛ مُخْتَصَراً) ، وَابْنُ عَسَاكِرَ فِي " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (19/416 _ 417 ؛ مُطَوَّلاً) مِنْ طَرِيقِ شَبَابَةَ بْنِ سَوَّارٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ البَاهِلِيِّ ، عَنْ عَتَّابِ بْنِ سُفْيَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ الْجُمَحِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ الْجُمَحِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُـولُ اللَّهِ ذَاتَ يَوْمٍ : " يَا أَبَا بَكْرٍ ؛ تَعَالَ ، وَتَعَالَ يَا عُمَرُ " ، فَقَالَ : " إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أُؤَاخِيَ بَيْنَكُمَا بِوَحْيٍ أُنْزِلَ عَلَيَّ مِنَ السَّمَاءِ ، فَأَنْتُمَا أَخَوَانِ فِي الدُّنْيَا ، وَأَخَوَانِ فِي الجَنَّةِ ، فَلْيُسَلِّمْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا عَلَى صَاحِبِهِ ، وَلْيُصَافِحْهُ " ، فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بَيْدِ عُمَرَ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا _ ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ؛وَقَالَ : " تَكُونُ قَبْلَهُ ، وَتَمُوتُ قَبْلَهُ " ، وَقَالَ : " يَا زُبَيْرُ ، وَيَا طَلْحَةُ ؛ تَعَالَيَا ، أُمِرْتُ أَنْ أُؤَاخِيَ بَيْنَكُمَا ، فَأَنْتُمَا أَخَوَانِ فِي الدُّنْيَا ، أَخَوَانِ فِي الْجَنَّةِ ، وَلْيُسَلِّمْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا عَلَى صَاحِبِهِ ، وَلْيُصَافِحْهُ " ، فَفَعَلاَ ، ثُمَّ قَالَ : " يَا عَلِيُّ ؛ تَعَالَ ، وَيَا عَمَّارُ ؛ تَعَالَ ، أُمِرْتُ أَنْ أُؤَاخِيَ بَيْنَكُمَا ، أَنْتُمَا أَخَوَانِ فِي الدُّنْيَا ، أَخَوَانِ فِي الجَنَّةِ ، فَلْيُسَلِّمْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا عَلَى صَاحِبِهِ ، وَلْيُصَافِحْهُ " ، فَفَعَلا ، ثُمَّ قَالَ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، وَابْنِ مَسْعُودٍ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَفَعَلاَ ، ثُمَّ قَالَ لأَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَفَعَلاَ ، ثُمَّ قَالَ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَصُهَيْبٍ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَفَعَلاَ ، ثُمَّ قَالَ لأَبِي ذَرٍّ ، وَهِلاَلٍ مَوْلَى المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ مِثْلَ ذَلِكَ ،ثُمَّ قَالَ : " يَا أُسَامَةُ ، يَا أَبَا هِنْدَ ؛ تَعَالَيَا _ حَجَّاماً كَانَ يَحْجِمُ النَّبِيَّ شَرِبَ دَمَهُ _ " ، فَقَالَ لَهُمَا مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ قَالَ لأَبِي أَيُّوبَ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ مِثْـلَ ذَلِكَ ، فَالْتَفَتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ عَوْفٍ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ _ ، ... ثُمَّ ذَكَرَ الحَدِيثَ بِطُولِهِ .
جَاءَ لَفْظُهُ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ : " حَجَّاماً كَانَ يَحْجِمُ النَّبِيَّ ، فَيَشْرَبُ دَمَهُ " .
وَجَاءَ عِنْدَ ابْنِ عَسَاكِرَ : عَنْ سَعْدٍ ، أَوْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ الجُمَحِيِّ ، وَلَفْظُهُ : " حَجَّاماً كَانَ يَحْجِمُ النَّبِيَّ ، الَّذِي شَرِبَ مِنْ دَمِ رَسُولِ اللَّهِ " .
أَقُولُ : هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ ؛ وَهُوَ مِمَّا تَفَرَّدَ بِهِ شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ ، الفَزَارِيُّ ، أَبُو عَمْرٍو ، المَدَائِنِيُّ ، وَهُوَ عَلَى ثِقَتِهِ ، إِلاَّ أَنَّ لَهُ غَرَائِبَ انْفَرَدَ بِهَا ، وَأَرَى أَنَّ هَذَا مِنْهَا ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ البَاهِلِيُّ هُوَ : جَعْفَرُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، المَدَائِنِيُّ _ كَمَا جَاءَ التَّصْريحُ بِاسْمِهِ عِنْـدَ ابْنِ عَسَاكِرَ فِي " التَّاريخِ " ، وَالذَّهَبِيِّ فِي " السِّيَرِ " (1/143) _ ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : " هُوَ شَيْخٌ مَجْهُولٌ لاَ أَعْرِفُهُ " ، وَقَالَ العُقَيْلِيُّ فِي " الضُّعَفَاءِ " (1/190) : " أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ لاَ يُتَابَعُ مِنْهَا عَلَى شَيْءٍ " ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ السِّنْدِيُّ بْنُ عَبْدُويَهْ _ كَمَا نَقَلَ ذَلِكَ عَنْهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي " الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ " (2/490) _ ، وَعَتَّابُ بْنُ سُفْيَانَ _ كَذَا جَاءَ اسْمُهُ عِنْدَ ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ _ ، لَمْ أَقِفْ لَهُ عَلَى تَرْجَمَةٍ ، وَجَاءَ اسْمُهُ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ : ( غِيَاثُ بْنُ سُفْيَانَ ) ، وَعِنْدَ ابْنِ عَسَاكِرَ : ( عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ ) ، وَعِنْدَ الذَّهَبِيِّ : ( غِيَاثُ بْنُ شُقَيْرٍ ) ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ ، وَالحَدِيثُ قَالَ عَنْهُ الذَّهِبِيُّ فِي " السِّيَرِ " : " تَفَرَّدَ بِهِ شَبَابَةُ ، وَلاَ يَصِحُّ ، وَالمَحْفُوْظُ أَنَّهُ آخَى بَيْنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ ؛ لِيَحْصُلَ بِذَلِكَ مُؤَازَرَةٌ وَمُعَاوَنَةٌ لِهَؤُلاَءِ بِهَؤُلاَءِ " .


خَامِساً : حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ


ذَكَرَ أَبُو القَاسِمِ الرَّافِعِيُّ فِي " شَرْحِ الوَجِيزِ " _ كَمَا فِي " البَدْرِ المُنِيرِ " (1/479) لابْنِ المُلَقِّنِ ، وَ " التَّلْخِيصِ الحَبِيرِ " (1/31) لابْنِ حَجَرٍ _ أَنَّهُ يُرْوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ شَرِبَ دَمَ رَسُولِ اللَّهِ ، وَقَدْ تَعَقَّبَهُ الحَافِظُ ابْنُ المُلَقِّنِ بِقَوْلِهِ : " هَذَا غَرِيبٌ مِنْهُ ، لاَ أَعْلَمُ مَنْ خَرَّجَهُ بَعْدَ البَحْثِ عَنْهُ " ، وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ : " لَمْ أَجِدْهُ " .


سَادِساً : حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ


أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي " الآحَادِ وَالمَثَانِي " (3/598 _ رقم : 2097) وَاللَّفْظُ لَهُ _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : أَبُو نُعَيْمٍ فِي " مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ " (5/2456 _ رقم : 5994) _ ، وَأَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ _ كَمَا فِي " سُبُلِ الهُدَى وَالرَّشَادِ " (10/39) لِمُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الصَّالِحِيِّ ، و " الإِصَابَةِ " (5/727) لابْنِ حَجَرٍ _ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي " المُعْجَمِ الكَبِيرِ " (6/34 _ رقم : 5430) مِنْ طَرِيقِ الصَّلْتِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَالحَاكِمُ فِي " المُسْتَدْرَكِ " (3/649 _ رقم : 6386 ) و (3/651 _ رقم : 6394) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الطَّبَّاعِ ، كِلاَهُمَا عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، حَدَّثَتْنِي أُمِّي أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ _ وَهُوَ : سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ _ ، أَنَّهَا سَمِعَتْ أُمَّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِنْتَ أَبِي سَعِيدٍ تُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِيهَا ؛ أَنَّهُ قَالَ : أُصِيبَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ يَوْمَ أُحُدٍ ، فَاسْتَقْبَلَهُ مَالِكُ ابْنُ سِنَانٍ ، فَمَلَخَ(6) الدَّمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ، ثُمَّ ازْدَرَدَهُ(7) ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَنْ خَالَطَ دَمِي دَمَهُ ؛ فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ " .
وَجَاءَ لَفْظُهُ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ : ( فَمَصَّ جُرْحَ رَسُولِ اللَّهِ ) .
وَجَاءَ عِنْدَ الحَاكِمِ _ فِي المَوْضِعِ الأَوَّلِ _ : ( فَلَحَسَ الدَّمَ عَنْ وَجْهِـهِ بِفَمِهِ ، ثُمَّ ازْدَرَدَهُ ) ، وَفِي المَوْضِعِ الثَّانِي : ( فَمَسَحَ الدَّمَ عَنْ وَجْهِ النَّبِيِّ ، ثُمَّ ازْدَرَدَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَنْ خَالَطَ دَمِي دَمَهُ ؛ فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ ) .
قَالَ الذَّهَبِـيُّ فِي " تَلْخِيصِ المُسْتَدْرَكِ " _ وَهُـوَ بِهَامِشِ " المُسْتَدْرَكِ " (3/649) _ : " إِسْنَادُهُ مُظْلِمٌ " .
وَقَالَ ابْنُ المُلَقِّنِ فِي " البَدْرِ المُنِيرِ " (1/48) : " وَفِيهِ مَجَاهِيلُ لاَ أَعْرِفُهُمْ بَعْدَ الكَشْفِ عَنْهُمْ " .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ جِـدّاً ، مُسَلْسَلٌ بَالمَجَاهِيلِ ؛ فَمُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ هُوَ : الأَوْسِيُّ ، الأَنْصَارِيُّ ، لَمْ يُتَرْجِمْ لَهُ غَيْرُ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ فِي " الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ " (8/161) _ وَعَنْهُ الخَطِيبُ البَغْدَادِيُّ فِي " تَارِيخِ بَغْدَادَ " (3/20) _ ؛ فَقَالَ : " رَوَى عَنْ أُمِّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِنْتِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ، رَوَى عَنْهُ سَقَطٌ ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : هُوَ شَيْخٌ مَدِينِيٌّ ، قَدِمَ بَغْدَادَ ، نَزَلَ دَرْبَ الأَنْصَارِ " ، وَأُمُّهُ أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ مَسْعُودٍ ، وَأُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِنْتُ أَبِي سَعِيدٍ لَمْ أَقِفْ لَهُمَا عَلَى تَرْجَمَةٍ .
وَقَدْ تُوبِعَتْ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِنْتُ أَبِي سَعِيدٍ عَلَيْهِ ، تَابَعَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ ، أَخْرَجَ مُتَابَعَتَهُ : الطَّبَرَانِيُّ فِي " المُعْجَمِ الأَوْسَطِ " (9/47 _ رقم : 9098) وَاللَّفْظُ لَهُ *_ وَمِنْ طَرِيقِهِ : أَبُو نُعَيْمٍ فِي " مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ " (5/2456 _ رقم : 5994) _ ، وَأَبُو عَلِيِّ ابْنُ السَّكَنِ _ كَمَا فِي " سُبُلِ الهُدَى وَالرَّشَـادِ " (10/39) لِمُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الصَّالِحِيِّ ، وَ " الإِصَابَةِ " (5/727) لابْنِ حَجَرٍ _ مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ المُنْذِرِ ، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ أَبِي شَمْلَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنِ ابْنِ الأَسْقَعِ ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ؛ أَنَّ أَبَاهُ مَالِكَ بْنَ سِنَانٍ لَمَّا أُصِيبَ رَسُولُ اللَّهِ فِي وَجْهِهِ يَوْمَ أُحُدٍ ؛ مَصَّ دَمَ رَسُولِ اللَّهِ وَازْدَرَدَهُ ، فَقِيلَ لَهُ : أَتَشْرَبُ الدَّمَ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، أَشْرَبُ دَمَ رَسُولِ اللَّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " خَالَطَ دَمِي بِدَمِهِ ، لاَ تَمَسُّهُ النَّارُ " .
أَقُولُ : وَهَذَا سَنَدٌ وَاهٍ جِدّاً _ أَيْضاً _ ، وَالمَتْنُ مُنْكَرٌ ؛ إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ هُوَ : ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، الحِزَامِيُّ ، القُرَشِيُّ ، المَدَنِيُّ ، أَبُو إِسْحَاقَ ، وَهُوَ وَإِنْ كَانَ صَدُوقاً ؛ إِلاَّ أَنَّ زَكَرِيَّا بْنَ يَحْيَى السَّاجِيَّ قَالَ فِيهِ : " عِنْدَهُ مَنَاكِيرُ " ، قَالَ الخَطِيبُ البَغْدَادِيُّ فِي " تَارِيخِ بَغْدَادَ " (6/179) : " أَمَّا المَنَاكِيرُ ؛ فَقَلَّ مَا يُوجَدُ فِي حَدِيثِهِ ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَنِ المَجْهُولِينَ وَمَنْ لَيْسَ بِمَشْهُورٍ عِنْدَ المُحَدِّثَينَ ، وَمَعَ هَذَا ؛ فَإِنَّ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ وَغَيْرَهُ مِنَ الحُفَّاظِ كَانُوا يَرْضَوْنَهُ وَيُوَثِّقُونَهُ " ، وَشَيْخُهُ فِي هَذَا الحَدِيثِ _ وَهُوَ : عَبَّاسُ بْنُ أَبِي شَمْلَةَ ، أَبُو الفَضْلِ ، المَدِينِيُّ _ مَجْهُولُ الحَالِ ، ذَكَرَهُ البُخَارِيُّ فِي " التَّارِيخِ الكَبِيرِ " (7/8) ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي " الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ " (6/217) ، وَذَكَرَا أَنَّهُ رَوَى عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْـدِ بْنِ مَيْمُونَ ، وَلَمْ يَذْكُرَا فِيهِ جَرْحاً وَلاَ تَعْدِيلاً ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ " (8/509) ؛ لأَنَّهُ جَعَلَ الأَصْلَ فِي كُلِّ رَاوٍ اللَّحَاقَ بِالثِّقَاتِ إِذَا لَمْ يَقِفْ فِي رِوَايَتِـهِ عَلَى مَا يُطْعَنُ فِيهِ لأَجْلِهِ ، وَمُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ هُوَ : الزَّمْعِيُّ ، أَبُو مُحَمَّدٍ ، المَدَنِيُّ ، اخْتَلَفَتْ عِبَارَةُ الأَئِمَّةِ فِيهِ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ صَدُوقٌ سَيِّءُ الحِفْظِ _ كَمَا قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي " التَّقْرِيبِ " _ ، وَشَيْخُهُ ابْنُ الأَسْقَعِ هُوَ : مُصْعَبُ بْنُ الأَسْقَعِ _ كَمَا جَاءَ التَّصْرِيحُ بِاسْمِهِ عِنْدَ الصَّالِحِيِّ فِي " سُبُلِ الهُدَى وَالرَّشَادِ " _ ، وَهُوَ مَجْهُولٌ ، لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ ، وَقَـدْ ذَكَرَهُ البُخَارِيُّ فِي " التَّارِيخِ الكَبِيرِ " (7/353) ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي " الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ " (8/307) ، وَلَمْ يَذْكُرَا فِيهِ شَيْئاً ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ " (9/174) عَلَى قَاعِدَتِهِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا عَنْهُ سَابِقاً ، إِلاَّ أَنَّ اسْمَهُ تَحَرَّفَ عِنْدَهُ إِلَى : ( مُصْعَبِ بْنِ الأَشَجِّ ) ، وَرُبَيْحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، مُخْتَلَفٌ فِيهِ ؛ فَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : " أَرْجُو أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ " ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ " (6/309) ، أَمَّا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ؛ فَقَالَ : " رُبَيْحٌ رَجُلٌ لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ " ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ : " شَيْخٌ " ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ فِي " العِلَلِ الكَبِيرِ " عَنِ البُخَارِيِّ : " مُنْكَرُ الحَدِيثِ " ، لِذَا ؛ قَالَ عَنْهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي " التَّقْرِيبِ " : " مَقْبُولٌ " .
وَالحَدِيثُ أَخْرَجَـهُ _ أَيْضاً _ الوَاقِدِيُّ فِي " المَغَازِي " (ص : 248) مُعَلَّقاً _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابْنُ عَسَاكِرَ فِي " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (20/385) _ فَقَالَ : وَكَانَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ أُصِيبَ وَجْهُهُ يَوْمَ أُحُدٍ ، فَدَخَلَتِ الحَلَقَتَانِ مِنَ المِغْفَرِ فِي وَجْنَتَيْهِ ، فَلَمَّا نُزِعَتَا ، جَعَلَ الدَّمُ يَسْرُبُ كَمَا يَسْرُبُ الشَّنُّ ، فَجَعَلَ مَالِكُ بْنُ سِنَانٍ يَمْلُجُ(8) الدَّمَ بِفِيهِ ، ثُمَّ ازْدَرَدَهُ ، فَقَالَ رَسُـولُ اللَّهِ : " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَنْ خَالَطَ دَمُهُ دَمِي ؛ فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ " ، فَقِيلَ لِمَالِكٍ : تَشْرَبُ الدَّمَ ؟ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، أَشْرَبُ دَمَ رَسُولِ اللَّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " مَنْ مَسَّ دَمُهُ دَمِي ، لَمْ تُصِبْهُ النَّارُ " .
أَقُولُ : وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ جِدّاً _ أَيْضاً _ ؛ لأَجْلِ الوَاقِدِيِّ ، فَهُوَ مَتْرُوكٌ كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ ، وَلأَجْلِ الرُّوَاةِ السَّاقِطِينَ مِنَ الإِسْنَادِ .
وَالحَدِيثُ وَرَدَ مُرْسَلاً _ أَيْضاً _ : أَخْرَجَهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي " السُّنَنِ " (رقم : 2573) ، وَالبَيْهَقِيُّ فِي " دَلاَئِلِ النُّبُوَّةِ " (3/266) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ ؛ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الحَارِثِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ السَّائِبِ حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ مَالِكاً أَبَا أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ لَمَّا جُرِحَ النَّبِيُّ يَوْمَ أُحُدٍ ؛ مَصَّ جُرْحَهُ حَتَّى أَنْقَاهُ ، وَلاَحَ أَبْيَضَ ، فَقِيلَ لَهُ : مُجَّهُ ، فَقَالَ : لاَ وَاللَّهِ لاَ أَمُجُّهُ أَبَداً ، ثُمَّ أَدْبَرَ يُقَاتِلُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ ؛ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا " ، فَاسْتُشْهِدَ .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ مِصْرِيٌّ جَيِّدٌ ، إِلاَّ أَنَّهُ مُرْسَلٌ ، وَالمُرْسَلُ مِنْ أَقْسَامِ الضَّعِيفِ كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ .


سَابِعاً : حَدِيثُ أَبِي طَيْبَةَ الحَجَّامِ


وَرَدَ فِي بَعْضِ كُتُبِ الفِقْهِ الحَنَفِيِّ(9) وَالشَّافِعِيِّ(10) أَنَّ أَبَا طَيْبَةَ الحَجَّامَ شَرِبَ دَمَ رَسُولِ اللَّهِ وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ ، وَفِي رِوَايَةٍ : أَنَّهُ قَالَ لَهُ بَعْدَمَا شَرِبَ الدَّمَ : " لاَ تَعُدْ ، الدَّمُ حَرَامٌ كُلُّهُ " .
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ المُلَقِّنِ فِي " البَدْرِ المُنِيرِ " (1/473) : " هَذَا الحَدِيثُ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ ، لاَ أَعْلَمُ مِنْ خَرَّجَهُ بَعْدَ شِدَّةِ البَحْثِ عَنْهُ ، قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ بْنُ الصَّلاَحِ فِي كَلاَمِهِ عَلَى ( الوَسِيطِ ) : هَذَا الحَدِيثُ غَرِيبٌ عِنْدَ أَهْلِ الحَدِيثِ ، لَمْ أَجِدْ لَهُ مَا يَثْبُتُ بِهِ ، وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي " شَرْحِ المُهَذَّبِ "(11) : هَذَا الحَدِيثُ مَعْرُوفٌ ، لَكِنَّهُ ضَعِيفٌ " .
وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي " التَّلْخِيصِ الحَبِيرِ " (1/30) : " أَمَّا الرِّوَايَةُ الأُولَى ؛ فَلَمْ أَرَ فِيهَا ذِكْراً لأَبِي طَيْبَةَ ، بَلِ الظَّاهِرُ أَنَّ صَاحِبَهَا غَيْرُهُ ؛ لأَنَّ أَبَا طَيْبَةَ مَوْلَى بَنِي بَيَاضَةَ مِنْ الأَنْصَارِ ، وَالَّذِي وَقَعَ لِي فِيهِ أَنَّهُ صَدَرَ مِنْ مَوْلًى لِبَعْضِ قُرَيْشٍ ، وَلاَ يَصِحُّ أَيْضاً " ، ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا _ السَّابِقِ _ وَتَكَلَّمَ عَلَيْهِ ، ثُمّ قَالَ : " وَأَمَّا الرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ ، فَلَمْ أَرَ فِيهَا ذِكْرًا لأَبِي طَيْبَةَ _ أَيْضاً _ ، بَلْ وَرَدَ فِي حَقِّ أَبِي هِنْدٍ " .


الخُلاَصَةُ ؛ لاَ يَصِحُّ فِي هَذَا البَابِ شَيْءٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ؛ فَالأَحَادِيثُ الوَارِدَةُ فِي ذَلِكَ كُلُّهَا ضَعِيفَةٌ ، وَلاَ تَصْلُحُ لأَنْ يَعْضُدَ بَعْضُهَا بَعْضاً ، وَاللَّهُ _ تَعَالَى _ أَعْلَى وَأَعْلَمُ .


_ تَمَّ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى _


(1)مَا بَيْنَ المَعْقُوفَيْنِ سَقَطَ مِنَ الأَصْلِ ، وَقُمْتُ بِاسْتِدْرَاكِـهِ مِنَ " البَدْرِ المُنِيرِ " لابْنِ المُلَقِّنِ (1/473) ، وَ " التَّلْخِيصِ الحَبِيرِ " لابْنِ حَجَرٍ (1/30) .

(2)كَذَا فِي " المِيزَانِ " (4/243) ، و " المُغْنِي " (رقم : 6588) لِلذَّهَبِيِّ ، و " تَنْزِيهِ الشَّرِيعَةِ " (1/121) لابنِ عَرَّاقٍ .

(3)كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثٍ عِنْدَ ابْنِ عَدِيٍّ فِي " الكَامِلِ " (7/49) ، وَابْنِ القَيْسَرَانِيِّ فِي " العُلُوِّ وَالنُّزُولِ " (رقم : 23) .

(4)كَذَا سَمَّاهُ العُقَيْلِيُّ فِي " الضُّعَفَاءِ " (4/286) .

(5)جَاءَ فِي الأَصْلِ : ( رَوَى عَنْ عَطَاءٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ ) ، وَالصَّوَابُ مَا أَثْبَتْنَاهُ ؛ لأَنَّهُ لاَ يَرْوِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَة إِلاَّ مِنْ طَرِيقِ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ .

(6)المَلْخُ : جَذْبُ الشَّيْءِ قَبْضاً وَعَضّاً ، وَقَدْ مَلَخَ الشَّيْءَ يَمْلَخُ مَلْخاً وَامْتَلَخَهُ : اجْتَذَبَهُ فِي اسْتِلاَلٍ ، وَيَكُونُ ذَلِكَ قَبْضاً وَعَضّاً .

(7) ازْدَرَدَ اللُّقْمَةَ : ابْتَلَعَهَا .

(8)المَلْجُ : المَصُّ ، يُقَالُ : مَلَجَ الصَّبِيُّ أُمَّهُ مَلْجاً ؛ إِذَا رَضَعَهَا .

(9)كَـ : " تَبْيِينِ الحَقَائِقِ " لِلزَّيْلَعِيِّ (4/51) .

(10)كَـ : " الحَاوِي الكَبِيرِ " لِلْمَاوَرْدِيِّ (1/67) ، و " فَتْحِ العَزِيزِ شَرْحِ الوَجِيزِ " لِلرَّافِعِيِّ (1/29) ، و " المَجْمُوعِ " لِلنَّوَوِيِّ (1/234) ، و " الإِقْنَاعِ " لِلشِّرْبِينِيِّ ، وَغَيْرِهَا .


(11)" المَجْمُوعُ " (1/234) .

منقول
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2013-06-11, 10:17 AM
القرش القرش غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-21
المكان: المدينه المنورة
المشاركات: 431
افتراضي

حفظك الله من كل مكروه ورفع الله قدرك





وغفر ذنبك وفرج همك







دمت في حفظ الرحمن
__________________


رحم الله الشيخ رحمة واسعة
الشيخ ابن باز توتر
http://www.google.com.sa/url?sa=t&rc...3PnX0_fHcCeMtg[/CENTER]
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2013-06-27, 06:39 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 703
افتراضي

[glow1=FF66FF]
[frame="11 98"]
[rainbow]
[align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيك ونفعك بك، ووفقني وإياك لما يحب ويرضى.
[/align]
[/rainbow]
[/frame]
[/glow1]
__________________








رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2013-06-27, 09:41 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 918
افتراضي

باركــ الله فيكـ وآثابكـ الله تعالى
أخى القرش جزاك الله خير
وأنـــــآر دربــكـ وفــرج هـــمكـِ
وأسعد الله قلبكـ وشرح صدركـ ِ
وجعل الله الجنة موطني وموطنكـ
والفـردوس داري وداركــ
وأسأل الله أن يغفر لي ولكـ
بانتظار جديدك بشوق
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2013-06-27, 09:42 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 918
افتراضي

باركــ الله فيكـ وآثابكـ الله تعالى
أخى ابو عادل جزاك الله خير
وأنـــــآر دربــكـ وفــرج هـــمكـِ
وأسعد الله قلبكـ وشرح صدركـ ِ
وجعل الله الجنة موطني وموطنكـ
والفـردوس داري وداركــ
وأسأل الله أن يغفر لي ولكـ
بانتظار جديدك بشوق
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2013-06-30, 06:10 PM
أم إيناس أم إيناس غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-06-21
المشاركات: 1
افتراضي

نرجو السماح بنسخ البحوث والمقالات.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2018-04-08, 09:52 AM
معاوية فهمي إبراهيم مصطفى معاوية فهمي إبراهيم مصطفى غير متواجد حالياً
مشرف قسمي العيادة الصحية والمجتمع المسلم
 
تاريخ التسجيل: 2018-02-05
المشاركات: 2,855
افتراضي رد: الثمر الجنى بتخريج ما ورد فى شرب دم الرسول صَلِّ الله عليه وسلم

سلمت يمينك و جزاك الله خيراً.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع الأقسام الرئيسية مشاركات المشاركة الاخيرة
العَطَاءَاتُ الرّبّانِيَّةُ لِسَيِّدِ البَرِيَّةِ معاوية فهمي إبراهيم مصطفى السنة ومصطلح الحديث 0 2020-02-09 11:18 AM
أهم الأحداث التي وقعت في ربيع الأول معاوية فهمي إبراهيم مصطفى السير والتاريخ وتراجم الأعلام 0 2019-11-07 04:03 PM

 link 
*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 شركة عزل خزانات بجدة   اشتراك كاسبر 
 شركة كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه بالدمام   افضل شركة عزل فوم بالرياض   مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 
 شركة تسليك مجاري بالرياض   شركة فحص مواسير المياه بالرياض   شركة عزل اسطح بالقصيم   شركة نقل عفش بالرياض   شركة تخزين اثاث في الرياض   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل أسطح بالرياض   شركة عزل فوم بالرياض   تخزين اثاث بالرياض   شركة تخزين اثاث   تخزين عفش بالرياض 
 يلا شوت   متجر اوثق لقطع غيار السيارات الصينية   تأشيرة أذربيجان   منشار خرسانة 
 أسعار تخزين الأثاث بالرياض   شركة كشف تسربات المياة بمكة   كشف تسريبات   شركة كشف تسربات المياه بالخبر   جهاز تحديد اعطال الكابلات   شركة تخزين اثاث بالرياض 
 كشف تسربات المياه مجانا   لحام خزانات فيبر جلاس بالرياض   شركة تخزين عفش بالرياض   برنامج ارسال رسائل الواتساب   شركة تسليك مجاري بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   شركة مقاولات   تنسيق حدائق 
 دردشه كتابيه   مكتب محاماة   شركة محاماة   شركة تصميم مواقع   خبير تسويق الكتروني   شات الرياض  2750018 )  يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت 
 شركة حور كلين للتنظيف 
 تركيب اجهزه رذاذ   فلاتر تحليه مياه   مؤسسة رذاذ نقي   رذاذ الرياض   تفصيل مجالس بالرياض 
 ساندوتش بانل   التميز للمقاولات العامة   حاتم للمقاولات العامة   مظلات وسواتر الرياض 
 شركة عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   شركة عزل شينكو بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة كشف تسربات المياه 
 شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات 
 مستودعات تخزين بالرياض 
 yalla shoot   يلا شوت لايف   يلا شوت 
 عزل الفوم ضد الحرارة بالرياض   نصائح لكشف وإصلاح التسربات بالرياض   ترميم ديكورات بالرياض 
 شركة نقل عفش   تخزين اثاث بالرياض   شركة كشف تسربات مع الضمان بالرياض   فني رش حشرات بالرياض يوصل للبيت   فني تسليك مجاري ٢٤ ساعة بالرياض   شركة كشف تسربات المياه بالاحساء   شركة ترميم المنازل بالاحساء   شركة عزل اسطح بالاحساء   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض 
 شركة نقل اثاث بالرياض   افضل شركة مكافحة النمل الابيض بالرياض   شركة عزل فوم بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض 
 مستودعات وهناجر   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض   شركة جلاء للمحاماة   دعاء القنوت 
المهندس | العالمية للخدمات المنزلية بالسعودية | دليل السياح | تقنية تك | بروفيشنال برامج | موقع . كوم | أفضل كورس سيو أونلاين بالعربي | المشرق كلين | الضمان | Technology News | خدمات منزلية بالسعودية | فور رياض | الحياة لك | كوبون ملكي | اعرف دوت كوم | طبيبك | شركة المدينة الذهبية للخدمات المنزلية | خدماتنا فى البلد | الزاجل دوت كوم

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2025 Jelsoft Enterprises Ltd
الليلة الحمراء عند الشيعة، الغرفة المظلمة عند الشيعة، ليلة الطفية، ليلة الطفية عند الشيعة، الليلة الظلماء عند الشيعة، ليلة الظلمة عند الشيعة الليلة السوداء عند الشيعة، ليلة الطفيه، ليلة الطفية'' عند الشيعة، يوم الطفية'' عند الشيعة، ليلة الطفيه الشيعه، يوم الطفيه عند الشيعه ليله الطفيه، ماهي ليلة الطفيه عند الشيعه، الطفيه، الليلة المظلمة عند الشيعة، ماهي الليله الحمراء عند الشيعه يوم الطفيه، الطفية، الليله الحمراء عند الشيعه، ليلة الظلام عند الشيعة، الطفية عند الشيعة، حقيقة ليلة الطفية أنصار السنة | منتدى أنصار السنة | أنصار السنة المحمدية | جماعة أنصار السنة المحمدية | جماعة أنصار السنة | فكر أنصار السنة | فكر جماعة أنصار السنة | منهج أنصار السنة | منهج جماعة أنصار السنة | جمعية أنصار السنة | جمعية أنصار السنة المحمدية | الفرق بين أنصار السنة والسلفية | الفرق بين أنصار السنة والوهابية | نشأة جماعة أنصار السنة | تاريخ جماعة أنصار السنة | شبكة أنصار السنة | انصار السنة | منتدى انصار السنة | انصار السنة المحمدية | جماعة انصار السنة المحمدية | جماعة انصار السنة | فكر انصار السنة | فكر جماعة انصار السنة | منهج انصار السنة | منهج جماعة انصار السنة | جمعية انصار السنة | جمعية انصار السنة المحمدية | الفرق بين انصار السنة والسلفية | الفرق بين انصار السنة والوهابية | نشاة جماعة انصار السنة | تاريخ جماعة انصار السنة | شبكة انصار السنة | انصار السنه | منتدى انصار السنه | انصار السنه المحمديه | جماعه انصار السنه المحمديه | جماعه انصار السنه | فكر انصار السنه | فكر جماعه انصار السنه | منهج انصار السنه | منهج جماعه انصار السنه | جمعيه انصار السنه | جمعيه انصار السنه المحمديه | الفرق بين انصار السنه والسلفيه | الفرق بين انصار السنه والوهابيه | نشاه جماعه انصار السنه | تاريخ جماعه انصار السنه | شبكه انصار السنه |